عرض مشاركة واحدة
قديم 15-04-17, 06:45 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



خرج من الخلاء ...يشعر بالتحسن ...يشعر بقدرته على السيطرة على آلام جسده ورأسه.....لم يتبقى سوى أيام قليلة ويخرج من المستشفى....جلس على طرف السرير....نظر للجدار الذي أمامه....وشهد على الكثير من جنون افعاله.....تندم كثيرًا ....على ما فعله....بنفسه وبخطيبته وباهله....ولكن كل ما حدث خارجًا عن إرادته!...فقده لأبنته وزوجته....السابقة أفقدوه عقله....تنهد طويلًا ثم اخرج محفظته....صورة صغيرة لابنته ...نظر لعيناها...الزرقاوتين وشعرها الاشقر لا تشبه كثيرًا...لا تشبه إلا في رسمة انفها الطويل والدقيق واتساع عيناها الجوزاء
اما ملامحها الاخرى تشبه والدتها!......لم يخبر أحدًا عن هذا الزواج ...تزوج حينما كان يدرس في بريطانيا ...لم يجرؤ على إخبار والديه عن أمر زواجه من تلك الفتاة المسيحية !...ولكن خطيبته اكتشفت الأمر وليتها اكتشفت امر زواجه فقط !!...رمى نفسه على السرير ونظر للسقف
حدّق به طويلا وتحدث: سامحيني يا سارا.....اعترف كنت اناني لم....خبيت عليك....لم ..قر...
لم يكمل بسبب طرق الباب وفتحه سريعًا....ابتسم عندما التقت عيناها بعيني صديقه
جلس على السرير
وأتى صاحبه بالقرب منه ليسلم عليه مبتسما: اخبارك اليوم؟
فيصل: الحمد لله تمام...
بندر جلس على طرف السرير: دوم يا رب...
فيصل يقف امام بندر حرجًا لِم فعله له ولِم قدمه إليه
بندر شخص نادر في مثل هذا الزمان شخص لا بد ان يحافظ عليه كما حافظ على صادقتهما لتدوم!
لم يتركه في أشد حاجته إليه
بانت صحبته الطيبة في مواقف كثيرة له
فعلًا هو حقق معنى((الصديق وقت الضيق)) وضع يده اليمنى على يده : بندر ....تدري أني والله خجلان ....قدام فعايلك الطيبة لي....
بندر ابتسم مربتًا على يد فيصل: أنا ما سويت شي يا فيصل ...كل اللي سويته أني حافظت عليك.....لأنك غالي ....علي...
فيصل بنبرة نادمة: اللي سويته كل شي بالنسبة لي يا بندر....انا غلطان لم ما سمعت كلامك من البداية...
بندر: الحمد لله انك رجعت فيصل القديم...
فيصل تنهد بضيق: انا ندمان ....قد شعر راسي....يا بندر ...ضريت نفسي...وخطيبتي....واهلي....
بندر يهوّن عليه الامر: تقدر تصلّح كل شي يا فيصل.....لحد الحين ما فات الاوان...
فيصل بخجل مما فعله: ظنك راح اقدر...
بندر يردفه ويسانده بحديثه: راح تقدر يا فيصل مثل ما قدرت تتخلّص من هالسم...
فيلص بتفكير: اممممم...ابي اكلم اهلي...
بندر بفرح: حلو...
ثم اكمل: على فكرة...الدكتور يقول الخميس هذا راح يكتب لك خروج...
فيصل بحرج: طيب.....حبوب الاكتئاب.....والمهدئات ....ما قال لك الدكتور ما زن.....اني اتركها أو ....لا؟
بندر بجدية: مانت محتاج لها.....وقال لي أنك تعديت الازمة....ولله الحمد....كل اللي فيك كان إدمان وكنت أنا شاك في هالشي....عشان كذا ...قلت له عن حالتك.......اتركها مانت محتاج لها....
فيصل اسند ظهره على وسادته ونظر للجانب الايسر: تعتقد راح تسامحني.؟
بندر لا يعلم بما يجيبه
ما فعله بسارا لا يُغتفر أبدًا
تعامل معها بوحشية خالية من الإنسانية مجبرها
على البقاء !
اغتصب حقها في الاختيار ما بين البقاء معه وما بين الافتراق
فلم يترك لها الخيار بفعلته اللئيمة اجبرها على السكوت
اجبرها على الخضوع لقراره طيلة هذه المدة
تنهد قائلًا: إن شاء الله راح تسامحك...
فيصل اغمض عينيه متحسرًا: خاطري اكلمها.....عارف ما غيّرت رقمها بس ما عندي الجرأة اني أكلمها......لأنه ما عندي شي ينقال...يا بندر....
بندر سكت محتارًا ....
فاكمل فيصل: ما راح تسامحني ابد...
بندر نهض: فيصل لا تشغل عقلك بهالاشياء حاليًا......اهتم بنفسك....ومتى ما شفت نفسك...قادر تواجه كل هذا....تقدم بخطواتك إذا انت مو قادر أو ما عندك شي.....تقوله....لها الحين......فانصحك لا تتسرع واعطي نفسك فرصة قبل لا تواجهها.....عشان ما تهدم الباقي....
فيصل بسخرية التفت عليه: هو فيه باقي عشان ما ينهدم...؟
بندر بغضب: لا تصير سلبي راح تتعب...
فيصل اخذ نفس عميق: إن شاء الله ....
ثم غرق في سرحان طويل تحت انظار بندر....
...

تمسح على بطنها تتخيّل انه ما زال ساكنًا في ظلمة رحمها
تبكي شوقًا لخروجه إلى هذه الدنيا انتظرته طويلًا
ولكنه لِمَ خرج بِلا روح؟
لِم خرج مُزرقًّا لا حياة في عينيه!
تارة تُبعد عنها الافكار هذه وتستغفر وتارة اخرى تعود على القنوط والنّوْح!
لم تهتم بعد ذلك الامر لشكلها ولملابسها وحتى نظافتها!
تشعر بالبؤس رحل دون ان تشمه
وتحتضنه وتقبله رحل بِلا عودة!
رحل إلى عالم الاموات وهو لم يلبث في بطنها إلا ستة اشهر
كانت تعد الأيام بشوق فقد لجعله ما بين يديها وفي حضنها
لتهتم به وتغدق عليه بحنانها المُعطاة بِلا ملل!
سئمت من الانتظار وفقدته فجأة
نهضت من على السرير وتوجهت لناحية المرآة نظرت لوجهها المصفر ولعيناها الخالية من الحياة ولشعرها المبعثر
لم تهتم لكل هذا
بل سحبت من الدرج الخاص لأغراضها من المجوهرات والذهب المبعثر بداخله صورة ثلاثية الابعاد لابنها ....
صورة بسيطة وهو داخل بطنها ونائم بكل هدوء!
احتضنت الصورة وبكت!
هي بحاجة إلى شخص يساندها ويشاركها هذا الألم ويزيح عنها نصفه
ولكن ذلك الشخص مُبتعد....
لا تستطيع الوصول إليه رغم انه اقرب الناس إليها لأنه زوجها
(تركي) بلعت ريقها وجرّت خلفها اذيال الخيبة من هذه الحياة
ثم عادت إلى سريرها
تناولت اقراص منوِّمة لتفقدها الحياة بشكلٍ مؤقت وتخفف عنها وطأة الالم لعلها تنسى ابنها وتنسى اهمال تركي لها

.....
تصيبها رجفة عظيمة حينما تُسهب في التفكير, أخطأت ووقعت في الفخ
ولكن لم تشك يومًا بأنه سيصبح مثلهم خائنًا!
لأنه قريب جدًا فهو جزء من عائلتها
هل تعتبر مذنبه في تسليم قلبها له؟
ام هو المذنب لأنه عبث بمشاعرها وبعثر كيانها؟
ولأنه شتتها ايضًا!
كذبتها هذه أوصلتها على فراش الموت كانت ستموت على معصية؟!
ولكن من يدري ...
فالجميع سلّمها مفاتيح الثقة التي اضعتها مُنذ ان ذهبت إليه...!
هي لم توافق ولم ترضى على فعلته!
لم ترضى بان يتجاوز حدوده ليفقدها حياتها!
دماغها هذا لن يرحمها في استرسال الذكريات
كان يتحدث معها يحاول ان يجعلها في حالة استرخاء جسدي
وعقلي!
ولكن معها لم ينفع الامر فالتجأ إلى التنويم المغناطيسي
لعله يعرف أو يتعرف على شتات عقلها الباطن
ولكن لم يتوصل إلى شيء يرضيه
الغريب انها كانت تحاول ألا تدخل في غيبوبة التنويم المغناطيسي
عقلها يرفض ذلك تمامًا وإن جبرها تُحيره بما يدور في عقلها
اخذ الملف وكتب آخر التطورات لديها ثم
نظر لشتات عيناها : فاتن ارحمي عقلك من التفكير.....جسدك يحتاج إلى راحة .....وعقلك كمان محتاج للراحة وبشدة.....اذا تميتي على هالحال يمكن تدخلين في مراحل متطورة للصرع النفسي.....انا صريح معك....عشان تهتمين لنفسك....
فاتن نظرت للدكتور غسان الخاص لمتابعة حالتها النفسية
والمختص في هذا المجال
اغمضت عيناها بهدوء ثم فتحتهما فقال: محتاجة لورقة وقلم عشان تكتبين؟
فاتن هزّت رأسها بالإيجاب فاستبشر لذلك
مدّ يده الحاملة للقلم والدفتر
اخذتهما بيد مرتجفتين
نست كيف تكتب واستصعب عليها الامر في البداية
ولكن بعد دقيقة واحدة او دقيقتين
كتبت بخط متعرج له(متى اطلع من هنا؟)
عقد حاجبيه : فاتن.....لا تهتمين بأمر خروجك.....الحين اهتمي كيف تضبطين افكارك!....وذكرياتك.....كل المؤشرات حاليا فيها نوعا ما من السلبية.....لا تجبرين عقلك على التذكر .....اشياء تقلقك وتوترك ....لا تلومين نفسك اكثر من اللازم....ما ابي اضطر وألجأ إلى جلسات أنتي في غنى عنها لو بس ساعدتي نفسك وتقبلتي على كل اللي انتي فيه واخذتيه من جانب خير.....وتذكري ربنا ما يسوي إلا الخير للانسان....لا تقنطين من رحمة الله....وصوتك متى ما أنتي

واشار لها: قررتي تحررين نفسك من قوقعة الذكريات وقررتي تتكلمين راح تكلمين صدقيني...
فاتن عقدت حاجبيها لتجاري دموعها من السقوط
اخذت نفسا عميقا واشاحت بوجهها للجهة اليسرى
بينما هو نهض من على الكرسي : اتمنى بكرة ....اجي ...واشوف فاتن ثانية....فاتن القوية...
ثم خرج...
.....
نظرت لسقف الغرفة يوم كامل لم تنم
وهذا ما اغضب الطبيب غسان لا يريد ان يجعلها تخضع للمهدئات لكي لا تعتاد على ذلك!
عقلها مليء بشتات ما تفكر به
مليء بالندم والصراعات
كيف ستخبر الجميع انها فقدت اغلى ما تملك؟!
كيف ستواجه هو!
هل نسى ؟
ام انه يتلوى ألمًا وندمًا لضياعها
وان فعل فهو منافق !
اجل كيف يقتلها ويبكي لفقدها وضياعها !
استقلت على جانبها الايسر تحاول ابعاده عن ذاكرتها
تحاول ان تسيطر عليه لتتجاهله
وتغط في سبات عميق
وليطمئن قلبها ويرتاح
اغمضت عيناها وشدت عليهما بقوة
تبحث عن بصيصٍ من الامل في لُقيا النوم فقط
.....

ذهب لمكتب الدكتور احمد نظر إليه : لا تعطونها منوّم
د. احمد بهدوء: لها يوم كامل ما نامت ....راح تدخل في ارق كبير بعدها...
د. غسان جلس على الكرسي
تحدث باهتمام: أتمنى ما نوصل لهالمراحل السلبية........بس لازم نعطيها فرصة لضبط كنترول عقلها ...اذا ما نامت بعد ساعتين بالضبط نلجأ للمنوم...بس حاليا لا......لا زم تحاول....عشان تقدر تتحكم ....في شريط ذكرياتها....
د. احمد نظر لعينين غسان: هي مهيب متقبلة وضعها....وانه صار لها الحادث....وحاليا ما تتكلم ....ولا تقدر تمشي....
د. غسان اطرق سريعًا: لالا......مو لهذا السبب....فيه سبب مسيطر على كل اللي قلته......تحاول وتجاهد نفسها.....أنه ما تقوله ....وداخله في مراحلها الاولى من الصدمه بسببه....
د. أحمد: شي مثل ايش....؟
د. غسان: ما نيب قادر اوصل لهالشيء يا احمد....حتى بالتنويم المغناطيسي تجاهد نفسها عشان ما تقوله....
وبهدوء اكمل: للعلم بالتنويم المغناطيسي تتكلم...
د. احمد لم يتعجب لهذا الامر: انا عارف عدم قدرتها على الكلام مو لسبب عضوي لا لسبب نفسي بحت....
د. غسان: انا افضل ....يتم تغيير الغرفة اللي هي فيها بغرفة ثانية.....وتسمحون لأحد من اهلها ....يبقى معها....عشان ما تبقى تفكر في الامر اللي شاغلها لفترات طويلة...
د. احمد هز راسه ضامًا شفتيه بتفكير ثم اطرق: بخبر اخوها عبد الرحمن....وان شاء الله خير.....
نهض د. غسان: يله عن اذنك....بروح لقسمي...
د. احمد صافحه مبتسما: الله معك...
د. غسان خرج
تاركًا الطبيب احمد يغوص في ملفات مرضاه


......

بقيت في السيارة اما هو نزل ليشتري له ولها ما يريدانه من
(الشيبسات_والحلويات_والآيس� �ريمات_...والخ) سحبت هاتفها من الحقيبة
اخذت تلتقط صور عشوائية دون ان تظهر جسدها وحتى يدها!
تحدثت بملل: تأخر....
وما عن نطقت كلمتها هذه حتى خرج من (البقالة) وفي يده كيستين مملوءتين بالحاجات
التقطت له صورة ...
وصل إلى سيارته فتح الباب بصعوبة ورمى عليها الاكياس
صرخت به: وجع عورتني...
جلس على المقعد قم اغلق الباب تحدث بابتسامة بلهاء: ما ودك نروح الثمامة نطعس؟
سارا قامت بتعديل نقابها اردفت بسخرية: لا بالله....احلف....وش الثمامة بهالوقت......لا ودنا البيت....تعبت من الفرفرة...
بكر بدأ يقود سيارته : وين اللي تبي تروح المول....
سارا : هوّنت فريت راسي......
ضحك منعطف لليسار: كم لفة سمتيها تفرفر...
سارا بجدية: تبي الصدق تعبت....خلنا نرجع البيت ونبسط على فلم رعب...
بكر مازحًا: وجهك من غير شي رعب...
سارا ضربته على كتفه صارخة: تبن......
بكر بضحك: هههههههه لا تضربيني لا الحين....اصدم بس...
سارا سكتت لا تُطيق سيرة حوادث السيارات بسبب ما حدث لفاتن؟
بكر: صدق ترا عمي بو عبد الرحمن عازمنا الليلة...وامي وابوي....راحوا من بدري عشان يساعدونهم بترتيبات العزيمة ...
سارا بتفكير: اممم...عشان كذا امي راحت لخالتي بدري ....
بكر : يس.....
سارا رفعت هاتفها: ظنك افهيد اليوم يجي...؟
بكر وقف امام الاشارة: مادري عنه.......ما اتصلت عليه انا ولا سالته...
سارا: بتصل عليه....
بكر : بكيفك

.......
الجو بارد للغاية....
تراكمت الغيوم في السماء وما زالت تمطر
كانت تحاول ان تحمي نفسها من الهواء البارد
بدأ حجابها يتطاير مع هبوب الهواء البار بقوة!
حاولت شده على رأسها
خشيت على كتبها المحمولة ما بين يديها من ان تتبلل بماء المطر
فاحتضنتها تحت الجاكيت الاسود والواسع التي ترتديه
شتمت بداخلها (زوجها)لعدم مجيئه لها واخذها من الجامعة
يبدو اليوم كاليفورنيا ستصاب بعاصفة من الرياح والامطار الغزيرة
شقتهما لا تعد المسافات الكبيرة عن جامعتها ولكن الطقس غير مناسب للذهاب إليها مشيًا على الاقدام....
رنّ هاتفها مرارًا وتكرارًا ولكن لا تستطيع ان تجيب على المتصل...
فهي منشغلة للحفاظ على سلامة كتبها من التبلل وسلامتها هي ايضًا
قطعت الشارع الاول بسلام ثم عبرت المدخل الاول من الجهة اليمنى
واخيرًا وصلت
فتحت الباب بيدين مرتجفتين من البرد
دخلت ورات زوجها امامها مباشرة
حدّت في عيناه بغضب ثم رمت كتبها على اول كنبة راتها
ثم ازاحت عن جسدها الجاكيت المبلل والحجاب
تحدث زوجها: الحمد لله على السلامة
نظرت إليه بعدما رمت الجاكيت على الارض: تطنز؟
ثم تقدمت بخطوات غاضبة لنحوه: بالله ليه ما نتظرتني؟
تحدث بهدوء: تبيني انتظرك ساعة ونصف؟!
ارتفع صوتها بعصبية : تنتظر ساعة ونص انت لا....اما أنا عادي اجي كعابي في هالاجواء...
ابتسم لكلمتها اشار لها: هدي اعصابك....وروحي تروشي....
كان سيمسك يدها ولكن ابتعدت عنه بغضب: وخر عني....
تحدث بجدية: ليان......أما لم جيت رتبت لرحلتنا للسعودية......وكنت راح اجيك....والله .....بس....
قاطعته بخطواتها السريعة من امامه: لا تبرر......خلاص انتهى يا سعود.....
تبعها يحاول ان يرضيها: حقك علي
ليان فتحت دولابها الخاص لملابسها اخرجت (بجامة قطنية) ثم اغلقت باب الدولاب بقوة وبعصبية
كانت ستدخل الخلاء ولكن امسكها سعود من اكتافها وقبّل جبينها مبتسمًا: آسف
ليان اخفت ابتسامها لفعله السريع في تقبيل جبينها: وانا ما راح اقبل اسفك
ثم همّت بالدخول واعترض طريقها مرة اخرى
اسند نفسه على الباب : وانا ما راح اخليك .....تدخلين الحمام ....إلا لم ترضين ...وتقبلين أسفي...
ليان كتفت يديها وشتت ناظريها عنه: عادي خلني.....بملابسي هالمبللة عشان امرض...
سعود حكّ رأسه مردفًا: شقتنا دافية ماراح تمرضين
ليان تريد ان تستحم لتأخذ قسطًا من الراحة بعد يوم طويل وشاق لم تتحمل مساومته
عقدت حاجبيها راجيته بالابتعاد عن الباب: سعود والله تعبانة .....ابي اتروّش سريع واطلع انام....وخر....
حاولت ابعاده عن الباب ولكن لم تستطع نظرًا لبنيته العضلية
وحجمها الصغير امام حجمه!
ابتسم اكثر: مو قبل تقبلي اعتذاري....
ليان تجاريه: قبلته خلاص....
سعود نظر لأظافر يديه يتلاعب بها: لالا....مو كذا...
ليان فهمت ما يرمقها إليه ....فتقدمت لناحيته وقبلّت خده الايمن ومن ثم الايسر صارخه: والله قبلت اسفك....
ضحك على شكلها المبهذل ولملابسها الملتصقة على جسدها
ابتعد ثم دخلت سريعًا
تحدث بصوت عالٍ: لا تتاخريم ....لأني جوعان ...وابيك تطبخين ...
صرخت : تبطي عظم......اطبخ لك....
سعود بمزح: والله عاد كيف......ولا راح اروح لزوجتي الثانية .....وهي تطبخ لي...

ليان فتحت جزء بسيط من الباب اخرجت رأسها منه
صارخة: والله لو صدق تزوج علي .....اقتلك....انا بايعتها ترا....
سعود نظر إلى راسها ولقطرات الماء المتساقطة على الارض
ضحك: ههههههههههههههه ما تقدرين....
ليان بعصبية: لا تخليني اذبحك الحين....
سعود جلس على الكنبة بعدما ابتعد عن ناظريها
رفع صوته: انتظرك تطلعين تذبحيني.....
ليان اغلقت الباب بقوة: صبرك علي ثواني بس...

ارتفع صوته بالضحك
وضع رجله اليمنى على اليسرى واسند نفسه على مسند الكنب
اخذ هاتفه وبدأ يعبث به
ومن ثم قرر ان يتصل على ابن اخيه ليطمئن على اخته
لم يأخذ دقيقتين إلا وأتاه صوت: هلا هلا....باهل الشقر والحمر
ضحك مردفًا: هههههههههههه الحين صرنا من اهلهم....
حك انفه مازحًا: لا ....مانت منهم ابد......هم وين وانت وين.....
سعود اطرق بصوته الفخم: أيّا قليل الخاتمة....انا عمك تقول....لي كذا....
ضحك : ههههههههههه تعرف ولد اخوك .......يحب الصراحة....
سعود: لا تنسى اني احلى منك واطشرك واطشرهم بعد ....
لم يتحمل كلماته تلك
حتى انفجر ضاحكًا: ههههههههههههههههههههههه
سعود ابعد السماعة عن اذنه: وجع ان شاء الله .....وش هالضحكة...
اخذ نفسا عميقا ليسطر على نوبة ضحكه: أجل انت احلى...
سعود اردف كلماته من باب المزح لانه يعلم جيدًا ابن اخيه
عبد الرحمن يشابهه كثيرًا وملامحهما البدوية تمتاز بالحدة والجمال
اطرق بجدية : المهم ....متصل عليك ابي اطمن كيف حالك فاتن اختك؟
عبد الرحمن لم يأخذ سوى ساعة منذ مجيئه من المستشفى والآن هو في غرفته يحاول ان يأخذ قسطا من الراحة قبل البدء بمراسيم العزيمة !
ولكنه لم ينم بسبب اشغال نفسه في هاتفه اخذهُ الوقت دون ان يشعر بأهميته
اضاع وقته دون ان يرتاح فعليا جلس على طرف سريره وتحدث بجدية الامر: والله مادري وش اقولك يا عم...
سعود تقدم للأمام بجسده : خير......صاير لها شيء؟
عبد الرحمن سكت يفكر قليلاً ثم قال : امممم....تخيّل .....لها يوم كامل ما نامت.......والدكتور احمد يقول جسدها سليم .....وما تعاني من شي.....والدكتور غسان...قال كل اللي فيها صدمة .....
سعود عقد حاجبيه :من الحادث يعني...؟
عبد الرحمن نهض واتجه امام نافذته : يمكن.......توني مكلم طبيبها قبل لا تتصل وفاجأني بكلامه وانه تعاني من صدمه......وهي ما تساعد نفسها مو متقبلة الوضع ابد...
سعود تمتم: لا حول ولا قوة إلا بالله
اكمل سعود: لم تشوفها وتجلس معها ما تقول هذي وحده تعاني من صدمة......او تعاني نفسيا.......تحاول تظهر للجميع عكس اللي تحس فيه بداخلها.....انا مخبي موضوع صدمتها النفسية عن امي وابوي.....
سعود بتفكير: طيب ...متى تقريبا تطلع من المستشفى؟
عبد الرحمن: والله لحد الآن طبيبها ما حدد.؟..؟
سعود نظر للسقف بهدوء: اكيد ....شريط ذكريات ذكرى الحادث يتكرر عليها ....بشكل يومي لأنها هي حابه تفكر فيه....مو قادرة تتناساه....
عبد الرحمن سكت مهتمًا
سعود يكمل: بما انّ جسدها سليم .....واجزاء دماغها سليمة.....فانا اقول حاول تطلعها من المستشفى...وما تخليها تطول بالجلوس فيه....
عبد الرحمن بجدية: هالشي مو بيدي وما اعتقد الدكتور احمد يرضى...
سعود لينهي الامر: بإذن الله .....الاسبوع الجاي راح اكلم طبيبها واعرف كل شي عنها....وراح اقترح عليه هالاقتراح ....
عبد الرحمن بأهمية: انا خايف ما تجاوز هالصدمة.....وتدخل في متاهات نفسية.....مالها حل...
سعود نهض متجه للطاولة الجانبية ليضع مفتاح سيارته الذي اخرجه من جيب عليها: لالا......فاتن راح تجاوز كل هذا.....فاتن قوية....وايمانها بالله كبير ان شاء الله .....لا تشيل هم....
سمع اغلاق باب الغرفة
التفت لمصدر الصوت وفهم أنّ زوجته خرجت من الخلاء واغلقت باب الغرفة لتخلد إلى النوم ابتسم مكملًا: عبد الرحمن......فاتن الحين بحاجة لنا كلنا.....عارف أنك شايل هم كبير وتداري وضعها لابوك وامك.....بس ان شاء الله من ارجع اشيل عنك لو شيء بسيط .....من هالثقل....
عبد الرحمن تنهد بثقل الامر: ما تقصر يا عم
سعود : ما طول عليك.....سلم لي على الكل ......مع السلامة....
عبد الرحمن بهدوء: مع السلامة...
اغلق الهاتف ثم توجه لناحية الغرفة





انتهى


مع تحياتي
زينب سامي






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس