عرض مشاركة واحدة
قديم 16-03-17, 07:23 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



رواية:لُجَّةُ الذكرياتِ
نحن كـ القارب الصغير وحياتنا بحرٌ عميق
علينا أن نجدّف بمهارة وحذر
من أجل بقاء القارب
بسلامة دون إصاباتٍ قد
تٌغرقه وتجعله حُطامًا ( لا شيء!)
...

هشمّني...

لم يبقى لي جزءً سليمًا في جسدي...

عنفّني وأي عنفٍ أتحدّث عنهُ!

بل ألتهمني وكأنني غزالٌ
في غابةٍ تسودها القوانين
عُقِبة ببساطة لأنها اخترقتها ولم تُبالي!
جعلني جسدًا بِلا روح...
بلّدَ مشاعري...
ورحل...
جاعلني أُلملم ما تبقى مني!
هو رحل ولا أظنّهُ سيعود...

,،غيبوبة,’

جسدي خفيف أشعر بخفته اشعر أنني أُحلِّق في السماء
وأُلامس بيديّ الغيوم بل يدي تخترقها ولا أستطع القبض عليها
مُلامسة وهمية تجعلني ابتسم لساعاتٍ طويلة!
اشعر بهم يبكون وتارة يقرؤون ما تيسر من القرآن الكريم
لا اعلم ما الذي حدث ما الذي جعلني غير قادرة على الحركة رغم انني اطير!
ولكن لا اعرف كيف يتم الهبوط؟!
يومي ينقضي في الطيران والتحليق بين النجوم تارة وتارة أخرى
بين الشمس وتراكم الغيوم
اشعر بلمساتٍ حانية تبدأ من على رأسي وتنتهي على خدي
وتُختم بقُبلة طويلة ما بين عينايْ
اشعر بحرارة ومرارة تلك القُبلة
أنها قُبلة (أمي)أحاول فتح عيناي
أُطمئِنُها على نفسي
أخبرها بأنني بخير
وأحلِّق في السماء كما تمنيْت
ولكن أفشل في فعل ذلك!
اسمع همهمات البَعض
وكلمات بعضهم الآخر
لا أفهم شيء
يبدو لي أصبحت غير قادرة على فهم اللغات
أنا لا افهم إلا لـِ لُغة الطيور!
هل أصبحت طائرًا؟
ما الذي جعلني أتحوَّل من إنسانٍ إلى طير!
هل أُلقى عليّ سحرٌ.....
أو ماذا حدث...
هُناك أمرٌ آخر
أنا لا اتذكر أي شيء
أنا الآن
فقط
مُبدعة في التحليقْ!











,، صراعاتٌ نفسية,،

مرارة الألم تخترقُ معدتي
تشوهُها بغزاتٍ لِتُحيي الضمير الميّت
لا تكفيها تلك الغزاتْ...
تؤرقها حتى تخرج ذلك السائل
ومن ثم تهدأ عواصفها لفتراتٍ مؤقته!
هل أفرطتُّ بالشراب بالأمس
ليحدث كل ما حدث اليوم...
أطرافي ترتجف ولا تعرف للسكون والهدوء طريقًا
اشعر بالبرد في وسط حُرقة هذا الصيف
عَرُق جبيني....
اهتز قلبي لآلاف المرات...
هل جاء موعد عدم السيطرةِ على الأعصاب
هل حان موعد تدمير كل شيءٍ من الأثاث
من اجل ابرةٍ لعينة .....
يرتاح جسدي لها عندما تُراقص اوردتي وتهمس لها: حان وقت التحليق!
اللعنة....
ثم
اللعنة....
على تلك الأُبر
ليس لديّ المال الكافي لشرائها
مُنذ تلك الحادثة وجسدي لا يهدأ
إلا عندما أٌحقِن نفسي بها!
عاقبة نفسي بنفسي.....
وجلبت لها المخاطر بإرادتي...
أحاول أن اسيطر على رعشات جسدي
وقلبي....
وجنون الصّداع الذي يفتت خلايا عقلي...
استسلم واتهاوى ساقطًا على الأرض
أُمسك بيدي الهاتف يسقط من يديّ
ثم أعاود محاولتي لمسكه
اسيطر على رعشاتها العشوائية
اضغط على رغم ذلك الشيطان
ليرد ويتكرر المشهد هذا كلما صرخت خلايا جسدي لطلب
تلك الاُبر اللعينة

_ تركي تكفى تعال راسي بينفجر أنا في شقتي تعال وجيب معك اللي خابر...
لا اسمع صوته
ولا تنفسه
ولا اتخيّل شكله المنتصر لإدماني
ولكن تصلني ضحكته
لتجعلني ابكي عجزًا لِم فعلتهُ بنفسي
يتلاعب بي
يرفع سعر تلك الأبر اللعينة ليستفيد من إدماني
ارضّخ لذلك السعر
من أجل إسكات تلك العواصف
ولتهدأ....
ولِتستريح
ولِأحلِّق أنا بجانبها بإرتياح!
أتى ورمى ذلك الكيس الأسود في وجهي
ألتقفتها لأحميها من السقوط على الأرض
ولأحميها من التلوّث...
تقدم لناحيتي شدني من ياقة بذلتي
أظهر تقرّفه مني تحدّث بصوتٍ
حاسمٌ للأمر
_ انا مسافر وراح اطوّل فدبّر عمرك بذول بس لا تصير مبذّر حافظ عليها .....لأنها هي بعد لحافظت عليها بتحافظ عليك...

عقدت حاجبيّ وبدأ جنوني يزداد سيسافر إذًا
ألقيت نظرة خاطفة بداخل الكيس
نظرت لعدد الأُبر هذا لا يكفيني!
تقدمت لناحيته مترجيًا
_ لا تسافر ....تبي تموتني....ذول ما يكفون
طبطب على كتفيّ شامتًا مبتسمًا بانتصار
_ دبّر عمرك يا فيصل أنا مطول في السفر .....لا تاخذها إلا وقت الضرورة
رميت الكيس على الأرض ركلت الباب بقدمي اليُسرى
لغلقه اصدر صداه ازعاجًا لخلايا جسدي المضطربة
شدّيت على طرف ثوبه
والصقتهُ بالجدار
تلك القوة لا تأتي إلا لأجل تلك الحبيبة المسكِّنة لآلامي
شدّيت عليه وكأنني اريد خنقه
وهذا ما اريده حقًا اريد الانتقام خلال تلك اللحظات همست له ما بين رجفاتي
_ قلت لك ماقدر وفّر لي كمية تسد لي حاجتي ولا لاتسافر
حاول التملّص والتخلّص
من يدي نظرت لعيناه الجاحظتين
لامست خوفهُ مني
لكن في لحظاتٍ زادت بها رجفات يدي
وضع يديه على صدري ودفعني
بقوة...
جلعني اترنّح يمينًا ويسارًا
تحدث بغضب
_ مدمن ويتشرط ما لك إلا ذول ولا والله اخذهم بعد منك
ومنو انت على شان ما سافر .....تراك زبون عندي
وانا بإشارة وحدة اقدر انهيك.....ولا تعيد حركتك الغبية ذي
راح انتظر تسديدك لقيمة هالأبر لك يوم كامل بس على ما توفر الفلوس وإلا صدقني ما راح يحصل لك طيب

خرج واغلق الباب بقوة ضجّ بها المكان لصداه
احتضنت نفسي
وبدأت بالزّحف لجانب الكيس
اخذت ابره واحده تمعّنت بالنظر لها
همست بكلماتٍ قد همست بها من قبل ولم انفذها
_ بس هالمره راح اخذك!
اصبحتُ ماهرًا في إدخال الأبر في جسدي دون خوف
دون تردد دون أن اشعر بألم وخزها....
ها انا الآن بدأت أُحلِّق لمدى بعيد
بعيد جدًا لا يوجد به أحد سوانا
أنا وهي...
والحُب الذي يحيط بِنا....
لم اتركها يومًا
بل هي من تركتني
في وقتٍ لم أتوقعه...
ولكن في هذه اللحظات هي تُحلِّق معي
لِتسد فجوات الرحيل الذي اسقتني من كأسه قبل عدة اشهرٍ
طويلة!
فالتحيا تلك الأبر...
واليحيا تركي ليجلب لي تلك الأبر الساحرة....
ليجعلني ثملٍ اكثر بحب تلك اللعينة...
فلـ ترقص معي هنا ....
دون خوف
دون ألمٍ وشتات!
ارقصي ايتها الفاتنة
ارقصي يا فاتِنت العقل والروح!








.
.
همساتٌ عتابية

أنتِ صغيرة على كل هذه الآلام
جسدك الضعيف
لا يتحمل كل هذه الإصابات والجروح الغائرة
بعدكِ لم تري شيئًا جميلًا من هذه الحياة الواسعة
كُنتِ فعلًا مصدرًا للسعادةِ والضحك والمرح....
والمنزل بعدكِ لا يعرف طريق السعادةِ والفرح
ها انتِ بلغتِ من العمري عشرون سنة
مضى عامٌ على ذلك الحادث الذي اوقعَ بِك
على فراش المَوْت!
أعلم أنكِ تتألمين....
تحاولين التخلّص من هذا العذاب
ولكنكِ غير قادرة....
(فاتن) افتحي عيناكِ
لِتخلّصي جسدك من الارتخاء والسكون
حركي طرف قدمكِ...
حركي اصابع يدَيْكِ...
حاولي أن ترمشي بعيناكِ
فقد اشتقت للنظر للونهما البني الفاتح
لماذا تظهرين لنا عجزك
مرّ عامٌ وأنتِ هُنا مغمضة للعينين...
إن كُنتي تسمعينني
فسأخبرك بأمرٍ مهم...
انا احبكِ
ولست مثلما ادعي في قولي أمامك
اكرهك أتمنى موتك!
بل بعد ذلك الحادث الذي باعد بيني وبينكِ
ولم يجعلنا نتشاجر كما في السابق
لم يجلعنا نضحك ونتشارك في مشاهدة فلم رعب كما تحبين
او في تناول حبّة شوكولاته سوداء
لم يجلعنا نتشارك في أكل وجبتك المفضلة (البيتزا)
افتقدت صراخك حينما أقوم بأكل ثلاث قطع واترك لكِ قطعتين
فتقومين راكضة نحوي تحاولين ضربي
ولكنك لا تصلين إليّ
فينهال عليّ فمكِ بالشتائم....
ويتردد صدى ضحكاتي المستفزة وكلماتي حينما أقول(والله يا فاتن هالبيتزا لذاذة يعطيك العافية عشتيني ببلاش هههههههه)
وينتهي بكِ المطاف بالاستسلام
والجلوس على حافة الدرج كطفلة صغيرة اخذوا من يدَيْها السكاكر ....فجلست واستسلمت للبكاء!
انهضي لا تكوني ضعيفة
تركتُ محاضرتي وأتَيتُ لمحادثتك براحة دون وجود أحدهم
أختي فاتن
آه يالي جمال تلك الكلمة
أختي....
لا اريد ان افتقدك...
فانتِ اختي...وصديقتي...وبئر اسراري
رغم أنني اكبرك بخمس سنوات ولكن شاء القدر بأن نكون اخوة قريبين من بعضنا البعض توأم نختلف في اعمارنا فقط!
دعيني أخبركِ
يافاتن
أمي تتألم ...وأبي يتهاوى بجسده على فراش المرض
يخدعنا بانه لا يعاني لفقدك لا يعاني لمرضه
ينهض يزاول عمله....
كل يوم
يذهب هُنا وهناك لأداء الواجب....
لم يستسلم يومًا لمرضه ...
لم يكون عاجزًا مثلك!
فاتن انتِ عاجزة لعامٌ طويل
ومظلم....
ومغلِّف بصرخات والدتي حينما تلقّت خبر
ذلك الحادث الشنيع...
أنتِ نجوتي بأعجوبة...
انتِ بقيتي على قيد الحياة بمعجزة إلاهيّ
الآن أتى دوركِ...
اتى دور ان تستجيبي لعِلاجاتك....
ان تحاولي...
أن تحاولي النهوض فقط!
لا تخذليني اخيّتي لا تخذلني انتِ اقوى من هذه الآلام
انحنى ليصل لمستوى رأسها
قبَّل جبينها الذي خُطّ عليه جرحٌ عميق لم يبقى سوى اثره
اغمض عينيه ولم يكبح دموعه الذي امطرت على وجه اخته...
لتبقى ساكنة على خدّيها....
اعتدل في وقفته
وقام بتعديل هندامه...
نظر إليها ثم خرج من الغرفة!



.....
لا زلت أُحلِق
اعجز عن الهبوط
شعرت هذه المرّة بقبلةٍ ليست بقُبلة والدتي
قُبلة تحمل حزنًا عميقًا مخبأ في صدر صاحبها
امطرت عليّ الغيوم مطرًا باردًا جلعني ابتسم
فالمطر مُلهمني!
دومًا ما يلهمني الكلمات التي تعبّر عن مدى سعادتي...
ولكن صوت ذلك الغريب ونبرته المنكسرة
وكلماته العتابية المتفجرة من ينابيع قلبه
جعلت الكلمات تتحول وتتمرّد في الغرق في وحل الحُزن
إذًا ما حدث لي حادثٌ شنيع
هذا ما فهمتهُ منه!
واسمي هو فاتن!
متى سأتعلم الهبوط على الارض
تعبت وأنا أُحلِّق
وانا اتنقل ما بين الجبال الشامخة
ارهقني التحليق !
متى ستلامس الأرض قدماي؟!
متى!


........

أغلق هاتفه بدأ الأمر محيّرًا ولا بد من إنهائُه
مضى عامٌ على خطبتهما...
عامٌ لم تذق فيه العائلتين حلاوة الخُطبة والفرح لِأبنائهما
سيُحسم الأمر...
رغم أنّ قلبه لا يريد فعل ذلك
ولكن يعلم انّ ابن اخيه يريد أن يُقيم حفل الزفاف مُنذ أن
عقد القران على ابنته....
ولكن أجّلا تلك الحفلة...
خرج من غرفته يُقلِّب الأمور في رأسه جيّدًا ويزنها
هذا هو حال الدنيا....
يومٌ مُحزن
وآخر مفرح....
لِم نوّقف الأفراح بأيدنا
ولِم نحزن وكأنّها توفيّت
فلنفرح....
ونتفائل..
ولنودّع دموع الآلام والغصّات
ونستبدلها بدموع الفرح والسعادة....
وصل لغرفة الجلوس التي تجتمع بها العائلة
رأى زوجته وابنته رهف
ابتسم وتقدم لناحيتهما
جلس بالقرب من زوجته
نظر إليهما ثم اردف بصوته الحاني
_ الوجه منوّر اليوم
التفتت إليه زوجته بابتسامة باهته تخلو من الحياة
ميّته مكّفنه خلف ضيقٍ ومحتاتٍ على ابنتها طريحة
الفراش
_ الحمد لله على كل حال
ابتسم ثم نظر لأبنته التي تعبث بهاتفها بشتات وسرحان عارم لكيانها بأكمله...
تحدث برفق
_ رهف ....ما كلمك فهد اليوم؟
لم تجيبه بعد...
التفتت إليها والدتها....
لتغوص هي الأخرى في شتات ابنتها ألتمست حزنها
ضياعها...حركت رأسها بأسى
_ رهف أبوك يكلمك
اخيرًا استيقظت من عالمها الخاص المغلّف بذكرى فاتن
_ هلا يبه آمر بقيت شي؟
أعاد سؤاله بهدوء
_ فهد ماتصل عليك!

سكتت لم يتصل ولن يتصل حتى اخضع لأمره
وانا لن اخضع ولن استسلم في تغيير رأيي
رُغم حُبي له وعشقي السرمدي الذي يُلامس
قلبهُ قبل قلبي إلا أنني لا استطيع الموافقة على ذلك الأمر
فمازلت انتظر استيقاظ تلك الفاتنة التي غابت
ليغيب معها الفرح والسرور
اجابت بتردد
_ لا...
والدها بدأ الأمر واضحًا بالنسبةِ إليه
إذًا لم ينجح فهد في إقناع رهف
عن امر إقامة زواجهما...
فأخبر والده ليكون واسطة
في الإقناع وفي الخضوع لهذا الأمر الذي طال...
_ طيب سمعيني يا بنتي زين...
فهمت ما يريد قوله لذا نهضت سريعًا وكأنّ شيئًا ما لدغها في
جسدها وبثّ سُمّه لتنهض بهذه الطريقة المريبة
تحدثت سريًعا
_ عارفة يبه أنّك ....
نهض هو الآخر ليقاطعها
تقدم أمامها
امسكها من اكتافها النحيلة
وتحدث بِلّطف
_ يبه رهف ......سمعيني للآخر....
سكتت وشتت نظراتها عن والدها
تحدثت والدتها بخوف من حصول أمرٍ تجهله بخصوص علاقة ابنتها بخطيبها فهد....
_ صاير شي بينك وبين فهد
التفت زوجها لِيُطَمئِّنْ زوجته ويهدّأ من ذعرها
_ لا مو صاير شيء
ثم التفت على ابنته لِيكمل
_ رهف .....صار لكم سنة وست اشهر من ملكتوا.....والولد من حقّه يبي يقدم الزواج...
حاولت مقاطعته لكن رفع يده
قائلًا
_ خليني أكمل يا يبه....ما خبرتك مسّرعة ...
ثم اردف بهدوء اكثر
_ فهد ولد عمك وفاتن اختك بنت عمه بعد....والحزن بينا وبينهم مشترك....بس مو من حقنا نمنع الفرح والسعادة أختك فاتن بإذن الله بتقوم.....الطبيب يقول حالتها في تحسن وإن شاء الله بتعدي هالأزمات.....صدقيني هي ما راح تكون راضية لقرارك الأناني....

أناني....
نظرت إليه مندهشة ومتعجبة
قراريّ الآن اصبح أناني؟!
لم تستطع كبح غضبها
فانهارت في الحديث
_ أناني ......قراري الحين صار اناني....يبه فهد هو الأناني ومو مقدّر وضعي وحزني على اختي.....أنا ابي زواجي يتم لفاقة أختي من الغيبوبة....ابيها تشاركني في فرحتي...
تحدّث بوجع
_ خلينا واقعيين يا رهف....صدق الطبيب قال حالتها في تحسن......بس يظل في جانب سلبي لهالغيبوبة .....
نظرت إليه زوجته بفزع ونفس متسارع
ولكن أكمل لِيُقنع ابنته
_ ما يقدر يقول لنا بكرا بتصحى ولا اللي بعده ....ما يقدر يحدد هالشيء إلا رب العالمين.....طيب اذا ما صحت الحين
ارتفعت شهقاتها بالبكاء
فالحنين والإشتياق لفاتن
والحقيقة المُّرة
اضعفتها لتبكي
وتُطلق شهقاتها المؤلمة
لتجبر والدتها ايضًا في المشاركة في هذا البكاء
حاول والدها أن يكون صابرًا متماسكًا
ويشّد عليها اكثر في قوله
_ انا ما قلت لكم كذا عشان تبكون
ثم نظر لزوجته
_ وأنا آسف يا ام عبد الرحمن هذا الواقع اللي المفروض نتقبله......ونحتسب الأجر فيه.......المفروض ننجح في الأختبار اللي ربنا حطنا فيه......وكون عندنا حسن ظن بالله ......وما نحزن كل هالحزن وكأنها ميته.......الحمد لله على كل حال.....وما في يدنا غير الدعاء والصّبر....وما نوقّف امور كثيرة ونأجلها ......حنا لازم نكون اقوى ......ونمشِّي الأمور وكأنها هي بينا.....
ثم التف لرهف ثم قال
_ انا عارف أنك جهزتي لزواجك وصار اللي صار وتأجل كل شيء.......والحين ما قدر أقول لا .....لا لعمك ولا لفهد......لمتى وحنّا نأجل؟
ما زالت رهف تهتز
وتتألم والدموع ترقص على خدّيها
رقصاتٍ على لهبٍ مشتعل في جانبها الأيسر
_ زواجك على خير الشهر الجاي......بنسوي حفلة صغيرة وعائلية .....و...
لم تتحمل بكت بصوتٍ عالي واخذت تقول
_ خلاص ما بيه.....ما بيه......ما ابي اتزوج
ثم انهارت
واخذت تركض متجه لغرفتها
حرّك رأسه بأسى
ثم اردف
_ الله يهديك يا رهف
تقدمت زوجته لناحيته وعيناها تترقرق بالدموع
ووجهها شُحِن بالسخونة اثر البكاء واحمّر
_ طيب ليش ما تخليهم يأجلونه....
اخذ يتنفّس بعمق
ليُريح عضلة قلبه التي انقبضت لتؤلمه
_ لمتى وحنّا نأجل انا ضد هالتأجيل.... خلاص يكفي....أنا منحرج من اخوي واخوي منحرج مني.....والافضل أنه نزوجهم وبلاش نأجل ونخلي ما بينهم فجوات يمكن تصل لخلافات ووجع راس.....
سكتت ولم تستطع أن تردف بكلمة واحدة
بينما زوجها خرج من المنزل
...




.
.

.

انتهى






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس