عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-17, 01:02 AM   #907

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewity Smile 1 غياهب العشق..... الفصل السادس و الثلاثون

غياهب العشق


الفصل السادس و الثلاثون............


(كفر عن ذنبك)


اسرار و بتأمل : "حزينة لكنها رومانسية........ ان يقدم المرء حياته فداء لحبيبه.... هذا يعني انها رفضت الحياة و ملذاتها رغم شبابها و جمالها و اختارت الموت على الا تعيش بدون حبيبها"

لوت دلال شفتيها و قالت بعدم اقتناع: "اجد ذلك مبالغ به كثيرا من يجرؤ على الانتحار و من الذي يستحق ان يقتل المرء نفسه لاجله؟..... سخافة و هراء.... صديقتك هذه حمقاء"

افكار و بهدوء: "تقولين ذلك لانك لم تجربي طعم العشق.... انه عذاب.... خاصة اذا استحالت الحياة بين الحبيبين"

دلال و بتساؤل: "لكنني اعرف ان الحب لهو وسعادة وتسلية... لماذا العذاب؟"

اسرار و بجدية و كآبة: "هناك ظروف طبقية قد تقف عثرة بين العشاق و هنا يكمن العذاب لان الحب عليه ان ينتهي بزواج العاشقين و اذا استحال ذلك هناك تكمن التعاسة و الكارثة........ وربما التفكير بامور حمقاء"

اغمضت دلال عينيها بعد ان سقطت منهما دمعات و هي تسترجع تلك الايام و تلك الكلمات.... فعلتها يا اسرار و انتحرت؟.... لماذا يا حبيبتي قتلت نفسك الطاهرة وجزء من غيث بين احشاؤك؟...... علمت يا اختي الان ان صديقتك ليست حمقاء و ليس هناك سخافة و هراء...جربت طعم العشق يا افكار و علمت انه عذاب و ليس لهو و عبث و سعادة.

كانت دلال واقفة في شرفة جناحها و تنظر في الفراغ و هي تتذكر بعض الذكريات التي المت بقلبها و اوجعته عندما اقبلت اليها فوزية قائلة بصوت خافت و بحماس: "علمت لتوي ان الانسة نرجس رفضت الزواج من السيد ادهم و اثار ذلك توترا كبيرا في القصر..... لقد رفضته بصورة قطعية"

ابتسمت دلال بحزن دون ان تلتفت اليها و بقيت صامتة , اقتربت فوزية اكثر و قالت بتركيز: "بعد زيارة الحكيم لها قد تغير كل شيء بعينيها...... الانسة نرجس مصابة بالتدرن و هي بمرحلة متأخرة من المرض حتى انها بدأت تسعل دما.... كنت محقة يا ابنتي انها لاتصلح للزواج و لا لأي شيء..... انها عليلة"

اومأت دلال ببطء دون ان تتطلع بها و قالت كأنها تحدث نفسها: "غدا عندما يشتد عليها المرض و تموت ستقابل الله بقلب سليم....... مازالت افضل مني..... ستبقى افضل مني و انقى"

فوزية و بسرعة: "لا العمدة لم يستسلم لذلك..... لقد بدأ يهيأ لسفرها خارج البلاد للعلاج و ربما ستحدث معجزة و تقف من جديد على قدميها"

دلال و بشرود: "أ أمل ذلك....... لعلها تشفى"

فوزية و هي تتنهد: "السيدة حميدة رفضت رحيل كوثر و المسكينة حائرة تخشى من الشيخ صالح ان يغضب منها اذا رحلت رغما عنه خاصة بعد ان اشتد عليه المرض و هي تريد ان تأتي اليك و تطلب تدخلك لتتحدثي مع السيدة حميدة"

التفتت دلال و قالت بغضب: "تلك الغبية لماذا لم ترحل بعد الم اخبرها ان تترك القصر باسرع وقت ممكن؟....... لماذا حميدة لم تتركها و شأنها؟"

فوزية و بسرعة: "تعلمين يا ابنتي ان اكثر الخادمات تركن القصر بعد حادثة سيدتي اسرار و لم تبقى الا كوثر و اثنين فقط و كوثر كونها قديمة في القصر و موضع ثقة فالسيدة متمسكة بها و هي تستنجد بك"
دلال و بتوتر: "تعلمين يافوزية انني لا ادخل القصر منذ زمن و لا احب ان اذهب ابدا"

فوزية و بحزن: "يا ابنتي والدك اشتد به المرض انه متعب جدا و هو طلب رؤيتك لا تكوني جاحدة معه....... انه ابوك"
تغيرت ملامحها و ظهر تعبير تعاطف على محياها ثم ابعدت بصرها قائلة بضيق: " لا اطيق رؤيته بعد ما فعله"
فوزية محاولة تحفيز عواطفها: "ربما هو مرض الموت يا ابنتي....... و بعدها تندمين...... الشيخ يريد رؤيتك"
خفقت اهدابها و نظرت الى فوزية بقلق.

بعد الظهر و عندما غيرت ملابسها استعدادا لزيارة والدها و اتجهت الى الباب توقفت و بهتت ملامحها و تراجعت خطوات عندما فتح باب غرفتها و رأت ناصر!

لمع بريق بعينيه و هو يتطلع بها بالتدريج قائلا : "اخرجي فوزية "

و عندما انصرفت فوزية مسرعة قال هو يغلق الباب : "الى اين العزم؟"

انكمشت بمكانها لانه دخل غرفتها بعد انقطاع طويل !

و ذلك البريق بعينيه اربكها و كأنه قرر زيارتها اليوم كما وعدها سابقا!

شبكت يديها و قالت بقلق: "كنت لتوي اريد ان استأذنك لرؤية والدي...... سمعت ان المرض اشتد عليه ويرغب برؤيتي"

خلع عباءته و ابتسم بسخرية و هو يقترب و يقول: "منذ متى و انت تذهبين اليه؟..... ذلك العجوز الذي اصابه الخرف....... حسنا .... غدا اسمح لك ليس الان"

و تطلع بوجهها و انزل بصره على عنقها و جسدها و مد يده ليلمس وجهها الا انها تراجعت بسرعة و قطب جبينه و اقترب منها قائلا و بنظرات ضعف: " مشتاق لك جدا......... انا اريدك يادلال"

هي و بسرعة و انفاس مضطربة: "لا.... لن اسمح لك بذلك ابدا"

اتسعت عينيه و هي تتراجع و قال و هو يقترب ويبتلع ريقه و بنبرة رجاء: "ليس لك ذلك.... انت زوجتي وانا تركتك لانني كنت غاضب من وقاحتك و اليوم انا راغبا بك و بشدة"

قالت بانفعال: "تتركني متى تشاء و تعود الي بمزاجك...... تزوجت علي و تماديت بتعذيبي و اذلالي و اليوم تريدني ان اتقبلك بهذه السهولة...... لا... مستحيل....... اذهب اليها.... و كأنها لم تعد ترضيك و تعجبك ام انها بدأت تنفر منك و تكرهك هي الاخرى"

زم شفتيه و اتقدت عينيه و قال بضيق: "مازلت وقحة و لم تتروضي بعد.... مازلت غير راغبة بي كعادتك.... مازلت اشعر بنفورك و احتقارك لرجولتي"

هي و بهمس و تحدي: "انا اكرهك"

اتسعت عينيه و تلاحقت انفاسه من انفعاله و وضع يده على جبهته و استدار بجسده الى الناحية الاخرى وقد اعطاها ظهره متمالكا غضبه لكنه استدار بقوة وفاجئها بصفعة بكل قوته جعلتها تسقط على السرير و تمسك اذنها التي تضررت جدا من شدة ضربته و خرج صافعا الباب خلفه.

بقيت تمسك باذنها التي المتها و لم تسقط دمعة واحدة من عينيها الملتهبتين كأن دموعها تجمدت و جسدها تجلد و مشاعرها توقفت عن الاحساس.

.................................................. .................

عندما وصلت رفعت بصرها و تطلعت الى القصر الشاهق بحزن و حسرة و سارت بخطى متخاذلة و هي تحمل من الالم و الاحزان ما تحمل و عندما دخلت اغمضت عينيها و هي تشعر بانها تشم رائحة افكار و اسرار وتشعر بمعاناتهما الطويلة و تشم رائحة الغدر و الدم و رائحة الموت .........اتجهت الى غرفة والدها و قبل ان تدخل سحبت نفسا عميقا و حاولت التماسك ثم فتحت الباب و تطلعت حيث صالح جالس على حافة سريره و واضعا يديه على عصاه و مسندا رأسه الاشيب عليهما و لما سمع بوقع خطواتها رفع بصره و تطلع بها ثم خفض بصره و احنى رأسه........ هزت رأسها باستنكار..... لا....... لا يجب ان يكون الشيخ صالح هكذا!

كأي رجل ضعيف لا هيبة له و لا وقار و منهدل الكتفين لا......... و اسرعت اليه و قبلت يديه قائلة بانكسار: "ابي مالي اراك هكذا؟....... لم تعتاد عيني على منظرك هذا!..... ما بك ياابي؟"

بقي محني الرأس و قال بصوت مخنوق: "تتذكرين يا دلال يا حبيبة قلبي اختك اسرار؟...... و اختك افكار عندما كانتا تملأن هذا القصر بحركاتهما الرشيقة و ضحكاتهما الفتية و انت ايضا كنت هنا........ هنا كانت تلعب طفلتي الصغيرة ذات الجدائل الحمراء...... اسرار..... و هناك تركض افكار لتتراقص ساقيها و قدميها الصغيرتان امام عيني ...... و على كتفي متدلية تلك العابثة الصغيرة الجميلة العينين دلال.........كنا سعداء جدا ......كنت فخور بكن ....... كبرن بنات الشيخ صالح و الكل يتطلع و يتحسر على ما انعم الله عليه من مال و مقام و بنات حسان......... كبرن بنات الشيخ صالح ليكسرن ظهره ......لتتركني افكار و تذهب و تشمت بي عدوي و تجعل اسمي على كل لسان و ترحل اسرار بمنية بشعة تغضب ربها "

و نزلت من عينه دمعة قاسية على قلب دلال و هو يقول بصوت متقطع: "لقد هدني منظر اختك و هي غارقة بدمائها وجنينها ببطنها..... اه يا اسرار ....... اردت ان ارفع مقامك و ازوجك من رجل يسعدك اردت ان اسير مرفوع الرأس امام الناس و افخر باحفادي و احدا حفيد عمدة البلاد و الاخر حفيد شخصية مرموقة اخرى ...... الان انا وحدي اجلس على الكرسي لان قدماي لم تحملاني لان بناتي تبرأن مني"
قبلت رأسه و هي تقول بحزن: "ابي انا و افكار مازلنا نحبك و اسرار ليرحمها الله بامكانك ان تكفر عن ذنبك معها بان تعفو عن افكار اعفو عنها يا ابي و لا تفكر باستردادها لا تكرر الخطأ مرتين ارجوك"

اومأ دون ان يتطلع اليها و قال بتنهيد: "ليس لي شأن بعد الان بافكار لتذهب الى من تشاء"

دلال و هي تمسد على ذقنه الاشيب: "اردت ان احدثك بشأن الخادمة كوثر...... انها مسكينة تريد ان تتحرر من العمل هنا لانها قادرة على العيش وحدها فالمرأة كبرت و تعبت و لا تستطيع ان تخدم بعد هي مريضة و تريد الذهاب للعيش مع حفيدتها الصغيرة انها بحاجة اليها"

ربت على عصاه و قال بتعب: "خذيها يا ابنتي خذيها لم اعد بحاجة الى خدام انا صفيت وحدي في هذا القصر الكبير الذي بنيته من اجل بناتي و احفادي ....... فعلت كل شيء لاجلكم يا دلال كل شيء"

قبلت جبهته الساخنة فقد كانت حرارته مرتفعة جدا وقالت و هي تتطلع بعينيه الذابلتين : "سأذهب الان و سأعود اليك كلما سنحت لي الفرصة....... لا اريد ان اراك منكسرا هكذا ذلك المنظر لا يليق بك يا حبيبي"

ربت على عصاه و قال بيأس: "كانت تلعب هنا افكار..... و هناك تعبث اسرار بالاغراض و بحجري تجلس دلال"

هزت رأسها و خرجت من الغرفة و هي تشعر انها فقدت اباها فقدت القوة و الصيت.

ذهبت الى جناح الخدم و طرقت على باب غرفة كوثر و دخلت قائلة: "هيا يا كوثر لقد اذن......."

تجمدت نظرتها و وضعت يدها على فمها و هي ترى كوثر نائمة في سريرها و الدماء تسيل على الارض من عنقها المحزوز!....... هزت رأسها و استدارت لتهرب الا انها تسمرت و تطلعت الى السكين الدامية التي بيد ناصر الذي اعترض طريقها و هو يبتسم بغيظ!












هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس