عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-17, 09:26 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


مريم نزلت وعيونها تتجمع فيها الدموع وحمراء فقد دخل فيها الغبار..
دخل إلى غرفته وهي صرخت برعب : انتظر لا تذهب سافقفز ساحاول انتظر
اخذ احد الكراسي وهو يضحك: لم اهرب انا راجع
خرج مجددا إلى الشرفة ورأته يحمل كرسي وفرحت: هل اصعد عليه
هز رأسه ومدها به من فوق: امسكيه
رفعت يديها تمسكه وهي تتألم من كتفها.. وضعته بسرعة وأمسكت كتفها مجددا بألم..
صعدت فوقه وتسندت على اعلى الجدار ومدت له يدها: امسكني سأسقط
امسك يدها بحذر: بهدوء لا تذعري
مريم صرخت برعب: توقف لا تسحبني
فهد: لا اسحبك انت تتوهمين،،
تصرخ مرعوبة: افلتني انت تجرني سأقفز لوحدي
افلتها: تمسكي والا سقطت
حاولت بصعوبة وهي ترتجف ثم جلست في اعلى الجدار وتنهدت براحة: لقد ركبت
فهد وهو يمسك ضحكته: اقفزي الان إلى شرفتي
نظرت إلى الارض من اسفلها ثم نظرت إليه برعب: سأسقط
فهد: لا تخافي قفي فوق الجدار واقفزي إلى شرفتي.. انها ليست بعيدة هيا
حاولت ان تتشجع ولكنها خافت: ماذا لو سقطت؟
فهد: لن تسقطي هيا اقفزي
مريم: انها الرياح ستدفعني واسقط
فهد: ستدفعك قبل ان تحاولي القفز حتى.. هيا قبل ان تشتد الرياح اككثر
تقطب بين حاجبيها بخوف: كييف سأفعل؟
فهد: ماهذا الخوف كأنك لست تلك الفتاة التي تتسلق الاشجار الى اعلاها ولا تخاف من شيء.. لقد خيبت ظني فيك بصراحة.. هيا قفي
مريم برفض: لالالاا اخاف سأسقط وتتفتت عظامي.. افتح لي الباب سأرجع الى شرفتي
فهد تأفف: مريم لقد اكلتُ التراب وانا انتظرك.. بسرعة
مريم بخوف وارتجاف: سأاسسقققط انت لست مكاني والا كنت خفت
فهد امسك ضحكته: اقسم انني سأدخل الان واتركك هنا
مريم برعب: لالالا انتظر لا تدخل.. سأقفز
فهد بتشجيع: هيا قفي
مريم رفعت رجلها المتدلية وحاولت الوقوف فوق الجدار لتستطيع القفز الى جداره.. ولكن هزتها الرياح قليلا فقط وصرخت برعب وجلست مجددا وهي تتمسك بالجدار بقوة وقالت وهي تهز رأسها برعب ودموعها سالت: لالاللاا لن افعل سأسقط
فهد قطب بين حاجبيه وهو ينظر إلى ملامحها الخائفة والبريئة والابتسامة ترتسم على وجهه ثم تمتم بهمس وهو ينظر إليها: أيعقل ان تكون هناك براءة كهذه في هذا الكون ؟
مريم نظرت إليه وهي تمسح دموعها: ماذا؟
فهد تنهد وهو يتململ وصعد فوق جداره بسرعة ووقف فوقه ومد يده لها: قفي
مريم تنظر إليه بدهشة: ستسقط
فهد بتهديد: سأتركك هنا وادخل الان، هيا قفي انا سأمسكك
مريم ههزت رأسها بالرفض القاطع: لا ستسقطني انزل انت انا سأقف لوحدي
ضحك وهو يمسك بالجدار بعدما هبت ريح : سأسقط الان واموت وانت يعذبك ضميرك بعدي وستقولين بسببي ذهب الرجل الكبير
شهقت وبقيت تنظر إليه بصدمة: لا سمح الله،، ايها الغبي,, انزل سأبقى هنا .. او اكسر الباب ودعني ادخل منه
فهد تافف بنفاذذ صبر: مريم هيا اقسم اني ساققفز عندك وارميك إلى هنا..
مريم ضحكت: افعلها سيكون افضل ... لا استطيع الوقوف هنا
فهد: الا تخافين علي؟ سأسقط الآن تعالي
مريم بخوف: اخاف.. قلت لك انزل .. انزل ستسقط
فهد تأفف ونزل إلى شرفته مجددا وبقي ينظر إليها يفكر في حل ليجعلها تقفز، حاول بشتى الطرق ولكنها لم تتشجع،، مالحل؟
اما هي حاولت الوقوف فوق الجدار ولكنها خافت مجددا وجلست وتجمعت الدموع بعينيها
ونظرت إلى فهد وعيونها دامعة وشفاهها ترتجف تحاول امساك البكاء بصعوبة وخدودها محمرة من البرد والرياح تحرك شعرها واحدى الخصل تأتي على وجهها وهي ترجعها بيدها الى وراء اذنها وتنظر إليه باستسلام وعجز
بقي ينظر إلى شكلها البريئ وهي ترجوه بنظراتها..
مريم برجاء: فهد حاول ان تفتح الباب او اكسره لادخل ارجـــــوك
انتبه فهد وصدم من نفسه كيف يحدق بها بهذه الطريقة.. التفت عنها وهو يتنحنح ثم نظر إليها مجددا وقال بهدوء: انا سأدخل وانت ابقي هناك، اذا متتِ من البرد على الاقل لن يؤنبني ضميري فقد فعلت ما بوسعي.. الى اللقاء
كان سيدخل إلى غرفته وصرخت هي ببكاء: لاااااااااااا انتظر ارجووك
ابتسم ورجع ينظر إليها: هل ستقفزين ؟ او دعيني أدخل
مريم بارتجاف تاففت: يعني انك تصرر على جعلي اقفز..
فهد بقهر: لا تقفزي اذا اردت، ابقي هناك وانا سأنام.. الى اللقاء
ورجع ليدخل مجددا.. ولكن وقف عند الباب ينتظرها ان تناديه مرة اخرى وتتراجع ولكنها لم تفعل.. التفت إليها بترقب
ضحكت وهي تضرب كفيها ببعضهما: لن تتركني انا اعرف
تنهد وارتخت أكتافه وقال بضجر: يا الهي ما هذا العذاب، هل انت بلاء سلط علي... لا تريدين القفز ولا تريدين البقاء هناك.. ماذا تريدين إذا ماذا؟
مريم: اكسر هذا الباب ودعني ادخل منه
فهد تافف: حسنا سأككسره.. وبعد ؟ الا ترين هذا الغبار والبرد كيف ستبقين في غرفتك؟
مريم كشرت وبتفكير: سأسده بشيء ما..
فهد هز رأسه بتنهيدة: هيا مريم اقفزي لا تتدللي اكثر
مريم تأففت ونظرت إلى الجو بدأت الرياح تهدا ونظرت إليه: ماذا لو سقطت؟
فهد: لن تسقطي قلت لك، كلها خطوتين ستقفزيها وانتهى الأمر.. هيا
مريم تنهدت وهي تكشر وعلامات القلق والخوف واضحة على جبينها..
ثم اغمضت عينيها وبدأت تحرك شفتيها بتمتمة
ضحك بدهشة: مالذي تفعلينه
اكملت ثم التفتت إليه: اشهّد، ماذا لو سقطت ومتت؟
فهد يضحك: انت تبالغين يا مريم .. هيا اقفزي..
مريم وهي تهم بالوقوف: بسم الله.. توكلت على الله.. لا اله الا الله..
فهد يضحك: هيا
وقفت ونظرت إلى الحافة الاخرى: امسكني
فهد: سأمسكك لن تسقطي هيا اقفزي
مريم بارتجاف مدت رجلها وصرخت: اللــه اكبر
وقفزت إلى الجدار المقابل
صفق فهد وهو يضحك: رائع رائع اخيرا اخيرررااا
مريم تضحك بسعادة: اهذا كل شيء؟
فهد: هذا كل شيء وانت عذذبتني لتقفزي .. هيا انزلي
مريم التفتت إلى شرفتها مجددا: ظننتها مخيفة وصعبة
وقفزت مجددا إلى غرفتها وهو ينظر إليها بدهشة وضحكة: أعجبتك الآن.. هيا تعالي ستسقطين هذه المرة
مريم تضحك قفزت مجددا إلى الجدار المقابل وهي تضحك: سهل جدا.. يالي من مغفلة كنت اظن انني سأموت لا محالة..
فهد يضحك: انزلي هيا
مريم جلست على الجدار نظرت إلى الارض: بعيدة
صرخ باعتراض: لااااا مريم سأقتلك الآن اقسم لك سدفعك الى الاسفل الان عمدا، اقفزي بسرعة
مريم تضحك وبرجاء: ضع لي كرسيا هنا ارجوووك
فهد باصرار: كلّا مثلما كنت تقفزين من فوق الشجرة إلى الارض، اقفزي هذه ايضا.. سأعد إلى الثلاثة وبعدها ادخل واقفل الباب.. واحد... اثنان... ثلاثة
رآها لم تقفز وهي تنظر إليه
فهد بغضب: مالذي تفعلينه عندك اقفزي.. سأدخل
مريم تنهدت : ابتعد اذا سأقفز
ابتعد عن طريقها وانتظرها ان تقفز
وهي ضحكت بسعادة وقفزت بسرعة ونظر إليها باستنكار: كنت تسخرين مني ؟
مريم تضحك: لا والله لم اكن أسخر ..
فهد بقهر: هيا ادخلي اذا
مريم تضحك دخلت إلى داخل الغرفة وهو دخل وراءها واقفل باب الشرفة ونظر إليها بقهر : انت مصيبة انت..
مريم تضحك هزت كتفيها وبقيت تنظر إليه وهي لا تتوقف عن الضحك
فهد بقهر: ماذا؟ لماذا تنظرين إلي وتضحكين.. هيا اذهبي يا مصيبة رأسي
مريم تضحك هزت كتفيها ومشت إلى الخارج: شكرا لك
فهد: انت مدينة لي بانقاذ حياتك، سأذكرك بهذا فيما بعد
مريم هزت رأسها وهي تضحك وخرجت من غرفته وكانت ستغلق الباب ثم رجعت تطل برأسها من شق صغير بشقاوة: شكرا لك.. انا مريم لا اخاف من شيء.. كنت امزح معك
واخرجت له لسانها ثم خرجت بسرعة ودخلت غرفتها ركضا وهي تضحك
فهد بقي ينظر إلى الباب الذي اغلقته وهربت وبقي يفكر: كلا كانت خائفة لا يمكن ان تتصنع الخوف بتلك الطريقة...
