عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-17, 09:24 PM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\

الـسلام علـــيكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
الجــــــــ السابع ــــــزء

في بيت ام فهد..
كانوا جميعهم يجلسون حتى اسامة معهم وهو يتثاءب باستمرار من النعاس.. فقد اصرت عليه أم فهد أن يبقى مستيقظا على الأقل إلى المغرب ليعتدل في نومه
نظر إلى فهد: ستتزوج يا هذا اخيرا بعد طول انتظار ...؟
فهد هز رأسه: غير واضح بعد
ام فهد بدهشة: كيف غير واضح؟
فهد: ترقبوا فسخ الخطبة في آخر لحظة.. لا داعي للتحضيرات والتجهيزات المبالغ فيها هذه..
ام فهد بصدمة: مالذي تقوله؟
فهد تنهد: بصراحة.. انا لا انوي الزواج من هذه الفتاة.. لا داعي لأن تدعي الناس الى الحفل وما شابه فقط اريده ان يكون درسا لها.. لتعرف كيف تكون الخيانة..
ام فهد بصدمة: أي خيانة مالذي تقوله؟
فهد يرى هاتفه الذي يرن باسم شيماء: شيماء يا امي خائنة طلبت مني ان افسخ الخطبة لتتزوج بابن خالتها، لأن والدها يرفض اذا قالت هي انها لا تريدني ..
ام فهد: مالذي تقوله؟
اريام بصددمة: يعني انك اصبحت حرا؟
فهد نظر إليها ورفع حاجبه: حرا؟ وما شأن هذا الآن ؟
اريام ضحكت بتوتر: لا فقط.. لا ادري.. بيني وبينك شيماء لا تليق بك كنت اكرهها ولكني سكت لانك تحبها
ام فهد: أنت تمزح صحيح؟
فهد: لا امي اقسم اني جاد، هذا الزواج لن يتم،،
ام فهد قهرت: الكلبة.. لو انك قلت لي لـ...
فهد قاطعها بابتسامة تطمئنها وهو يخرج: لا تقلقي امي انا لا تهمني فقط اريد تأديبها، انا سأنهي هذا الأمر الآن انتم فقط لا تنشغلوا بامر الحفلة لانها لن تتم وفقط..
وخرج
ام فهد بغضب: كيف هذا الا تخجل هذه الفتاة
اريام بقهر: كنت لا ارتاح لها ولا احبها ولكني سكتت لأنه يحبها.. سحقا
اسامة يحمد لله: والله الحمد لله انني اكره النساء مسبقا..
مريم التفتت إليه: لماذا تكره النساء؟
اسامة: خائنات..
مريم بسخرية: وكانكم عصافير البراءة
ضحك اسامة: انظري إلى زوجة فهد..
مريم: هي الخائنة وما شأننا نحن؟ ثم أنها خانته مع رجل آخر .. لو أن هذا الرجل كان رجلا حقا لما فكر أن يقيم علاقة مع امراة مخطوبة مقبلة على الزواج.. بامكانك ان تجد الخيانة في كلا الطرفين، لكن بنظري الرجال هم اكثر خيانة فأغلبهم لديهم أعين زائغة اما المرأة فمهما بلغت من القوة الا انها ضعيفة امام الرجل.. قليل ان تجد امراة خائنة ولا يمكنك انكار ان الرجال اكثر خيانة عن النساء..
اسامة: حسنا ربما يكون الرجال اكثر خيانة ولكن ما الاسباب المؤدية لهذا؟
مريم: دعنا من الاسباب نحن نتكلم عن الخيانة والوفاء..
ام فهد: دعكم من هذا الحديث عديم الفائدة وفكر في حل لأخيك
اسامة: والله ما من حل مع امرأة خائنة
مريم بحقد: تطلب منه فسخ الخطبة وكأنه شيء عادي تطلبه من خطيبها ، وقحة
اريامم : حزنت على اخي ولكن الحمد لله لقد تخلصنا منها.. لم اكن احبها على الاطلاق
ام فهد وهي تقف: اسامة قم اوصلني إلى بيت خالتك علي ان اتحدث معها
اسامة باستياء: امي ينتابني النعاس سنتعرض لحادث لو قدت السيارة بهذه الحالة.. دعيني اذهب وانام
ام فهد بغضب: قم اغسل وجهك ولا تناقشني.. لن تنام اليوم الا في الليل مثلنا
اسامة تنهد وسكت ..
لبست ام فهد ونزلت
اريام: هل نذهب معك ؟
ام فهد: لا
وخرجت مع اسامة وهو يتململ ويحاول التهرب ولكنها جرته بقوة واخذها قسرا..
في هذه اللحظة رن الجرس
اريام بكسل: من سيأتي الآن؟ مريم افتحي الباب
مريم: لكني لا اعرف احدا؟
اريام: ومالمشكل في هذا؟
تنهدت مريم وتوجهت ناحية الباب وفتحته، رأت امراة اطول منها قليلا..
مريم بابتسامة: نعم تفضلي
الفتاة ابتسمت بارتباك: مرححبا..
مريم: اهلا بك تفضلي..
الفتاة بتوتر: هل لي أن اعرف من تكونين؟ اقصد.. هذا بيت فهد اليس كذلك؟
مريم هزت رأسها: نعم نعم هو.. تفضلي..
ودخلت معها
الفتاة: ربما لم تعرفيني لأني لم اعرفك انا ايضا؟ انا شيماء خطيبة فهد
مريم بقيت تنظر إليها بصدمة: ماذا؟
الفتاة بترقب: انت ابنة خاله؟ اعرف جميع الفتيات الا ابنة خاله اظن ان اسمك حلا؟
مريم نظرت إليها بقهر: لا لست حلا انا مريم.. ابنة خالته الاخرى.. الجزائرية
الفتاة بصدمة: من ؟
مريم ببرود: فهد غير موجود..
الفتاة ارتبكت من نظراتها: هل لك ان تتصلي به؟ انه لا يجيب على اتصالاتي وعلي ان اتحدث معه في موضوع هام، ضروري جدا
مريم هزت رأسها وخرجت وشيماء قهرت من تصرفها معها ..
مريم تنظر إلى اريام: أريااام لقد جاءت شيماء..
اريام التفت اليها بصدمة: شيماء؟
مريم هزت رأسها: اجل تريد فهد تقول انه لا يجيب على اتصالتي وما شابه تريد ان تتحدث معه
اريام وقفت وتوجهت معها ناحية المجلس: ما هذه الوقاحة.. تأتي إلى هنا..
دخلت اريام المجلس و سلمت عليها ببرود وقالت: فهد غير موجود
شيماء: هل بامكانك ان تتصلي به؟
اريام نظرت الى مريم: اتصلي به
مريم هزت رأسها واخرجت هاتفها الجديد من جيبها واتصلت به وردّ هو: اووه مريم تعلمت كيف تتصلين؟
مريم ضحكت: اجل تعلمت، اا فهد اين انت؟
فهد استغرب: لماذا؟
مريم بارتباك: شيماء.. هنا في البيت وتريد ان تتحدث معك
فهد بصدمة:شيــمااء؟
مريم: اجل.. هل ستأتي؟
فهد سكت يفكر قليلا ثم ابتسم بهدوء: لتنتظر قليلا او دعيها تذهب لدي عمل سأحله اولا
مريم بانصياع: حسنا
واقفلت الخط ونظرت إليها : يقول لدي عمل انتظري قليلا او اذهبي
هزت رأسها: سأنتظر.. اجل اريام كيف حالك؟
اريام بهدوء: بخير الحمد لله..
شيماء سكتت وهي تستغرب تصرف اريام معها وهذه الفتاة من؟ ولماذا يعاملنني بهذه الطريقة؟ هل يعقل ان فهد اخبرهم بما يجري بيننا؟ سكتت وكأن هذه الفكرة لم تعجبها.. وأحست بأنها فتاة وقحة بنظرهم وازعجها هذا الشعور.. طال انتظارها في وسط هذا الهدوء وافكارها تأخذها لمكان بعيد إلى عند حبيبها الذي يتوعد فهد الذي لم يفسخ الخطبة ..
قطع هذا الصمت والانتظار الطويل صوت شيماء المتردد تخاطب مريم: عفوا
التفتن لها...
مريم: نعم؟
شيماء بتساؤل: من أنت؟
اريام: ابنة خالتي.. خالتي سارة ،، تسكن في الجزائر
شيماء بدهشة: حقا؟ لاول مرة اعرف عنك لم يخبرني عنك فهد مسبقا ابدا
مريم هزت رأسها وسكتت
سمعو صوت سيارة تدخل إلى الحديقة ..
شيماء بتوتر: هل هو فهد؟
اريام: لا ادري ربما اسامة
ثم سمعوا صوت باب البيت الداخلي يفتح ودخل فهد إلى المجلس وهو يتنحنح
شيماء وقفت بسرعة: فههد اين انت اتصل بك ولا تجيب لماذا؟
فهد نظر إلى اريام ومريم وفهمن.. خرجت من المجلس بدوء ووقفن عند الباب يسترقن السمع..


فهد بجمود: مالذي تريدينه؟
شيماء: لماذا لم تفسخ الخطبة إلى الآن؟
فهد بسخرية: لا اريد التفريط بخائنة ؟
شيماء بهدوء: فهد انظر الوضع جاد، كنت اظن أنك ستتفهم وتتركني بسهولة ولكنك لم تفعل وتصر على إتمام هذا الزواج
فهد يقاطعها: أجل ولكن ليس حبا بك..
شيماء: لماذا اذا ؟ لا افهم تصرفك هذا؟ لماذا لا تزال ممتمسكا بي ؟
فهد: لكي لا تحصلي على ما تريدين .. فقط.
شيماء: ولكن لمــــــاذا؟
فهد ببرود: كي تدركي أن الدنيا ليس لعبة بيدك،، ستكونين زوجتي انا ولا احد غيري ولن تعيشي مع حبيبك بهناء ..
شيماء بغصة: لماذا تفعل هذا؟
فهد ابتسم: مكرا بك
شيماء ببكاء: فهد ابن خالتي لن يتركك وشأنك.. انه يتوعدك لأنك رفضت فسخ الخطبة..
فهد بازدراء: لا بأس انا مستعد لأي شيء... دعيه يواجهني ..
شيماء برجاء: فهد ارجوك انه سريع الغضب واذا اخبرته أنك ترفض فسخ الخطبة س...
فهد يقاطعها: ليفعل ما يريد .. حتى اخبريه انني اعلنت الحرب ولا أبالي.. انه مجرد انسان قذر عديم الشرف مثلك لن يستطيع فعل أي شيء.
شيماء بمحاولة اخيرة: فهد ارجوك.. انا احبه واريد ان اواصل حياتي معه ارجوك..
فهد بلا مبالاة: وانا لن أدعك تواصلين حياتك معه.. قلت لك أحب المكر..
شيماء: هذه ليست اخلاقك
فهد: متى عرفت أخلاقي أنت لتحكمي؟
شيماء: لن يدعك.. انت لا تعرفه
فهد بملل: قلت لك اعلنت الحرب، ولا يطلق النار الا من هو مستعد للاصابة بها، وليكن بعلمك أنا لن افسخ الخطبة ، لا تريديني ابذلي جهدك لتفترقي عني، وإذا تم عقد القران بعد ثلاث ايام سأحرمك حتى من الكلام عن هذا القذر..
شيماء بقهر: فهد لم اعهدك هكذا ..
فهد يقاطعها: الان بإمكانك الذهاب.. واعانك الله على ما ينتظرك..
شيماء لم تفهم: ماذا؟
فهد بابتسامة جانبية: إلى اللقاء..
وخرج ورأى مريم واريام يقفن عند الباب يسترقن السمع وضحك: لو لم أكن في مزاج جيد الآن لأريتكن ما هو استراق السمع على "واشار على شيماء بازدراء" فهد وزوجته
مريم واريام نظرن إليه بفشل وهو تجاوزهم وصعد إلى الأعلى
خرجت شيماء بدون كلام واريام نظرت إلى مريم بانتصار: ستسعد سمر.. لابشرها
مريم: يالك من سخيفة، لا تفكرين في أخاك تقولين انه كان يحبها.. وقد خانت وبكل قوة تطلب منه فسخ الخطبة وترجوه ايضا، اي وقاحة هذه، اهكذا يُقابل الحب ؟ بالغدر والخيانة
اريام: لا تشغلي بالك سمر ستجعله ينساها..
واتصلت بها
وردت سمر بصوت نائم: الـو
اريام بضحكة: عندي لك خبر بمئة شطيرة
ضحكت سمر واستقعدت: ماهو؟
اريام بغرور: ماذا ستعطيني أولا؟
سمر: هيا قولي أولا اذا كان يستحق سأعطيك ما تريدين
اريام: يستحق يستحق.. تخيلي... فهد..... انفصللل عن شيمااااااء
سمر بصدمة: مااااااااااذا؟
اريام تضحك: اقسم لك، لقد كانت هنا، لم افهم لماذا قال لها أنه لن يفسخ الخطبة مهما حدث، وقبل قليل كان يقول لأمي أن تتوقف عن التجهيز لأن عقد القران لن يتم.. لقد أكد ذا لأممي لهذا انا متاكدة..
سمر بصدمة: كيييف حدث هذا؟
اريام اخبرتها الحكاية كما تعرفها هي ومريم تركتها وصعدت إلى الأعلى..
خرجت إلى الشرفة وهي تتنهد..
التفتت إلى اليمين رأت فهد يجلس في كرسي شرفته ويضع سماعاته في أذنيه ويضع رجل فوق رجل ويقرأ كتابه ويعطيها ظهره،
ابتسمت وتوجهت إليه: وكانك لست انت من تعرضت للخيانة..
سكتت ولم يجبها..
احست أنها قالت كلمة غير لائقة وحاولت التبرير: فهد..
لم يجبها..
مريم باستغراب: فهههد، الا تسمعني؟
لم يجبها ولم يلتفت ناحيتها وهو مندمج مع كتابه
مريم وهي تقف على اطراف اصابعها وتميل عليه من وراء جدار شرفتها لتصل اليه وتلوح بيدها لينتبه: ففهههد
ولا جواب منه لا يسمعها حتى..
اخذ فنجان القهوة يترشف منه وأعاده مكانه واكمل قراءته
ضحكت ورجعت إلى داخل غرفتها ثم تنهدت: كيف يحبها ولا يتأثر بخيانتها ؟ عندما رأيت بشير مع تلك الفتاة جن جنوني اردت قتلها وقتله.. تبا لك يا بشير
جلست على الكرسي أمام المرآة وافلتت ربطة شعرها المنكوش وبدأت تسرحه وهي شاردة الذهن.. ثم ابتسمت: انا اشبه امي.. اشتقت إليك يا امي.. ليتك كنت معي الآن.. ولكن الحمد لله على هذا الشبه، كلما اشتت غليك نظرت إلى نفسي في المرآة لتذكر ملامحك
تركت المشط ووقفت مجددا .. خرجت إلى الشرفة وبقيت تتأمل شجرتها
صعدت أريام وهي تمضغ ثم قررت أن تسأل فهد..
طرقت باب الغرفة ولكن لم تسمع منه رد، دخلت إليه وتوجهت إلى الشرفة ورأته يجلس بروقان ويقرأ كتابه..
ضحكت وقالت وهي تهزه من كتفه: فهد الجو بارد مالذي تفعله
فهد انزل السماعات من اذنه: ماذا تريدين ؟
اريام: لماذا قلت لأمي أن الزواج لن يتم واخبرت شيماء انك لن تفسخ الخطبة؟
فهد: هكذا فقط..
اريام: كيف هكذا ؟
فهد ببرود: اوهمتها اني لا انوي التراجع ولكن قبل أن ارجع الى البيت اليوم تكلمت مع والدها، اخبرته بكل ما حصل ولماذا تراجعت عن الزواج،
اريام بدهشة: اخبرته بكل شيء؟
فهد هز رأسه: اجل ، ليس بيدي ان اعاقبها على ما فعلته ولكن والدها يستطيع،
اريام: كم انت شرير.. لماذا اخبرته سيقتلها بالطبع
فهد بعدم اكتراث: لو انها كانت تخاف منه لما فعلت هذا، لتتحمل نتيجة ما فعلته انا لست لعبة تتسلى بي كما تريد ثم ترميني وتواصل حياتها بسعادة..
اريام: محق..
فهد وضع سماعاته مجددا: حسنا اذهبي الآن
اريام خرجت: اصبحت اخاف منك لم سمعها وخرجت اريام وهي تهز كتفيها بعدم اكتراث: بارد..

في الجزائر..
في مدينة القبائل الامازيغ تيزي وزو.. فوق احد التلال المكسوة بالرداء الابيض من الثلج..
كان سليم في بيته أمام المدفأة وفوق فخذيه يجلس ولديه حياة ورامي..
وبجانبه زوجته وئام تنظر إليه كيف يروي احدى بطولاته في الجيش واولاده يستمعون إليه بحماس وهي تبتسم بحب
" يتحاورون فيما بينهم باللغة الامازيغية "
رامي يصرخ بحماس: وقتلته؟
سليم يضحك: لا لم اقتله.. نصبت له وجماعته كمين ..
رامي بحماس: هل علقت له شبكة في الشجرة؟
سليم يضحك: لا هذه تكون في الرسوم المتحركة فقط.. حاصرته انا وجماعتي واستدرجناهم
رامي صفق: يعيييش بابا
سليم يضحك وو يعانقه بقوة ويداعبه بيده على شعره الاشقر: انت تؤكل تؤكل يا رامي هل آكلك؟
رامي يضحك: لااا لا تأكلني اريد ان اكبر واصبح جنديا مثلك
سليم وهو يضحك: عظة واحدة فقط
رامي: لاااااااااا
حياة مدت له يدها ببراءة وبلهجة غير مفهومة خاصة بالأطفال: ولكن عظة واحدة فقط !
ضحك سليم واخذها هي الأخرى يقبلها بقوة: انت آكلك كاملة ولا اشبع منك..
حياة ضحكت بغنج وهو يقبلها وتضحك تريد ان تفلت من تحت ذراعيه.. وهربت إلى عند امها وهي تضحك: اامممي يريد ان يأكلني
امها عانقتا وهي تضحك: يمزح معك لن يفرط بك..
حياة: أمي احكي لنا حكاية انت ايضا
وئام: لا اعرف..
حياة: هيااا امي ارجوك
وقف سليم: انا سأخرج ..
وئام: انتظر، هناك بعض الاغراض اريد منك ان تحضرها معك
رامي: ابي ساذهب معك
سليم ننظر إليه: لا الجو بارد.. ابقى هنا..
رامي باستياء: ولكن يا ابي ....
سليم بحدة: قلت لك لا.. ابقى هنا ستمرض..
رامي: ولكن لا تتأخر
سليم: اجل لن أتاخر..
بعد ان اخبرته وئام بما ينقص لبس معطفه وخرج ..
صعد سيارته ومشى..
توجه ناحية وسط المدينة وعلق في الزحام.. تأفف بنفاذ صبر ودخل في احد الشوارع الفرعية.. كانت شوارع نظيفة وجميلة يغطي الثلج اسطحة بيوتها، رأى ان الشارع فارغ ولا حركة فيه، فـزاد في سرعته علّه يتدارك بعض الوقت الذي اضاعه في وسط الازدحام، ولكن فجأة ظهرت أمامه شابة لا يدر من أين خرجت أمامه وكأنما خرجت من العدم في ال19 من عمرها ..

في وسط صدمته بظهورها المفاجئ حاول الابتعاد عن الطريق وتخفيف السرعة بيد انه لم يدس على الفرامل خوفا من انقلاب السيارة من فرط السرعة.. اما الفتاة واقفة في وسط الطريق تنظر إليه بصدمة لا تعرف ماذا تفعل او اين تذهب من الصدمة، اثناء وقوفها لم تفكر في شيء إلا الموت في هذه اللحظة.. اغمضت عينيها بشدة وهي تحاول تلفظ الشهادتين..
اما سليم في وسط ارتباكه ورجفة قلبه التي تملكته في رمشة عين استطاع بطريقة ما تغيير مساره عن الفتاة ..
نجت الفتاة من الموت المحتم وهي لا تزال واقفة في وسط الطريق تغمض عينيها تنتظر اصطدام السيارة بها لا تستطيع الحراك وكأن جميع خلايا جسمها فقدت قدرتها على العمل وتوقفت نهائيا..
اما سليم الذي غيّر مساره عن طريق الفتاة اصطدم بالعمود الكهربائي المصنوع من الاسمنت المسلح فوق الرصيف بجانب احد البيوت ولحسن الحظ انه لم يصطدم بجدار البيت..
فقدت الفتاة قدرتها على الوقوف وسقطت على الارض واجهشت بالبكاء بعدما استوعبت انها لا تزال على قيد الحياة..
توقف قلبها للحظة ادركت فيها معنى الموت وربما شيء بسيط فقط عن الموت..
اما سليم اغمض عينيه بقوة ونزلت دمعة من عينيه حرقت خده وهو يحمد ربه انه لم يعلّق روح انسان في رقبته..
على الرغم من ان قلبه كاد ان يتوقف من الصدمة المفاجئة وجبيينه الذي اصطدم بمقود السيارة بدأ ينزف، الا انه التفت إلى الفتاة علّه يرى ماذا حل بها ولكن لم يستطع رؤية شيء من الزجاج المتصدع..
فتح باب السيارة ويداه ترتجفان وتوجه نحوها برجلين بالكاد تستطيعان تحمل ثقل جسده ..
جلس امامها وهي تبكي بقوة واراد ان يتكلم ولكن لم يستطع اخراج صوته .. كل شيء فيه يختلج.. حتى شفتاه تختلجان مما حدث للتو.. يحس بحرارة عالية اكتسحت جسمه

رفعت رأسها وظهر وجهها الغارق بدموعها وقالت وهي ترتجف وبصوت متقطع : ك....كنت.... سأموت..... سأموت وأنا لم اجهز نفسي للموت بعد...
ثم غطت وجهها بيديها مجددا وبكت بحرقة: لم... لم استعد للموت ، بماذا سأقابل ربي.....
بقي ينظر إليها بصدمة وبلحظة عاد عليه شريط حياته هو الثاني وهلت دمعة اخرى سقطت من عينه..
حااول التكلم ولكن هيهات.. صوته اختفى وخارت قواه الجسدية.. جلس على الارض المبللة باستسلام.. ارتخت اكتافه وذراعيه ايضا

خرج الجيران وصاحب البيت الذي توقفت بجانبه السيارة.. صدم من السيارة وشكلها وهي امام بيته.. ورأى سليم وزوجته في وسط الطريق ويستطيع سماع بكائها ونحيبها..
ركض باتجاهها صدمة وهو يصرخ: نســـــــريــــــــن
وجلس على ركبتيه بصدمة وهو يهزها وامسك وجهها بين يديه مصدوم: مالذي حدث؟ مابك؟ هل انت بخير؟ نسرين هل انت بخير ماذا حدث هل صدمتك السيارة؟
والتفت إلى سليم وصرخ بجنون: مالذي حدث؟
نسرين وهي تبكي عانقته بقوة وصرخت تبكي اقوى من ذي قبل: كنت سأموت...
عانقها بقوة ومسح على شعرها مصدوم: حسنا اهدئي الحمد لله انك بخير عزيزتي الحمد لله.. اهدئي ..
احد الرجال رفع سليم عن الارض: هل انت بخير يا اخي؟
ما استطاع الا ان يهز رأسه بالايجاب وهو ينظر إليها
تجمع الناس حولهم.. استطاع سليم ان يخرج من حالة الصدمة قليلا.. والفتاة اخذنها النساء جيرانها الى البيت يهدئنها ويحاولن تخفيف الصدمة عنها..
اما زوجها بقي ينظر إلى سليم بنظرات غريبة لا احد استطاع تفسير معناها..
سليم بهدوء: اعرف انني مخطئ.. ولكن الحمد لله انها مرت بسلام
الزوج بحنق: كانت ستموت هل تعي هذا؟ كنت ستقتلها...
سليم هز رأسه بندم: اعرف.. ساتحمل كامل المسؤولية.. انا المخطئ والحمد لله.. الحمد لله على لطفه بنا .. الحمد لله
الزوج: الحمد لله اجل، ولكن..
سليم قاطعه: اعرف خطئي قلت لك.. لقد تداركت الموضوع انا المخطئ وادركت خطئي.. وسأتحمل كامل السؤولية فققط لا داعي للاطالة. .
الزوج بغضب: هل تعرف انني اذا اشتكيت بك سوف....
سليم يقاطعه بنفاذ صبر: يا اخ قلت لك لا داعي للاطالة.. لم يتضرر احد هنا.. دعنا لا نطيل الامر..


نتركهم في نقاشهم ونرجع الى السعودية
تغير الجو البارد إلى جو عاصف، تهب رياح قوية محملة ببعض الرمال..
.. جو يبعث في النفس الراحة والطمأنينة.. فهد كان يستمتع بتلك اللحظات الهادئة ما قبل العاصفة وبعد ان شعر بالرياح بدأت تقوى اغلق شرفته ودخل إلى الدفئ وقد انهى قراءة كتابه.. وضعه على الطاولة واستعد للخلود إلى النوم فهذا الجو يجعل الفرد يشعر بالخمول .. دخل تحت غطائه واغمض عينيه لا يريد أن يفكر في أي شيء وينتظر النوم..
ولكن هيهات فلا نوم له وقد أخذته أفكاره إلى عند شيماء،، تلك التي أحبها او أوهم نفسه أنه قد احبها.. تذكر وجهها وهي ترجوه على فسخ الخطبة وقد ازداد كرهاً لها في داخله وحقدا.. ولم يندم لحظة أنه اخبر والدها بكل ما حصل بالتفصيل الممل.. وتركه ينتظر رجوعها للبيت في غضب شديد
اما اريام كانت في غرفتها تشاهد احد افلام الرعب وتضع السماعات في أذنيها على أعلى صوت ومندمجة مع الفلم بكل حواسها..
اما عن مريم فكانت تجلس في سريرها و تتصفح احد الكتب.. احست بنسمة باردة لفحتها لأنها تركت الشرفة مفتوحة .. وسمعت صوت ارتطام باب الشرفة بالجدار مرات عديدة ولكنها تجاهلته.. ثم شعرت بالبرد على الرغم من انها تحت غطائها السميك ..
وقفت لتغلقها ولكن جذبها شكل الاشجار وحفيفها .. ابتسمت ورفعت نظرها إلى السماء .. مليئة بالغيوم الرمادية وتبدو كأنها تنبئ بقدوم عاصفة قوية
اعجبها الجو ونظرت إلى شجرتها وقالت: اعانك الله يا شجرتي اصمدي سيمر الشتاء قريبا..
سكتت لحظة ثم اردفت: لا تغتري بقوتك انا ايضا قوية بما يكفي ولا يمكن لريح عاصفة أن تؤثر بي، انظري ها قد تغيرت حالتي جذريا من دار للايتام في قصر واهل لا مثيل لم، وقد اعتدت وتأقلمت مع الوضع سريعا
وهبت ريح قوية هبت معها الشجرة وكأنها تجيبها ومريم احست بالبرد وبددأت ترتجف: هيا اتركك على خير يا شجرتي للاسف لا استطيع فعل اي شيء لك والا كنت حميتك من هذا البرد..
التفتت لتدخل ، ولكن بالضبط في لحظة دخولها من بين بابي الغرفة هبت ريح قوية اغلقت البابين عليها واصيبت في كتفها وصرخت بألم وهي ترتد إلى الوراء: آآآآآآآآآ كتفي
نظرت إلى كتفها وهي تتألم بقوة والدموع تجمعت في عينيها: بسم الله..
رجعت تمشي إلى الداخل ولكن الباب أبى أن ينفتح..
صرخت بألم وهي تهزه بيدها الثانية: انفتح لماذا علقت الآن.. تبا لك انفتححح.. آآآآي كتفي..
واصلت هز الباب ولكنه لا ينفتح فقد اغلقته الرياح ويبدو أنه قد أغلق من الداخل..
لم تجد ماذا تفعل، نظرت من الشرفة إلى الاسفل ولكنه بعيد لا يمكن القفز إلى الحديقة..
التفتت إلى شرفة أريام: سأدخل من هنا،، آآآه كتفي.. يبدو أن ذراعي قد انكسرر..
كانت الشرف متفرقة يفصل بينهما فراغ بطول نصف متر وكل شرفة محاطة بجدار سميك مزخرف بالزخارف الرومانية القديمة..
وقفت عند الجدار المجاور لشرفة أريام ولكنها خافت أن تقفز لأنه هناك فراغ وبمجرد ما ان تنظر إلى الاسفل وهي تفكر في القفز تهاب .. صرخت: أريااامممممم
ولكن لا حياة لمن تنادي.. اريام كانت مندمجة مع الفيلم.. تسمع صوت صراخ ولكنها تظن أنه في الفيلم.. لأنه بطبيعة الحال فيلم مرعب ومليئ بالصراخ..
مريم بقهر وهي تتألم: أرياااااااااااااااااام
سمعها فهد الذي جافاه النوم.. ووقف ليرى مالذي يدعوها للصراخ بهذه الطريقة
فتح باب الشرفة خاصته ولفحته نسمة ريح قوية وقال وهو يغمض إحدى عينيه يتفادى الغبار: مريم مالذي تفعلينه في الخارج في هذا الجو؟
مريم التفتت إليه ببكاء: لقد قُفل الباب لا استطيع الدخول..
فهد بدهشة: كيف قفل؟
مريم وهي تمسك بكتفها وتتألم: لا ادري اقفلته الرياح.. افتحه ارجوك
فهد هز رأسه: حسنا انتظري..
وهبت نسمة ريح أخرى قوية كادت ان تأخذ مريم معها.. وتمسكت بالجدار السميك بقوة كي لا تطير مع الرياح..
سمعت صوت الباب يضرب من الداخل وفهد يحاول فتحه ولكنه أبى ان يفتح..
ابعد الستائر وصرخ لتسمع من الطرف الثاني: يبدو أنه مقفل من الخارج افتحيه
مريم تنظر إليه وبرعب: لا ليس مقفل من هنا إنه مفتوح،، ادفعه بقوة مالذي حصل له
حاول فهد مجددا مع الباب.. فكر في كسره لانه زجاجي ولكنه تراجع ..
رجع إلى غرفته وطل على مريم: لا ينفتح، تعالي اقفزي من هنا ستمرضين
مريم هزت رأسها بالموافقة وهي تحبس بكاءها بصعوبة
وقفت بجانب الجدار لتصعد فوقه و تقفز ولكن لا جدوى لا تستطيع الوصول إلى اعلاه.. فطوله يصل إلى اسفل كتفيها قليلا لا تستطيع الصعود فوقه،
فهد: ضعي رجلك هنا
مريم تحاول بصعوبة: لا استطيع
فهد: هنا انها قريبة ضعي رجلك هنا
مريم ببكاء: لا استطيع الوصول إليه
فهد ضحك على ارتباكها وصوتها الباكي: اهدئي مابك ذعرت هكذا... توقفي انزلي انزلي من الجدار انتظري



..
..
يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس