عرض مشاركة واحدة
قديم 13-04-17, 10:30 PM   #928

هند صابر

نجم روايتي و كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية هند صابر

? العضوٌ??? » 301727
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 9,806
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » هند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond reputeهند صابر has a reputation beyond repute
Rewitysmile13 غياهب العشق....... الفصل السابع و الثلاثون

غياهب العشق

الفصل السابع و الثلاثون.....................

(ذلك من اجلك)

قالت بضيق و هي تدعك بيديها و اصابعها بقوة: "لو تعلمين كم اخافني و هو ملطخ بدماء كوثر........ خفت كثيرا و توقعت ان يؤذيني ....... لوهلة توقعت انه سيغرس السكين بصدري....... لقد تمادوا كثيرا في ظلمهم و قتلهم للناس الى متى؟........ انا السبب........ انا السبب بقتل تلك البريئة"
فوزية و بحزن: "لا ادري من اخبره عن هذه المسكينة....... كوثر امرأة مخلصة لا تستحق ميتة كهذه....... اخاف عليك ياابنتي من غضب السيد ناصر"
هي و بغيظ و استياء: "هكذا قتلها فقط لانها استجابت لي ما ذنبها هي؟..... لماذا لا يكتفي بالاقتصاص مني انا فقط لماذا الخادمة المسكينة؟...... يا الله ...... يا الله كم لهذه الارواح البريئة المعذبة من لعنة على ظالميها تبقى تطاردهم مطالبة بثأرها..... روح طفلي المسكين لاحقتني و دفعتني لعالم مظلم و اعمت بصيرتي و ضيعت طريق الصواب........ و روحا غيث و اسرار ذهبتا بعقل ابي و رشده كما اثارتا سخط مكتوم عند بعض الشرفاء ...جثة غيث المظلوم و هي تجر بشوارع القرية و يمثل بها صحيح انها بثت الرعب بقلوب الناس و اضعفت من عزيمتهم لكنها اججت مشاعر السخط بداخلهم و الدليل بعض حركات الشغب التي حدثت في القرية قبل ايام من مجهولين...... و الان روح تلك المسكينة كوثر لن تدع ناصر بسلام انا واثقة من ذلك"
.................................................. .................

بعد مرور يومين..... وقفت دلال عند باب غرفة نرجس بعد ان منعتها الخادمة من الدخول بأمر من نرجس التي رفضت مقابلتها ثم دفعت الباب و ابعدت الخادمة قائلة: "ابتعدي"

رفعت نرجس بصرها و نظرت الى دلال بعينين ضيقتين قد انهكمها المرض واحاطتهما الهالات الداكنة و قالت بتوتر و قد توقفت عما كانت تقوم به مع الخادمات من تجهيز و ترتيب احتياجتها التي تلزمها بسفرها: "ماذا تريدين مني؟..... لا اود رؤيتك"
اقتربت دلال قائلة بتأمل: "اعرف و لهذا جئت........ علمت انك ستغادرين القصر لفترة قد تطول او تقصر فاحببت ان اكلمك قليلا فطالما كنت تتحدثين امامي بما شئت....... لم آتي للاعتذار منك و ذلك لانني جرحتك بالقدر الذي جرحتني به انت دوما بكلماتك القاسية معي كأننا متعادلتين بتوجيه الالم لبعضنا"
اومأت نرجس قائلة و هي تقترب و بنبرة باردة: "اعترف انني لم احبك يوما يا دلال تعرفين لماذا؟...... لانني ارى بعينيك نظرة الاحتقار و الحقد و الرفض لأخي و ابي"

دلال و بجدية: "ليس غريبا ان لا تحب الزوجة زوجها و لست مستعدة ان اكون منافقة امامك"
نرجس و بتحديق: "انت جريئة...... لك الشجاعة على رفض ابن عمدة البلد رغم انه لايمكن لغيرك ان تفعل ذلك"
دلال و بقوة: "الصدق ليس جرأة..... اعتدت ان اكون صادقة مع نفسي"
ابتسمت نرجس و اومأت ببطء ثم قالت: "أ واثقة انت بأنك صادقة كفاية؟"
تغيرت ملامحها و قطبت جبينها و تبادلتا النظرات للحظات حتى قالت نرجس باتهام: "انت تدهشينني...... شخصيتك غامضة....... انت امرأة عاشقة و مسلوبة القلب...... تعانين من الالم بسبب زواجك من ابن العمدة و اجهضت طفلك و تريدين الان ان تنفذي بجلدك من هذا القصر"

خفقت اهداب دلال و شبكت يديها قائلة: "ارجوك نرجس لم آتي لنتبادل الاتهامات و نتراشق ال"
نرجس مقاطعة: "جئت لتشمتي بحالي...... كنت محقة يا دلال انا عاجزة و رفضت الزواج من ادهم لاني احبه رفضته لا اريد ان اظلمه معي ........ فعلا... ماذا استطيع ان اقدم له من حياة؟"
دلال و بضيق: "صدقيني لم آتي لاشمت بك.... من انا لأشمت بك؟...... و هل حالي افضل من حالك حتى اشمت؟..... انا مدمرة..... جئت فقط لاودعك... قد يطول سفرك و ربما لم نلتقي يوما من يدري"

توقفتا عن الكلام عندما اقبل ناصر قائلا: "هيا يا نرجس الم تجهزين بعد؟"

و تطلع بدلال بنظرات ثاقبة...... نرجس و بكآبة: "نعم يا اخي انا جاهزة .......فقط....... فقط اردت ان اسألك عن ادهم كيف حاله؟.... لم اره منذ فترة........ أ هو موجود ليودعني؟"
ناصر و بضيق: "ادهم؟....... انه متغير الحال تماما لم اعد اعرفه...... لا ادري ان كان رفضك له هو السبب؟..... كأنه اصبح لا يطيق رؤيتي و لا يحب رفقتي.... يريد الرحيل من هنا و ينهي اي تعاون و عمل بيننا..... انه يتطلع بي بنظرات غريبة و كأنه اصبح يكرهني او يحقد علي اشعر بتغيره معي منذ فترة كتغير كل من حولي"
خفضت دلال بصرها و قالت نرجس بحزن: "انا ايضا كنت اشعر بان ادهم شارد الذهن و مضطرب يتخذ قرارات مفاجئة و سرعان ما يغير رأيه...... كأن ادهم ناقم و يعاني من ضغط كبير ...... حسنا يا اخي اتركه يرى حياته فليس بقليل ما فعله لنا من خدمات في هذا القصر"
اخرجن الخادمات الحقائب و قال ناصر بتوتر: "لا استطيع ان اترك ادهم انا معتمد عليه بكل شيء و بدونه لا اعرف كيف ادير اموري انا اعتدت ان اسلمه زمام الامور..... طلبت منه ان يبقى على الاقل لفترة حتى تنتهي تلك الازمة في البلد لا يجب ان يتركني بهكذا موقف و هناك مجموعة من الجبناء تتربص بنا مدفوعين بحقدهم"

تطلعت دلال الى نرجس و هي تعانق ناصر و تسند رأسها على صدره و تقول بدموع: "انا خائفة يا اخي.... كأن هناك سحابة كبيرة سوداء تحيط بنا....... انا قلقة على ابي و عليك و على نفسي ايضا...... اشعر كأن مغادرتي اليوم للقصر هي الاخيرة و كأني لن اعود و اراكم من جديد و"

احاط وجهها و قال مقاطعا و بنبرة واثقة: "لا تتكلمي هكذا... كل شيء سيكون على افضل حال..... ستتعافين يا نرجس و تعودين و نعيش اجمل الايام كما في السابق كل شيء مقدور عليه مرضك قابل للعلاج و سنقمع اي اعمال شغب تخل بأمن القرية و القصر و العمدة سنسيطرعلى كل شيء كما عهدتنا لا تخافي يا اختي"
.................................................. ...............

راقبت دلال مراسيم التوديع للسيدة الكبيرة و ابنتها العليلة حتى همتا بصعود العربة المتجهة الى المدينة و ورائها عدة عربات مستعدة للمغادرة من حراس و خدام ...... نظرت دلال الى زوجة ناصر نظرة عابرة لتجدها ترمقها بنظرات جامدة وقوية و كأنها تكاد تنهار من الغيرة منها .... ابعدت بصرها و استرقت نظرة الى ادهم الذي كان واقفا قرب العربة و يتطلع بها اغلب الوقت حتى انها خشيت ان ينتبه له ناصر و تحاشت النظر اليه حتى دخلت مسرعة قبل مغادرة العربات حتى لا تحرج ادهم اكثر و هو محدقا بها و تعرضه للكلام و السوء.
اي منظر انت به يا ادهم؟..... كأنك فاقدا لصوابك ماذا حل بك و كأنك تريد ان تفتضح امرك ربما انت متعب او مخمور حتى تنظر الي كل الوقت معرضا نفسك للخطر؟..... معقول ان رحيل نرجس شتتك هكذا ام تأنيب الضمير و الندم لما فعلته معي و مع ناصر؟
.................................................. ................

في المساء........ عندما رأها سعيد مقبلة تغيرت ملامحه و تلفت حوله ثم اغلق باب غرفته و ابتعد بخطوات و كأنه هارب منها...... اسرعت خطاها و قالت بهمس: "سعيد !..... انتظر ارجوك"
توقف و تطلع بها بقلق..... تراجعت خطوات و اتجهت الى الباب الخلفي لغرفته و دخلت هناك و انتظرته ما به؟....... كأنه لا يريد لقائها!!

دخل و اغلق الباب و اقفله و قال بسرعة: "ارجوك اخرجي و اتركيني بسلام"
هي و بتأمل: "ما الامر يا سعيد؟...... كأنك غاضبا مني لأنك تعتقد انني سخرت منك و"

هو و بقلق: "لا اريد منك شيئا فقط اتركيني بسلام"

قالت بتوسل: "سعيد...... متى...... متى تساعدني و تنفذ الخطة...... لننقذ الابرياء لعل الله يرحمنا من غضبه"
قطب جبهته و قال: "لا اقدر...... انا اسف..... مصيري سيكون سيء...... لا اريد اي لقاء بيننا..... ابتعدي يا سيدة اقسم عليك بالله"
اقتربت قائلة بتوتر: "لست على مايرام ما بك؟..... تعرضت للتهديد؟"
خفض بصره و بقي صامتا...... ادركت ان ادهم وراء مخاوفه هذه لا بد انه قام بتهديده و حذره من مقابلتها.

تهاوت على الكرسي و قالت بيأس: "لماذا يا سعيد...... لماذا تتخلى عني انت بذلك تحبط كل شيء بداخلي"

قال متأملا: "انا اسف لاجلك اعلم ان الظروف التي احيطت بك تلك الايام صعبة..... لكن ارجوك لا تورطيني اكثر ان الاوضاع متوترة جدا و الرقابة شديدة"

أومأت وقالت بحزن عميق: " كنت متوقعة منك ذلك انا لا الومك على خوفك لكنني الوم ضميرك و انت رجل قوي و ذكي و قادر على فعل شيئ كيف لك ان لا تطهر نفسك من الآثام و تخلص عشرات من الابرياء من العذاب والموت انها لتضحية كبيرة يا سعيد بامكانها ان تغسل ذنوبك و تخلق منك رجل جديد ......... انا لا استطيع ان اكذب عليك مرة اخرى و اقول لك انني سأمنحك شيئ مني ...... كنت اخدعك انا اعترف بذلك كنت مضطرة ليس لي طريق للوصول اليك الا الكذب...... بداخلي هدف ورغبة كبيرة و كنت بحاجة الى مساعدة رجل قادر مثلك و بيده زمام الامور كنت آملة مساعدتك لكن على ما يبدو انني كنت مخطأة ........انت اما ظالم و حقير مثلهم اما عبد مأمور مظلوم سجين بقفص مخاوفه من اسياده........ حسنا....... حسنا يا سعيد.... اشكرك من قلبي على فعلتك معي عندما انقذت محمد و اثلجت قلب اهله و ابوه و مستعدة ان اعطيك الثمن لذلك اي مبلغ تطلبه او مجوهرات او"

هو و بسرعة: "لا اريد اي شيء ........ فقط اتركيني"

خرجت من غرفته و هي تجر اذيال الخيبة و الخذلان.... انه ادهم هو السبب هو الذي وقف بطريق انقاذ العشرات من الرجال المظلومين..... كما انها مخطئة جدا لتعتقد ان رجل متشرب بدمه الظلم و العنف ان يضع يده بيدها و ينصر الابرياء.

عندما دخلت الى غرفتها فوجئت بوجود ناصر جالس ينتظرها!
سارت بخطى بطيئة و هي تتطلع به شعرت به هادئا تماما و ينظر اليها باهتمام كبيرو قال بتأمل: "دلال حبيبتي...... الا ننهي الامر؟........ انا لا استطيع ان اعيش هكذا انت سكني يا دلال"
نهض و عندما اقترب منها تراجعت بسرعة و اشار بيده لها قائلا بنبرة رجاء: "لا تهربي مني لم انوي ان اؤذيك صدقيني...... انا احبك ..... اعشقك مستعد ان اسامحك على كل شيء فقط عودي الي يا حبيبتي و لا تنفري مني انا زوجك لي حقوق بك..... و اريدك"
و اسرع اليها و عانقها بلهفة كبيرة لكنها قاومته بشراسة حتى جرحته بأظافرها و خدشت وجهه.... ابتعد عنها و هو يصر على اسنانه و بدأ غضبه يتصاعد و قال بصراخ: "تظنين اني غير قادر على ارضاخك لي....... انا قادر على كل شيء لكنني طلبت رضاك...... لم أشأ ان اعاملك بأسلوب غير لائق و لا يناسبك كزوجة مازال لي امل ان تستجيبي لي لكنك بذلك ستقتلين الامل بداخلي و بعدها لا اعدك انني سأرحمك......... سأعاملك معاملة اخرى جديدة عليك....احذرك......... راجعي نفسك"

و جلست ببطء عندما خرج من الغرفة و اغمضت عينيها.......... استنفذ يا ناصر كل مالديك..... انا لا اريدك.

.................................................. ...............
بعد مرورشهر......... عادت دلال من مراسيم جنازة والدها......... لقد مات الشيخ صالح متأثرا بمرضه و موته الم بها كثيرا و شعرت بالضياع و الوحدة اكثر.......... انتهت عائلتها و لم يبقى لها سوى افكار......... كم قسى عليها الدهر و كم كانت الاقدار تخفي لها المآسي........ قبلا لم تعرف دلال معنى الحزن و لا طعم الالم و لا الخسارة و لا الوحدة ....... كانت صبية مدللة في قصر الشيخ صالح الكبير الشأن تحيى حياة مترفة هانئة في كنف ابوها و شقيقتيها و لك تكن تعرف ان القدر يخبأ لها كل ذلك.
كان قلبها خاليا و تنام ليلها بدون هم و لا تفكير......... كانت تظن ان والدها رجل نزيه و شريف و عصامي....... كانت تظنه سيحميها الى الابد و لن يموت هكذا مبكرا و كانت تظن ان شقيقتيها حمقاوتان و سرعان ما ستفوقان من قصصهما الرومانسية السخيفة و تعيشان الواقع.
كل شيء كان مختلف و الان كل شيء بدى غريبا عليها.
ليتها لم تذهب يومها الى حفل استقبال العمدة و لم ترى ناصر و لم تعشق ادهم...... ليتها لم تورط كوثر معها و تتسبب بموتها......... اماني فقط ........ اصبحت حياتها مجرد اماني و احلام لم تتحقق ولن تتحقق يوما.

ناصر الذي يعاملها باسوء ما تتخيل قسوة وفظاظة و كلما تأكد انها لا تريده كلما زاد غلاظة و غيظا و لا يهمه ما تعانيه من احزان لفقد شقيقتها و مرض والدها و فراق افكار.... لم يأبه لدموعها و يزيد تهكما...... فوزية كانت متألمة لحالها في القصر و متألمة لمعاملة ناصر الشديدة
معها اذ يوبخها امام اعين الناس و الخدم و يهينها باستمرار و على اتفه الامور و يشتم والدها و اخواتها و ينعتها بقبيح الالفاظ حتى ايقنت انه لم يعد يحبها اذ يحقد عليها و كأنه ينتقم منها كل يوم لانها ترفضه.

عند المساء قالت باختناق شديد: "فوزية اشعر بالضغط الكبير سأنفجر و اموت هكذا....... ماذا افعل؟"
فوزية و بسرعة: "تعالي لننزل الى الحديقة لا تبقي هنا يا حبيبتي.... هيا تعالي"
و خرجت معها و سارتا في الحدائق ذهابا وايابا حتى قالت فوزية بتعب: "تعبت قدماي يا ابنتي لا استطيع مجارات خطواتك انا امرأة عجوز"
ابتسمت لها قائلة: "اذهبي و نامي سأبقى هنا لفترة"

توجهت الى الحديقة المظللة و ابتسمت بحزن و هي تدخلها و تنظر الى الطاولة و هي تتذكر بعض الذكريات........ جلست و اسندت رأسها و اغمضت عينيها و جمدت عقلها عن التفكير حتى اخذتها غفوة خفيفة اثناء ذلك حلمت بالحلم القديم ذاته...... انه الحريق.... انتبهت بسرعة و رفعت بصرها عندما شعرت بوجود شخص....... شهقت عندما رأت ادهم الذي ترك القصر منذ فترة كان واقفا و يتطلع بها ببهوت....... نهضت و قالت ببرود: "انت؟...... لماذا اتيت الى هنا؟"
و همت بالانصراف الا انها تطلعت الى يده التي اعترضت طريقها و رفعت بصرها الى عينيه القويتين النظرة و ضاقت عينيها قائلة: "الا تبتعد عن طريقي؟..... هذه المرة انا التي اطلب ذلك"

قال بصوت خافت: "اشتقت الى هذا المكان و جئت دون ان اعلم انك هنا"

ابتسمت ببرود قائلة: "يا لجمال الصدفة........ انت كاذب جئت لانك تعلم انني هنا"
سارت و اعترض طريقها و قال بتعب: "اريد ان اعزيك بوفاة الشيخ صالح"
هي و بجمود: "اشكرك"
و سارت و امسكها قائلا و هو يبلل شفتيه بلسانه: " انتظري معي قليلا...... محتاج للتكلم معك"

انتزعت يدها من يده بقوة و قالت بحدة: "انتهى الكلام بيننا منذ زمن"
قال بانفاس مضطربة: "دلال..... الرحمة"

تطلعت بعينيه الحمراوين وقالت بجفاء: "تبدو متعبا ما الامر......... لان نرجس رفضتك جئت تبحث عن البديل ام ماذا؟"
قال برجاء: "اشعر بالتوعك يا دلال لا تعامليني هكذا"

و قرب يده من وجهها و ابعدت يده بقوة قائلة: "ان كنت تظن انني سأرتمي بحضنك كالسابق فهذا مجرد وهم انت متشبث به......... لم اعد احبك ....... كم كنت ساذجة عندما احببتك يوما انت الان لا تشكل لي سوى ذكرى غبية سرعان ما سأمحيها من ذاكرتي لانها تشعرني بالعار و الخجل"
امسك خصلات شعرها بيد متوترة و بانفاس متلاحقة و قالت و هي تبعد شعرها: "بصرخة واحدة مني سوف ابعثك الى الجحيم ولعلمي انك جبان فأنا واثقة انك الان ستهرب....... ابتعد قبل ان اجمع الحراس عليك الان و اعلن للجميع انك تتحرش بي"
قال و هو يتأمل بوجهها بضعف: "لماذا تغيرت هكذا بسرعة؟...... لم تكوني هكذا معي ابدا"
قالت بانفعال: "الم تطلب مني الابتعاد عن طريقك و وصفت ان ماحصل بيننا مجرد قذارة...... الم كنت اتوسل اليك ان تسمعني فقط؟.... اعجبتك القذارة على مايبدو؟"

قال بحرقة مقاطعا: "احبك يا دلال"
ساد صمت و تطلعت بععينيه بتفرس و قالت باستهزاء: "علي ان اصدقك الان و استسلم لك و امنحك ما تريد اليس كذلك؟......... هذا مستحيل"

قال بعذاب: "احبك بقوة و ليس لي طاقة على تحمل ذلك العشق........ ليس لي القدرة على الاستغناء عنك...... لم اكن اعلم انني هكذا سأموت بفراقك....... كل ليلة تمر كأن عمري ينقص عاما........ اريد ان اقبلك و اشم انفاسك دعيني اعانقك ارجوك"
دفعته و قالت باحتقار: "كاذب محتال.... تريد ان تمثل علي الحب ايها الغبي حتى تحصل علي"

امسك ذراعيها و قال بعيون حادة: "اصبحت لا ارى سواك اصبحت اسيرك تغير كل شيء بداخلي...... انا رجل محطم و خسرت بسببك كل شيء ... لقد...... لقد كرهت ناصر و كلما رأيته اشعر انني سأرديه قتيلا بأي لحظة ...... اصبحت كالمجنون يا دلال لا تتخلي عني بعد ان اغرقتني معك"
دفعته بقسوة و كانت عينيها حمراوين بشدة وقالت بنفور: "انا احتقرك....... لا احبك.... ابتعد عن وجهي"

و خرجت من الحديقة مسرعة و عينيها تحرقانها حتى وصلت الى السلم و خارت قواها و وضعت يدها على قلبها و شدت عليه بعنف و واصلت سيرها حتى دخلت الى الغرفة و اعتصرت قلبها الذي بدأ يخذلها و قالت بهمس: "ليس صحيحا ما قلته لك....... انا اكاد اموت من الشوق اليك لا اصدق نفسي كيف اصبحت بهذه القوة و استطعت مقاومتك يا ادهم.... فعلت ذلك من اجلك........ اريدك ان تكرهني و تبتعد اريد ان انقذك كما اسقطتك....... يا حبيبي...لأني احبك و اخاف عليك لا اريد اقترابك مني بعد لا اريد ان اتسبب بموتك كما حصل مع كوثر ومع غيث لأني احبك يا ادهم"


.................................................. .....




هند صابر غير متواجد حالياً  
التوقيع
مواضيعي في قسم من وحي الاعضاء
https://www.rewity.com/vb/8599983-post99.html










رد مع اقتباس