عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-17, 05:42 PM   #25

Siaa

نجم روايتي وكاتبة وقاصةفي منتدى قصص من وحي الاعضاءونائبة رئيس تحرير الجريدة الأدبية

 
الصورة الرمزية Siaa

? العضوٌ??? » 379226
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,353
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Siaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond reputeSiaa has a reputation beyond repute
?? ??? ~
يجب عليك أن تدرك أنك عظيم لثباتك بنفس القوة،رغم كل هذا الاهتزاز~
افتراضي الفصل الخامس

الفصل الخامس
قراءة ممتعة


"إذن أنتِ هي تلك اليتيمة أليس كذلك؟ "

لم تـُحرك تلك الجملة بي شعرة وبقيتُ أنظر لها بثبات، فيبدو إنها من العائلة وتنوي على الشر
تقدم الجميع منا وأول من كسر الصمت هي السيدة نهى :" علياء مالذي أتى بكِ هذا المساء" قالت وعلى وجهها التعجب الشديد
"جئت لأُحيي الفتاة أم أنه ممنوع" قالت تلك السيدة بنبرة ساخرة وهي تنظر لي بشر
"لا لا بالطبع فقط تفاجأت قليلاً "ردت السيدة نهى بإرتباك
" إذن أيتها اليتيمة ما هو إسمك " قالت المرأة وهي تجلس

تدخل يوسف وقد بان عليه علامات الغضب:" إسمها ليال وليس يتيمة ولعلمك إنها جزء من عائلتنا ولثاني مرة أقولها من يعيبها بالكلام فإنه يعيب جدي أم أنه لا يفرق معك"
قلب لون وجه المرأة إلى الأحمر ووقفت وقالت :" أنا لا أُعيب جدك ويبدو إنك لم تتعلم أداب الحديث مع الأكبر منك سـِناً لذا سوف أذهب الآن قبل أن تـُهان كرامتي "

هل مثلت للتو مشهد درامي أم أنا فقط من يتوهم بذلك

" أجلسي سيدة علياء إن الأمر ليس كذلك لكنها باتت من عائلتنا فيجب أن نعلم جميعاً ذلك "رد السيد نبيل بجدية وهو يرمق إبنه بنظرات غاضبة
ردت تلك المرأة وهي تشير بيديها:" لا لن أبقى سوف أذهب عمتم مساءاً " ومرت من جانبي وعلى وجهها شبح إبتسامة ماكرة

كل هذا حصل وأنا لم أنبس ببنت شفة، هل كنت أنا محور الحديث للتو، غريب شعرت بأنني بعالم آخر أراقب ملامح غاضبة وأخرى ماكرة وأخرى مرتبكة وأخرى حقودة ، يبدو إنني لن أستقر أبدًا في حياتي نظرات الكره سوف تلاحقني لآخر حياتي التعيسة، لا أعلم هل أنا لعنة لكل مـِن حولي، هل سأجلب المشاكل للأسرة الوحيدة التي تقبلتني
أسبلت أهدابي بهدوء ثم قلت ونظري موجه للأرض:"تصبحون على خير " وصعدت إلى الغرفة




بعد عراك طويل مع أبي صعدت إلى غرفتي وأخذت حماماً بارداً عله يطفئ النار المتأججة في صدري، أردت في هذه اللحظة أن أذهب لغرفتها وأعتذر لها حتى الصباح لأمحو نظرة الألم من عينها، كم كرهت خالتي هذا اليوم وكم كرهت وكل البشر الذين تسببوا بهذا الألم لها والذين لا أعلم عنهم شيئ، أرغب بالتقرب إليها والتعرف إليها، أرغب بأن أكون لهاالصديق والأخ... مالذي أفكر به بحق الله
نزلت من الغرفة إلى الحديقة لأشم بعض الهواء لأنني أشعر بالإختناق الشديد، وعندما وصلت شاهدت أحداً يجلس على الأرجوحة ويهزها ببطء أقتربت أكثر حتى أرى مـَن وبعدها توقفت أمامي مصدوم، فقد كانت هي جالسة عليها وتبدو كعادتها شاردة ولكن مالذي تفعله بالظلام هنا؟ إنها لا تخاف شيئاً، مشيت بإتجاهها وجلست بجانبها بدون حتى الاستئذان، أحسست بإنتفاضتها البسيطة ولكنها لم تلتفت لي وضلت صامتة وضللت أنا صامت لا أعرف مالذي يجب عليّ قوله، وبعد فترة قالت: "يجب أن لا ترفع صوتك على أبيك"
تعجبت بشدة، هل كان صوتنا مرتفع؟، لم أرد وهي أكملت وكأنها لا تنتظر ردي: "ولا حتى على من هم أكبر منك سناً"
مالذي تقوله إنني لا أفهم شيئ، وأيضاً لم أرد
وبعدها التفتت ونظرت لي مباشرة :"شكراً على دفاعك عني، أنا لا أحتاجه أن كنت إحتجته لدافعت عن نفسي بنفسي ولكن لا أعتقد إنها قالت الكثير ليستحق هذا الغضب "
قالت كل ذلك وأنا لست مركزاً معها بل بعيونها الواسعة وأهدابها الطويلة وقد لاحظت أن عينيها تلمع بالظلام فتبدو كنور في الظلمة
" يوسف هل أنت معي" قالت لتخرجني من تأملاتي التي باتت كثيرة، لكن لحظة هل نادتني يوسف للتو هكذا، هذا أفضل فلا نحتاج للرسميات مع بعضنا البعض
"اه نعم " جاوبت عليها بعد فترة
ابتسمت إبتسامة جميلة جداً وقالت :لا عليك، تصبح على خير" ونهضت من أمامي لأشعر لأول مرة بحماقتي الكبيرة



مر أسبوع

بعد عذاب طويل بإختيار ملابس للعمل إرتديت بنطال أسود وقميص أبيض وفوقه سترة سوداء ورفعت شعري كالمعتاد على شكل ذيل حصان وأنتهيت أخيراً حتى أذهب معهم فقد قال لي يوسف إنه سوف يوصلني وأصر على ذلك، نزلت إلى أسفل و رأيتهم جميعاً جالسين على طاولة الفطور
قلت وأنا أتجه للكرسي: "صباح الخير"
ردو جميعاً مرة واحدة :"صباح النور " نظرت إليهم بتعجب وأنا أكبت ضحكة كادت تخرج مني
" لنا الحق إبنتي فأنتي اليوم تبدين جميلة جدا" قالت الخالة نهى لتجعلني أنظر إلى ملابسي وأتفقدهم
هل حقاً كانت ملابسي بالسابق غير جميلة ، حسناً أعترف أنني لا أهتم بمنظري بشدة، حيث أني لا أحب الألوان المبهجة كثيراً
"شكراً لكِ" قلت وأنا أشعر بالإحراج


إنتهينا من الفطور وركبنا بالسيارة مستعدين للذهاب للعمل، انتبهت لأول مرة بأن يوسف لم يتكلم أبداً منذ الصباح فنظرت إليه لأرى مابه حتى التفت لي فجأة ومع ذلك لم أحيد نظري عنه
"هل يوجد شيئ" قال وهو مرتبك "
قلت وأنا أوجه نظري للنافذة : لا شيئ"


وصلنا إلى الشركة حتى حمدت ربي لأني طوال الطريق كادت أعصابي تحترق ، لساني عـُقد عندما رأيتها في الصباح لا أعلم لماذا مؤخراً أشعر بأني أبله كثيراً
عندما دخلنا الشركة استقبلنا صديقي عمر وقال : "مرحباً بكِ آنستي الجميلة" شعرت ببعض الإستياء من جملته تلك ولكنِ لم أظهر ذلك، نظرت إلى ليال ووجدتها تنظر إلى عمر بوجه لا تعبير عليه مما جعله يتنحنح ويقول :" حسناً هل تريدين التعرف إلى وظيفتك "
" نعم من فضلك " ردت وهي تمشي بجانبه
بقيت أنظر إليهم وهم يبتعدون وقد تجاهلوني كلياً فذهبت إلى مكتبي ودخلت مباشرة متجاهلاً تحية السكرتيرة وصفقت الباب خلفي بوجهها المصدوم




بعد أن أنتهى الدوام وقد كان ممتعاً بحق فقد تعرفت على الزملاء وكانوا لطيفين وتعرفت أيضاً على نوعية العمل، نزلت إلى موقف السيارات فقد أصر يوسف أن يوصلني أيضاً،ركبت بجانبه وألقيت التحية عليه لكنه لم يرد وتبدو ملامح وجه متهجمة، قاد السيارة بهدوء
وسألني: "كيف كان العمل معك"
"جيد " جاوبت وأنا ممسكة هاتفي فقد جائتني رسالة
سألني مرة أخرى:" هل كونتِ أصدقاء "
رددت ساخرة :" وهل أنا بالمدرسة، لا فقط تعرفت على زملاء العمل "
" وكيف وجدتِ صديقي عمر" قال ببطء
صمتُّ لوهلة أتذكر من هو عمر فقد مر عليّ اليوم الكثير من الأسماء
تذكرت وانا ابتسم ابتسامة خفيفة فهذا المدعو عمر خفيف الظل وقد مضى كل الوقت وهو يلقي النـُكات :"انه شخص لطيف جداً "
التفت لي بسرعة وقد بان عليه الغضب :" لطيف وماذا أيضاً" صرخ بالجملة تقريباً، فرفعت رأسي عن هاتفي وأقفلته ونظرت إليه بهدوء :"لما تصرخ لقد افزعتني"
أجاب بغضب بعد أن أوقف السيارة على جانب الطريق :" لماذا تمدحيه إن هذا أول يوم عمل لديك فماذا رأيتي منه كي تمدحيه"
قلت بهدوء وأنا أتجنب أفتعال مشكلة:"مثلاً لقد عرفني اليوم على أقسام الشركة جميعها وأيضاً على عملي ألا يعتبر ذلك لطف منه "

ولكن بدل أن أتجنب المشكلة فيبدو أني زدتها فوجهه إزداد إحمراراً وكأن أحداً صفعه عليه
فقال :" لماذا لم تطلبي مني ذلك ألا أنفع أنا في تلك المهمة العظيمة"
"وهل أنا رأيتك حتى " قلت وأنا التفتت للنافذة بنفاذ صبر وما لبثت حتى إنتفضت على أثر صرخته مرة أخرى وهو يقول:" طبعاً لم تريني فما أن شاهدتي صديقك اللطيف حتى تجاهلتيني وذهبتِ"
هنا فقدت أي معالم للهدوء قد قررت أن أتحلى بها وصرخت أيضاً :"أنا لا أعلم الآن لما أنت غاضب لقد حيرتني بحق الله لذا يا أن نذهب للبيت بسلام أو أنزل الآن وأذهب لوحدي"
صمت عم السيارة بيننا إلا من صوت أنفاسنا الاهثة، وبدون أي كلمة شغل السيارة وقاد إلى المنزل




ما أن وصلنا إلى المنزل حتى نـَزِلت من السيارة وذهبت بإتجاه الباب بسرعة ومنها إلى الغرفة وكأنها لا تطيق النظر في وجهي،فدخلت خلفها فقابلني وجهيّ أمي وأختي المذهولين فحييتهم بخفوت وذهبت إلى غرفتي طابقاً الباب خلفي بقوة للمرة الثانية تاركاً وجهيهـُما وقد تبدلت ملامحهم من الذهول إلى الصدمة، دخلت فوراً لأخذ حمام بارد كعادتي عند الغضب، وعندما خرجت من الحمام بدلت ملابسي ورميت نفسي على السرير وأنا أُفكر، جملتها الأخيرة جعلتني أتسائل حقا عن سبب غضبي وأنا إلى الآن لا أعلم السبب فقط رؤيتها هكذا تعبر عن إعجابها بشخص وليس أي شخص بل رجل جعلتني أنسى إنه صديقي وأرغب بالعودة إليه وقتله، فمثلاً أنا لم تخبرني إنني شخص لطيف بالرغم أني أعاملها بشكل جيد بل إنها وبختني ذات مرة...
هززت رأسي لأبعد تفكيري عن ذلك ووضعت رأسي على الوسادة وسرعان ما غفيت وأنا أحلم بعيون كلون البندق تحدقان بي وشعر كسواد الليل الذي لا ينتهي يموج من بينهما






استيقظت اليوم مبكراً وقد قررت أن أذهب للعمل الآن فلا يفرق إلا ساعة وبها سوف أعمل أكثر حتى أرتب أموري فتجهزت ونزلت للأسفل ولم أجد إلا الخالة نهى وزوجة إبنها مستيقظون فأخبرتهم أني سوف أذهب للعمل وبالرغم أن الخالة نهى أقترحت عليّ أن انتظر حتى أذهب مع يوسف أو أن تذهب وتيقظه إلا أني اعترضت بشدة، هذا ما كان ينقصني أمس كنا نتشاجر وليس لدي كلام لأقوله له فاعتذرت منها وقلت أنني سأستقل سيارة أجرة وذهبت بسرعة
بعد ربع ساعة من إنتظار أن تتكرم عليّ سيارة أجرة بإيصالي وصلت للشركة وأنا أوعد نفسي بشراء سيارة عند أول راتب، استقبلني السيد عمر ببشاشته ومزاحه المعتاد وقد بدا مستغرباً من قدومي باكراً إلا أنني لم أتعب نفسي لأفسر له فتركته معتذرة بالعمل، جلست على مقعد المكتب فتذكرت أمر الرسالة التي أتتني البارحة كانت من رقم غريب ولم يتسنى لي التدقيق بالرقم، فتحت هاتفي وبحثت عنها بين الرسائل ووجدتها قرأت محتواها وكانت من شخص يعرفني ويقول بها إنه سوف يأتي ليزورني قريباً وأنه سينتظر إجابتي! أمعنت نظري بالرقم أحاول تذكره
"الأستاذ أوس"قلت مـُتفاجئة وقد تذكرت صاحب الرقم، دائماً ما أنسى تسجيل رقمه ولكن مالذي يريده من زيارته لي




اليوم سوف أعتذر منها عندما أوصلها للعمل وانتهى لا أريد أن تأخذ عني فكرة سيئة، نزلت وانا كلي توتر لرؤيتها الآن، ولكن لا أحد لم تكن جالسة على طاولة الفطور أيعقل إنها لا تريد الذهاب اليوم أم ماذا!
"أمي أين ليال ألن تذهب للعمل؟ " وجهت السؤال لأمي
" بلى بـُنيّ ولكنها ذهبت منذ ساعة تقريباً قائلة أن لديها الكثير من العمل"

شعرت بالحزن والأستياء من فعلتها تلك،لذا قمت من على الفطور بدون تناول شيئ واستئذنت للذهاب إلى العمل
عندما وصلت للشركة لم أستطع الذهاب لمكتبي مباشرة فذهبت لأراها في مكتبها والأعتذار منها، فوصلت إليه وبحثت بعيني عنها حتى رأيتها كانت تتكلم بالهاتف وتعمل على الحاسوب بنفس الوقت، فاقتربت منها "اشكرك أستاذ أوس مع السلامة" ما إن سمعت هذا الإسم حتى شعرت بأعصابي تحترق وتوقفت مكاني، لماذا أشعر بأن هذا المحامي يتصل بها كثيراً؟ ألم تنتهي مهمته؟ ماذا يريد منها؟ ، زفرت زفرة غاضبة وقد نسيت أنني واقفاً عند مكتبها وهي غير منتبهة لي وما فعلته جعلها تلتفت إلي وأصبحت عيناها الواسعتان أوسع أكثر وهي تنظر لي بتسائل وعندما لاحظت صمتي قالت :"يوسف هل يوجد شيئ"
قلت بصوت منفعل :"لا يوجد شيئ"
ردت ببرود :"حسناً" والتفتت تكمل عملها وكأني لست موجود
فذهبت مباشرة لمكتبي وأنا أتأكد تماماً من غبائي الامتناهي~~

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أشعر بالإحباط الشديد بسبب قلة تعليقاتكم على روايتي، لقد أنزلت لحد الآن خمس فصول ولكنني لم أجد تعليق يشجعني ولا حتى إنتقاد، أشعر بأني أكتب للفراغ حقاً، أنا أتقبل أي تعليق ولو حتى كلمة.


Siaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس