عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-17, 01:55 PM   #43

الصمتالحزين

? العضوٌ??? » 397302
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 46
?  نُقآطِيْ » الصمتالحزين is on a distinguished road
افتراضي

الجزء الثاني والثلاثون

"لماذا يا غانم كل هذه القسوة ..؟
" لم أفهمك ..!
" كلماتك وتصرفاتك تنضح بالقسوة لزوجتك وحبيبة قلبك.
"أتقصدين دلال.

" ومن غيرها .؟

" أنت تعلمين أني لا أعرف عن الحمل ولم أتزوج أو رأيت من قبل

" ما بك يا غانم , ما الذي حصل لك . تصرفاتك لست غانم ذلك الشاب المرح , الهادئ , المتزن في كلماتك وتصرفاتك ,

" وماذا تغير , لا شيء , لا زلت غانم المرح .., ال.......

" تخدع نفسك بهذه الكلمات. أنظر إلى نفسك في المرايا , جحوظ تحت عينيك وسواد شفتيك وتعقد حاجبك وعبوس وجهك , وغلظة كلامك وأسلوبك , لماذا , وما الداعي لكل ذلك , كأن شيئاً مكسوراً في صدرك , أو أن هناك شيء ينغص نومك , الأمر أهون من ذلك , لا تنظر إلي الحياة من زاوية واحدة ولكن أنظر إليها من عدة جوانب , فربما يطير الحصان يوماً.

" ماذا يطير الحصان ,,؟

" هذا مثل ,

تبسم إليها وقال لها , ما قصته

" لا أريد أن أشغل بالك بذلك ,,

" بل قولي لي ما قصة هذا المثل لأنه ضرب من الخيال , إن كنت تعلمين

" بلى أعلم. قصة المثل أنه

حكم أحد الملوك على شخصين بالإعدام لجناية ارتكباها،
وحدد موعد تنفيذ الحكم بعد شهر من تاريخ إصداره القرار ..~
وقد كان أحدهما مستسلما ، خانعا ، يائسا، قد التصق بإحدى زوايا السجن باكيا منتظرا يوم الإعدام...
أما الآخر فكان ذكيا لماحا طفق يفكر في طريقة ما ،
لعلها تنجيه أو على الأقل تبقيه حيا مدة أطول ..~

جلس في إحدى الليالي متأملا في السلطان وعن مزاجه، وماذا يحب ، وماذا يكره..~
فتذكر مدى عشقه لحصان عنده ، حيث كان يمضي جل أوقاته مصاحبا لهذا الحصان ،
وخطرت له فكرة خطيرة..~ فصرخ مناديا السجان طالبا مقابلة الملك لأمر خطير،

وافق الملك على مقابلته ، وسأله عن هذا الأمر الخطير ...
فقال السجين للسلطان ، إنه باستطاعتي أن أعلم حصانك الطيران في خلال السنة ،
بشرط تأجيل إعدامي لمدة سنة..
وافق السلطان ..~ حيث تخيل نفسه راكبا على الحصان الطائر الوحيد في العالم..
سمع السجين الآخر بالخبر، وهو في قمة الدهشة قائلا له:

أنت تعلم أن الخيل لا يطير.؟؟ فكيف تتجرأ على طرح مثل تلك الفكرة المجنونة؟!
قال له السجين الذكي ، أعلم ذلك ولكنني منحت نفسي أربعة فرص محتملة لنيل الحرية:

أولها { أن يموت الملك خلال هذه السنة }..~
وثانيها { لربما أنا أموت وتبقى ميتة الفراش أعز من الإعدام } ..~
والثالثة { أن الحصان قد يموت } ..~
والرابعة{ قد أستطيع أن أعلم الحصان الطيران! }..~



من هنا نتعلم .. يا أخي الغالي أن كل مشكلة لها حل بالتفائل ، بالهمه ، بالعقل . بالتفكير من جميع الزوايا والنواحي
في كل مشكلة تواجهك لا تيأس ولا تقنط وترضخ لحل وحيد.. فربما يكون الاسلوب الذي تفكر به غير مجدي وغير مصيب
أعمل عقلك واشحذ ذهنك وأوجد عشرات الحلول فلعل في أحدها يكون النجاح والتفوق..~
أبحث عن الأمل .. وحاول تحوبل المستحيل الى المعقووووووول ..~
فلا يأس مع الحيأة .. ولا حياة مع اليأس ..~
جرب لن تخسر شيئا...


في تلك اللحظة دخلت دلال عليهما

نهضت رغد إليها وهي تقبل وجنتاها وتضمها إلى صدرها
" حامل , يااااااااااااااه , الف مبروك دلول.

" بارك الله فيك ,

وخرجت رغد من عندهم ,

نظر غانم إليها ... ( دلال)

كانت شبة متعبة , قطرات العرق تتجمع في وجهها , وضعف ظاهر في وجنتاها وشحوب في شفتيها

أول مرة يمعن النظر فيها وهي تتحاشى نظراته ,
.
.
.
.
.
دخلت الممرضة على أحمد

" صباح الخير..

" وعليكم السلام , صباح النور.

ابتسمت وتذكرت ما حدث في الليلة الماضية عندما خاطبها عن أبوبكر الصديق وفكره الحضاري الإسلامي

" جلست ليلة أمس أتفكر في كلامك , أنه كلام شبه منطقي , لكنه لا يدخل العقل ,

" لماذا,

" أنت تتكلم عن الإسلام والحضارة الإسلامية , وأنت ترى بعينيك حال الأمة العربية والإسلامية , لن نستطيع تغير الواقع , ولن نستطيع مجارات الدول الكبيرة , نحن لا نصنع شيء , اتكلنا على غيرنا , ويفصلنا عن مجارات الدول الكبيرة عشرات من السينين إن لم يكن مئات , نحن بحاجة إلى نبي جديد لينقذنا مما نحن عليه.

كانت تتحدث ولكنها صمتت فجأة عندما رأت احمرار عينيه فابتلعت ريقها وأدارت وجهها لترتب الغرفة ولتهرب من نظراتها القاتلة

" كفر وجهالة , هذا حالنا , نتلاعب بالكلمات لنخرج من واقعٍ نحن من فعلناه ,, نبي جديد , يا لسخرية , وأنتي تعلمين انه آخر الأنبياء والمرسلين , لسنا أول جيل يأتي ولا أخر جيل يأتي , الضعف فينا ولا يحق أن نبرر بأكاذيب أو خرافات .

" كيف

" إذا رايتي صلاح الدين الأيوبي أمامك الآن , هل سوف تصدقين .

نظرت إليه باستغراب وقالت
" مستحيل ,

" لماذا

" لم أتخيل أن ميتاً يعود إلى الحياة , إلا في الأفلام


" أليس الله الخالق , والذي يحيى ويميت ,

" نعم ,


" إذن نحن نعلم ولا نؤمن , نعلم ولا نؤمن وهذه هي المأساة , القرآن بيننا والإنسان هو الإنسان ولكن العيب في عقيدتنا , أنتي لم تصدقي أن يظهر صلاح الدين الأيوبي , الجيل الأول كان يصدق فيؤمن به والدليل على ذلك عندما أخبر أبابكرٍ الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم , أسري به إلى بيت المقدس ثم عرج إلى السماء

هل هي مسألة سهلة أن يصدق ذلك إنسان بحيث من يريد السفر من منطقة إلى أخرى يشقها شهراً كاملاً
هل يتخيل إنسان في الكون أن ذلك يحدث , ومع ذلك قال

( إن كان قالها فقد صدق)

أن نؤمن بما في أيدينا

صلاح الدين آمن به وتوكل عليه لأن القرآن كلمات الله عزوجل

لآ زلــــنـــا نبحثُ عنِ السّعآدةِ لدى هذآ وذآك .. ولآ نعلَم أنّهآ هُنـآك .. .. على الرّفِ المهجورِ يغمرُهآ التّرآبْ بينَ دفتيّ كتـآب أنزِلَ من سـآبعِ سمـآءْ

لأنه خالق الزمان والمكان ويعلم ما كان وما يكون

لم ينظر الرسول الأعظم ولا الصحابة ولا التابعين ولا الفاتحين إلى عظمة العدو ولكن كانوا ينظرون إلى رب السماء وإلى عظمة الدين الإسلامي

ربيعي أبن عامر رضي الله عنه يمزق النمارق برمحه دون رهبة من قيصر وابو عبادة الأنصاري رضي الله عنه يخاطب ملك الروم أيضاً بكلمات قوية دون مبالاة به ليقول في أخرها , (ما خاطبت ألا من كلمني ولو خاطبني غيرك ما كلمته ) أي ما كلمته تلك الطريقة , وبلال ابن رباح لم ينظر إلى عضمة كفار قريش ولا ينخدع بما يفعلون أو تغريه كلماتهم واشكالهم واساليبهم , فكان يقول ليغيضهم ( أحدٌ أحد)


انتي تنظرين إلى الغرب بنظرة أعجاب مبالغ فيها , وتتحدثين عنهم أنهم المنقذين لهذا العالم , وكم من قتلى وجوعا وتدمير في أمتنا الأسلامية ونحن نمرح ونلعب بالله عليك


شعب يموت ليل نهار يقتل على مرأى ومسمع والكل يشاهد ( في فلسطين وبالأخص في غزة ) خمسة آلاف ما بين قتيل وجريح ونحن نتسابق في من يفوز من برنامج كشف الأستار ( أستار أكاديمي ) وكأن الدماء التي في عروقنا ليست دماء والفرق بينهم بضع كيلوا مترات , هل هذا ما نريده

ارجمينا يا جبال الأرض صخراً واسحقي منا شعوراً قد تجمد

أين ديننا الذي نتكلم عنه

لم نطبق الدين

الكاسيات العاريات

أبطال الجهاد

أبطال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

تغيرت المفاهيم ( الزنا ) علاقة غير شرعية ( الخمر ) الشراب الروحي ( المجون ) التمثيل والفن ( العري ) السياحة ( الجهر بالسوء ) حرية شخصية وغيرها الكثير والكثير

أعطيك مثال

تمشين في الشارع وتنظرين إلى الشباب إذا سمعت أنسان يغني بأعلى صوته يقولون عاشق وإذا رأيت انسان يقرأ القرآن بأعلى صوته يقولون مجنون

يحارب الدين بأسم الحرية والتقدم

ويحارب بأسم الرجعية والتخلف
ويحارب بأسم الإرهاب
ويحارب بأسم التطرف

أليس هذا ما نريد

حسبنا الله ونعم الوكيل

كانت تنظر إليه في صمت ( كلام الصدق الذي نكره سماعة )

قالت له تبريراُ

" لماذا لا نجاريهم لنتفوق عليهم ثم نعود

" ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى , حتى تتبع ملتهم )

" نتبع ملتهم ,

ثم سكتت بعد أن قالتها بهفوة

" قال عليه الصلاة والسلام ( رب كلمة يقولها الرجل لا يلقي لها بال تلقي بصاحبه سبعين خريفاً في النار)


سأذهب وأعود إليك


قالت هذه الكلمات لتهرب من الموقف الذي وقعت به



تابعوا الجزء الثالث والثلاثون

الصمت الحزين


الصمتالحزين غير متواجد حالياً