عرض مشاركة واحدة
قديم 28-04-17, 02:03 AM   #786

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فتحت (سيلين) باب شقتها و دلفت للداخل لتقابلها عتمة الشقة الباردة و الخالية من الدفء تماماً كما هو قلب صاحبتها و تنهدت و هي تمد يدها تضيء نور الردهة لتبعث ببعض الحياة في أرجائها و زفرت بتعب و هي تتحرك بخطوات بطيئة للداخل بينما تخلع فردتيّ حذائها واحدة بعد أخرى و تلقيهما أرضاً دون أن تهتم أين تقعان و تحركت لتلقي بحقيبتها على أحد المقاعد لترمي بعدها بجسدها فوق الأريكة الواسعة التي تتوسط صالة شقتها الواسعة و هي تهتف
_"تباً ... تباً لكل شيء"
استرخت في تكاسل في وضعيتها تلك لبضع دقائق كأنها تحولت لتمثال من الشمع لولا أنفاسٍ هادئة كانت تتحرك في صدرها تخبر من يراها أن صاحبتها لازالت على قيد الحياة ... أو هكذا يُعتقد ... تأوهت بعد لحظات بعد أن فقدت القدرة على التحكم في جسدها الذي عاد ليخونها ككل مرة تمر بها بتجربة مماثلة و نهضت من مكانها فجأة لتدور الدنيا من حولها ، لكنها تغاضت عن الدوار الذي كان يجذبها لدوامته في كل لحظة ... الأهم الآن من هذا الدوار اللعين هو أن تزيل لمسات ذلك الحقير عن جسدها ... تمايلت في مشيتها نحو غرفتها و استندت بضعف للحائط أثناء مشيها ... دخلت للغرفة و هي لازالت تترنح و خلعت فستانها القصير الذي كان يكشف عن مفاتنها بابداع مثير و الذي اختارته خصيصاً لتقابل (سامر) و الذي كان واضحاً أثره المُهلِك في عينيه و في الطريقة التي كان يلامسها فيها ... قبضة اعتصرت معدتها و التوت لها شفتيها فأنت بألم و مرارة ... بقيت بملابسها الداخلية و حانت منها نظرة للمرآة لتلوي شفتيها بسخرية مريرة و هي تفكر ... دوماً كان جسدها نقطة ضعفها و قوتها في نفس الوقت ... سنوات طويلة تعلمت فيها كيف تستخدمه .. كيف تتلاعب بالرجال من حولها لتصل لما تريد ... تعلمت كيف تجذبهم بفتنتها كما تفعل الزهور المفترسة بفرائسها ... سنوات طويلة مرت منذ تركت ذلك الطريق خلفها بكل ما حمله لها .. منذ أتت هنا بحثاً عما تبين لها أنه سرابٌ مهلِك .. أتراه ضلت الطريق حين أتت و تاهت بسبب سرابها ذاك ، أم أنها اهتدت حين تاهت و خلّفت طريقها الأول ... لا تعرف و لا تريد أن تعرف ... في هذه اللحظة يكفيها أن تتخلص من الشعور المميت الذي ينتابها ... قشعريرة قوية مرت في جسدها الذي ما عادت تسيطر على رجفته و النار التي اشتعلت في جلدها بقسوة لتتحرك بسرعة نحو الحمام الملحق بغرفتها ... ملأت حوض استحمامها بالماء الدافيء و أغرقته بزيوتها العطرية و تنفست الرائحة المنعشة بقوة لتتغلعل داخلها ... تريد أن تملأ كل مسام روحها و جسدها .. تريد ان تتطهر من كل شيء .. من ماضيها الغارق في الدم و الظلام .. من كل شيء ... هزت رأسها تطرد كل أفكارها و تسارعت أنفاسها و الصور في عقلها تتحرر لتهاجمها بقسوة فأسرعت تغمر نفسها في مياه الاستحمام المعطرة ... تنفست بقوة و هي تشعر بالمياه تغمر جسدها و غامت عيناها و هي تستعيد الصور هذه المرة بارادتها و مع كل صورة تتذكرها كانت القسوة تزداد حول قلبها و الجليد يزداد طبقة جديدة تطفيء معها جذوة نارٍ تجاهد لتعود للحياة .... رفعت كفها تمسح رقبتها و كتفيها بقسوة تريد أن تمحو آثار شفتيه عنهما و من قبله لمسات عشرات الرجال الذين سمحت لهم بذلك ... الرجال الذين تحملت لمساتهم البغيضة لجسدها .. كل الرجال الذين خدعتهم ... الرجال الذين كانت تنتقم فيهم من شبح ماضيها ... الطريق المظلم الذي سلكته و هي تعرف أنها تدمر نفسها قبل أن تدمرهم ... شعورها بلمساتهم المقززة ، كان ثمناً بسيطاً جداً مقابل اللعبة التي استهوتها ... لم تشعر بنفسها و هي تدلك بشرتها بقسوة شديدة جعلتها تحمر بشدة و تحرك قلبها في صدرها بألم ... كانت تسير كأنها مدفوعة بقوة خارجة عن إرادتها ... لسنوات ظلت تمارس لعبتها تلك و بكل متعة و لا مبالة ... تخدع الرجل تلو الآخر و تمضي دون أن تنظر للخلف .. تنتحل الهوية تلو الأخرى كأنها امرأة خُلِقت بألف حياة .. تسقط الضحية وراء الأخرى .. و كما في كل مرة تعود لتمحو آثارهم اللعينة عن جسدها .. كأنها ستتطهر بهذه البساطة ... أغمضت عينيها و لم تشعر بالدمعة اليتيمة التي فارقتهما ... اعتقدت أنها ستحيا هكذا للأبد ... كانت تبغض كل الرجال الذين قابلتهم ... كل من أوقعه حظه العثر في طريقها ... كانت تكره نظراتهم و لمساتهم ... حتى أتي هو ... حتى أوقعها القدر في طريقه ... كانت هي من توقع الرجال في شباكها .. لكن هذه المرة القدر هو من أوقع بها ... أوقع بها و بكل قسوة و لازالت تدفع ثمن وقعتها تلك حتى اليوم ... لم تشعر بجسدها الذي استرخى تماماً و حركة يديها اللتين توقفتا عن إيذاء بشرتها و تحركتا بنعومة مخالفة تماماً لقسوتهما الأولى كأنما يحاولان تذكيرها بلمساته هو ... وحده كان مختلفاً ... المرة الأولى التي شعرت فيها أنها امرأة فاتنة و أنثى ساحرة كانت حين التقته ... كان مختلفاً و هي أدركت هذا من اللحظة الأولى ... و أدركت خطره عليها حين ألقت بكل خططها خلف ظهرها و وضعت من أجله خطة مختلفة تماماً ... من أجله وحده .. تنفست بعمق و أصابعها تحركت برقة تلامس شعرها و وجهها و رقبتها بينما عقلها استحضر صورته دون ارادتها من أكثر أعماقها غوراً و نبض قلبها ليتشقق بعض الجليد من حوله دون أن تنتبه صاحبته التي غرقت تماماً في ذكرياتها ... لمساته أصبحت حية فوق بشرتها و صوته كان يداعب أذنيها حتى عادت تسمع كلماته و هو يتغزل بها ... يخبرها كم يحبها و أنها المرأة الوحيدة في هذا العالم التي خلقت من أجله ... لم تشعر باسترخاء جسدها المتعب و الذي جذبته دوامة أفكارها بقوة و دون أن تدري كان وجهها يختفي ببطء تحت الماء الذي بدأ يفقد دفءه بينما عقلها لازال مصراً على جذبها للماضي الذي رحل منذ سنوات .. الماضي الذي قتلها و قتلته هي بالمقابل ... الماضي الذي تحولت زكرياته رويداً في عقلها لتتوقف همسات الصوت الدافيء المليئة بالحب و تتحول إلى أخرى مشبعة بالقسوة و الكراهية و هو يتوعدها .. يقسم لها .. أنه سيجدها ... أنه سيجعلها تدفع الثمن ... سيجعلها تندم على فعلتها تلك ... تصاعدت حدة الصوت و تعالت داخل عقلها و كلمات وعيده تتكرر دون رحمة بطريقة جعلتها تتلوى تحت الماء باختناق ، حتى ترددت صرخته الأخيرة بعنف جعلها تنتفض من أسفل الماء شاهقة بكل قوتها و صدرها يرتفع و ينخفض بقوة و سرعة و عيناها متسعتان بفزع لتتطلع حولها بذهول قبل أن تحتضن جسدها المرتجف و صدى صرخته الأخيرة لازال يتردد داخلها ... آخر كلمة سمعتها منه و هو يصرخ باسمها متوعداً ... الاسم الوحيد الذي عرفها به ...
_"(إيفااااااا)"
****************
انتهى الفصل الحادي و الأربعون
إن شاء الله ينال إعجابكم و في انتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس