:- مرحبا
وطار الحب وماتت العصافير وحتى الوقاحة اختفت امام هذا الصوت الذي يثير فيها كل نوازع القتل لتقول
:- لا اهلا ولا سهلا خير ان شاء الله ؟؟؟؟؟؟
تراجع نبيل مجفلا من ردها الوقح وقال
:- تادبي قليلا يا فتاة
:- اه حقا اتادب معك وهل تعرف انت معنى للادب ؟؟؟؟؟
لم يتحرك من مكانه وهو يرى بان رقيقة المعلم كما كان يسمها والدها لم تعد رقيقة بل صارت كقطعة حديد صدئة تجرح دون وعي او حساب ليقول بصوت حازم
:- نعم تتادبين ومعي انا بالذات ان كان لديك بعضا من احترام فحسب ما اذكر وقبل سنوات قليلة كنت تتشبثين بيدي باكية وانا اعبر بك الشارع
:- اما انا فلم اعد اذكر اي شيء يخصك منذ ان خنت الامانة منذ ان قتلت روح شقيقتي الصغيرة بيديك منذ ان استغللت وضعنا منذ ذلك الحين محوت كل تلك الذكريات عنك
وها هي تعود لذات الجرح النازف من جديد ليقول هو بصوت متهدج
:- الحسنات يذهبن السيئات يا ابنة المعلم وليس العكس الم يعلمنا والدك هذا ؟؟؟؟؟
اختنقت بدموعها وهي تشيح بوجهها عنه ها هو يبتزها بأغلى الذكريات واحلاها ها هو يضغط على نقطة ضعفها المعلم وما يعنيه لكلاهما فقالت وهي تشيح بوجهها عنه
:- كان انت اول من نسيت انت
:- وماذا عنكن امل ؟؟؟؟؟ ها ؟؟؟؟ انا اخطات واجرمت اعلم انني اخطات بل اكره نفسي لانني وللمرة الاولى اخطات لكن ماذا عنكن ؟؟؟؟ هل كنتن منزهات عن الخطا ؟؟؟؟؟ اسما ؟؟؟؟؟ وبعدها ندى
كانت تلك عائلتي الصغيرة انت وشقيقاتك والاميرة عائلتي الامر لم يكن هينا ابدا امل فانتن رغم كل ما حصل تملك احداكن الاخرى تبعدن كل من يقترب بفظاظة اجتماعكن واتحادكن البغيض والحلقة الضيقة التي اخرجتنني منها عند اول اختبار لذا اظن بان بعض الانصاف لن يضيركن ابدا
تنهدت امل وجلست على الارض الترابية قرب موقع العمل للمدرسة ليجلس نبيل بالقرب منها وهو يشيح بوجهه عنها ويقول
:- اتعلمين بان لدي اخت ؟؟؟؟؟؟
ظهرت المفاجأة جليا على وجهها ليكمل قائلا
:- انها تماثلك عمرا وهي رااائعة كما لا يمكنك التخيل ان تمت لي بصلة ولكنها دائمة الغيرة منك ومن ندى
ضحكت امل ودموع لا تعلم لها سببا تغرق وجهها وهي تقول
:- يحق لها ان تغار من ندى لطالما كانت علاقتكما مثارا لغيرتنا كلنا
:- هذا ما لم اتوقف عن قوله لها ان عليها ان تعتاد على كونها الرابعة دوما فهناك قبلها ثلاثة كل واحدة منهن استنفذت مشاعرا كانت من حقها هي وان عليها ان ترضى بالفتات الذي ابقينه بنات المعلم
:- يا الهي لو كنت اخي وقلت لي مثل هذا الكلام لكنت ضربتك باقرب شيء ليدي
تعالت ضحكاته وهو يقول من بينها
:- يا الهي يا فتاة كم كان المعلم رحمه الله مخدوعا بك
:- نعم لقد كان مخدوعا بالكثير
:- امل ؟؟؟؟
:- نعم ..........
:- كيف هي مرام ؟؟؟؟؟؟
التفتت لتواجهه بهدوء لا تعلم من اين تحصلت عليه ولكن الامر مهم بل غاية في الاهمية
:- ما الذي تريده من مرام نبيل ؟؟؟؟ مرام لم تعد كما كانت من قبل اعدك بانك لن تعرفها لن تستطيع تخمين ما يجول بعقلها لذا ان لم تواجه نفسك تصارحها بالحقيقة الواضحة دون مواراة .... لا تقترب منها وانا ارجوك نبيل لاجل المعلم لاجل ندى لاجل كل غال هو عليك لا تقترب منها فهي لن تحتمل المزيد
:- امل انا ......
:- لا نبيل لا بلا تخبطك المعتاد بلا ترددك ولفك ودورانك واجه نفسك وان اتضح ان الامر مجرد شعور بالذنب فلا تقترب ان اتضح الامر انه شوق لايام غابرة فلا تقترب ان اتضح انه شعور بالشفقة فلا تقترب ارجوك نبيل
:- انا احبها امل
شحب وجهها وهي تستمع لما يقول تنظر لملامحه الثابتة على غير العادة تتذكر معها كل ما كان ..... نبيل السند ذاك الحائط الواقف امامهن يصد عنهن كل ما يمكن صده تبحث عن ذكرى عن موقف لا يكون هو فيه بطلا متسيدا فلا تجد والان ها هو يعترف لها وبكلمات واضحة وصريحة بما يريد
:- لا نبيل انت لا تفعل
:- بل احبها امل احبها بكل ما تبقى لدي من مشاعر بكل الشغف الذي اختزنته لاسما بكل الحب الذي تمنيته لندى بكل الشوق لان اكون فردا من عائلة المعلم احبها بكل تلك المشاعر المتجمعة واحسبي الناتج انت قد اشعر بالذنب لما فعلته معها قد اشعر بالشفقة لحالها الذي لا تستحقه ابدا ولكنني لست نادم على اي مما حصل لا فكل تلك الطرق اعادتها الي وضعتها من جديد بطريقي وكانها النهاية المنطقية لفصول تاهت وتاهت بحثا عن نهايتها الامر انني اريدها امل واريدك ان تساعديني لاجل ذلك اعلم بان رصيدي لديك صفر اعلم بان ولائك كان وسيبقى لشقيقاتك اعلم كل هذا ومع ذلك انا اجازف بما اطلبه منك لا لشيء سوى لخيط لا منقطع من ذكريات جمعتنا وكان المعلم هو المبارك والراعي لها لاجل ذلك فقط
لم ترد بشيء وهي تنهض مغادرة المكان وعقلها يضج بافكار لا حصر لها ما الذي عليها ان تفعله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
|