عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-17, 10:48 PM   #10

samahss

مشرفة منتدى عبير وأحلام وعضو فريق الكتابة للروايات الرومانسية وماسة الرومانسية

alkap ~
 
الصورة الرمزية samahss

? العضوٌ??? » 111513
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 39,598
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » samahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond reputesamahss has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
عندما استيقظت ستيفاني عند الصباح . كان السرير خالياً . فتمطت ببطء وهي ترى باب الحمام مغلقاً . إنه لم يخرج بعد . وألقت نظرة على الساعة , ما زال ثمة وقت كاف لموعد الفطور . إنها ستنهض بعد خروجه . وأخذت تراقب باب الحمام منتظرة . خرج ألبرت من الحمام مرتدياً ثياب الخروج التي كانت عبارة عن بنطال جينز وقميص أزرق باهت .اقترب من السرير قائلاً :" صباح الخير ؟ البسي بنطال جينز هذا النهار لأنني سآخذك مع ساندي في جولة حول المزرعة "
فأشرق وجهها وقالت :" لشد ما أحب ذلك . فأنا بأشد الشوق لرؤية المزيد من المزرعة منذ قدومي . هل سنمتطي الجياد؟"
فقال وهو يسير نحو الباب :" إننا سنستقل الشاحنة . هيا أسرعي لكي نتناول الطعام بسرعة "
وما لبثت أن قفزت من السرير تتهيأ للنزول , فارتدت بنطال جينز فوقه قميص جميل تماثل زرقته زرقة عينيها , وجعلت شعرها ذيل حصان . ووضعت على وجهها وعينيها زينة خفيفة , وعندما انتهت , شعرت بالرضى عن نفسها إذ تبدو تماماً زوجة لصاحب مزرعة ماشية , استدارت خارجة تستقبل يوماً جديداً . كان جون قد تطوع للعناية بسارة , وهكذا خرجت ستيفاني من المنزل مرتاحة الذهن وقد ملأتها الإثارة لرؤية مزرعة راوستين .
ارتدت ساندي بنطال جينز يعلوه قميص أصفر أنيق التفصيل مع فتحة عنق واسعة أكثر مما ينبغي كما رأت ستيفاني . ولكنها لا تريد أن تشغل بالها هذا اليوم . فإذا أصيبت ساندي بحروق فالذنب في ذلك ذنبها . ألقت ستيفاني نظرة سريعة على ألبرت وهو ينظر غليها وإلى ساندي تصعدان الشاحنة . والتقت عيناها بعينيه فحدق فيهما لحظة طويلة , ثم رقت ملامحه قليلاً ويربت على المقعد بجانبه قائلاً :" أسرعي يا حبيبتي لكي تتمكن ساندي من الصعود ." وارتجفت بالرغم منها لهذه الملاطفة البسيطة , فصعدت تجلس إلى جانبه وهي تتمنى لو أنه يلاطفها بهذا الشكل عندما يكونان بمفردهما , وليس فقط لكي يدع ساندي ترى ذلك .
وعندما صعدت ساندي وصفقت الباب اتجهت فوراً ناحية النافذة قائلة :" إنّ الجو حار منذ الآن , فماذا سيكون عليه الحال فيما بعد ؟" وكانت توجه سؤالها هذا على ألبرت فأجاب وهو يدير المحرك :" سيكون حاراً"
كانت السيارة تتحرك بسرعة وعنف هادرة فوق الأرض سعلت ساندي وهي تلوّح بيدها أمام وجهها قائلة :" إنّ هذا الغبار شنيع يا ألبرت . هل بإمكانك أن تبطئ قليلاً ؟"
فقال :" ارفعي زجاج نافذتك قليلاً فقد يتحسن الحال لأنني إذا أبطأت عن هذا فلن نصل إلى أي مكان "
فسكتت , ثم أخذت تلوّح بيدها مرة أخرى . لتقول بعد فترة :" ها إنّ الحرارة ازدادت , لا عجب أن تبدو كل يوم وكأنك تمرغت في التراب " ثم عادت تنزل زجاج النافذة كما كان فعاد إليها السعال , ثم قالت :" ماذا لو غيّرت ستيفاني مكانها معي ربما ؟ لا يؤثر عليها الغبار إلى هذا الحد ؟" فأبطأ ألبرت ثم أوقف الشاحنة وهو يقول :" يمكننا أن نجرب , هل من بأس في ذلك يا ستيفاني ؟"
فأرادت أن ترفض, ولكن التهذيب تغلب عليها فقالت :" سأجرب ذلك "
وبعد لحظات تابعوا السير وقد أصبحت ساندي في الوسط . ولم تجد ستيفاني الغبار رديئاً , فقد كان يأتي أحياناً أفضل كثيراً من الحرارة في الداخل مع إغلاق النافذة , وأصبح بإمكانها التمسك بالباب والمحافظة على توازنها بشكل أفضل .
ولكن أصبح لدى ساندي مشكلة التقافز هنا وهناك الآن وبسرعة أمسكت بذراع ألبرت للاحتفاظ بتوازنها . ورأت ستيفاني هذه الحركة فأرادت أن تنزع تلك اليد بعيداً وتوبخها للمسها زوجها ولكنها لم تقل شيئاً , وأخذت تنظر من النافذة إلى المناظر المتتابعة , وسرعان ما أخذت تملي نظرها من المواشي التي كانت ترعى العشب محاولة أن تتجاهل ضيفها , وقد أذهلها ما تشعر به من غيرة محرقة . ولكن ألمها تضاعف عندما لم يدل ألبرت بأي تعليق .
وقف أمام بركة تحف بها الوحول , وقال :" هذه إحدى الحفر التي سبق وحدثتك ِ عنها يا ستيفاني "
وخرج من السيارة فتبعته ساندي بسرعة ووقفت بجانبه بينما وقف هو ينتظر ستيفاني . وعندما وصلت إليه أخذت تنظر حولها متعطشة . كانت المياه في بركة صافية وبدت باردة في هذا النهار الحار . وكانت المواشي ترعى حولها .
قالت ساندي متأففة من الجو الحار :" إنّ الجو حار حقاً الآن "
فاستدار ألبرت إلى ستيفاني . ودون أن يفوه بكلمة , رفع قبعته عن رأسه ووضعها على رأسها يميله لتظلل وجهها . وعندما نظرت إليه مجفلة , ابتسم قائلاً :" لا أريدك أن تصابي بضربة شمس "
فقالت ساندي بوقاحة وهي تنظر إلى القبعة على رأس ستيفاني :" أليس لديك واحدة لأجلي ؟"
فأجاب :" آسف , فلم أحضر أي قبعة إضافية . ليس عليك ٍ خطر كبير بالنسبة إلى أن ّ عينيكِ بنيتان , إنّ ذوي العيون الزرقاء بالغو الحساسية "
كان جوابه هذا عفوياً وهو يستدير نحو البركة وكادت ستيفاني تنفجر سروراً لاهتمامه هذا بها , ولكنها تبعت ألبرت دون أن تنظر إلى ساندي شامتة , وقالت تسأله :" أخبرني أكثر عن برك الماء هذه " فأخذ يشرح لها كيف تزودهم الآبار الأرتوازية بالمياه باستمرار وكيف أن جده ثم هو بعد ذلك قد حفرا العديد من البرك لإرواء الأراضي المعشبة .
فسألته :" ألا تجف هذه البرك أبداً ؟"
أجاب :" نادراً ما يحدث هذا . إننا نعتمد عليها لتزويدنا بالماء دوماً . وطبعاً في فصل الأمطار تفيض عندنا المياه فتغرق السهول . ولكن المياه عادة تمكث في السواقي , ثم تكتسي الأراضي بالأزهار بشكل رائع , فيشعر المرء بالرغبة في قضاء اليوم كله بالخارج مستمتعاً بمرآها "
فنظرت ستيفاني حولها محاولة تصور فصل الأمطار وشعرت بلهفة لرؤية ذلك كله . وأخذت تراقب بعض الماشية باسمة ثم سألته " هل هذا هو نوع الأبقار الذي كنت تحدثني عنه ؟"
فأومأ قائلاً :" نعم , فهي تعطي نسبة جيدة من اللحم الهبر"
سألته ستيفاني :" هل تسوقون الماشية من مرعى لآخر بالتناوب , أم أنها تنقل كما تريد ؟"
أجاب :" إننا ننتظر لنرى حالة الأرض . فإذا ابتدأت بالأمحال , وكانت الأبقار لا تتنقل بشكل طبيعي , فإننا نرغمها على ذلك , وعلى كل حال فهي عادة لا تنفك عن التجوال . ولدينا ما يكفي من برك المياه في المزرعة , ولهذا فالمياه هنا ليست مشكلة "
فسألته :" ومتى تسوقون الماشية ؟" ورفعت عينيها فرأت الغضب في عيني ساندي , فأجفلت وأخذت تحدق في تلك المرأة لحظة طويلة , ثم ادركت كل شيء فحوّلت نظراتها بعيداً قبل أن تنفجر منها ضحكة عالية . كانت ساندي في غاية الإستياء لقلة معلوماتها عن الماشية .
وأجابها هو " نفعل ذلك في الربيع , ونجمع العشب في الخريف . أحياناً نأخذ ببيع الماشية مبكراً إذا كانت السنة رديئة وكانت الأرض ممحلة "
فقالت ساندي بضيق :" من الصعب أن يصدق المرء أن البفتيك الذي نأكله في ملبورن يأتي من لأبقار كهذه "
فقال " يصحح كلامها :" إنها ثيران وليست أبقار "
فقالت ستيفاني :" ليس البفتيك فقط , وإنما هناك الكثير من المنتوجات الأخرى للأبقار " وكانت تتكلم ناظرة إلى المرأة الأخرى شاعرة بالسرور لشعورها بأنها بمعلوماتها هذه , تمثل زوجة ملائمة تماماً لألبرت أكثر من أي امرأة أخرى مثل ساندي .
و في الوقت الذي وصلوا فيه لإلى المنزل عائدين من نزهتهم , كان الضجر قد تملكها من معابثة ساندي لألبرت وتساهل هذا معها . صحيح أنه لم يقم بشيء يشجعها على ذلك , ولكنه أيضاً لم يصدها بطريقة ما . كانت ستيفاني تغلي من الغضب في داخلها , متمنية لو أنها طالبت بالجلوس إلى جانب ألبرت , أو أنه أصرّ على ذلك . متمنية لو أنه أوضح لساندي أنه متزوج وأن عليها أن تبعد يدها عنه .
عندما دخلت الشاحنة الفناء , قابلهم جون , وكان مستنداً إلى عمود الشرفة الأمامية حين رأى ستيفاني تنزل من الشاحنة ثم تندفع كالعاصفة نحو المنزل . وعندما اقترب ألبرت وساندي إلى حد استطاعا معه السماع , كان هو يقول لستيفاني :" ثمة هدية وصلت إليك ِ , يا ستيفاني ." قال ذلك وعيناه تنتقلان إلى ألبرت ثم تعودان إليها .
فقالت :" هدية ؟ ممن ؟"
قال جون :" لقد وضعتها خارجاً قرب السقيفة "
فسأله ألبرت وقد بدت الخشونة على ملامحه :" ما هي تلك الهدية ؟"
وكانت هي قد أسرعت حول المنزل , ثم توقفت وهي ترى أربع فسائل ورد مسندة إلى الشرفة , كانت قد سبق وأزهرت , اثنتان منها حمراوان وواحدة بيضاء وأخرى زهر .
وهتفت :" آه , ما أجملها " وانحنت تتشم أريجها وهي تتلمس أوراقها بخفة .
وقالت ساندي ببطء وهي ترى الورود :" لابد أنها من صديقك الذي في المدينة "
فنظر ألبرت إليها عابساً وهو يسألها :" ماذا تعنين ؟" فأجابت بخبث :" لقد كانت ستيفاني تحدثت بشغف عن الورود ومبلغ حبها لها عندما كان ستيفن كاسيدي هنا ويظهر أنه أراد أن يسر السيدة "
فسأل ألبرت جده :" هل هي من ستيفن ؟" فأجابه هذا بهزه من كتفيه .
فمدت ستيفاني يدها إلى البطاقة المعلقة بإحدى الفسائل وقد ابتدأت تشعر بالذعر خوفاً من أن تكون ستيفن , فهذا سيزيد من المشاكل , ولكنه كان الوحيد الذي تحدثت إليه عن رغبتها في غرس حديقة حول بيتها . ( أرسل إليك ِ هذه لكي تبدأي بها حديقتك . إنها ستزيد من جمال مكانك النائي –ستيفن )
فازدردت ريقها , ثم استدارت تواجه ألبرت . وكان غضبه الآن قد أصبح واضحاً . وببطء ناولته البطاقة , فاختطفها من بين أصابعها وأخذ يقرأها , وعندما انتهى جعد الورقة في يده جاعلاً منها كرة , ما أدركت هي منه أنه كان غاضباً , ولكنها لم تخطئ بشيء , وهي لن تدعهم يلقون اللوم عليها مرة أخرى فقالت :" لقد سبق وقلت انك ستتولى أمره "
فحدق في عينيها بعينين ضيقتين فترة طويلة , فشعرت لنظرته تلك برجفة بالرغم منها . ثم أجابها قائلاً :" لقد فكرت في الإنتظار إلى أن أذهب إلى المدينة وأقابله , ولكن يبدو أنني استهنت بمقدار الجاذبية "
قالت " ألبرت إنها مجرد ورود , لقد كنت ذكرت له أنني أفكر قي غرس حديقة عندما انتهي من تنظيم المنزل . إنه فقط يظهر بإرسالها حسن الجوار "
فقال :" إنك زوجتي ياستيفاني . فإذا كنت ترغبين في فسائل ورد فسأشتريها لك . القي بهذه بعيد اً"
فتمتمت ساندي وهي تزيد من اقترابها من ألبرت :" ربما هي تمثل بالنسبة إليها معنى خاصاً"
فنهرتها ستيفاني بقولها :" اقفلي فمك يا ساندي ((يعني اخرسي )) فهذا أمر بيني وبين ألبرت ولا أريدك أن تزيدي الوضع سوءاً بمثل هذا الدس منك ِ "
فقال ألبرت آمراً " ستيفاني . هذه فظاظة منك لا تغتفر . إن ساندي هي ضيفتنا , هيا اعتذري إليها حالاً "
فسحبت نفساً عميقاً وعيناها مشدودتان إلى عينيه ولمع التمرد في عينيها , وتساءلت لحظة عما يمكن أن يفعله إذا عصت أمره هذا ....ولكن الحق معه , فقد كانت فظة حقاً وأخيراً , نظرت إلى ساندي قائلة :" أرجو منك المعذرة يا ساندي فما كان لي أن أخاطبك بهذه الطريقة " ثم استدارت صاعدة الرجات القليلة ركضاً إلى الشرفة ومنها إلى داخل المنزل , وانصفق الباب خلفها دون أن تلحظ ذلك , إذ كانت الآن تصعد السلم إلى غرفتها ودموعها تحجب عنها الرؤية , وأسرعت بركضها وهي تسمع الخطوات القوية خلفها , ووصلت إلى غرفتها في الوقت الذي كانت فيه يد ألبرت تمسك بها توقفها . ترددلحظة , ثم سحبها إلى غرفة النوم مغلقاً الباب خلفهما .
قال لها وهو يصر على أسنانه غضباً :" لقد طابت من جدي أن يتخلص منها "
فقالت وهي تحاول أن تخلص ذراعها من قبضته , مغالبة دموعها :" إن الذنب ليس ذنب الورود . إنها جميلة وأنا لا أريد ان يلقى بها بعيداً "
فقال :" إنني لا أريد أن تحييني ورود ستيفن كلما جئت على البيت . لقد كانت كلير تقوم بمثل هذه الألاعيب مع إدي فأحالت حياته إلى جحيم . إنني لم أحتمل شيئاً كهذا منك هل هذا مفهوم ؟" ومد ّ يده يمسح دمعة تدحرجت على خدّها وقد بان على ملامحه الحقد .
فقالت :" إنني لا أقوم بأية ألاعيب . إنني لم أطلب منه إرسال زهور , حتى أنني لم أطلب منه قط أن ألقاه . لقد سبق وقلت أنك ستتولى أمره . فقم بذلك وكفّ عن توجيه اللوم إليّ " كانت تتحدث بما يقرب من الصياح . فقد رأت نفسها مظلومة . فهي لا تهتم بستيفن كاسيدي , فلماذا لا يفتأ يسبب المشاكل بينها وبين زوجها ؟
قال :" الشيء الثاني الذي لن أحتمله منك هو فظاظتك ِ نحو ساندي . إنها ضيفتك ....ضيفتي أنا إذا كنت ِ لا تريدينها إنني أحاول أن لا أدع مجالا ً لآل لامب يرفعون فيه قضية طلب وصاية . وخشونتك ِ وإبداء صعوبة في طباعك لا تساعد على توفير جو صالح لتنشئة طفل "
قالت :" إنك تنحاز إلى جانبها . فأنت تعرفها منذ مدة طويلة , ربما كان عليك أن تفكر في العودة إليها , بعد أن مات إدي وكلير , ومن ثم تتزوجها , ومن الواضح أن هذا ما تريده هي " وسحبت ذراعها من يده مرة أخرى .
قال:" إنني زوجك أنت ِ طول الحياة , فاجعليه زواجاً ناجحا يا حبيبتي . لقد سبق وأخبرتك أنني أتشبث بما هو لي , وأنت ِ لي , فافهمي هذا جيداً . إن ساندي ستتركنا قريباً ولكنك ستبقين هنا وستبقين على الدوام , بعيدة عن ستيفن كاسيدي "
استدار تاركاً الغرفة بسرعة . بقيت ستيفاني واقفة حيث هي وقد أذهلتها قوة غضبه . وأنصتت إلى وقع خطواته تهبط السلم وعلمت من انصفاق الباب الخارجي . أنه خرج من المنزل . وبعد ذلك بدقائق سمعت همهمة أصوات من الشرفة ولكنها رفضت التصنت . لقد أوضح لها كل شيء فهي لا تريد أن تسمع المزيد .
كان الجو عل العشاء متوتراً , وتناولت هي طعامها بصمت , وحاولت جاهدة تجاهل الحديث الذي دار حولها . ونظرة منها على الشرفة , قبل العشاء أنبأتها أن فسائل الورود قد اختفت . ما الذي فعله جون بها يا ترى ؟ كانت ساندي تتحدث بحماس عما رأته في رحلتها هذا النهار , كما حدثتهم بأقاصيص مسلية عن ملبورن ....وبقي ألبرت صامتاً بجانب ستيفاني , ولكن جون كان يضحك لنوادرها الشيقة , كما أخذ هو أيضاً يحدثهم بأقاصيص عن الأيام القديمة في مزرعة راوستين . وقالت ساندي لألبرت بمرح , وهي تنهي عشاءها , بعد أن تجاهلت ستيفاني طيلة عشاءها : هل لك أن تساعدني على تحميم سارة يا ألبرت ؟ إنها بنفس القذارة التي كنا نحن عليها عندما عدنا من رحلتنا عصر اليوم "
فألقى نظرة خاطفة على ستيفاني , ولكن نظراتها كانت مسمّرة على صحنها . فأجاب :" بكل تأكيد . ويمكننا أن نقرأ لها قصة بعد الاستحمام . فهي قد أحبت ذلك الكتاب الذي أحضرته لها "
عضت ستيفاني شفتها تمنع نفسها من قول أي شيء , لم يكن لدى سارة أي لعب , قبل مجيئها هي , ولكنه لم يسبق أن ذكر شيئاً عن الدمية والأحجار التي اشترتها هي لها . إنه يذكر فقط هدايا ساندي .
بعد الانتهاء من غسل الأطباق , خرجت ستيفاني إلى الشرفة وكانت خالية , فقد كان جون في المكتب , وألبرت وساندي مع سارة في غرفتها . وجلست على الكرسي الهزاز لحظة محاولة تهدئة أعصابها . ما الذي جعل الأمور تسوء بهذا الشكل في هذه المدة القصيرة ؟ ودون أن تفعل هي شيئاً
وأخيراً نهضت متجهة نحو الاصطبل , وهناك أخذت تفتش حول الأبنية الخارجية على أن وجدت فسائل الورود ملقاة على كومة من السماد . فأبعدتها عن مكانها هذا برقة وأسندتها إلى جدار الاصطبل , كان قد انكسر منها عدة أغصان , عدا ذلك كانت النباتات ما تزال صالحة , وقررت أن تعيدها غداً
وأثناء عودتها إلى المنزل ترددت حين سمعت صوت جون على الشرفة . وعندما أجابته ساندي , استدارت ستيفاني داخلة على المنزل من باب المطبخ , حيث صعدت بهدوء إلى غرفة النوم . كان من المستحيل أن تبقي رحلتها إلى المدينة سراً عن ساندي , وهكذا لم تحاول ستيفاني ذلك . وعلى الفور , بعد الإفطار , استقلت السيارة متجهة بها نحو الاصطبل حيث وضعت النباتات في المقعد الخلفي . ثم وقفت بجانب المنزل حيث حملت سارة معها . وعندما رأت ساندي تنظر إليها بدهشة . أخبرتها بهدوء أنها ذاهبة لتأدية مهمة قصيرة ثم انطلقت .
عادت إلى المنزل عند العصر . فقد تعمدت التأخر في مدينة أديلايد , حيث زارت محل بيوتي فلاورز , وذلك لكي لا تمضي وقتها مع ساندي , وكانت تريد أن تعود قبل عودة ألبرت فقط كان من الأهمية بمكان أن هي التي تخبره عما فعلت وليس ساندي .
عندما وصلت ستيفاني , كان المنزل يبدو مهجوراً فحملت سارة إلى المطبخ حيث ابتدأت في تحضير العشاء وأخذت الطفلة تعبث على الأرض بينما حرصت ستيفاني على انتظار ألبرت ولم تشأ التفكير في ما قد يكون تصرف عندما يعلم بما فعلت , كانت تريد فقط أن تكون وحدها معه . وعندما أطلّ ممتطياً صهوة حصانه , كادت تصاب بالذعر . وأخذت تراقبه من نافذة المطبخ وهو ينزل عن الحصان ثم يدخله الاصطبل , ومن ثم يتجه نحو المنزل مغبراً , متعباً رائع الجاذبية . أخذت تنظر إليه إلى ان اقترب داخلاً المطبخ , عند ذلك استدارت تواجهه " ألبرت " هل كان ذلك الصوت الخائف صوتها ؟
فابتسم لها ثم انحنى ليرى سارة . تنحنحت ستيفاني وهي تتقدم نحوه قائلة بسرعة :" ألبرت . لقد أعدت فسائل الورود"
نظر بحيرة قائلاً :" ماذا ؟" ونهض ببطء إلى أن وقف مشرفاً عليها , وهو يسأل :" ما الذي تعنيه بقولك أنك أعدت الفسائل ؟"
فنظرت إليه تجيبه :" كانت نباتات رائعة الجمال وما كان ثمة حاجة إلى رميها لمجرد أنك لا تحب مرسلها , لقد أعدتها إلى محل بيوتي فلاورز "
فقال :" ظننت أن جدي رمى بها بعيداً "
فقالت :" لقد ـعدتها من حيث رماها "
قال أعدتها ؟ هل تعني لك ِ تلك الورود كثيراً ؟"
قالت :" كلا , إنها لم تكن تعني شيئاً بالنسبة إليّ . ولكنها كانت نباتات جميلة وتعني شيئاً بالنسبة لمن غرسها أياً كان . لقد سرّت صاحبة المحل عندما رأتها حيث أنني لم أستطع استعمالها "
فأخذ يحدق فيها غير مصدق , ثم هزّ رأسه قائلاً :" إنّك ِ امرأة عنيدة الرأس . ماذا تظنينني فاعلاً بك ِ "
ففتحت فاها تحاول أن تجيبه , ولكته كان أسرع منها وهو يقبّل جبينها.
" آسفة , ما قصدت أن أتطفل عليكما " قالت ساندي هذا بعد أن وقفت عند الباب فجأة لدى رؤيتها هذا المشهد .
بقي ألبرت محدّقاً بستيفاني , متجاهلاً ساندي كلياً ثم دون أي كلمة استدار خارجاً من المطبخ متوجهاً إلى الحمام
قالت ستيفاني :" ليس ثمة أي تطفل " وعادت تستدير إلى الموقد لتلاحظ الطبخ وهي تتابع قائلة :" كنت فقط أحيي زوجي بعد فراق النهار "
فقالت ساندي وهي تجلس :" يا له من موقف مؤثر . إنني أتساءل عما إذا كان سيشعر بهذا الحب عندما يعلم أنك ِ ذهبت هذا النهار إلى المدينة لرؤية ستيفن "
فاستدارت ستيفاني تواجهها قائلة بثبات :" لقد سبق وأخبرت ألبرت أنني أرجعت فسائل الورد . وأنني أمضيت النهار في محل بيوتي فلاورز متفرجة على حديقتها آخذة منها نصائح عن الوسيلة لاستنبات الورود في منطقتنا النائية هنا , وإذا كنت ترتابين في كلامي يمكنك أن تسأليها وكذلك بإمكان ألبرت أيضاً . فأنا لم أر أحد"
بقيت ساندي صامتة برهة , تنظر إلى سارة وهي تلعب بالأطباق , ثم سألت :" أليس لديها أية ألعاب حقيقية ؟"
أجابت :" طبعاً , ولكنها تحب الطرق على الأطباق عندما أطبخ "
قالت ساندي بلطف :" عندما تأتي سارة للإقامة معنا , سيكون لها ألعاب كثيرة لا تحتاج معها إلى اللعب بالأطباق "
فنظرت إليها ستيفاني بحيرة وسألتها :" ماذا تعنين ؟" فأجابت :" أعني عندما تأتي سارة إلى ملبورن , ألم يخبرك ألبرت ؟ إنه لا يريدها أن تنشأ جاهلة أهل أمها "
فقالت ستيفاني :" ما كنت أدري أنك ِ قررت أخذها لزيارة جديها , متى سيكون ذلك ؟
أجابت :" لم أقرر بعد , ولكن هذا أمر لا يعنيك ِ في الواقع فأنا خالتها "
قالت ستيفاني :" وانا أيضاً زوجة عمها وعندما تنتهي قضية الحضانة سأكون أمها "
فقالت ساندي وهي تقف قائلة بلطف :" مازال الوقت مبكراً للتحدث عن الحضانة . هل يمكنني المساعدة بإعداد العشاء ؟"
أجابت :" إنّ كل شيء قد انتهى الآن " وأخذت تنظر إليها تفكر في قولها هذا . ماذا كانت تعني بقولها إن الوقت مازال مبكراً ؟ ألم يبدأ ألبرت بعد بإجراءات الحضانة ؟ هل كانت ساندي تلمّح إلى أن ثمة مشكلات بالنسبة إلى الحضانة ؟ وأثناء العشاء , ألقت ساندي قنبلتها عندما قالت :" أتدري يا البرت ؟ أظن أنني سأبقى مدة أطول هنا لأذهب معك في تلك الرحلة التي تخيمون فيها "
فرفع رأسه وأخذ يحدّق فيها بصمت لحظة , ثم أومأ برأسه قائلاً ببساطة :" هذا حسن يمكننا أن نشرع بالرحيل بعد غد . وسنغيب عدة ليال . هل يمكنك امتطاء الخيل طوال تلك المدة؟"
وشعرت ستيفاني بالغثيان . أية رحلة يخيمون فيها تلك ؟ هل دعا ألبرت ساندي إلى رحلة مخيم؟






samahss غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس