عرض مشاركة واحدة
قديم 17-03-17, 04:21 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية:لُجَّةُ الذكرياتِ

البارت

الثاني


مرّ يوم ويومان وأصبح اليومان شهرًا!
أختفى فجأة...
انقطعت الاتصالات بينهم
والرسائل القصيرة ايضًا
والتي دومًا ما تكون (أنا بخير....لا تقلقون علي)
والدته بدأ يجن جنونها
ووالده بدأت الافكار السيئة تتوارى امام عينيه
وأخيه يجول في كل مكان للبحث عنه وكأنه صبي
ذو سبع سنواتٍ ضائع
وضلّل طريق المنزل...
ألتفت لصاحبه وصديقة المقرّب
أجل ؟
صديقة و بمثابة أخيه
تربّا مع بعضهما وتقاسما الألعاب
بحكم مجاورة منازلهم ببعضها البعض
هُناك ذكريات كثيرة بذاكرتهم
التي لن تنسى تلك الأيام الجميلة
تحدّث يائسًا
_ بيذبح أمي هذا....
تنهد لثوانٍ قليلة ثم اردف
_ وافي......فيصل ما هوب بزر...وماله داعي كل هالخوف...
أشتّد غضبه ولم يعد هُناك أيِّ سيطرة
تصرفات اخيه في الأوان الأخيرة جعلته لا يتماسك
ولا يُسيطر على تلك الأعصاب التالفة!
_ لا هو هالليام صار أخس من البزر.....صار له سنة.....حابس نفسه بهالشقة ......وحالته حاله...
سكت
ليكمل وافي
_ من توفى صديقة وهو على هالحال....حاولت معه اعرضه على طبيب نفسي جن جنونه......ولا عاد شفته من بعدها...
فيصل_ لا حول ولا قوة إلا بالله
نظر وافي لصاحبه
ثم اطرق متذكرًا
_ يا شيخ نسيت كيف ماخذك معي والليلة زواج أختك؟!
ابتسم ساخرًا
_ خلها على الله .....ذا زواج ذا.....قول لي عزاء يمكن اصدقك؟!
اكمل طريقة وافي في السير
_ استغفر ربك يا عبد الرحمن....
هزّ فيصل رجليه بتوتر
_ كان المفروض يأجلون هالخرابيط ....
وافي وقف أمام الإشارة الحمراء
التفت لفيصل...
_ طيب وفاتن كيف حالتها
بلل شفتيه اليابستين من مرّارة انتظار أمرٌ مفرح يزيح ذلك القلق الماكث على صدره
_ الحمد لله صارت تحرك رجليها وهذا مؤشر إجابي
وافي
_ الحمد لله
اكمل الطريق قائلًا
_ راح اوصلك عشان تلحّق تزف اختك مع عمي...




.....


فوضاء ممزوجة بموسيقى صاخبة لا يسمعها أحدٍ سواه
المكان بدأ لهُ يصغر وجدرانه تقترب منه لِتلتهمه...
حاول الإبتعاد عنها ولكن مازالت تقترب منه دون توقف...ربما تكون
قوة إرادتها في الإقتراب منه وإلتهامه اكبر من إرادته في السيطرة على خيالاته وآلامه..
لن ينسى ولن ينمحي ذلك المشهد من ذاكرته....
حينما نفذت من يديه تلك الكمية...
ولم يتبقى منها شيئًا...
أخذ يتصل لمجموعة الشيطان كما أسماهم
ولم يُجيب عليه أحد....
هُنا شعر وكأنه ضائع....
ولا يدري ما الذي يفعله؟!
يصرخ....
صراخ المستغيثين....
الطالبين للنجدة من تلك العواصف التي لا يشعر بها أحدٌ سواه....
صوته اخترق الجدران وتسلل للشقق المجاورة
وبدأت المضايقات!
الجميع بدأ يطرق باب شقته للإطمئنان عليه
فلا يجب عليهم !
بل يحاول الصمود...
في تلك الزاوية المُعتمة
يحتضن نفسه ويقرفص جسده ويضغط على يديه
ليمنع اختلاجات الألم من الوصول لقلبه...
شعورٌ مميت ....
وأفكارٍ سوداوية!
فكّر بالانتحار...
ولكن لم يكن بتلك الجرأة لفعل ذلك!
همّ بإنزال السكينة على عِرق يده
ولكنه لم يستطع جرح نفسه
بل رمى السكينة بعيدًا عنه وبدأ يبكي وينوح....
فشتاط الألم وتضاعف.....
ويومًا عن يوم ...تزدادُ رغبته في إسكات جوع خلايا جسده بتلك الأُبر السحرية!
زاد جنونه وكسّر الأثاث
كان يبتلع الكثير من المكسنات التي لا تفده.....
وبدأ بتناول اقراصٍ منومة لتزيل آلامه
وما زاده ذلك إلا سوءًا...
فقرّر في الخضوع للعلاج!!
ولكن بدأ الأمر محيّرًا
ومجلبًا للتحرّج والندم...
لن يخبر اخاه ولن يخبر والديه
كيف سيتعالج إذًا؟
في صبيحة يوم الثلاثاء زادت رجفات جسده وتسارعت نبضات قلبه....
لا يعرف كيف صمد لهذا الوقت....
مضى اسبوعان وهو يسارع الموت....وما من مُنقذٍ ينقذه؟!
نهض من على سريره يترّنح ويرتجف
وكأنه في وسط جليد بارد....
باتت الرؤية لديه مشوشة
وبدأت الأصوات تتداخل في بعضها البعض....
وطنينٍ مؤذٍ يتردد في رأسه دون السيطرة عليه!
سقط على الأرض....
زحف على بطنه...
أخذ يزحف....
ويزحف للوصول إلى الطاولة الموضوع فوقها هاتفه النقّال.....
تمكّن من ذلك....
لم يتردد في الأتصال على صاحبه الذي قاطعه لمدة ثمانية اشهر......
تركه بعدما نصحه بأن يترك السُّم الذي يتعاطاه
ولا يقوم بتصحيح الخطأ بخطأ آخر
ولكن ولّه بظهره ولم يستمع لنصائحه...
ضغط على زر الاتصال
واخذ ينتظر رده اغمض عينيه بشدة
في الحقيقة
لم يعد هُناك بياضًا في عينيه
بل نقطة سوداء وما حولها احمرّ داكن
وضباب لا يمكّنه من الرؤية بوضوح
خشي من عدم رد صاحبه عليه....
لم يجب عليه في الاتصال الاول ولا الرابع...
صرخ
انهارت قواه
ركل الطاولة وهو يتلّوى على الأرض اخذ يلعن تركي من أعماق أعماق قلبه....
بكى وكرر ( يماااااااااااااااااااه سامحيني....يباااااااه سامحني.......وافيي سامحني......سامحوني)
وارتفعت شهقاته.....
نظر للمرآه نهض تقدم لناحيتها
اخذ قبضة يده وألكمها وتطايرت الشظايا الزجاجية اخذ
قطعة صغيرة ويداه ترتجفان بشدة
قرّب يده أمام وجهه واخذ يتأملها بحيره
ثم قرّب قطعة الزجاج ولم يتردد هذه المره في انزالها على معصمه ضغط عليها بخفة واغمض عينيه
هذا هو الحل برأيه
دومًا ما يعالج الخطأ بخطأ آخر
وعظيم!
جرح معصم يده
حاول ان يغرس قطعة الزجاج اكثر
ولكن آلام خلايا جسدة والجرح الذي احدثه
زادا من رعشات يده
حتى سقطت القطعة الزجاجية
وعلى سقوطها سقط على الارض وضجّ المكان برنين هاتفه
لم يتحرك
بقى ساكنًا مستلقي على الارض باستسلام وعيناه مغمضتين وصدره يرتفع بشهيق مضطرب وزفير مضطرب ايضًا...
يده بدأت بالنزف لم يكن جرحه عميقًا لدرجة تحقق الانتحار فعليًّا!.
ولكن قلِّة أكله في الأوان الاخيرة واضطراب نومه جعلته يتهاوى ارضًا...
مدّ يده اليُمنى ليقربها من هاتفه الساقط بالقرب من الكرسي
الموجود بالقرب من رأسه...
أخيرًا وصل..
ولكن انقطع الرنين
ابتسم كالمجنون
وبدأ يضحك
تحدّث
_ لازم اموت......لازم....لازم....
حاول النهوض والاقتراب من تلك القطعة الزجاجية
رنَ الهاتف من جديد
والقى بنفسه على الارض مرة اخرى اجاب
بصوت ضعيف
دون ان ينظر لاسم المتصل
_ ألو
اتاه صوت هادىء وجامد في الآن نفسه
_ ايش تبي متصل علي؟!
ابتسم عندما سمع صوته دومًا ما يكون وفيًّا ذلك الصاحب
نزلت دموعه على خده
حاول التحدّث ولكن بدات شفتيه بالاهتزاز وبدأت اسنانه تسك ببعضها البعض
_ اشتقت لك؟!
كان صوته هامسًا يكاد يسمع وكلمته هذه اثارت الشك في فؤاد بندر مما جعلته يقول
_ شكلك تهلوس ومنت صاحي...
ازدرد ريقه بصعوبة ولم يفصله بينه وبين الاغماء سوى بضع ثوانٍ عدّة
_ تعال في شقتي .....
تحشرج صوته واهتزت يداه بشدة
_تعبان.....
سكت لم يجيبه
اخذ يستمع لتنفساته المضطربة
وصوته المقطّع...
اكمل فيصل
_ والله بموت يا بندر تعال.....أنا آسف....ارجوك تـ....
لم يكمل كلمته
حتى سقط هاتفه جانبًا
وارتخى جسده على الأرض مستسلمًا لِمَ سيحدث له

نهض بندر من على طرف سريره
واختلج صدره خوفًا على فيصل
تحدّث سريعًا
_ فيصل.......فيصل رد علي...
خرج مسرعًا من غرفته راكضًا في مشيته
لا يُعبّر أحدًا يخرج من أمامه إلى أن وصل...


.....
_ كيف حالك الحين؟!
لا يُجيبه...
ينظر للفراغ....
شعره مبعثر وغير مرتب
يصل إلى رقبته لِيُغطيها بقوته النعومية من الأطراف
حالك السواد كسواد الأيّام التي مضت عليه...
وذاق من كأسها السم الذي انتشر في جسده!
شعر ذقنه اصبح كثيفًا ومهملًا على وجهه
عيناه منتفختان نسبيًا يحيط بِهِما اللون البني الفاتح...
بشرته جافة تطلب الماء والغذاء الصحي لتتجدد
شاحبة صفراء كأرضٍ جدباء!
وضع يده على كفه
وحاول ان يُلطّف الجو...
_ ما ودّك أحلق لك شعرك!
لا يجيب عليه
أدار عينَيّه من تلك الزاوية وبدأ يُحدّق في السقف
يداه مربوطتان بجانب السرير
تنفسه منتظم....
كل شيء يوحي بأنه مسترخٍ
ما عدا عقله المليء بالانشغالات والندم
تحدّث من جديد
_ فيصل راح اتصل على وافي....
استيقظ من غيبوبة صمته
وارتفعت نبرته رافضًا الأمر
_ لا لا.....لا تتصل عليه.....
سحب بندر يده من على كفه اسند ظهره على ظهر الكرسي
تحدّث لِيُقنعه
_ حرام.......اهلك مره قلقانين عليك صار لك شهر ما كلمتهم...
لم يترك حديثه أي اثرٍ في نفس فيصل
لذا اكمل
_ طيب ايش رايك اكلِّم وافي واقول له انك مسافر معي....لم تخلّص من فترة العلاج.....
تبدو الفكرة تتسلل لعقله وتقفز إليه
نظر لبندر
_ طيب...بس...

بلل شفتيه بتوتر
_ كلمه الحين قدامي ابقى اسمع صوته....حطه اسبيكر

ابتسم بندر واخرج هاتفه
اتصل على وافي....

.....
بعدما اوصل عبد الرحمن
وسلّم على والده عاد ادراجه لسيارته ليكمل البحث عن اخيه
رنّ هاتفه اجاب وهو يقود
_ ألو...

زادت نبضات قلبه
وزاد ندمه وتضاعف
لا يُريد ان يراه احد من أهله وهو على هذا الحال
خاصةً والديه ووافي
تحدّث فيصل مبتسما
_ اخبارك يا وافي
انعطف يسارًا
عقد حاجبيه
_ بندر؟!
نظر بندر لفيصل
_ بشحمه ولحمه
ركن وافي سيارته جانبًا لا يعلم
لماذا ؟!
ولكن يريد أن يُركز على ما سيقوله بندر
فبندر لم يتصل عليه لمدة طويلة
لِم يتصل عليه الآن...
لم يتصل عليه إلا لِأمرٍ مهم هذا ما تبادر لذهنه
_ اخبارك؟
بندر _ تمام انت طمني عنك....
وافي ضغط على عيناه بأصبعينه الإبهام والوسطى ليخفف من ألم صداع رأسه
تنهدأ سريعًا
_ والله تمام.....
فيصل ألتمس نبرة الضيق في صوت اخاه فحاول ان يرفع نفسه ليقترب من بندر
فنهض بندر سريعًا واربت على كتفه وأشار إليه بأن لا يحدث صوتًا ويتماسك
تحدّث بندر
_ نبرتك تقول فيك شي؟
وافي نظر للأمام
_ ما فيني إلا سلامتك...
بندر ركّز عيناه لعين فيصل الذي بدأ يرتجف ألمًا
_ حبيت اخبرك فيصل متصل علي يقول أنه مسافر وما قدر يتصل لا عليك ولا على الوالد يطمنكم عليه طول هالفترة

وافي بصدمة
_ طيب ليش ما تصل علي؟

كذب تلك الكذبة ولم يخبره بأنه مسافر معه خشي من أن يدقق في رقمهُ الخاص ويعلم بانه في المملكة ويفتضح أمرهم بمساؤلاته عن الحقيقة
ولكن الآن الحيرة كيف سيجيب عليه
تردد في بداية الأمر ولكنه اردف
_ حاول يتصل فيكم بس صارت له ظروف وماحب يشغل بالكم فاتصل علي والحمد لله هو بخير

وافي بخوف وقلق
_ احلفك بالله هو وش فيه صاير له شي؟

فيصل عضّ على شفتيه بدأت النحلة تخرج طنينًا فتاكًا في رأسه
تدور....
تزن....
تبتعد ليقل تردد ضجيجها...
ثم تقترب فجأة ليزداد الضجيج الفتّاك لجسده ....

كان يحاول تحرير يديه من رباطهما
وفي الآن نفسه يحاول الصمود!
نهض بندر مقتربًا من الباب
اكمل سريعًا لينهي الحديث
_ والله هو بخير.......ما فيه شي وراح اقوله يتصل عليك اذا كلمته......

وافي بعدم ارتياح
_ على خير
بندر
_ مع السلامة


عاد بالقرب من فيصل مسك يديه
ونظر لعينيه المشتته

_ فيصل تماسك وأنا خوك كلها كم يوم وما راح تحس بهالألم....

لا يجيبه صامت يحاول أن يُرخي جسده على السرير بدلًا من الشّد عليه وجعله كخشبة مسندة على الجدار.....
ارخى قبضة يده اليمنى ومن ثم اليسرى...
اغمض عينيه
وهمس
_ بندر اطلع برآ

اعتاد على هذا الأمر
حينما يتألم فيصل لطلب الأبر
ويبدأ جسده بالهيجان والاهتزازات
يأمر بندر بالخروج لكي لا يراه وهو على هذا الحال السيء
فيخرج بندر إلى ان تهدأ عواصف صديقه ويعود للإطمئنان عليه....



.
.
.
.
فستانٌ ابيض
وحذاء لمّاع كحذاء سندريلا
تصفيفة شعرٍ بسيطة أظهرت كثافته ونعومته دون عناء
وبعض اللمسات السحرية من المساحيق التجميلية
تُزيّن وجهها المليء بعلامات الجمود.....والتعابير المبهمة!

تمشي بخطوات طرق حذائُها على الأرض لِتعلن عن حضورها للجميع....
رفضت الخروج في الزفة ووبختها والدتها لمعاندتها في عدم الخروج امام الجميع...
والآن دون سابق إنذار
ودون ترتيبٍ مسبق
تظهر لهم بالشكل الذي لا يُلائم العروس في ليلة زفافها
تمشي بِلا مبالاة
ينظر إليها الجميع بتعجب؟!
رغم أنّ جميع من حضر من عائلتهم والقليل من المعارف البعيدة ...
ولكن المكان كان مزدحم نوعًا ما....
احرجت والدتها بفعلها الطائش
دخلت وكأنها شخص ليس لهُ اهمية في الحضور
تمشي بِخُطى متسارعة....
ونبضات قلبها المتسارعة هي من تزفها في وسط صمت الجميع...
تقدمت والدتها أمامها
كانت ستصفع وجهها ولكن
شدّت على يدها وضمتها باليد الأخرى
أما هي قبّلت جبين والدتها
وتداركت الأمر
سارا شقيقة فهد زوجها حينما قامت بتشغيل
موسيقى هادئة لتخترق الصمت كزفة لرهف
ولكن بعد ماذا؟!
بعدما وصلت (للكوشة)
لم تتحمل والدتها هذا الحرج
وخرجت للغرفة الخاصة للعروسين
اخذت هاتفها
وهاتفتْ زوجها
بعصبية
_ محمد بنتك استخفت دخلت على المعازيم بدون زفة وبدون لا قولي ....دخلت علينا مدرعمة.....فشلتني.....فشلتني قدام خلق الله ...انا عارفة ما بتعدي الليلة على خير ......فزفوا فهد وخل ياخذها ....قبل لا تسوي شي وتحرجنا زود....

كان واقفًا يصافح من اتى وتعنّ لزواج ابنته
ويُّرحب بهم إلى ان شعر باهتزاز هاتفه فاخرجه من جيب ثوبه
ابتعد جانبًا عن همهمات البعض والاصوات المرتفعة
اجاب على زوجته فانهالت عليه متذمّرة لفعل رهف الطائش
وخائفة من أن تتصرّف بجنون
لا يستطيع ان يقول لها سوى
( طيب .....طيب)
لكي لا يُزيد النار حطبًا وتشتعل ويتسع مكان اشتعالها...
اغلق هاتفه وذهب لأخيه أبا فهد همس في اذنه
فنهض الآخر مقتربًا من ابنه
معلنين عن موعد زفته على عروسه!
....
ارتفعت اصوات الاغاني تصدح في المكان
ومنهن من نهضت ترقص بخفة بحركة اليدين لتزيل
التوتر الذي عمّ على المكان...
حتى صعد العديد منهن بالقرب من رهف وبدآ بالرقص....
اخذت سارا بيدي رهف لتجبرها على الرّقص
فاخذت رهف تتمايل بجسدها يمينًا ويسًار بشكلٍ غير ملحوظ
ووجه عابس وكئيب
اقتربت سارا من اذن رهف
فهمست
_ رهف ابتسمي ........الليلة ليلتك.....ومن حق فهد يشوفك فرحانه.....لا تخربين فرحته
ثم نظرت لعيناها وهي تتمايل وما زالت تجبر رهف على الرقص
أحاطوا الفتيات رهف وقاما بالرقص حولها وهي في وسطهن
ارتفعت اصوات الزغاريط....
وبدأت اجواء الزواج ملحوظة....
دخلت والدت رهف ونظرت لأبنتها
فارتاحت نوعًا ما...
لكن صعدت لتمسك الميك روفون لتعلن عن دخول العريس
فنهضت رهف سريعًا وكأنها تريد الخروج
ولكن من حسن الحظ
أنّ عليا أخت فهد الكُبرى بجانبها
امسكتها من يديها ولاحظت والدتها
صرامة ابنتها في الخروج
تحدّثت عليا بهمس
_ رهف منتي بزر مثل ما دخلتي بجلسين لم يدخل فهد وتطلعون مع بعض....
رهف لم يبقى سوى ثانية وتسقط دمعة من عيناها
عليا بصرامة
_ اقسم لك بالله فاتن......ما راح ترضى باللي تسوينه....وهي بتقوم بالسلامة وبقول لها عن جنانك......كلنا نحبها مو بس انتي
ثم نظرت لاضطرابها وتجمّع الدموع في عيناها
_ اقول هدي.....اخذي نفس عميق وخلك واقفة هنا....انا راح اطلع لانه اخوك عبد الرحمن بيدخل......لا تصيرين بزر....ترى خالتي ام عبد الرحمن ما تستاهل انك تفشلينها قدام الجماعة....
هدأت العواصف قليلًا
ثم خرجت عليا
بقيت لوحدها واقفة تنتظر فهد في الدخول
اقتربت والدتها منها شدّت على يدها وكأنها تُطمئِنها ثم تركتها.....
لم يأخذوا سوى خمس دقائق حتى دخل فهد ووالده والدها واخاها.....
طأطأت برأسها خجلًا ....
وازدادت نبضات قلبها خوفًا
عيناها تدمع لعدم حضور فاتن لزواجها
ولعدم احترام رغبتها في تأجيل الزواج ...
لا تشعر بانها عروس...
ارتجف جسدها بشكلٍ غير ملحوظ حينما اختلجتها نوبة بكاء.....
لم تشعر إلا بقبلة فهد لها
وامساكه ليدها....
هُنا استيقطت وسحبت يدها بخفة....
احترم موقفها ولم يُعلّق
اقتربت من ابيها واحتضنته وبكت
والدتها تنظر لها ولم تترد هي الأخرى في السماح للدموع بالجريان....
طبطب على ظهرها والدها وحاول ابعادها عن جسده
همس لها
_ يبه رهف اهدي...
اقترب عبد الرحمن منها ووضع يده على ظهرها ومسح عليه وهو يقول
_ رهف.....اهدي
فهد لم يستطع فعل شي
بينما ابا فهد اقترب منها
قائِلًا
_ رهف وانا عمك اهدي....
وحبّ ان يحرجها
_ ما راح تسلمين علي؟!
اخيرًا رفعت نفسها من احضان والدها
وجهها مليء بالدموع
وتحت جفنها خطٍ اسود لكحلها الذي راقص دموعها فانسابه معه .....
قبّلت رأس عمها وطبطب على كتفها
اتت سارا إليها سريعًا حينما رأت شكلها المبهذل
بعدما ارتدت عباءتها وحجابها والنقاب ....
صدّ عبد الرحمن واقترب من فهد
لكزه في جانبه هامسًا
_ تحمّلها الليله
فهد ينظر إليها بحيرة
_ لا توصي حريص
مسحت سارا الكحل المنساب على خديها رتبته سريعا بالمنديل ...
اقترب والد رهف من فهد صافحه
فقبّل فهد رأسه
_ مبروك يا فهد ما وصيك عليها
ابتسم فهد
_ الله يبارك فيك...رهف بعيوني يا عم
ابتسم ثم نظر لأبنته
وخرجوا بعدها
وبقيت رهف وفهد مع بعضهما البعض
ارتفعت الزغاريط وأتت والدت فهد ووالدت رهف وعليا وسارا ومن هم مقربين بجانب فهد ورهف
اكملوا فرحهم ....
ثم حان موعد الذهاب للفندق!
خرجت رهف وفهد في سيارتهما الخاصة الذي يقودها بكر الأخ الاصغر لفهد...

بعدما دخلا واغلقا ابواب السيارة
قال بكر
_ مبروك يا عرسان...
رهف بدأت تتوتر اكثر فأكثر
وفهد كذلك فتوترها ينتقل إليه بسرعة
وبكر بدأ يتحدث....ويمازح اخيه.....متناسيًا بأن هذه الليلة هي ليلة زفافه
طبيعة بكر
المرح
واستخفاف الدم
الذي يراه فهد ثقل دم مملوء بالسماجة
ولكن الآن حديثه مع اخيه خفف من الاجواء المتوترة
بكر وهو يقود
_ وش تبون أحط لكم اغنية فيروز....ولا اغنية ام كلثوم.....ولا عبد الحليم حافظ لأنه صوته رومنسي ويناسب في مثل هذي الاجواء.....

فهد ابتسم ولم يعلّق
اما رهف بدأت تفرّك يديها بقوة

بكر لم يسكت أبدًا
_ والله الأيام تمر بسرعة منو يصدّق رهف الكشة الدبة تكبر وتتزوج اخوي....

هنا تحدّث فهد بدافع الغيرة والعصبية
_ كأنك بديت تقط خيط وخيط ....ويّه وجهك.... اسكت بس

ضحك مستفزًا اخاه
_ هههههههههه احلى احلى اللي يغار.....
فهد_ يزينك وانت ساكت
رهف انحرجت وتذكرت سريعًا تلك الأيام حينما كانوا صغارًا
هي بالعمر الثامنة وفاتن العاشرة وبكر الحادي عشر
كانوا مكونين فريقًا لا بئس به للعب مع الصغار في الحارة
وبكر لم ينسى كما هي لم تنسى تلك الأيام الجميلة
ولكن كبروا وافترقوا بعدما اصبحوا مكلّفين بالتعاليم الشرعية
اوصلهم وحينما فتح الباب لأخيه ابتسم
قائلًا
_ موفقين يا عرسان......وعقبالي ان شاء الله
ضحك فهد بخفة
_ لم تتخرج
بكر يمثل الحزن
_ الله كريم ....آخرتي بزوج مسيار من وراكم

نظر إليه فهد بحدة صوته
_ سوها وشوف من يجلدك غيري

بكر بضحكة_ ههههههه قلت بزوج ما قلت بـ....
قاطعه فهد وهو يدفعه من امامه
_ ......ضف وجهك...
بكر غمز لأخاه
_ الأخ مستعجل....
انحرجت رهف بقيت كالصنم جالسة تستمع لهما دون اي حراك للخروج من السيارة....

هرب بكر يتقهقه بعدما حاول فهد ضربه بيده

_ انتبه انت معرس ما يجوز لك تركض ببشتك وتلحقني

فهد شدّ على اسنانه
_ الوعد بعدين يا كلب...
ثم انحنى ليساعد رهف في النزول امسك يدها المرتجفة

وهمس لها قائلًا : هاتي يدك...

تبدو متوترة للغاية, خائفة ربما أو أنَّ الحُزن سيطر عليها لِيُفقدها فرحة تلك الليلة التي لن تُعاد مرةً أخرى...

استجابت لِأمره بعد مرور عشر ثوانٍ...
مدّتها إليه وهي تحاول السّيطرة على تقلّبات الجو المحيط بِها...
سحبت فستانها ومن ثم شدّت على عباءتها وقام بمساعدتها في رفعه قليلًا عن الأرض!
نظر إليه أخيه بكر مبتسمًا بسخرية على حال فهد الذي يحاول رفعه دون ان يُظهر أي جزءٍ ولو بسيط من ساق زوجته
وهي أيضًا
كانت حريصه على ذلك!
إلى أن دخلا في الفندق وتوجها ناحية المصعد ...هُنا...انزل فستانها
وتحدّث ملطفًا للجو المشحون بينهما بالتوتر: ما كان له داعي تعذبين نفسك وتلبسين فستان ضعف وزنك إلا شكله ....ثلاثة أضعافه......أنا مادري كيف متحملته..زين ما صحتي به....
حدّقت بالأرض.....وطأطأت برأسها خجلًا
فعلًا الفستان ثقيل لِقُماشه الجيّد والمليء بالنقوش والخرز وغير ذلك من الزينة
التي أضافت عليه جمالًا يُزيد من جمالها الطبيعي الذي قد نفقده في زمننا الحالي!

نظر إليها ....وخمّن أنه أفسد الأمر بدلًا من أن يُصلحه
ويخفف عنها أجوا التوتر والحزن على أختها.!

انفتح الباب خرجا لم تكن الغرفة المخصصة لهما بعيدة
مشيا في الممر بخطواتٍ ابطأها ثقل فستان رهف

حلّ الصمت عليهما ووصلا أمام الباب مرّر فهد البطاقة لِينفتح الباب
دخلا...
وأزاحت رهف الغطاء من على وجهها ورأسها
وجهها محمر خجلًا وتوترًا وألمًا !!
تبدو مضطربة أكثر مما ينبغي
احمرّت يدها اليُمنى من شدّت فركها لها بيدها اليسرى!

تقدم فهد لناحيتها وامسك بيدها
قائلًا: هنا الغرفة

تركت يده ومشت بخطواتٍ سريعة......حتى جعلته ينظر إليها بتعجب ...
حينما دخلت الغرفة جلست على طرف السرير وأزاحت من على رأسها التاج الصغير
الذي أعطى شكلًا جذابًا لشكلها....ولشعرها الأسود خاصة!

هُنا رهف.....عرّت نفسها من الصمت ...ومن الكِتمان...
نزلت دموعها على خديها ......بكت....ولم تتردد في إظهار صوت شهقاتها!

فهد أفسد عليها فرحتها لهذا الليلة بسبب تعجّله في تقديم زواجهما

كم خططت لهذه الليلة خططًا جنونية بمشاركة اختها فاتن
أين أنتِ يا فاتن؟
لم أزيّن سور منزلنا بالورد الجوري كما خططنا
لكسر الروتين في هذا الزواج ونفعل أمرًا جنوني!
لم أشتري الفستان الذي أردته ...
لم أرتدي الحذاء الذي اخترتيه وأجلّنا شراؤُه فيما بعد....
لم أرقص معكِ على الأغنية التي تحبينها....
فهد أفسد كل هذا....بتعجله.....وجنون إصراره...
ولكن لن أقبل في أن يتعدى حدوده معي أكثر .....
لا بد ألّا يتجاوز الحدود الذي سأضعها أنا!!

ها هو الزواج قد انتهى.....والعروس باتت تتلوى حسرةً على دمار ما خططت عليه!
فاتن ليست أختًا فقط
بل أمًا رغم أنّ فارق السن بينما
ليس كبيرًا
فاتن اكبر من رهف بحوالي سنتين ولكنها مختلفة في التفكير
والفهم تبدو اكبر من عمرها لسنوات عدّه...
بسبب عقلها الذي (يزن بلد) كما تقول لها والدتها!
وهذا ما يرانه فيها!
اقتنعت رهف في قبول أمر خطبتها من ابن عمها فهد لأنها في ذلك اليوم كانت مترددة ما بين الرفض والقبول...

والسبب لم يكن إلا......




رهف بغضب: ما راح أزوّج إلا لم تزوجين أنتي...
وضعت يداها على خاصرتها وفتحت عيناها بتعجب رافعة لحاجبها الأيسر بحنق: لا .......أحلفي بس.....طيب أنا ما أبي ازوج الحين.....وراي إنجازات عظيمة ...ما بعد أنجزها.....
(اردفت كلماتها الاخيرة بسخرية واضحة)
ثم اكملت: لا تفكرين كذا....عارفة عمرك صغير بس ما راح تحصلين زي فهد يحبك ومتقدم لك ثلاث مرات.....بس عشان توافقين .....قالوا لك خطبة بعدها يصير كل شي وفي زمنا هذا ....اللي كبرك عندها قردين....(وأشارت بأصبعَيها كعلامة النصر مازحة)

رمت رهف وسادتها على اختها لِسذاجة حديثها
دومًا ما تتحدث بهزل ومزح ولكن على طريقةٍ مُقنعة
بالنسبة إليها ...

ضحكت فاتن حتى تحدثت رهف: المفروض تقولين الكلام هذا لنفسك.....أنا بعدي ما شيّبت....

فاتن تمثل الصدمة : اووووه مااااااااي قااااااد.......انا عجوز يعني؟!.......خلاص راحت علي.....

ثم غمزت لرهف بجنون: بس انتي ما راحت عليك...

يبدو الحديث عقيمًا مع تلك البلهاء
ضربت برجليها على الأرض بحنق: أوووه.....فاتن والله اتكلم جد....

تقدمت فاتن بجانبها وتحدّثت بجدية الأمر: والله ما امزح معك انا اتكلم بعد جد......ما عليك مني لا ترفضين...عشاني اكبر منك....وما تزوجت على قولتك
انا لو أبي ازوّج كان تزوجت ووافقت على اللي يتقدمون لي....بس انا ما ابي الحين...

رهف بتدخل سريع: طيب ليش؟؟؟

فاتن سكتت وغاصت في سرحانٍ طويل
ثم أردفت بعدها: عندي قناعات ثانية من ناحية فكرة الزواج ما راح تقتنعين أنتي فيها

رهف بصوت مرتفع:: أجل ليش تشجعيني على الموافقة؟......قولي لي قناعاتك يمكن بعد أنا اقتنع فيها
ثم نظرت لها بطرف عيناها: أنتي متناقضة مرآ...

فاتن بابتسامة: أدري
رهف نظرت للسقف بملل: يا الله.....
فاتن بضحكة: هههههههههه طيب لا تموتين علينا.......أنتي تبين تزوجين بس حاطتني أنا مثل الحصا في وجهك....قلت لك أنا ما راح ازعل لو تزوجتي يا غبية......وعارفة كمان أنك تحبين فهد يا كلبة.....

رهف نهضت سريعًا من على طرف السرير صارخة تُشير إلى نفسها:.....أناااااا.......أنا.....
فاتن تقلّد صوتها وهي تشير لنفسها: لا أجل أنا....
رهف عادت في مكانها سحبت هواء عميق لتنفخ صدرها به
وترز عُنقها قائلة بتكبر: لا تجلسين تألفين من عقلك يخسي....أنا أحبه......

فاتن غرقت في ضحكٍ طويل ناهضة ومتجه لباب الغرفة لتهم بالخروج
ختمت ضحكاتها بجملتها: هاللي تقولين عنه يخسي بكون زوجك بكره يا حلوه....باي...
لوّحت بيدها في الهواء ثم خرجت!!!


...

امسك أكتافها بذعر وخوف: رهف وشفيك؟؟؟
استيقظت من ذكرياتها
نظرت لفهد بكره أو دعونا نقول نظرة غضب ثم صرخت
في وجهه: ما أبي اشوفك......بعد عني.....لا تلمسني.....بعد اطلع برآ.......وخّر......

ابتعد قليلًا عنها ثم اشار لها بيديه: طيب هدي......هدي بس....لا تبكين...هدي نفسك...
رهف وكأنّ السّد قد انفتح ليجري الماء من خلاله بسرعة
ليصل إلى اللانهاية من جريانه السريع
هي كذلك نهضت لتسمح لكلماتها في الانهمار كالسيل بِلا توقف
وبِلا رادعٍ قوي: أنت هدمت كل شي......كل شي......أنت أناني يا فهد.....أناني.....(مسحت دموعها سريعًا دون أن تشعر وتراعي شكلها المبهذل).....هااا.....عساك انبسطت في الزواج......بس ....ألف مرة قلت لك......ما راح أقبل.....أزوّج وأختي مو معي.....ولا هتميت....انا حزينة لأني أخذتك.....وهي بعد حيوانه......

ثم ارتفع صوتها بشهقات متتالية: اقنعتني أوافق عليك....واقنعتني أنها بتكون معي....وبتجي....معي هنا تساعدني في شيل الفستان عشان ما اطيح على قولتك......ونسوي فيك مقلب ونبدّل بين الغرف اللي جنبنا......اهىء اهىء....بس هي نامت.....نامت نومة اهل الكهف....
وأشارت إليه: وأنت صرت زيها أناني
رهف
لو تعلم أنها تتحدّث بطريقة غير عقلانية بكلمات غير مرتبة وجمل متداخلة ومبهمة....لصفعت نفسها!

ألجمت فهد بوابل كلماتها هذه ولكن لم يظهر تأثره لهذه الكلمات
نهض وأزاح عن جسده (البشت) الأسود اقترب منها وتراجعت هي آلاف الخطوات للوراء
بجسدها المرتجف وشعرها المبهذل ووجهها الغارق
بلون كحلها الأسود تقدم إليها وهي تراجعت للوراء
مرة اخرى!
صرخت به مشيرة إليه: اطلع برآ .....اهىء اهىء....انقلع عني....
لم تحرك به شعره واحده صرخاتها بل تحرّك خطوتين للأمام لِيقترب منها اكثر
وأخيرًا اصطدمت بالجدار ولم يعد هنا مفرًا للهروب منه
وضع يديه على كتفها
وتحدّث: فاتن صادقة لم قالت لي انك طفلة ولازم أدير بالي عليها...
رفعت رأسها بسرعة وابعدت يديه عن اكتافها
اكمل بابتسامة: فاتن قالت لي أقدّم لك هالشي في زواجك!
أخذته منه
وهي غارقة في هاوية السرحان
وعدم اللاتصديق
تحدث لِيكمل: فتحيه!




انتهى






اتمنى ارى تفاعلكم




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس