عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-17, 10:00 PM   #6

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع
بقيت ستيفاني جامدة في مكانها و قد تملكها الذهول لما سمعت . ألبرت وساندي ؟
وإذا جاءت ساندي لزيارتهم , هل من الممكن أن يخطر في بال ألبرت أنّه قد أخطأ ؟ هل يا ترى سيفكر بأنّ من الأفضل أن تشترك معه خالة سارة في تربيتها , بدلاً من امرأة غريبة قادمة من أميركا ؟ و هل ستعرّض ساندي تلك الاتفاقية للخطر بشكل ما ؟
مضت أيام لم يأت ِ فيها أحد على سيرة زيارة ساندي لهم . وأخذت ستيفاني تشغل بتزيين غرفتها و غرفة سارة . ربما كان قلقها للاشيء. و أنهت وضع الورق الجديد على جدران غرفة سارة . كانت ستيفاني تبتهج كلما دخلت غرفتها كل صباح ورأت تلك الزينات المشرقة , بينما الطفلة السعيدة في انتظار من يحملها . كما طلت غرفتها هي باللون الأزرق الفاتح تتخلله حواش بيضاء . وكانت الستائر بيضاء ذات كشاكش زرقاء . وأضاف غطاء الأزرق الباهت مع الوسائد البيضاء شعوراً بالبرودة إلى جوّ الغرفة . واشترت سجادة كبيرة كحلية اللون , كما علّقت على الجدران رسومات تلفت النظر , وعندما علقت على الجدران آخر لوحة تراجعت لتشمل بنظراتها منظر غرفتها العام بزهو . فقد كانت جميل حقاً.
تصاعد صوت جون من الخارج يهتف بها :" ستيفاني .أين أنت ِ يا فتاة ؟ تعالي حالاً ." ما الذي جعله يعود بهذه السرعة ؟ فقد كان ذهب هذا الصباح مع العمال بعد أن أخبرها أنّه لن يعود قبل المساء . ما الذي حدث ؟
وأسرعت خارجة من الغرفة تهبط السلالم بسرعة , خارجة من خلال المطبخ وقلبها يخفق . و ما أن خرجت من الباب , حتى جمدت في مكانها وهي ترى ألبرت ينزل عن صهوة جواده , وقميصه ملوّث بالدم وقد ذهبت قبعته , بينما بدا وجهه شاحباً شحوب الموتى . وكان جدّه واقفاً بجانبه بينما وقف اثنان من العمال في الباحة وقد أمسك أحدهما بجواد ألبرت.
قال لها جون :" لقد أصيب ألبرت ." كانت إحدى كميه مبللة بالدم , بينما كان هو يتحرك بحرص و كأنه يتألم , ثم اتكأ على السرج لحظة. أسرعت إليه مادة يديها تساعده وقد أذهلها امتقاع وجهه المخيف , وهي تهتف :" ماذا حدث ؟"
فقال محاولاً تخفيف الأمر وهو يتقدم نحوها يحيط كتفيها بذراعه السليمة :" سأكون على ما يرام . لقد علق حجر بحافر جوادي , وعندما نزلت لأنزعه هيّج شيء ما , قطيع الماشية ."
فقال جون و قد شحب وجهه هو الآخر :" من حسن حظه أن لم يسحقه القطيع حتى الموت ."
و تساءلت ستيفاني و هي تنظر إليه عما إذا كان عليها أن تعتني بمريضين . وقالت بلهفة ويداها حول ألبرت تسنده في سيره :" أدخل المنزل ودعني أرى ."
قال ألبرت محتجاً :" إنّ بإمكاني السير وحدي ."
فقالت وهي تتحول نحو المنزل :" ربما . ولكنني هنا الآن وبإمكاني أن أساعدك ." ثم سلكا طريقهما ببطء إلى الداخل . وبينما كانت ستيفاني ترتجف من الأعماق , كانت ترسم على ملامحها مظهراً زائفاً للهدوء و القوة . لقد كان ألبرت يبدو لها حصناً منيعاً بقوته و ثقته بنفسه . ومعرضاً للصدمات كأيّ شخص آخر .
قال جون :" سأبقى لأرى حالة الحصان ." فلوح ألبرت بيده موافقاً , ولكنه بقي متكئاً على ستيفاني وهما يدخلان المنزل .
امتدت السلام أمامهما إلى مالا نهاية , وعندما وصلا إلى الطابق الأعلى . دفعت باب غرفته داخلة معه حيث أجلسته وقد تملكها الذعر .
فقال :" إنّك لست ِ بحاجة إلى القيام بذلك , يا ستيفي . يمكنني أنا أن أغسل الدم , وأضع الضماد , ثم أتهيأ للذهاب ."
فقالت :"إبق كما أنت َ يا رجل . طبعاً عليّ أن أساعدك .إنّك زوجي , أليس كذلك ؟ هذا هو الغرض من الزواج , لكي يساعد الواحد منا الآخر . لقد وقفت بجانبي عندما هاجمني جدّك , وأنا الآن أريد أن أقوم بشيء لأجلك . فأنا على دراية بالإسعاف الأولي ." لم تكن الإصابة سيئة بقدر ما كانت تخاف . وكان النزيف قد توقف تقريباً , وربما كان توقف نهائياً لو لم يكن مضطراً إلى الركوب . لقد كانت الجروح وانكشاط الجلد محصورة في ذراع واحدة , هذا إلى الرضوض التي كانت تحيط بها وبجانب صدره الأيسر . وكان في فكه كدمة قد ابتدأت بالبروز كذلك . أخذت ستيفاني تنظف ذراعه بخرقة ناعمة على الجروح بلطف , وكانت أثناء ذلك , تسأله :" ما الذي حدث ؟ هل داسك كل القطيع ؟"
فأجاب :" عندما هاجت الماشية , واندفعت حولي وقعت أنا فأدركني واحد أو اثنين منها قبل أن أتمكن من الوقوف مرة أخرى ."
فارتجفت وهي تتصور هذا الجسد القوي يقع تحت حوافر الماشية الحادة . كان يمكن أن يكون الأمر أسوأ كثيراً أو حتى يقتل . وترددت لحظة طويلة وهي تحاول أن تتصور هذا الرجل القويّ ميتاً و قد ذهب إلى الأبد .كلا , وقالت :" إنّه انكشاط جلدي أكثر منه جروح . وقد توقف النزف تقريباً .إنني لا أظنك بحاجة إلى رؤية الطبيب ." ولكن لهجتها كان يعتريها الشك . ماذا لو تلوث الجرح؟
فأجاب بصوت استعاد بعض قوته :" كلا . لست بحاجة إلى ذلك قطعاً ."
قالت له لكي تتمكن من لف الضماد حول ذراعه :" ارفع ذراعك"
ورفع ذراعه وأخذت تلف الضماد حول ذراعه.
وهمست :" لقد انتهيت ."
وقبل أن تتحرك مبتعدة , كان هو قد أمسك بها قائلاً لها يطمئنها :" سأعود صحيحاً معافى خلال يوم أو يومين ." فقالت :" أظن قميصك قد تلف تماماً ." وتلاقت عيونهما ,وكاد قلبها يكف عن الخفقان (رح تنجلط) للشوق الذي أحسته في نظراته .
نظر إليها برقة ثم همس إليها :" أشكرك ." وجاءهما صوت جون صاعداً السلم :" ألبرت . هل أنت َ بخير ؟ "
فتراجعت ستيفاني إلى الخلف متسعة العينيين ما جعل ألبرت يضحك لمظهرها هذا . وهتف يجيب جدّه :" نعم يا جدّي .إنني بخير ."
وعندما دخل جون كانت ستيفاني في الحمام تقفل صندوق الإسعافات الأولية فنظر إلى حفيده , ثم إلى ستيفاني وما زال القلق يلوح في عينيه , وقال له :" لقد أفقدني الخوف عشر سنوات من عمري عندما رأيتك تسقط ."
فأجاب :" نعم .ولكن الحصان هو من النوع الأصيل .لقد بقي واقفاً بجانبي فلم يكن أمام الماشية إلا أن تستدير حولنا . سأرتدي قميصي ثم أخرج حالاً ."
فهتفت ستيفاني :" آه كلا . إنّك لن تفعل ذلك .إنّك سترتاح بقية هذا النهار , ثم ترى حالتك غداً قبل أن تذهب إلى العمل مرة أخرى , ذلك إنّك إلى جانب إصابتك في ذراعك , تبدو وكأنك أصبت بضربة على رأسك إذ تبدو عليه كدمة "
فقال :" ألبرت :" كلا.........اسمعيني....."
فقاطعه الجد قائلاً :" افعل ما تقوله لك يا ولدي فالنساء تحب أن تظهر اهتماماً زائداً بالرجال من وقت لآخر . فاستمتع بذلك قدر إمكانك ." وغمز بعينيه بشكل غير متوقع .
فصّر ألبرت بأسنانه قائلاً:" لا أريد اهتماما زائداً بي . ولا أريد أن تتراخى عزائمي لمجرد حادثة تافهة كهذه."
فقالت ستيفاني :" تافهة ؟ هه؟ إنّها أهم من أن تكون تافهة . هذا إلى أن كل شخص بحاجة إلى اهتمام زائد الآن ,وبعد الآن . لقد كدت أموت خوفاً عندما رأيت كل ذلك الدم أظن , عليك أن ترتاح الآن ثم ترى كيف ستكون عليه حالتك فيما بعد ."وكانت تتكلم بحزم .إنّها لن تسمح له بأن يعود الآن إلى العمل .
فقال الجد ضاحكاً لمنظر هذه المرأة الجميلة الرقيقة وهي تقف بحزم أمام هذا الرجل الذي يشرف عليها بقامته الفارعة :" عليك أن تخضع لذلك يا فتى , فالنساء يعجبهنّ أن يحصلن على ما يردن مرة كل فترة ولن يضرّك الاستمتاع بذلك ."
فقال ألبرت بلهجة لاذعة :" هل عليّ أن أخضع لكل هذا في كل مرة أصاب فيها بخدش صغير ؟"
قالت ستيفاني :" خدش صغير؟ إنّ الذي سمعته هو أنّ الماشية كادت تسحقك بأقدامها . نعم , في كل مرة تصاب فيها عليك أن تخضع لمثل هذا وأكثر ." فحدّق ألبرت فيها و قد لوى شفتيه وكأنّه يمنع نفسه من الضحك . ثم قال :" حسناً جداً . تعالي واهتمي بي ." وحرّك حاجبه بوقاحة بشكل عابث , فجمدت في مكانها ولك تستطع أن تنطق بكلمة .
وأخيراً تنحنحت قائلة :" أظن من الأفضل أن تستلقي في سريرك فقط إلى أن يحين موعد العشاء ."
فتمتم وهو يمعن النظر إليها :" أحسن وأحسن ." وقهقه جون ضاحكاً وهو يرى احمرار وجهها عندما قال ألبرت يخاطبه :" نرجو منك الإذن يا جدّي , فإنّ ستيفاني تريد أن تهتم بي ." ثم اقترب منها وعيناه تتراقصان هزلاً وهما متعلقتان بعينيها ساخراً متحدياً.
وهنا صرخت سارة منادية من غرفتها . عند ذلك ابتسمت ستيفاني قائلة :" اصعد إلى السرير يا زوجي العزيز و سنحضر إليك , أنا وسارة , شيئاً من حساء الدجاج ." ثم انطلقت هاربة قبل أن يتمكن من التفوّه بكلمة , فقد شعرت بالسرور إذ أراحها صراخ الطفلة من ذلك الموقف . كانت الأمور تتحرك بشكل أسرع مما يمكنها مجابهته .
أنزلت ستيفاني سارة من سريرها وأجلستها مع ألعابها تلهو بها , ومن ثم نزلت إلى المطبخ لترى ما بإمكانها أن تفعله لأجل ألبرت , وعندما عادت إلى غرفته بعد فترة حاملة إبريقاً من الشاي الثقيل المحلّى وعلبة أسبرين , كان قد أصبح في السرير . وكان بنطاله ملقى بإهمال على الكرسي كما كان حذاؤه موضوعاً على الأرض ما جعل ستيفاني تتوقف عند عتبة الباب . كان ألبرت مستنداً إلى الوسائد خلفه وقد غطى نفسه بملاءة السرير البيضاء . وكادت ستيفاني أن تتعثر وهي تتقدم إلى داخل الغرفة ببطء .
قالت وهي تضع الصينية على المنضدة بجانبه ثم تخرج حبتي أسبرين من العلبة : " لم أجد أي حساء دجاج لأجلك ." فقال :" ولماذا حساء الدجاج ؟" وفي نفس الوقت كان يمسك بمعصمها مقرباً يدها من فمه يتناول الأسبرين من راحتها مباشرة ."
قالت متلعثمة :" في بلادنا , حساء الدجاج يستعمل كعلاج . فإذا كنت مريضاً , يحضرون إليك حساء الدجاج."
فقال :" إذن , فإنّ علينا أن نشتري بعض المعلبات التي تحتويه , إذ لا أظن أنّ لدينا شيئاً منه ."
فقالت :" كلاّ , لا يوجد عندكم شيء منه ."
فقال بحدة مصححاً كلامها و قد ضاقت عيناه بشكل مخيف:" بل قولي لا يوجد عندنا , فهذا بيتك الآن , يا ستيفاني ."
فابتسمت متوترة وهي تقول : " حسناً ."
قالت وهي تحوّل نظراتها عنه :" ألبرت . عليّ أن أذهب لأتفقد سارة ."
فقال :" إنّها بخير فأنا لا أسمع صوتها ."
قالت :" ولكنها قد تعبث بشيء ."
سألها قائلاً :" وأين اهتمام الزوجة الزائد ذاك الذي كنت أنتظره ؟" وكانت لهجته بالهزل .
فقالت متلعثمة :" أنا ........ذلك ..........ألبرت......" وسرعان ما أغمضت عينيها لشدة ارتباكها . ما الذي سيظنه بها ؟
قالت :" لشد ما كنت خائفة عليك يا ألبرت ." والتقت عيناها الجادتان بعينيه . إنّها لا تكاد تعرفه , ولكنها لم تستطع مقاومة مشاعرها نحوه .
فقال :" لا تخافي عليّ يا ستيفاني , فأنا بأتم خير . إنّ إصابة كهذه متوقعة دوماً في المزرعة . ولكن انظري إلى جدّي فهو ما زال موجوداً , بينما إدي قتل في حادث اصطدام سيارة في ملبورن وليس هنا "
فقالت :" ربما كنت قتلت لو لم يقف الحصان بجانبك ليحوّل اتجاه القطيع."
فقال :" ربما كان ذلك و ربما لم يكن , فلماذا تحملين غماً لم يحصل بعد ؟ إنّ اهتمام الزوجة الذي لديك بي , يعجبني . ربما سيتمخض زواج المصلحة هذا عن أكثر مما ظننت ."
وقفت وهي تقول بارتباك :" أظنّ , عليك أن ترتاح الآن فإنّ لديّ ما يشغلني ."
فقال يعيّرها ساخراً :" أتهربين ؟"
فقالت متلعثمة وهي تنظر إليه بحذر من حيث كانت واقفة آمنة عند عتبة الباب :" إنّ .....إنّ ذ..ذلك أكثر أماناً ." فقال شاكياً :" إنّ ذراعي لم تجعلني عاجزاً ."
فقالت :" انزل إلى العشاء إذن ." ثم خرجت من الغرفة لتهرع إلى غرفة سارة شاعرة وكأنها نجت من محنة كبرى . ولكن لم يكن ثمة نجاة لها من التفكير في ألبرت و الذي كان يملأها شوقاً إليه .
و عندما عادت ستيفاني لتتفقده بعد فترة , كان مستغرقاً في النوم . فوقفت تراقبه مدة طويلة , سعيدة لأن إصابته لم تكن سيئة جداً , فاعتمادها الآن قد أصبح عليه , وقد يزداد هذا أكثر فأكثر كلما امتدت حياتهما معاً . فهي لا تستطيع احتمال فكرة أن يصيبه أي ضرر أو ما هو أسوأ.
و مع حلول وقت العشاء , كان ألبرت قد نهض و ارتدى ثيابه ثم جلس معهم حول المائدة . فأخذت ستيفاني تتفحصه . وعندما كانت نظراتهما تتلاقى , كانت هي تسرع و تشيح بنظرها بعيداً , لا تريد أن تبدي له ما لا بد قد لاحظه من قلقها عليه . كان يبدو صحيحاً معافى , وقد تلاشى الشحوب من وجهه ولكن لون الكدمة على فكه كان أكثر ظهوراً من قبل
قال جون متذمراً كالعادة :" لقد جئت لزيارتك بعد الظهر , و لكن الطبيبة ستيفاني لم تسمح لأحد بإزعاجك ."
فابتسم ألبرت وقال وهو ينظر إليها تضع الأطباق على المائدة :" إنها ما زالت مهتمة بي ."
فقال جون :" إنّك تبدو أحسن كثيراً مما كنت ."
فقال ألبرت :" إنني أحسن فعلاً , ولكنني ما زلت أشعر ببعض التصلب ."
وانصب اهتمام ستيفاني أثناء العشاء عليه أكثر من المعتاد . فكان الأول الذي قدّمت له الطعام , وكانت تتأكد دوماً من أنّه يحصل على ما يريد , فتقفز لتحضر له ما يطلبه من شراب .
وعندما انتهى العشاء , وقف ألبرت ثم قال لها :" تعالي معي يا ستيفاني , فأنا أريد أن أرى الحصان , وكذلك أتحدث إليك . هل لك أن تهتم بسارة يا جدّي ؟"
فقال الجد :" بالتأكيد ."
وقف ألبرت عند الباب فتقدمته خارجة . وعند اجتيازهما الفناء , ألقت عليه نظرة سريعة . كان يبدو صحيحاً كما كان هذا الصباح . ولاحظت ثخانة الضماد تحت الكم , ولكنه عدا ذلك , كان طبيعياً تماماً .
دخلا مخزن الغلال , وكانت روائح الشعير و الخيل تطغى على روائح الغبار ورائحة أشجار المطاط اللاذعة التي كانت تملأ الجوّ . وتنفست ستيفاني بعمق ثم ابتسمت . لقد كانت دوماً تحب روائح مزارع الماشية . وإذا هي أغمضت عينيها تصورت نفسها في وطنها كاليفورنيا . وشعرت لحظة بالحنين إلى الوطن . وقف ألبرت عند حصانه دوف حيث أخذ يتفحصه . وصهل الحصان بلطف , ثم دسّ أنفه في كتف ألبرت الذي خاطبه قائلاً :" إهدأ , يافتى , ودعني أنظر إليك ."
فسألته ستيفاني :" هل أصابه ضرر هو أيضاً ؟"
فأجاب :" نعم , بعض الجروح البليغة . لقد عالجه جدّي ولكنني لن أخرج عليه للعمل مرة أخرى إلاّ بعد أن يشفى تماماً . لقد كنت رائعاً اليوم يا زميلي ." وأخذ يربت على رقبته بينما كان يراقب حركاته في نفس الوقت .
فقالت ستيفاني برقة و هي تمرّ بيدها على أنف الحصان الدافئ :" لقد أنقذك حقاً , أليس كذلك ؟" وغمرها نحو الحصان شعور بعرفان فهو لو كان جمح , لفقدت ألبرت حتماً . فماذا كان سيحدث لسارة ؟
قال لهاو هو يجلسها على كيس قش :" تعالي . لقد أردت أن أتحدث إليك على انفراد و أنت ِ تعرفين أنّه ليس بإمكاننا ذلك وجدّي معنا إنني أريد أن أوافق على زيارة ساندي لنا كما طلبت . أريدها أن ترى أنّ سارة تعيش معنا برفاهية و رعاية تامة منا , وذلك لكي تخبر والديها بهذا . إنّ ساندي هي خالة سارة , وأنا لا أريدها أن تنشأ جاهلة بتلك القرابة ."
فهوى قلب ستيفاني و قد تذكرت ما سبق و أخبرها به جون من أن ألبرت وساندي كانا حبيبين معاً فترة من الزمن . هل هذا هو السبب الحقيقي الذي لأجله وافق على زيارتهم لهم ؟ وماذا لو اكتشف ألبرت , عندما تصل تلك المرأة , أنّه مازال منجذباً إليها ؟ هل يا ترى سيغير رأيه في زواجهما هذا و الذي هو زواج مصلحة ؟ إنّ فسخ هذا الزواج سهل جداً . وإذا حدث ذلك ,فماذا سيجري لحصتها في الإرث ؟ وكيف ستتمكن من ترك سارة؟
" ستيفاني ؟"
فرفعت نظراتها إليه محاولة أن ترسم على وجهها ابتسامة مشرقة وهي تقول :" افعل ما شئت , يا ألبرت فهذا بيتك . وأنا سأبذل وسعي في الترحيب بها ."
رد عليها بحدة :" بل هذا بيتنا نحن الاثنين , وأكثر الحفاوة ستكون عليك أنت ِ , فأنا سأكون في العمل أثناء النهار بينما ستكون هي تحت قدميك طوال النهار ."
فأصبحت ابتسامتها حقيقية . إنّ تعبير تحت قدميك هذا لا ينبئ عن اهتمامه بها .
سألته :" و كم ستمكث هنا ؟"
فهز كتفيه و هو يقترب بوجهه منها قائلاً :" لا أدري . ليس أكثر من أسبوع ."
فسألته :" وما هي اهتماماتها ؟"
أجاب :" إنّها , كما أذكر , تحب مجلات الأزياء . فهي تعمل في أحد دور الأزياء في ملبورن ."
قالت :" ربما لن نجد اهتمامات مشتركة تجمعني وإيّاها ."
فقال بصوت رقيق متملق :" ربما كان هذا صحيحاً . فهي لم تأتِ إلى هذا المنزل قط من قبل , فقد كنت أراها في ملبورن فقط . إنّها تحب الحفلات و الرحلات و الملابس العصرية , بينما أنتِ لا يبدو عليك الاهتمام بمثل هذه الأشياء ."
فتشابكت نظراتهما , ثم هزت رأسها وسألته :" هل علينا أن نقيم سهرة لأجلها عندما تحضر ؟"
فأجاب :" سنرى ما إذا كنا سنقيم مأدبة عشاء , وسأعطيك ِ قائمة بأسماء الجيران والأصدقاء الذين سندعوهم ."
فقالت :" آه , لقد نسيت أن أخبرك . لقد قابلت أحد أصدقائك في المدينة ذلك اليوم , ستيفن كاسيدي ."
وسرعان ما تغيرت أساريره كما أنّ عينيه ضاقتا واحتلتهما نظرة عدائية تقريباً , ثم كرر قولها :" ستيفن كاسيدي ؟"
أومأت برأسها وقد حيرها ما رأت من التغيير الذي انتابه , وقالت :" نعم , وقد قال إنّه صديق لك ."
سألها :" وكيف تعرفت إليه ؟"
أجابت :" لقد أوقفني وأنا بجانب السيارة و عرفني بنفسه . لقد تصرف بلطف ببالغ اللطف ." وتساءلت عن سبب تغير ملامح ألبرت لدى سماعه اسمه .
قال :" ابقي بعيدة عنه يا ستيفاني ."
فقالت :" ماذا ؟ لماذا ؟ أليس هو من أصدقائك ؟"
فأجاب :" كان ذلك في الماضي . أما الآن فأريدك أن تبقي بعيدة عنه ."
فسألته بحيرة :" ولكن , لماذا يا ألبرت ؟"
فقال:" إنّه............"
وهنا بلغ مسامعهما صرخة ثاقبة اخترقت الأجواء , تبعها عويل طفلة صغيرة .


samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس