عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-17, 01:00 AM   #6

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس
كان الأسبوعان التاليان وقتاً عصيباً على كايت ,بالنسبة إلى الأعمال لم تكن مرة راضية عن عملها كما هى الآن. كان فيليب سعيداً بالصور التى أُخذت لليخت , و قال أنها أكثر بكثير من مناسبة لمجرد أدلة لشركة التأمين , و هذا ما أعطاها الرضى و السعادة لتعمل بصورة أفضل للإعلانات السياحية . كل يوم كانت تخرج مع شروق الشمس و تمضى الساعات و هى تعمل على القياسات و الألوان و الظلال لتلتقط أجمل المناظر الطبيعية الفريدة لـ ايوس ديمتريوس . لقد أحبت المكان و صورها تعكس تلك الحقيقة . صورة بعد الأخرى تظهر السحر و الجميل لشروق الشمس على تلك التلال الرائعة , و الحياة الصعبة و المليئة بالنشاط لسكانها . لكن و أن كان عملها يعطيها كل الرضى الذى لم تحصل عليه من قبل, كانت عواطفها أمراً مختلفاً كلياً.
بعد تلك الرحلة إلى تسالو نيكى صممت على أن تبقى بعيدة عن فيليب . و مع ذلك كانت تدرك أنها تشعر بالحزن و الألم . و من أجل ذلك كل مرة كان فيليب يسير فى الممر المودى إلى الفيلا التى تعيش فيها كانت دائماً أما تهم بالخروج لالتقاط بعض الصور أو أنها تكون منشغلة جداً بتظهير الأفلام و لا وقت لديها للتحدث . لكن تظاهرها هذا لا يخدع أحد منهما. ففى أى مناسبة تكون فيها مع فيليب مع عدد من الناس فلا تستطيع منع نفسها من النظر إليه , و كم من المرات نظر إليها ليجدها تحدق به. وكان من الجيد لهما أن تلك الأوقات كانت نادرة.
كان فيليب يعمل بصورة متواصلة من أجل افتتاح الفندق حتى بالكاد كان يتناول طعامه فى غرفة الطعام . و كانت كايت تعمل تقريباً مثله . فكثرة عملها يساعدها على تحمل الإحساس القوى بالعذاب الذى تشعر به عندما تدرك أن الوقت الذى ستمضيه فى ايوس ديمتريوس أصبح على نهايته و أن عليها المغادرة قريباً.
ـــ
فى صباح يوم الافتتاح الرسمى للفندق استيقظت كايت على طرقة خفيفة على باب غرفة نومها .
سمعت صوتاً مألوفاً يقول:"آنسة"
أجابت و هى لا تزال نائمة :"نعم" بعدها جلست و أبعدت شعرها عن عينيها :"آه, آنا , هذا أنت ! ماذا تحملين معك؟"
وضعت آنا الصينية المليئة بالطعام على الطاولة بجانب سرير كايت و هى تشرق بالفرح.
قالت بفخر :"لوكوماتيس, و لم يصنعها الطباخ , بل أنا من صنعها "
سألت كايت:"لوكو....."
كررت آنا ببطء:"لوكاماتيس, أنظرى إليها"
حدقت كايت بالصينية . صحن كبير مزين بطريقة بسيطة و ليست مثل عمل الطهاة الماهرين ,و قد وضعت فيها فطائر ذهبية اللون ملفوفة و مغطاة بالعسل.
سألت آنا :"أتحبينها ؟ طبختها بنفسى لأنك أنقذت أخى "
"آهـ, آنا , كم أنت لطيفة , تبدو شهية جداً"
راقبتها آنا بفرح و هى تأكل الفطائر و تشرب فنجانين من القهوة . بعدها قدمت لها رزمة واسعة و ملفوفة بورق ناعم.
قالت و هى تبتسم :"هذه لك أيضاً"
نزعت كايت الورقة عن الرزمة و شهقت :"لكن آنا هذه ستائر مصنوعة باليد. لابد أنك أمضيت شهوراً و أنت تصنعيها"
هزت آنا رأسها بفخر و قالت :" صنعتها كمهر لىّ , لكن الآن أصبحت مهراً لك ستستعملينها فى منزلك"
رغبت كايت برفضها و بأن تقول أنها لا تستطيع أن تقبل هدية جميلة و قيمة هكذا. لكن بعد ذلك أدركت أنها أن فعلت ستعتبرها آنا إهانة لها , و هى قدمتها لها بالتحديد لأنها جميلة و ذات قيمة.
قالت بصدق :"شكراً لك , آنا. أنها رائعة , سأحتفظ بها دائماً"
حدقت الفتاتان ببعضهما باحترام , بعدها ابتسمت آنا و قالت :"انا ذاهبة إلى العمل الآن"
جلست كايت تحدق فى الستائر لعدة دقائق , بعدها وضعتها جانباً على الوسادة و نهضت من السرير .
كانت تسمع آنا تغنى و هى تنظف غرفة الحمام . أخذت تبحث داخل حقيبتها و بعدها ذهبت إلى غرفة الحمام .
قالت بتردد :"آنا, أحب أن أعطيك شيئاً أنا أيضاً . هل تقبلين هذا الشريط؟"
نظرت آنا بفرح إلى الشريط الذى كانت تحمله كايت . أنه يحمل مجموعة من أشهر الأغانى لـ بروس سيرنفستين.
وافقت بفرح :"حسناً, أنه رائع"
وضعت الشريط براديو كاسيت و قامت ببعض حركات الرقص القوية و ضحكتا معاً. أشارت آنا إلى ثوب السهرة المعلق فى غرفة الحمام.
قالت بإعجاب :"أوريا , رائع جداً , ستضعينه مع هذا الثوب الليلة؟"
و أمسكت بالعطر الغالى و الذى هو جزء من استقبال الجناح فى فندق اريدان, هزت رأسها بحزن . قالت :"لا أستطيع أن أضع منه . فلدى حساسية على هذه الأشياء"
هزت آنا رأسها و قالت:"آهـ"
قالت كايت و قد لمعت برأسها فكرة مفاجأة :"أسمعى , لِما لا تأخذينه , آنا؟ و كذلك علبة البودرة أيضاً , فأنا لا أستطيع استعمالها"
أمسكت بزجاجة العطر و بعلبة البودرة و وضعتهما فى يدى آنا و قالت لها:"أتفقنا؟"
قالت آنا:"حسناً, سأضع منه الليلة فى الحفلة. أنها حقلة كبيرة اليوم فى ايوس ديمتريوس . ستذهبين إلى قاعة الاحتفال الليلة , آنسة؟"
قالت كايت:"لن أتغيب عنها من أجل العالم بآسره"
كانت هناك حفلة كبيرة فى كل مكان من الفندق . و القرية كانت تحتفل على طريقتها بشوى الخراف , و عزف الموسيقى الصاخبة و الرقص الشعبيى, بينما الفندق كان مليئاً بالنشاطات . طائرات خاصة وصلت إلى تسالونيكى منذ الصباح , و أخذ العديد من الضيوف يتوافدون إى المكان . لأول مرة عم الضجيج المطاعم و المسابح و القاعات بالناس , يتضاحكون و يتمتعون بكل ما حولهم , فرقة موسيقية يونانية كانت تعزف الموسيقى على الشرفة المطلة على البحر , و سباق زوارق صغير كان يجرى فى الخليج بينما الفاتيرا كانت تبدو كمركز الوصول. لكن الحدث الحقيقى كان الافتتاح الرسمى فى قاعة الاحتفال الأساسية فى حفل العشاء
ما أن أرتدت فستانها الذهبى عند الساعة السابعة حتى وجدت كايت يديها ترتجفان و لأول مرة تساءلت بقلق ما هو الدور الذى ستقوم به فى السهرة. لقد قال لها فيليب لها مازحاً أنه لا يريد أن تظهر مصورته الرسمية و هى ترتدى جينز و قميصاً عادياً. لكنه لم يقل لها أى صور عليها أن تلتقطها. و الأمر الأسوء, لا فكرة لديها أن كان عليها أن تشارك فى العشاء الرسمى أم أنها ستكون جزء من العمال فى قاعة الاحتفال.
مازالت تتذكر ذلك اللقاء على اليخت مع أرين عندما أمرتها أن تذهب إلى فريق البحارة حيث تنتمى.
لو أنها تعلم فقط إلى من تنتمى! شئ وحيد كانت متأكدة منه , أن أرين مارمارا ستقف مبتسمة بجانب فيليب طوال السهرة و ليس كايت والش.
و ما أن سارت على الممر المؤدى إلى المركز الرئيسى للاستقبال حتى سمعت أصوات الموسيقى . انفجار مفاجئ جعلها تقفز من مكانها , لكنها أدركت على الفور أن ذلك بداية الألعاب النارية. رأت أمامها انفجار سهم ليظهر أنواراً رائعة على المبنى بأكمله. فى مكان ما أمامها كانت تسمع تصفيق الأيدى تترافق مع رقصة يوناناية تقليدية , و بطريقة ما شعرت أنها أكثر ثقة بنفسها و فرحاً . لا يهم ما الذى سيحدث بين أرين و فيليب . الأمر الأكثر أهمية الليلة و التى عليها القيام به هو أن ترتاح و تستمتع بوقتها .
أمسكت بالكاميرا بقوة على كتفها و سارت بشجاعة نحو الباب الجانبى لقاعة الاحتفال .
"آنسة كايت"
قال :"نعم" و هى تشعر بالامتنان لرؤيتها وجاً مألوفاً لديها. كانت تلك دوروثيا زوغرافو, نائب رئيس الفندق مرتدية فستاناً طويلاً زهرى اللون مع عطر من رائحة مميزة و قد عقدت شعرها على جهة واحدة . لاحظت كايت أن دوروثيا تضع إشارة الفندق على كتفها .
قالت:"دوروثيا , هل يمكنك أن تقولى لى أين يجب أن أكون؟ قال فيليب أننى سأكون المصورة الرسمية للفندق, لكنه لم يقل لى أى صور يريدنى أن التقطها أو أين يجب أن أكون . حتى أننى لا أعرف أن كان يجب أن أحضر مع الضيوف العشاء"
تجهم وجه دوروثيا مفكرة و هى تقول:"أنت بالطبعة فى لائحة الضيوف . مع أنك ليست على الطاولة الأساسية , بالطبع, أنتظرى لحظة , كايت"
سارت نحو طاولة جانبية محملة بالأزهار و التقط منها ورقة عليها أماكن الجلوس.
قالت :"أنت على طاولة الصحافة مع البقية من الصحافيين و المصورين . لقد تعاقد فيليب مع أثنين من المصورين للصور الإعلانية , لذلك أعتقد أن الأمر يعود لك فى التقاط الصور التى ترغبينها . لكن هناك كلمة واحدة , كايت , إذا حاول أحد الصحافيين التحرى عن حياته الخاصة فلا تجيبى بأى كلمة . لا شئ يثير غضبه أكثر من التعرض لحياته الشخصية فى الصحف"
قال كايت :"شكراً دوروثيا , سأتذكر ذلك"
ابتسمت دوروثيا و قالت بسرعة:"حسناً , من الأفضل أن أهب و أقف فى صف الاستقبالات أعتقد أن رئيس بلدية سارتى قد وصل الآن. تمتعى بوقتك كايت"
راقبت كايت المرأة تبتعد لتغيب وسط الحشد الكبير .
فجأة قفز قلبها كان فيليب يقف بين عدد من الرجال يرتدون البدلات الرسمية و نساء ترتدى فساتين تلمع و تعكس جمال الغرفة . لاحظت كايت نجمة تلفزيونية من الولايات المتحدة , سياسى يونانى و الذى كان فى خضم فضيحة كبرى و كذلك عدد من الناس المشهورين فى أى مكان. بعدها فجأة أختفت كل الوجوه من أمامها , لأن عينيها التقتيا بعينى فيليب. بدا لها و كأنهما بمفردهما فى القاعة أو أنهما بمفردهما فى جبل معزول . شعرت بموجة كبيرة من العاطفة بينهما , قالت بصمت لنفسها , أحبك فيليب و علمت أنه بلا شك سمع صرختها الصامتة. بعدها و ببساطة , نظر بعيداً ليبتسم بشوق و فرح لـ أرين , التى كانت تمسك بذراعه .
شعرت كايت بجرح عميق حتى بالكاد تستطيع التنفس عندما لمعت أضواء الكاميرات و هى تلتقط صور للخطيبين السعيدين . هل هذا ما يريده فيليب منها أن تمضى حياتها هكذا؟ تساءلت بغضب. أن تبقى بعيدة وصامتة تراقبه بينما زوجته الحقيقية تلمع تحت الأضواء . حسناً تباً له !.
ــــ
كلما طالت السهرة زاد ضيق و توتر كايت . أظهر الطهاة فى فندق اريدان مهارة كبيرة, و قدموا الطعام صنفاً بعد صنف من الأطعمة الشهية التى وصلت بصورة متواصلة من المطبخ . خبز مشوى على الفحم مع القريدس , السمك المدخن الحمص و الباذنجان المطهو, كان هناك إخطبوط مشوى و كلامارى مع الخس و البندورة , نقانق , فطائر صغيرة بالجبن و السبانخ و صحون فضية كبيرة تحتوى على الطعام الرئيسى , لحم الخروف مع البفتيك مطهو على بخار البندورة , الدجاج المشوى بالفحم و طبق من ثمار البحر و تبع كل ذلك الطعام أنواع من الحلوى مغطاة بالعسل و البندق و مكعبات مثلجة من الفواكه الطازجة . و قوالب حلوى مزينة . لكن كايت بالكاد لاحظت الطعام . كانت مهتمة فقط بمراقبة فيليب و أرين.
و مما زاد من قلقها بدا و كأنهما متفاهمان جداً. فى أى لحظة كانت تلمع إضاءة كاميرا كان فيليب يبدو واضعاً يده على ذراع أرين أو انه كان يحنى رأسه ليستمع لم تقوله . و عندما تم الافتتاح الرسمى للفندق و تقدم حشد منه لتهنئة فى نهاية العشاء وضع فيليب ذراعه حول كتفى أرين و قادها إلى منتصف قاعة الرقص , بعدها أشار إلى خادم صغير ليحضر له شراب ما.
قال بصوت عميق:"سيداتى سادتى أنتم تعلمون أن افتتاح فندق اريدان فى ايوس ديمتريوس يمثل حلماً كبيرً و أصبح حقيقة. لا أريد أن أثقل عليكم بالكلام لكن قبل أن نعاود التمتع بوقتنا أريد أخذ لحظة من الوقت لتذكر رجلين مميزين من هذه القرية و اللذان جعلا هذا الحلم سهل تحقيقه . وللأسف كون مارمارا و أرسطو اندرو نيكوس ليسا معنا الآن لكننى متأكد من أن ذكراهما و أعمالهما ستبقى دائماً"
لكن ليس هذا كل شئ فما أن أنتهى من الكلام حتى أشار إلى خادم يقف فى الصفوف الخلفية.
تابع قائلاً :"لطالما أن السيد كون ليس هنا بنفسه . أحب أن أقدم لابنته أرين هدية صغيرة كتقدير لكل ما أدين له لعائلة مارمارا "
اقترب الخادم و هو يحمل صندوقاً للمجوهرات من المخمل الأحمر و عندما فتحه لمع من داخل الصندوق عقداً ماسياً .سُمع شهيق من الإعجاب ما أن رفع فيليب العقد الرائع و وضعه حول عنق أرين . بعدها قبلها بنعومة على خدها قال :"مبروك لترتديه و أنت بصحة جيدة"
شعرت كايت و كأن أحداً ما دفعها من علو شاهق بينما أسرع الصحفيون المجتمعون قربها على الطاولة لأخذ صور للحدث الكبير. لاشك أن فيليب يريد أن يظهر امتنانه للسيد كون مارمارا , لكنه جعل أمر ارتباطه بـ أرين حدثاً عاماً و كان باستطاعته أن يتزوج منها الليلة فلن يحتاج لأكثر من هذا الاحتفال .
تذكرت كايت تحذيرات ستافروس بشأن شخصية فيليب! و شعرت بإحساس عميق من المرارة . أيتها الغبية. قالت لنفسها, لقد صدقت حقاً أنه يحبك , أليس كذلك؟
سأل صوت وراءها :"هاى, هل أنت بخير؟ تبدين شاحبة"
كذبت من يأسها :"آهـ , ستافروس , لا. أنا بخير فقط أعانى من بعض الصداع , أعتقد أنى سأعود إلى الفيلا الآن"
أمسك بذراعها محذراً و قال بصوت منخفض :"لا تفعلى ذلك, ستثيرين انتباه الجميع, أرفعى رأسك و تنفسى بعمق."
بطريقة ما , و مع أنها كانت تشعر و كأن قلبها سينفجر وجدت كايت نفسها فى وسط حلبة الرقص و تدور بمهارة حول ستافروس . رأت أرين و فيليب يرقصان قربهما , حدق فيليب بها بغيرة واضحة , بعدها نظر إلى أرين و ابتسم عندما رفعت رأسها إليه لتحدثه . ما أن أنتهت المعزوفة حتى ابتعدت مع ستافروس عن حلبة الرقص , أعتذر منها بعد لحظة و غادر .سارت كايت عبر ممر من النباتات العالية لتعود إلى مقعدها وجدت نفسها وجهاً لوجه أمام فيليب.
قال و هو ينظر إلى طاولة الصحافة التى تبعد بعض الخطوات منهما :"اعتقد أننى قلت لك أن تبقى بعيدة عن ستافروس !"
قالت بصوت ضعيف :"و ما علاقتك بذلك؟"
نظر إليها أحد المصورين باهتمام , نهض من مكانه و أتجه نحوهما
قال و كأنه حصل على مقالة كبيرة :"عفواً, لكن ألم أراكما تتناولان الطعام فى بلاتا أرسطو ليوس منذ أسبوعين؟"
لم تقل كايت شيئاً بل نظرؤت إلى فيليب بتحدٍ . غعاب غضبه بسرعة ليحل محله ابتسامة عادية. قال بصوت ممل :"قد تكون فعلت ذلك , فأنا أتناول الغداء عادة مع موظفى عندما أريد التحدث معهم بشأن العمل . و الآنسة والش تقوم بالتقاط بعض الصور للإعلانات لفندق أريدان , لكن بالطبع , ستغادر فى أى يوم بعد الآن آه, عذراً أرى أرين ضائعة من دونى"
قال المصور بلهجة من خاب آمله :"آهـ, إذاً ليس هناك أى علاقة بينكما !"
وافقت مايت بمرارة :"لا, لا شئ مطلقاً"
و ابتعدت لتنضم إلى ستافروس.
قال ستافروس و هو ينظر إلى المصور :"لقد حاولت حقاً أن أحذرك , فيليب يعتبرك لعبة فقط , عزيزتى لكنك لا تريدين للمصورين أن يعرفوا ما بينكما تصرفى و كأنك كهتمة بى و ربما بذلك ستتمكنين من ابعادهم عنك, اتفقنا؟"
امتلأت عيناه بالدموع لكنها كانت تعلم أن ما يقوله ستافروس صحيح.
قالت :"حسناً"
مع مرور الوقت شعرت أنها أفضل من خلال اهتمام ستافروس به . لم تستطيع إلا أن تشعر بالغضب من خيانة فيليب , وشعرت بالرضى من رفقة ستافروس بسبب الجرح العميق الذى أصابها به فيليب لكنها كانت تشعر بنظرات فيليب الثاقبة و هى ترقص مع ستافروس و عندما اقترح عليها ستافروس أن يخرجا إلى الشرفة للنظر إلى ضوء القمر فوق الخليج شعرت بالسعادة للقيام بذلك.
كان ضوء القمر رائعاً و البحر أمامها يبدو و كأنه وشاح فضى و النجوم تلمع بشدة فى السماء . لم تستطيع كايت إلا أن تتذكر ليلة شبيهة بهذه الليلة أمضتها مع فيليب فى أيا صوفيا . شدت على الحاجز الحجرى بقوة حتى شعرت بآلم فى أصابعها .
قال ستافروس:"لا تجعلى الأمر مأساوياً سيبحث عنك فى الغد , و بكل الأحوال , من الصعب أن تتوقعى أن يعلن علاقته بك فى العلن و أمام الصحافة أيضاً , أليس كذلك؟"
قالت بغضب :"ليس هناك أى علاقة بيننا"
"حقاً؟ أنا آسف , أعتقدت....حسناً , لا بأس . أن لم يكن هناك أى علاقة بينكما فلن يحدث إذاً أى سوء لأحد"
لم تجب لكنها كانت تعلم أنها تكذب. فهى تشعر بالألم و السوء حتى أنها لم تعد تستطيع تحمل أى لحظة أخرى بعد.
قالت بصراحة:"سأرحل ما أن أنتهى من التقاط الصور"
شد ستافروس على يدها و قال بحزن :"ربما هذا أفضل لك . و لـ أرين و للجميع . لكن لا تحاولى أن لا تتأثرى لذلك كايت . فإنها مجرد مغامرة بسيطة بالنسبة لـ فيليب و لا تستحق أن ترهقى قلبك لأجله"
تنهدت قائلة :"أعتقد أنك على حق . لكن لماذا أنت لطيف معى ستافروس؟ فأنت أخ أرين . و يجب عليك أن تكرهنى "
رفع كتفيه و قال :"تباً , لا ! أعتقد أنك فتاة لطيفة , كايت . أحب أن نصبح صديقين , أسمعى , سأقول لك ماذا سنفعل , لما لا نذهب أنا و أنت فى نزهة إلى التلال المحيطة؟ لا شئ خاص فقط سنمشى و نقوم بنزهة؟"
فكرت كايت للحظة لكن ماذا لديها بديل عن ذلك؟ البقاء فى الفيلا و البكاء؟
قالت بهدوء:"حسناً اتفقنا"
ـــ
كانت الساعة قد قاربت السادسة من مساء اليوم التالى عندما عادت كايت إلى الفيلا و علمت على الفور أن هناك شيئاً ما. كان الباب الأمامى مفتوحاً و هناك شخص متوتر و غاضب يجلس أمام طاولة الطعام و كأنه هر برى جاهز للانقضاض على فريسته . قالت باستغراب :"فيليب! ما الذى تفعله هنا؟"
أجاب بغضب :"ستعرفين قريباً جداً , أدخلى و أغلقى الباب لدى أشياء أريد أن أقولها لك على انفراد"
نظرت إلى ستافروس الذى كان يقف بجانبها و قد ظهرت ابتسامة على وجهه.
قال :"سأبقى أن رغبت بذلك , كايت"
قال فيليب و هو ينهض بسرعة :"ستذهب من هنا و بسرعة, سأتحدث معك فيما بعد ستافروس. و أعدك انه لن يكون مجرد حديث ستتمتع به. أذهب قبل أن أرميك خارجاً بنفسى"
رفع حاجبيه بسخرية , غمز كايت , واستدار مبتعداً .
بقيت بمفردها مع فيليب . وجدت أن أعصابها تنتفض بقوة من التوتر . بدا لها الرجل الذى يقف أمامها غريباً جداً عليها , و هو ينظر إليها بعينين غاضبتين و قد ظهرت القسوة على وجهه.
قال بغضب:"أجلسى"
أجابت بغضب :"و لِما علىّ ذلك؟ لا أقبل الأوامر منك أة من أى شخص آخر"
قال بسرعة :"آهـ , حقاً؟"
أمسك بها بقوة و أجلسها على أحدى المقاعد فى غرفة الطعام و أمسك بها هناك, شعرت بأن قلبها يخفق بقوة لم تشعر بها من قبل . شعرت بالخوف من ذلك الغضب الكبير
همست :"أنت تؤلمنى"
أبعد يديه عنها على الفور , قال و قد ابتعد عنها:"آسف لم أقصد أن أفعل ذلك . لكن يجب أن نتكلم"
تنفس بعمق و كأنه قد وصل للتو من غطس عميق تحت الماء أنهك قواه
قالت بتوتر :"عن ماذا؟"
سار فى الغرفة بغضب ثم ضرب الطاولة بيده و هو يقول :"لماذا كنتما معاً؟"
أجابت بسرعة:"لاأعتقد أن ذلك يعنيك بأى حال "
ابتسم فيليب و قال و كأنه يحدث نفسه :"لديه أساليب خاصة فى أفساد الناس . إلى أين ذهبتما اليوم؟"
رفعت كتفيها بلا مبألاة و قالت :"لنزهة على التلال المحيطة و تناول القهوة فى القرية, لماذا؟"
قال بغضب :"القهوة! أين شربتما القهوة؟"
قالت باستغراب :"فى مقهى بالطبع"
همهم فيليب منزعجاً
قالت منزعجة:"أسمع, هل يمكنك أن تخبرنى سبب كل هذا الانزعاج ؟ أى شخص يراك سيعتقد أننى فتاة سيئة السمعة"
قال بغضب :"تماماً هكذا؟ ألا تعرفين شيئاً عن الحياة القروية فى اليونان , كاترينا ؟ المقاهى هنا للرجال و ليس للنساء و ستافروس يعرف ذلك جيداً, حتى و لو لم تعرفى ذلك فقط المرأة التى لا تهتم لشئ تتواجد فى تلك الأمكنة"
بدا الانزعاج عليها , لكنها قالت بكبرياء :"حسناً , و كيف لى أن أعرف ؟ بكل الأحوال , أشك أن ستافروس فكر بذلك , لقد كان يعيش فى الولايات المتحدة لسنوات. و من المحتمل أنه نسى تلك الأفكار القديمة للناس هنا"
قال بغضب:"لم ينس شيئاً! لقد فعل ذلك بقصد ليشوه سمعتك عند أهل القرية . و هذا عمل سئ. كاترينا , لقد حذرتك بشأن ستافروس و لن أسمح لك بالتواجد معه"
صرخت كايت:"آهـ, لن تسمح؟ لن تسمح فقط؟ حسناً لكنك لم تلاحظ أننى فى السادسة و العشرين من عمرى و أستطيع التعامل و التواجد مع من أريد"
قال و هو يضحك بدون مرح :"آهـ , لا , لن تفعلى . و أن كنت تريدين مقارنة قوة أرادتك معى كاترينا , هيا لكننى أحذرك منذ الآن , أنها مبارزة ستخسرين فيها."
صرخت به :"أيها المغرور المتفاخر! أى حق لك لتخبنى مع من أستطيع أو لا أستطيع التواجد؟ فلا علاقة لك بذلك!"
قال بقسوة :"آهـ, نعم, لى علاقة"و أمسك بيدها و شدها إليه بقوة
قالت :"هل يمكنك أن تقول لىّ لماذا؟"
قال بصوت ملئ بالعاطفة :"لأنك لىّ"
فجأة كما أمسك بها أبتعد عنها , تنهدت و نظرت إليه بعينين تظهر فيهما الدموع قالت بحزن :"ما تقوله سخيف فيليب , كيف يمكن أن تقول ذلك بينما البارحة بالتحديد كنت تتجاهلنى و تتعامل مع أرين و كأنها المرأة الوحيدة على الأرض؟"
نظر إليه و كأنه لا يصدق ما سمعه , قال بخشونة :"ألهذا كنت ترقصين مع ستافروس ليلة أمس ؟ و لهذا ذهبت معه اليوم؟"
ضغطت كايت على شفتيها محاولة أن تخفى ارتجافها
قالت بغضب:"حسناً لِما علىّ أن لا أفعل . لقد كنت واضحاص جداً لليلة البارحة أنك لا تريد شيئاً منى , قد أكون بريئة فيليب و لكنى ليست غبية . أدرك الآن انك كنت تتلاعب بعواطفى منذ أن التقينا , لكن عندما تصبح المناسبة رسمية فأنت لا تريد أن تعرفنى, أليس كذلك ؟ و فى اللحظة التى رأيتك تضع لك العقد حول عنق أرين , أدركت أنه مهما كانت الأكاذيب التى أخبرتنى بها, فأنتما حقاً مغرمان ببعضكما , لطالما لك القدرة على الحب و التعلق بأى كان"
"لا تكونى سخيفة هكذا , تقديم العقد لـ أرين هو جزء من الأحتفال المخطط له منذ أشهر حتى قبل أن القاك. أما بالنسبة إلى أنى مغرم بـ أرين , حسناً لقد رأيت بنفسك فى اليوم الأول لوجودك هنا كيف لا نتمتع برفقة أحد منا للآخر . و أن كنت قلقة بسبب حزن أرين بسبب وجودى هنا فخففى عن نفسك . لقد سافرت هذا الصباح لامضاء أسبوع فى مونت كارلو مع ايف سوفيغنوس"
شعرت كايت باحساس من الراحة من تلك الأخبار , لكنها أحتفظت بدفاعها عن نفسها و هى تقول :"قد يكون ذلك صحيحاً , لكن هذا لا يفسر طريقة تصرفك البارد معى . لم أشعر يوماً بالإهانة فى حياتى كما حصل معى ليلة البارحة عندما عاملتنى بإزدراء أمام الجميع"
"الإهانة؟ أنت شعرت بالإهانة؟"
صرخت كايت :"نعم! لا أستطيع تصديق كيف تصرفت أمام ذلك الصحافى. آهـ, نعم , ها,ها ! هذه كايت والش واحدة من موظفى و التى رافقتنى إلى الغداء , لكن كايت ستصعد إلى دراجتها فى أى وقت الآن و ترحل, أليس كذلك عزيزتى؟ هذه هى الحقيقة , فى الواقع فيليب, لكن لا تهتم. أنا متأكدة أنك ستجد قريباً فتاة أخرى قد تناسبك أكثر منى"
همس بلطف و هو يضمها بين ذراعيه:"أيتها الحمقاء الصغيرة!"
حاولت أن تبتعد لكنه كان يلامس شعرها بنعومة و يضمها إليه بقوة حتى أنها كانت تسمع دقات قلبه.
قالت:"أكرهك" و هذا ما دفعه إلى وضع إصبعه تحت ذقنها ليرفع وجهها إليه . أجاب بحزن :"حقاً؟ حبيبتى المسكينة!"و ابتسم لها
"آهـ, كاترينا, كاتينا!"و أمسك بشعرها و قبل أطرافه :"تقولين أنك شعرت بالإهانة بسبب تصرفى ليلة البارحة , لكن هلى فكرة للحظة عن الأذى الذى سيلحق بك لو أننى أجبت ذلك الصحافى عما اشعر به حقيقة نحوك"
قالت بدهشة :"ماذا تقصد بقولك؟"
كانت عيناه قاسيتان الآن و هو ينظر إليها , قال :"لنفترض أننى قلت :أحب كاترينا والش أكثر مما أحببت طوال عمرى , و لدى شك كبير بأننى استطيع حب أى فتاة أخرى غيرها . ماذا تعتقدين كان ليحدث؟"
كانت تحدق به و كأنها صعقت , قالت ببطء :"كان ليظهر ذلك فى كل الصحف فى اليوم التالى...."
وفقها متابعاً :"هذا او أشياء أكثر غرابة , هل أنت جاهزة للتعامل مع هذه المواقف كاترينا ؟ وهل أنا أيضاً؟ أم أرين؟"
سألته بصوت ضعيف:"و لكن هل هذه هى الحقيقة هل هذا ما تشعر به نحوى؟"
بقى صامتاً للحظات طويلة , بعدها هز رأسه و تنهد قائلاً :"كاترينا , نعم أنها الحقيقة"
سارت نحوه و كأنها تمشى و هى نائمة و ضمها إليه بقوة بقيا هكذا لحظة طويلة و بعدها ابتعدا عن بعضهما.
سألته:"وماذا سنفعل؟"
قال و كأنه يحدث نفسه :"لأم أفكر يوماً أننى ساقف ضد التقاليد و العادات و أفسخ خطوبتى , فهذا ليس عملاً مشرفاً , لكن أعتقد أنه الحل الوحيد . ما أن تعود أرين من مونت كارلو حتى أتحدث معها بهذا الشأن"
ــ
فى اليوم الذى كانت ستعود فيه أرين من مونت كارلو استيقظت كايت على احساس غري فى داخلها . طوال الأسبوع و هى تعانى من الأمل و اليأس معاً . فقط عندما تقتنع ان فيليب قصد كل لكمة قالها , كانت تسمع صوتاً ساخراً فى داخلها يهمس:"أنها مجرد حيلة ليخدعك!"
و تتذكر خداع ليون كلارك لها, تعلقت بقرارها أنها لن تعلن ارتباطها به قبل أن يفسخ خطبته, و كانت تتمنى أن ينتهى ذلك الأنتظار و هكذا عندما دق جرس الباب فى الفيلا التى تعيش فيها قبل الغداء نهار الأحد ركضت لتفتح . كان فيليب هناك ينظر إليها بحرارة و يبتسم.
سألته:"هل تكلمت مع أرين؟"
هز رأسه و قال :"أرسلت سيارة لنقلها من المطار لكن السائق لم يجدها , لذلك أعتقد أنها ستصل بطائرة أخرى. لا تشعرى بيأس هكذا , كاترينا , لابد أنها ستكون هنا فى الغد أو بعده , و بعداها سننهى كل شئ و فى هذا الوقت , أتيت لاصطحبك إلى الغداء"
"لست متأكدة أنه يجب على تناول الطعام معك بمفردى , فيليب . أقصد حتى تتحدث مع أرين..."
قال بفقدان صبر :"لا علاقة لـ أرين بهذه الدعوة . و بكل الأحوال لن تكونى بمفردك معى فأنا مجرد مرسل إليك فالدعوة فى الواقع من عائلة فاسيليو . قالت لى آنا عندما أتت إلى العمل هذا الصباح أن نيكوس قد عاد من المستشفى و كيريا فاسيليو تريدنا أن نذهب معاً للغداء و خاصة أنت"
قالت و قد شعرت بفرح كبير :"أليس هذا أمر لطيف منهم؟ لكن هل أنت متأكد أننى لن أكون دخيلة هناك؟"
نظر إليها مفكراً و قال :"من النادر أن يدعو اليونانيين الغرباء إلى منازلهم فالمنزل مكان خاص جداً , و لا يجتمع فيه إلا العائلة و الأصدقاء المقربين جداً . و هم يريدون أن يظهرون أمتنانهم بدعوتك و سيشعرون بالإهانة إن لم تذهبى "
قالت موافقة :"إذاً بالطبع سأذهب , هل تعتقد أنه من المناسب أن أحضر الكاميرا معى؟ عندها سأتمكن من التقاط بعض الصور للعائلة و سأقدمها لهم فيما بعد"
قال :"أعتقد أن هذا سيسعدهم . سأمر لاصطحابك عند الساعة الواحدة"
عندما وصلت كايت برفقة فيليب إلى القرية سارا إلى منزل فاسيليو و قد تبعهم العديد من الأطفال . كانت العائلة بأكملها على الشرفة بانتظارهما.
كان نيكوس شاحب اللون و لا يزال يضع ضمادة لذراعه أما آنا فقد كانت تبتسم لهما و هى تضع آلة السمع الراديو على أذنيها و هى تكاد ترقص بالأضافة إلى أختهما الكبرى أيلين و طفلها , و بالطبع والديهم . كانت السيدة فاسيليو نحيلة الجسم , رمادية الشعر و ترتدى فستاناً أسود , أما السيد فاسيليو فقد كان رجلاً محترماً عيناه بنيتان وتشبهان كثيراً عينا آنا .
مر الوقت بسرعة وشعرت كايت بالفرح و الرضى من شدة ترحيب العائلة , فبعد زيارتها الكارثة إلى المقهى فى القرية كانت قد أشترت كتباً عن العادات اليونانية , لذلك كان لديها القدرة على ترك انطباعاً جيداً لدى العائلة . و عندما أعطتها أيلين أبنها بخجل لتحمله ضمته كايت بحب و تمتمت له تمنيات بالصحة و السعادة باللغة اليونانية و قالت و هى تعيده إلى أمه:"يسلم لك"
أظهر الجميع فرحهم و تعجبهم من علمها بعاداتهم .
همس فيليب و هم يدخلون غرفة الطعام :"أحسنت بتصرفك, الجميع يشعر بالسعادة من خلال تعاملك معهم"
كان الطعام شهياً و الترحيب و الحنان من العائلة جعلها تشعر بالامتنان و الأسى عندما حان وقت الرحيل. و أقترح فيليب أن يعودا إلى الفندق سيراً على الأقدام عبر الطريق التى تحف به التلال . كانت فترة بعد الظهر تبدو رائعة الجمال من خلال الأشجار الوارقة الظلال و قادها فيليب إلى النواحى حيث توجد حقول الكرمة و بساتين الخضار. سارا معاً فى حقول الزيتون و تسلقا تلة أخرى تطل على البحر . من هناك ظهرت الأراضى الواسعة التى تنتهى بممر نحو غابة كثيفة.
قالت كايت :"إنها حقاً غابة حقيقية و كأن لا سكان فيها , أليس كذلك؟"
قال موافقاً :"أنها كذلك , لكنها لا تبعد أكثرمن كيلو متر وزاحد أو أكثر بقليل عن الفندق , و هكذا سنحصل على منظر رائعاً للبحر و كذلك سأريك أين سأبنى الحوض لرسو السفن فى الصيف القادم"
سارت كايت بجانبه و مدت يدها عبر شجرة دفلى لتقطف بعض الزهور منها. و من خلال الظلال للشجرة كانت ترى مياه البحر المتوسط فى الأسفل. قالت :"اليونان المكان المناسب للمصورين , أستطيع البقاء هنا طوال عمرى التقط الصور و لا أتعب أبداً"
قال بصوت غريب:"حقاً؟" وقبل أن تحظى بفرصة لتجيبه , و تابع قائلاً :"بالتحدث عن التصوير , لقد أخذت حق التصرف بإرسال صورك للطاحونة فى ميكونوس إلى وكالة تصوير فى أثينا.تاسوس استرنياكس مدير الوكالة هو أيضاً مصور مشهور , و لقد كان يضع لىّ إعلانات لفنادقى القديمة لكنه مثلك يطلب المزيد . و هذه الأيام يعمل فى صناعة بطاقات خاصة للسواح, لديه معرض سنوى لصوره الفنية . أن أعجب بعملك فأنا متأكد من أنه سيحاول مساعدتك"
قالت بصوت مضطرب:"هذا لطف كبير منك" تأثرت من محاولته مساعدتها , لكن مع ذلك مازال خطيب أرين و ليس خطيبها , هل يحق لها أن تقبل خدمات منه مثل هذه؟
قال ببساطة:"حسناً, أكره أن أرى موهبة تضيع هدراً , لكن الآن لنذهب و نرى موقع الحوض"
سارا بصمت عبر الأرض الصلبة , فى معظم الأماكن كانت الطريق واسعة ليسيرا بجانب بعضهما لكن فى بعض الأماكن كانت تضيق لدرجة أنها لاتتسع إلا لقدم واحدة . ومع أنه لم يكن هناك أشجار عالية كان هناك نباتات كثيفة و أغصان كثيفة تمزق ثياب كايت. كان عليها أن تمشى بحذر بسبب الحصى و قساوتها , وشعرت بالراحة عندما اقترح فيليب أن يتوقفا قليلاً فى مكان مظلل يشرف على البحر.
قال و هو يشير إلى الشمال الغربى:"أنظرى إلى الأسفل هناك, أترين تلك البقعة من الأرض التى تشكل حاجزاً طبيعياً للمرفأ؟ هناك سأبنى الحوض لرسو السفن"
قالت و هى تضع يدها فوق عينيها لتخفف عنهما الوهج:"آهـ, نعم , أليست تلك الفاتيرا ترسو هناك؟"
"نعم, أنها كذلك"
اقترب منها ووضع يده بخفة على كتفها . كان وجهه قريباً منها لدرجة أنها كانت ترى بوضح رموش عينيه و نظرة الشوق فيهما . ابتعدت عنه و قالت :"لا , فيليب . أنت تعلم أننا أتفقنا...."
ضربت بقدمها بعض الصخور البارزة و هى تتراجع , فسمع صوت أنين خفيف من الأسفل . توقفت كايت عن الحركة و قالت بإستغراب :طما كان ذلك؟"
سأل فيليب:"ماذا؟"
"ذلك الصوت , ألم تسمعه؟ أسمع, ها هو ثانية" جثت على ركبتيها و نظرت إلى أسفل الهضبة :"آهـ , فيليب. أنظر! يا للمسكين!أنه نورس, أليس كذلك؟"
جث فيليب بدوره و نظر إلى أسف التلة حيث رأى طائراً أبيض و رمادى اللون محتمياً هناك. مازال ريشه جميلاً عند جناحيه و ظهره , لكن ريش صدره ملطخ بالدماء كما و أن أحدى قائمتيه ملتوية .ومع ذلك أخفض الطائر رأسه محاولاً الدفاع عن نفسه منهما.
قال فيليب:"هرة أو كلب ضائع فى القرية قد أمسك به , مسكين.لن يتمكن من النجاة بهذه الساق المكسورة"
امتلأت عينا كايت بالدموع ,سألته:"ماذا سنفعل؟ لا يمكننا أن نتركه هكذا حتى يموت . ألا نستطيع أن نداةى ساقه أو أى شئ آخر؟"
هزر أسه متعاطفاً و قال بلطف :"لا أعتقد أن هناك أى أمل أنظرى كيف أن صدره ممزق أيضاً . أفضل ما نستطيع القيام به هو أنقاذه من عذابه . أسمعى كاترينا تابعى السير فى الممر حتى أتعامل معه . التقطى بعض الصور أو أى شئ آخر و سأتبعك بعد فترة قصيرة , أتفقنا؟"
ارتجفت شفتا كاترينا لكنها هزت رأسها موافقة . كانت تعلم أن فيليب على حق. بسرعة أبعدت عينيها ما أن التقط حجراً , فأسرعت بالسير مبتعدة.
كانت قد سارت مائتى ياردة أو أكثر عندما رات بقعة من الأشجار المليئة بالأشجار المليئة بالأزهار الحمراء فى وسط الطريق على جانب التلة . كانت تعكس تمازجاً رائعاص مقابل البحر الأزرق . فتحت حقيبة الكاميرا . أمسكت بالعدسة و تحركت بحذر باتجاه الزهور. حددت المكان الذى ترغب فى تصويره و سارت على رؤوس أصابعاه لتتمكن من آخذ أفضل مكان لصورتها , بالكاد كانت تدرك ما يحيط بها , أمسكت بحلقة الكاميرا لتحدد المسافة و ببطء شديد أنحنت إلى الأمام لتتمكن من التقاط الصورة.
سمعت صوتاً غاضباً يقول :"ماذا تعتقدين أنك تفعلين؟"
و أدركت و هى تشعر بالدهشة مما يحدث أمامها .
كان هناك شاب و فتاة مستلقيان على سجادة بين النباتات و على بعد خطوات من المكان الذى كانت ترغب بتصويره و لقد أزعجتهما .
تلعثمت:"أنا آسفة. لم أقصد التدخل , كنت فقط أصور الشجرة حتى أننى لم أركما .....آهـ !"
لكنها فجأة تعرفت على الفتاة التى كانت تجلس و هى ترتدى ثوب السباحة . أنها ارين مارمارا وقفت بسرعة و قالت لـ كايت غاضبة :"كيف تجرؤين على التجسس علىّ و على ايف! سأعمل على طردك بسبب ذلك"
قال صوت قاس :"لا أعتقد أن ذلك سيحدث أرين "
حدقوا جميعاً بجانب التلة حيث كان يقف فيليب ينظر إليهم . رأت كايت ايف يغمض عينيه و يتنهد بعدها نزل فيليب التلة نحوهم نقل نظره بين ايف و بين أرين و ما ترتديه , بعدها نظر مباشرة إلى وجه خطيبته و قال بحدة :"أعتقد أن هذه المهزلة استمرت طويلاً أرين , يجب أن تعتبرى أن خطبتنا قد أنتهت"




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:38 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس