عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-17, 01:01 AM   #7

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس
فى ذلك الصمت المذهل الذى تبع ذلك الإعلان سمعت كايت صوت الأمواج على الصخور و صهيل حصان عن بعد و دقات قلبها العنيفة . بعدها أخذت أرين تتكلم بغض باليونانية . رمت بنفسها على فيليب و مزقت بأظافرها وجهه و أخذت تضرب صدره بعنف
صرخت:"أيها الجبان! كيف تجرؤ و تحاول أن تظهرنى غبية هكذا؟"
قال بحدة :"أنت تجعلين من نفسك غبية"
أمسك بيدها و أبعدها عنه و نظر إلى ثوب البحر الذى ترتديه و أضاف بسخرية:"إذا انتهيت من حمام الشمس مع حبيبك , اقترح عليك أن ترتدى ثيابك"
نظرت إليه بغضب و بسرعة ارتدت فميصاً قصير الكمين
قال ايف بقلق:"كنا فقط نجلس تحت أشعة الشمس"
نظر فيليب إلى الرجل نظرة إزدراء و قال :"لابد أنك تعتقد أننى أحمق أن افترضت أننى سأصدقك و أن كانت تلك الحقيقة فأنا لا أريد من زوجتى المستقبلية أن تأخذ حمام شمس مع رجل آخر لذلك يمكنك أن توفر على نفسك الكذب فأنا مدرك تماماً لعلاقة الحب التى تجمعك مع أرين منذ عدة أسابيع"
قالت أرين تدافع عن نفسها :"حسناً, و ماذا يعنى ذلك ؟ فأنت لا تمض أى وقت برفقتى . انت دائماً منشغل بكثرة أعمالك , محاولاً أن تؤثر على الناس بمدى اهميتك . و أنت لا تريدينى أن اتمتع بحياتى أو أذهب إلى أى مكان أو أفعل أى شئ . على الأقل ايف مسل و رفقته مرحة و هذا ما لا أستطيع قوله عنك"
قال بصوت خطر:"إذاً يجب أن تكونى سعيدة لأنك ليست مجبرة على الزواج بى"
شحب وجه أرين و قالت:"ليس هذا ما قصدته , حسناً فيليب, أنا أخرج برفقة ايف لكن ماذا يعنى ذلك؟ فأنا لم أتدخل أبداً بصديقاتك! و لابد أن لك علاقة بهذه المصورة منذ ان وصلت إلى هنا , و إذا أردت أن تبقى بقربك بعد الزواج لن أمانع أيضاً"
قال بصوت قاس:"أنت لا تسمعين جيدين أرين , لن نتزوج مطلقاً"
استدار مبتعداً لكن أرين أمسكت بذراعه.
قالت بصوت عال:"هذا كلام سخيف , هذا الارتباط متفق عليه منذ أن كنت طفلة"
وافقها بمرارة :"أعلم ذلك, و ربما لهذا أصيب بالفشل الذريع , لو كان لدينا الخيار أعتقد لما كان أى منا بحث أو فكر بالأمر . انت ترين أننى حازم و عديم التسلية و أنا أراك أنانية و سخيفة . واجهى الحقيقة , أرين من الأفضل لكلانا الابتعاد عن بعضنا"
صرخت :"لا! فيليب , لا تستطيع إهانتى هكذا أمام كل القرية"
تنهد بحزن و قال :"وما دخل أهل القرية بذلك؟ لا داع للقول أننى أنا من فسخ الخطبة قولى أنك فعلت ذلك بنفسك, قولى أنك ترغبين بالزواج من ايف بدلاً منى" و نظر إلى الرجل الفرنسى الذى لمعت عيناه بالمكر و تحرك قائلاً :"الآن أسمعا قليلاً...."
لكن أرين دفعته جانباً و هى لا تزال ممسكة بذراع فيليب.
قالت بعصبية :"أنا ليست مهتمة بالزواج من ايف , فيليب أصغ إلىّ لا يمكنك التخلى عنى بسبب مغامرة تافهة , لا علاقة لذلك بزواجنا . لقد وعدنا ببعضنا منذ سنوات كثيرة....كان ذلك اتفاق عمل"
نظر فيليب إليها و على وجهه نظرة شفقة أكثر مما هى نظرة غضب و أجاب :"تماماً هكذا و لهذا لا أريد الزواج من أجل اتفاق عمل . عندما أرغب فى الزواج , أريد أن أتزوج من أجل الحب , أرين و الآن ابتعدى عن طريقى!"
تنهد بضيق و أبعدها من أمامه . أنزلت يدها عن ذراعه , تعثرت و نظرت حولها بغضب كبير و استقر نظرها على كايت فصرخت بغضب :"أيتها الحقيرة ! كل ذلك بسببك!"
ركضت نحو كايت و دفعتها بقوة . شهقت كايت لكن ذراعى فيليب احاطتها و هو يساعدها لتقف.
قالت أرين :"أيتها الوقحة ! سأخبر الصحف بذلك ! سأمرغ أسمك بالوحل ستتمنين لو أنك لم تعترضى طريقى يوماً , أنت المسكينة و اللاشئ"
قال فيليب بصوت كالسوط :"أن فعلت أى شئ لتشويه أسم كايت سأجعلك تتمنين الموت , هل كنت واضحاً بكلامى؟"
قالت أرين بصوت ملئ بالإزدراء :"آهـ , واضح جداً أنت تماماً ما تستحق, أيها الفلاح ! لم تكن شيئاً قبل أن يساعدك والدى . فأنت تدين بك ما تملك لعائلة مارمارا"
"على العكس , أرين أنتم تدينون لى بكل ما تملكون فى الواقع . لكننى ليست مستعداً لبحث ذلك معك . أتمنى لك و ايف حياة سعيدة ! تعالى كاترينا"
ــ
أمسك بذراع كايت و سار معها باتجاه الممر . كان صوت أرين يتبعهما .
"لن تتمكن من التخلص منى هكذا , هل تسمعنى ,فيليب اندرو نيكوس ؟ سأدمرك . ستدفع ثمن ما فعلته بى. كلاكما ستدفعا ثمن ذلك!"
تنهدت كايت بتوتر ما أن ابتعدا و أصبحا داخل الغابة. نظر إليها فيليب و قال :"هل انت بخير ؟"
"نعم اننى بخير " ووضعت يدها على قلبها المضطرب .
"فقط متوترة قليلاً , آهـ, لكنها مزقت وجهك بأظافرها!"
وضعت يدها على خده . أمسك يدها بيده و قال و هو يبتسم :"اعتقد أننى سأحيا . و أشك بأنها أفسدت ملامح وجهى . لهذا سنذهب إلى منزلى , أليس كذلك؟ أعتقد أن لدينا الكثير من الأشياء لنتحدث بها"
قبل أصابعها و أمسك بيدها و سارا معاً . طوال الطريق كان يصدر نفخة من فمه تشبه كثيراًالأغنية التى عزفها على البوزوكى فى أول مرة التقيا فيها .
نظرت كايت إليه مرتبكة و قالت :"هل أنت متأكد من أنك بخير؟"
أجاب:"اكثر بكثير من أننى بخير , أشعر و كأننى سأطير من الفرح"
ظهر فى الممر منعطف حاد ليظهر وراءه فيلا تحيط بها الحدائق من كل جانب و تطل أيضاً على البحر . كان هناك سياجاً من الحجارة عليه درابزين من الحديد أمام حديقة من أشجار الصنوبر و السنديان . فتح فيليب باباً صغيراً من الحديد يقود إلى الطريق الرئيسية إلى الفيلا . سارا عبر الطريق المرصوفة بالحجارة و على جانبيها النباتات المليئة بالأزهار . فى مكان قريب رأت نافورة تضيف الموسيقى على جمالها . بعدها رأت المنزل الأبيض الكبير المغطى بالنباتات العالية . أخذ فيليب مفتاحاً من جيبه و وضعه فى قفل الباب الكبير المحفور . سأل:"لا أعتقد أنك دخلت منزلى من قبل , أليس كذلك؟"
فتح الباب على مصراعيه و أدخلها قبله. توقفت للحظة بسبب البرودة المفاجأة و الظلام . بعدها اعتادت عينيها على الضوء الخافت فنظرت حولها . كانت فى القاعة الأمامية حيث هناك عدد من الأبواب من كل جانب و درج رخامى كبير يصل إلى الطابق العلوى ,فى السقف علقت ثريا تناسب الأنوار الخافتة على جدران القاعة. و علق على كل جدار قطعة قطعة رائعة من الفن منحوتة صينية , أبريق من البورسلان الفاخر و زهرية يونانية قديمة .
قالت :"آهـ , فيليب أنه رائع"
هز كتفيه و قال :"مؤخراً بدات أفكر أنه يشبه حياتى كثيراً , مشع ملئ بالممتلكات الغالية لكنه فارغ من الداخل, عندها التقيت بك"
كان ينظر إليها بفرح و شوق واضح.
همست :"آهـ , فيليب"
ضمها إليه و سألها فجأة :"هل تتزوجين بى ؟"
قالت و قد تفاجأت بما سمعته :"ماذا , هل جننت؟"
ضحك بمرح حتى سمعت اصداء ضحكته فى المنزل كله.
قال :"لا, على العكس تماماً . لقد أصبحت سليم العقل , و توقفت عن الاهتمام بأشياء لا قيمة لها . مثل المال و العادات و الملكية . لا أريد أى شئ من ذلك , كاترينا أريدك فقط"
"هل أنت متأكد؟"
"أكثر من أى شئ آخر , و الآن هل تتزوجيننى؟"
هزها قليلاً فوجدت نفسها حائرة هل تبكى أم تضحك.
قالت:"لكن , فيليب , أنت غنى و مشهور و أنا لا أحد ! و أنت لا تعرفنى ألا منذ عدة أسابيع فكيف يمكن أنك تريد الزواج بى؟"
قال بسرعة :"كاترينا, السبب الوحيد لنجاحى بالحياة هو تماماً أننى كنت دائماً أعرف ما أريد و أسعى جاهد\اً لتحقيقه . و أنا أريدك كما أننى لا أسألك أن تتزوجى بى بل أنا أعلمك بذلك , عليك الزواج بى , هل هذا واضح؟"
كانت عيناه تشعان بالثقة و يبدو التصميم على وجهه كأنه سيقدم على معركة ما. ضحكت كايت و ضربته بقبضتى يديها على صدره , قالت :"نعم, نعم , هذا واضح"
سألها و هو ينظر إليها بنعومة :"لا يوجد لديك أى اعتراض , اليس كذلك؟" ثم أضاف :"أحبك كاترينا , و لن يكون هناك أحد غيرك فى حياتى"
نظرت إليه كايت و ابتسمت ابتسامة قلقة و قالت :"فيليب , ماذا تعتقد أن أرين قصدت عندما قالت أنها ستدمر حياتنا ؟ هل يمكنها القيام بذلك؟"
هز فيليب رأسه و ابتسم لها نظر إلى شعرها و إلى خديها , أمسك يدها و قبلها قائلاً :"لا اعتقد أنها قصدت شيئاً من ذلك. ما عدا أنها تكره أن تُخذل . ما أن تهدا حتى تدرك أن فسخ الخطبة هو أفضل ما نفعله كلينا . ما كنا لنسعد أبداً معاً . لذلك لا تقلقى بشأنها للحظة أخرى بعد. و أنا و أنت لدينا الكثير من الأشياء المفرحة التى علينا أن نبحثها"
ابتسمت بخجل و قالت :"مثل ماذا؟"
قال مقترحاً :"ما رأيك فى البداية لنتحدث عن خطة لزواجنا ؟ أو لرحلة بحرية رائعة فى الفاتيرا؟ أو للتحدث عن الخمسة عشر ولداً اللذين سنرزق بهم بعد عودتنا من شهر العسل؟"
ضحكت كايت باستغراب :"أنا أحبك حقاً , فيليب لكن خمسة عشر ولد !"
"حسناً , أثنان أو ثلاثة لكن بعد تأسيس عمل ثابت و مريح لك . لكن أولاً الزفاف متى تريدين أن نتزوج؟"
قالت :"فى أقرب فرصة ممكنة"
قال برضى :"هذا هو رأى بالتحديد , سأتحدث مع رجل الدين ستارغوس بشأن ذلك هناك أمران مهمان كاترينا , هل تمانعين أن كان حفل زواجنا بسيطاً و هادئاً؟ فقط احتفال صغير فى القرة مع والديك و عدد قليل من أصدقائى المقربين"
تمتم كايت :"أى شئ تريده"
تنهد براحة و قال :"جيد , و هناك أمر آخر , هل يمكننى أن أطلب منك أن لاتذكرى أمر زواجنا أمام أحد؟ يمكنك الكتابة إلى والديك بالطبع لكننى أفضل أن لا يعرف أحد غيرهما بذلك"
سألته بقلق :"أنت لا تريد التفكير ثانية بالأمر , أليس كذلك؟"
قال بضيق :"لا, بالطبع بل ! لكنك تعلمين كم أكره الصحفيين , كاترينا و منذ أن أصبحت واحداً من الأثرياء و هم يتبعونى كظلى و فسخ خطبتى من ارين سيكون حدثاً مهماً للثرثرة و أنت لا تستطعين التخيل كيف يصبحون عندما يريدون التحدث عن أمر ما , و أنا لا أريد ان أعرضك لمثل هذا الضغط . كما و أننى لا أريد لزفافنا أن يصبح حدثاً اجتماعياً فى الصحف . لذلك أرى أن السرية هى أفضل خيار لنا , أتفقنا؟"
اعترفت كايت :"أعتقد أنك على حق , لكننى أحب اصدقائى فى مركز الحفر لكن لا يهم , أخبرنى المزيد عن تلك الرحلة البحرية التى تخطط لها"
قال :"لم آخذ عطلة منذ أكثر من خمس سنوات , كما و ان الفاتيرا ترسو فى المرفأ بانتظارنا . الآن و بعد أن تم أفتتاح الفندق أعتقد بأن على أن أرتاح قليلاً .
تستطيع دوروثيا و الباقون إدارة الفندق بسهولة . لذلك لما لا نبحر عبر البحر المتوسط و نستمتع بوقتنا؟ نتزلج على الماء , نغطس , نصطاد السمك و نتجول عبر الجزر كيف يبدو لك ذلك؟"
"يبدو رائعاً . لكن هل تعتقد أنك تستطيع المغادرة الآن قيليب؟ أقصد , لقد قلت أن شريكك هريستوس هيونيدوس تعانى من أزمة قلبية و قد تتعرض لمشاكل من الورثة أن هو توفى . أليس من الأفضل البقاء هنا للتعامل مع كل هذه الأمور ؟"
اعترف قائلاً و هو يرفع يديه فى الهواء :"أعلم, لكن لا أعتقد أن هريستوس سيموت الآن أو أن الورثة سيقدمون على أى عمل يثير المشاكل. و إذا أردت الأنتظار لحل كل تلك المشكلة , فمن المؤكد أن شيئاً آخر سيحدث . فهناك دائماً امور كثرة علىّ التعامل معها , كاترينا وان لم اعمل على التمسك بأى فرصة للسعادة فأعتقد أنها ستبتعد عنى نهائياً . منذ سنوات لم أفعل شيئاً غير العمل و القلق . الآن بعد أن قابلتك أريد أن احيا قليلاً . هل هذا أمر سئ؟"
نظرت إليه كايت . كان الظلام قد ارخى سدوله فى الخارج , وعكست أنوار الغرفة ملامح وجهه. رأت ظلالاً تحت عينيه و خطوطاً من التوتر حول فمه .
قالت بنعومة :"لا, فيليب , يبدو عليك التعب و الأرهاق لِما لا تذهب إلى النوم باكراً الليلة ؟ فلابد أنك لم تنم ليلة البارحة"
اعترف قائلاً :"هذا ما حصل فى الواقع , حسناً سأذهب إلى النوم لكن سنتناول العشاء قريباً و غداً سنذهب إلى البحر"
سمعت كايت صوت جرس فقالت :"ممم, ما هذا؟"
قال :"انه العشاء و هذا جرس الباب الخلفى , سأذهب واحضره"
عاد بعد خمس دقائق و هو يحمل صينية مليئة بالطعام الشهى . خبز ساخن و مزيج من الخضار و ثمار البحر شيش الكباب و بطاطا مقلية و سلطة بندورة و خيار و زيتون . و طبق من الفطائر المحشوة بالشوكلا.
تناولا الطعام على مهل و بفرح و هما يتذوقان الطعام صنفاً بعد صنف , بعد ذلك أخذ فيليب البوزوكى و عزف عليها أغنيات للحب . و عندما وضع جانباً الآلة ضمها فيليب إليه . بقيت كايت صامتة فهى لم تشعر بهذه السعادة طوال عمرها .
استيقظت كايت فى اليوم التالى على صوت جرس سمعته من قبل تاوهت و جلست فى سريرها و هى تبعد شعرها عن عينيها نظرت إلى الساعة قرب سريرها رأت أن الساعة قد قاربت السباعة و النصف.
قالت لنفسها :"اعتقد أن هذا هو الفطور"
نهضت من السرير و سارت نحو مصدر الصوت. ما أن أصبحت على الدرج حتى سمعت صوت ماء منهمر . حسناً ها هو فيليب يستحم. سارت نحو المطبخ و هى تفكر كيف ستتمكن من التفاهم من أحد من عمال الفندق . فتحت الباب و هى تشعر بالاحراج .
كان الأمر أكثر احراجاً مما يمكن ان تتخيله . لأن الرجل الذى كان يقف أمام باب المطبخ ليس عاملاً من الفندق بل مصوراً . فى اللحظة التى فتحت فيها كايت الباب دخل فيها الرجل إلى المطبخ . هو ينير الكاميرا ليلتقط لها صورة. صرخت كايت مصدومة و أمسكت بطاولة المطبخ لتتمكن من الوقوف
ـــ
قال المصور :"هل صححيح أنك صديقة فيليب اندرو نيكوس الجديدة؟ هل تخلى عن أرين مارمارا لأجلك؟ هل كنت تعملين فى مرسيليا قبل أن تأتى إلى ايواس ديمتريوس ؟ أديرى وجهك قليلاً . عزيزتى أريد أن التقط لك صورة واضحة"
غطت كايت وجهها بيديها و صرخت :"كيف تجرؤ ؟ أخرج من هنا على الفور من فضلك أرحل"
دفعته بقوة نحو الباب و تمكنت من طرده إلى الخارج . لكنه و بمهارة وضع قدمه داخل الباب و استمر فى التقاط الصور.
"آهـ, هذه لقطة رائعة عزيزيتى ! تبدين جميلة جداً و أنت غاضبة ! و الآن أريد صورة أمامية مباشرة و ليس صورة جانبية . ستحطمين كاميرتى . هل حقاً عملت فى أفلام رخيصة؟"
صرخت و هى تمسك بحاجب الباب :"فيليب, فيليب"
بعد مرور لحظة أتى فيليب مسرعاً إلى القاعة الأمامية . كانت المياه لا تزال على شعره لكنه عرف كل ما يحدث بنظرة واحدة . تجهم وجهه و أبعد كايت جانباً و دخل إلى المطبخ , رفع المصور عن الأرض و ضربه بقبضته و رماه أرضاً . بعدها رفعه عن الأرض بامساكه من جاكيته و رماه خارجاً من باب المطبخ. بعد لحظة نزع الفيلم من الكاميرا و رمى بالكاميرا وراء صاحبها . لمحت كايت المصور ملقى على الأرض و هو يضع يده على فكه , ثم أغلق فيليب الباب بقوة .
قال :"تباً! تحركت الوحوش بسرعة. حسناً,علينا الذهاب من هنا على الفور , كاترينا أخشى أنه واحد من عشرات"
سار نحو الهاتف و ضغط على رقمين و تحدث بسرعة باللغة اليونانية . عندما أعاد السماعة إلى مكانها ازداد وجهه تجهماً وهو يقول :"ما قلته صحيح, لقد تحدثت مع جهاز الأمن للفندق و طلبت منهم أن يخرجوا كل دخيل من المنطقة , لكن كما يبدو من كلامهم , هناك الكثير منهم فى الجوار , و ليس من السهل السيطرة على ثمان مئة أكار من الأراضى , لذلك علينا أنا و أنت الخروج من هنا . سيلتقى بنا جورجيوس فى القارب السريع من مكان خاص بى فى المرفأ . هل يمكنك أن تصبحى جاهزة خلال عشر دقائق؟"
تلعثمت و هى تقول :"نعم, لكننى لا أملك إلا الثياب التى كنت أرتديها البارحة . كل شئ آخر لىّ مازال فى الفيلا . ما عدا الكاميرا"
" لا تقلقى بشأن ذلك, سنتمكن من حل تلك المسألة عندما نصبح على متن الفاتيرا"
بطريقة ما تمكنت كايت من الاستحمام و ارتداء ملابسها فى عشر دقائق . كانت جاهزة بانتظاره فى القاعة و هى تحمل حقيبة يدها و الكاميرا عندما نزل فيليب الدرج . كان يرتدى بدلة عاجية اللون . و كان يبدو طبيعياً و مرتاحاً كأنه يوم عادى و هو ذاهب إلى مكان عمله كالعادة . بينما كانت كايت تشعر أنها تحولت إلى كتلة عقد من التوتر و الخوف . و بينما كان يسيران نحو المرفا كانت تنظر بقلق باستمرار حولها و كأنها تتوقع ان يهاجمها أحد المصورين من مكان ما فى أى لحظة . و حتى عندما أصبحا فى القارب السريع لم تستطيع التخلص من كل ذلك التوتر و فقط عندما أصبحت على متن اليخت و سمعت الحركة القوية للمحرك و هو ينطلق عندها فقط ارتاحت. و بابتسامة متفهمة أمسك فيليب بيدها و قادها نحو قاعة الجلوس و ساعدها لتجلس على مقعد مريح.
سألها :"أترغبين بشراب شئ ما؟"
قالت :"فقط بعض عصير الليمون , شكراً لك"
قدم لها كوباً مليئاً بعصير الليمون و بعض قطع الثلج
قال و هو يبتسم:"هيا , لن تسمحى لهؤلاء الوحوش بالأنتصار عليك من أول لقاء معك معهم, أليس كذلك؟"
ابتسمت و هى تقول :"آهـ فيليب, ذلك الرجل كان مخيفاً . لقد قال أشياء مخيفة عنى و ليس منها أى كلمة صحيحة . أنت لا تعتقد أن ذلك الكلام المهين سيقرأ فى الصحف , أليس كذلك؟"
قال بحزم:"حسناً , وأن حصل ذلك فلن نأخذ اى علم به, سأطلب من جورجيوس أن يضع شارة الراديو على أخبار الطقس فقط و بعيداً عن ذلك سنبقى من غير اتصال بالآخرين لمدة خمس أو ستة أيام . سنذهب إلى أحدى الجزر و ننسى أن هناك عالماً كبيراً غير تلك الجزيرة. ما رأيك بذلك؟"
وافقت بحزن و هى تقول :"تبدو خطوة جيدة جداً"
و كانت كذلك . فالطقس كان رائعاً و بدأ اليخت يير فوق الماء و كأنه طائر . طلب فيليب من جورجيوس التوجه نحو جزية تاسوس , وعندما وصل اليخت إلى هناك رسا فى كهف هادئ شرق جبل ابسارى . امضيا الوقت و هما يغطسان فى الماء و يسبحان و فى المساء كانا يجلسان على متن اليخت يحدقان بالنجوم . تناولا عدة مرات الطعام فى مرفأ بوتاما سكيالال و قاما بالركض على شاطئ كريسموديو .
استعملت كايت العديد من الأفلام و هى تحاول أن تلتقط كل جمال فى البحر الأزرق الرائع , البيوت البيضاء المتلألئة تحت ضوء الشمس , و انعكاس الأضواء على تلك الأراضى . و بالطبع كان هناك صور لها و لـ فيليب , صورته و هو مرتدى شورت البحر , و آلة الغطس فوق شعره الرطب و هو يبتسم بفرح . صور لها و هى مستلقية على منشفة و هى مرتدية ثوب بحر أخضر اللون و قد وضعت على أنفها قشدة الزنك . و آخذت صورة لهما معاً و هما يسبحان فى حوض اليخت و هما متعانقان بفرح . سألها فيليب بينما كانت تحضر الآلة الأتوماتيكية لالتقاط تلك الصور :"ماذا ستفعلين بكل تلك الصور ؟"
قالت تمازحه :"حسناً نستطيع استعمالها فى الصحف و المجلات"
قال فيليب:"ليس هذه الصورة, هذه الصورة خاصة جداً"
"أممم , آهـ, فيليب أتمنى لو أن هذه الرحلة تدوم إلى الأبد!"
لكنها أنتهت بالطبع . فى اليوم الخامس استيقظا ليجدا أن المطر ينهمر بغزارة على اليخت و ان الغيوم السوداء تملأ السماء .
قال و هو يضع معطفه الشتوى على كتفيه :"ما رأيك , أنعود إلى منزلنا؟"
قالت بحزن:"المنزل, سنعود إلى الصحفيين و إلى أرين التى تريد القضاء علىّ"
قال فيليب وهو يقبل شعرها الرطب:"لا تقلقى, لابد أن الأمور تحسنت فى غيابنا"
لكن الأمور لم تتحسن أبداً . عندما وصلا إلى شاطئ ايواس ديمتريوس كان هناك من ينتظرهما حاملاً مظلة كبيرة . شعرت كايت باضطراب فى قلبها عندما رأت دوروثيا . ماذا يمكن أن يكون حدث حتى تأتى نائب الرئيس بنفسها للقائهما و تحت المطر؟ لابد أن فيليب يفكر هكذا أيضاً . لأنه خرج من القارب بسرعة قبل أن يتمكن جورجيوس من إيقافه بشكل كامل . تعثرت كايت و هى تتبعه و رأت دوروثيا تعطيه العديد من المجلات .
وصلت إلى قربهما و نظرت إلى الصحف الموجودة بين يدى فيليب . فرأت أسمه لكنها لم تجيد اللغة اليونانية بشكل كاف لتقرأها.
قالت:"ماذا هناك فى الصحف؟"
كان وجه فيليب يشبه قناعاً من الحجر . حدق فى الجري
ة غير مصدق بعدها مزقها . أخيراً سار عبر المرفأ و رمى الصحف فى سلة المهملات . أمسكت كايت بيده و قالت :"ماذا هناك؟"
حدق بها و كأنه يستفيق من اغماءة بعدها مرر يده على عينيه ليمسح المطر الذى يحجب عنه الرؤية قال بحزن:"تقول , اندرو نيكوس يواجه الخراب"




التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 01:40 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس