يسعدني ويشرفـني إني أكون أول مشاركة أو بالأخرى أول خاطرة عن المهد .. (هُـنـا في العـتـمة )
حـيـثُ بـاتَ الـجو بارداً أكـثـر مِـمـا أحــتـمِـل ! ( في سِــردابٍ مُـظـلِـم )
لا يُـطِــلُ الضوء عليه إلّا نـادراً ؛ حِـيـن يُـقـرِرُ " الـسيد عـادِل " البحث عن كتابٍ قديمٍ او عن عُـدة النِـجـارة .
لطالما خشيتُ الـسِـرداب فـهُـو في نظـري عالـمٌ إلى المجهولِ المُخِـيـف !
و كُـلّمـا سـمِـعـتُ كـلِمـة "سِـرداب " تـعـتـرينـي الـرعشة ، و أسـتـمِـرُ بالإهــتِـزاز حتى أهــدأ .
لـكِـنِّــي الآن إعـتــدتُ المكان ، ( إنــغـمــســتُ في الـمــجـهـول )
قــابِـعٌ هُـنـا مُـنـذُ عشــرِ سنــوات ،
مُـذ بــات عُــمـرُ " وسِــيم " تـقـرِيـبـاً سـنـتـيـن !
أُلـقِـيـتُ هُـنـا كــأنِّـي إرتــكــبـتُ جُـرمــاً ! ( أُلــقِــيـت ، مع حُــكــمٍ بالـسجـن الـمُـؤبـد )
وقد سمِــعتُ خِــلال إقــتـيـادِي إلى هُـنـا أنّ " الـسـيِـدة أمــل " [ إكــتــفـت مِـن الصِـبـية ولم تـعُـد تُـرِيــدُ الإنــجــاب ]
كان وقع الـخـبـرِ عـلـيَ كـالصاعقة !
كـلِـمـاتُـهـا سـمِـعـتُـهـا بطريـقـةٍ مُـخـتـلِـفـة ...!
سـمِـعـتُــهـا (( أنـت مــنــــبـــوذٌ يــا مــــهــد ))
لم يُـطـلِـقـوا سراحِـي ! بل عـاملُـوني بقسوةٍ لا أســتـحِـقُـهـا ،
وتـركُـونِـي هنا للــبـردِ ، والـوحـدة ، والـعـتـمـة .
مُــصابٌ بِـمرضٍ لا أسـتـطِـيعُ الشفاء منه .
فـقـدتُ القُـدرة على الكلام ،
أخــرسـتـنِـي صـدمة الخِـيانة ،
كُـسِـرت إحـدى ذِراعــاي ،
وكُـسِـر شيءٌ ما في قـلـبِـي .
مـلأنِـي الـغُـبـار ، ( وغــدوتُ مــهداً قدِيــماً ، مــهداً عـجُــوزاً )
مُـجـرد مهدٍ " هـدهـد " الجـمِـيـع ، و نـبـذوه في نهاية المــطاف . |