رمى نفسه على السرير بإنهاك وهو يتنهد.. اغمض عينيه ليرتاح ولكن رآها بين عينيه وهي تضحك..
خرجت منه ضحكة طويلة وفتح عينيه : الشقية
اما مريم عندما دخلت إلى غرفتها وهي تضحك بقيت تنظر إلى كتفها في المرآة بألم ، رأته محمر ونظرت إلى باب شرفتها بقهر: لماذا تعذبني ايها الخبيث هكذا لماذا كدت اموت من الرعب أن اسقط..
ثم ضحكت: لقد اتعبته حقا كم أطلت الأمر.. ولكن ليس بيدي، ماذا افعل.. المسكـــين
حاولت فتح باب الشرفة ولكنها لم تفلح.. قهرت مجددا ودخلت إلى الحمام اعز الله قدركم وقررت أن تأخذ حماما ساخنا من هذا الغبار

اما في تيزي وزو
في ذاك الشارع...
خرجت نسرين من بيت جيرانها متوجهة إلى بيتها ورأت سليم يتناقش مع زوجها..
وسمعت اسمه والتفتت إليه بصدمة: ماذا؟
انتبهو لها
زوجها بقلق: هل انت بخير؟
هزت رأسها ونظرت إلى سليم: وانت ؟ هل انت بخير؟
سليم هز رأسه: الحمد لله، انا اعتذر سببت لك الرعب
تنهدت نسرين: لا بأس فقد فتحت عيني على اشياء كنت غافلة عنها.. كنت على وشك الموت المحتم ولكن نجوت باعجوبة.. والحمد لله.. على اية حال.. لقد سمعت اسمك صدفة.. سليم الـ.... صحيح؟
هز رأسه وزوجها ينظر إليها باستغراب: لماذا تسألين؟
نسرين بتساؤل: هل تعرف فتاة اسمها مريم الـ.. ؟ هي تملك اخا بنفس اسمك تماما سليم..
سليم بصدمة: مريم؟
هزت رأسها بترقب: اجل صديقتي، انها تعيش في دار للايتام في العاصمة ولم اتواصل ممعها منذ مدة.. تعرف ان لها اخا باسم سليم ولكنه مفقود.. هل انت هو يا ترى؟
سليم شلته الصدمة: ماذا؟
نسرين بحذر: هل انا مخطئة؟
سليم سكت يفكر مصدوم ثم نظر إليها بضحكة مصدومة: لدي اخت باسم مريم ولكنها توفيت وهي بعمر العاشرة او 11 حسبما اعرف
نسرين هزت كتفيها: لا ادري انا صديقتي مريم تحمل نفس الاسم العائلي معك ولديها اخ باسم سليم .. توفي اهلها في العشرية السوداء وبقيت هي وامها ثلاث سنوات بعد وفاة اهلها.. ثم توفيت امها واخذوها الى دار الايتام..
زوجها: هل هي مريم نفسها ذات اللسان السليط؟
ضحكت وهزت رأسها: اجل هي..
"شتمته مريم مرة لأنه اخطأ بحق نسرين"
سليم مصدوم: ه...هل.. تعرفين.. كم عمرها؟
هزت رأسها بتفكير: على الاغلب 17 و بضعة اشهر..... ثم شهقت بصدمة: لا بل بلغت الثامنة عشر قبل اشهر.. كيف نسيت هذا؟
سليم بصدمة: 5 نوفمبر 1998
هزت رأسها بصدمة: بالضبط... يوم ميلادها 5 نوفمبر
سليم سكت مصدوم ثم نظر إليها: هل تعرفين اسماء عائلتها؟ امها او والدها او احد اخوتها؟
نسرين: طبعا كانت صديقتي المقربة في نفس عمري تقريبا آنذاك، والدها عبد القادر وامها سارة.. واختها حياة حسبما اذكر ورامي .. وسليم
بلع ريقه بصعوبة وهو يسمع اسماء عائلته فردا فردا وهمس: مــريم..
اخرج هاتفه بسرعة وبحث عن رقم مدفون.. ولكنه لم يجده فهو لم يتصل بهذا الرقم منذ اكثر من 5 سنوات
التفت الى سيارته ورأى انه لا جدوى من ركوبها فقد تحطمت بالكامل..
ثم التفت إلى زوج نسرين: سنتفاهم فيما بعد اعذرني..
وركض وهو لا يصدق ما سمعه وهو يردد في نفسه ( مريم حية؟ مريم حية؟؟؟؟ لماذا؟ كيف هذا؟ كيف؟ كيف يحدث هذا ؟ بالتاكيد هي مريم اختي.. بالتاكيد هي... ولكن كيف؟ قال خالي انها توفيت كيف؟ ككييييف حية؟؟؟؟ وذاك القبر لمن؟ )
اوقف سيارة اجرة بعد عناء وتوجه إلى بيته..
لم يستطع صاحب التاكسي ان يوصله امام بيته بسبب الثلوج التي تغلق الطريق..
فنزل اسفل التل وصعد في الدرج متجها إلى بيته وهو يركض باقصى سرعة ..
اخرج مفتاح البيت من جيبه وهو يرتجف لا يكاد يصدق..
حاول ادخال المفتاح في فتحته ولكن لم يفلح بسبب ارتجاف يده وارتباكه وتشتت فكره
سمع اولاده صوت الخربشة وفتحو الباب بفضول..
دخل سليم راكضا وصعد إلى غرفته وزوجته تنظر إليه بدهشة وصرخت: سليم ما بك؟
سليم وهو يصرخ ويصعد الدرج: مريم.. "واخذ يتمتم " مريم حية.. مريم حية.. حية.. ححييية,,
دخل غرفته ووئام تركت ما بيدها في المطبخ ومسحت يديها ولحقته بدهشة وقلق: ماهذا الدم؟ سليم مابك هل انت بخير؟
لحقته إلى الغرفة واولاده وقفوا بعيدا ينظرون إليه بخوف وقلق..
اخذ يفتح الادراج بتوتر وهو يبعثر ما بداخلهم ..
امسكته وئام تهدئه وأجلسته على السرير: اهدئ مابك مرتبك هككذا؟
نظر إليها: مريم حية....؟
وئام: من هي مريم؟ من تقصد؟
سليم ابعدها عنه ووقف وتوجه نحو الخزانة: أين ذاكك الدفتر الذي تسجلين فيه جميع الارقام؟ اين؟
وئام امسكته مجددا: لقد اخفتني يا سليم..
وهي تنظر الى الدم الذي يسيل من جبينه: مابك ماذا حدث لك؟
صرخ بنفاذ صبر: أين الدفتر ذاك اين؟
تنهدت وتوجهت إلى احد الادراج واخذته : عن اي رقم تبحث؟
سليم اخذه منها وبدأ يقلب صفححاته بسرعة: راشد راشد خالي..
وئام بصدمة: مالذي تريده منه؟
سليم وعيناه على الدفتر وهو يقلبه بتوتر: يقولون ان مريم اختي حية.. ولكنه اخبرني انها توفيت .. كيف هذا لا اعرف. لا اعرف
وئام بصدمة: من قال لك؟
سليم وجد الرقم واخذ هاتفه وهو يكتب الرقم بارتجاف واتصل به..
رد صاحب الرقم وصرخ سليم بلهفة: الوو راشد انا سليم ابن اختك... هل تذكرتني؟
الطرف الثاني: عفوا انت مخخطئ يا اخ
سليم نظر إلى الرقم مجددا واقفل بسرعة بدون اعتذار..
اخذته منه وئام: انت مرتبك توقف لقد اخطأت في الرقم.. اهدأ
شكلت الرقم واتصلت وضعته على اذنها ولكنه خطفه منها وانتظر الرد..
كان الرقم ارضي .. ولكنه ي'رن بدون أن يجيب أحد..
تأفف بقهر وهو ينتظر الإجابة..
ولا رد، قهر بشدة ووقف ليخرج امسكته وئام: توقف سليم اخبرني مالذي يحدث هنا؟ مابه جبينك ينزف؟ وثيابك متسخة بالدم، هل بك شيء ما؟
سليم تنهد ونظر إليها: تعرضت لحادث بسيط.. "شهقت بصدمة ولكنه اكمل بدون توقف" واتضح انني كنت سأصدم صديقة مريم.. رأت تشابه الاسماء بيني وبين مريم وقالت ان لمريم اخ مفقود اسمه سليم.. وتساءلت ما اذا كنت انا، قالت ان اهلها جميعهم قتلو في العشرية السوداء وسليم منذ ان خرج من البيت لم يعد ، وئام انا منذ ادائي للخدمة العسكرية لم استطع الرجوع الى البيت واخبرتك بهذا، والدي وااخواي قتلو وعاشت اممي مع مريم بعدها لوحدهما، ولكن خالي اخبرني ان امي ومريم توفيتا بعد ثلاث سنوات، لا ادري كيف حدث هذا، مريم حية انا واثق، قالت انها عاشت في دار للطفولة المسعفة في العاصمة.. وانها الان في العاصمة.. انا ذاهب سأبحث عنها.. ربما لن ارجع الا وهي معي
وخرج راكضا وهي لحقته تصرخ وهي تتساءل: الى اين انتظر كيف تذهب بهذه الحالة توقف..
ولكنه لم يجبها وخرج من البيت ونزل الدرج من اعلى التل.. واوقف سيارة اجرة متجها نحو الشارع الذي اصطدم فيه بنسرين..
طرق الباب وخرج زوج نسرين ولم يلبث ان يتكلم زوجها الا وسليم يسأله بسرعة: أين زوجتك اسالها ارجوك ما اسم الدار التي عاشت فيها مريم؟
تنهد الزوج ودخل يسأل زوجته.. خرجت معه واخبرته باسم الدار واين تقع واخبرته بانها كانت ستتزوج واعطته اسم بشير وعائلته واين يسكن..
ذهب مباشرة إلى بيت صديقه، اخذ منه سيارته وتوجه إلى العاصمة في طريق طويل


في السعودية
خرجت مريم من غرفتها متجهة إلى الاسفل بعد ان انعشت روحها.. ولبست بيجامة قطنية مرسوم عليها دب الباندا وتلبس قبعة بأذنين سوداوين.. اشترتهم حديثا مع اريام
نزلت إلى الاسفل على امل ان تجد خالتها ولكنها عرفت انها لم ترجع بعد من عند ام طلال فالبيت فارغ في الاسفل، تنهدت ودخلت إلى المطبخ تبحث عن شيء تأكله ولكنها لم تشتهي شيئا فصعدت مجددا ..
قررت أن تذهب إلى اريام وتجلس معها قليلا ولكنها وجدت اريام نائمة
تنهدت وخرجت مجددا.. فتحت غرفتها وكانت ستدخلها ولكن وهي تدخل ضربت اصبعها على حافة الباب بدون قصد وصرخت من الألم: آآآآآآآآآآآآآآآآآآي
وبدأت تقفز وهي تمسكه تتألم: تبا تبا تبا تبا تبا
خرج فهد من غرفته بسرعة ونظر إليها بصدمة: مابك تصرخين؟
مريم تضحك وتتألم بنفس الوقت: آآآآه اصبعععععييي هههههههههه آآآي
ضححك بقهر: سحقا، لأجل أصبعك صرخت تلك الصرخة؟
مريم: ولكنه يؤؤؤللممممم
فهد اخذ نفسا عميقا ودخل مجددا وهو يتنهد ( لا تجلس هادئة ابدا هذه الفتاة... تؤذي نفسها وبسرعة تنسى.. خرقاء "وضحك" ولكنها لطيفة جدا "وتذكرشيماء وتنهد" خذ يا فهد انظر ، هذه هي البراءة الحقيقية .. كيف كنت تخدع بتلك المزيفة ؟ كيف تنطلي عليك يا فهد؟ وانت من تحسب نفسك تعرف كل شيء.. مغفل..)

اما مريم بقيت تحك اصبع رجلها بألم: تبا لماذا دائما اظهر امامه كالخرقاء..
توجهت إلى سريرها وهي تقفز على رجل واحدة ورمت نفسها وهي تفكر: ولكنه دائما يضحك.. فقط يضحك علي.. وعندما علقت في الشرفة لم يغضب وبدأ يضحك علي.. لو كان بشير لكان غضب ليومين وهو لا يتكلم معي.. تبا لك يا بشير تبا لك..

اما سليم..
كان متوجه إلى العاصمة وقد وصل..
اخذ الورقة المدون عليها عنوان الميتم وتوجه إليها مباشرة..
بقي ينظر إلى المكان مستغرب بل مدهوش..
دخل إلى داخل الدار ورأى مجموعة فتيات كن ينظفن فناء الدار من الغبار، سأل عن مديرة الدار.. واخبروه أنها في الداخل..
دخل وهو يتلفت حوله يمينا ويسارا ينظر إلى الدار ،، قديمة ومتسخة .. والجو بارد جدا...
سأل عن مكتب المديرة واخبروه انه في آخر الرواق..
مشى ناحيته ووجد الباب مفتوحا قليلا وسمع صوت المديرة تتشاجر مع احدى الفتيات تؤنبها..
المديرة بصراخ وهي تضربها بكف قوي: اروى في المرة القادمة سأطردك هل تفهمين، سأطردك ..
اروى ببكاء: ولكني لم افعل شيء اقسم لك ماكان بيدي ان افعل شيء اقسم لك انه هو من لاحقني..
المديرة بغضب: اجلسي هنا.."وهي تشير على الكرسي"
جلست اروى بانصياع وهي تحاول حبس دموعها
المديرة بتهديد: احكي لي كل شيء بالتفصيل؟
اروى وهي تحاول كبح شهقاتها: لقد... كنت... في المدرسة.. ثمم احسست بالتعب .. فخرجت باكرا.. وبعدها.. التقيت به.. سألني عن بيتي وقلت له ليس لدي بيت بسخرية هكذا اردت ان اتخلص منه.. ولم يصدقني حاولت ان ابعده عني ولكنه لم يصدقني.. قال لقد اعجبتني واصر علي ان اخرج معه في موعد، اقسم لك انني لم أشا ورفضت رفضا قاطعا... ولكنه استدرججني وبعدها شعرت بالبرد وقلت لك احسست بالتعب فخرجت من المدرسة كنت اساسا متعبة ولااستطيع المشي حقا.. فأوقف لي سيارة اجرة وركب معي .. ولم احس بنفسي الا وانا استفيق في بيته.. اقسم لك لم اكن اعرف فقط اردت ان ارتاح قليلا فركبت السيارة وكانت سيارة اجرة اقسم لك..
المديرة بترقب: هل فعل بك شيء؟
بكت بحرقة: لا.. لقد هربت وجئت راكضة اقسم لك لم يفعل شيئا.. والله لم يفعل شيء
المديرة بقهر: ولماذا اصدقك؟
اروى وهي تبكي : لقد حلفت لك والله .. والله اقسم بالله ثلاثا انه لم يفعل شيء.. صدقيني اقسم لك..
المديرة: لكنه اخبرني عكس هذا...
سليم عند الباب اسودّ وجهه وهو يسمع لمشكلة الفتاة.. خطرت في باله مريم.. كيف كانت تعيش في مكان كهذا ؟ هل هي حقا مريم اخته ام انه تشابه اسماء فقط؟ هل هي حقا على قيد الحياة ام انه يتأمل عبثا؟ ماذا لو كانت حقا على قيد الحياة وكانت تعيش في مكان متسخ بارد كهذا، في وسط لا رحمة فيه؟
تنحنح وهو يطرد الافكار السوداء من رأسه وطرق الباب..
التفتوا واروى صرخت مرعوبة: هو؟ هو ؟ ؟؟؟ ارجوك لا اريد الزواج منه ارجوك... ارجوك اتوسل إليك
المديرة تأففت: اخرسي... فوق ما فعلته لا تريدين الزواج ايضا....
دخل سليم وهو ينظر إليهما بحذر: هل لي ان ادخل؟
اروى ارتاحت نسبيا وهي ترى انه ليس خاطفها..
والمديرة : تفضل.. هيا اذهبي سنتحاسب فيما بعد
ركضت أروى خارجا واتجهت نحو سريرها في الغرفة المكتضة وبدأت تبكي وهي تحت غطائها
اما سليم جلس ونظر إلى المديرة: أنا ابحث عن اختي.. انها هنا موجودة اريد ان اراها
المديرة جلست باستغراب وعدم تصديق: لأول مرة أراك.. من هي اختك ؟
سليم: مريم الـ...
اسم مريم الـ... نزل عليها كالصاعقة.. اخيها؟ ليس لديها اخ.. مستحيل هل هو ذاك المفقودد؟
سليم يتفحص ملامح وجهها التي تغيرت: أين هي؟
المديرة نظرت إليه بهدوء: كيف سأصدقك؟
سليم أخرج هويته ووضعها امامه: يجب عليك تصديقي
المديرة تنظر إلى الهوية مصدومة
ثم نظرت إليه: لا تفي بالغرض.. هل لديك الدفتر العائلي؟
سليم اخذ نفسا بنفاذ صبر: لا احمله.. ولكني اريد ان ارى مريم حالا، اين هي؟
المديرة تحاول ان تبين انها صارمة: لن تستطيع مادمت لم تثبت لي بانكم اخوة
سليم بدأ يشعر بالغضب ونظر إليها: قلت لك لا احمله معي، اينن هي مريم؟
المديرة: لن اخبرك بأي معلومة تخخص مريم مالم تثبت لي بأنك اخيها صدقا، ثم أنني اعمل هنا منذ اكثر من 15 سنة ولم أرك قبلها ابدا، حتى من احضرها إلى دار الايتام كانو جيرانها فقط..
سليم حد بين عينيه: أين هي؟
المديرة بانفعال: ألا تفهم قلت لك ارني الدفتر العائلي وسأريك مريم
سليم وصل إلى حده وقال بانفعال: قلت لك لا احمله معي،
ثم سكت يفكر قليلا، هذه الاشكال مرت عليه مسبقا خاصة هذا النوع من النساء..
هز رأسه بفهم واخرج من جيبه وثيقة واراها أياها..
ثثم نظرت إليه بدهشة: جندي عسكري؟
هز رأسه: بالضبط، بمجرد اتصال مني تجدين نفسك في الشارع واخرى تجلس مكانك في هذا الكرسي، اخبريني اين مريم بدون مشاكل يا سسيدة ..
رمقته بنظرة مقهورة واخذت نفسا عميقا وتكلمت: غادرت الدار..
نظر إليها بصدمة: ماذا؟
ورن هاتفه ونظر إلى المتصل، تأفف ووضعه على الوضع الصامت وونظر إلى المديرة مجددا: كيف هذا؟ كيف غادرت اين ذهبت؟
المديرة: لا اعرف، خرجت فحسب، القانون ينص على انها اذا بلغت 18 سنة تغادر الدار..
صرخ سليم بانفعال: لا تجعليني ابدا بقانونك الآن، أخبريني اين من الممكن ان تكون؟ هل تزوجت بذاك لا ادري اسمه بشير.. ؟ ام انها ارتادت الجامعة؟ أي جامعة تدرس فيها؟ هل تسكن في الحرم الجامعي؟ اين؟ اخبريني
خافت من صراخه وقالت بهدوء: لم تتزوج ولم تدخل إلى الجامعة
سليم بغضب: أين هي إذا؟ هل استأجرت منزلا؟
هزت رأسها : لا ، لقد اخذتها عائلتها في السعودية
نظر إليها بصدمة
تنهدت المديرة : لقد ذهبت بطريقة ما إلى هناك،
سليم بصدمة: من أخذها ؟
المديرة: خالها.. اذا انتهت اسئلتك دعني وشأني لدي عمل
سليم نظر إليها بحدة: اعطني رقم خالها
المديرة: لا اعرفه
سليم بعصبية: اعطني عنوانه أي شيء
المديرة تأففت: لا اعرفه من أين سأحصل عليه؟
سليم قهر ووقف ليخرج وهو يعزم ان يلتقي بخاله ليفهم منه الحكاية بأكملها.. ورن هاتفه مجددا ورد.. كان العميد وطلب منه الحضور فورا .. قهر بقوة كان ينوي ان يبدأ بالاجراءات ليذهب الى السعودية ولكنه طلب منه الحضور فلديهم مهمة عاجلة في مدينة اخرى في الجنوب الجزائري "غرداية"

في هذه اللحظة .. كان بشير يدخل إلى الدار مجددا ، انتبه إلى سليم ولم يهتم واكمل طريقه إلى الداخل
خرج سليم من فناء الدار الى الخارج وبشير دخل
المديرة رأته وتأففت: مريم هذه لا تنتهي مشاكلها .. كانت هنا يزعجني خالها خرجت ازعجني خطيبها.. والان جاء اخيها أيضا...
بشير وهو يدخل: السلام عليكم
المديرة: وعليكم السلام
بشير: أين اروى ؟
المديرة: ماذا تريد منها؟
بشير تنهد: أريد عنوان مريم
المديرة: اروى لا تعرفه
بشير: اريد حسابها الجديد على الفيسبوك
المديرة تاففت: اروى مريضة
بشير: لأرى اكرام او احدى صديقاتها.. بسرعة رجاء
المديرة وقفت وخرجت تنادي احدى الفتيات.. جاءت اكرام واعطته اسمها على الفيس بوك..
خرج بسرعة بعدما اخذه
بطبيعة الحال فتيات في سنهن يفضلن دائما ان يظهرن مثل باقي الفتيات في مدارسهن، وعلى الرغم من أنه لا توجد انترنت في الدار ولا واحدة تملك هاتفا متطورا باهض الثمن، الا انهن يذهبن إلى مقاهي الانترنت وهناك احد المقاهي مالكه صديق ايناس احدى فتيات الميتم، يخجلن من ان يخخبرن الناس بأنهن من دار الايتام لذا يلفقن عدة اكاذيب، ويتهربن من الاجابة على اسئلة الناس ابنة من تكونين؟ اين تسكنين؟ هل لديك اخوة؟
مريم من النوع الذي لا يهتم بالانترنت لانها تضيع وقتها وهي لديها عدة التزامات اخرى، وقتها مليئ.. تعمل عملا مزدوجا وتدرس في نفس الوقت، لا تستطيع قضاء يوم بدون أن تققرأ كتاب، لا يهنئ لها بال إذا مالم تطمئن على صديقاتها، كيف أحوالهن، مع احبائهم ومع اصدقائهم في المدرسة..
ولأن جميع الفتيات يحلمن بعيش حياة سعيدة خارج هذه الدار الخالية من العطف والحنان، كن يتسابقن على ايجاد حبيب يتقبلهن ويقبل الزواج منهن، ولكن اغلب الشباب يأخذونهن فقط تسلية الا من رحم ربي واراد ستر فتاة من دار الايتامم اما يأخذها زوجة او يتكفل بها كإبنة. وهم قلة قليلة فقط.. فاغلب الفتيات قبل ان يبلغن سن الثامنة عشر يعملن في أي مكان لتحصيل بعض النقود واستئجار بيت وكم هذا صعب عليهن خاصة انهن من النادر جدا ان يجدن عملا براتب جيد.. ولهذا يضطرين إلى مغادرة مقاعد الدراسة للعمل. مع ان التعليم الجامعي مجاني بأكمله ولكن لا وقت لديهن للعمل والدراسة في نفس الوقت..
مريم كانت تهتم بدراستها وتتابع اخبار صديقاتها بنات الميتم خاصة اروى.. تهتم بها.. واغلب وقتها تمضيه في القراءة..
كانت تستيقظ صباحا على الساعة الخامسة وتتوجه نحو الميناء بالدراجة الهاوئية التي تستعيرها من عند صديقها ذو 15 سنة الذي يسكن في الحارة المقابلة لدار الايتام .. تعمل مع بشير والعجوز الصياد إلى تأتي الساعة السابعة والنصف ترجع الى الدار تسغتسل تطرد رائح السمك وتذهب إلى المدرسة على متن الدراجة هناك يأخذ صديقها دراجته وبعد انتهاء الدوام المدرسي تذهب إلى المطعم الذي تعمل فيه كنادلة وتخرج منه على الساعة 10 الا ربع ليلا وترجع الى الدار ..
بشير لا يعمل معها في قارب العجوز للصيد إلا لكي يراها ويلتقي بها فليس لديها وقت تستطيع الالتقاء به فيه الا الصباح او عطل نهايات الاسبوع..
وفي عطل نهاية الاسبوع تذهب الى بستان جارهم القديم وتجلس اعلى الشجرة وتكتب في مذكرتها، وتنتظر عقاب العجوز ، بل كانت حجة فقط لتساعده على جمع الخضر والفواكه..

بعد مرور ثلاث ايام...
اتفقت ام طلال وام فهد على تنظيم وليمة بسيطة للاقارب والاصدقاء.. ليتعرفوا على ابنتهم الجديدة التي جاءت للسكن معهم مريم.. اريام مع هنادي يتزيّن قبل حضور الناس.. بينما مريم كانت في نائمة وفي عالم آخر
كانت ترى نفسها في العاصمة حيث انها قد خرجت من الدار للتو متوجهة إلى الميناء على متن الدراجة إلى عند ذاك العجوز الملقب ب "عمي الحاج" وابتسمت ابتسامة جميلة وهي تراه ينظر إلى ساعته وقد تأخرت عليه هي وبشير.. وكانت الساعة الآن تشير إلى الخامسة والربع صباحا
مريم وهي تنزل من الدراجة وتربطها جانبا : السـلام عليكم عمي الحاج
الحاج تأفف: أخيرا يا بنيتي وصلت.. أين زوجك؟
مريم: لا ادري..
الحاج بملل: لقد خرج رضوان وسليمان قبلنا بكثير.. سيرجعون مبكرا ويبعيون صيدهم مبكرا
"رضوان وسليمان هم ايضا صيادين متنافسين مع العم الحاج من يخرج مبكرا ويرجع مبكرا ويصطاد اكبر قدر من السردين والسمك"
جلست مريم تساعده وهي تنظر الى الشبكة والصناديق المصطفة الفارغة والصنارات التي جهزها... وانتظروا لربع ساعة اخرى قدوم بشير وقد وصل الآن..
بشير: السلام عليكم يا صياد
العجوز بغضب: اين كنت يا هذا هل تريديني ان اطردك؟
بشير يضحك وهو يسلم على مريم: لا يا عم انا اعتذر فقط تاخرت في النوم..
"بشير يعمل احدى شركات العصير التابعة لوالده"
مريم: لنذهب يا عم البركة في القليل
العجوز بقهر انطلق بالقارب متوجهين إلى وسط البحر وتوقفوا عندما ابتعدوا عن اليابسة قليلا..
اخذ العجوز صنارته ورمى بشير بالشبكة واخذ صنارة ونصبها هو الثاني.. ومريم تجهز الصناديق والدلو.. بدأو في الصيد مثل سائر الايام مبكرا على الساعة 5 ونصف
مريم تجلس على القاررب وتتأمل البحر بهدوء والرياح تداعب وجنتيها المتوردة في هذا البرد صباحا..
بشير جلس بجانبها وهو يمسك بالصنارة: مريم
التفتت إليه وابتسمت: نعم؟
بشير يسحبها من خدها: انت جميلة
ابتسمت بخجل والتفتت إلى البحر مجددا
بشير: لماذا تكونين أجمل في الصباح؟
مريم تنظر إلى الصنارة خجلة: اسحبها لقد علقت.. اعطني انا امسكها واهتم بالشبكة
بشير مدها بالصنارة: لم يعلق شيء بعد..
مريم وهي تسحب الخيط : بلى انها سمكة صغيرة..
وسحبهتها: امسكتها
وضعتها في الدلو المليء بالماء كي لا تموت ..
الحاج: هل اصطدت شيئا يا مريم؟
مريم مدته بالدلو: سمكه صغيرة فقط
اخذها العجوز وعلق السمكة الحية في طرف الصنارة ورمى بها في البحر ليستدرج الحوت الكبير...
وعلق شيء في صنارتها هي وكان بشير مشغول بالشبكة..
مريم صرخت وهي تحس بالصنارة تهتز: لقد علق فيها حوت، انها سمكة كبيرة انا متاكدة .. بشير تعاااال
بشير افلت الشبكة ورجع لها وهو يمسك معها بالصنارة: اسحبي الخيط
العجوز: بهدوء ستخيفون باقي الاسماك
مريم وهي تسحب الخيط بكل قوتها واخرجوها.. كانت سمكة كبيرة قليلا..
بشير ضحك عليها: ليست حوتة" سردينة" فقط
مريم بقهر: كلا انها كبيرة بما يكفي.. على الاقل امسكت شيئا انت لم تمسك بشيء ابدا
بشير وهو ينظر الى الشبكة: سترين..
.
..
احست بيد تحركها.. فتحت عينيها ونظرت إلى اريام توقظها: مريم استيقظيي
مريم اغمضت عينيها مجددا وهي تسأل العجوز : كم الساعة؟؟
اريام: لقد تاخر الوقت لقد حل الليل.. هيا استيقظي لقد تأخر الوقت
مريم بصراخ: لقددد تأخرت على المدرسسسةةةةةةةة انتهى الدواام؟
اريام ضحكت وهي تهزها: مريم اي مدرسة بالله عليك استيقظي
مريم تلتف بجسدها للطرف الآخر بانزعاج: بشير اوصلني بسيارتك انا متعبة...
اريام تضحك: هيا استيقظي، تحلم بفارس احلامها، اسستيقظظظظظيظييي مررريييممممممممم
مريم فتحت عينيها بخوف ورأت فوقها اريام تضحك وشهقت بقوووة: بسسم الله الرحمن الرحيم، ك... تبا كنت احلم.. لماذا ايقظتني لقد كان حلما جميلا..
اريام: اجل تحلمين ببشير، هيا استيقظي سيصل الناس الآن، انهظي تجهزي هيااا
مريم بنعاس: دعيني انام قليلا اذهبي
اريام بنفاذ صبر وتسحب من فوقها اللحاف: مرريييم هيا قفي هل نسيت العزومة؟؟؟
مريم شهقت واستقعدت: لقد نسيييت
اريام: تبا لك هيا استيقظي بالكاد سننتجهزز
مرريم وقفت بركض ودخلت الى الحمام واريام تنهدت وخرجت..

..
.

يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس