عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-17, 10:27 PM   #9

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع
صعدت ستيفاني إلى السرير الواسع وذكريات الليلة تتزاحم في رأسها . وأطفأت النور وهي تتساءل أين عسى أن يكون زوجها الآن وماذا يفعل , لقد أصبحت تعتقد الآن بعد أن أمضيا ليلة معاً , أنّ علاقتهما قد أصبحت مختلفة بشكل ما ...أصبحت أقوى . ولكن يبدو أنه يتوخى البقاء بعيداً عنها . كيف أمكنه أن ينسى كل شيء ؟ ألم تعن الليلة الماضية شيئاً بالنسبة إليه ؟
وعندما فتح ألبرت الباب بعد ذلك بفترة قصيرة , دخل شعاع من نور القاعة إلى الغرفة المظلمة إلى السرير .
وناداها بصوت هادئ :" ستيفاني ؟"
فقالت بلطف , مخفية غضبها :" إنني مستيقظة إذا شئت أن تضيء المصباح " كانت شاعرة بالارتياح لعودته أخيراً . ورفضت أن تنظر إلى الساعة . إذ لم تشأ أن تعلم كم تأخر خارجاً .
قطبت جبينها قائلة ببرود :" إنّ بإمكاني أن أشم عطرها تفوح منك " وشعرت فجأة بالألم , إنّه لم يعدها بالحب ولكنه تحدث عن الإخلاص والصدق . هل كان ذلك مجرد كلام ؟ وهل هو مثل مايكل ؟ هل كان حديثه عن الإخلاص يطبّقه عليها فقط؟
فأجاب بصوت متعب :" لقد تشبثت ساندي بذراعي طوال الوقت خوفاً من الوقوع . ما كان لها ان تحتذي ذلك الحذاء العالي الكعب الذي لم تستطع معه أن تحتفظ بتوازنها " ابتسمت ستيفاني بحزن . لشد ما هي حاذقة ساندي هذه ربما كان عليها هي أن تجرب هذه الحيلة . ولم تستطع مغالبة نفسها فقالت :" ولكنكما تأخرتما كثيراً " كانت تتمنى لو تستطيع أن تصرخ بذلك , طالبة منه أن يخبرها أين كانا وماذا يفعلان . أن تذكره بأنه تزوجها منذ أسبوعين وما كان له أن يمضي ساعات الليل في الخارج مع امرأة أخرى . فأجاب :" إنّ هناك الكثير الذي أرادت رؤيته , فهي لم تزر المزرعة من قبل "
فقالت :" ولا أنا كان عليك أن تأخذيني أنا أيضاً " شعرت برأسه يتحول إليها يحدق فيها , ثم سألها :" إذا كنت قد أردت ِ الذهاب , فلماذا لم تقولي ذلك ؟"
فتمتمت :" لقد قيل لي أن لأبقى مع سارة , هل تذكر ؟ ثم إنني لا أحب أن اقحم نفسي حيث لا يكون مرغوباً بوجودي " فقال بحدة :" لا تبدأي بتخيل أشياء غير موجودة . إنّك ِ تتكلمين مثل كلير "
فسألته " هل كان لديها أسباب تجعلها تشك في إدي ؟"
فقال :" تشك فيه بماذا ؟ أرجوك , إنني لم أفعل سوى أنني أريت زائرة أنحاء المزرعة وكانت تلقي عليّ الكثير من الأسئلة . وهذا أخذ مني وقتاً . يبدو أنك تشعرين بالغيرة "
فقالت بسرعة كيلا يفكر في الأمر أكثر من ذلك :" كلا " فقال :" نامي إذن " ثم لطف من لهجته الآمرة حين أضاف :" إنني متعب ولدينا عمل كثير غداً "
فانتظرت ستيفاني لحظة , ولكنه لم يزد شيئاً . وابتعدت عنه ببطء , وقد انتابتها خيبة الأمل لأنه لم يحاول ملاطفتها . وشعرت في هذا السرير الواسع بالوحدة والوحشة وجافاها النوم ولم يبق َ معها سوى أفكارها المعذبة .
" هل لديكم مشاكل مع القانون ؟ " ألقت ساندي هذا السؤال عصر اليوم التالي عندما كانت تجلس مع ستيفاني في الشرفة . كانت سارة نائمة , فخرجت المرأتان تبتغيان الهواء المنعش في الشرفة المسقوفة .
نظرت ستيفاني إلى حيث وقفت أمام المنزل سيارة حكومية , وابتسمت حين رأت ستيفن كاسيدي يخرج منها . ولكنها تذكرت كلمات ألبرت لها بأن تبقى بعيدة عن هذا الرجل , ولكن لم يكن في إمكانها ان تركض إلى داخل المنزل لتصفق الباب في وجهه عندما يأتي إلى زيارتهم . وقفت ونزلت الدرجات القليلة نحوه ترحب به . وبقيت ساندي جالسة تنظر إلى ما يجري بعينين نهمتين . كان هو يناولها باقة من الورود الوردية اللون قائلاً :" لقد فكرت في مفاجأتكم بهذه الزيارة لأرى كيف تكيّفين نفسك مع الحياة في هذا المكان النائي "
فقالت :" ما أجمل هذا المكان هذا . إنني أعشق الورود فهي أزهاري المفضلة . لقد فكرت في زراعة بعض الورود حول المنزل عندما أنتهي من تنظيمه . تفضل . إننا نستمتع بالظل على هذه الشرفة , هل ترغب في شيء من عصير الليمون أو الشاي المثلج؟"
فأجاب :" عصير الليمون "
كان يماثل ألبرت في حجم جسمه تقريباً , فملأ المساحة بجانبها . وقدمته إلى ساندي ثم دخلت المنزل تضع الورود في الماء وتحضر كوباً من عصير الليمون له . وعندما عادت إلى الغرفة كانا يتحدثان معاً دون كلفة و عندما جلست في مقعدها كانت ساندي تبتسم بخبث لستيفن قائلة :" لقد تذكرت الآن فقط لماذا اسمك مألوف ليّ لقد كنت صديقاً مقرباً من أختي كلير , أليس كذلك ؟"
فنظر إليها مجفلاً وأجاب :" إنني لم أدرك أنك ِ أخت كلير ."
قالت :" ليس ثمة سبب يجعلك تدرك هذا . هل جئت الآن لزيارة زوجة ألبرت ؟" وأخذت تنقل نظراتها بوقاحة بينه وبين ستيفاني . فأجاب وهو يمعن فيها النظر بعينين ضيقتين :" إنّها زيارة صداقة فقط "
قالت :" هذه شهامة منك , فهي غريبة في استراليا كما تعلم , وليس لها الكثير من الأصدقاء "
فقال :" أعلم ذلك إنها ستتعرف إلى الناس مع مرور الزمن "
أحست ستيفاني أنّ ثمة شيئاً لا تفهمه , وبمعنى خفي وراء هذا الحديث . ولكنها لم تستطع أن تدرك بالضبط ما هو . فقد كانت كلمات ألبرت لها بأن تتجنب هذا الرجل , تترد في ذهنها . ولكنه يبدو ودوداً لا ضرر منه . وأنّ زيارته لها على الشرفة وفي حضور ساندي لن تغضبه بكل تأكيد . استدار ستيفن إلى ستيفاني يقول مبتسماً :" إنّك ِ لم تذهبِ ثانية إلى المدينة , أليس كذلك ؟
أجابت :" كلا , فإنّ أشغالي كثيرة هنا , لقد كنت ذهبت مرة واحدة لشراء بعض الحاجات "
ال :" سمعت أنّك ِ تنظمين المكان "
فعجبت ستيفاني كيف سمع بذلك . وأجابت :" قليلاً . يبدو أنّ احداً لم يهتم بتنظيمه منذ سنوات " واستدارت إلى ساندي قائلة :" لقد تملكتني الدهشة عندما وجدت أنّ كلير لم تفعل للبيت شيئاً "
فهزت كتفيها قائلة " لقد كانت تلح على البرت ليبني لهما بيتاً مستقلاً . فقد كانت تشعر بنفسها هنا كالغريبة , فلم تشأ أن تضيّع وقتها في تزيين البيت بينما كانت قررت الانتقال منه "
سألها ستيفن برقة :" ألم تكن سعيدة في المزرعة ؟" فأجابت :" كلا , لقد كانت ابنة المدينة . فقد كان غرامها بإدي أمراً سيئاً " وهزّت ساندي كتفيها وهي تتابع :" ولكنه كان ثرياً , وانا متأكدة من أنّ ذلك كان سبباً مهماً في انجذابها إليه "
فسألت ستيفاني بحيرة :" كان ثرياً ؟"
ضاقت عينا ساندي وهي تتفرس في ستيفاني قائلة :" لا تحاولي أن تخبريني أنّك ِ لم تكوني تدركين مبلغ ثراء آل دوغلاس . فهم يملكون إلى جانب المزرعة هذه , أسهماً في مناجم ذهب وكذلك في مناجم أحجار كريمة , هذا إلى جانب شركة سفن . مع أنّ الشخص لا يمكن أن يصدق ذلك عندما يرى هذا المكان . إنّه يحتاج إلى إصلاحات بكل تأكيد "
قالت ستيفاني :" يبدو لي أنه لم تدخل امرأة هذا المنزل منذ أكثر من ثلاثين سنة , هذا طبعاً باستثناء إقامة كلير المؤقتة هنا .فلا عجب أن المكان لا يبدو مغرياً للناظرين . أنما هذا صحيح فأنا لم أكن أعلم شيئاً عن ذلك الثراء الطائل " وساورها الغضب ألم يكن ألبرت يوليها ثقة كافية لكي يخبرها أنه يملك غير هذه المزرعة ؟ وكيف جرؤ جون على القول إنّها إذا أنفقت بعض النقود في المدينة فستجلب لزوجها الإفلاس ؟ كانت ما تزال متأثرة من قوله هذا منذ ذلك الحين . والآن بالنسبة لأقوال ساندي , فذلك المبلغ التافه الذي كانت أنفقته ما كان لهم أن يلحظوه . فقالت ساندي بإزدراء :" حسناً . ربما كانت عائدات تلك الأموال تستنفده أعمال المزرعة لأنها ل تنفق , بالتأكيد على الملابس أو الأثاث "
وتاهت نظرات ستيفاني بعيداً . ربما ألبرت يعاني من ضائقة في السيولة النقدية , فوجد أن من أفضل طريقة للحصول على ذلك هو الزواج منها . أتراه كذب عليها في ذكر السبب الحقيقي لزواجهما ؟ هل كانت سارة مجرد عذر فقط؟ وهل كان السبب الحقيقي هو الحاجة إلى المال ؟
في هذه اللحظة , سمع صوت سارة تصرخ من غرفتها مستيقظة من النوم . وعندما نهضت ستيفاني , وضعت ساندي كوبها على المنضدة وهي تقول :" سأذهب أن إليها وابقي أنت مع صديقك " ثم قفزت من مكانها مسرعة إلى الداخل . عند ذلك قال ستيفن يخاطب ستيفاني :" لم أكن أتوقع أن أرى أياً من أقارب كلير في مزرعة آل دوغلاس . فقد سمعت في المدينة أن ألبرت يعمل على نيل حق حضانة سارة . لماذا هي هنا ؟"
فأجابت ستيفاني :" جاءت لزيارة سارة , لقد كان ألبرت قلقاً من أن تراجعه في قضية الحضانة . فوالداها يريدان أن ينشئا سارة كما تعلم . ولكنها لم تأت ِ على ذكر هذا حتى الآن"
فقال متأملاً :" إنّها لا تشبه أختها "
فسألته :" وكيف كان شكل كلير ؟ إنني لم أر َ لها أيّ صورة . أرجو أن يكون لدى والديها بعض الصور لها لكي ترى سارة عندما تكبر كيف كانت أمها "
فأجاب :" كانت كلير صغيرة الجسم ذات شعر فاتح اللون وعينين بنيتين كعيني ساندي , ولكن كلير لم تكن قوية كما تبدو ساندي . فقد كانت أكثر خيالاً وشاعرية من أن تتزوج وتعيش في مزرعة نائية كهذه . لقد كانت الحقيقة جداً قاسية عليها " كان ستيفن يقول هذا بلهجة رقيقة ونظرات شاردة .
فقالت ستيفاني :" وهكذا رحلت "
فقال:" لقد حاولت أن تحمل إدي على الإنتقال إلى ملبورن أو حتى إلى سيدني ولكنه كان بالغ العناد . لقد كان يريد البقاء في راوستين هنا "
قالت :" ولكنها كانت تعلم أن عمله هو هنا " وتساءلت هي نفسها عما إذا كانت كلير تزوجت إدي وهي تفكر في تغييره . فأومأ ستيفن برأسه قائلاً :" نعم . ولكنني لم أحضر إلى هنا لأتحدث إليك ِ عن أشخاص لا تعرفينهم . في المرة القادمة التي تأتين بها إلى المدينة سنتناول معاً فنجاناً من القهوة وسأطوف بك ِ الأماكن هناك "
فقالت :" ربما ذهبت إلى هناك الأسبوع القادم " ولكنها فكرت في أن تنتظر إلى أن يرافقها ألبرت إلى المدينة فالمفترض به أن يطوف بها أماكن المدينة . وقالت تغيّر الموضوع :" عندما ترحل ساندي , أريد أن أكمل تنظيم وتزيين المنزل ثم أغرس حديقة . من أين أحضرت هذه الورود؟"
فقال :" من محل بيوتي فلاورز , فهي تملك منزلاً في المدينة وحائق واسعة قريباً منه "
سألته :" هل اشتريت هذه الورود منها ؟"
أجاب :" نعم . لقد قلت لها إنّها لامرأة رائعة الجمال لم تتعود بعد على كآبة البراري "
لم تشعر ستيفاني بالارتياح لهذا الاطراء الذي لا لزوم له فهي امرأة متزوجة , فلماذا يتحدث إليها بهذا الشكل ؟ " وقالت له :" إنّها جميلة , وقد سرني أن أعلم أنها تنمو في هذه المنطقة , ولكنك مخطئ فأنا لا أجد البراري هنا كئيبة فإنّ لها جمالها الخاص "
قال :" لقد اعتدت أنا عليها , ولكن بإمكانك أن تقومي برحلة إلى سيدني من باب التغيير . فهناك المنطقة خضراء استوائية "
فقالت :" لا بد أن أذهب يوماً ما " وكانت تفكر في كل تلك الأماكن المختلفة التي تحب زيارتها في استراليا . وتساءلت , هل يأخذ ألبرت إجازات ؟ هل هو يحب الرحلات ؟ قال وهويقف :" حسناً , إنّ واجب العمل يناديني . يجب أن أذهب . تذكري أن تتصلي بي عندما تأتين مرة أخرى إلى اديلايد " ومدّ يده ليصافحها , ثم تركها وهو يبتسم بأسف . أخذت تنظر إليه باضطراب وهو يبتعد بسيارته , وهي تتساءل عن سبب قدومه . كانت متأكدة من أن السبب هو أكثر من مجرد زيارة طارئة . فالمسافة من المدينة إلى هنا كانت أكثر من ساعة بالسيارة . أتراه كان يعلم أن ساندي هنا فأراد أن يراها ؟ هل كان يظن ألبرت هنا ؟ كلا , فهو حتى لم يسأل عن صديقه
وجمعت الأكواب الفارغة وعادت لتباشر في إعداد العشاء . " كيف أمضيت الوقت مع سارة اليوم؟ " ألقى ألبرت بهذا السؤال إلى ساندي حالما اتخذ الجميع أماكنهم حول مائدة العشاء ذلك المساء في غرفة الطعام , فقد رفضت ستيفاني أن تقدم الطعام في المطبخ أثناء وجود ضيوف .
أجابت ساندي :" لقد كانت هادئة . لقد أمضينا معاً وقتاً طويلاً . أليس كذلك يا حلوتي ؟ " وابتسمت لإبنة أختها ثم لألبرت وهي تقول له :" وأنا متأكدة من أن ستيفاني كانت مسرورة لكوني هنا أعتني بالطفلة أثناء استقبالها لزائرها . فإنّ وجود الأطفال مزعج أثناء استقبال الزوار " فاستدار ألبرت نحو زوجته يسألها :" هل كان لديك ِ زائر ؟ من هو ؟"
فتمتمت ساندي قبل أن تتمكن ستيفاني من الجواب :" أظنه صديقاً خاصاً "
فتجهم وجه ألبرت وعاد يسألها وهو ينتظر جوابها بعينين ضيقتين :" لم أكن أدرك أنّك ِ وجدت الفرصة لاتخاذ أصدقاء هنا , من هو "
فبللت ستيفاني شفتيها بلسانها وقد جفتا فجأة لمنظر وجهه المتجهم هذا . وأجابت :" إنّه ستيفن كاسيدي مرّ من هنا " ورأت الغضب يشع من عينيه , فتوقف قلبها عن الخفقان وترددت في ذهنها صدى تحذيره منه ونصحه بأن تبتعد عنه .
و قال لها بحدة :" لقد سبق وطلبت منك ِ الابتعاد عنه "
فقالت ساندي بنعومة مبدية الندم والمكر في نفس الوقت :" آه ستيفاني أنني آسفة جداً لم أكن أدرك أنه ما كان لي أن أذكر شيئاً . رغم أنه ما كان لك ِ أن تضعي وروده هذه على المائدة "
فحدق ألبرت في تلك الورود ثم في ستيفاني وقد توترت شفتاه وأظلمت عيناه . كان غضبه واضحاً , فقالت تدافع عن نفسها :" إنني أعلم أنك قلت لي أن أبتعد عنه , ولكنه جاء فجأة . ماذا كان عليّ ان أفعل ؟ أغلق الباب في وجهه ؟ لقد قال إنه صديقك " فشعرت بالعيون موجهة نحوها فأدركت أن رجلي الأسرة يعتبرانها مخطئة , ولكنها لم تدرك السبب . قال بغضب وعيناه كالفولاذ :" لقد كنت صديقه ذات يوم , ولكنه لم يعد كذلك الآن . ليس عليّ أن أعطيك سبب ما أطلب منك أن تقومي به إنني صاحب هذا المكان وعليك ِ أن تتبعي الأوامر . إنني لا أريد أن أكرّر ما أقول . إن مرة واحدة يجب أن تكفيك . هل هذا واضح ؟"
فحدقت ستيفاني فيه غير مصدقة , لم تصدق أن من الممكن أن يلقي إليها بالأوامر وكأنها من عمال المزرعة . لم تصدق أنه يؤنبها بهذا الشكل أمام الجميع . وتذكرت حين كان يخبرها عن وجوب ابتعادها عن ستيفن وكيف أن سارة صرخت في ذلك الحين إذ لدغتها نحلة , فركضا إليها قبل أن يكملا الحديث . أتراه لم يكن عازما ً عند ذلك على أن يخبرها بسبب وجوب ابتعادها عن ذلك الرجل ؟ هل عليها الامتثال لأوامره على الدوام دون سؤال أو معرفة السبب ؟
وقبل أن تدلي بأيّ احتجاج , قالت ساندي :"
لقد تذكرت لتوّي يا ألبرت أين سبق وسمعت بهذا الاسم . أليس هو الرجل الذي هربت معه كلير؟"
وساد صمت عميق . واستدارت ستيفاني تنظر إلى ساندي بذعر وذهول وقد اتسعت عيناها ببراءة . كانت ساندي مسّرة أنظارها على ألبرت وأخذت ستيفاني تحدق في الوجوه واحداً بعد الآخر . كان الغضب والاستياء يكسو وجه جون . وعندما تقابلت عيناها بعيني ألبرت مرة أخرى ارتجفت لما ظهر فيهما من إدانة واضحة . فهمست وقد انتابها الذهول للاشمئزاز الذي رأته على ملامحه :" ‘نني آسفة فلم أكن اعلم " ولكن منظره قتل الرجاء في صدرها , ذلك أنه لم يكن في نظراته إليها أي حب أو التزام . وشعرت وكأنها حوكمت لذنب فعلته .
وشيئاً فشيء , عاد الحديث طبيعياً حول المائدة ولكن ستيفاني كانت مستثناة من ذلك . فأبقت عيناها على صحنها وأنهت عشاءها بصمت . ما الذي كانت تفعله هنا ؟ ما كان لها أن تنضم إلى أسرة ر تعرفها لمجرد أنها كانت تتوق إلى أن تكون لها أسرة ...وليس هذا فقط , فقد كان ذلك لحاجتها إلى المال لتوفر لجدتها العلاج .
قالت ساندي عندما فرغوا من الطعام :" إنني أحب كثيراً أن أحمّم سارة الليلة . أرني أين توجد الأشياء يا ألبرت "
وحملت سارة تقبلها وتتابع قائلة :" ليس لديّ الوقت الكافي لأزورها على الدوام , ولهذا أريد أن أمضي معها أكبر قدر أستطيعه من الوقت " وكانت تتحدث متجاهلة ستيفاني تماماً .
اغرورقت عينا ستيفاني بالدموع شاعرة بغصة وهي ترفع الأطباق وحدها عن المائدة ثم تبدأ بغسلها في المطبخ . لقد ترك الجميع غرفة الطعام بسرعة تاركينها تنظف المكان بمفردها . وحاولت جاهدة مغالبة الدموع لا تريد ان تبكي . لقد كانت غلطتها بيئة , فهي لم تكن تعلم تاريخ ستيفن وكلير ولكنها كانت تعلم ان ساندي قد عرفت شخصية ستيفن منذ البداية أثناء زيارته . أما ادعاؤها ذاك أثناء العشاء فلم يخدع ستيفاني .
ولكن هذا غير مهم , فقد خدع ألبرت وقد حصل الضرر وجون لم يرض َبها منذ البداية . أترى ألبرت قد ندم الآن على هذا الزواج السريع ؟ وشعرت وكأنها منبوذة.
إنها هنا منذ أكثر من أسبوعين , تبذل غاية ما بوسعها في الطبخ والتنظيف وجعل المنزل يبدو بيتاً حقيقياً , ومع هذا دخلت ساندي المنزل لتفسد كل شيء في يومين فقط. ويبدو أن ألبرت يعطيها المجال لذلك .
وعندما أنهت غسل الأطباق , خرجت من الباب الخلفي متجهة نحو مخزن العلف , وعندما دخلت , جذبت كيساً من القش إلى جانب الحائط وجلست مستندة إليه , تراقب الجياد وهي تمضغ علفها بصوت مسموع بينما تنظر غليها بفضول . وتجمعت الدموع في عينيها وهي تتذكر ما حدث على مائدة العشاء , فأغمضت عينيها وهي تغالبها ولكن عبثاً . فقد انهمرت على وجنيها , وبقيت لحظات أراحت فيها نفسها بالبكاء. أتراها أخطأت بالقدوم إلى استراليا ؟
ومسحت وجنتيها وحاولت أن تفكر . لا يمكن أن تسمح لساندي بأن تحطم زواجها . إنها مازالت تريد هذا الزواج , أن تربي سارة , أن تعيش مع ألبرت , حتى أنها قد يصبح لديها أولاد في المستقبل . ولكن هل مازال هو يريدها ؟ وماذا باستطاعتها أن تفعل لكي تنجح بهذا كله ؟ وتمنت لو بإمكانها أن تتحدث مع جدتها , ولكنها الآن في المستشفى تتلقى علاجها ؟. وشعرت بحنين إليها , فهي لم تشعر قط بمثل هذه الوحدة من قبل . وعثر عليها ألبرت هناك بعد نصف ساعة تعبث بحزمة من القش .
" ستيفاني ؟" فرفعت بصرها تنظر إليه وهو يتقدم ليقف بجانبها . وانقبض قلبها ألماً لرؤيته . لشد ما هو حبيب غال . إن حبها له مذهل , إنها لاتدري كيف حدث هذا ولماذا ....إنها تحبه فقط وهذا يكفي .
قالت له برقة وهي ترفع بصرها إلى وجهه المكفهر :" إنني آسفة إذ تحدثت إلى ستيفن بعد أن منعتني أنت من ذلك "
فانحنى فوقها إلى أن أصبح وجهه بمحاذاة وجهها وقال :" إنني آسف لتأنيبك أمام الآخرين . كان هذا خطأ مني "
فهزت كتفيها وهي تنتزع عينيها من عينيه . لم تكن تستطيع تحمل رؤية الاشمئزاز في وجهه مرة أخرى كما سبق ورأته أثناء العشاء . قال :" لم تكن كلير سعيدة هنا في المزرعة , فكانت تذهب إلى مدينة اديلايد يومياً تقريباً . كنا نعلم أنها تريد من الحياة أشياء أكثر من مجرد إدارة منزل في مزرعة . ولكن إدي كان مغرماً بالمزرعة فلم يقبل بالانتقال إلى المدينة فصمم على أن يبني لها بيتاً ظاناً أن ذلك قد يجعلها سعيدة كان عليّ أن أشرح لك كل هذه الأمور "
كانت ستيفاني تنظر إلى اصبعها وهي تدير خاتم الزواج . وحاولت أن تكز أفكارها على كلامه لتفهم ما يقول . وكان هو يتابع قائلاً :" على كل حال , لقد رحلت ذات يوم . لقد جاء ستيفن لأجلها وأخذها إلى سيدني ومن هناك استقلت الطائرة مبتعدة "
فسألته :" هل كانت تخرج مع ستيفن ؟ أم أنه أوصلها فقط من هنا إلى المدينة؟"
ففكر البرت لحظة وقد بدت الحيرة عليه ثم قال :" لقد هاربة معه طبعاً "
فسألته :" والآن ما الذي تتوقعه ؟ ان أهرب معه ؟"
فحدق في عينيها لحظة طويلة بصمت وكأنه يبحث حقيقة الوضع , ومعرفة أسرارها , ثم قال :" ربما إنني أعلم أن ليس ثمة حب بيننا وأننا نحن الاثنين , نعلم حقيقة زواجنا هذا . ولكنني لا أريد أبداً أن أراك ِ مغرمة بشخص آخر . لقد عرفت الشروط من قبل أن تتركي كاليفورنيا وهي أنني أريد من زوجتي الإخلاص والإستقامة "
فهمست وقد انكسر قلبها لخشونة كلماته :" ولكن ليس الحب؟" كانت تتوق إلى الحب من زوجها الوسيم . تتوق إلى أن تغدق عليه الحب الذي تشعر به نحوه .
فقال :" كلا إنني لا أتوقع الحب . إنّ هذا لم يكن جزءاً من الاتفاقية "
فسألته :" لماذا تزوجتني ؟"
أجاب :" لقد تحدثنا في هذا الموضوع عند البداية . لقد أردت أماً لسارة "
فنظرت إليه تسأله :" أليس لأجل المال ؟"
كانت تريد ان تسبر غوره من وراء جوابه . هل سيخبرها الآن بالحقيقة بعد أن لم يعد الأمر مهماً؟
فقال :" لو كنت تزوجتك لأجل المال , هل كان هذا يجعل دوافعك أفضل ؟ انظري حولك إلى هذه المزرعة المزدهرة هل يبدو علي ّ أنني بحاجة إلى المال ؟"
أجابت :" إنّ دوافعي لم تكن أبداً موضع سؤال . لقد علمت أنت منذ البداية أنني بحاجة إلى المال لعلاج جدتي "
فقال بحدة وقد بان العنف في عينيه :" إننا نحن الاثنين , استفدنا من وراء هذه الاتفاقية "
فقالت وقد ثار غضبها :" ربما كان أحدنا مستفيداً أكثر من الآخر "
فسألها :" ماذا تعنين بذلك ؟"
فأجابت :" أعني أنني تركت كل شيء لأحضر إلى هنا حتى المال لا ينفعني كثيراًَ إذا استثنينا علاج جدتي . فأين بإمكاني إنفاقه هنا ؟"
قال :" لقد فات الأوان لتغيير رأيك . لقد سبق وعرفت ما ينتظرك قبل مجيئك " كان صوته خشناً فاتراً وهو يتابع قائلاً :" لن تكون هنا حفلات صاخبة . ولا رحلات إلى ملبورن وسيدني . كلا ولا علاقات مع رجال آخرين . هذا ما كانت تنص عليه اتفاقيتنا "
فردت عليه بعنف :" ولا علاقات مع نساء أخريات "
قال :" لستُ من ذلك النوع "
فشعرت بنفسها تنوء تحت وطأة الهزيمة , وشعرت بالأمل يضمحل في أعماقها . الأمل في أن يحبها يوماً ما . لقد كان أوضح بصراحة أن لا وقت لديه لمثل هذه الحماقة . وهذا التعليق المهين الذي أدلى به الآن يثبت ذلك . ليس بإمكانها أن تلوم سوى نفسها لتعلقها بهذا الأمل المضحك
إنها هنا منذ أكثر من أسبوعين , تبذل غاية ما بوسعها في الطبخ والتنظيف وجعل المنزل يبدو بيتاً حقيقياً , ومع هذا دخلت ساندي المنزل لتفسد كل شيء في يومين فقط. ويبدو أن ألبرت يعطيها المجال لذلك .
وعندما أنهت غسل الأطباق , خرجت من الباب الخلفي متجهة نحو مخزن العلف , وعندما دخلت , جذبت كيساً من القش إلى جانب الحائط وجلست مستندة إليه , تراقب الجياد وهي تمضغ علفها بصوت مسموع بينما تنظر غليها بفضول . وتجمعت الدموع في عينيها وهي تتذكر ما حدث على مائدة العشاء , فأغمضت عينيها وهي تغالبها ولكن عبثاً . فقد انهمرت على وجنيها , وبقيت لحظات أراحت فيها نفسها بالبكاء. أتراها أخطأت بالقدوم إلى استراليا ؟
ومسحت وجنتيها وحاولت أن تفكر . لا يمكن أن تسمح لساندي بأن تحطم زواجها . إنها مازالت تريد هذا الزواج , أن تربي سارة , أن تعيش مع ألبرت , حتى أنها قد يصبح لديها أولاد في المستقبل . ولكن هل مازال هو يريدها ؟ وماذا باستطاعتها أن تفعل لكي تنجح بهذا كله ؟ وتمنت لو بإمكانها أن تتحدث مع جدتها , ولكنها الآن في المستشفى تتلقى علاجها ؟. وشعرت بحنين إليها , فهي لم تشعر قط بمثل هذه الوحدة من قبل . وعثر عليها ألبرت هناك بعد نصف ساعة تعبث بحزمة من القش .
" ستيفاني ؟" فرفعت بصرها تنظر إليه وهو يتقدم ليقف بجانبها . وانقبض قلبها ألماً لرؤيته . لشد ما هو حبيب غال . إن حبها له مذهل , إنها لاتدري كيف حدث هذا ولماذا ....إنها تحبه فقط وهذا يكفي .
قالت له برقة وهي ترفع بصرها إلى وجهه المكفهر :" إنني آسفة إذ تحدثت إلى ستيفن بعد أن منعتني أنت من ذلك "
فانحنى فوقها إلى أن أصبح وجهه بمحاذاة وجهها وقال :" إنني آسف لتأنيبك أمام الآخرين . كان هذا خطأ مني "
فهزت كتفيها وهي تنتزع عينيها من عينيه . لم تكن تستطيع تحمل رؤية الاشمئزاز في وجهه مرة أخرى كما سبق ورأته أثناء العشاء . قال :" لم تكن كلير سعيدة هنا في المزرعة , فكانت تذهب إلى مدينة اديلايد يومياً تقريباً . كنا نعلم أنها تريد من الحياة أشياء أكثر من مجرد إدارة منزل في مزرعة . ولكن إدي كان مغرماً بالمزرعة فلم يقبل بالانتقال إلى المدينة فصمم على أن يبني لها بيتاً ظاناً أن ذلك قد يجعلها سعيدة كان عليّ أن أشرح لك كل هذه الأمور "
كانت ستيفاني تنظر إلى اصبعها وهي تدير خاتم الزواج . وحاولت أن تكز أفكارها على كلامه لتفهم ما يقول . وكان هو يتابع قائلاً :" على كل حال , لقد رحلت ذات يوم . لقد جاء ستيفن لأجلها وأخذها إلى سيدني ومن هناك استقلت الطائرة مبتعدة "
فسألته :" هل كانت تخرج مع ستيفن ؟ أم أنه أوصلها فقط من هنا إلى المدينة؟"
ففكر البرت لحظة وقد بدت الحيرة عليه ثم قال :" لقد هاربة معه طبعاً "
فسألته :" والآن ما الذي تتوقعه ؟ ان أهرب معه ؟"
فحدق في عينيها لحظة طويلة بصمت وكأنه يبحث حقيقة الوضع , ومعرفة أسرارها , ثم قال :" ربما إنني أعلم أن ليس ثمة حب بيننا وأننا نحن الاثنين , نعلم حقيقة زواجنا هذا . ولكنني لا أريد أبداً أن أراك ِ مغرمة بشخص آخر . لقد عرفت الشروط من قبل أن تتركي كاليفورنيا وهي أنني أريد من زوجتي الإخلاص والإستقامة "
فهمست وقد انكسر قلبها لخشونة كلماته :" ولكن ليس الحب؟" كانت تتوق إلى الحب من زوجها الوسيم . تتوق إلى أن تغدق عليه الحب الذي تشعر به نحوه .
فقال :" كلا إنني لا أتوقع الحب . إنّ هذا لم يكن جزءاً من الاتفاقية "
فسألته :" لماذا تزوجتني ؟"
أجاب :" لقد تحدثنا في هذا الموضوع عند البداية . لقد أردت أماً لسارة "
فنظرت إليه تسأله :" أليس لأجل المال ؟"
كانت تريد ان تسبر غوره من وراء جوابه . هل سيخبرها الآن بالحقيقة بعد أن لم يعد الأمر مهماً؟
فقال :" لو كنت تزوجتك لأجل المال , هل كان هذا يجعل دوافعك أفضل ؟ انظري حولك إلى هذه المزرعة المزدهرة هل يبدو علي ّ أنني بحاجة إلى المال ؟"
أجابت :" إنّ دوافعي لم تكن أبداً موضع سؤال . لقد علمت أنت منذ البداية أنني بحاجة إلى المال لعلاج جدتي "
فقال بحدة وقد بان العنف في عينيه :" إننا نحن الاثنين , استفدنا من وراء هذه الاتفاقية "
فقالت وقد ثار غضبها :" ربما كان أحدنا مستفيداً أكثر من الآخر "
فسألها :" ماذا تعنين بذلك ؟"
فأجابت :" أعني أنني تركت كل شيء لأحضر إلى هنا حتى المال لا ينفعني كثيراًَ إذا استثنينا علاج جدتي . فأين بإمكاني إنفاقه هنا ؟"
قال :" لقد فات الأوان لتغيير رأيك . لقد سبق وعرفت ما ينتظرك قبل مجيئك " كان صوته خشناً فاتراً وهو يتابع قائلاً :" لن تكون هنا حفلات صاخبة . ولا رحلات إلى ملبورن وسيدني . كلا ولا علاقات مع رجال آخرين . هذا ما كانت تنص عليه اتفاقيتنا "
فردت عليه بعنف :" ولا علاقات مع نساء أخريات "
قال :" لستُ من ذلك النوع "
فشعرت بنفسها تنوء تحت وطأة الهزيمة , وشعرت بالأمل يضمحل في أعماقها . الأمل في أن يحبها يوماً ما . لقد كان أوضح بصراحة أن لا وقت لديه لمثل هذه الحماقة . وهذا التعليق المهين الذي أدلى به الآن يثبت ذلك . ليس بإمكانها أن تلوم سوى نفسها لتعلقها بهذا الأمل المضحك.
قالت :" إنني لا أشعر بشيء تجاه ستيفن كاسيدي , ولن يكون ذلك أبداً , إنني لن أهرب منك , يا ألبرت . إننا متزوجان وأنا ملتزمة بالقسم "
فتركها ووقف مشرفاً عليها قائلاً :" اهتمي بالحرص على هذا الأمر إذن . عودي إلى البيت الآن فإنّ لدينا ضيفة علينا الاهتمام بها " ................................(ما أثقلك )
عندما جاء ألبرت إلى غرفة نومه , كانت ستيفاني نائمة ولكنه أيقظها بهمساته , لم يقل لها كلمة واحدة . ولكنها هتفت في قلبها بحبه مرة بعد مرة , متسائلة عما إذا كانت ستبوح به يوماً ما ....متسائلة عما إذا كان سيشعر يوماً بشئء نحوها أكثر من كونه يراها ملائمة , مرضية .
تساءلت عما إذا كان هذا هو شعور أمها كلما تخيلت نفسها غارقة في حب جديد . وكيف كانت تحتمل الهجران عندما كان أزواجها يرحلون . كانت مشاعر ستيفاني حلوة مرة . إنها تحب هذا الرجل , ومع هذا عليها أن تعترف بأنه قد لا يهتم بها أبداً أو يعتبرها أكثر من وسيلة لتزويد سارة بأم , هل كان من الأفضل لها لو تأت ِ إلى استراليا ؟
قال لها فجأة :" ستيفاني هل قالت لك ِ ساندي شيئاً عن سارة ؟"
فأجابت :" كلا , لماذا ؟ هل أنت قلق بالنسبة لموضوع الوصاية ؟" أجاب :" نعم , لقد سألتني عن ذلك من أول ليلة . لقد دهشت إذ علمت أنني متزوج . وعندما أخبرتها أنني تزوجت لكي أوفر أسرة راسخة لسارة , بدا عليها الرضى . ولم تعد تثير القضية مرة أخرى ,ولكنها تجعلني أشعر بعدم الارتياح " فغاص قلب ستيفاني . إذن فقد علمت أن زواجهما إن هو ليس إلا اتفاقية عمل , وليس زواجاً حقيقياً حتى ولو لم يكن ألبرت قد قال صراحة , فإن ساندي ستستنتج ذلك من الطريقة التي عوملت هي بها وكأنها ليست زوجة بل أشبه بموظفة .
تابع هو قائلاً :" إنّ من المهم أن تفهم هي أن سارة ستعيش في بيت راسخ محب . هذا هو السبب لغضبي ذاك بالنسبة لستيفن . إنني لا أريدها أن تظن أن ثمة شيئاً قد يبدد رسوخ حياة سارة , إنني لا أريد أن تنشأ سارة في ملبورن , فهي ابنة إدي . إنني أريدها أن تعرف بيته وموطنه "
فقالت ستيفاني بلطف :" إنني متفهمة لهذا " وشعرت فجأة بالفضول , وحاولت مرة أخرى أن ترى وجهه في الظلام وهي تقول له:" هل لهذا السبب نتشارك في غرفة نوم واحدة ؟ لكي يبدو زواجنا أمام ساندي طبيعياً قدر الإمكان ؟" وأمسكت أنفاسها بانتظار جوابه .
فنهض مستنداً إلى مرفقه مائلاً فوقها وكأنه يريد أن يراها في الظلام وقال :" إنني لا أتحدث عن هذه الأمور مع ساندي ."
فهمست :" فلماذا إذن "
أجاب :" إننا متزوجان . وعلاقة الزوج بزوجته هي سنّة الطبيعة "
فكررت قائلة :" سنّة الطبيعة ...." لقد صدمها ما سمعت . إنّ ألبرت يؤكد اتفاقية العمل هذه بينهما في كل لحظة . ولم تستطع الكلام خوفاً من أن تبدو خيبة الأمل في صوتها . وعاد يقول :" ولكن يجب أن يتضح الوضع بينك ِ وبين ستيفن كاسيدي . لا أريد أبداً ان تعود ساندي إلى والديها بشيء يفهم منه أن ارتباطنا ليس قوياً , مما يؤخر اجراءات المحكمة "
وكان يتكلم غير واع لتعاستها . وقالت :" ليس ثمة شيء بيني وبين ستيفن " وأخذت تغالب دموعها قبل أن تنهمر فهي لا تستطيع أن تخبره بسبب بكائها . إنّه لن يفهم أبداً وهمست :" وماذا إذا جاء مرة أخرى ؟"
فأجاب :" سأتولى أنا أمر ستيفن كي لا يعود مرة أخرى ؟" فسألته :" وساندي؟"
قال :" سأهتم بأمرها هي الأخرى . إنها لن تمكث هنا طويلاً "
فتمتمت :" لا أظنها تعتقد بصدق زواجنا "
فقال :" ستعتقد ذلك قبل رحيلها "
وابتدأ النوم يستولي على ستيفاني ونفسها ما زالت تشعر بشوق إلى ألبرت . هل من الممكن أن يشعر نحوها بالحب يوماً ؟"




samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس