عرض مشاركة واحدة
قديم 05-02-17, 11:48 PM   #5

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
بخلاف بطلات الروايات الرومانسية, لم تبقق ميغان مستيقظة طوال الليل, بل استغرقت في النوم لتعبها بعد عناء يوم طويل. استفاقت صباح اليوم التالي بافكار مشوشة, ولكنها حاولت ان تحافظ على هدوء اعصابها لتفكر بحل معقول لهذه المعضلة. قالت لميريدث وهي تحضر افطاره وتاكل قطعة توست: "من الافضل ان اقابل اوسكار باسرع وقت ممكن على الرغم من انني لا ارغب بذلك, يجب ان اكون هادئة ومتعقلة."
القت نظرة على وجهها بالمآة تبدو مرعبة, اذا سالها احد ستقول انها تعاني من برد. ربما بعض التبرج سيساعد قليلا ولكن لا وقت لذلك.
لحسن الحظ كان الجناح طوال الليل مشغولا لذلك سيكون التقرير اليومي اطول من المعتاد, هذا بالاضافة الى حالة في غرفة العمليات وحادث سيارة قادم من قسم الحوادث. لم يتسن لاحد والحمد لله لكي ينظر اليها, عملت طوال اليوم بنشاطها المعتاد راضية عن مظهرها العادي. ولكن ربما هذا غير صحيح. ففي فترة العشاء حدق اليها الاصدقاء وسالوها: "ما الخطب؟"
قال احدهم: "ميغ تبدين وكأن احدهم ضربك علىراسك."
"لا ابدا اظن انني مصابة ببرد."
عادت الى الجناح مرتاحة لعدم معرفة احد بان قلبها قد انفطر. بدد الاستاذ هذا الارتياح حين سالها: "ماذا جرى لك؟"
"لا شيء سيدي, مجرد برد..."
"هذا هراء."
"كان هذا لا يحتمل, رجفت شفتها مصارعة دموعها: "هذا ليس هراء."
وقف محدقا بها: "هل انت حرة هذا المساء؟ سنتناول العشاء معا وتخبرني عن الامر."
"يجب ان ارى اوسكار, لكن شكرا على الدعوة."
"لا داعي لتقابلي اوسكار في مثل هذه الحالة, سنتناول العشاء معا وتخبرينني عن هذه الكارثة التي جعلت منك امراة متعبة, غير قادرة على ادارة جناحها."
قالت بعصبية: "طبعا انا قادرة على ادارة جناحي, وليس من شان كان تتدخل بحياتي."
"لا لا انت مخطئة, انا اعرض خدماتي مثل كاهن تعترفين له, كصديق تحتاجين اليه, او اذا اردت كغريب متجرد من اي مصلحة."
بينما كانت تفكر بشيء تقوله قال بسرعة: "حسنا لا وقت لدي للثرثرة, سامر بك في السابعة النصف مساء."
لم تستعد قدرتها على التعبير الا بعد ان اصبح على بعد خطوات.
كانت ممرضة ممتازة لادارة الجناح, وكانت في ذلك اليوم اكثر من ممتازة, ليس لديه اي فكرة عما يقوله.
تاخرت ميغان في العمل نصف ساعة, لم تكن راغبة في ان تتصل باوسكار كثيرا. بالطبع لو التقت به لكانت طلبت منه ان يتحدثا, ولكن لم يبدُ له اي اثر. عادت الى الشقة حيث اعدت لنفسها كوبا من الشاي, ثم اطعمت ميريدث وبحثت في خزانتها عن شيء ترتديه. فعلت كل شيء من غير تفكير, اذ انها كانت منشغلة الباب باوسكار, تتمنى لو انه يتصل بها. ارتدت تنورة خضراء من التافتا مع بلوزةبيضاء بكمين طويلين, لتناسب اي مكان قد ياخذها الاستاذ اليه. ارتدت معطفا صوفيا بذيل اخضر يتناسب مع التنورة, ثم اختارت حذاء اسود مع جزدان ملائم. ورفعت سماعة الهاتف شاردة الفكر لتتصل باوسكار.
كانت تطلبه على الهاتف عندما انفتح الباب. فاعادت السماعة الى مكانها. دخل الاستاذ صامتا ولاحظ ان سماعة الهاتف لم تكن في مكانها فقال برقة: "في الوقت المناسب أليس كذلك؟ حسنا اتصلي به اذا اردت... هناك الكثير من الوقت, يمكنني ان الغي الحجز."
"لا لا تفعل ذلك." لاحظت فجاة انها جائعة وتعسة. "انا جاهزة."
حمل ميريدث وقال: "يبدو في حالة ممتازة انه يدين لك بذلك." وضع القط جانبا وفتح الباب لتمر ميغان امامه. كان شارعا هادئا لذلك فان وجودسيارة رولز رويس يعتبر حدثا يستحق المناقشة بين الجيران في الصباح. دخلت السيارة فاقفل الباب وجلس بجانبها.
"هل جيرانك ودودون؟"
"في الحقيقة ليس بيننا الا تحيات الصباح والمساء. ان الفضول يعتريهم عندما اخرج..."
"هذا طبيعي, كان بامكانك ان تلوحي لهم."
ضحكت وقالت: "لن يحبوا ذلك, فهم يعتقدون اني لا اراهم وهم يتسرقون النظر."
تكلما قليلا عن الطقس واخبار المستشفى الغريبة, عندما وصلا شارع شارلوت لم تعد تشعر بذلك الخجل عندما اقلها. كان مطعما فرنسيا مشهورا. جلسا الى طاولة منعزلة في زاوية حميمة من الغرفة.
ارتاحت ميغان لارتدائها شيئا يليق بهذا المكان المترف, اما الاستاذ فجلس من غير ان ينظر حوله بكثير من الراحة والاناقة بالبزة الرمادية الداكنة وربطة العنق الحريرية. لاحظت ميغان انه يعرف المكان جيدا.
تفحصت لائحة الطعام فقد كانت جائعة, حتى الفتيات التعيسات عليهن ان ياكلن. اختارت سلطة القريدس مع شرائح لحم الخروف بالاضافة الى صلصة مديرا وبطاطا مهروسة. اما الاستاذ فاختار قريدس مع توريندو مطبوخا بالخل الاحمر. وطلب شرابا قبل ان يبدا بحديث لا حاجة لان تشارك به كثيرا, تناولت عشاءها بشهية وشربت كاسين من الشراب. عندما احضرت القهوة قال: "الان ما الامر؟"
"الا تخاف من اني قد انفجر بالبكاء؟ غريب ما قد يفعل كاسان من الشراب بكبرياءالانسان."
"لا, والا لما كنت اصطحبتك الى هنا."
"انه اوسكار, انه مغرم بميلاني, وانا متاكدة انها مغرمة به, ولكنها لا تعرف ذلك بعد. اخبرني البارحة انه ذاهب لزيارة اهله ولكنه امضى اليوم في بيتي ولم يخبرني. لم اره منذ رجوعه ولماتصل به ايضا. لا اعرف بماذا اشعر, ميلاني رقيقة جدا وانا اريدها ان تكون سعيدة."
سكبت مزيدا من القهوة واضافت: "ظننت انه مغرم بي.صحيح انه ليس من النوع الذي يظهر ذلك, ولكن مهما يكن من امر... توقعت ان نكون سعيدين معا, انا متاكدة انه يحبني ولكنه امر مختلف عن الغرام أليس كذلك؟"
"وانت ميغان, ههل انت مغرمة به؟"
احمرت خجلا وقالت: "كنت اعتقد ان مشاعرنا تجاه بعضنا كافية, لا اؤمن بوجود الحب العاصف بالواقع, ربما في حالات نادرة كاوسكار وميلاني مثلا, اعني عندما لا تستطيع ان تمنع نفسك حتى ولو كان ذلك يسيء للاخرين."
صمتت هنيهة ثم اضافت: "اشعر وكاني امام طريق مسدود, لا اعرف ماذا افعل."
"يدهشني فعلا ان ارى فتاة ذكية مثلك تسمح لعواطفها ان تتحكم بها..."
"في الحقيقة..."
"لا داعي للشرح, اعذريني انا نادرا ما اسدي النصائح, ولكن اذا سمحت ل ان اقترح ان تذهبي الى البيت وتتحدثي مع شقيقتك. صحيح ان هذا صعب وولكن يمكن ان يوضح الكثير من الامور."
"ولكن ليس لدي عطلة حتى نهاية الاسبوع بعد المقبل."
"هذا افضل. بذلك يكون لديك الكثير من الوقت لتهدئي وتناقشي الموضوع بمنطق اكثر."
"واوسكار؟ فانا غالبا ما اراه."
"انا متاكد انه باستطاعتك ان تختلقي اعذارا لعدم رؤيته, على الرغم من انه من الحكمة ان تشاهيه لتقيمي الموقف."
"اين تعلمت ان تتكلم الانجليزية بهذه الطريقة الممتازة؟" شعرت ميغان بالحرج لتسرعها في طرح هذا السؤال, واحمرت خجلا, ولكنه ابتسم قليلا.
"كان لدينا مربية انجليزية, لا تزال موجودة ثم اني امضيت عدة سنوات في كامبريدج."
"اه هذا السبب اذن. لم اقصد ان اكون فضولية, شكرا للطفك لم اكن انوي ان اخبر احدا... ساعمل بنصيحتك وشكرا على هذه النصيحة, هل ابدو شاحبة؟"
اجابها بجدية وفي عينيه وميض: "لقد قصدت من المجيء بك الى هذا المكان الشاعري ان امنعك من البكاء في الممشى الماهول بكل العاملين في المستشفى."
"اه حسنا هذا لطف منك."
"تعلمت منذ زمن كيف احيط من هم على وشك البكاء."
ترى هل زوجتهتبكي كثيرا, ام انه يقصد بناته؟ كم تتمنى ان تعرف, وقد اظهر بطريقته الخاصة ايضا كيف يحبط همة من يلقي عليه اسئلة غير مرغوب فيها.
استقلا السيارة وعندما وصلا الى البيت لم تدعه للدخول, ولكنه خرج معها ثم فتح الباب واضاء الغرفة كما فعل سابقا. وألقى كالعادة نظرة على المطبخ والنافذة وسمع بنفاذ صبر كلمات الشكر ثم تمنى لها ليلة سعيدة وذهب: "لم يكن في اي حال يريد الدخول." خطابت ميريدث.
لم تر اوسكار الا بعد عدة ايام, ولم تعرف فيما اذا كانت سعيدة لرؤيته ام لا. التقت به وهي في طريقها الى قسم الاشعة, فتصرفت بشكل طبيعي على الرغم من ان ذلك تطلب منها جهدا. كان واضحا انه يعاني من شعور بالذنب. كم سيكون لطيفا ومريحا ان تخبر الاستاذ كيف تملصت منه, الذي لم يظهر له اثر الا في مساء اليوم الذي سبق ذهابها الى البيت, فيما كانت ذاهبة مع اوسكار الى الحانة مع اوسكار. مر بهما فيما كان في طريقه الى باحة المستشفى, رفع يده ليحييها. أتخيلت ميغان انه يبتسم.
كان الاستاذ بالطبع مصيبا, فقبل ن تذهب الى بيتها كانت قد هدات كفاية واصبح بامكانها معالجة مشكلتها مع اوسكار من غير ان تبكي لمجرد ذكر الموضوع. اخرجت ميريدث وحقيبتها من السيارة ودخلت البيت حيث التقت بوالدتها خارجة من المطبخ: "مرحبا حبيبتي, كم هو لطيف ان نراك ثانية, ذهبت ميلاني الى مزرعة كوب, لكنها ستعود في الحال."
حضنت ميغان امها: "لا باس امي, اعرف قصتها مع اوسكار ولا حاجة للقلق, اريد التحدث اليها اولا قبل الاقدام على اي خطوة."
"حبيبتي لقد لاحظت انا ووالدك الامر, وتمنينا ان تلاحظيه ايضا. ثم مجيئه لوحده وخروجهما مع بعضهما. ميلاني تشعر بتعاسة..."
"اه المسكينة, لا حاجة لذلك, اريد التاكد من حبهما لبعضهما, فما رايك؟"
"تقابلا ووقعا في الحب حبيبتي, انه افتتان لا يستطيعان شيئا حياله. هل تشعرين اتجاه اوسكار على هذا النحو؟ احساس يصيبك مثل الصاعقة, تعرفين بعده انك لن تتكوني سعيدة مع سواه."
كانت ميغان قد لحقت بامها الى المطبخ واطلقت ميريدث ثم سكبت القهوة. قالت ميغان وهي تجلس في مواجهة والدتها: "لا يا امر لم اشعر هكذا. كنت سعيدة وراضية فقط بوجودي مع اوسكار. كنت اعتقد ان الحياة ستكون جميلة لانه رجل حلو المعشر."
"يا طفلتي العزيزة, الحب لا يهتم بالطبيعة او المعشر. يمكن ان تغرم المراة برجل غير صبور ذي طباع سيئة يرمي المناشف على ارض مطبخها وينسى عيد ميلادها, ولكنه يعبدها."
?
لدهشتها وجدت ميغان نفسها تتساءل اذا كان الاستاذ يرمي المناشف على ارض الحمام: "يجب ا نابين لميلاني ان قلبي ليس منفطرا, لقد تاثر قليلا ولكنني اعرف انني ساتعافى. كانت صدمة ولكنني تعودت على الفكرة. كلما اسرعنا في الغاء خطوبتنا وفي زواجه من ميلاني يكون افضل."
"هل يعرف احد؟ اعني في المستشفى؟"
انزعجت ميغان من نفسها لاحمرارها خجلا: "الاستاذ فان بلفيلد يعرف. لقد التقاني في احد ممرات المستشفى ةاستقصى ذلك مني."
حدقت السيدة رودنر بها بحنان وقالت: "اظن انه اسدى لك نصيحة جيدة."
"حسنا اجل لقد فعل. قال لي بان افعل ما افعله الان, وهو التاكد من ان ميلاني تحب اوسكار."
"يا له من رجل حكيم ومتفهم جدا, اظن انه متزوج وله اولاد..."
"انه لا يتحدث عن نفسه ابدا, ولكنني اظن انه متزوج."
"هو ليس بشاب على اي حال."
استطردت ميغان وقالت بحدة: "ليس عجوزا ايضا, في الاربعين على ابعد احتمال." نظرت اليها والدتها بشك وهي تعرف ان ابنتها الجميلة لا تخبرها كل شيء.
فهي لا تزال تعتقد ان الاستاذ مهتم بميغان, ولكن بالطبع هناك خطر من ان يكون كاولئك الرجال الذين يعملون لاسابيع طويلة بعيدا عن بيتهم فيقعون في حب اي فتاة جميلة يقابلونها. قد يكون ارمل. ربما كانت مخطئة, لا بد انه اسدى نصيحة الى زميلة محتاجة لها. لكنه لم ينظر اليها كزميل, بل كعاشق. كانت السيدة رودنر متاكدة من ذلك, ولكن لم يكن عند ميغان ادنى فكرة.
نظرت الى الساعة وقالت: "لا يزال الوقت مبكرا, أتريدين ان تتحدثي مع ميلاني في الحال؟ فاذا اردت ذلك يمكنك ان تذهبي لتقابليها, فالمشي معا يجعل الكلام اسهل من الجلوس في غرفة مواجهتين بعضكما البعض."
على الرغم من كلمات ميغان الشجاعة, كانت السيدة رودنر قلقة لرؤية ابنتها شاحبة مرهقة.
انتعلت ميغان حذاء قديما وتاكدت من ان القط في المطبخ ينام بسلام, وذهبت تبحث عن اختها.
كانت والدتها تضع طعام الغداء على الطاولة عندما عادتا الى البيت متأبطتين ذراعي بعضهما البعض. بدت ميغان مشرقة بعينين باردتين ووجه يكاد ان يتحطم في اية لحظة. اما ميلاني فقد بكت كثيرا الا ان البكاء لم يفسد وجهها الصغير الجميل. كان السيد رودنر قد عاد لتناول الغداء. اخبرته زوجته بما حدث, ولكنه لم يعلق بل حياا ميغان بحنانه المعهود, وكالعادة سالها عن العمل: "انا سعيد لوجودك معنا. الحديقة بحاجة لعمل كثير. كنت امل ان ازرع الحمص واثبت شتلات البازيلاء. الارض جاهزة للزراعة."
هذا بالضبط ما كانت تحتاجه ميغان.لقد تحدثت مع ميلاني, وهي تعرف الان بكل تاكيد ان ميلاني تحب اوسكار وهو يحبها ايضا, ولكنهما يشعران بالذنب في الوقت نفسه, الا انها حاولت ان تقنع ميلاني بانه لا داعي للشعور بالذنب.
قالت لاختها الباكية: "هذه الامور تحدث يا حبيبتي, فكري كم سيكون فظيعا لو انكما اكتشفتما كم تحبان بعضكما البعض بعد ان نتزوج انا واوسكار. لم اصب باي اذى ولم يتحطم قلبي. أتعرفين لا اعتقد اني احببت اوسكار بالطريقة التي تحبان بعضكما بعضا. لا تهتمي سانسى ذلك بسرعة."
قطعت وعدا لنفسها بألا تقول شيئا عن اوسكار قبل ان تقابله على الاقل وتحكم بنفسها. وستمضي الوقت الحاضر عطلتها في حرث الحديقة, مما سيساعدها على قضاء هذه الايام المربكة والعصيبة. كانت تقنع نفسها بعد يوم طويل من الحرث والزرع بالنوم. كان مرهقا فعلا ان تتصنع السعادة في الوقت الذي كانت تتمنى فيه ان تصرخ باعلى صوتها.
حاول والداها تبسيط الوضع باكبر قدر ممكن. سمعاها بهدوء وهي تخبرهما عن الوضع, ربما انها كانت تفعل الصواب, لم يسدياها اية نصيحة او حتى حاولا غمرها بحنان زائد.
قال لها والدها: "انه وضع محرج, ولكننا سنتخطاه هذه الامور تحدث, وانا مرتاح لان ذلك حدث قبل ان تتزوجي من اوسكار او حتى ان تتكلما بجدية في الامر."
هذا صحيح فهما لم يناقشا موضوع الزواج قط. اكتفيا بطوبة بسيطة مع ذكر مبهم جدا لفكرة الزواج. لم يكونا مستعجلين, فمستقبل اوسكار هو المهم. على كل حال, كانت امه ستاخذ وقتا طويلا قبل ان تتعرف عليها وتحبها. وهكذا امضت عطلتها تذكر نفسها عدة ايام في اليوم بهذه الحقائق مما خفف من آلامها, الا انه لم يطرد خشيتها من المستقبل الفارغ والمجهول.
تمرنت وهي في طريق عودتها مساء الاحد على ما كانت ستقوله لاوسكار, فستكون هادئة ومتعقلة ولن تدعه يلاحظ شعورها بالمهانة. بعد ان تفعل ذلك ستضطر لان تخبر اصدقاءها بالريجينت ولكن لن يكون سهلا, صحيح انها كانت محبوبة من الجميع في المستشفى, ولكن مهما يكن من امر سيثرثرون كثيرا. الحمد لله لن يدوم ذلك طويلا, لذلك عليها ان تتحمل حتى تطرأ اخبار جديدة في المستشفى.
قررت ميغان بعد تفكير طويل الا تنتظر حتى يتصل اوسكار بها, ولكن قبل ان تتصل هي به, اعطاها البواب رسالة من اوسكار يعلمها فيها انه سيكون حرا بعد السادسة مساء يوم الثلاثاء ليتقابلا حول شراب.
بدا يوم الثلاثاء ابديا, ليس لتشوقها لميعاد الليلة, بل لانه كان مليئا ببعض النكبات الصغيرة, فقد ألغى قسم الاشعة احدى نتائجه, وجرحت احدى الممرضات المتمرنات يدها بكاس مكسور... بعد ان انهت عملها تمنت اخيرا لو دام هذا اليوم السيء الى الابد, فقد نسيت ميغان كل ما كانت قد استعدت له من كلام, وخشيت ان تنفجر بالبكاء حين ترى اوسكار. ولسوء الحظ التفت الاستاذ وهي تغادر المستشفى, كان داخلا فامسك الباب واقفا في طريقها.
"هل انت حرة هذا المساء؟ وهل انت ذاهبة لمقابة الدكتور فيلدينغ؟ رائع..." ابتسم لها بعذوبة لدرجة انها رغبت في الارتماء على صدره والبكاء بحرارة, قال بصوته الهادئ: "اهدئي الان, لن يكون الامر سيئا كما تتصورين. ستخبرينني كل شيء لاحقا."
نظرت اليه باندهاش قائلة: "كيف عرفت؟"
"لدي معلومات عن جدول الطاقم." ربت على كتفها واضاف: "اذهبي وانهي الامر."
بدا وكانه يتكلم مع فتاة صغيرة, بدلا من امراة رائعة البنية في الثامنة والعشرين من عمرها.
شعرت ميغان بارتياح شديد, فهو لم ينتقدها او ينتقد اوسكار, بل خلاف ذلك, كانت تعليقاته غير شخصية ومريحة دائما. اعدت لنفسها كوبا من الشاي واطعمت ميريدث ثم امضت وقتا في اختيار ما سترتديه, فقد شعرت انه من المهم ان ترتدي شيئا مناسبا لهذه الليلة. قررت ان ترتدي تنورة صوف سوداء مع قميص وكنزرة وردية اللون لتخفف من حدة سواد التنورة. وبما انها كانت ليلة كئيبة اختارت سترة سوداء. تمنت لو ترتدي شيئا صيفيا جميلا, ولكن تغير الطقس منعها. على كل حال, كانت الثياب التي ارتدتها جميلة.
كان اوسكار بانتظارها عند بوابة المستشفى, اخذها بيدها وسارا الى المقهى معتذرا لانه لن يبقى سوى نصف ساعة, جلسا في صالون المقهى حيث سالها: "ماذا تشريبن؟"
"تونيك لو سمحت."
ابتسمت له فيما كانت تدرس وجهه. يا له من وجه لطيق ستفتقده, على الرغم من انها ستضطر لرؤيته كثيرا في المستقبل داخل المستشفى وخارجه. بدا قلقا لا شك انه كذلك فعلا.
"اذا لم يكن لديك صوى نصف ساعة فقط اريد ان اقول شيئا بسرعة, لذا ارجول الا تقاطعني... انا اعرف موضوعك مع ميلاني... لا اوسكار طلبت منك الا تقاطعني. ذهبت الى البيت وتكلمت معها في الامر وكل شيء على ما يرام الان. اظن انك احببتني ولكن ليس كفاية. انت تحبها فعلا أليس كذلك؟"
احتست شرابها وتمنت لو انها طلبت شيئا اخر.
خلعت الخاتم من اصبعها ووضعته امامه على الطاولة: "سيسعدني جدا ان تكون صهري. ارجوك لا داعي لان تشعر بالذنب, قد يحدث هذا لاي انسان."
"انت يا ميغان لا تمانعين. ألم تحبيني بدا؟ اردت ان اخبرك ولكني لم اشأ ان اكدرك... اعتقدت ان قلبك سيتحطم."
شعرت ميغان بنفاذذ صبرها: "طبعا انا امانع, وبالتاكيد احببتك ولكن كما اعتقد ليس كفاية, اما بالنسبة للقلب المحطم, فقلبي مخدوش قليلا."
"اه ميغ, انا اسف جدا. كان يجب ان اخبرك منذ اللحظة الاولى التي رايت فيها ميلاني وعرفت اني وقعت بحبها. انها جميلة جدا ورقيقة. ننوي ان نتزوج قريبا. ساجد عملا بالريف..."
انه يحب ميلاني فعلا, فقد تخلى عن مشاريعه المستقبلية بلا تردد,سيفعل ما كانت تريده ان يفعل بالضبط ولكن ليس من اجلها بل من اجل شقيقتها. وفجاة لم تعد تحتمل. وقفت بسرعة وهي ترسم ابتسامة على شفتيها وقالت: "يجب ان اذهب فلدي موعد ساراك بالجوار. ارجوك اتصل بميلاني باسرع وقت ممكن فهي قلقة جدا."
خرجت مسرعة من المقهى واتجهت الى شقتها حيث رات الرولز واقفة في الخخارج. كان الاستاذ يتكلم مع مجموعة من الصبية ولكنه تركهم عندما رآها واخذ منها الامفتاح ليفتح لها الباب.
لم تنظر اليه فقد كانت تقاوم دموعها. قالت بصوت مخنوق: "لا تتجرا وتدخل الغرفة."
دخلت الغرفة ورمت بنفسها على الكرسي.
قال الاستاذ برباطة جأش: "ما تحتاجينه هو كوب شاي ساخن. فقد اكتشفت ان التاس في هذا البلد يتعافون بسرعة عندما يشربون شايا قويا مغليا محلى بالسكر والحليب."
وضع ابريق الشاي على النار واحضر الفنجانين فيما كان يصفر: "طبعا هذا اجراء مؤقت فبعد ان تشربي الشايوتبكي جيدا, ستغسلين وجهك وترتبيننفسك ثم نذهب الى مكان ما نتناول فيه الطعام ونشرب."
"شراب؟ ولكنه للاحتفال, اه ارجوك ان تذهب."
لم يعر كلامها اي اهتمام, بل قدم لها منديلا كبيرا واحضر ابريق الشاي ووضعه على الطاولة بقرب كرسيها, سكب لها الشاي وقال: "اشربيه ساخنا وتوقفي عن البكاء, على الاقل كي تشربيه."
قالت باكية: "لا اريد شايا..."
"لا لا هذه ليست طريقة للكلام, هل صرخت بوجه الشاب فيلدينغ؟"
"بالتاكيد لم افعل. اظن ان بامكاني البقاء وحيدة ان اردت ذلك."
اخذ منها المنديل ومسح دموعها: "اشربي الشاي, لا حاجة لمزيد من البكاء فقد انتهى الامر." عندما شربت الشاي مطيعة اوامره اضاف: " الان انت فتاة عاقلة. هل فكرت بالامر؟ كان هناك حتى هذا المساء ثلاثة اشخاص تعساء, اما الان فيوجد واحد فقط."
شربت الشاي واضافت برقة: "انت لطيف جدا, انا اسفة لاني مزعجة وفظة."
"لا تهتمي انهي الشاي ثم اغسلي وجهك لنخرج, فانا جائع."
"لا اقدر ابدو مخيفة."
"مخيفة وجميلة جدا. ضربة مشط في شعرك كع مسحة من البودرة على وجهك وستبدين اجمل بكثير."
ذهبت الى المطبخ ونظرت الى المرآة, انها تبدوبحالة مزرية بالاضافة الى ان هناك شيئا ما يقلقها.
"انه للطف منك ان تدعوني للخروج معك, ولكن ألا تظن انه يمكنني ذلك, ألن تعترض زوجتك؟"
نظر اليها برقة وقال بعدم اهتمام: "انا متاكد تماما ن زوجتي لن تعارض."
"ألا تعتقد انني سخيفة ومحافظة؟"
"لا ابدا فانا نفسي محافظ."
شعرت ميغان بالرضا, فدخلت الحمام وغسلت وجهها مما انعشها قليلا: "يجب ان اوضب شعري ووجهي في المطبخ اذا لم تمانع."
"لا ابدا."
انه لامر غريب حقا, فعلى الرغم من ضخامة حجمه, تصرفت وكانه غير موجود.
"هل انفع هكذا؟"
"رائع, لن نذهب الى مكان فخم."
اخذها الى فندق داتشت الذي يقع في قرية وندسور خارج لندن, يطل الفندق على قرية جرين, وقد لاحظت بارتياح انه مطعم ريفي هادئ يتلاءم مع ما ارتدته من ملابس.
اختار الاستاذ الطعام. كانت غرفة طعام جميلة حيث يتناول كثير من الناس عشاءهم بهدوء الى طاولات بعيدة عن بعضها. تناولا شرابا في المقصف قبل ان يؤخذا الى احدى الطاولات, القيا نظرة على لائحة الطعام قبل ان يسال: "هل تريدين شيئا معينا؟"
عندما هزت راسها بالنفي قال: "هل نبدا بالسلطة؟ البط المشوي مع البرتقال لذيذ جدا هنا..."
"هل اتيت الى هنا من قبل؟"
"انه لامر طبيعي بالنسبة لمتجول."
تكلم في موضوع بسيط حتى قدمت السلطة, ولم يتحدث طوال العشاء سوى بمواضيع خفيفة, شعرت ميغان بعد هذا العشاء اللذيذ بقليل من الراحة. فيما كانا يحتسيان القهوة سالها اذا مان لديها دوام في الصباح, وعندما ردت بالايجاب قال: "في هذه الحالة يجب ان نعود. انت بحاجة لقسط من الراحة."
لو كان لديها اخ اكبر لعاملها بالطريقة نفسها, ولكنه بالطبع دعاها للخروج لانه رجل لطيف, ولانها كانت منزعجة. كان سيفعل ذلك مع اي شخص اخر وليس لانه يفضل صحبتها بشكل خاص.
خرجت معه الى السيارة وهي تشعر قليلا بدوخة. جلست بجانبه بصمت فيما قاد عائدا الى الشقة. حيث خرج. فتح باب الشقة كالعادة وتفحص المكان ثم قاطع شكرها بالطف الطرق الممكنة وذهب. لم يكن من النوع الذي يضيع وقته في حديث لا معنى له. فلم يمنحها مجالا لتقول اي شيء غير الشكر.
قالت لميريدث: "كما اعتقدت فهو لم يدعوني لانه اراد ذلك. اؤكدلك انه لن يكلمني لعدة ايام."
كانت محقة اذ انها لم تر الاستاذ لعدة ايام, لكنها رات اوسكار الذي حياها بوجه خجول مما جعلها تترجاه بالا يكون سخيفا. علم المستشفى بما حصل, فقد لاحظ ان هناك الكثير من الثرثرة. ولكن اصدقاءها حاولوا ان يساعدوها. فقد كانوا يدعون نافسهم في امسيات اجازتها لى العشاء, او يقترحون التسوق. على كل حال انتهت الثرثرة الان واصبح اوسكار يتصرف طبيعيا حين يلتقيان. لا تزال تشعر بالضياع والحزن ولكن من الواضح ان اوسكار كان سعيدا, اما ميلاني فقد كانت تظير من الفرح حين اتصلت بها. طمأنت ميغان نفسها انه في خلال شهر او اكثر ستشعر بحكمة تصرفها.
لذلك لم تسمح لمشاعرها ان تؤثر على عملها. فقد كانت تتعامل باعصاب هادئة ووجه باسم مع الممرضات والمرضى. باستثناء اسف جيني الهادئ, لم يقل احد لها شيئا, حتى السيد برايت اكتفى بالقول بعد ان انهى جولته: "اسف لما حصل بينك وبين اوسكار."
لا بد ان هناك اجماع على تناسي ذلك الحدث المشؤوم, او هذا ما اعتقدته الى ان قابلت الاستاذ في صباح احد ايام مناة=وبتها. تمنى لها صباحا سعيدا وسالها: "هل رايت الشاب فيلدينغ؟ اظن انه امر صعب ومربك في البداية, ولكن المرء يتعود مع مرور الوقت على ذلك." كان واقفا كالعادة امامها بحيث لم تتمكن من المرور بسهولة الا قبل ان تدفعه قليلا."
تمنت له ميغان ببرودة صباحا سعيدا, لماذا كان علي خان يجعل نهارها سيئا في الوقت الذي اوشكت فيه على نسيان الموضوع باكمله؟ بما انه كان ينتظر جوابا قالت: "اجل رايت اوسكار عدة مرات, فهو وميلاني سعيدان جدا وانا ايضا."
رفعت وجهها باتجاهه فانزعجت من ابتسامته.
"هذه اخبار حسنة فانت صغيرة جدا على الياس, فمن الافضل ان تقعي بالحب عدة مرات وهكذا عندما تواجهين الحب الحقيقي ستعرفين الفرق, تماما مثل الشاب فيلدينغ."
"انك تتصرف بخبث. اعرف انك الدكتور الاستشاري ومن المفروض ان احترمك, ولكنني لست مناوبة بعد ولا انت."
"اه هذه هي الروح التي اريدها ميغ, اخرجي ذلك الحزن من صدرك الجميل, ساقلك الى بيتك يوم عطلتك لتثبتي لعائلتك انك تعافيت جيدا."
بدات بالقول: "لأا اريد..."
"الجمعة أليس كذلك؟ ساكون خارج شقتك في الثامنة والنصف, كوني جاهزة."
"حسنا لن اكون."
كانت ميغان ترتجف غضبا ولكنها تمكنت من اجتيازه واسرعت الى جناحها. لقد اخرها واتعب اعصابها ايضا.
تفحصت تقرير الممرضة المناوبة ليلا بتوتر, مما جعل الممرضة تكرر الملاحظة مرتين. الامر الذي لم يحصل سابقا, كذلك لم تنتبه لملاحظة مساعدتها التي ربما قالت ان السيدة بريجز تتذمر من طعام الافطار.
"اسفة فانا مرهقة قليلا... ما بها السيدة بريجز؟ انها متعبة أليس كذلك؟ اعتقد ان علينا نقلها الى غرفة اخرى قبل ان تزعج السيدة كوك التي بجانبها. والان من سنرسل مع الحالة الاولى الى غرفة العمليات."



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 21-02-17 الساعة 03:22 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس