مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة ? العضوٌ???
» 12556 | ? التسِجيلٌ
» Jun 2008 | ? مشَارَ?اتْي » 42,438 | ? الًجنِس » | ? دولتي » | ? مزاجي » | ?
نُقآطِيْ
» | ?? ??? ~ | |
تبوك , الثانية عشرة صباحا .
أدخلت المفتاح في الباب وحاولت فتحه ولكنها لم تستطع .
كانت حائرة فعلا من ’ فارس ’ الذي أرسلها إلى منزل والدها منذ العصر , وأمرها أن
تأتي عند الحادية عشرة دون أولادها .
طرقت الباب , وفتح لها ’ فارس ’ مبتسما , وكان متأنقا ..
بثوبه الأبيض , وغترته البيضا .. والقلم الفضي على جيبه … أمسك بيدها وأدخلها
ثم أقفل الباب .
تفاجأت جدا من منظر الصالة , إذ كانت الأنوار جميعها مغلقة , والشموع منتشرة في
كل مكان , وكذلك أوراق ورود حمراء .
أزالت النقاب عن وجهها ونظرت إليه وعلى محياها ابتسامة متسائلة , وقلبها يدق
بشكل غير طبيعي .
مد إليها وردة حمراء وقبل جبينها بعمق .
’ نوف ’ ابتسمت خجِلة , وقالت مرتبكة ( شكرا فارس , ولكني لست أفهم شيئا , لم أتعبت
نفسك , وما المناسبة ؟ ) .
ابتسم ’ فارس ’ وقبل يدها بطريقة رومانسية ( المناسبة , المناسبة …. سأقول لك
الصراحة وأدع الرسمية , حسنا ؟ ) .
أومأت له بإيجاب مبتسمة , فأكمل ( بدأت المناسبة منذ خمس سنين ونصف , مناسبة
رائعة جدا , لا توصف بالكلمات , ثمانية وعشرون حرفا لا تكفي لوصفها , لا يفي
حقها المعلقات الطويلة , ولا قصائد بطول الملاحم , تلك المناسبة التي لم أعرف قدرها ,
انتظرتني ولم تنتهي , صبرت كثيرا على إنشغالي وعدم إهتمامي بها , اهتمت بكل تفاصيل
حياتي , اهتمت بكل ما يتعلق بي من صغيرة أو كبيرة , لم تنبهني خشية إزعاجي ,
ولكنني بقيت أحمقا إذ لم أشعر , وآن الأوان لأعطيها حقها , مع أنني لن أرد لها قدر
أنملة مما قدمته لي ) اقترب منها وأمسك بكتفاها وقرب وجهها منه ( تلك المناسبة
إسمها نوف , أجمل مناسبة على وجه الأرض و …… أعجز يا حبيبتي ) واحتضنها
بقوة ( أنا آسف حبيبتي , آسف على كل شيء , على كل لحظة أهملتك بها , على كل
ألم شعرتي به من أجلي , على إهمالي لك , على عدم شعوري , على إنشغالي , على
كل شيء … كل شيء ) ونظر إلى وجهها بعينان دامعة ونادمة .. معتذرة ( ما فعلته
بك طوال تلك السنين لن يغفر بكلمة آسف ولا بأي شيء آخر , ولكنني أعدك بأن ….. ) .
وضعت ’ نوف ’ يدها على فمه تمنعه من الإكمال ودموعها على خدها
( لا يا عزيزي , لا تقل ذلك … أنا يكفيني وجودك بجانبي , ناهيك عن إعتذارك وعن
هذه المفاجأة الجميلة , أنا حقا سعيدة , ولا أستطيع أن أصف سعادتي لك , أنت
تعرف كم أحبك ) .
مسح دموعها بيده وابتسم ثم قبل جبينها ( لولا تحملك لي , وطيبة قلبك .. لما كنت
الرجل الذي ترينه يقف أمامك يعتذر , و ……. ) ضحك لعجزه ( أنتي تعلمين أني
لا أستطيع الحديث طويلا , مفرداتي قليلة , وأظن أن عبارة واحدة ستعبر عن كل
ما بداخلي ) قبلها ثم همس بأذنها ( أنا لا شيء بدونك ) .
ابتسمت ’ نوف ’ بسعادة , هاهو صبرها قد أتى بنتيجة رائعة , أروع من توقعاتها .
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°• °•°•°•°
بعد سنة ونصف .
كم مر من الوقت , كثير .. أليس كذلك ؟
ودعته كارهة تصرفه , عاشت ذكرياته متمنية العودة إليه , وعائدة إليه
( مشتاقة ) ومتلهفة .
تنفست بعمق قبل أن تدخل .. وابتسمت ابتسامة صادقة معبرة عن سعادتها , دخلت
إلى من كان ينتظرها بقرب الباب .
وما إن دخلت حتى توقف عن مشيه يمنة ويسرة وتعلقت عيناه بها , قلبه يدق بسرعة ..
ها هي حبيبته التي كان قاسيا عليها جدا , تقف أمامه بزينتها التي لطالما ندم لعدم
رؤيته بها وبسببه !
وتلك إبتسامتها النادرة التي سلبها منها بتعامله السيء ..
تقدم منها وأمسك بكفيها ( يا إلهي , لا أكاد أصدق .. أنتي فعلا أمامي ياسارة , وبين
يدي .. كم اشتقت إليك , وكم ندمت على ما فعلته بك ) .
ابتسمت ’ سارة ’ بارتباك ( انسى ما حصل في الماضي يا تركي , وأسعدني فقط ) .
اتسعت إبتسامته وضمها إلى صدره , وهمس لها قائلا ( آسف يا حبيبتي , سامحيني ) .
’ سارة ’ ( قلت لك انسى كل شيء ) .
’ تركي ’ ( سأنسى بإذن الله ) .
ابتعدا عن بعضهما قليلا وقبلها ’ تركي ’ بحب .. وأخذ ينظر إلى عيناها وهو لا يزال
ممسكا بكفيها .
حين قالت ’ سارة ’ ( أحبك ) .
’ تركي ’ ( وأنا أعشقك وأهواك , يا سارة الصغيرة ) .
ضحكت ’ سارة ’ ( ما هذا ؟ ) .
’ تركي ’ ( نعم أنتي سارة الصغيرة , قبل ست سنوات .. كان لدي سارتان وأمل ,
والآن لدي سارة واحدة , سارة الصغيرة ) .
( ومن هي تلك الأمل ) .
( أنتي , نعم …. كان لدي أمل بالعيش سعيدا مع فتاة طيبة مثلك , والحمدلله أن
حقق لي ما تمنيته ) .
°•°•°•°•°•°•°•°•°•°• °•°•°•° النهاية . أتمنى أن تكون الرواية قد نالت على إعجابكم , فقد فعلت كل ما بوسعي حتى
أخرجها بطريقة لائقة .
كانت جميع الأحداث تؤدي إلى نهاية حزينة , ولكن لعلمي أن النهاية الحزينة قد
تغضبكم وتؤلمني ( نعم .. أتألم لأبطال غير واقعيين ) جعلتها سعيدة .
عشت كل تلك الأحداث حين كتبتها , سعدت على سعادة أي بطل , وتألمت كذلك أيضا .
وهذا لأنني أحب الكتابة بصدق , فلا أكتب موقفا إلا وفكرت فيه عدة مرات ,
وقلبته في عقلي .
هذه الرواية استخدمت حين كتابتها واستعنت بمشاعري لتكون بهذه الصورة .
سعيدة إذا أعجبتكم , وإن لم تعجبكم … فأنا أقدر ذلك الشيء , أذواق الناس ليست
متشابهة .
وربما البعض منكم لم يحبذ اللغة العربية الفصحى , فأقول ….
أنني أرغب في سعيي لتطوري في الكتابة , لأنني علمت أن اللغة العامية أو المحلية
لا تضيف أي شيء في الكتابة الأدبية , بل تشوهها , ولا تساعد على إنتشار ذلك العمل .
وأنا أريد أن أكون كاتبة حقيقية , ليست عادية .. لذا فعلت ما رأيته صحيحا . رفعت الأقلام .
الكلمة لــ : مروة محمد . للتواصل والإقتراحات وإبداء الرأي :... Twitter / @__M_H_5 |