عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-17, 01:44 AM   #5

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

"الفصل الثالث
انتظرت ستيفاني تلك الليلة متحنية الفرصة , إلى أن سمعت ألبرت يغلق باب غرفته , ولم تضيع وقتاً , فاجتازت القاعة نحو غرفته ثم نقرت الباب بخفة . فتح الباب و نظر إليها بدهشة , وكان قد ابتدأ يستعد للنوم . قال : "ستيفاني ؟؟!"
فقالت :"هل يمكنني التحدث إليك ؟"
أجابها :" طبعاً " دخلت إلى غرفته و أغلق هو الباب خلفها . وتوقفت لحظة لا تستطيع مواجهة نظراته , محاولة جهدها تمالك نفسها , وهي تنظر في أنحاء غرفته بفضول . كانت قليلة الأثاث مثل غرفتها تقريباً , ولكن السرير كان ضخماً , كما كان هناك مصباح بجانب سريره , ورأت خلف السرير باباً يقود إلى حمام خاص .
قال :" إنني لم أتوقع حضورك , ليس بهذه السرعة على كل حال ."
سألته :" تتوقع حضوري ؟" و لم تفهم ما يعني بقوله هذا فقال و هو ينظر إليها و قد بان عليه الشعور بالرضى :" لم أكن أتوقعك في غرفتي بهذه السرعة ."
انتابها الذهول . كلا لم يكن هذا سبب حضورها . نظر إليها بحيرة , بينما كانت تقول :"إنك مجنون ,إذ لا يمكنني أن أشاركك غرفتك , فأنا لا أكاد أعرفك . إنه لم يمض ِ عليّ يومان هنا ." كانت تهذي كالأطفال و لكنها لم تكن تدرك ما كانت تقول . لم تكن واثقة من مشاعرها , ولكن هذه المشاعر قد أفلتت من عقالها . ها إنّه يظن أنّها جاءت لتشاركه غرفته . وهي ترغب في ذلك فعلاً , ولكن هذا لا ينبغي أن لا يكون . إنّها لا تستطيع , وهزت رأسها قائلة :" إنّ هذا ليس جزءاً من اتفاقيتنا ......إنّ لدينا اتفاقية عمل و هي فقط لتنفيذ شروط الوصية ." إنّها لم تفكر قط في ما عنى به . ما أشد ّ فهتفت بدهشة :" أكثر من هذا بكثير ." إنّها لم تتوقع أن يجذبها ألبرت إلى هذا الحد.
سألها :" ولماذا جئت إلى هنا إذن ؟"
أجابت :" جئت لأرى إن كان بإمكاني أن أذهب غداً إلى المدينة لأشتري بعض الحاجات . وكنت قد سبق و قلت لي إن بإمكاني أن أستعمل السيارة . ليس لديّ حتى مصباح بجانب سريري إذا شئت أن أقرأ . كما أنّ سارة لا يمكن أن ترتدي قمصاناً قطنية طيلة حياتها ." كانت تتكلم و هي ما تزال مستندة إلى الباب خوفاً من ألا تحملها ساقاها إذا هي ابتعدت عنه . وكانت عيناها ماتزالان مشتبكتين بعينيه .
و عندما أدركت أنّه يفكر في ما سبق و قاله جده , رفعت ذقنها قائلة :" إنني واثقة من أنّك لن تطردني بعد أن وضعت يدك على حصتك من الإرث . وأظن أنّ عليك أن تبدأ بالثقة بي و في أنني لن أهجرك كما فعلت كلير ." كانت تتحدث بحدة أكثر من اللزوم , و ربما كان ذلك نتيجة تدفق مشاعرها , أو لعله تغطية منها للوحشة التي استشعرتها لانفصالها عنه . و استدار هو متجهاً نحو الخزانة حيث تناول عن الرف سلسلة مفاتيح ألقاها إليها و هو يقول :" هاك مفاتيح السيارة اللاندروفر وهي تحت السقيفة بجانب مخزن الغلال . إنّها لك ِ . وعندما تأتين إلى غرفتي في المرة القادمة كوني مستعدة للبقاء ."
فهمست شاكرة , و قبل أن تفر هاربة إلى حيث الأمان في غرفتها , قال و عيناه تتأملانها :" إنّك ِ امرأة جميلة يا ستيفاني , و الرجل عليه أن يكون زاهداً أو معقداً لكي يستطيع الإمتناع عن الافتتان بك ِ , وأنا لا أنوي الانتظار طويلاً قبل أن أتمم زواجنا ."
فصدرت عنها شهقة سريعة , استدارت بعدها هاربة من الغرفة . و مرت فترة طويلة قبل أن تستغرق في النوم , فقد كانت تعيد إلى ذاكرتها مرة , ذكرى كلامه و نظراته ....لقد تأكدت الآن من أنّه على الأقل , كان منجذباً إليها بقدر ما كانت هي منجذبة إليه . ولكن , هل كان كل شعوره نحوها هو كما عبر عنه (إنّ هذا شيء طبيعي بين الزوج و زوجته ) ؟
إنّها لا تستطيع ذلك مع رجل لا تحبه . ولكنه كان على حق , فهي لا تثق بالحب , فما هي نتيجة كل هذا ؟
و في صباح اليوم التالي لم تكن تركز على الطريق رغم أنّها التزمت في قيادة السيارة ناحية اليسار لأوّل مرة في حياتها . و كانت سارة جالسة بجانبها في كرسيها تثرثر برقة . لم يكن السير مزدحماً , و كان هذا من حسن الحظ لأن ستيفاني كانت مشتتة الذهن و هي تفكر في ليلة أمس و ألبرت . لم تكن قد توقعت قط هذا التجاوب منها لتقرب رجل إليها لا تكاد تعرفه , كما أنها لا تحبه .و حاولت أن تبعد هذه الصور من ذهنها , و لكن عبثاً . كانت تريد أن تمضي معه وقتاً أكثر و ذلك لكي تعرف كل ما بإمكانها معرفته عن الرجل الذي هو زوجها الآن .
كانت تريد أن ترضيه بعدة وسائل لكي تصبح , بالنسبة إليه ,شيئاً مميزاً ما يحمله على التعلق بها ويجعله يشعر بالسرور للزواج منها . أتراها وقعت في حبه ؟
و دفعت هذه الفكرة ذكرياتها عنه من ذهنها . كلا , عليها أن لا تسمح لذلك الشعور المتقلب من التمكن من نفسها . إنها ليست من نوع أمها التي كانت تدعي في كل مرة تعثر فيها على شخص جديد , إنها لن تسمح مرة أخرى لنفسها بأن تكتوي بنار الألم الذي عانته عندما علمت بأن مايكل لم يكن يحبها , وإنّما كان يتسلى بها فقط . إنها تشعر بالإعجاب حقاً بألبرت و الاحترام له و كذلك المودة , وربما سمحت لنفسها بتقبل اقترابه منها , ولكن كل ذلك ما هو إلّا أحاسيس خارجية , فهي لن تدع نفسها أبداً تقع في الحب .
كذلك لن تفكر فيه بعد الآن , فلديها قائمة بالأشياء التي عليها شراؤها من المدينة . كانت قد قررت بأن تسرع في شراء حاجياتها و ترجع إلى مزرعة راوستين , فهي لم تخبر الجد جون بمكان ذهابها , ولهذا لن تدع نفسها تتأخر فيفوتها موعد إعداد العشاء . لم تكن تشعر بالإرتياح من ناحية جون و كانت تريد أن تتجنبه قدر المستطاع . فهو ما زال يظهر تذمره لزواج ألبرت منها . فإذا كان يحاول أن يبعدها عنهم , فهو إذن يسير في الطريق الخطأ , إذ في كل مرة يدلي بتعليق ما , يجعلها هذا أكثر تمسكاً بالبقاء , ولو لتغيظه.
ولم يعد ألبرت إلى التصدي لتعليقات جدّه كما سبق و فعل في أوّل ليلة لها . ولكن ستيفاني لم يعد ألبرت إلى التصدي لتعليقات جدّه كما سبق و فعل في أول ليلة لها . و لكن ستيفاني لم تعد بحاجة إليه ليدافع عنها , فقد كانت مسرورة للصفقة التي عقدت بينهما . ولكن , هل كان ذلك ليحصل لو لم يحدث بينهما الليلة الماضية ما حدث ؟ و ارتجفت وهي تتذكر الإعجاب في عينيه , والحزم في فكه . لقد كانت تظن أنها أحبت مايكل , ولكن رقته معها لم تكن تؤثر بها كما هو الحال مع ألبرت . كما أنها لم تكن تشعر بالشوق إلى الإستزادة من مشاعرها تلك و هي مع مايكل , كما رأت نفسها مع ألبرت . إنه يرغب بها . وهي السبب في أنهما مازالا منفصلين .فإذا تكرر معهما ما حدث , فهناك خطر حقيقي في أن اللهب سيحرقها و يدفعها إلى الاستسلام , فمن الأفضل لها إذن أن تبقى بعيدة عنه.
ولاح لها سطح المتجر المعدني عن بعد والذي هو أعلى بناية في مدينة أديلايد تلك . و عندما سارت فوق جسر خشبي ضيق يمتد فوق معدية جافة . ابتدأت تشعر بالعصبية مرة أخرى . فهي لم تكن قد تعرفت إلى أحد في المدينة ما عدا رجل الدين الذي عقد زواجهما , ومساعديه الذين كانوا شهوداً على ذلك . وكانت أديلايد مجتمعاً صغيراً , ولا بد أن كل شخص فيها الآن قد علم أن ألبرت دوغلاس قد تزوج من أجنبية . أتراهم علموا أنهما تزوجا بالمراسلة ؟ و شعرت فجأة بأنه كان عليها أن تناقش هذا الأمر مع ألبرت فهي لا تريد أن تتفوه بمعلومات خاطئة .
وهكذا , ونتيجة لعدم تأكدها مما عليها أن تقول أو تتصرف , أبقت نفسها بمعزل عن الصداقة التي أبداها نحوها بعض موظفي المتجر . فقد تصرفت معهم بأدب جم إنما بغاية من التحفظ الذي لم يشجعهم على إلقاء أية أسئلة و لكنها لم تستطع مواجهة فضول موظف البريد بنفس السهولة . إلا أنها توخت الغموض في أجوبتها , ثم تركت المكان محملة بكومة من المراسلات للمزرعة , ورسالة صغيرة من جدتها . لقد كانت بحاجة إلى أن تعرف من ألبرت بالضبط ما يريدها أن تخبر به الناس , قبل أن تغامر مرة أخرى . كانت تحزم سارة في كرسيها بالسيارة عندما اقترب منها رجل طويل القامة يرتدي ملابس الشرطة وهو يقول : " أظنك السيدة دوغلاس "
فأجابت بأدب , متسائلة عما إذا كانت قد أوقفت سيارتها في المكان الخطأ :" نعم " فقال :" إن اسمي هو ستيفن كاسيدي و أنا من أصدقاء ألبرت . أهلاً بك في مدينة أديلايد ."
فقالت :" أهلاً بك يا سيد كاسيدي . كيف عرفت من أنا ؟" و أثر فيها كونه صديقاً لألبرت و تقدمه إليها معرفاً عن نفسه . وكان في مثل طول زوجها إنما أقل قوة و متانة بنية .و كان شعره خفيفاً بني اللون بنفس لون عينيه , كما أنّ بشرته لم تكن بمثل اسمرار بشرة ألبرت .
أجاب :" إنّ الأخبار سرعان ما تنتشر هنا بسرعة . هل لديك وقت لتناول فنجان قهوة معي ؟"
أجابت :" شكراً , ليس اليوم . فأنا أريد أن أصل بسارة إلى البيت قبل أن تتضايق ."
فقال :" إذن فلندع هذا إلى المرة القادمة عندما تكونين في المدينة . أخبري ألبرت أنني سأعرج عليكم للزيارة ذات أمسية ." و حياها بلطف , ثم تحول نحو الرصيف .
كان تصرف سارة رائعاً ما جعل ستيفاني في غاية السرور لسهولة اصطحابها معها . ولعدم وجود ما تلهو به في المنزل , فقد اشترت لها دمية من قماش و مجموعة من قطع البناء البلاستيكية , فكانت الطفلة تلعب بالدمية طيلة الطريق , ملوحة بها حولها , ممسكة إياها من شعرها و بالإجمال , فقد كانت ستيفاني مسرورة من هذه الرحلة . وعندما وصلت إلى المنزل , كان الجد يعمل في مكتبه فناولته مجموعة الرسائل التي أحضرتها من مكتب البريد دون أن تتفوه بكلمة , ثم صعدت بأكياس مشترياتها إلى غرفتها مارة بباب مكتبه المفتوح . فنظر إليها متأملاً الأكياس و الصناديق التي كانت تسرع بها صاعدة السلم . أخذت ستيفاني سارة معها إلى غرفتها الصغيرة و مضت تتحدث إليهما بينما كانت تخرج الثياب التي اشترتها لها :" ستبدين حلوة جداً في هذا الثوب الأصفر . ألن يدهش ألبرت و جدّك لذلك أثناء العشاء ؟ هنا يمكنك أن تلعبي بهذه الأحجار يا حلوتي ." و ضحكت ستيفاني و هي ترى الطفلة تندفع نحو الأحجار .
أخذت كارولين تتأمل الستائر التي كانت قد اشترتها و شعرت بلهفة لتعليقها , ولكن لم يكن في إمكانها ذلك دون عون من ألبرت فلم يكن هناك قضبان في مكان تعليق الستائر و لم تكن هي تدري شيئاً عن مكان وجودها . لقد اشترت كل ما تحتاجه للغرفة و ما عليه هو إلاّ أن يساعدها في تعليق الستائر , وأخذت تتصور نفسيهما يعملان معاً , و يتحدثان و يتعرف الواحد منهما إلى الآخر بشكل أكثر شمولاً , و يتصرفان كزوجين حقيقيين .
بعد أن مدّت على الأرض الأبسطة المتفرقة ذات الزغب , أخذت تتأمل الغرفة برضى . فقد بدت بما أضافته إليها من ألوان , أفضل كثيراً . كما أنّها اشترت ورق جدران تناسب ألوان الستائر المسدلة بين غرفتها و غرفة سارة , و دهاناً للزخرفة , وبإمكانها أن تقوم بذلك بنفسها.
حان الوقت لإعداد العشاء . ولم تشأ أن تتأخر كي لا تمنح الجد أية فرصة للتذمر . فحملت سارة و ألعابها الجديدة , وأسرعت نحو المطبخ . و في الساعة السادسة والنصف كانت ترتب مائدة العشاء . وكان الرجلان جالسين إلى المائدة . وضعت طبقاً كبيراً يحوي دجاجاً مقلياً أمام الجد و هي تبتسم , مضيفة طبقاً من البازلاء و البطاطا و الشمندر , ثم جلست بجانب ألبرت و هي تراقبهما بقلق لترى مقدار استحسانهما للطعام .فقد كانت وجبة نموذجية من طعام بلادها . ولكنها منذ وصولها إلى هذا المنزل لم تطبخ سوى لحم البقر . أتراهما سيحبان لحم الدجاج ؟
ولكن الجد جون قال لها وهو ينظر إلى البنطال الجينز و القميص القطني الخفيف اللذين ترتديهما :" ظننتك سترتدين ثوباً جديداً على العشاء؟"
فأجابته و قد حيرها ما قال :" لماذا؟ هل ثمة مناسبة خاصة؟"
فأجاب :" لقد رأيتك في غاية اللهفة إلى ترك المنزل هذا النهار . لقد ذهبت إلى المدينة , أليس كذلك ؟ لم يمض ِ عليك هنا ث
لاثة أيام بعد , ثم ترتدين الخروج ؟"
فأومأت برأسها . لقد ذهبت فعلاً إلى المدينة , ولكن ليس لتشتري أشياء لنفسها ما عدا مصباح و بعض الدهان .
خذ ينظر إليها بعينين ضيقتين و هو يقول :" لقد رأيت كل الأكياس و الصناديق التي اشتريتها , لا بد أنّك اشتريت كل محتويات المتجر ." و نظر إلى ألبرت قائلاً :" إذا هي استمرت على هذه الحال فستجعلك مفلساً في أقرب وقت ."
قالت بهدوء :" إنني لم أشتر ِ أي ملابس لي بل اشتريت لسارة أشياء قليلة ." و تساءلت كيف لم يلحظ أحد الثوب الجديد الذي كانت سارة ترتديه .
فقال الجد :" لقد صعدت إلى غرفتك ست مرات على الأقل و أنت ِ محملة بالمشتريات في كل مرة ."
فقال ألبرت بخشونة :" ألا تكف عن الانتقاد ؟"
أجاب الجد :" آه منك َ متى ستدرك أنها ليست منا ؟ أنها ستنفق أموالك و تجلب الفقر إليك ثم تهجرك ." فوضعت ستيفاني يدها على ذراع ألبرت تمنعه من الكلام لتجيب عنه قائلة :" لقد اشترت بعض الأشياء لتنظيم غرفتي و غرفة سارة , وذلك من نقودي أنا ."فرد عليها بحدة :" ليس لك الحق بذلك . ماذا جرى أيتها السيدة ؟ ألا يعجبك هذا المنزل ؟"
فأجاب ألبرت :" إنّ هذا بيتها و هي حرة في تنظيمه كما تشاء , ليس فقط بالنسبة إلى غرفتها و غرفة الطفلة . و يمكنها إذا أرادت تغيير نظام أي غرفة فيه ."
فقال الجد متحدياً :" إنّه ليس منزلك ."
فتصلبت أسارير ألبرت , و نظر إلى جدّه بعينين غاضبتين , تاركاً عشاءه , وهو يقول بصوت جامد :" كلا , إنّه ليس منزلي , ولكنه البيت الذي أعيش فيه مع زوجتي . فإذا كنت لا تريد فدعني أعلم أبني منزلاً خاصاَ بي و بها ."
فساد صمت صاعق . وأمسكت ستيفاني أنفاسها , و هي تنقل نظراتها بين هذين الرجلين القويتين . لم تكن تريد أن تتسبب في أزمة كهذه . ثم إذا بالجد يهز رأسه ببطء قائلاً :" كلا لا أريدك أن تنتقل من هنا ."
فقال ألبرت :" إنّ بإمكان ستيفاني إذن أن تنظم المنزل كما يروق لها ."
أجاب الجد :" نعم ."
قال ألبرت :" إنّ ستيفاني هي زوجتي يا جدّي . و عليك أن تتقبل هذا الواقع . و أنا لن أتحمل بعد الآن أي تدخل أو انتقاد . فإذا لم نستطع العيش معاً هنا بانسجام , فسننتقل من هنا . ولكن سارة ستذهب معنا ." و تسمّرت نظرات ألبرت العنيفة على جده , ولكن لم يتحرك أو يتكلم أحد .
وتسارعت خفقات قلب ستيفاني لدى سماعها هذه الكلمات . ربما كان زواجهما هذا للمصلحة فقط, ولكن ألبرت كان يحميها , ويقف بجانبها . وابتدأت تعتقد بأنّه لن يتركها أبداً كما فعل أزواج أمها بأمهما ,أو يخونها كما فعل مايكل . و شعرت بالدوار لهذه المشاعر التي فاجأتها . ها هو ذا يقف بجانبها ضده جدّه !! بينما هو لم يعرفها إلا ّ منذ ثلاثة أيام فقط . إنّها لن تنسى هذا أبداً .
و أخيراً قال الجد مسلّماً بالهزيمة :"إنما لا أريدها أن تقترب من غرفتي أو مكتبي ."
فأومأت برأسها و هي تنظر في طبقها تكاد تهتف ابتهاجاً للسعادة التي سرت في كيانها . إنّها ستجعل من هذا المنزل بيتاً لائقاً لهم جميعاً , ولكن شيئاً فشيئاً , دون أن يشعر الرجلان بتغيير حياتهما فهي ستضيف الزينة ولمسات الأنوثة لغرفتها و غرفة الطفلة فقط , أمّا الغرف الباقية فستتوخى فيها الراحة , ولكنها ستبقيها على طابعها . و عندما خف التوتر حول المائدة , سألها ألبرت :" ماذا اشتريت اليوم ؟"
فأخبرته وهي تشرح له ما ستفعله بغرفتها و غرفة سارة , مختتمة حديثها بقولها :" و هكذا سأقوم بكل شيء بنفسي ما عدا الستائر ,إذ ستساعدني أنت بتركيبها ."
قال :" سنقوم بذلك بعد العشاء ."
فقال الجد في محاولة للمصالحة :" سآتي للتفرج على ما حدث من تغيير بعد إنجازه .إنّ الطفلة تحتاج إلى بعض الزينة و الزخارف."
فسرها ذلك منه . كانت تدرك أنّه ليس من السهل بالنسبة إليه أن تحشر نفسها فجأة في حياتهم . و لكنها كانت تأمل في أن يساعد مرور الزمن في شهورهم جميعاً بالانسجام , بعد أن تتعرف على طباع زوجها . لقد زادت معرفتها قليلاً بزوجها الآن عما كانت قبلاً .
بعد العشاء, أخذت ستيفاني تغسل الأطباق بينما أخذ الجد سارة إلى الخارج لكي يريها الجياد . وجلس ألبرت يتناول قهوته متباطئاً و هو يراقب زوجته أثناء تنظيفها المطبخ . وأحسّت هي بمراقبته لها فأخذت تتباطأ في عملها لتمنع بذلك , أعصابها من التوتر . فقد كانت ذكرى ما حصل بينهما أمس مازالت تداعب خيالها , وإن تكن تفضل لو أنّه ذهب إلى المكتب بدلاً من بقائه هنا محدّقاً فيها . وشعرت بالارتياح عندما صعدا أخيراً إلى غرفة الطفلة .
سألها و هو يدخل الغرفة حاملاً أدوات العمل بيده فيتصاعد وقع خطواته على الأرض الخشبية :" هل اشتريت كل القطع المعدنية الخاصة بتعليق الستائر ؟"
أخرجتها من الكيس و هي تقول :" هذا ما أخبرني به البائع في المتجر ."
وقفت تناوله حبل الستارة , فقال لها و هو يشمل الغرفة بنظراته :" إنّ ما قمت به إلى الآن قد أعجبني في الواقع . إنّ كل طفلة بحاجة إلى امرأة تعتني بها ."
فشردت نظرات ستيفاني بعيداً ,فقد كانت ذكرى ما حدث بينهما الليلة الماضية تمحو حاضرها هذا حتى أنّها لم تستطع تركيز اهتمامها على ما بين أيديهما . كانت تناوله ما يطلب , فيقوم هو بالعمل بسرعة و كفاءة بالغتين , و في خلال عدة دقائق كانت الستارة معلّقة في مكانها مضيفة بألوانها المشرقة بهجة إلى الغرفة .
فقالت :" هل تظن هذه الألوان جداً صارخة ؟ إنني أريد شيئاً يدوم إلى أن تبلغ سارة الاثنتي عشرة سنة , عند ذلك بإمكانها أن تختار لنفسها ." فأجاب و عيناه تحومان حول وجهها :" إنّها ليست صارخة و إنّما أنثوية ." فأمسكت أنفاسها وقد ابتدأت خفقات قلبها تتصاعد . لم تستطع الحركة , ولا جذب نظراتها من نظراته , وفجأة , أحست بفيض تلك المشاعر تكتسحها من جديد , و تابع هو قائلاً بلطف :" أنك أنت نفسك أنثى رقيقة ."
ازدردت ريقها بصعوبة , وهي تكاد ترتجف وقالت بلطف :" أشكرك لدفاعك عني أثناء العشاء ."
كانت هذه هي الفرصة الوحيدة التي بإمكانها أن تعبر فيها له عن اعترافها بالجميل لمساندته لها .
قال :" إنّك ِ زوجتي ,وكان ذلك هو رأي تماماً , فإذا لم نكن سعيدين هنا , فسنبني منزلاً لنا نحن الاثنين فقالت : ولكن جدّك ............"
قاطعها قائلاً :" إنّ جدي مازال متألماً مما أصاب إدي , وهو خائف عليّ . فهو لا يثق كثيراً بالزواج ولا يعتقد أنّ زواجنا سيدوم . إنني عادة أتشبث بما أملك , يا ستيفاني , فإياك ِ أن تظني خلاف ذلك . فأنا لن أدعك تذهبين , حتى و لو توسلت إليّ ." وأمسك بكتفيها بشدّة وهو ينطق بهذا العهد . فهزت رأسها قائلة :" ليس لديّ ما يجعلني أطلب شيئاً كهذا , يا ألبرت . إنني لا أشعر بأنني متزوجة تماماً . كنت أظن شعوري سيكون مختلفاً . ربما لأنّ المنزل كان موجوداً على الدوام و ما أنا إلاّ قادمة جديدة إليه ."
فقال :" نظميه إذن كما تريدين . كم دفعت لشراء هذه الأشياء ؟ أهي من حصتك في الميراث ؟"
فأجابت :" كلا ,إنني لم أستلم ذلك بعد . وإنما أحضرت معي بعض المال ."
فقطب حاجبيه قائلاً :" سأدفع ثمن كل ما تشتريه ."
قالت :" إنني أفترض أنّ كل ما أملكه هو ملكك ما عدا المال الذي أحتاجه لعلاج جدتي . فلماذا نتخذ لأنفسنا حسابين منفصلين في المصرف ؟"
نظر في عينيها قائلاً :" لن نفعل ذلك . وإنما في المستقبل حاسبي المتجر في المدينة فإنّ لنا حساباً في كل واحد . أخبريهم فقط أنّك زوجة ألبرت دوغلاس ." قالها بشيء من الغطرسة فابتسمت رغماً عنها . و قالت :" نعم , سأخبرهم بذلك ."
واندفع الباب مفتوحاً بقوة , ووقف الجد جون في العتبة يحدّق في يد ألبرت الممسكة بيد ستيفاني و في وجهها المتوهج و هو يقول :" ظننت أنّكما جئتما لتعلقا الستارة ."
فقال ألبرت وهو يطلق يد ستيفاني ثم ينحني ليلتقط القدوم وشريط القياس :" لقد أنجزناه ."
فقال :" آه , جئت لأخبرك بأنّ ساندي ستقوم بزيارتنا ."
فرفع ألبرت رأسه بعنف يسأله :" ساندي لامب؟"
فأجاب الجد :" إنّها تريد أن ترى سارة و تناقش مسألة الحضانة . إنّها تقول أّنّها قادمة بالنيابة عن والديها . إنني متأكّد من أّنّها ستأخذ معها سارة عندما تعود إلى ملبورن ."
فقال ألبرت :" حسناً , ليس بإمكانها ذلك أبداً . فقد تحدّثت إلى المحامي هاتفياً منذ يومين وأخبرته عن زواجي . فطمأنني إلى أنّ هذا هو كل ما نحن بحاجة إليه لنحصل على الحضانة ."
فسألت ستيفاني :" ومن هي ساندي هذه؟"
أجاب جون :"إنّها أخت كلير وخالة سارة وهي تريد أن تأتي لزيارة ابنة أختها . هكذا قالت .أراهن على أنّ قصدها هو رؤيتك أنت يا ألبرت ."
فقطب ألبرت جبينه قائلاً:" أشك في ذلك . فقد انتهى كل شيء منذ زمن طويل ."
شعرت ستيفاني بالخوف يقبض نفسها . فسألت بلطف وهي تكاد تشعر بالخوف من الجواب :" ما هو ذاك الذي انتهى ؟"
فقال جون متلذذاً و عيناه على ألبرت وكأنه يريد أن يرى ردة الفعل عنده :" لقد حاولت ساندي جاهدة اجتذاب ألبرت عندما كان ألبرت خاطباً لكلير , حتى لقد ظننت فترة أن العرس سيكون مزدوجاً ."
فقال ألبرت :" ولكن ذلك لم يحدث . وقد أصبح جزءاً من الماضي ." ثم اتجه نحو الباب هابطاً السلم .
فوقفت ستيفاني جامدة تستمع إلى خطوات ألبرت , عند ذلك نظر إليها جون قائلاً :" كان ذلك سيكون أنسب له . فإنّ ساندي هي خالة سارة , وألبرت هو عمها . فهناك رابطة الدم."


samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس