عرض مشاركة واحدة
قديم 16-05-17, 09:08 PM   #4980

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

العاصمة

مكتب الشاهين للحاسوب



تحت حوض غسل الصحون في المطبخ الصغير ينحشر شاهين بجسده الضخم وهو يعالج بيأس نضح المياه من احدى الانابيب ...

يقف قريباً منه باهر متجهم الملامح غير راضٍ وهو يناول شاهين مفكاً آخر بينما سمارا قرب باب المطبخ تعقد حاجبيها وتتكتف هادرة في شاهين بغيظ " شاهين توقف عن التصرف بعناد كالاطفال.."

من تحت الحوض يطل شاهين برأسه وملامحه تنضح بالعناد وهو يرد عليها بطريقة مستفزة

" قلت لك انا استطيع فعلها .."

عاود حشر نفسه عندما بدأ نضوح الماء يتحول لتدفق !

تمسح سمارا على جبينها بينما تأتي شهرزاد لتقف جوارها تتساءل عما يحصل هنا فتهز سمارا رأسها باحباط قائلة

" شاهين يعاني من احدى نوبات العناد خاصته"

ثم تتقدم سمارا بحذر وتنظر للمياه التي ملأت ارضية المطبخ لتقول بهلع " يا الهي انك تزيد الوضع سوءا .. الا ترى ما تفعله ؟! "

عاد ليخرج شاهين رأسه وقد تبلل وجهه وشعره ومقدمة قميصه فيقول بنبرة عتب طفولي

" ما هذه الثقة العمياء ! اخجلتِ تواضعي .."

يختفي رأس شاهين مرة جديدة وسمارا تتأفف وسط المطبخ الذي سيتحول قريباً لحوض سباحة اذا استمر هذا الطفل الضخم بمحاولاته الفاشلة للاصلاح فيما لا يفهم...

اخذت نفساً قبل ان تقول بمحاولة جديدة لاقناعه " انت تنفع في حل مشاكل الحاسوب العصية لا مشاكل انابيب المياه المتآكلة ... يجب استبدالها وليس ترقيعها .."

هذه المرة اكتفى شاهين أن أخرج يداً واحدة من تحت الحوض ليلوح لها قائلا بإغاظة

" غادري المطبخ يا سمارا لقد استحوذتِ على كل الاوكسجين هنا.. انت وجنينك المكور.."

تنفجر شهرزاد ضاحكة من عند الباب بينما يطلب شاهين من باهر ان يحضر بعض قطع القماش ليلفها حول مكان النضح !

يتحرك باهر قليلا عندما تزحلقت قدمه ليتشقلب في الهواء لثانية قبل ان يقع متأوهاً على ظهره ...

سمارا تولول وباهر يتوجع وقد أخذ وضع التجمد على الارض وشاهين ينظر اليهما وكأنهما مجنونين وشهرزاد كانت ستفقد الوعي من شدة الضحك ...

تضحك وتسيل دموعها مدراراً من شدة الضحك ووسط الهرج الذي يحصل في المطبخ لم تشعر بمن يراقبها ويسمع ضحكاتها ..


في الممر المؤدي للمطبخ كان يقف هيثم ..


لم يكن يعرف او يرى ما يحصل هناك وان كان يصله الحوار لكن كل تركيزه كان مع شهرزاد ... انها تطفح بالسعادة جوارهم ..

لو لف بها اجمل بلدان العالم فلن تضحك كما تضحك الآن ...

انه ليس ضحك الفكاهة والمواقف الطريفة فحسب .. بل ضحك الألفة والارتباط بهم ...

يكره ان ينتزعها من كل هذا ...

لكن الحياة خسائر وارباح ...

وهي لن تخسرهم تماماً .. سيحرص على هذا..

ويبقى بيتهما وعلاقتهما اولى من صحبة مميزة كهذه التي تأنس بها ..

لن تستقيم بينهما الامور اذا لم تترك مكتب شاهين .. هو لن يستطيع التحمل ببقائها هنا..

ليلة الامس والتي قضاها مسهداً كعادته في الاونة الاخيرة خطر في باله ان ينجبا طفلا آخر .. أخا او اختا لصقر ..

بل .. الكثير من الاخوة والاخوات ...

لقد سخر من نفسه وهو يفكر هكذا ..

يعترف انها وسيلة جديدة منه ليربطها به..

ليسحبها نحوه ويقلل من احتمالية خسارتها..

شهرزاد عاطفية وكلما ارتبطت معه بطفل كلما توثقت الاواصر التي لا تفصمها عنه ..

ناداها بصوت حاد دون ان يشعر " شهرزاد .."

التفتت اليه والضحكة تتلاشى تدريجياً من وجهها لتتحرك خطواتها نحوه والقلق يملأ محياها تسأله " هيثم ؟! ماذا هناك ؟ "

حالما وقفت امامه رفع كفه ليلامس اعلى ذراعها فوق القميص الحريري الذي ترتديه لامسها بجرأة دون اعتبار لوجودهما بمكان عمل ليقول بابتسامة ونبرة واثقة

" أتيت لاختطافك .. اشتقت اليك وقررت ان تشاركيني يومي .. سأذهب لمدينة (...) يوجد بعض المشاكل في مصنع الحديد والصلب .. المدينة جميلة وستعجبك .. نتناول الغداء ونقضي بعض الوقت ثم نعود قبل الغروب .."

عبست قليلا وهي تنظر اليه باستغراب ثم تتأثر من ملامسته لذراعها بطريقة حميمية فتهمس له بحرج

" هيثم اترك ذراعي بالله عليك .."

لكن اصابعه تتشبث بها ليقول بنفس النبرة الواثقة " احضري اغراضك وهيا بنا .. اعلم ان اليوم .. لا (مواعيد سرية) لديك .."

فترد عليه بهمس موبخ " لكن لدي عمل ! وانت لديك عمل ايضا .. لماذا تريد أخذي معك ؟! ماذا جرى لك ..؟ "

يرفع رأسه وصوت سمارا يعلو بغضب متفجر من المطبخ " شااااااااهين اخرج من تحت الحوض والا سأشعل النار بالمطبخ وانتحر ..."

يضحك ساخراً وهو يقول بلؤم

" الاجواء هنا لا توحي بأي عمل حقيقي .. شاركيني يومي وستعرفين الفرق ..."

ظهرت سمارا من عند باب المطبخ وهي بقمة الانفعال وحالما لمحت من يقف مع شهرزاد عفوياً نطقت باسمه " هيثم ! "

يغمز لها هيثم وهو يسحب شهرزاد بتملك لتقف جواره بل ملاصقة له وهو يقول بابتسامة عريضة " مرحباً .."

ترد سمارا وعيناها تنتقلان بينه وبين شهرزاد لتقول بلطف " كيف حالك يا ابا صقر .."

يرد وهو يرفع حاجبيه قليلاً قائلا بلا مبالاة

" بخير .. شكرا .. كيف حالك يا سمارا .. مضى زمن لم نرك فيه .."

احمرت سمارا لتلميحه بينما تعبس وتكز على اسنانها ليكتفي هيثم بالابتسام ونظرته الزرقاء الخبيثة المستمتعة وكأنه يتحداها ان تحاول حتى مجاراته بأي لعبة تهديد ..

مال هيثم فجأة لاذن زوجته هامساً بصوت مسموع لسمارا " انتظرك تحت المبنى .. احضري اغراضك ولا تتأخري .."

ثم يهز رأسه في تحية باهتة لسمارا قبل ان يشمخ بذقنه ويبتسم بتسلية قائلا

" يبدو ان شاهين مشغول .. خسارة لم أسلم عليه ...! "

ثم ترك المكان ليغادر بمشيته المغرورة الجذابة ...

اقتربت سمارا من شهرزاد التي تقف مكانها ساهمة النظرات فتقول لها تحثها..

" ماذا تنتظرين .. اذهبي واحضري اغراضك والحقي بزوجك .."

تهز شهرزاد رأسها بينما تسألها سمارا بخفوت

" هل علاقتك بهيثم افضل ؟"

فتنظر شهرزاد في عيني صديقتها الوحيدة لتقول بهدوء وذكاء

" ما زال ينتظر اليوم الذي سأترككم فيه ... بل يدفعني نحوه دفعاً .."

فترد سمارا ببساطة

" اعترف له بالصبر الشديد هذه المرة .."

نظرت اليها شهرزاد ببعض الدهشة لتضيف سمارا " نعم .. هو يصبر على الكثير ولا اعرف الى متى سيصبر هكذا يا شهرزاد .."

ثم استدارت سمارا لتولي شهرزاد ظهرها بينما تعود للمطبخ لتنقذ كارثة اخرى وهي تتمتم في سرها " اقسم بالله الرجال كلهم حمقى !"

راقبتها شهرزاد بصمت بينما تلتفت هي الاخرى لتذهب لغرفتها وتلملم اغراضها وهي تفكر بموعدها الجديد مع الدكتورة فريدة بعد ثلاثة ايام ....




ما بين العصر والمغرب ..


على الطريق العام خارج العاصمة..



يقود سيارته وهو يمسك المقود بيد بينما يمد يده الاخرى ناحيتها يداعب باصابعه خدها والفخر يلتمع في عينيه قائلا

" انت سيدة أعمال بالفطرة .. ملاحظاتك ادهشتني شخصياً.. اخبريني هل اعجبك المصنع حقاً ؟"

ترد شهرزاد بحيوية واصابع زوجها ما زالت تلامس خدها " انه مذهل ... لقد اجريت فيه الكثير من التطورات .. اخر مرة زرته كنت مع ابي في الحادية عشرة .. شعرت بالملل لاني لم أكن افهم شيئا وهذا .. اغضب ابي ..."

حيويتها خفتت تدريجياً وهي تتذكر كلمات ابيها ذاك اليوم قبل عشرون سنة

( " ايتها الفاشلة المائعة .. ليس هناك جدوى منك .. فتاة حمقاء شاردة العقل كأمها .. اذهبي واكتبي أبيات الشعر فأنت مثلها تماما .. ضعيفة الشخصية وتعيش في الخيالات ...")

" شهرزاد .. اين سرحتِ مني ؟"

كان صوت هيثم قلقاً بصدق بينما تنظر اليه شهرزاد لتقول بنبرة غريبة " هل تعلم هيثم طوال حياتي كنت اظن اني احب الشعر كأمي .. حتى اذكر اني اجهدت نفسي في مراهقتي لأكتب بعض الأبيات لكني فشلت فظهر الكلام ركيكاً ولا يقارن بأي شيء مما كتبته امي يوماً .."

عبس هيثم ونظراته تتنقل بينها وبين الطريق ليقول بعفوية " لم أظنك يوماً تهوين الشعر ! رغم رقتك ونعومتك الا اني لم أرك يوما كشاعرة .. لا اذكر اني حتى رأيتك تقرأين في كتاب شعر .."

ضحكة باهتة منها بينما ترد

" ابي أقحم الفكرة في رأسي وجعلني اشعر بالفشل مرتين .. مرة فشلت امامه لاني لم أكن الفتاة اللامعة الواثقة العملية والتي لديها ميول موروثة منه .. ومرة فشلت امام نفسي لاني لم أكن استطيع ان اكتب الشعر كأمي كما دأب على اتهامي اني اشبهها في هذا.."

احتدت نظرات هيثم وهو يلتقط معان كثيرة مؤذية مما كانت تقوله شهرزاد .. بينما تضيف هي بنبرة ساخرة مريرة

" كنت اشعر بالغباء والضياع والتشتت ولا اعرف من انا بالضبط .."

ركز هيثم على الطريق امامه للحظات قبل ان يقول بتأنٍ

" ربما ما سأقوله لن يواسيك لكن والدك كانت له طبيعة معينة .. هذا كان اسلوبه ليدفعك حتى تثبتين له العكس .. اعلم انه اسلوب سيء لكن .. ببساطة هذه طريقته .."

ردت عليه ببعض الحدة التي لم تكن تقصده بها " معك كان مختلفاً .. كان ينظر اليك وكأنك الابن الذي لم ينجبه .."

ما زال هيثم يتصرف بذكاء معها وتأنٍ شديد وهو يرد بنبرة رقيقة " ربما لان اهتماماتي كانت محددة منذ الصغر يا شهرزاد واحببت عمل الشركة والتجارة .. لا اعلم لماذا كان قاسياً معك لهذه الدرجة .. ربما لانك ابنته الوحيدة وارادك ان تبذلي جهدا مضاعفاَ "

بدت اكثر حدة وعنفاً وهي تقول بحشرجة

" حتى يأس مني وقرر تزويجي لك لتستلم كل الامور وتنقذها من غبائي وفشلي .. لا بد انك كنت تشعر بحجم الكارثة التي ابتليت بها بزواجك مني ..."

كيف وصل الحوار بينهما لهذه النقطة ؟!

كانا رائعين معاً طوال النهار وقد أعجب حقاً بافكارها في العمل .. كان يحرز الكثير معها وبسلاسة ... اللعنة .. ما ان جاءت سيرة والدها حتى تفجر داخلها التمرد والغضب ...

عادت نصيحة سمارا لتطرق ابواب عقله ..

شهرزاد تحتاج لكثير من العاطفة ومنه هو تحديداً ..

هناك ثقة مفقودة .. حلقة مهمة لن يكتمل زواجهما دونها ...

اعطي اشارة جانبية واوقف سيارته على جانب الطريق الصحراوي ثم أطفأ المحرك واستدار بجسده ليواجهها ..

الغروب الاحمر يضفي جماليته على سحرها الانثوي الطبيعي ..

غاضبة حانقة متمردة .. سحر الشرق يتوهج عندما يصل حدود بشرتها الخمرية ..

نبض قلبه .. انها هي سحره الخاص .. ملكه ..

مذ رآها وهي طفلة .. هي ملكه ...

قال بصدق ودون ان يحاول لمسها

" انت الفتاة الوحيدة التي كنت ارغبها زوجة لي يا شهرزاد .. ليس بسبب العمل والشراكة مع والدك لكن .. دوماً شعرتك ملكي .. دوما انتابني نحوك هذا الشعور اني اريدك انت بالذات معي ... ربما غرور مني اني لم اعترف بمشاعري حينها نحوك .. لكن .. لم اتخيلك منذ مراهقتك انك ستكونين لرجل اخر غيري.. هل تصدقينني ؟ "

التمعت عيناها بلمعة الدموع بينما تدير وجهها جانباً وهي تهز برأسها (نعم) ...

وكم أراحه هذا ليضيف وكأنه يسجل نقطة في غاية الاهمية " لذلك اقتراب ايا كان منك كان وما يزال وسيظل حتى آخر عمري هو الخط الاحمر "

لم ترد بشيء هذه المرة .. فقط تمنحه منظراً جانبياً لوجهها وخط الغروب الاحمر يشع خلفها..

يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t368676-...l#post12270199............


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس