عرض مشاركة واحدة
قديم 26-02-17, 09:36 PM   #3

REHAB OMAR
 
الصورة الرمزية REHAB OMAR

? العضوٌ??? » 393973
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 338
?  نُقآطِيْ » REHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond reputeREHAB OMAR has a reputation beyond repute
افتراضي

البارت 2

٥‏/١٢‏/٢٠١٦ ٩:٠٨ م
وأثناء انهماكه بذكرياته الصعبة تذكر تلك الرساله الت يينتظهرها من شركة " أبل" أشهر شركات العالم في تصنيع الحاسوب المحمول و الهواتف الجواله , فقام مسرعا و فتح حاسوبه ثم صندوق الرسائل فوجد اعلان عن وصول رساله , فتتحها بلهفة شديد و ما ان رأها حتي أخذ يلتهم حروفها بسرعه ثم هبط للارض و سجد الله شاكرا علي تقبله لدعوته
وداخل ذلك المبني الذي وصفه الوحش بأنه سجن للجميله و وصفته الجميله بأنه سفينة النجاة التي منحتها الأمان بعيدا عن أمواج الزمن المتراطمة التي تقذف بها هنا وهناك دون رحمة , علي الاقل يعد مسكن الأمان بالنسبه لها في الوقت الراهن و لا تعلم ما يخبأه لها المستقبل من مفاجئات صاعقة
صلت حسناء عدة ركعات حمدا لله ان نجاها من تلك الليلة العصيبة حتي سمعت أذن الفجر يملأ الاجواء ليضفي لها جو روحاني رائع
صلت فريضتها ثم قامت تجول في الغرفة بخوف فأيا كان مازالت تشعر بالرهبة من المكان , أضائت المصابيح كلها التي بالغرفة و أغلقت الباب جيدا و تأكدت من باب الشرفة و النافذة ثم جلست علي الفراش تطلب منه بعض الدفء لأطرافها المتجمدة , سحبت الغطاء عليها , تدثرت به جيدا و ظل تردد أذكار الصباح بعقل مشغول بتلك الأحداث التي مرت عليها في ذلك اليوم الذي لن تنساه طوال حياتها و لن تغفر له قسوته معها , ولكن عله خير , ظلت تردد لتصبر نفسها قوله تعالي" ان مع العسر يسرا" , " ان الله مع الصابرين" , " عسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم"
ثم تابعت: يارب ا نا صبرت كتير و شفت كتير يارب ارزقني الفرج من عندك عن قريب, انا حاسه ان اللي بيحصلي ده كابوس مش حقيقي ابدا اللي بيحصلي ده , كفاية اللي حصل النهاردة
ثم ظلت تسرد علي عقلها الأحداث التي مرت منذ أن بدأ المطر يزداد عندما قال لها صاحب العمل الذي تشعر من جهته دائما بحنان الأب الذي تفتقده : روحي انتي يا حسناء بقي قبل ما الدنيا تغرق و المطر يشد و هبقي اقفل انا الصيدليه
حسناء: مش مشكله يا دكتر , متقلقش عليا
دكتور سمير: ازاي يا بنتي مينفعش
قاطعته حسناء: صدقني يا دكتور
فقاطعها بحزم: ولا كلمة زيادة , يالا خدي شنطتك وروحي , الدنيا مش هتخرب يعني و لا يكون الزبائن و اقفين طوابير , انا اساسا مش هطول ساعه بالكتير و هقفل
خرجت حسناء من الصيدليه و هي في شدة حيرتها فلا يمكن ان تعود للمنزل مبكرا , وان كانت نية صاحب العمل خير بأن تعود باكرا و لكنه لا يعلم انه بإصراره هذا ما هو الا قذف بها في فوهه بركان الجحيم
قالت بنفسها: ياربي اعمل ايه دلوقتي انا لا يمكن أروح البيت , طيب اروح فين , فين مفيش حل غير اني ارجع البيت ماشيه من غير ما اركب المترو علشان اضيع في الوقت
وبدأت مشوارها للبيت تقودها قدميها بخفه حتي تستطيع الوصول للمنزل في الوقت المحدد و لكنها لا تعلم ان المطر سيشتد بهذا الشكل و ان الطقس سيسوء لهذا الوضع الصعب , فظلت تتأرجح في الطريق بسبب الهواء العاصف ترتعد تحت الأمطار , شعرت و كأنها في رحلة سفاري مرعبة , تأخر الوقت , ويبدو ان الطريق أخذ وقتا اطول مما توقعت حتي انتصف الليل
دب القلق في اوصالها كلما تأخر الوقت اكثر وهي لم تصل منزلها بعد وكلما نظرت حولها تجد الطريق كأنه صحراء جرداء من البشر , تمر عليها بين الحين و الاخر سيارة مسرعه لا تهتم بإشارتها لها , واثناء ما كانت تسير لاحظت وجود توكتك قريب منها , شعرت بأن جميع اعصابها تفككت , وسارت ترتعد خوفا ,أسرعت الخطي و هي تتختطف النظر نحوه من الحين للاخر بخوف من ان يكون من بداخله من تلك الفئة التي لا تنوي إلا الشر, وكان ظنها بمحله
عندما وصلت للمكان الذي ستعبر منه الطريق , مارة تحت ذلك الكوبري نظرت أمامها فوجدت الجو مظلم بشدة نتيجة أحد مصابيح الاعمدة المحترق, وقفت برهه تطلب النجدة من أي شخص محترم و لكن لم تجد أي شخص
دب الخوف و الرعب في ذرات جسدها بأكمله , بدأت عبراتها تسقط مع انين الخوف, ظلت ترددد يارب نجيني يارب, يارب استرها معيا يارب
ثم بدأت الجري بسرعه لتمر تلك المنطقه المظلمة , وهي تبكي و تأن خوفا , نظرت خلفها فوجدت التوكتك يقترب منها بسرعه , فأسرعت الجري و لكنه سبقها ووقف أمامها
, نزل منه شابان , أثار المخدرات بادية علي ملامحهم السيئة و علي اصواتهم الغليظة
صرخت و ولت هاربه للجهه الأخري و لكن أحد الشباب أمسكها بيده القذره من ذراعها و سحبها نحو التوكتك فصرخت بصوت عالي, فلطمها بشده علي وجهها , ولكنها ظلت تصرخ وتتفلت من بين يديه بصعوبه
فقال لها بصوته الغليظ: بصي لو قعدتي تصوتي من هنا لبكره محدش هيلحقك , فيلا انجزي و مضيعيش وقت بدل ما اكسر عظمك في لحمك و هاخدك برضه حتي اخد راحتي من غير وجع دماغ
نزلت تلك الكلمات علي مسامعها و كأنها براميل متفجرات صرخت بشدة وظلت تتفلت بشدة ولكنها لم تستطع فوضعت ذراع الشاب بين اسنانها و ضغطت بشدة حتي يتركها ولكن قال : اااه يا بنت التتتتتت انتي بقي اللي جبتيه لنفسك انزل يا شعبان
وظلوا يركولنها بشدها و يلطمون وجهها بدون رحمة حتي اصبحت تشعر بالألم في جميع أجزاء جسدها النحيف , تصرخ فيحاولون كتم صراخها بوضع يديهم علي فمها و لطمها أكثر و أكثر و سبها بأفظع ما تستطيع الأذن تحمله
قال شعبان : شدها ياعم تحت الكوبري هناك كده و نخلص محدش بيعدي من هنا اساسا
الشاب: طيب يلا شد معايا
وهنا شعرت بأن العالم بأجمعه يدور حولها بشده و لكنها ظلت تقاوم و تحاول التفلت من بين مخالبهم السامة , وهنا لمحت سيارة تعبر مسرعه , فقالت : يارب يارب انت شايفني انقذني وبالفعل بعث الله لها النجده في غضون لحظات عندما سمعت طلقات مسدس الضخم المخيف حازم
وعندما ركبت السياره كانت في اسوأ حالاتها , عندما سألها عن مكان منزلها قالت بنفسها , ياتري هرجع البيت هلاقي أمان و لا هلاقي اللي شفته من شويه , طيب هنا لقيت حد انقذني انما في البيت ياتري هلاقي ولا لا, ظلت تبكي لما يحدث لها و ظلت تفكر أين المأوي الآمن في ذلك العالم الظالم الموحش فلم يعطيها عقلها في هذه الأثناء جواب غير"السجن"
كانت تتذكر تلك الأحداث و هي تشعر انها في كابوسا مفزعا وظلتً تبكي بصوت عالي و تهتز أوصالها وتتعالي شهقاتها بشدة
شعرت بإعياء شديد فتمددت علي الفراش و هي تبكي :, تروي الوسادة بتلك الدموع الحزينة التي تحمل أصعب آلام عرفتها البشريه
ظلت تردد من بين دموعها: فينك يا بابا انت سيبتني بين الغابة دي , يابابا انت الامان من بعدك خوف , انت كنت حضني الدافي من بعد مفيش حنان ابدا
ثم جالت بخاطرها صورة ذلك الضخم , ظلت تسرد علي عقلها موقفه معها بكل تفاصيله, موقفه و ان دل علي شئ فإنه يدل علي الشهامة و الرجوله و لكن المشهد الاخير كان عجيبا, عندما صرخت بوجهه وطلبت منه ان يحميها لم تكن تتوقع منه ردة فعل هذه
كانت تتوقع منه صفعه مدويه علي وجهها, وان كان بقلبه رحمة فعلي الاقل يسألها عن سبب لجوءها للانتحار ثم تحتمي برجل غريب ولكنه عندما طلبت منه المساعده لم يتردد لحظة و وفر لها الأمان و المأوي, ولكن هل سيدوم ام انه شئ مؤقت ليوقظها علي كابوسا مفزعا كما تعودت , هل ياتري سيظل علي وعده , وكيف ستكون اقامتها هنا , أوحيدة ام ان لده اسرة سيأتون للاقامة هنا أم ماذا
ظلت تفرض بعض الفروض بعضها مطمئاً و الاخر مريب حتي أتاها النوم علي غفله و غلف جفونها الساحره بهدوء و غطت في نوم عميق بسبب ارهاقها الشديد

رفع حازم جبهته من الأرض بعد سجدة شكر طويله و دموع الفرحه علي وجنتيه
مسحها بظهر يده و هو يردد عبارات الحمد و الشكر , أسرع للهاتف و طلب رقما ما وبعد دقائق آته الرد
حازم: السلام عليكم ازيك يا نرمين
نرمين بفزع ويظهر علي صوتها آثار النوم: خير يا حازم في حاجه
حازم بصوت كله أمل وتفاؤل: لا مفيش متقلقيش , ابراهيم فين
نرمين: ابراهيم نايم , هو في حد بيتصل علي حد الساعه 6 الصبح
حازم : طيب بسررعه صحيه
نرمين: ليه خير انت قلقتنين , ماما كويسه
حازم: بقولك مفيش حاجه , صحيه بس
نرمين: ماشي دقايق
ظل يجول بالغرفة بخفه و فرحه منتظر رد ابراهيم عليه حتي آته الرد
ابراهيم: ايوا يا بشمهندس
حازم: أبسط يا هندسه الفرج جه من عند ربنا
ابراهيم: فرج ايه؟
حازم: شركة أبل ردت عليا
ابراهيم بتعجب غير مصدقا: بتتتكلم جد ولا بتهزر , استحاله
حازم : يعني هصحيك من النوم الساعه 6 علشان اهزر معاك
ابراهيم: معقوله , ردت عليك في نفس اليوم اللي بعتلهم فيه , ده فيه ناس بتقعد بالشهور علي ما يجيلها رسالة الرد , وممكن في الأخر يكون الرد ب"غير موافق" , صحيح مضمون الرساله ايه
حازم: بص ياسيدي بيقولوا ان فيه فرصه الايام دي , بس اعطوني استماره أملاها في خلال اسبوع ولو المواصفات تطلعت مطابقه هيوافقه الموافقه النهائيه
ابراهيم : طيب معلش يا حازم اشرحلي العمل من تاني
حازم: بص يا عم لو وافقوا هيجوا يفرشولك الشركه كلها بحسابهم ولما الاجهزة تتباع تمن الأجهزة ليهم و المكسب ليك غير طبعا هيكون فيه عروض هتكون في صالحنا
ابراهيم: كويس قوي وانت ناوي بقي نفضي الشركة ولا هتشوف شركة جديده
حازم: بص يا هندسه الشركه القديمة زي ما هي مش هاجي ناحيتها , لازم نشوف مكان جديد ويكون كبير, مثلا ناخد دور كامل في برج تحت الإنشاء ونظبطه علي مساحات واسعه , قسم للاب توب و قسم للاجهزة العادية و قسم للموبايلات و قسم لقطع الغيار , ان شاء الله هنكون اكبر توكيل في المنطقه
ابراهيم بفرحه : كويس قوي قوي
حازم: عاوزين من بكرة نشوف مكان مميز و ياريت يكون قريب من الجامعه و تظبطه انت بقي تظبيطه صح , ده شعل عمارة ملعبك يعني
ابراهيم بعزيمة: وبكرة ليه من النهاردة
حازم: النهاردة الجمعه مش عاوزين نلف في الفاضي هنلاقي اغلب مكاتب الxxxxات قافله و بعدين انا لسه منمتش من امبارح
ابراهيم بمزاح: والله عارف انك مش هتنام الا لما تشوف الرساله
حازم : هههههه بحب فيك انك فاهمني
ابراهيم : طيب يلا ريح و علي بركة الله نبدأ من بعد بكرة
حازم: معلش قلقتك
ابراهيم : بالعكس انا كده هنام و انا مطمن , انا كنت ليل ونهار محتار اسافر ولا استقر و اعمل مشروع وكفايه غربه , ربنا يجازيك خير و ييسرلنا و يجعلها فاتحة خير علينا , بس عود نفسك دايما قبل ما تبدأ أي خطوة مهمة في حياتك قدم شئ لله علشان ربنا يبارك
قفزت تلك الفتاة بعقل حازم فجأة عندما سمع تلك الكلمات من ابراهيم وقال له: ان شاء الله
وبعد ان انهي مكالمته أجري مكالمة اخري بتررد
حازم بنفسه : 3 رنات لو مردش هقفل زمانه نايم ولكن الرد جاءه اسرع مما يتوقع
الاستاذ محسن: السلام عليكم
حازم: وعليكم السلام ورحمة الله ازي حضرتك
الاستاذ محسن: الحمد لله بخر ازيك يا بشمهندس
حازم : الحمد لله معلش ان كنت صحيتك من النوم
محسن: لا والله لسه منمتش في ناس جيرانا عندهم مشكله و محدش نام طول الليل
حازم: ربنا ييسرلهم , كنت بقول لحضرتك شركة أبل ردت عليا و انا عاوز حضرتك تكون معايا الاسبوع ده علشان الاوراق و الاجراءات و كمان هنشتري شركة جديدة وكده
محسن: أولا الف مبروك ربنا ييسرلك و يجعلها فاتحة خير عليك وانت انسان مجتهد و ربنا هيوفقك و أنا معاك أي حاجه تحتاجها تحت أمرك في اي وقت
حازم : شكرا جدا لحضرتك
محسن: انت ابني يا حازم ربنا يباركلك
حازم: ربنا يخليك اسيبك بقي علشان تريح
محسن: ماشي يا ابني مع السلامة
أغلق حازم الخط وبقلبه فرحه لو وزعها علي العالم لملأت قلوب البشر أجمع
اتجه نحو سريرة و بعد أن بدل ملابسه و تدثر جيدا و اقتحم عالم الأحلام بسكينة


استيقظ تلك الملاك البرئ من نومها و هي تشعر بألم بكل مفاصلها بالأضافه إلي معدتها التي بدأت تؤلمها من شدة الجوع
نظرت حولها بدهشة وبعد لحظات استعادت ذاكرتها تلك الأحداث التي أدت بها لهذا المكان
ظهرت علامات الحزن علي وجهها , استندت علي ذراعيها بكسل حتي جلست و استندت علي الوسادة
قالت لنفسها: هي الساعه كام
نظرت أمامها فوجد ساعة حائط فخمة و تشير xxxxبها إلي الواحدة و النصف بعد الظهر
قالت : ده انا محستش بحاجه خالص
لملمت شعرها الذهبي الحريري بيديها الصغيرتين و ربطته جيدا ثم قامت تبحث عن أي شئ تسد به جوعها و تروي عطشها وتساعد جسدها الضعيف علي الصمود في تلك الحياة
اتجهت نحو المطبخ و فتحت الثلاجه فوجدت كل مابها عبارة عن بعض الحلويات و الفاكهه والمشوربات الغازية
أخذت بعض القطع و أكلتها ثم أكلت بعض الفاكهه
قالت: ياتري هيجيبلي أكل و لا هموت جوعاً, الاكل اللي هنا يادوب يكفي يومين
تلفتت حولها تبحث عن شاي فوجدت الكثير من المكيفات التي تملأ رخامة المطبخ مصفوفه بنظام فقالت: يظهر الانسان ده بتاع مزاجه قوي
فاتجهت نحوهم و أحضرت فنحان من الشاي ووضعته علي المنضدة و اتجهت كي تتوضأ و تصلي الظهر

وفي تلك الفيلا التي يلفها الصمت في أغلب الأوقات , ويعيش بها أناس سكن الحزن جزء من قلبهم و لم يفاقره ابدا , كانت تجلس سناء و نور بإنتظار حازم حتي يعود من صلاة الجمعه ليتناولوا غداءهم , وهم يتحدثون في امور شتي وعندما سمعوا خطواته توقفوا عن الكلام , دخل حازم بهيبته و طلته المريبة , اقترب من والدته التي تجلس بوجه عابس و ملامح جامدة , ثم انثني و قبل رأسها
حازم : متزعليش مني بقي ياماما
سناء: هعمل ايه ابني و مجبوره عليه
حازم بمزاح : مجبوره؟ لا يا ستي و ايه جابرك إرميه بره للكلاب الضاله
سناء: قلبي ميطاوعنيش
حازم : شوفتي , طيب يلا حطوا الاكل احسن انا جعاااااااااان جدا
وبعد دقائق كان الثلاثة يتناولون طعامهم بصمت حتي قال حازم: هاتي ياماما قايمة الشوبينج بتاع الاسبوع علشان اروح اشتريها
سناء: طيب انا جهزتها لسه بس هكتب بروجر و الديتول فكرني قبل ما تمشي اكتبهم
نور: انا هاجي معاك علشان عاوزة اشتري شوز ابيض
حازم: لا أجليه النهاردة انا عندي مشوار مهم بعد الشوبيج مش هينفع تيجي معايا
نور: خلاص انا وماما نروح النهاردة وشوف انت مشوارك
حازم بصرامة: مش هينفع , بكرة ابقي اشتري اللي انتي عاوزاه الايام مخلصتش
نور: مش هينفع ليه ما انا وماما نزلنا المول قبل كده لوحدنا فيها ايه يعني؟
سناء لتنهي الحوار: يا نور ابقي خدي حد من صحابك بكرة و انزلي اشتري اللي انتي عاوزاه
نور وهي توشك علي البكاء: لا ياماما أنا عاوزة ارو ح بكرة الجامعه بالطقم الأبيض في بينك و انتي عارفه اني معنديش شوز شتوي لونه ابيض
حازم: يعني مفيش اي هدوم تانية تلبيسيها , الدنيا هتقف بكرة علي الطقم ده
نوربعناد: ايوا هتقف
نظر لها حازم بعصبيه وقال: مفيش نزول النهارة يانور
سناء تحاول منع حدوث مشاجرة: نور وبعدين معاكي, واساسا الجو مطر و طين و مش هينفع تلبسي ابيض خالص غير لما الجو يروق , البسي اي حاجه بكرة , انتي رايحه الجامعه مش مناسبة مهمه
تركت نور طعامها وقامت متذمرة تدب في الارض مثل الأطفال واتجهت نحو غرفتها تبكي
حازم : هاتي ياماما قايمة الطلبات يلا
سناء برجاء: معلش يا حازم , متزعلهاش علشان خاطري و خدها معاك ورجعها قبل المشوار و لا حتي سيبها تاخد تاكسي و روح مشوارك انت
قفزت برأسه صورة الفتاه و هي بين مخالب الذئاب عندما انقذها ليلة أمس برأسه فقال بعصبيه: قلت مينفعش يبقي خلاص , مش بحب اكرر كلامي , وقولي لنور تعمل حسابها من بكرةبكره معدتش تروح الجامعه الا لما اوصلها و ارجعها بنفسي الدنيا معدتش أمان
قامت سناء بدون ان تنطق أي كلمة و أحضرت قائمة الطلبات و كتبت بها بعض الأشياء الاضافية التي تذكرتها للتو واعطتها لحازم
أخذها حازم و اتجه نحو سيارته و عندما فتحها وجد المقعدين الأماميين ما زالوا مبتلين فقال: يظهر هاخد تاكسي
خرج نحو الطريق و استقل تاكسي حتي وصل ذلك المول الضخم
كان يقتني المشتريات المدونه في الورقه التي معه ويضعها في السله ثم يشتري مثلها ولكن بنصف الكمية ويضعه في سله أخري و بعد أن انهي القائمة ظل يتجول و يشتري بعض المأكولات و المعلبات التي تقع عينيه عليها و يظنها انها ضروريه , وبعد مايقرب من ساعه في التجول داخل المول اتجه نحو بوابه الخروج و دفع ما عليه من نقود و خرج من المول ويديه الاثنتين مكدستين بالأكياس الثقيله التي تحوي الكثير من الأطعمة
اوقف سيارة اجره و أعلم السائق عن وجهته و عندما و صل قال للسائق: حضرتك ممكن تنتظر هنا دقايق و هعطيك اللي تطلبه
السائق: ماشي يا ابني خد راحتك
فتح حازم البوابة الكبيرة و بيده بعض الأكياس ثم اتجه نحو المبني الذي كان يستعد ان يقضي به أوقات فراغه و راحته و طالما حلم بأن ينيه علي ذوقه الخاص و يزوده بكل وسائل الراحه و الترفيه و ما ان جهزه حتي جائت تلك الفتاه و خطفته منه علي غفله دون ان تعطيه مهله ليستشير عقله او يختار لها مكان اخر
ضغط علي زر الجرس
كانت حسناء تجلس علي سريرها تقرا سورة الكهف فهي مازالت ترهب المكان و الوحدة أيضا فلم تفارق السرير منذ أن وطأت قدمها ذلك المبني الا لقضاء حاجه ضرورية
فزعت عندما سمعت صوت الجرس , قفزت من مكانها , خرجت للردهه أمام حجرة النوم و نظرت من تلك النافذه الزجاجية فوجدت رجل اسطوري ضخم البنيه يحمل الكثير من الأكياس , فعلمت انه صاحب المنزل , فعاد الأطمئنان نسبيا إلي قلبها ولكنها كانت أيضا تخاف منه فهي لا تعلم اي شئ عنه
ارتدت اسدالها و اتجهت للاسف , قالت من خلف الباب: ايوا
فجاءها الصوت: ميلي في جنب علشان هدخل
فقالت : ماشي دقايق
ثم عادت تجري بسرعه للأعلي ودخلت غرفة النوم و أغلقتها خلفها بالمفتاح و ظلت تنصت بإذنها علها تستنتج ما يحدث بالخارج
استقبلت اذنها صوت البوابه تفتح و بعض دقائق تغلق ثانية , شعرت بالرهبه بشدة أهو الآن بالداخل معها في نفس المكان مغلق عليهم باب
ولكن بعد دقائق سمعت صوت بوابة الحديقة الخارجية تغلق فأسرعت و نظرت من خلف النافذه فرأته يخرج ثم يتجه نحو سيارة الأجره
عادت إلي الباب واستندت بأذنها عليه علها تسمع اي اصوات اخري تستدل بها علي وجود أحد فلم تسمع ظل دقائق فلم تسمع شئ
عادت تجلس علي السرير , وامسكت المصحف بيدها ولكنها لم تستطع القراءة فكان قلبها يدق بسرعه و عقلها يتخيل و يتوقع وجود احد معها
قامت ثانية و حاولت أن تسمع شئ ولكن يبدو أن لا أحد معها
فتحت الباب بحذر شديد و هي تحاول ألا يصدر أي صوت, ثم خرجت بهدوء و هي تتلفت و كأنها لص ينوي سرقة منزل , فلم تجد أحد , نظرت بالأسفل فوجدت الكثير من الأكياس
قالت : ممكن يكون جايب أكل , انزل اشوف كده
لكنها تراجعت عن قرارها خوفا فعادت إلي الغرفه ثانية وأغلقت الباب جيدا و كأنها تسكن في بيت رعب وقالت: هفضل لحد أذان العشا لو ملقتش حد بيتحرك في البيت هنزل اشوف الاكياس دي
وعادت تحاول جاهدة جمع تركيزها المشتت لتكمل قراءة سورة الكهف و ترديد أذكار المساء


عاد حازم إلي منزله وعندما دخل ووضع الاكياس التي بيده قال لوالدته : ماما تعالي شوفي الحاجات دي كده , وخدي علبة الشيكولاته دي اللي نور بتحبها صالحيها بيها
سناء: ادخل صالحها انت
حازم علي عجله: مش فاضي و الله يا ماما العربيه فيها شوية تصليحات و محتاجها بكرة ضروري
ثم خرج نحو حديقة الفيلا و بدأ في التفكير في كيفية التخلص من المياة التي تبلل المقعدين الأماميين

ظل يحاول بها بشتي الطرق و عقله مشغول بمستقبله و خططه تاره و تارة اخري مشغول بتلك الفتاه التي أصبحت جزء من مسؤلياته في أخطر وقت يمر به في حياته , ككان كلما حاول في التفكير في ماهية تلك الفتاه و يضع بعض الظنون يشعر بأنه عقله مجبس لا يستطيع التفكير في اي شئ وولكنه يمتلك كامل اليقين ان الله اكرمه بطاقة النور للمستقبل بسبب مساعدته لتلك الفتاه و انها تستحق المساعدة و ان الله قدر بأن يمر بهذه اللحظة من ذلك المكان حتي ينقذها فنوي ان يقدم لها المساعده بكل الطرق التي يستطيع تقديمها حتي يوفي بوعده لله و حتي يكرمه الله في خطوته القادمة
وعندما استأذنت الشمس ورحلت عن السماء و حل محلها النجوم الي تظهر بصعوبه من خلف ستار الغيوم الكثيف , ملأ أذان العشاء جميع الارجاء , كانت حسناء ما تزال محبوسه داخل الغرفه ولكنها بدأت تشعر بالأطمئنان لعدم وجود أحد معها بالمنزل
خرجت بتوجس وظلت تنصت و تتلفت و لكنها لم تجد أحد , نزلت لتستكشف ما بتلك الأكياس التي أحضرها حازم , فوجدت الكثير من الاطعمة التي تكفيها لمدةشهر كامل
تعجبت بشدة, فهذا الرجل لا يعرفها وأيضا يعاملها بغلظة و لكنه يغدق عليها بعطاياه , فهاهو يسكنها في مكان لا يشبه إلا قصور الأمراء و يبدو انه يخصه بشدة ويعز عليه والدليل انه موفر به جميع وسائل الترفيه الممكنه , ثم أحضر لها الملابس الغاليه و التي تكفيها و تفض دون ان تطلب منه , ثم يأتي لها بأشهي الأطعمه واللحوم و الفواكهه و التسالي ما يكفيها شهر, انه لإنسان عجيب حقا , فهي عندما طلبت منه المساعده توقعت انه سيضعها في حجره لس بها سوي فراش أرضي و يرمي لها ببعض فتات الطعام ولكن هاهو يكرمها كمن يكرم أمه أو حبيبته
حملت الأكياس و هي تدعي له الله بكل الدعاء الصالح الصادق في الدنيا و الآخره وبدأت تشعر بالإطمئنان يملأ قلبها المفزوع و شعرت أنها و لأول مره منذ زمن بعيد تشعر بأنها في امان و ان من حقها أن تعيش دون خوف و قلق و صراع نفسي في ذلك المكان الذي تجهله وتجهل صاحبه و لكنها علي يقين انها في منزل انسان بمعني الكلمة
مر الأسبوع علي عجله ملئ بالاحداث علي حازم و ملئ بالوحده و الفراغ علي حسناء
كان حازم يعمل بجهد لتحقيق حلمه يبحث في كل لحظه تمر عليه علي انسب مكان لبدأ مشروعه الجديد برفقة ابراهيم زوج اخته نرمين الذي كان يتشارك معه نفس الحلم و يسعي معه لتحقيقه
أما في قصر الوحش كانت حسناء تعيش اسبوع من أصعب أيام حياتها , فمع انها كانت تحاول الـتأقلم مع وضعها إلا أن اشباح الماضي كانت تطاردها في عقلها كل لحظة , والأحداث التي تدمي قلبها تتابع كل دقيقة علي عقلها لتذكرها بأيام صعبه عاشتها في الماضي القريب ولا تعلم هل ستعود إليها ام انها اصبحت في مأمن للأبد



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 28-02-17 الساعة 08:58 PM
REHAB OMAR غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس