انا السهم الذي شده عمي طويلا بين يديه
وفي غفله منه انطلق فجأه .
. ليتجاوز كل شئ بعشوائيه
...
في تلك الفتره استيقظ الشاب بداخلي ..
كنت ثائره علئ انوثتي .
أحاول خنقها بشتئ الطرق. .
في بيت عمي حيث نبذتني امي لأنني فتاه.
تعرفت علئ كل أوجه الحياه. .
كنت قويه جدا لأستمر بالعيش حتئ اللحظه. .
قصر عمي الكبير كان سجنا لروحي. .
مازلت انبذ سكانه وحدائقه ورائحته. .
احن لبيت ابي القديم الجميل. .
لرائحه بخور يوم الجمعه ،
خطوات والدي المبتله تلطخ السجاد بوضوءه ، اقفز خلفه، أضع قدمي الصغيره فوق آثار أقدامه ، اتبعه بسرعه
فيوقفني عند الباب
يعدني: اذا رجعت من الصلاه اروح اتمشئ معك ، انتظريني ....
كل مره ، كنت تخرج فيها وحدك كنت أنتظرك. .
حين خرجت ذاك اليوم وانت تهرش أنفك اخبرتني وانت تقبل عيناي : ارجعي داخل ونامي . لاتنتظريني ..
....
أتراك كنت تعلم أن الموت ينتظر في الخارج ليسرقك ؟!
سرقك الموت بسرعه ياابي
.. لم يمهلني لحظات فأودعك جيدا ...
أو ربما لأتعلق بك فيسرقني معك .
..
...
.....يرن هاتفي ، يرتعد قلبي : اهلا
صوته بدأ لي اثيري جدا : كيفك. .
عبثت في شالي بأصابعي : عايشه. .وانت؟
لماذا أشعر بكل هذا الخجل والصمت معه هذه الفتره ...
انا وديعه جدا في حضوره. .
في حضوره فقط تستيقظ الأنثى بداخلي.
.في حضوره هو فقط أتعرف علئ جوانب آخرئ من نفسي،
استخرج أحاسيس المراهقه القديمه معه هو فقط .
..
ويعود الصمت يخترقنا كالعاده .. لايجيب. . فيستمر الصمت. .
بعد دقائق صامته عاد صوته : تبين تطلعين معي؟
اقفز متفاجأه من مقعدي!
، ادور في الغرفه الواسعه ، ابحث عن اجابه
، أنظر للنافذه ، لساعه الجدار، احسب الوقت أرد بصوت هادئ جدا مصطنع جدا : مو كأن الوقت متأخر ؟
تصلني قهقهته الساخره : منذ متئ كان يهمك هالشئ. . تجهزي جايك ...
...
بعد ساعه ونصف كنت اجلس بجانبه في السياره مخلفه انفجار كبير في غرفتي. .
لم أجد في دولابي فستان واحد جميل . .
كدت أن ابكي.
. فقط لأنني أردت فستان ناعم مطرز بالورود الصغيره.
.
ولا أدري لم أردت فستان ناعم مطرز بالورد الصغيره
وبالأخص في تلك اللحضه. . لا أدري. .
تعاركت أيضا مع مكياجي ..
كنت أريد شئ لا يظهر.
. احمر شفاه لا يبدو كأحمر شفاه. .
شئ يخفي وجهي هذا .بوجه يشبهه
ماذا عن طلاء اظافري؟!
أحمر صارخ؟! لا لا هذا واضح جدا. . اسود؟ لا لا لااريده. .. حسنا حسنا احمر داكن سيبدوا جيدا علئ اظافري. .
...
-----
لا أدري مالذي دفعني للمرور بها في طريقي. .
اكان الاطمئنان عليها ..؟
هي هادئه جدا هذه الفتره .
هادئه لدرجه تبعث بالريبه. .
لم ترحب بي هذا الصباح كالعاده.
.لاشئ جديد في هذا.
لكنها كانت مختلفه جدا ..
في عينيها لمعه لاتفسر. .
تلتقتي عينينا. فتنزلها هي أولا
في السابق كانت لا تقطع نظرتها ابدا. .
كانت تجيد حرب العيون جيدا. .
تعقد حاجبيها. . تزم شفتيها .وتقتحم عيناي
كان كل مابيننا رهان وتحدي. .
علئ الأقل من طرفها هي!. .
أكره حين ترفع شعرها للأعلئ. .
أكره بجامتها هذه كم اتمنئ لو انني أستطيع حرقها
لكنني لست معها في علاقه تسمح لي بابداء رأيي. .
ماعدا ذلك فهي 'جميله .
اشفقت عليها. .
طلبت منها أن تذهب لمنزل جدي الكبير .
أحب رؤيتها تتعارك عوض عن رؤيتها في معتزلها هذا. .
لم ارد أن اتأخر. .
جمعت اغراضي عن الطاوله وانا اراقبها. .
شئ فيها بدأ مشتت. .
هذه الفتره هي حقا تبدو غريبه. .
تسرح كثيرا في الفراغ ..وتضيع .
خرجت من عندها للبواب.
أبو يوسف محل ثقه العائله ..
احتسيت معه قهوته وتبادلت معه أحاديث سريعه. .
ثم كالعاده .. اوصيته علئ من تسكن المنزل وحيده. .
...
الآن انا استعد لبث مباشر علئ الهواء
يفترض أن أوضح فيها بعض الحقائق والأنظمه الامنيه
. .
لكنني عوضا عن ذلك كنت أفكر فيها. !.
كانت وديعه جدا اليوم. .
كأنها ورغم ممانعتها الخارجيه تحتاجني .
"كأنها نادتني وهي تسدل جفنيها ..
لا أدري .! .
. كم كانت واضحه عندي سابقا. .
اما الآن انا اجهلها تماما. .
اسئله حفظتها يطرحها المذيع. .
اجوبه حضرتها فأطرحها له. .
الوقت يمر ببطء شديد. .
كنت متعجل لشئ لا أعرفه. .متلهف لشئ ما. .
انزع المايك المثبت علئ بدلتي السوداء. .
اختلط بالأشخاص من حولي ..
أجامل بقدر استطاعتي المهنية ..
اتمم المهمه علئ أكمل وجه. .
ثم أخرج
...
كل ما أراه الآن عيناها. .
....
......
الجلوس مع امي هو عذاب من نوع آخر ..
كل فنجان تمده لي ترفقه بشتيمه مستوره ومغطاه جيدا. .
تعلكها أخواتي الأربع بعدها ..
مازالت امي تخبرني أن سمر تنتظر ..
وإن رجلا مثلي لايستحق إلا امراءه مثلها
تمد فنجان آخر لي:
ياحبيبتي يا سمر قلبي يتقطع عليها. .
هذه شفره بدايه الحديث
.هاقد بدأنا.
من البدايه امي لم تعجبها ملاذ.
.
ولم تيأس من محاوله إرجاع سمر لحياتي. .
سمر الجميله وخطيبتي السابقه. .
كانت مفروضة علي من قبل جدي .
لا اجد لها في قلبي شئ يشفع لتضرعات امي. .
حياتي سيئه بما يكفي .
لا أريد دوامات صراع اخرئ. .
ملاذ تشغل فكري الآن ..
لا أدري متئ سأشعر بالراحه. .
متئ سأنام بدون القلق عليها ..
متئ أتخلص من كوابيسي حولها. .
...
.......
أغلق هاتفي بسرعه. .
أشعر بشئ يخنقني .
حين طرحت عليها فكره الخروج. .
توقعت أنها سترفض لا محاله. .
لكنها وللمفاجأة وافقت!
.
مضئ وقت طويل علئ آخر رحله جمعتنا. .
أردت مكان يجمعنا انا وهي. .مابين الحاضر والماضي. .
مكان حيث كان يجمعنا فيه جدي.. ثالثنا فلاح!. .
..
حيث لربما ستكشف فيه الحقائق ..!
.......
حضرت بخطوات بطيئه لاتشبهها. .
تلقي السلام بصوت لايشبهها أيضا. .
طول الطريق كانت ملتفه علئ نفسها .
تطلق نظرها للخارج. .بسرحان. .
الصمت يكبر في ما بيننا. .
وفجأة تقطعه هي : كيف تدل طريقك في النفود؟ ماتضيع؟ ..
ابتسم. .
سؤال غبي هي أعلم الناس بأجابته. .
لكنني كنت أعلم أن هكذا اسئله صغيره وغير مفيده هي ما تزيح إحراج الصمت.
...:، البدوي اللي بداخلي مايضيع.
. مسرع مانسيتي وصايا جدي لنا. ؟!..
دق قلبي كما لو أنها كانت نهايته.
حين ما وضعت اصبعها علئ خدي. .
لأول مره أعجز عن الرد .. تيبست يدي علئ المقود .
وتوقف تنفسي شعرت أن الطريق بدأ متعرجا وملتوي أكثر. .
وجهت نظراتي لها .
أشعر بالاستغراب بالدهشه وبالكثير من التعجب. .
هي حقا شئ لا يفسر ..
هكذا فعلت لمستها لي. . انا نار وهي وقود. .
وما فتأت أن اشعلتني. .
أظن انها تحب غمازتي. .
حسنا ...لا أريد أن افسر الأمور كيف ما أشاء
لذلك توقفت حتئ عن التفكير. .
لا شئ من مايدور في عقلي سينفع ..
..
هاهنا الصحراء ، هاهنا حيث كان يسكن جدي .
اشتاق لجدي .. افتقد مغامراتنا القديمه ورحلاتنا. .
احن لرائحه قهوته وقصائده المرتجله. .
الصحراء هي الوجع الذي اتلذذ به. .
هاهي الإبل بأعناقها تطاول السماء. .
بعيدا هناك تقف ناقه جدي " الجفول
اميزها جيدا حتئ في حالك الظلام
كم كان جدي مفتون بها. .
وكم كانت هي رؤوم به. .
....
كنت أشعل النار برتابه. .
انتشي برائحه السمر المشتعل. .
لا استلذ بالبرد إلا في الصحراء ..
برد المدينه موجع لقلبي البدوي. .
اراقبها تقف بعيدا . تفكر. .
أعلم جيدا مايجول في خاطرها. .
كل ذكريات الصحراء تشاركناها ثلاثتنا مع جدي. .
انا وهي وفلاح الغائب. .
تقترب ببطء .. أشعر بنظراتها علئ وجهي. .
اتدثر بفروتي عن البرد. . كنت أريد دعوتها. .
لكن بدأ لي أنها لن ترحب. .
..
.العبث بالملقط كان هوايه قديمه لي. .
أتذكر أن جدي فاجأني يوما حين قال : صقر. . تبيني ازوجك؟
كان سؤال مفاجأه ..لم أجد له رد. .
قال وهو ينزع الملقط من يدي :مايحرك الملقط في الجمر إلا الهواوي. .
كان هذا تفسير جدي في عادتي القديمه التي مافتئت تلازمني
اكنت حقا هواوي يومها. .
ها أنا تزوجت ياجدي ..
تزوجت من اوصيتني ان لا اتزوجها ..
لأول مره اعصي امرك ..
وها انا مازلت ياجدي اعاود تقليب الجمر. .
وهاهي حفيدتك تترك كل الأماكن.
. وتجلس امامي. .
لتواجهني بحقيقه وجودها .
لاتفصلنا النار وحدها. ..
بيننا أحاديث تخنقني .
.أحاول أن اخنقها بدوري فأفشل. ...
----------
سيارته دافئه جدا ..البرد لايستطيع مع وجوده صبرا. .
يذوب جليد ديسمبر في حضوره يستحيل لحراره أغسطس ..
الطريق وعر جدا انا لا أسأله عن الوجهه. .
الكثبان الرمليه قد رحبت بنا منذ دقائق. .
أحاول أن أدير دفه الحديث بسؤال غبي اعرف إجابته : كيف تدل طريقك في النفود؟ ماتضيع؟
ابتسم وتعلق نظري بالغمازه : ، البدوي اللي بداخلي مايضيع ..مسرع مانسيتي وصايا جدي لنا ..
..
صمت فجأه .وتعلقت عيناه بوجهي متسأله ، مستغربه ، وربما مستهجنه. ..
للتو حققت أمنيتي لمست بأصبعي غمازته !
...
خنق ابتسامته فجأه فماتت الغمازه ..
أعدت يدي لحجري لمست اصبعي وغطيته بيدي الاخرئ اخفيه عن عيني ربما ، احفضه ربما. . لاادري. .
عاد الصمت ليخيم. .. يطوق الجو كثير من الغرابه. .
..
راقبت الكثبان الرمليه وهي تتناقص ..
أتذكر جدي ذات غروب كان يصلي فوق واحده تشبهها.
كان عظيما جدا مرتفعا جدا في سجوده وركوعه. . في خضوعه لله شئ مهيب. .
يطبع الرمل قبلات علئ جبينه يشكره علئ سجوده لله عليه. .
....
...: انزلي وصلنا. ..
يختفي جدي يأخذ صلاته ودعائه معه ، ويبقي لي رجلا يشبهه ..
ترجلت مسرعه ليصدمني البرد ..
بحثت عن الدافئ .. كان يصفف الحطب ليشعل النار. .
اقتربت ببطء. . لأتأملته. .
طوئ اكمام ثوبه للخلف .. غترته ملفوفه تطوق رأسه
تشتعل النار بسرعه سعيده بلقائه . يضع ابريق القهوه علئ النار ..
يتكئ .. يراقب النار ويحركها بالملقط عابث .
. تتطاير
النار فيضيئ وجهه .
اجلس مقابله له ، لا تفصلنا النار فقط. .
يفصلنا الكثير وما حدث أن انصفنا شئ حتئ الآن
.
.....: ملاذ. .
أرفع رأسي له ..
أحب رنه اسمي في فمه .. ينطق اسمي بتمهل كأنه يستشعر معناه جيدا : خذي راحتك ..
...
نزعت نقابي .وضعته في حقيبتي.
. حررت شعري. . نفظته ..عبثت بأطرافه. . دسست بعضه خلف أذني
مسحت رقبتي. . نكشت اظافري بأظافري
ما بال كل هذا الخجل الآن .. انا اختنق به. .
....: أظافرك ملونه. .
ابتسامته لم أجد لها تفسيرا .. لا لم ألونها لأجلك أيها البدوي المتعجرف : اي نسيت امسحه قبل لا اطلع. .
.....: شعرك طال مره تدرين؟
أجبت ساخره : ماانتبهت غير يوم قلت لي الحين ملاحظتك قويه. .
....: اكيد ملاحظتي قويه، انا آخر من قصه لك. .
سخرت مره اخرئ من وجعي منتقمه : هه لحيتك طالت بعد ..
أطلق ضحكه طويله وهو يرفع ذراعيه عاليا : خلاص أرفع الرايه البيضاء. ..
......
اترانا تجاوزنا وجع ذكرياتنا حين بدأنا نسخر منها .. ام اننا نسخر منها الان حتئ نتجاوز وجعها غدا..؟!
...
ك....ت 😊