عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-17, 11:30 PM   #5

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
تنهدت مارنى قبل ان تقول :- على ايجاد مكان للبقاء فيه هذه الليلة .
مازالت متوترة لانها كانت غبية جدا اذ لم تتحقق من مواعيد اقلاع الطائرات للعودة الى لندن . كل ما تريده هو امضاء ساعتين مع غاى كحد اقصى. اما فكرة امضاء السهرة كلها معه جعلتها تشعر بمزاج سئ .
فقالت غاضبة :- كما واننى جائعة ، لم اتناول غدائى اليوم وانت ...
قاطعها غاى بسرعة :- اهدئى مارنى . ونظر اليها طويلا مما جعل خديها يحمران خجلا قبل ان تتابع :- تعلمين مثلى تماما اننى سأقوم عنك بكل الاتصالات . لكن لن افعل شيئا ان لم اوافق على ما تريدينه، يا مارنى ... لاشئ اذا كان ...
نظرت اليه بغضب صارخ ، وهى تشعر بالكره نحوه لسخريته منها. آه ، نعم، انها توافقه الرأى كم هو معتد وراض عن نفسه، كفوء جدا ، لدرجة انها امضت سنة كاملة قبل ان تكتشف انه كان يخدعها مع امرأة اخرى. وما كانت لتعرف ذلك لو لم يتكلم اخوها بشئ ظن انه يقوم بذلك ببراءة كاملة .
ارتجفت فجأة ، عندما تذكرت جامى . كم يكره غاى اخيها بسبب تهوره ذاك . لقد اقسم مرة انه لن يسامحه ابدا تماما كما اقسمت هى انها لن سامح غاى .
تمتم غاى وهو يلاحظ ارتجافها :- تشعرين بالبرد ؟
هزت رأسها وقالت :- لا، فقط ... واغلقت فمها عما كانت ستقوله واستدارت بوجهها بعيدا عنه وهى تهز بكتفيها . كانت تشعر بحدة تحديقه بها، منتظرا منها ان تكمل جملتها . اصبح الصمت بينهما مزعجا ، مما جعل قلبها يخفق بسرعة . كان هناك الكثير من المرارة والعذاب بينهما. الكثير من النزاع والخلافات ، لم تكن تعلم ان كانت تستطيع حقا اكمال ما اتت لاجله .
مد يده ليضعها برفق فوق يديها وهو يقول :- هونى عليك ، مارنى ... عندها ادركت انها تجلس وهى تضع يديها فى حضنها وقد اصبحتا بيضاء اللون من كثرة الضغط عليهما. تمتم بصوت اجش :- لا يمكن ان يكون الامر بهذا السوء .
فكرت بصمت ، اه نعم، قد يكون . انا اكرهك وانت تكره جامى وجامى يكره نفسه. لايمكن ان يكون الامر اشد سوءا . بدأت تتكلم بتوتر :- غاى ، ان الامر يتعلق بجامى ...
- لا . ونزع يده عنها ، وفى ذات الوقت نزع كل تعابير العناية والاهتمام عن وجهه. وشعرت مارنى بأن قلبها يغوص فى اعماقها بينما كانت تتراجع لتسند ظهرها وتغمض عينيها، لقد تمكن من اسكاتها وابعادها عنه. كانت تلك عادة قديمة لديه ، وهى تعرفها جيدا. اذا كان غاى يرفض البحث فى موضوع ما ببساطة لا يعطيك اى مجال للكلام عنه . تنهدت بنعومة ، متقبلة ان ليس هناك من جدوى فى المحاولة لتغير عادته هذه . حتى ولو حاولت ، فأنه سيتجاهلها تماما . انها طريقة ذلك الرجل العنيد القاسى الى ابعد الحدود. انه يلعب دوره فى الحياة بالنسبة الى قوانينه ومبادئه الخاصة من غير ان يسمح لاحد باعطاء رأيه بذلك . كان غاى الى جانب وسامته المميزة ، رجل اعمال ناجح. وحلم لعدد كبير من النساء وهذا يعود الى دمه الايطالى ، الذى يملك الجاذبية فى شخصيته ، وجبل من الكبرياء والتفاخر ، وقوة ومال كافيان للتمتع بكل مباهجالحياة .
انها ذات التخمة من المال والثروة فى العائلة التى اعطته الوسيلة لتحقيق اكبر شغف لديه ، وهو سباق السيارات ، انه شغف أخذه الى معظم بلدان العالم ليتسابق فيها ، سعيدا فى تلك الحياة المليئة بالاثارة . جماله الاخاذ وحياته المثيرة جعلته يكون فكرة ساخرة عن النساء فى الوقت الذى قابلته فيه .
كان قد اصبح فى الرابعة والثلاثين عندها ، وقد توقف عن المشاركة فى السباقات الدولية بعد ان ربح للمرة الثانية كأس العالم ،واستلم زمام الاعمال من والده ، كما كان غاى يقول وهو يضحك :- وهكذا سيتسنى للرجل العجوز الاهتمام بزهوره .
الاب فرابوزا ... تجهم وجهها قليلا وهى تتذكره . لقد مرت سنوات على رؤيته لاخر مرة . ولا يعود ذلك لانفصالها عن ابنه ، هذا ما ذكرت نفسها به بحزن . لا، لم تكن لتستطيع ان تفسد تلك العلاقة الابوية والرابط القوى مع روبرتو على رغم الفترة القصيرة التى دخلت فيها حياتهما . لكنه يحب ان يبقى فى بركشاير هذه الايام ، منذ ان اصيب بوعة صحية منذ عدة اشهر ، ولقد رفضت مارنى بشدة ان تضع قدمها فى تلك المنطقة منذ ان تخلت عن غاى . فالمكان يعيد اليها ذكريات مؤلمة جدا .
فتحت فمها لتسأله عن صحة والده . ادارت رأسها لتنظر اليه ... وفى الحال نسيت كل شئ عن روبرتو فرابوز عندما وجدت نفسها تحدق بوجه غاى الوسيم والغامض .
لاحظت بشوق ، كم هو جميل . رجل بكل معنى الكلمة . شخص اكثر بكثير مما نستطيع التعامل معه . هذه الشخصية الديناميكية فيه بحاجة لاكثر من فتاة عادية وفنانة صغيرة . انها تصغره بعشر سنوات على الاقل ، عشر سنوات من الخبرة والتجربة ... درس تعلمته بطريقه صعبه جدا ، ولا رغبة لديها مطلقا لاعادة التجربة مع انها تعلم بدون ادنى شك انها لو قالت له الان ، وبدون اى انذار مسبق انها تريد ان تصبح زوجته مرة ثانية . غاى سيعيدها اليه بدون اى سؤال . انه يحبها على طريقته الخاصة . لكن ليس بالطريقة التى ترغب فيها ان تحب ... باخلاص ووفاء . كان دائما على علاقات مع نساء اخريات وهذا ما جعل قلبها ينزف بصورة دائمة ... منذ اربع سنوات .
لم يعلم ، بالطبع ، كم سبب لها من ألم لا ينسى . انه يعلم فقط بما سمحت به ... ولكى تكون منصفة معه لم يسامح نفسه ابدا لانه سبب لها كل ذلك الالم . احساسه بالندم ومعرفته انه لا يستطيع ان يدافع عن نفسه بقى حريصا فى العودة اليها دائما املا انها قد تتعلم ان تسامحه وان تعود اليه . كان يؤمن بشعار مهم فى حياته . ( حياة واحدة ، زوجة واحدة ) وهى كانت زوجته ، رفض غاى ان يختفى من حياتها ، وبعناده المعتاد رفض ايضا ان تتقبل ابتعادها عنه .
وهكذا لقد استمرا طوال هذه السنين الاربعة ، وهما يتشاركان بنوع من العلاقة الغريبة التى تتراوح بين الصديقين المقربين والعدوين الشرسين. كان يعيش على أمل انها فى يوم ما قد تجد فى نفسها القدرة على مسامحته، وهى تعيش على امل انها ستتمكن من اجباره على تقبل انها لن تفعل ... ولهذا كانت دائما تتشاجر معه بمرارة وقساوة ، وكان يسمح لها بأن تفعل .
قال لها مرة ، انها عقاب عن خطاياه ، مثل هذه السنوات الاربعة التى مرت وهما منفصلان لقد تقبل الامر كما يستحق . قال لها مرة بعد ان فشل فى اقناعها:- ستسامحينى فى احد الايام ، مارنى ، وسأعطيك بعض الوقت ايضا ... لكن ليس الكثير من الوقت . وتابع محذرا :- لان الوقت يمر بسرعة ويسبقنا نحن الاثنين . يريد ابى ان يحمل حفيده بين ذراعيه قبل ان يموت ، وانا حريص ان اراه يفعل ذلك .
قالت بسرعة وغضب جعلت وجهه شاحبا :- اذا لا تنظر الى لتفعل ذلك ، من الافضل لك ، غاى ، ان تجد لنفسك نوعا من الزوجات التى لاتمانع ان تشاركها بك احد ، لاننى لانية لى بالعودة الى ذلك الجحيم مرة ثانية .
قال بحرارة :- وانا قد اقسمت لك من قبل ان هذا لن يحدث ثانية !
كان دائما يتوتر وهو يدافع عن نفسه . كان يكره ذلك كثيرا ، تابع :- تلك المرة كانت مجرد خطأ، خطأ ...
قاطعته قبل ان يكمل :- خطأ ، كان اكثر من كاف لى . وهذا ما تفعله كل مرة يحاول ان يشرح لها . اضافت بقسوة :- لما لا يمكنك ان تدخل برأسك العنيد اننى لم اعد احبك ؟ لم تشعر بالرضى من تعابير وجهه القاسى، والاحساس بالالم الذى ظهر على وجهه سبب لها الالم ايضا .
حصل هذا منذ خمسة اشهر فقط ، ومنذ ذلك الوقت وهى تتجنبه . لكن الان ها هى ، تجلس فى السيارة معه عبر شوارع ادنبرغ وهى تعلم واحساس عميق فى داخلها يؤنبها انه يملك كل الاوراق هذه المرة ، وهى لا تملك الا كبرياءها ... اذا سمح لها بالاحتفاظ به، وهذا ايضا ، ليست متأكدة منه .
قال بصوت هادئ قاطعا تفكيرها :- لقد وصلنا . واستدارت لتنظر الى المدخل الجميل لاحد افخم الفنادق فى المدينة .
ساعدها لتخرج من السيارة ، وكان تصرفه عادة لطيفا فى الاماكن العامة ، بنعومة امسك بيدها بينما كانا يسيران فى صالة الفندق نحو المصعد. لم يتحدث اى واحد منهما بكلمة ما ، ولم يكن لديهما نية فى ذلك ، انه الهدوء قبل العاصفة ، حيث كانا يفكران بقوتهما لما سيحصل لاحقا .
اقفل باب المصعد ليفتح بعد عدة ثوان . قادها غاى نحو مكان هادئ ليصل الى باب ابيض كبير ، وهو يمسك بمفتاح يتدلى من بين اصابعه .
ارتجفت ... لم تستطع ان تسيطر على اعصابها ... ولمح ذلك بعصبية ، ضاق فمه بعناد شديد لانه يعلم تماما بما تفكر ، وشد باصابعه على ذراعها وكأنه يؤكد لها ان ليس هناك من مساومة هذه المرة ، ولا مفر لها مطلقا .
كان الجناح كشقة صغيرة ، مع عدة ابواب تتفرع من المدخل الصغير . فتح غاى احد الابواب واشار اليها لتدخل امامه الى غرفة الجلوس الواسعة والفاخرة المفروشات .
قالت بدون تأثر :- جميلة .
- ملائمة ،قال الرجل الذى امضى معظم حياته وهو يتنقل من مكان الى اخر . انه يملك عدة فنادق ضخمة الان. لكنه يفضل كثيرا بيته الريفى فى بيركشاير ، او شقته الجميله فى لندن ، تابع :- اجلسى وسأحضر لك شربا ما .
تحركت مارنى وهى تشعر بالامتنان قليلا نحوه فهو يستطيع دائما ان يشعرها بالتقارب بينهما ، سار نحو الطاولة حيث وضع ابريقا من الليموناضة المثلجة بينما كانت تتجول فى الغرفة ، متسائلة بألم قوى لو تستدير على الفور وتخرج من هنا طالما تستطيع .
بعدها تذكرت وجه جامى المجروح والمتورم ، والضماد حول ذراعه المكسورة. وتذكرت كلارا ، وتبخرت رغبتها فى الهرب وانقاذ نفسها.
ان الامر يستحق العناء من اجل مصلحة كلارا ، هذا ما قالته لنفسها عندما تذكرت امرا جعل الالم فى صدرها كثقل الجبال . الضغط سلاح خطر على الفكر ... وقد يقتل اذا تركه الانسان بدون لجام . ستفعل اى شئ لتدعم زوجة شقيقها كى لا تمر مطلقا بهذه التجربة .
تحركت وبأبتسامة صغيرة على شفتيها جلست على احدى المقاعد الوثيرة .
قدم لها غاى الكوب وقال :- تفضلى ، كوب ليموناضة مثلج .
وجلس قبالتها بينما ابتسمت بقلق على لهجته الساخرة .
قال بصوت حازم :- حسنا ، مارنى . دعينى اعلم ما الامر . ما الذى فعله اخوك الاحمق الان مما جعلك تأتين طلبا للمساعدة ؟
قالت بغضب :- كيف عرفت ان جامى من يريد مساعدتك ؟ كانت منزعجة انه لم يعطها الفرصة لتذكر حتى اسم اخيها. ناسية انها قد فعلت ذلك فى السيارة ، تابعت :- قد اكون هنا من اجل امر يخصنى ، كما تعلم ، لكن كما انت دائما ، تقفز دائما الى النتائج ولا ...
قاطعها بنعومة :- هل انت هنا من اجل مصلحتك الشخصية ؟
تحركت بضيق فى مكانها وقالت :- لا، لكن يمكنك على الاقل اعطائى فرصة لاشرح لك قبل ان ...
قال متجاهلا كلامها:- اذا انت هنا من اجل جامى ، لقد حذرتك ، مارنى ان لاتدخلينى بمشاكل اخيك، وكنت اقصد ذلك حقا.
قالت له ، وهى تعض على شفتيها من الغضب ، مهما كانت متأكدة انها تفعل ما هو صحيح ، لكن هذا لا يعنى انها تكره ذلك :- مع ذلك ، الامر مختلف هذه المرة ، الا لما سمحت لنفسى بتدخلك على الاطلاق ، لكن الامر يتعلق بكلارا فهى من اقلق عليها ، و...
ردد بحدة :- كلارا ؟ اصبحت عيناه فجأه حادتين وقلقتين ، تابع بقسوة :- ما الذى فعله بها؟
انكرت مارنى ، متضايقة من لهجته بادانة اخيها:- لاشئ ! انه يحبها ويخاف عليها كثيرا وانت تعلم ذلك. بالطبع جامى لم يفعل شيئا ليسبب الاذى لكلارا... كيف يمكنك ان تفكر بمثل هذا الامر ؟
قال بتحد :- انا ايضا احببتك كثيرا وانظرى كم سببت لك من الاذى .
انكرت بقوة :- لا، لم تفعل، كنت تحب نفسك فقط ، لذلك لا تجرؤ وتضع جامى فى وضعك الانانى ! انه يحب كلارا ، حب يدوم طوال العمر مع الاخلاص ... شئ لم تشعر به يوما فى حياتك كلها !
قال :- هل انتهيت مما تريدين قوله ؟
قالت وهى تنظر اليه بغضب :- نعم .
- اذا كان جامى .... حريصا هكذا على كلارا ، لما اجبرت للقدوم الى طلبا للمساعدة من اجلها ؟
- لانها ... تنهدت بعمق، محاولة ان تهدأ قليلا من توتر اعصابها ، انه دائما يستطيع ان يفعل بها ذلك . دقيقة واحدة برفقته وتغضب لدرجة انها لا تعد تدرى . مالذى كانت تقوله! تابعت :- حامل .
- ماذا ... الان ؟ وزفر بشكل وكأنه فقد صبره ، قبل ان يتابع :- لا اعتقد ان هذا يسمى اهتمام مطلق من قبل اخيك ، يا مارنى . وتابع بغضب :- وانا اسميه بحق عدم مسئولية مطلقة!
فكرت ، انها كذلك ، لكنها لم تتفوه بذلك . فغاى ليس بحاجة لاية مساعدة لايجاد الاخطاء فى اخيها.
تابع بجدية :- ماذا بشأنها ؟ هل هى مريضة ... هل هى بحاجة للمال ، لاى علاج طبى ؟
وعلى الفور وضع يده فى جيبه ليبحث عن دفتر الشيكات ، مبعدا كوبه كى يتمكن من كتابه اى مبلغ ستطلبه مارنى منه.
شعرت بالاغراء ... اه اغراء قوى بأن تدعه يفعل وان تقول له المبلغ الذى قد يجعله يصدم من كبر قيمته لكن ذلكلن يمنعه من تقديمه لها لانه لاجل مصلحة كلارا العزيزة ، الذى لها تقدير خاص عنده ، وهو من اجل ذلك يفعل اى شئ لمصلحتها.
لكن هذا لن يكون عادلا، وهى تعرف ذلك بقوة اذا كان سيساعدهم للتخلص من هذا المأزق ، عندها سيكون لديه الحق بمعرفة الحقيقة .
قالت :- انتظر دقيقة . وعضت على شفتها لان الحقيقة ستكون صعبة جدا بعد ان اقنع نفسه ان كلارا بحاجة ماسة الى مساعدته . تابعت :- لم تسمع كل شئ ، وافضل ان تفعل قبل ان توافق على اى شئ. كلارا حامل ،لكنها ليست فى خطر ان تفقد طفلها بعد ، لكن هناك خوف انه قد يحدث ذلك ان عرفت بما سأخبرك به الان.
قال :- جامى. وعاد ليجلس براحة ، وقد رمى دفتر الشيكات بعيدا .
هزت برأسها ، وقد قررت انه حان الوقت للتفوه بالحقيقة ،فهو يستحق ان يعرف الحقيقة بعد الطريقة التى تصرف بها نتيجة احساسه بحاجة كلارا للمساعدة . لقد شعرت بالحنان نحوه لعلمها ان غاى قد يكون بهذا الكرم لشخص بالكاد يعرفه .
بدأت بالقول :- لقد انتهى للتو من تجديد سيارة جاكور موديل 1955 اكس ك 140 .
تغيرمزاج غاى فجأة الى نوع جديد من الحماس وهو يقول :- لدى واحدة من هذا الموديل، اتساءل ان تمكن حل مشكلة التعامل مع ...؟
قاطعته بصبر ، فلقد كان من السهل جدا التعامل معه مع ذكر اسم اى سيارة مميزة :- بينما كان يسلمها الى صاحبها البارحة ... اتت شاحنة من الجهة المقابلة وانزلق على بقعة من النفط وضرب بها مباشرة .وانتهى أمر سيارة الجاكوار .
قال برعب :- ماذا ... بالكامل ؟
قالت بحزن :- لقد اشتعلت بها النيران .
- عمل فى منتهى الحمق ... هل اصيب أحد بأضرار خطيرة ؟.
تنهدت مارنى وقالت :- بالعموم ، لقد عاش لحظات مخيفة ، لا ، ليس اصابة خطرة . لقد تسلق جامى من السيارة قبل ان تحترق ولم يصب الا ببعض الجروح فى وجهه وبذراع مكسور من شدة اضطرابه .
تمتم غاى بصوت حزين من معجب ومحب للسيارات :- تلك السيارة جميلة ، لابد ان جامى منهار .
قالت موافقة :- يمكنك ان تقول ذلك ، لانه لم يجدد للسيارة بوليصة التأمين .
هذا الكلام جعل غاى يتراجع بالطبع ، حدق بها فى غموض واضح ، بعدها نظر اليها بغضب وقال باحتقار :- كم هو المبلغ ؟.
قالت له قيمة المبلغ ، فشتم بصوت عال .
قال بصوت جارح :- واعتقد انه يأمل ان غاى العجوزوالطيب سيأتى ليكفله . حسنا ، يمكنك ان تعودى على الفور لتقولى له انه لن ينجح هذه المرة ، يا مارنى ! لقد اكتفيت من طيش اخيك ومن حماقته ...
قالت بهدوء:- لقد نسيت الموضوع الاساسى . محاولة ان تستعيد اهتمامه قبل ان يسيطر عليه طبعه الايطالى النزق .
قال بسرعة :- اى موضوع ؟
قالت تذكره :- كلارا .
- كلارا ؟ بدا عليه الغموض قليلا ، ثم اصبح شاحبا جدا ، قال بسرعة :- لم تكن معه بالسيارة ، اليس كذلك ؟
قالت بسرعة لتخفف عنه :- لا! لا ليس هذا ما احاول ان أقوله . لكن ... غاى .
حاولت ان تجعله يفهم :- انها حامل وهذا أمر خطر عليها ! ولقد تعرضت لصدمة كبيرة وكافية عندما عاد جامى الى المنزل وتلك الجروح على وجهه ويده مضمدة ... ماذا تعتقد ستكون ردة فعلها عندما تجد انها نسيت تجديد بوليصة تأمين العمل وان عليهما ايجاد خمسين الف باوند للتعويض عن مالك السيارة ؟.
ساد الصمت الثقيل . واخذ غاى يحدق بها بعينين غاضبتين قاسيتين بينما جلست مارنى تحدق به بعينيها الزرقاوين الجميلتين والواسعتين باهتمام ، متمنية فقط لهذه المرة ... هذه المرة الاخيرة ... ان يقدم الورقة الرابحة لها ويساعدهم من غير ان يطلب اى شئ فى المقابل .
اضافت بسرعة :- لقد وعد انه سيعيد لك كل شئ ... يا غاى . وعندما لم يجب بشئ تابعت :- قال ... قال لى ان اخبرك انه تدبر سيارة ام جى ك 3 ماغنيت ويمكنك الحصول عليها كجزء من المبلغ . وهو...
قاطعها وقد فقد صبره :- انه لاحمق كبير ان كان يعتقد اننى اقبل اى شئ منه ، ولقد حذرتك ، مارنى ، بوضوح كلى، فى اخر مرة اتيت تتوسليننى من اجله ، اننى قد فعلت ما فيه الكفاية للرجل الذى حطم زواجنا .
ذكرها بذلك بقوة وعنف .
قالت بانزعاج :- لم يحطم جامى زواجنا ، لقد فعلت ذلك بنفسك .
هز رأسه بغضب ، وقال الرجل الذى يفضل دائما ان يلقى اللوم حوله كزخ المطر طالما لاشئ من ذلك يصل اليه :- كنا لانزال مع بعضنا ، نعيش معا ... نحب بعضنا ، لو لم يدخل اخوك المغفل انفه فى شؤونى الخاصة .
قالت بسخرية :- شؤونك الخاصة ، هى الكلمة المناسبة .
نهض عن الكرسى بغضب وقال :- تبا لك ، مارنى . جعله الاحباط يمرر يده عبر شعره الاسود الكثيف ، عاد لينظر اليها ويقول :- لم أقصد بكلامى ما عنيته ... وانت تعرفين ذلك! تنهد بهدوء وهو يتابع :- اخوك مسؤول مباشرة عن ...
لقد اتى دورها لتقاطعه ... كما تفعل دائما عندما يحاول التحدث عن الماضى .
قالت بسرعة وغضب :- لا أريد التحدث بهذا الامر ... لقد اصبح من الماضى الان ، لقد مات ودفن.
قال :- ليس وانا مازلت اتنفس ، لم يمت مطلقا ، مازال بيننا عمل لم ينته ، انت وانا . مد اصبعه بطريقة محذرة وهذا مازاد من غضبها وهو يتابع :- عندما تصبحين جاهزة لسماعى بطريقة مناسبة ، سيبقى عملنا غير منتهى . فقط تذكرى ذلك وانت تجلسين هنا وانت تظهرين كراهيتك لى بعينيك الجميلتين . يوم ما سأجعلك تسمعين ، وعندها سيأتى دورك كى تعتذرى وانا من سيقوم بالانتقام !
السخرية فى صوتها جعلته يزداد غضبا وهى تقول :- اه ، نعم . واعتقد كما قلت لك سابقا ، لا أريد التحدث عن هذا الامر ابدا . اتيت الى هنا اليوم من أجل ...
أكمل غاى عنها بحدة :- التوسل لمزيد من المال من اجل اخيك الفاشل.
انكرت ذلك بغضب ، وقالت :-لا ، اتيت اتوسل من اجل كلارا !
هى ايضا نهضت على قدميها ، متوترة وتشعر بالاحباط الشديد ، تابعت :- كنت مصممة مثلك تماما على عدم مساندة جامى مرة اخرى فى مشاكله . لقد اخبرته هذه المرة ان لامجال ان اقحمك ثانية بمشاكله ! لكن ...
تنهدت، وهى ترفع نظرها اليه وتقول :- الامر مختلف هذه المرة ، غاى ، عليك ان ترى ذلك ؟هذه المرة ليس انا وانت وجامى فى هذا الصراع ، لكنه يضم أيضا كلارا! الناعمة واللطيفة كلارا التى لم تتمنى الاذى لاحد فى حياتها كلها! لايمكنك ان تدير ظهرك اليها، بالتأكيد ، يا غاى ؟ ليس من اجل الانتقام من جامى ؟
كان سيرفض، وقد رأت ذلك بوضوح على وجهه وفمه القاسى، شعرت بالرعب والخوف فى داخلها . رفعت يدا مرتجفة الى ذراعه وهى تقول بتوسل :- ارجوك ، غاى ، ارجوك ...
نظر طويلا بقسوة الى عينيها الزرقاوين ، كانت عيناه غامضتين مما جعلها تتذكر تلك الايام الماضية بينهما فارادت ان تصرخ رافضة ذلك . لقد حدث لها مرة ان انجذبت الى تلك العينين ، واضعة كل حبها وثقتها امامه ، ولكن ما كان نتيجة ذلك ؟
رأته ينظر الى حيث وضعت يدها ممسكة بذراعه، رموش عينيهالجميلتين رسمت كشكل قوس على خديه، شعرت بالاضطراب والشوق .
رأى غاى كل ذلك ، وأحس بكل ما تشعر به ، فاصبحت عيناه اكثر غموضا.
رددت بصوت أجش :- ارجوك . ضع كبرياءك جانبا هذه المرة الاخيرة ... من اجل مصلحة كلارا.
كان تردده واضحا ... وبقى صامتا مما جعل الامل يشرق فى عينيها ... اقترب منها اكثر وهو يقول بنعومة لكن بلهجة اكيدة ان لاشك ابدا فيما يقوله :- وانت ، يا مارنى ؟ هل انت قادرة لوضع كبريائك جانبا ، من اجل مصلحة كلارا ؟
غاص قلبها المرتجف ، وشعرت ببرودة فى جميع جسمها ، ووقفت جامدة تحدق بملامحه الغامضة ، متسائله لما كانت حقا تعتقد ان لديها القدرة بأن تقنعه لهذه المرة ايضا. لقد قال لها غاى ، بعد كل شئ ان لاجدوى مطلقا للقدوم اليه كى تطلب منه مساعدة شقيقها الا اذا كانت جاهزة لدفع الثمن . وهى لاتعرف ابدا انه قال شيئا ولم يحققه . هذا ما جعله الرجل الذى هو الان ، هذا العناد الكبير للحصول على اى شئ ... حتى طريقة ادارته لحياته ، هذا ماذكرت نفسها به بحزن ، ان كانت متزوجة منه ام لا غاى يرفض دائما ان يرد على احد الا على نفسه .
ابعدت يدها عن ذراعه،وسارت مبتعدة عنه وهى ترتجف ، بعدها استدارت كى لا تشاهد ملامح النصر على وجهه وهى تجيب هامسة :- نعم ، اننى قادرة على القيام بذلك.
على الرغم من انها قالت له ما حاول طيلة اربع سنوات الحصول عليه ، عوضا عن ان يعلن انتصاره عليها ، استدار غاى ، وسار نحو النافذة .
بقى واقفا مكانه مديرا ظهره لها وقال من دون ان ينظر اليها :- الى اى مدى قادرة على ذلك ؟.
قالت ببساطة :- مهما يكن الامر ، مهما كان الشئ الذى تريده مقابل ذلك .
ادار رأسه ، وتعابير وجهه باردة كما تعرفه دائما ، وقال :- انت ، اريدك ان تعودى الى .
لقد توقعت ذلك . لقد سافرت الى هنا وهى تعلم تماما ما الذى سيطلبه ، لذلك لما تشعر وكأن الدم يفارق رأسها ، وبألم كبير يعتصرها وكأن لاهواء حولها مما جعلها تسقط على الصوفا ؟ قالت بخوف :- اه ، غاى ، لا اعتقد اننى استطيع !
قال بخشونة :- لقد حذرتك من قبل ان لا تقحمينى فى مشاكل اخيك ثانية ، كما اتذكر اننى حذرتك ايضا ان ... عقابى بسبب الاذى لك قد انتهت مدته . تنهد بحدة وهو يراقبها تضم ذراعيها حول جسمها المرتعش وكأنها تحمى نفسها من حدة كلماته ، تابع :- لقد حان الوقت لننتهى من هذا الفراق الذى وضعنا نفسنا فيه ، مارنى !
صرخت :- لكننى لم اعد انتمى اليك.
قال بسرعة وهو يتحرك ليقف الى جانبها :- انت دائما تنتمين الى . كان غضبه صارخا حتى وكأنها احست به وهو يتابع :- كل الذى فعلته اليوم هو انك وفرت على مشكلة ايجاد وسيلتى الخاصة لاعيدك الى !
قالت بغضب :- باستعمالك جامى؟ باستغلال الضعيف ليساند القوى؟
هز غاى رأسه موافقا ، رافضا ان يبعد الاتهام عنه وقال :- تماما كما يستعمل جامى قوتك ليتخلص من ضعفه، يا مارنى ، انها تنجح فى الحالتين ، عزيزتى .
سألت :- وكلارا ؟.
قال بهدوء ومنطق :- كلارا نقطة ضعفك انت، يا مارنى ، وليس انا، حتى ليست نقطة ضعف جامى ، واتساءل لما ذلك؟.
ابعدت مارنى نظرها عن عينيه الغامضتين القاسيتين ، غير قادرة ... ابدا ان تعترف لما تحمل هذا الضعف فى قلبها لزوجة اخيها .
سألت بمرارة :- اذا ، كيف سأعود اليك غاى ، فوالدك لا يرضى الا بزواج شرعى بيننا ، لابد انك تعرف ذلك .
هز كتفيه وكأن المسألة لا تعنيه كثيرا وقال :- اذا من اجل مصلحة ابى ، سنعود بالطبع زوج وزوجة ثانية ، مع انى احسست اننا كذلك خلال السنوات الاربع الماضية .
قالت بهزء :- اذا اخذنا بعين الاعتبار تصرفاتك خلالتلك السنوات وخلال السنة التىكنا فيها متزوجين ، غاى لا استطيع القول انها مقبولة .
قال بسرعة وهو يمسك بها بغضب :- مخادعة ، كل ذلك بسببك .
قالت :- هكذا اذا ، لكن ليكن بعلمك ان ما يصلح للرجل يصلح للمرأة ، تذكر ذلك ايها الوسيم . اننى قد اعود الى حياتك ثانية ، لكن فقط لفترة استطيع فيها ان اثبت كم انت خائن ومخادع !
قال محذرا والغضب يسيطر على كل عصب فى جسمه وهو يمسكها من كتفيها ويشد عليها بقوة :- كونى حذرة مما تقولينه لى ، مارنى ! لقد تحملت الكثير من مرارة لسانك السليط ... ودفعت ثمن اخطائى الاف المرات ، وانا لست مستعدا للتحمل اكثر من ذلك !
كانت ترتجف من الالم والاحباط اللذين عانت منهما لسنين ، نظرت اليه بكره وقالت وهى تسخر من كبريائه :- اذا مكانك ورائى ، ايتها المرأة 1 لاننى مالكك وسيدك!
قال :- نعم .وكاد ان يرفعها عن المقعد من شدة ضغطه عليها وهو يتابع :- هذا هو الوضع بالتحديد، والان توقفى عن اغضابى . رماها بعيدا عنه ليستقيم فى وقفته ويتابع بصوت غاضب :- تقبلى ما سيأتى شاكرة حظك . لقد انتهى كل شئ اخيرا وباحساس من الراحة بالنسبة الي. انت وانا عدنا كشخص واحد منذ هذه اللحظة ولا اريد ان اسمع مجددا اى شئ من حقدك ... مفهوم ؟
لقد فهمت شيئا واحدا فقط ، وهو تحولها من الغضب الصارخ الى الاحباط واليأس بسرعة .
بقى واقفا امامها لمدة طويلة ، محدقا برأسها المنحنى حتى بدأت اعصابها المنهارة ترتاح قليلا، بعدها ، وبتنهيدة من اعماق اعماقه ، ابتعدعنها ، مغلقا الباب وراءه بدون اية كلمة اخرى .
نهاية الفصل الثالث



التعديل الأخير تم بواسطة samahss ; 09-02-17 الساعة 04:17 AM
samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس