عرض مشاركة واحدة
قديم 25-03-17, 02:43 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


رواية

لُجَّةُ الذكرياتِ


(البارت الثالث)


نهض وأزاح عن جسده (البشت) الأسود اقترب منها وتراجعت هي آلاف الخطوات للوراء
بجسدها المرتجف وشعرها المبهذل ووجهها الغارق
بلون كحلها الأسود تقدم إليها وهي رجعت للوراء
مرة اخرى!
صرخت به مشيرة إليه: اطلع برآ .....اهىء اهىء....انقلع عني....
لم تحرك به شعره واحده صرخاتها بل تحرّك خطوتين للأمام لِقترب منها اكثر
وأخيرًا اصطدمت بالجدار ولم يعد هنا مفرصا للهروب منه!
وضع يديه على كتفها
وتحدّث: فاتن صادقة لم قالت لي انك طفلة ولازم أدير بالي عليها...
رفعت رأسها بسرعة وابعدت يديه عن اكتافها
اكمل بابتسامة: فاتن قالت لي أقدّم لك هالشي في زواجك!
ثم أخرج ذلك الشيء من جيبه
وهي غارقة في هاوية السرحان
وعدم اللاتصديق
تحدث لِيكمل: فتحيه!
فتحت العلبة الصغيرة ذات اللون الأبيض المرّقط بالأسود
نظرت لِمَ بداخله
فـوجدت خاتمًا صغيرًا معلّق بطرفه ورقة صغيره
سحبت الخاتم من داخل العلبة ونظرت إليه!
زمّت شفتيها وترقرقت عيناها بالدموع
ذلك الخاتم هو
الخاتم الذي طلبته منها في إحدى الأيام
من أجل ارتدائه في حفلة ميلاد صديقتها!

تحدّث فيصل بهدوء: فتحي الورقة واقريها

رهف لم تعد قادرة على ضبط مشاعرها
لذا خضعت لأمره تحت تأثير صدمتها
فتحت الورقة المطوية بيدَيْن مرتجفتين
تساءلت بينها وبين نفسها طويلًا
متى أعطت فاتن العلبة لفهد؟!
هل كانت متوقعة لكل ما سيحدث لها؟!
نظرت لِم كُتب في الورقة
كانت الورقة مملوءة برسم القلوب الصغيرة حول جملة اجبرها فهد على قراءتها
فقرأتها بعدما استوعبت كل هذا بصوت باكي: (يخسي أحبه هااا......المهم مبروك يا طفلتي الحلوه)
وختمت جملتها
برسم وجه صغير مُخرج لسانه من فاهِهِ!
لم تتحمّل رهف كل هذا الضغط النفسي
ودّت لو حدث لها كل ما حدث لفاتن
لِتبقى كالتمثال على السرير دون حِراك
دون ألم ....دون أي شعور!
رمت الورقة واحتضنها فهد
مسح على شعرها قائِلًا: كان بإمكانك.......تسوين كل اللي خططتوا عليه....عشان تسعدينها.....لم بكرا تقوم بالسلامة .....وقولين لها كل شي.......هالعلبة .....عطتني إيّاها من بعد ما ملكت عليك بالضبط......وقالت لي لا تفتحها إلا في زواجكم.......بس ما اكذب عليك ذبحني الفضول إلا اعرف وش كانت حاطه فيه.....وفتحته وقريت الورقة.....ما تعرفين قد إيش انبسطت أنه افضحت مشاعرك تجاهي.....

ثم ابعدها عن حضنه ونظر لعيناها الغارقة في الدموع: فاتن شاركتنا الفرحة هالليلة بها المقلب اللي حبت تعمله لك بس ما ضبط........وأنتي قلبتيه بكى.......
رهف ارتفعت شهقاتها بِلا توقف
فهد شد على يدَيْها لِيكمل: والليلة كان لازم تشاركنا بأجواء الفرحة ....فقررنا أنا وعبد الرحمن نخبرها بهالمناسبة......ونحط زينة بسيطة داخل الغرفة الخاصة فيها.......حطينا ورود منوّعة........لمبات صغيرة بألوان مختلفة........ما قدرت أدخل واساعد عبد الرحمن في التزيين.....لأني مو محرم لها.........والحلو انها حركت يدها اليوم ......ما تدرين يمكن بكرا تجلس!!.....وقول لك مبروك ....
رهف بغصة وبحة بكاء: إن شاء الله ........إن شاء الله...

نظر لعيناها : صدقيني فاتن راح تطقطق عليك لم تقولين لها وش سويتي بزواجك.....
بكت أكثر وارتمت بحضنه
دفنت رأسها في صدره
لِتفرّغ ألمها لفقد اختها
ربما بالغت كثيرًا ببكائها
أمامه!
ولكن فاتن لم تكن أخت فقط
بل أم ...
وصديقة....
وكل شيءٍ جميل في هذه الحياة بالنسبة لها

ابتسم وطبطب على ظهرها مهونًا عليها
فراق اختها
كان على يقين أنه فراق مؤقت وسيزول بمجرد إفاقتها
من غيبوبتها
ومحسنًا ظنه بالله
على أنها ستعود كما كانت فاتن
الفتاة الطيبة ذات الفلسفة والمقالب الغير منتهية

....

الوقت يمضي كسرعة البرق أو أسرع من ذلك
تحاول أن تسبقه فيسبقك من حيث لا تعلم
مرّ الزمن ودارت الأيام وتسارعت السنون...
وكل ذلك يؤدي في إمضاء عددٌ من السنين التي لا يمكن أن تعود...
لم ينسى, ويحاول ان يتناسى خسارته التي اقسمت أن تكسر ظهره وتجعله يتراجع ألاف الخطوات للوراء
لم ينسى كيف انهار والده حينما تلقّى خبر خسارة تلك الصفقة!
وجنّ جنونه....
كانت صفق مُربحة كما خططوا......ظنوا أنها ستكون خطوة للصعود في سلِّم الرّبح الزاهر.....لآلاف الخطوات ولكن لم ينظروا للفجوات الصغيرة التي تختبأ في جانبيها!
تلك الفجوات هي من أوقعت بِهم في خسارة كبيرة
ومُخجلة!
حاولوا سد فجوات خسارتهم فلم يستطيعوا فتكاثرت عليهم الديون من كُل جانب!
لم يتحمل والده فأُصيب بجلطة أدّت به للهلاك والموت
وهُنا عانى كثيرًا ....
بدأ من حيث ما بدأ بِه والده
بدأ من الصفر تحمّل مسؤولية اخاه الذي يبلغ من العمر خمسة عشر سنة وأخته التي تصغرهُ بسنتين
والدته توفيت قبل كل هذا بسنوات عدّه
وزوجة أبيهم ما زالت باقية معهم في المنزل ولم تذهب
لبيت أهلها لديها توأم ذكور يبلغون من العمر سبع سنوات
علاقتها جدًا طيبة مع أبناء زوجها فهي وعدت ابنت زوجها على ان تبقى معهم وألّا تتزوّج أحدًا من بعد أبيها!
مهوِّنَ عليها فقد والدها
بينما (هو ) لم تكن علاقته بزوجة أبيه طيِّبة ودومًا ما يخلق
بعضًا من المشاكل والمواقف التي كان يظن أنها ستكون سببًا في الخلاص منها ويتم طلاق أبيه منها بشكلٍ أبدي
في المقابل هي مُحسنة التعامل معه رغم جميع المواقف التي قد تضررت منها بسببه!
ولكن بعد خسارة أبيه بدأ يستيقظ من سباته العميق
وبدأت تتجلّى من على عيناه تلك الغشاوة الماكرة
حتى إن لم يكن يحدِّثها
أحسن معاملته معها!
يشعر بثقلٍ كبير في صدره...
بدأ يكافح ويجاهد نفسه في سِداد الديون
فاضطر بأن يلجأ في بيع بعض ممتلكاتهم الغالية على قلبه
باع مزرعتهم الواسعة المليئة بالمحاصيل الزراعية الواقعة في جنوب المملكة
وباع فللهم الثلاث الموجودة في الخبر....
وباع ايضًا محلّ الأجهزة الإلكترونية!
لم يبقى لهم سوى فلتّهم والشركة
سد فجوات الديون بعد ما باع تلك الممتلكات
لم يكن راضيًا على بيعها بل لم يجد قرار صائب غير
ذلك فباعهم مجبرًّا وإلا سيُسجن
وستسوء أحوالهم....
وبعد كل هذا
استهلك طاقته في العمل على الشركة وحاول في إيصال الماء لجذورها من جديد لتنمو وتخضر بدلًا من هذا الاصفرار المحيط بها!
لم يكن الأمر في غاية السهولة
إلى الآن ما زال يعمل ويحاول
ألّا يُخدع كما انخدع والده
في صفقته...
كان أكثر حرصًا على إنشاء العلاقات التجارية بحذر يدقق في أصغر الأمور و أتفَهُها!
لم تعد الشركة كما كانت!
خسرها في لحظة بينما إنمائُها من جديد يحتاج لسنوات عدّة ...

السنة هذه هي السنة الثانية
لِذكرى وفاة أبيه وخسارته!

خلال هذه السنة بدأت الشركة نوعًا ما تعود قليلًا كما كانت
ويستطع من خلالها سداد حاجاتهم الضرورية
من سداد فواتير ....
وشراء ملزمات المنزل
وغير ذلك من احتياجاتهم المهمة من مأكل ومشرب!!!

كان حريصًا على (القَّرْش)نفسه.......من اجل إنماء جذور شركته!


صَبّ جُّل جهدهِ في إرجاع أموالهم التي خسروها
ولكن أهمل جانب آخر
جانب كان عليه أن يهتم به أكثر من اهتمامه بالشركة والمال نفسه!
أخاه المراهق
نسِيَ بأنه بحاجة إلى أب خاصة في هذه المرحلة العمرية
يصرف عليه
يسأل عنه (هل أتى للمنزل فقط)
يهتم بمصاريفه
ولكنه لم يهتم بأن يكون بجانبه وأن يُصاحبه!
!!
لاحظت زوجة أبيه بعض الأمور التي لا تبشر بالخير
تظهر عليه بوضوح!
رائحة الدخان دومًا ما يأتي من الخارج وهي عالقة في ملابسه
كثرت انشغاله في هاتفه لساعات طويلة
وخروجه من المنزل بكثره وبقائه لفترات طويلة والعودة للمنزل في وقت متأخر
وكثرت تغيِّبه من المدرسة والنوم والسهر!
حاولت التقرِّب منه
وتجعله يتحدّث إليها ولكن يبدو أنه أكثر صلابة وعناد
يصرخ يشتمها حينما تسأله...
ويختم حديثه بنبرة صارمة (مالك دخل فيني انقلعي بيت اهلك)
اعتادت على شخصيته الطيبة السموحة والمؤدبة
ولكن انقلب كل هذا رأسًا على عقب
بدأت تشك به أكثر حينما ترى بعض الندبات في مناطق تجلب الريبة!
لم تكن ندبات ضرب أو من هذا القبيل
هُنا عرفت أنّ (خالد) لم يعد خالد الشاب التي تعرفه
الطموح المحافظ على صلاته أكثر من أخيه(يزن) لكن الآن
انقلبت الأمور وتبادلوا الأدوار لكن خالد يبدو أنه غرق في وحلٍ لم يغرق فيه يزن كما اتضح الامر لها!
فقررت ذات يم أن تُخبر يزن بالأمر
كانت مترددة، وخائفة
تحدثت بجدية الامر واهميته: اسمع يزن.....أنا كان ودي اقولك من البداية بس خفت أظلم خالد بس......الحين ما فيه مجال للشك لأنه صار يقين!......أنا ملاحظة عليه هالشي من حوالي أربع شهور!!
يزن صُعِق لِسماعه لكل هذا القرف
ضرب بيده على الجدار وهمّ بالخروج من المكتب ولكن اعترضت طريقة مُشيره إليه بيديها : يزن......أهدأ.......قبل.....لا تروح له......أنت معصب....حاول أنك ماتضـ...

قاطعها بصراخ عالي: تبيني أحطه في حضني.....وأقوله عفيّه عليك شاطر كفو.....سواتك طيبه......وما هيب شينة...
أخذت نفسًا عميقًا : أنا ما قلت تقول له كذا.......بس هو مراهق وإذا بتروح له وأنت معصب راح تضربه واذا ضربته وعاندته....
وبمشاعر صادقة أكملت: أخاف نخسره

لم يُلقي لها بالًا
بل تقدم خطوتين للأمام لم يسمع لِم قالتهُ
بل ركّز على صوته الداخلي الذي يحثه على الهجوم
على خالد وتلقينه درسًا مهمًا في الآداب وعقوبة من يفعل
ما حرّم الله!

أسندت
ظهرها على الباب لتمنعهُ من الخروج
لمعت عيناها بالدمع: حلّفتك بالله ما تضربه

يزن لا يرى أمامه سوى صورة أخيه في مواقف لا يُريد أن يراها في الحقيقة لكي لا يُجرم بحقه
سحبها بقوة من على الباب ولم يُراعي ضعف جسدها
حتى سقطت على الأرض كالريشة لخفة جسدها
صرخ في وجهها بعدما ابعدها عن الباب: مانتي بأمه عشان تخافين عليه هالكثر
تأوهت عندما ارتطم جانبها الأيسر على الأرض
وبكت لحديثه هذا اكثر من ألمها الجسدي!
فتعجت واستيقظ لِم فعله بها
نظر إليها وازدرق ريقه خشي من أنّ مكروه قد أصابها
لسحبته العنيفة لها
تقدّم ليُساعدها على النهوض
ولكنها نهضت سريعًا وابتعدت عنه قائلة
بصوتٍ يدل على كمية مشاعرها المكبوتة وقهرها: هو صدق مو ولدي.......بس هو وأنتم عيالي رضيتم ولا ما رضيتم......الأم اللي تربي مو اللي تحمل وتولد .......

نزلت دموعها على خديها فاكملت: صدق أني اكبر منك بسنوات قليلة ......ومستحيل أجيب ولد كبرك.....بس عمري ما حسبتك غير انك ولدي!!....ومن لم تزوجت ابوك كلكم حسبتكم اعيالي رغم صغر سني.....وخالد كان أكثر واحد قريب مني خاصةً ذاك الوقت عمره صغير وتقبل وجودي بسرعة ......فعشت معه طفولته........وربيته.....ووتين بعد ربيتها وتقبلّتني.....صرت لهم الأم .....هم عيالي ربيتهم.....من صغرهم ....أبوك وصاني عليكم ......وصاني لآخر نفس ألتقطه....وما نيب مستعدة اخسر واحد فيكم....

يزن اخرسها حديثها وتفاعلها
بالحديث ودموعها المنهمرة على خديها بلا توقف
ألجمته....
وصدمته ...بلع ريقه
وبقي ساكنًا يستمع لها وينظر إليها بدهشة كبيرة
أكملت : وتين كبرت وصار عمرها الحين 13سنة وهي تحت عيني أقدّر اهتم فيها واشوف وش محتاجة وإيش اللي مضايقها......بس خالد ما صرت اقدر عليه كان أبوك الله يرحمه........مهتم فيه معطيه من وقته الكثير ....والحين...
اشارت إليه: جاء دورك تعطيه الاهتمام اللي فقده من أبوك...
اقتربت منه قليلًا وبرجاء: ارجوك......كلمه بهدوء....لا تضربه......ولا تعاقبه ....عقاب ما يتحمله....مثل ما أنا تعاقبت....

0عقاب0 تلك الكلمة
محرّك بحث لعقله
ليمر شريط الذكريات أمام عينيه لِيُريه بعضًا من المواقف التي تبيّن له ما حدث له طيلة السنة الماضية
والتي تجزم انها عقوبة له يستحقها بجدارة
لِمَ فعله؟
يا ترى ماذا فعل!

سكت لا يدري ماذا يقول حديثها
اهتمامها بهم دموعها
ربكتها في الخوف على خالد ورجائُها منه لكي لا يضربه
كل هذا أحدث في عقله ضجّ وشتات
ولكن أثارت فضوله حينما قالت (مثل ما أنا تعاقبت)
فقال لها بحدة صوته المبحوح: تعاقبتي؟!......
ثم تقدم خطوتين للأمام دون أن يرمش بعيناه: من عاقبك.....وليش تعاقبتي؟
شتت نظراتها عنه ثم اغمضت عينها مبتسمه وكأنها ترى أمام عيناها شيئًا يستدعي تلك الإبتسامة التي رسمتها على ثِغرها!
ثم فتحت عينها وتحدثت دون تردد أخذت هذا الموقف فرصةً لِتغيير أفكاره الخبيثة في اتجاهها: زوجوني أهلي ابوك غصب عني!.......وتبرُّوا مني لسبب تافه......

انصدم وشعر بخفقان قلبه لسبب هو يعرفه تمامًا ولا يستطع البوح به : طيب ليش؟!
نسابت دموعها من جديد وولّت بظهرها عنه شعرت بحرج كبير كيف ستخبره اغمضت عيناها وتحدّثت: لأني هربت ليلة زواجي.....
يزن نسى أمر أخاه قليلًا وبدأ محتارًا لأمر زوجة أبيه يعلم جيدًا انها غريبة اطوار وألتمس ذلك في بعض المواقف التي تحدث وتدور في منزلهم
هي تكبره بخمس سنوات حينما تزوجت أبيه كان يبلغ من العمر خمسة عشر سنة وخالد ست سنوات ووتين اربع سنوات وهي كانت تبلغ من العمر عشرون سنة! لم يتقبلها مُنذ ان دخلت منزلهم ولم يهتم لأمرها
رغم أنها كانت تعامله كباقي أخواته
بلطف وتحاول التودد إليه بحسن تعاملها معه ولكنه بقي يعاملها بعكس معاملتها له
تقدم بخطواته واصبح أمام وجهها تحدث: هربتي من زواجك من ابوي؟!
ابتسمت بسخرية وشدّت على قبضة يدها اليُمنى ثم أكملت بغصة السنين: لا......كانوا راح يزوجوني من رجال شايب.....كان بكون الزوجة الرابعه له......
يزن بعد فهم لكل ما حدث لها عقد حاجبيه: طيب ليش يبون يزوجونك إيّاه وانتي في ذاك العمر الصغير.....
تحدثت بألم : كان غني.....وأهلي محتاجين للريّال ....الفقر خلاهم يبيعوني....هربت.....ومن بكرا الرجال ما صدّق على الله....ارسل ورقة طلاقي وطالبهم بالمهر ...فأبوي ضربني وحبسني وعاقبني على فعلته بشي انا ما تحملته ابد!!!.....وحلف يزوجني لأي واحد بدون حفل زواج......وعرضني على أبوك....(شتت نظراتها عنه).....كأني...
ولم تستطع الإكمال حتى غرقت في بكائها

يزن لا يعرف كيف يتعامل مع الأُنثى الباكية بشكلٍ عام
صُعق من فعلت ابيها ...
ودموعها وعيناها المحمرّتان ذكرتهُ بموقفٍ
عجز عن نسيانه
حاول ان يهدئُها ولكنه لم ينجح في ذلك الأمر
فاكلمت بقساوة عظيمة على نفسها في إجبار ذاكرتها
وتحفيزها لتمرر شريط ذكريات مأساتها التي عانتها قبل سنوات : أبوي يشتغل حارس في عمارة ابوك اللي باعها بالقصيم ....فأبوي عرض عليه يتزوجني كخادمة لتربية أختك واخوك.....وأبوك وافق ذاك الوقت لأنه محتاج لمرَا تقوم بواجبها اتجاه البيت ......وأنا خفت وبكيت كثير...وفكرت أعيد غلطتي مره ثانية واهرب....بس ملّك ابوك علي وفي نفس اليوم خذاني......لبيتكم.....كانت معاملة ابوك.....مرا زينة ...وعوضتني عن حنان ابوي اللي فقدته.....ارتحت معاه وحسيت بإطمئنان كنت فاقدته لم كنت ببيت اهلي......حسيت نفسي طفلة رغم أني كبيرة .....رضيت بالواقع وقلت أعيش وسط أسرة محفوفة بالحب....واصير خدامة...ولا اني أعيش في وسط اسرة....كل ساعة والثانية تبي تفتك مني وتكسب من وراي فلوس...

ما زالت تخرسه زوجة ابيه بحقائق لم يعرفها يومًا
ولم يلقي لها بالًا فاكملت باكية: عشان كذا ظليت هنا ....من بعد وفاة أبوك......ووعدت وتين بأني ما اتركها لأنه اصًلا ما عندي مكان غير هذا المكان ....أنتم اعيالي.....واسرتي وكل شي بحياتي......وخالد ولدي هو صج على خطأ بس لا تعالج الخطأ بخطأ ثاني يا يزن....
كان يستمع لها وينظر إليها
كيف تحملت هذا الكم الهائل من الضغوط النفسية
والتعب الجسدي والبعد عن أهلها وظلمهم لها؟
والأهم من ذلك كيف تحملت المسؤولية في عمر صغير
هو الآن لم يستطع تحملها
يعمل جاهدًا ومنكبًا على الأوراق إما لرسم خطط تجارية أو لمذاكرة المقررات الجامعية
وهي ادارت اسرة كاملة في عمرٍ صغير
تحدث بصعوبة: صيته .....انا آسف
هذا ما استطاع قوله ثم خرج
متجهًا لغرفة أخيه
أما هي لم تفهم لِم اسفه
هل يقصد على ما فعله بها من أذى في السابق
أو على ما سيفعله بخالد!
تبعته بخطوات متسارعة
قالت : يزن .....لا تضربه
التفت إليها هذه المرة قائلا: ما راح اضربه ....بس خلك هنا...
ثم دخل غرفة اخيه

....
كان جالسًا أمام هاتفه ينظر لشاشته المُضيئة بضوءٍ لا تتحمله العين وقد تُصاب فيما بعد بسبب الإضاءة القوية بضعفٍ وزغللة! ولكنه لم يهتم لمخاطر تلك الإضاءة القوية
في وسط عُتمة غرفته!
لا يوجد ضوء سوى ضوء هاتفه المُزعج..
ارتفعت ضحكاته عندما شاهد مقطعًا صغيرًا لِشاب أوقع بصديقة في وسط بركة مملوءة بالتراب والأوساخ
وكُتِب على عنوان المقطع (مقلب حمد) وانتقل بعدها لمقاطع عدّه ....
أتت إليه إشارة تنبيه لِبرنامج الـ bbm فـانتقل سريعًا للصفحة التي توصله لصاحب إشارة التنبيه(ping)
قبل أن يبدأ بالحديث معه
أرسل سريعًا قلوب صغيرة ومتتالية
فكتب بعدها (طوّلت علي)
فانتظر إجابة الطرف الآخر...
ولكن يزن لم يمهله في قراءة الرسالة التي أُرسِلت على دخوله
فطريقة دخوله كانت سريعة ومغلّفة بالعصبية
اقترب من أخيه وسحب الهاتف من يده دون سابق إنذار
تحت صدمة خالد الذي يريد سببًا لفعله هذا!
وضع يزن هاتف أخيه في جيبه
فنهض خالد صارخًا: هات الجوال.....أقولك هات الجوال....
يزن ينظر لأخيه متمعّنًا....هل يُصدِّق زوجة أبيه ؟
لِمَ يُخالجهُ شعور عدم التصديق الآن!
عندما اصبح امامه!
هل يخرج دون أن يواجه أخيه
ولكن ماذا لو صدقت....!
فحديثه معها يُبيِّن مدى صدقها...
مُتعب للغاية ويحتاج للراحة.....لا يريد الخوض في مسألة
أكبر بكثير من مسألة خسرانهم للأموال
مسألة خطرة وتوقع بهم في قيعان مُظلمة
نظر لوجه خالد ولِملامحة التي تُبه والدته
نظر لِبعض الشعر الموجود في مناطق وجه
لحيته
شنبه
كان خفيفًا وكفيلًا بأن تراه!
بدأ ينمو دلالةً على كبر سنة إذًا خالد أصبح بالغًا أصبح رجلًا لا بد من الإهتمام به لِيَشّد الظهر به فيما بعد
لا بد أن يكبر على طرق سليمة وفطرة مستقيمة!
ألتمس إصراه وعصبيّته في أخذ الهاتف من يده
لِيسحبه من مخبأ ثوب أخيه
فتراجع يزن بصمت محتارًا منهزمًا من اللاشيء!
سحب الهاتف من مخبأ ثوبه فتحه لم يكن بِهِ رمزًا وهذا أمرٌ غريب!
نظر لِإشعارات الرسائل
أغلبها (إيموجي) لوجوهٍ مبتسمة ووجوهٍ تدّل على الإحراج وأخرى تدل على التقبيل....وتبعها ميئات القلوب
ركّز ناظريه لبعض الكلمات التي تمر سريعًا في الإشعارات للتنبيه
فشدت انتباه!
فذهب مسرعًا بأصابع يده الراقصة على الشاشة للدخول على (الـوات ساب) ولكن لم يستطع بسبب الرّمز الموجود به!
تركه وذهب للـ(bbm) وكذلك كان مقفلًا!
ليس هُناك مجالًا بأن يغفر لأخيه قرأ كلمة واحدة من الإشعارات
بثّت في نفسه التقزز والقشعريرة في جسدة!
وضع الهاتف في مخبأ ثوبه ونظر لأخيه الذي يشتمه ويحاول سحب هاتفه
تحدّث بهدوء الذي يسبق العاصفة: كبرت يا خالد....والله كبرت...
توقف خالد عن حركاته السريعة في أخذ هاتفه كان يتجه لليمين لوضع يده داخل مخبأ ثوب يزن فيبتعد يزن لليسار فيتجه لليسار صارخًا ويتجه يزن لليمين
توقف حينما تحدّث يزن فصرخ به: مجنون انت جاي لي عشان تقولي أني كبرت .....
يزن بحده: وجاي أربيك بعد...
خالد بصوتٍ عالٍ وغير مبالٍ لحديثه: روح رب نفسك قبل ....لا تجي تربيني!
لم يتردد يزن في رفع يده لصفع أخيه على خدّهُ الأيسر
صفعة تردد صوتها في أرجاء الغرفة!
تراجع خالد خطوتين للوراء ثم سقط على الأرض لخِفة جسدة
كان ضعيفًا زلكنه يمتاز بالطول
من رآه أعطاهُ عمرًا أكبر من عمره الحقيقي بسبب طول قامته!
اقترب يزن منه وعيناه محمرّ غير قادر على السيطرة وضبط انفِعالاته والتخلِّص من غضبه
الآن يسنفجر ذلك الينبوع الخاص لِكتمان تعبه وجُهده وغضبه من كل شيء!
انحنى وامسك أخيه من طرف بذلته الرياضية أوقفهُ رغمًا عنه
لم يُقامه خالد بسبب شدّة ألمه من تلك الصفعة وخوفه أيضًا
امتلأت الدموع في عيناه ولكنها لم تسقط على خديه ولن يسمح لها بالنزول!

تحدّث يزن شادًا على اسنانه : تهز عرش ربك....يا كلب....تهز عرش ربك ....حرام اللي تسويه.....آخرتي يصير عندي أخو شاذ!!!!.....شاذ...
طأطأ خالد برأسه مُثبِّتًا التُهمة عليه ....لم يتحدّث
هزّهُ يزن للأمام والخلف بقوة صارخًا: يعني صدق.....صدق أنك شاذ....وواطي!.....ومطرود من رحمة الله...
خالد أخيرًا تحرّك وحاول التخلّص من يدّي يزن
دفع أخاه لإبعاده عنه فصرخ باكيًا : مالك دخل فيني.....
ثم أشار بيده على رأسه: كيفي.....أسوي اللي أبيه....مالك شغل.....فإذا كنت شاذ فهي مشكلتي أنا ....مو مشكلتك...وعاجبتني بعد.....

كلماته اشعلت النيران في فؤاد يزن وأفقدته صوابه حينما امسك بأخيه بوقة محاولًا قتله!
تراكمت عليه الضغوط والآن ستفجر في وجه خالد بِلا توقف: تعترف........تعترف.....يا حيوان....الموت لك أرحم من أني اسمع كلامك يا قليل الأدب ....

صرخ خالد مختنقًا من قبضة أخيه على رقبته: فكني وخر.....وخر...مالك دخل فيني......أسوي اللي ابيه أنت ما لك دخل....
تعالت أصواتهم وضجّ المكان بالفوضى
والإزعاج والصراخ
ومحاولت الإفلات من يدي يزن تبدو مستحيلة !
تسلل صوت صراخهما لمسامع زوجة ابيهم (صيته)
فهرعت راكضة للغرفة فتحتها فرأت
يزن يضرب خالد المطروح على الأرض بِلا رحمه
صرخت بجنون وهي تتجه لناحيته: يزن.....ياااااا مجنون.....وخّر عنه لا تذبح أخوك...
اقتربت منه محاولة في إبعاد يزن عن خالد الذي بدأ يأن من شدّة الألم!
ولم تستطع ضربته على كتفه بيأس: تكفى وخّر عنه.....يزن......وخّر عنه....
لم يتحرك يزن ومستمر في صفع أخيه بِلا توقف كان يشتمه
وتارة يركله(ويرفسه) بينما خالد مستسلِمًا
خارت قُواه وبدأ أنفه ينزف ....وارتفع أنينه اكثر..
وبدأ يتلوّى يمينًا ويسارًا محتضنًا نفسه بيديه العاجزة عن إبعاد يزن !
نهضت صيته وهي ترجف من هول الموقف وصوت خالد المتألمًا
اصبحت واقفة بالقرب من رأس خالد ومقابله ليزن وضعت يداها على صدر يزن ودفعته للخلف بقوة لا تدري أنها يومًا ما قد ستبذلها!
ربما الخوف هو من دفع يزن عن اخيه قبل فوات الأوان
تراجع يزن للخلف وجلس على الأرض
وصدره يرتفع بشهيق غاضب وينخفض بزفير قاتل !
عيناه مشتته تنظر لخالد الذي تكوّر على نفسه
متألمًا وعيناها مغمضتان لشدة ألمه!
صرخت صيته باكية: وش سويت بأخوك؟!
يزن يُحدِّق بها دون صوت.....دون حِراك....دون أن يُرمش بعيناه.....
صيته انحنت لِترفع خالد من أكتافه من على الأرض
فلم تستطع ولكنها استرت في حاولتها إلى أن
استجاب هو من نفسه واسند ظهره دون قصد على صدرها فقط من اجل إسكات تلك الحرارة الحارقة التي سببها له يزن
مسحت صيته على رأسه وابعدت خصلات شعره عن عيناه
كانت خائفة من انّ مكروه قد أصابه صرخت : خالد......يمه....تسمعني.....افتح عيونك....خالد....
خالد مغمض عيناه وشاد على كتفه الأيمن الذي قبض عليه يزن بشدة كادت يده تطحن عِظامه ولكن صيته أتت في الوقت المُناسب لِردعه عن فعل ذلك
كان يزن مفصولًا عن العالم كليًا
ينظر لهما ....دون وعي...
عيناه تحدّق بهما دون ان ترمش....
وصوت تنفسه عالٍ للغاية
ما زال مصدوم من إعتراف أخيه!
أخيرًا خالد تحدّث بألم: وخرِّي عني ....انقلعي عن وجهي....
يقول كلماته تلك
وهو مسند نفسه على صدرها وفي حضنها أيضًا!
لم تهتم لِم قاله فتح عيناه واستوعب أين هو بالضبط!
فحاول النهوض فتأوّه بصوت مسموع
صرخت صيته : خلك.....اصبر....
خالد نظر لأخيه الذي يُحدّق بِه
فتحدّث بكره: ما راح تعدي على خير
يزن ما زال على وضعيته في الجلوس همس : وأنت الصادق

خالد ابتعد عن صيته بصعوبة وهو يقول: انتي ماخذه بنفسك مقلب كبير.......أصحي منتي أمي ....خلاص.....بطلّي تمثيل واقلعي من بيتنا......ونصيب جهاد وإياد بيجيك.......
لم تتحدّث فقط نزلت دموعها على خدّيْها لحاله المنقلب
فصرخ به يزن: صيته أمك......هي اللي ربتك.....وهي اللي علمتك واهتمت فيك.........رغم أنها مو مجبورة تسوي كل هذا.......وما راح تطلع من البيت ...أبدًا!.....وإن ما تعدّلت ......والله وهذا أنا احلف.....ما لك مكان عندنا.....وبكرا....راح آخذك.....ونسوي لك تحاليل.....نشوف شنو جاك....من هالبلا اللي تسويه!!...

ثم نهض من على الأرض فاكمل: ومن يوم ورايح انا اللي بوديك المدرسة .....وانا اللي اجيبك....وجوال ما فيه.....وطلعه بدون أذني ما فيه.....
نهض خالد وهو يعكز على رجله اليُمنى: تخسي.....مو بكيفك..
تقدم يزن ناحيته لِيضربه
فوقفت صيته بينهما راجية يزن بالتوقف : خلاص يا يزن يكفي....
ثم توقف يزن ونظر لصيته: عشانك بس......ولا في خاطري أطحنه طحان هنا
واشار للارض!

ثم خرج بخطوات متسارعة ناحية الباب للخروج من سرداب وهم أخيه الملعون كما يعتقد!

بقيت صيته تُحدّق به طويلًا كبر أمام عيناها شاركته اللعب في صغره وساعدته في مراجعة دروسه وعلمته ايضًا كيف يرتدي ملابسه دون مساعدتها كل هذا وهي فتاة صغيرة .....حتى لو انجبت طفلًا وهي في سن العشرون لن تنجب طفلًا في عمره!
كرّست حياتها في إنشغالها به وبوتين لنسيان ألمها الذي عاشته وتجرّعت مرارته وهي في وسط عائلتها لم تجد نفسها إلا في وسطهم
وها هو خالد بعدما كبر دومًا ما يبعثر كيانها ويؤلمها بحديثه
ولكنها تبيِّن له عكس ذلك
صرخ في وجهها: مضيعه شي بوجهي
ثم اشار لباب غرفته: اطلعي برا
حرّكت رأسها بأسى كبير لإنقلاب حاله إلى حالٍ مجهول وقد يهوي به في أراضٍ مليئة بالنيران والأشواك!
تحركت بخطواتٍ ثقيلة على قلبها لناحية الباب
خرجت تاركتهُ يتحسس الكدمات التي على خدّه والقريبة من فمه وأنفه
توجّه للخلاء لِيرى الجروح التي سببها له يزن فلعنه بصوتٍ مسموع متناسيًا عقوبة اللعن عند الله وما زال انفه ينزف
................




عيونٌ سوداء تلاحقني
تثقب عينايّ من شدة التحديق في وسطهما
لا ترمش.......تنظر.....لا تبتسم....تحدِّق بِلا ملل....
عيونٍ.....ذات لونٍ داكن......ومٌرْهِب
تجعل جسدي يتراقص خوفًا بِلا سيطرة على رغبة الهروب...
والهروب يهرب في تلك اللحظات فلا يسعني الركض....
والإختفاء عن تلك العيون!
أتسائل لِمَ تحدّق بي هكذا؟
هل تريد إعلان حربًا بتلك العيون أم أنها تعلن عن الإنتقام من شيءٍ مجهول!
عيونٍ تتركز في ذاكرتي ولن انساها كما أظن
كأنها سحرٌ قاتل....
وبالكاد تُحرِّك رجلّْيك للهروب منها.....
عيونٍ غريبة ...قذرة نوعًا ما......
ذات سرٌ عميق لا يُفْهم.....
تحدّق بك فقد دون كللٍ
دون عناء!
وأخيرًا استطعت الهبوط على الأرض والركض والهروب منها
بعدما يبست ساقيّ من شدّتْ الخوف منها....
ركضت....
وتعثرت....
على الأرض ساقطة بين الحجر والعقبات المليئة بالأشواك والطين الزّلق....
نهضت
وحاولت الإتزان في وقفتي...
تسارعت نبضات قلبي
وملّ الصبرُ مني...
أريد الوصول لشيءٍ أنا أجهله!
ولكن امتلأ المكان فجأة بطنين
أرغمني في وضع يدايّ على أذنايّ ...
لِمنع وصول ذلك الصوت من إختراق مسامعي
عَرُق جبيني هذه المره...
أجل
اشعر بحرارة قاسية تكوي صدري بِلا رحمه....
اشعر بها...
المكان بدأ محاولته في إلتهامي
يقترب مني
وأنا ابتعد عنه
واصتطدم بجدرانه....
لم اتحمّل هذا الكم الهائل من إنقطاع النفس
صرخت

وسقطت على الأرض
محدّقة للأعلى
محدّقة للسـ....
لا ليس السماء...
بل لِسقف أبيض ....و...





أنتهى

قراءة ممتعة

اتمنى ارى تفاعلكم معي

تحياتي


زينب سامي





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس