عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-17, 06:53 AM   #687

الكونتيسة نسرينا
 
الصورة الرمزية الكونتيسة نسرينا

? العضوٌ??? » 310858
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 623
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » الكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond reputeالكونتيسة نسرينا has a reputation beyond repute
افتراضي


في السجن
نادوا على اسمه وهو في الزنزانة كان يطالع أحد الكتب الخاصة به ، قام بثني الصفحة التي وصلها ووضعه على سريره ، نظر لمهدي الذي أومأ له بدعوات خير كي يسمع خبرا جيدا عن إطلاق سراحه ، والبهجة المرتسمة على وجه مهدي لم ترتسم على وجه طارق مطلقا بل ظل عابسا بشكل جدي فوق اللازم … ولكن ربما نلتمس له بعض الحق فزيارة نائب الأمن للمرة الثانية أكيد وراءها استفهامات..
أمجد(استقام لاستقباله في غرفة خاصة):- سعدت برؤيتك مرة أخرى يا طارق
طارق(ناظره شزرا وتوجه صوب الطاولة طرق عليها بيده وجلس وهو يتأملها):- هذا الخشب رديء جدا
أمجد(رفع حاجبه بعدم فهم وجلس مقابله):- هذه ستكون زيارتي الأخيرة لك ، إذ سنلتقي خارج السجن إن شاء الله ما رأيك ؟
طارق(كان يتفحص نوع الخشب بتركيز):- إن شاء الله إذا خرجت من هنا سأصنع بعض الطاولات لفائدة هذا السجن
أمجد(بحلق بعينيه بعدم تصديق):- ماذاا … طارق لو سمحت ركز معي قليلا ، لقد تم تحديد موعد محكمتك …. إنه غداااا
طارق(هنا رفع عينيه ونظر إليه بريبة):- غدااا ؟؟ .. اعتقدت أن الأمر أطول من ذلك
أمجد:- أكاد لا أصدقك الواحد يتمنى متى يخرج من هذا السجن وأنت ما زلت تتمنع على رحمة الله
طارق:- علي أن أرتب نفسي أولا فسجني دام لسنوات وليس لعدة أشهر
أمجد:- أتفهم غايتك لكن إن سارت الأمور جيدا يوم غد فأنت ستغادر حنايا المكان في نفس اليوم
طارق(بحدة):- لاء … لا أريد الخروج بنفس اليوم ؟
أمجد(هنا مسح على جبينه بدهشة):- أعجزتني .. أخبرني بما تريده
طارق:- أريد ترتيب أموري وأولوياتي في السجن ، لذلك حتى لو حكمت المحكمة ببراءتي فسألتمس البقاء لعدة أيام حتى يحكم بخروج صديقي
أمجد:- ومن صديقك هذا ؟
طارق:- يدعى مهدي سجن في تهمة حيازة سلعة مهربة ، أريده خارجا معي أو بعدي بأيام
أمجد:- أعطني اسمه كاملا لأرى آخرتها معك ، طيب ماذا عن أختك التي ستكفلك ستأتي غدا أيضا والمحامية التي ستترافع عنك ستعرف أنك رفضت الخروج ؟
طارق:- سوف تتدبر الأمر لتخفي عنهما موعد خروجي يا سيد أمجد ، أنت النائب ولست أنا وشيء آخر لا أرغب برؤية تلك المرأة غدا
أمجد:- ولكنها ستأتي لأجلك إنها أمك
طارق(نبهه بإشارة إصبعه قبل أن يسحب الكرسي للخلف):- أوضحت كلامي
أمجد(كيف سأخبر هبة بأنه لا يريدها):- حسنا كما تريد
طارق(تنهد بعمق):- أختي سمر …. أيمكنني أن أراها قبل موعد المحكمة ؟
أمجد:- لن أستطيع الجزم بذلك لكن سأحاول لأجلك
طارق(عقد حاجبيه فيه):- لما تساعدني ؟
أمجد(فتح حقيبته وأخرج ملفا وقلم):- وقع لي هنا إنها إجراءات روتينية لأجل الغد
طارق:- يفترض بمحاميتي إحضارها ولكنك تكبدت عناء ذلك بنفسك فأجبني … لما تساعدني ؟
أمجد(ابتلع ريقه وآثر قول الحقيقة):- لأنني وعدت أمك
طارق(هنا تبلدت ملامحه واتسمت بالخشونة):- وما الذي يوجد بينك وبين تلك المرأة حتى تساعدها وتغامر بمنصبك لأجل سجين لا تربطك به أي صلة ؟
أمجد:- ليس هنالك رابطة مما تفكر فيه أمك سيدة محترمة وقديرة وهي تعتبر صديقة تستحق مني الوقوف بجانبها خصوصا وأنها بدون سند وبدون ظهر تحتمي به وسط الذئاب المتربصة بها
طارق(لم يقتنع بكلامه لكنه آثر الصمت فحين يخرج سيضع لكل شيء حدودا):- إلى اللقاء
أعاد أمجد الملف لحقيبته بعد أن وقع طارق على الورق اللازم ، ولم يجد ما يضيفه فحالة هذا الولد مستعصية جدا يعني لفهمه واستيعاب طريقة تفكيره يلزمه وقت
هبة(على الهاتف بنبرة حزن):- يعني كان هذا طلبه ؟
أمجد(كان يغادر حنايا السجن):- أنتِ لن تجعلي هذا يزعجكِ ولا للحظة يا هبة ، المهم هو النتيجة
هبة(ابتلعت غصتها):- معك حق ما يهمني هو خروج ابني من ذلك السجن … لن أسامح سليم مدى حياتي فهو السبب في حرماني من ابني قبل موته وبعدها
أمجد:- هوني على نفسكِ يا هبة أنتِ تحزنينني هكذا … أقصد ..
هبة(تشنجت من جملته وعضت شفتها بحرج):- عذبتك معي .. إلى هنا ولن أزعجك أكثر شكرا لك
أمجد(تنهد بعمق حين فصلت الخط):- على ما الشكر يا مدمرة الوجد …
على تلك التناهيد غادر مبنى السجن نحو عمله ، وقتها عاد طارق لزنزانته ووجد مهدي مضطجعا على سريره وبيده الكتاب الذي كان يقرأ فيه ، ما إن رمقه حتى انتفض من محله فزعا وضرب برأسه حاجز الحديد وأخفى الكتاب خلفه
مهدي:- أ.. آسف يا ريس طارق والله أردت تفحص فحوى الكتاب لا أكثر ولا أقل
طارق(جلس على سريره):- وعرفت ؟
مهدي(قدم له الكتاب بأسف):- لم أستوعب حرفا فيه .. لما تقرأ هذا الكتاب فقط ريس طارق ؟
طارق(أخذ الكتاب بين يديه وناظره بعمق):- أقرأه لأجل الذكريات
مهدي:- أية ذكريات ؟
طارق(أغمض عينيه وفتحهما بحدة وهو ينظر للبعيد):- هذا الكتاب هو الذي جمعني بحلم حياتي ، قد اصطدمت بها ذات مرة وهي عائدة من مدرستها ، سقطت الكتب في الوحل وتبللت وكان لزاما علي وقتها أن أساعدها وهكذا تعرفت عليها فحينها قد صارت حلما جميلا ألاحقه يوما بعد يوم … هذا الكتاب ما كان لها بل لمعلمة وهبته لها كهدية لقاء النقطة المميزة التي حصدتها في الامتحان ، وحين أكملت عامها الدراسي أهدتني إياه لكي أتذكرها به ، لكنني خطبتها وقتها وجعلتها ذكرااااي بدلا عن كتاب
مهدي(تأوه من عظمة الشخص الجالس أمامه):- واووو إن هذا لعشق عظيم
طارق(رمش بعينيه وهو يهز رأسه برفض):- عشق هه ؟؟ … ما جمعني بامرأتي ليس عشقا يا مهدي بل توحد روحاني ومنذ أول نظرة تلاحمت فيها حياتي بحياتها وصارت أنفاسي تتنفس بأنفاسها لست أدري إن كان صائبا أن أكلمك عن زوجتي ولكن هذا الحديث مدفون في صدري منذ زمن بعيد
مهدي(جلس على الأرض وربع رجليه ليتابع الحكاية):- أكيد هي أيضا أحبَّتك وما زالت تنتظرك
طارق(تشنج من هذا):- لست أدري .. كنت قد فكرت بتحريرها ذات مرة ولكن ابنتي منعتني
مهدي:- حراااااام كيف ترغب ببعادها وأنت تتنفس بوجودها ؟
طارق(شعر بالألم يعتصر صدره):- أحيانا وأد قلوبنا شفاء لأرواحنا الكسيرة
هم مهدي بالرد عليه لكن طارق اضطجع على سريره وضم الكتاب لصدره وأغمض عينيه ، قطع الكلام في جوف مهدي وانعزل صوب حبيبته الغائبة الحاضرة في ملكوت حياته … والتي كانت تكتف يديها أمامهما في محل الألبسة وتكاد تنفجر من التأخير
عفاف:- بنات والله صبري طال خلصوني واختاروا ما يناسبكن
نهال(خرجت لتريها ما ارتدته):- ولكنه ضيق جدا عند الساقين لم يعجبني كأنني مربوطة بحبل
شيماء(خرجت بدورها):- شوفولي هاد العباءة كأنها زادت من عمري قليلا ؟
ليان:- يععع ما هذا الذوق الرديء ؟؟؟
نهال(زورتها بطرف عين):- لم يطلب أحد رأيكِ آنسة ليان اهتمي بنفسك
شيماء:- أجل أنا لم أسألكِ بل سألت نهال وخالتو عفاف ، ثم بالمناسبة أهذا ما ترغبين بارتدائه والله ستكونين مسخرة لكل الحاضرين
ليان(نظرت لنفسها بالمرآة):- ما باله إنه تصميم جديد حتى أنه موديل آخر صيحة
نهال(قلدتها):- موديل آخر صيحة بفف
عفاف:- هيييه لتزل كل منكن هذه الثياب ودعونا نغادر آخر مرة سأرافقكن ، سأوكل المهمة لنور هي التي تفهم لكن أما أنا فمغلوب على أمري
نهال(عانقتها):- حبيبتي يا ماما طيب لما لا تختارين شيئا لكِ أيضا ؟
عفاف:- نن دعينا مني المهم أنتِ ..
نهال:- سأغيره سريعا هيا يا شيمو
عفاف(زفرت عميقا وابتعدت عنهن قليلا لتجلس في ركن قصي):- لما أشعر بهذا الضيق يا ترى ؟
أمسكت على قلبها الذي ضاق فجأة ، حاولت تهدئة نفسها فلا يوجد ما يسترعي الانتباه ، لذلك التفتت من النافذة العلوية كي تناظر الشارع قليلا وتتنفس بعض الهواء النقي .. وقتها لمحت دراجة نارية تقف عند مدخل مركز التسوق ، تلك الدراجة رأتها سابقا وهنا عقدت حاجبيها بنظرة استغراب ..
أسعد(على الهاتف):- عائد يعني ؟
نادر:- عائد بعد أيام الآن لدي سفر لبلد غير ، ثم من الآخر يا أسعد أخبرني ما سبب اتصالك لأنني صدقا مضغوط وعلي أن أتوجه للمطار الآن
أسعد:- حين تصل إلى هنا هل ستزورني ببيتي ؟
نادر:- لن أفعل
أسعد(عضعض شفتيه):-آخر مرة التقينا كانت لتحذرني حيال نهال ، إذن لأجعلها هذه المرة كذلك فأنا أنتظر خروجها من مركز التسوق الآن ولن أفترق عنها
نادر(بعصبية نافذة):- ما الذي تريده من البنت ؟؟؟؟
أسعد:- وفيما يضرك اهتمامي بهاااا أخبرني ؟
نادر:- إنها ابنة أخ صديقتي وقريبة مني عدا عن كونها شخصا مهما لي ولا أريدها أن تتأذى في هذه الحياة أكثر مما عانته سابقا ، ولذلك دعك منها ولا تجبرني على استعمال لغة أخرى لن تحبها
أسعد:- هذا أسلوبك أصلا يا نادر دوما ما تهرع للحل السهل ألا وهو التهديد
نادر:- أسعد ؟؟؟
أسعد(بغبن):- طالما أحمل نفس لقبك العائلي فعليك احترامي ومعاملتي كما أستحق ، لقد مات كل من جعلك تعاني ولم يتبقى سوى أنا وأنت فلما تعاند الوصل ؟
نادر(لم يجد بما يجيبه):- مش شغلك ثم لا تحاسبني أنا فقط من له الحق في الحكم على تصرفاتي
أسعد:- إذن يؤسفني أن أخبرك أن تصرفاتك تلك ستجعلك منبوذا من قبل الجميع ..سلام
نادر(بغضب نظر للهاتف ورمى به على السرير):- الغبي ….
أسعد(أعاد الهاتف لجيبه وهم بالركوب على دراجته قصد المغادرة لو لا أنها استوقفته):- ست عفاف
عفاف(تقدمت إليه وهي تتأبط حقيبتها بإباء):- ما الذي تفعله هنا ؟
أسعد(صدم بحضورها ، اللعنة رأتني):- كنت بالجوار ورأيتكم حين دلفتم لمركز التسوق قلت لأبقى ما ربما أردتم مساعدة
عفاف(كتفت يديها ورفعت حاجبها):- اممم لا تقلق وتعطل أشغالك نحن قادرات على تدبر أنفسنا ، يمكنك المغادرة وبقلب مطمئن أيضا
أسعد(نظر من خلفها ما ربما لمحها لكن بدون جدوى):- أوك .. يومكم سعيد
عفاف(تنهد من جنون الشباب ولوحت له):- مع السلامة
عادت أدراجها بعد أن أقلع فهي لن تطمئن حتى يغادر حقا ، وجدت البنات مقبلات عليها بحقائب التسوق وطبعا الرادار ليان أكيد ستلمحه أمام إشارة المرور التي استوقفته
ليان:- هئئئئ إنه أسعد أليس كذلك ؟
نهال(اهتز قلبها ونظرت اتجاهه):- إنه يشبهه
ليان(أعطت الحقائب لشيماء دون سابق إنذار وركضت):- لا والله هو .. أسعد يا أسسسسسسعد
نهال(هنا تغلغلت وهتفت):- ما الذي تفعلييييينه أجننتِ احترمي على الأقل وجود أمي ؟
عفاف(تقدمت صوب الطريق):- هاه جيد أن سفيان وصل تحركن أمامي لأرى هيا
شيماء(أعطتها حقائبها بعنف):- ثاني مرة لا تهرولي كالمراهقة التي لم تشهد قط جسما بعضلات
نهال:- أساسا من أجبرنا على إحضار هذه معنا هفف
سفيان(نزل من السيارة خاصة رجال حكيم فقد باشر الأخ بالعمل رسميا لدى عائلة الراجي):- عنك يا سيدتي ، هاتوا يا آنساتي سأضعهم بالخلف
عفاف:- تسلم يا سفيان هااا متى ستحضر زوجتك للمشفى لقد أخذت لها موعدا لدى طبيب الحمل والولادة كي يتابع حالتها هي والطفل
سفيان(أغلق جيب السيارة سريعا بعد وضع الأغراض وفتح لعفاف الباب الخلفي ولحقتها البنات وليان هي التي ركبت بجواره):- إلى البيت يا سيداتي ؟
عفاف:- أجل للبيت يا سفيان ، همم لم تجبني ؟
سفيان:- سأحضرها يا سيدتي والله كنت أنوي أخذها اليوم بعد الظهيرة ولكن حضرتكِ يعني لن تكوني موجودة وأخشى من أن يتم إهمالها هناك ، يعني تعلمين هي نور حياتي وابني أول فرحة لي
نهال(دكت إصبعها في خصر شيماء لتتنبه لرومانسية سفيان):- شفتي الحب ههه
شيماء(قفزت بصرخة مكتومة):- ههه احتشمي ينعن تفكيرك جحشة
نهال:- ههه قال نور حياتي قال والله وتسمعه عمتي نور سوف تقيله من عمله الذي استلمه البارحة فقط هههه المسكين
شيماء:- أي … يعني وكأنكِ لا تعرفين ما معنى الحب في نظرك ما الذي أحضر أسعد إلى هنا ، أكانت صدفة أم صدفة ؟
نهال(تنبهت ونظرت للشارع من نافذتها):- لست أدري نحن لم نتحدث من يوم المسابقة ، شعرت بالإحراج ولم أكلمه بعد ما حصل لي رغم أنه ترك لي رسالة على حسابي الشخصي ولكن أنا تجاهلتها عمدا
شيماء(همست لها):- يلزمك ضرب .. أو لأقول لكِ خيرا فعلتِ لا نريد الوقوع في الحرام من يريدنا سيدخل للبيت من بابه
نهال:- الشيخ عمر نسخة اثنان هههه
شيماء(ضحكت):- هههه لو تسمعك ماما ستشيد بكلامك طبعا
عفاف:- هشش كفى دردشة دعوني أكلم السائق وأشرح له الإجراءات …
نهال(لمحت ليان في عالم خاص بهاتفها):- لو أجذب شعرة من شعرها الذي يعجبها ذاك تخيلي معي ردة فعلها ههه
شيماء:- خلينا منها ومن مشاكلها ههه واسمعي فكرتي لما لا تردين على رسالة السيد أسعد وتطلبي منه القدوم لزفاف خالتي ميرا يعني دعوة ، ثم هو يستحق لقد أنقذنا ويسمى من العائلة
نهال(حركت فكها بتفكير):- برأيكِ سيحضر ؟
شيماء:- طبعا الشلة كلها ستأتي حتى تيمو ورفاقه مع فريد وفردوس أخبرتني خالتي مرام بذلك
نهال:- يعني مازن قادم ؟
شيماء(مطت شفتيها):- طويت صفحة مازن يا نهال أصلا هو لا يراني ، بينما تااامر …
نهال:- أيوة أيوة تامر باشاااا ما وضعه ؟
شيماء:- لالا لا يروح تفكيرك لبعيد أنا ملتزمة ولن أسمح له بهفوة شيطنة ، لو كان متمسكا بي فهو يعرف الوسيلة لأجل ذلك
نهال:- لقد وعدتني بأن تقفي معي في الانتقام من هدى عبره يا شيمو ، وعدتني تذكرين ؟
شيماء:- وعدتكِ أجل ولكنني لن أقدم على خطوة قبله افهميني
نهال(انتفضت):- لو كنت أنا محلكِ لفعلتها دونما تردد لكن هذا حالي وهذا ثأري لا شأن لكِ فيه
شيماء:- هفف يكفي دراما ماذا تريدينني أن أفعل يختي ؟
نهال:- هههه شيء بسيط جدا ستبتسمين له أجمل ابتساماتك والباقي عليه
شيماء:- هذا فقط ؟
نهال:- أجل ههه هذا فقط
عفاف:- يوووووه يا سفيان والله صرعن رأسي بالوشوشة سنكمل فيما بعد وأشرح لك كل شيء على مهل ، وأنتما هيا تكلما بصوت مرتفع لأفهم ما المعضلة التي تحلان لغزها ؟
نهال(بحلقت بدلال):- باقي على زفاف عمتي يومان كنا نتحدث بشأن ذلك فحسب
عفاف(زورتهما بحدة):- آآآآخ منكما آخ …
على توبيخ عفاف على تمرد البنات انطلقن عائدات للبيت حيث وجدن نور مغادرة البيت رفقة دينا وعواطف ومديحة كذلك ، هنا خرج سفيان ليساعدهم في نقل الأغراض لداخل البيت
سفيان:- الحمدلله على سلامتكم
نور(فتحت الباب لدينا التي لوحت لهن وركبت منغمسة في لعبة على هاتف نور):- كيف العمل معك يا سفيان ؟
سفيان(وضع الأغراض عند العتبة):- ألف حمد وشكر لمن أغدق علينا بهذا العمل ، الشكر للست دعاء والخالة مديحة ربي يعمر بيتكم
مديحة:- تسلم تسلم يا ولدي خليك بالقرب من البيت يا سفيان ما ربما احتاجت البنات لشيء
سفيان:- هنا سأبني خيمة
نور(حركت مفاتيحها):-ههه هااا كيف كان التسوق بنات ؟
ليان(أمسكت أغراضها وتجاوزتها للداخل):- عادي
شيماء:- جميل جدا خالتي أحضرنا ما كان ينقصنا وغدا ليلة الحنة سنرتدي ما اشتريناه يعني فتيات مع بعضنا
نهال:- أما فساتيننا الخاصة ليوم الزفاف فلن يراها أحد إلا ليلتها وعدتنا عمتي ميرا أنهم سيجهزونهم بغرفتها الخاصة للتبديل
شيماء:- ههه متشوقة
عواطف(عانقتهما):- يا عيني على الابتسامات يا عين
عفاف:- ههه طيب يختي منكِ لها ادلفا للداخل ورتبا أغراضكما لنتناول شيئا قد مت جوعا معكن
مديحة(ربتت على كتف عفاف):- نحن ذاهبات لبيت ميرا لنرى ما إذا كانت بحاجة لمساعدة ، البيت بأمانتك أنا لا أثق بتلك الحيزبون سماح
نور(تحركت صوب محلها):- آه ستبدأ بتذمرها لنهرب يا عواطف
عفاف:- ههه ولا يهمك خالتي مديحة الشيخ عفيفي بالخدمة
مديحة(انفجرت ضحكا حتى بدأت تسعل):- وأحلى شيخ عفيفي ههههه يخرب هبلك يا بنت
عفاف(لوحت لها وهي تضحك ودخلت للبيت):- بلغوا ميرا سلامي هاه .. سفيان سأبعث لك مع نجية ما تتناوله وفنجان شاي تمام ؟
سفيان(كان متكئا على سيارته):- والله سأكون ممتنا ههه سلمت الأنامل ست عفاف
عفاف(ابتسمت له ودخلت أيضا):- نجية .. يا نجية عزيزتي هل هنالك شيء جاهز ؟
نجية:- أجل غاليتي
عفاف:- يا ريت لو تأخذي بعض الأكل وفنجان شاي للسائق الجديد لقد مات جوعا معنا المسكين
نجية:- حاضر ولا يهمك
عفاف:- وين الباقي ؟
نجية:- مرام بغرفتها رنيم لم تعد بعد الأولاد نائمون وعمتك سماح مع الجدة نبيلة بالصالون
عفاف:- أوك حبيبتي تسلم إيدك … السلام عليكم
نبيلة(ابتسمت لها):- الحمدلله على سلامتكم عزيزتي تعالي واجلسي جواري
عفاف(قبلت رأس ويد نبيلة):- بركاتك جدتي هه كيف صحتكِ لقد غفلنا اليوم على قياس الضغط والله البنات هلكوني لكي نذهب سريعا ولم ألحق ؟
نبيلة:- كما ترين أنا بخير
عفاف:- ولو .. سأفحصه لكِ رغم ذلك ،فقط لأغير هذه الثياب وأعود جدتي تمام .. كيفكِ عمتي سماح ؟
سماح(كانت تتصفح التلفزيون وببرودة ردت):- بخير
عفاف(تنهدت وهي ترتفع مبتسمة):- عن إذنكم …
نبيلة(بعد ذهابها رفعت عصاها ونكزت بها رجل سماح بقوة):- ما هذا التصرف ؟
سماح:- أي عمتي لقد آلمتني ماذا فعلت ؟
نبيلة:- كان عليكِ أن تكوني أكثر لطفا معها ، لما لا تطيقينها لست أفهم ؟
سماح(صغرت عينيها):- ليس لدي مشكلة مع الأخت لكن زوجهاااا … حرمني من أخي ولا يمكنني نسيان ذلك مطلقا في حياتي
نبيلة(كزت أسنانها بغيظ):- أخوكِ الله يرحمه هو من تسبب بخراب هذه العائلة ، ولو سمعتكِ تتفوهين بمثل هذا الكلام هنا وهناك قسما بالله سأغضب عليكِ
سماح(بارتباك):- خلاص عمتي بدون أعصاب أنا خلصت ذمتي وأخبرتكِ بوضوح
نبيلة(نهضت من محلها):- يكفي .. لست أرغب بسماع شيء صممتِ أذني بحديثكِ البغيض
سماح(مطت شفتيها وقلبت القناة لتشاهد دونما مبالاة):- هممم …
تحركت نبيلة صوب غرفتها وأغلقت الباب خلفها لتمسك بوسيلة التواصل الوحيدة التي تجمعها بحبيبتها التي خرجت لها من العدم كي تسكن مواجعها ببلسم المشاعر الطيبة التي تولدت معها ،وزرعت الفراشات في حياة نبيلة بعد أن كانت تميل للخراب …
هبة:- أعتذر منكِ أمي لم أجبكِ صباحا ، والله لتوي استطعت الرد كيف صحتكِ طمئنيني عليكِ ؟
نبيلة:- أنا بخير يا ابنتي طالما أنتِ كذلك ، همم أتلهف لرؤيتكِ غدا مثلما وعدتني ؟
هبة:- عذرا منكِ أمي .. لكن تغيرت الأمور عندي ولن أستطيع الخروج
نبيلة(بخيبة أمل):- أحقا … لكن .. طيب معليش المهم أن تكوني بمأمن
هبة:- أعدكِ بعد زفاف سمر سأدبر موعدا لنا ونلتقي يا أمي الحبيبة ، أقبل يداكِ أنا
نبيلة:- الله يرضى عنكِ يا غاليتي ، سيأتي إياد الليلة ليبيت معنا لأجل إكمال التحضيرات في البيت ، لقد ابتعنا بضع أغراض لأجل غازي وجلنار ونظمنا الأطقم وتبقت بعض الترتيبات سيساعدنا فيها حفيدي الشجاع كعادته
هبة(بدموع):- اشتهيت لو أراه يعمل بابتسامة داخل جدران بيتنا الذي لم أراه بعد
نبيلة:- سترينه يوما يا صغيرتي ..
هبة:- إن شاء الله .. أمي سأذهب الآن ونتكلم لاحقا تمام مثل العادة همم ؟
نبيلة:- حسنا يا حبيبتي لن أعرضكِ لمشاكل نتكلم لاحقا ، السلام عليكم
هبة:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا أمي الله لا يحرمني منك يا شمعة دربي
نبيلة(بفرحة عارمة):- ولا يحرمني منكِ يا فرحة دنياي …
ابتسمت هبة بحنان للهاتف وقبلته وضمته بعدها لتضعه جانبا وتنهض من محلها تلقائيا وتنظر للحديقة الجانبية ، رمقت هناك رشيد وهو يمسك بياقة أحد رجاله عند الحائط ، حملقت بتمعن وهي ترمقه وقد أخرج مسدسه ليضعه على رأس الرجل وهو يسب ويشتم بكلمات بذيئة لاحت لها بشكل متقطع .. هزت عينيها لتعود أدراجها ولا تتدخل فيما لا يعنيها ولكن خافت على حياة الرجل المسكين لذلك خرجت إلى الشرفة وهدرت فيه
هبة:- توقف عما تفعله
رشيد(رفع عينيه بدهشة فيها ولاحت له صورة سمر لوهلة قبل أن يعقد حاجبيه ويقفل الاتصال):- من حضرتكِ لتتدخلي فيني يا هاته ؟
هبة:- أفلت الرجل وإلا لن يحصل خير
رشيد(عانق رأس الرجل وهو يمرر المسدس على جبينه بشكل سادي):- هذا الرجل قصدكِ ههه وإن لم أنفذ مطلبكِ سيدتي كيف ستعاقبينني ؟
هبة(حركت فكها بكره):- ستجني غضب غضنفر
رشيد:- ههه والله .. وماذا عن غضبكِ يا قطة ؟
هبة(زورته بكره):- ما أوقحك من ولد ، دع الرجل عنك فوراااا
رشيد(أفلته ورفع يديه بالمسدس وهو يضحك):- حقا فعلت أرأيتِ .. لكن أخبريني من تكونين ؟
هبة(تراجعت للخلف):- امرأة لا يهمك أمرها
رشيد:- ههه ولكنني مهتم
غضنفر(وثب من خلفه وضربه بيده لرقبته):- إلهي تهتم فيك أفعى ذات رأسين لعلك تتعقل ، ألم أنبهك ألا تتدخل في أمر المرأة .. قلت أم لا ؟
رشيد:- قلت ولكن سامحني هي التي تدخلت فيني حين أطلت علي ، يعني هي من خرقت القوانين لست أنا وهي من تستوجب العقوبة
غضنفر:- أكيد أنت انهبلت اسمعني هناااا دع عنك رجالي وشأنهم هم ليسوا حيوانات لديك لتمارس عليهم سلطتك ، لو أردت عبيدا شمر على ذراعيك وقم بإحضارهم بنفسك
رشيد:- أذلني أيضا فأنت لم تكتفي بعد
غضنفر:- هففف… اتبعني للجانب الآخر حالا
رشيد(نظر للنافذة حيث كانت تطل عليهما من خلف الستارة ، رمقها ولوح لها بيده):- ههه
هبة:- تفووه منك ولد عاق كأبيك إلهي تموتوا دفعة واحدة
غضنفر(وهو يسير صوب مجلسه خارج القصر بالحديقة الأمامية):- اسمعني جيدا ، سأبعثك في مهمة أجزم لك لو فشلت فيها سأمحو فكرة الاعتماد عليك من بالي
رشيد(باهتمام):- هل حقا ستثق بي وتوكل لي مهمة ؟
غضنفر(وضع يده على فكه ورجلا على رجل):- سأجربك لو أرضيتني سأراضيك
رشيد(تنفس بعمق والفرحة اعتمرت قلبه):- لن أخذلك
غضنفر:- أختك المجنونة قد نفذت مهدئاتها الخاص وخضر حاول البحث عنها في كل مكان لكنه عرف بأن المورد قد قتل
رشيد:- قتل ؟؟ ولكن من قتله ؟
غضنفر:- أشك في أن رجال ميار أو حكيم قد توصلوا إليه بعد أن نسينا أدويتها في قمامة القصر حين هربنا بعد تحذيرك لنا
رشيد:- كانت تلك غلطة لا تغتفر
غضنفر:- الآن نحن أمام مشكلة عويصة ، إذا لم تأخذ أختك تلك الحبة قد تحاول الانتحار أو تقدم على شيء أدهى وأفظع لذلك ستكون مهمتك إحضار الدواء لها من تحت الأرض
رشيد:- أهذه هي المهمة حسبت أنك ستثق بي فيما هو أكبر وأعظم،، وليس شيئا على زوجها المذلول القيام به ولست أنا
غضنفر:- كنت واثقا من أنك لن تنفعني بشيء .. أغرب عني
رشيد(لأمتلك ثقته في هذاااا ولأطلب منه ما أريده بعدها لن يعترض):- تمام.. تبقى أختي وراحتها تهمني ، سوف أتصرف
غضنفر(ابتسم ببهجة):- إذن لتبدأ بتهدئتها وأخبرها أنك ستحضره لأجلها في غضون وقت وجيز ، قبل أن تحطم كل أغراض البيت
رشيد(حول عينيه):- علي الآن أن أتعامل مع جنونها ، لكن ليس علي أن أستغرب فجينات الهبل متوارثة ما شاء الله
غضنفر(هم بالرد عليه لكنه وجده قد طار من أمامه):- وأنت خير دليل يا فرحتي البائسة هفف ..
صعد رشيد نحو غرفتها مباشرة ومن الدرج سمع صراخها ونحيبها وتكسيرها للأغراض ، وأكيد كان لزوجها خضر نصيب في شتيمتها وغضبها الجامح ذاك ، تعب وهو يحاول إسكاتها لكنها نتفت شعرها وقامت بنزع كل الستائر والمفروشات وحطمت مرآتها أغراضها ومزقت فساتينها وحُليها كلها رمت بهم أرضا بعد أن بعثرتهم بإهمال …
دلال:- أكررررررررررهكم جميعا أحضروا لي دوائي اهئ أريد دوائي لما لم تحضروه لي ، أترغبون بالتخلص مني أتريدون زجي في مصحة للمجانين اهئ حرام عليكم أنا حبيبتكم دلال أليس كذلك ؟
خضر(اقترب منها بحرص وأمسكها من كتفيها):- طبعا أنتِ حبيبتي وسأبذل قصارى جهدي وأحضره لكِ فقط اهدئي
دلال(استكانت بحضنه قليلا بعيون جاحظة في الفراغ):- أتعدني بذلك ؟
خضر(أغمض عينيه وهو يضمها إليه بحنان):- طبعا يا عمري
دلال(صغرت عينيها وخدشته بأظافرها في وجهه):- أيها الحمار النذل أنا أكرهك لا تلمسسسسسسسسسسسسسسسسسسني لا تلمسني اهئئئئ
خضر(مسح على وجهه من دم الخدوش التي خلفتها بوجهه):- آخ يا دلال لما تعذبيننا هكذا
رشيد(اتكأ على جدار الباب):- دعني مع أختي قليلا
خضر(رمقها بنفاذ صبر وخرج وهو يمسح بمندليه آثار الدم):- هي لك
رشيد(صفر برتابة ودفع الباب برجله خلف خضر وتقدم إليها ، أمسك بآنية حديدية كانت تتدحرج على الأرض ووضعها على الطاولة بترتيب):- انزلي من عندك
دلال(كانت تقفز فوق السرير بهبل):- لا أريد أحضروا لي دوائي
رشيد:- أوك .. لكن انزلي أولا
دلال(نزلت بخفة وطارت عليه لتتشبث بحضنه):- أستحضر لي الدواء أخي ؟
رشيد(رمقها بطرف عين ومسح على وجهها):- منذ متى وأنتِ مجنونة ؟
دلال(صدمت بسؤاله وضربته لصدره):- أيها الأحمق أهذا كلام تقوله لأختك ، ثم أين كنت عن أختك قبل سنوات حين كان أبوها يساوم في جسمها الغرب وحين لم يجد غايته رمى بها لذراعه الأيمن ، أين كنت حين تخلت عني أمك لأنني لم أكن الابنة التي تمنتها دوما ما انتقصت مني ونظرت إلي بنظرة ازدرااااء وكأنني عار عليهااا ، أين كنت حين احتجتك كأخ لتدعمني وتقف بظهري ولا أشعر بأنني وحيدة … أنتم السبب فيما وصلت إليه وحدكم من يلام على وضعي هذاااا وأنتم مجبرون على مداواتي أحضروا لي دوائي أريد دوااااائي
رشيد(كان ممسكا بيديها كي لا تتابع ضربها الجنوني):- متى آخر مرة عاشرتِ فيها رجلا ؟
دلال(سحبت يديها منه وناظرته بلؤم):- اليوم فجرا
رشيد(تنهد بعمق):- وستكون الأخيرة وإلا لن أحضر لكِ الدواء بل سأفعل ما هو أدهى ، سأزج بكِ في مصحة عقلية وأنا صادق في قولي
دلال(برعب ابتعدت للخلف):- تزج بأختك في مأوى للمجانيييييييييييين ؟
رشيد:- أنتِ من سيجبرني على ذلك
دلال(جلست أرضا على ركبتيها):- ولكن كيف سأعيش بدووون ..
رشيد(أمسكها من فكها بقوة وجذبها إليه):- ستعيشين مرغمة على ذلك لا شأن لي لو كان زوجكِ عليلا لكنكِ لن تفضحينا أكثر مع رجالنا ، لم نعد نقوى على كظم ألسنتهم وسخريتهم منا بشأنك ، لم تتركي أحداااا في حاله فإلي أين ترغبين بالوصول ؟
دلال:- أحضر لي الدواء وأعدك سوف لن أخرج عن طوع كلمتك
رشيد(أفلت فكها وأمسكها من شعرها وجذبها إليه):- أنا لست أمزح
دلال(رمشت بقلة حيلة):- وأنا أيضا
رشيد(دفعها عنه واستقام بنفور):- سأحاول جهدي .. وهذا المساء ستجدين ضالتكِ ولكن إن لم تنفذي وعدكِ لي سأسحبها منكِ مفهوووم
دلال(بلهفة قفزت):- ههه مفهوم مفهووم
حرك رأسه في حركاتها الطفولية الغريبة رغم كبرها إلا أنها ما تزال طفلة صغيرة تتمنى جرعة حنان ، تحتوي قلبها وروحها العليلة وتطبطب عليها لتستكين وتؤمن بقدرها خيره وشره ، لكن طالما بطون الحرام لا تشبع وبينما أبوها يركض خلف السلطة وأخوها يلهث خلف الثأر ستبقى في ذلك المستنقع تدفع ثمن إهمالهم وتزيد المواجع على زوج حكمت عليه الأقدار بالعذاب لزمن غير معروووف ..
خضر:- تركت رشيد معها
غضنفر(كان يدخن سيجاره بتأفف):- احرص على ألا يعود حتى المساء لا أريده أن يشهد اتصالي السري بأصحاب روما
خضر:- دبرت كل الأمور سيدي لن يعثر على البائع البديل إلا ليلا ، لكن لو نعطيها مسكنا و
غضنفر:- لن نعطيها شيئا أساسا جعلتها تعاني تلقائيا لكي يقتنع بأنها حقا تمر بأزمة ويهب لمساعدتها تحت أمر مني ، وقتها سأنفذ رغباتي التي لا أريد منه شم رائحتها قط
خضر:- كما ترى سيادتك
رشيد:- اجمع لي الرجال يا خضر سأغادر بحثا عن دواء أختي في السوق السوداء
خضر(تحرك فورا):- طيب
غضنفر:- لو أحضرت الغاية أكيد سأغير نظرتي تجاهك
رشيد:- سأحضرها لأجل أختي وليس لأجلك
غضنفر:- الله الله هذا تقدم ملحوظ أخيرا اكتشفنا أنك تملك مشاعر أخوية بذلك القلب الأسود
رشيد(كان ينظر حوله للرجال):- أجل قلبي أسود مثل فحم قلبك ، هااا لقد تشرفت برؤية ضيفتك المقيمة الدائمة بقصرنا وفي المرة المقبلة سوف أتعرف عليها عن قرب تبدو جميلة
غضنفر(هنا رمى السيجارة ونهض برفض):- لو اقتربت منها قيد أنملة ستجد نفسك في وبال معي
رشيد(صغر عينيه في مواجهة لأبيه):- توقعت ذلك هه … سنرى
غضنفر(بغضب هدر من خلفه):- اسمع أيها الأقرع لو خرقت أوامري ستجد نفسك بمشكلة
رشيد(ركب بسيارة الرجال):- وما المانع أصلا حياتنا كل مشاكل ههه … سي يو فاذار
غضنفر(رمقه بحدة وهو ينطلق رفقتهم):- الغبي الغبي …. هل كان يتكلم بجدية ؟تت (انتبه لرنين هاتفه) …. نعم ؟
فاروق:- نعم الله عليك أين أنت اتفقنا على اللقاء منذ 10 دقائق
غضنفر:- كانت هنالك عراقيل منعت ذلك ، هيا أنا قادم لأنجز الاتصال الشامل بيننا
فاروق:- هل ستحضر هبة ؟
غضنفر:- دعها في شقتها لا أريدها أن تعرف بمخططاتنا الأخيرة
فاروق:- معك حق ، دعها غير مدركة لما سيحدث هكذا أفضل إذ لا يجب الثقة بها خصوصا وأن ابنها على رأس خطتنا المقبلة
غضنفر:- سوف ترضخ مصيرها ترضخ إن وضعناه تحت أيدينا سيجبرها على الموافقة لتتنازل له على مقعدها
فاروق:- شاءت أم أبت سوف ترضخ ، هيا نحن في انتظارك بالاتصال المباشر لا تتأخر
غضنفر:- ثوان وأنا معكم …
فاروق:- أتعلم بأن المياه عادت إلى مجاريها بين جماعتنا في روما ؟
غضنفر(بكره كان يتوجه صوب مكتبه وأقفل الباب من خلفه بحرص):- سمعت بالأخبار ، أكيد لن تكون هذه محاولتنا الأخيرة
فاروق:- لا أعرف كيف سأفرق بينهم أولئك الهمجيين لكن أكيد سنصل لخطة دنيئة تزرع الكره بينهم
غضنفر:- آآآه هذا يوم المنى بالنسبة لنا
وهو نفسه يوم الويل الذي سيجعلكم ميار تعيشونه ، كان يدور في خط مستقيم بالرواق وهو يتحدث عبر هاتفه الذي كثرت اتصالاته يومها بشكل زاد من ضغطه ، فجوزيت لم تفتح له الباب منذ ساعات وهو يرابض عند بابها ولكن بدون فائدة ولولا انشغاله لكسر عليها الباب وهذا الأمر ليس بعيدا جدا قد يحصل لو تابعت عنادها
ميار:- تمام فهمت فهمت دعك من كل هذا العبث الآن وأخبرني هل هما بخير ؟
إياد:- صدقني هما بخير حتى أن جمانة تكاد تقفز من الفرحة كونها قبلت في الكلية التي أرادتها
ميار:- امم شيء جميل وصولي كيف هو ؟
إياد(لاحظ صمته):- في أجمل حالاته يعني منذ أن تحدثنا وقد تطرقت لكل المواضيع ولم تتحدث عن جوزيت ، هل هنالك مشكلة بينكما ؟
ميار:- يعني … ليست مشكلة ولكن هفف… لا أدري ما بالها يا إياد استيقظت صباحا وهي شخص آخر مختلف عني ، أريدك أن تكلمها وتفهم منها ما الذي ضايقها مني ؟
إياد:- ربما شيء يبدأ بحرف الميييييم مثلا مثلا يعني
ميار:- ههه ميرنا طويت صفحتها وباقتناع وأخبرت جوزيت بذلك وهي صدقتني ، لكن شيء ما قلب كيانها هذا الصباح وحاولت بشتى الطرق معرفته لكن دون جدوى
إياد:- أهاه طيب يا شقيق سوف أتصل وأفهم لك سر انقلابها أخشى أن ذلك من آثار الوحم ، له له هل سأصبح عمااااااااااااا ؟؟؟؟؟؟
ميار(خفق قلبه بشدة لحظتها وكأن قلاعه كلها انهارت أمامه):- حامل يعني … ههه لالا أكيد جوزيت لا تخفي عني شيئا كهذا لو حصل ، كانت لتصدح في العالم أجمع أنها تحمل قطعة مني ، وأول من سيسمع بالخبر كانت لتكون ميرنا كي تغيظها هه يعني هو هكذاااا
إياد:- آه ممكن جدا ، يلا دعني أحاول الوصول إليها وإن فشلت سأحاول مساء لأنني مستعجل جدا جداا جدا أخوك محتجز قسرا في عهدة نساء الراجية واااع
ميار:- هون عليك .. لو كنت هنالك للعبت دورك وأرحتك لكن ههه خليك تتعاقب على هبلك
إياد(ضحك بسخرية ثم استكان ليتحدث بجدية):- أحقا طويت صفحتها ؟
ميار(تنهد بأسف حين توقف عند مقدمة الرواق ورفع رأسه لأعلى):- أجل لم أعد أفكر بميرنا إطلاقا وما عدت أريدها في حياتي وما عاد لها مكان في قلبي وما باتت تهمني أمورها بالمرة ، فهمت ؟
إياد(بعدم اقتناع):- رغم هذا التعداد كله إلا أنني غير مقتنع
ميار(بحنق):- صدق أو لا تصدق أنا لم أحبها يوما بل أحببت جوزيت انتهى …
إياد:- ههه ماشي ماشي نتواصل يا متعصب … ههه
ميار(بغضب من روحه أغلق الهاتف ووضعه بجيبه ليتكأ على الجدار وهو يلهث):- تتت ..
ميرنا(كتفت يديها وهي تتقدم من خلفه):- كنت أحضر بوقا وقم بقول ذلك على مسمع الجميع
رف جفنه لحظتها بصعقة كهربائية ألجمت لسانه وخدرت جسده على وقفته ، لم يتمكن من تحريك ساكن وقد فاجأته بتواجدها وبسماعها لكل جمله التي استنكرتها ذاته جملة وتفصيلا ، ها هي ذي تعريه مجددا وتزيل عنه القناع فما الذي تريده منه بعد ؟
ميار:- ما سمعته كان جديا ولم أكن أعبث
ميرنا:- وأنا يسرني سماعه على الأقل ارتحت من محاولاتك الفاشلة
ميار(تأفف وهو يمر بها كالبرق):- يفضل ألا نختلي ببعضنا أكثر من اللازم
ميرنا(التصقت بالحائط خلفها وهي تضحك بهزل):- لماذا .. أتخشى على نفسك من التأثير ؟
ميار(ابتلع ريقه وتوقف عن المسير حين عاد إليه ووضع يده على الجدار محتجزا إياها):- لا تلعبي لعبة القوية ميرنا ، أفصحي عما يؤلمكِ ودعيني بهمي
ميرنا(أخفضت كتفيها ونظرت إليه باستسلام):- حكييم يعذبني
ميار(أزال يده ومسح على لحيته وهو يهز رأسه):- اكتشفت ذلك حين رأيت تصرفاته معكِ هذا الصباح لكن ما السبب ؟
ميرنا(اهتزت بعدم فهم):- بدوري لست أعرف كيف سأجعله يفهم ب
ميار(أشار لها):- لو تطرقتِ لأمر الرشواني سأترككِ تتحدثين إلى الفراغ ، حكيم لا يستحق منكِ هذا التعامل ميرنا أنا من كان يرى ذبول قلبه يوما بعد يوم ، لقد قسوتُ عليه كثيرا ولكن ذلك تم لضغوطات لو تعرفينها لبكيته أبد الدهر
ميرنا:- وما ذنب قلبي هاااااه ؟
ميار:- لست هنا أحاول تلطيف صورة حكيم في داخلك لأنكِ مقتنعة بمدى أهمية وجوده فيه ، صحيح أنتِ عاشقة لوائل وهو يعرف ذلك تمام المعرفة لكن قلبه يأبى تصديق ذلك ، قد اعتاد على وجودكِ فيه فكيف ترغبون باستئصاله من محله في ظرف وجييييز ؟
ميرنا(عقدت حاجبيها):- كأن الحديث انحرف ليشملك أم أن هذا ما يتهيأ لي ؟
ميار(حك حاجبه بارتباك وتحرك):- حاولي إيجاد وسيلة للتصالح معه هكذا ستؤثران بالطفلة
ميرنا:- وحاول بدورك ألا تزعج جوزيت فهي بدورها طفلة تستحق الرعاية
ميار(وقف عند باب غرفته لعلها تفتح له هذه المرة):- ها أنا ذا سأحاول من جديد
ميرنا:- نادر على وشك المغادرة صعدت لأحضر شاحن هاتفي فحسب
ميار(رمقها وهي تدخل لغرفتها وتنهد بعمق):- افعلي ما يريح قلبكِ وليس ما يمليه عليكِ عقلك
ميرنا(استغربت جملته ولكنها دلفت لغرفتها دونما حرف):- لو تطبق مقولتك مش أحسن
ميار(صرف نظره للباب):- جوزي …جوزيت لقد كلمت إياد وأخبرني بأمر مهم افتحي لأشارككِ به حبيبتي هياااا ..
جوزيت(ردت عليه من محلها):- لن أفتح غادر
ميرنا(أخذت شاحنها سريعا وأغلقت باب غرفتها وتقدمت صوبه):- بعد تلك الكارثة أقفلت بابي أيض ولكن حكيم صعد إلي من شرفتي ، يعني ربما هذه الفكرة ستنفعك وتضعها أمام الأمر الواقع
ميار(برقت عيناه بالفكرة):- امممم مشكورة ع المساعدة أختاه
ميرنا(ضحكت وغادرته):- ههه أختك حقا …
نزل من فوره ليبحث عن سلم البستاني الذي وجده في المستودع ، حاول رجاله أن يحملوه عنه لكنه منعهم وأخذه بنفسه لغاية شرفتها ، وضعه على الحائط مثبتا إياه بقبضتيه ليصعد من خلاله نحوها ، فهو سيراها يعني سيراها ،.. قفز بخفة في الشرفة حتى أفزعها وقبل أن يدخل انتبهت له وركضت سريعا للمقبض وأقفلت عليه باب الشرفة …
ميار(نظر إليها وطرق على الزجاج):- افتحيه
جوزيت(اقتربت من الزجاج وبنظرة حادة):- لن أفعل
ميار(رمق حالة عينيها الباكية):- اشتقت لكِ
جوزيت(اهتز قلبها وعقدت حاجبيها ببؤس):- أنا لاء
ميار(مال برأسه ليطالع وجهها):- كاذبة
جوزيت(بدموع):- لست أكذب
ميار(بتأفف وإرهاق):- افتحي لي جوزي
جوزيت(في سرها):- لو فتحت سأرتمي بحضنك يا معذبي ، لو فتحت سوف تنهار مقاوماتي ومحاولاتي في حماية ابننا ، لو فتحت سوف تكسر قلبي بنظراتك وحنانك وقبلاتك ، لو فتحت سأنسى نواياك وأرضخ لك
ميار(فهم أنها تعاني من صراع داخلي ، لذلك وضع يده على الزجاج وبنظرات مستجدية):- دعيني أحتوي ألمكِ ، ألست أنا دواءكِ الشافي ؟
جوزيت(هزت كتفيها ببكاء ووضعت يدها محل يده على الزجاج):- أنت هذه المرة دائي يا ميار
ميار(عقد حاجبيه وقد ثار الدم فيه):- ستفتحين هذا الباب وإلا كسرته
جوزيت(أبعدت يديها ووضعت الستارة لتحجبه عنها):- لو بقيت هناك يوما بأكمله لن أفتح
ميار(ضرب الباب الزجاجي بقبضة يده):- جوزيييييييييييييت …….. افتحي فورااااا
جوزيت(وضعت يديها على أذنها وجلست على الفراش):- دعني وشأني لا أريدك لا أريدك
ميار(تنهد بنفاذ صبر ومسح على شعره وهو يتراجع للخلف):- أوك .. إن لم تفتحي سأقفز من هنا
جوزيت(فتحت عينيها بفزع ونظرت خلفها لتتبين وقوفه على حافة الشرفة): يا ويلي متى صعد إلى هناااااك ، مياااااااار هل جننت ؟
ميار(صرخ فيها):- جوزيييييت أنا لا أمزح
جوزيت(ركضت إلى الباب الزجاجي وأزالت الستارة لتشهق من منظره وترتعب):- طيب طيب انزل من عندك سأفتح
ميار(أشار للأسفل وهو يغالب ضحكته كي لا تنتبه لمزاحه):- الآن وإلا ألقيت بنفسي
جوزيت(ببكاء وأيد مخدرة من الهلع):- حسنا حسنا فتحت انزل أرجوك لو سمحت .. لا تمازحني بهذاااا أيها الوقح السااااافل إنك ترعبني
ميار(بقي على حاله رغم فتحها للباب):- أتعلمين المنظر من هنا جدا جميل ، عال ويفيد التأملات
جوزيت:- ميار انزل من عندك ولا تجلطني انزل فورا
ميار(آثر أن يعاندها ويرد لها الصاع صاعين):- ولماذاااا ألم ترفضي إدخالي قبل قليل ، أنا أيضا سأرفض النزول همم
جوزيت(وقفت بجزع وهي تقرأ جنونه):- حسنا حسنا وفتحت بالنهاية ،، أرجوك لا تطل في الأمر وإلا رميت بنفسي خلفك
ميار(تنهد بتعب وهو يناظر خوفها من حدقتي عينيها المرتجفة ولم يشأ أن يعذبها أكثر):- طيب
جوزيت(تنفست الصعداء حين رأت بأنه نزل من عنده):- لا تمازحني بهذا الشكل مجددا ..لما تقترب نحوي هكذا ممم … ماذا ت.. تريد مني أ…
ميار(كان يقترب منها بمكر بينما كانت هي تتراجع للخلف بخطوات وهنة):-…لارد
جوزيت(تضخم صدرها باقترابه المهلك لم تستطع مقاومة أشواقها له لذلك هربت لداخل الغرفة):- …حسنا فتحت لك يمكنك المرور مباشرة من باب غرفتي وترحل
ميار(أغلق باب الشرفة بهدوء وعدل ستائره بتركيز تام):- ..لارد
جوزيت(فركت يديها بقلة حيلة وآثرت الهرب للحمام فذلك الحل المتاح أمامها):- أ…
ميار(قرأ أفكارها لذلك بخفة اعترض طريقها):- إلى أين ؟
جوزيت(أشارت للحمام):- أحتاج للذهاب للحمام سريعا
ميار(اقترب منها بخطوات أخرى حتى احتجزها على جنب السرير ولم يعد لها مهرب):- والآن ؟
جوزيت(تحركت شفتيها بقلة حيلة وهربت بعينيها من تأثيره القاتل عليها):- لو تبتعد أنت تخنقني
ميار(زاد اقترابا ووجدها تتلوى بعذاب كي تهرب من قبضته رغم أنه لم يلمسها بعد):- ماذا تريدين أن تفعلي جوزتي ؟
جوزيت(استقبلت همسته في أذنها بشكل صعَّب عليها أخذ نفس بشكل صحيح):- اكح … أ.. ميااار
ميار(نظر لصدرها الذي كان يعلو ويهبط بسرعة):- نعم ؟
جوزيت(يا لوسامته يا لروعته يا لحنان نظراته وشقاوتها إنه يضعفني لما يفعل بي هذا لما يعذبني لما لماااااا اهئ):- كأن أحدا يناديك
ميار(نظر خلفه بخفة وابتعد عنها):- حقا ؟
جوزيت(وضعت يدها على صدرها وجلست على طرف سريرها وهي تتنفس الصعداء):- أفف
ميار(كان يراقبها من مرآتها وهي تتكلم وتشير من خلف ظهره مثل البلهاء):- جوزيت …
جوزيت(انتفضت بانتباه):- همم ؟
ميار(تقدم صوب منضدتها ومسح على مرآتها وناظرها من هناك):- هل أنتِ حامل ؟
ربما اندثرت هي وأفكارها ومخاوفها لوقت معين قبل أن تستعمل أقصر الطرق للتهرب من الإجابة ، كمثال أن تفتح عينيها وتجد نفسها بحضنه عارية بينما كانت تتفاعل معه في جنون لحظي بلغ منهما ذروة الشغف والاحتياج والعذاب الذي يخلفه بعادهما عن بعضهما ولو لساعات فقط ، والدليل ما حصل يومها فقد عذبته بهجرها ورفضها وبدوره عذبها بقربه واحتوائه … امتص شفتيها قبل أن يرفع بها بخفة فوق حضنه ويلامس خصرها وهي نائمة فوقه
جوزيت(قبلت صدره بوهن):- كيف وصلنا هنا ؟
ميار:- هه أنتِ جذبتني
جوزيت(وضعت رأسها على صدره العاري):- أحبك ميار ..
ميار(لامس ظهرها بحركات دافئة):- معذبتي …
جوزيت(استسلمت لاستكانة لمسته وبكت بصمت):- أتحبني ؟
ميار(قبل شعرها وضمها إليه بقوة):- أحبكِ ..
جوزيت(دكت رأسها في حضنه أكثر وهي تغالب بكاءها):- لما سألتني ما إذا كنت حاملا ؟
ميار:- إياد زرع الفكرة في عقلي ، لكنكِ لستِ كذلك ؟
جوزيت(مسحت دموعها بخفة ورفعت عينيها إليه):- ماذا لو كنت كذلك ماذا سنفعل ؟
ميار(ابتسم بثقة):- سنزيله جوزيت نحن نعرف جيدا أنه لن يعيش في هذا الوسط
جوزيت(رمقت برودة جوابه وشعرت بالصقيع يضرب في صدرها):- ولكن ماذا لو كنت أرغب به ؟
ميار(دفعها من خصرها إلى الأمام حتى وصلت شفتيها لشفتيه):- جوزي … أنا لا أريد خسارتكِ ، أخبرتكِ بوضعكِ الصحي فلا تجبريني على التطرق لأمر سيزعجنا فحسب
جوزيت(قبَّلت شفتيه وأغمضت عينيها):- إنه طفلنا
ميار(انغمس معها في تلك القبلة وهزها إليه):- لما تقتلينني بحلاوتكِ هكذاااا ، أنتِ نااااري
جوزيت(وضعت يديها على جانبي رأسه وامتصت لسانه قبل أن تجيب بصوت متقطع):- ربما لأن حلاوتي تفيض بلمساتك
ميار(ضحك وهو يقلبها على السرير برفق):- حقا … سنرى ذلك
جوزيت(ابتسمت له بصعوبة قبل أن تشهق وهي منسابة في عالمه وهتفت في سرها الباكي):- سامحني يا ميار فهذه آخر مرة سنكون فيها معاااا … لن أسمح لك بقتل ابننا … آآه
تنهيدات الوجع التي كانت تزفرها حسبها تأوهات جنون ومتعة ما عرف أنها تحترق على جمر لمساته وأنفاسه ، ما عرف أنها تودعه بتلك الطريقة ، ما عرف أنها كذبت عليه وأجبرته على نسيان سؤاله حين أزالت فستانها على السرير وأشارت له … نظرة الشوق والشغف التي ارتسمت بين عينيه كانت تقرأها جيدا ولكي تبعد تفكيره عن ذلك السؤال الذي سيهلك قلبها ، آثرت أن تسلمه ما يريده هو وجسمها الخائن الذي يصبح بقربه أخرقا من شدة الضعف والفشل .. ميار لم يدرك ردة فعلها بعد سؤاله ذاك بل حسبها تسخر منه بحركتها تلك وبأن جوابها هو النفي ولا يوجد حمل من غيره ، مع ذلك كرر السؤال ومجددا راوغته وجعلته ينساه منغمسا في ملذاتها التي لا يشبع منها ، والتي تجعله طفلا مدلها في عالم أمه الحنون … كانت تعلم أن تأثيرها عليه كبير وعظيم الشأن وفعلا استغلته لكي تنسيه الفكرة وتمحيها من باله خصوصا بعد أن ضحكت ووافقته على اقتراحه في التخلص من الجنين لو وجد طبعا ، وهذا ما جعله يصدق بأنها حقا ليست بحامل وأن ما حصل معها صبيحة ذلك اليوم جنون عابر وستتخلص منه لكي تفكر مليا بفكرة تحمي جنينها فعليا ولو كان ذلك على حساب صلب روحها واستئصاله من جذورها إزاء ذلك ..
بعد مدة ^^
خرج من الحمام وهو يلف نصف منشفة على خصره بينما كان يجفف شعره بمنشفة أصغر حجما ، كانت هي ما تزال نائمة على السرير ملتفة بالغطاء وتضع يدها على رأسها معانقة الوسادة وتنظر إليه
ميار(خطف قبلة من وجنتها وتوجه للمرآة ليكمل تجفيف شعره):- ألن تنهضي ؟
جوزيت:- جسمي تكسر
ميار(برقت عيناه وغمز لها):- أنتِ تعشقين هذا النوع من التعب
جوزيت(تأوهت بعمق):- كثيراااا
ميار:- سافلة
جوزيت:- مثلك يا أسفل مني
ميار(ضحك بسعادة):- تعلمين أنكِ رددتِ لي روحي حين توقفتِ عن ذلك الجنون
جوزيت(رمشت وحافظت على بسمتها):- أخطأت
ميار(فتح دولابه والتقط قميصا وبنطلونا ورمى المنشفة على جنب):- ما رأيكِ لو نخرج من القصر قليلا أنا وأنتِ فقط ؟
جوزيت:- لست في مزاج طيب للفسحة ، ثم أين القوة التي سأكابر بها حضرتك أهلكتني
ميار(رفع بنطلونه سريعا):- كأنني ألمس نبرة شكوى هنا ؟
جوزيت(عانقت الغطاء وهي تسحبه بقوة لصدرها):- نن مطلقا
ميار:- هيا جوزيت لن تبقي بالفراش اليوم بطوله دعينا ننزل …
جوزيت(رمقته وهو يرتدي القميص بخفة ويرش على جسمه عطره الخاص):- سأشتاق لهذا
ميار:- امم لم أسمعكِ ؟
جوزيت(فتحت ذراعيها له):- تعال لأشم عطرك هيا هيا حبيبي
ميار(ضحك من رغبتها ووضع سريعا العطر على المنضدة وتقدم إليها ليعانقها بحرارة):- هكذا سأتواقح معكِ مجددا لأنكِ جدا مغرية
جوزيت(عانقته بحرارة وهي تشم عطره لعلها تلصقه بصدرها لأطول وقت ممكن):- أنت لي
ميار(عقد حاجبيه واختفت بسمته وعانقها بقوة أكبر):- وأنتِ مني
مسكت وجهه بحنان وقبلت وجنته قبل أن تلوح له كي تغفو ، يعني تحججت بالنوم ليتركها على سجيتها قليلا هنا اطمئن وتركها لوحدها مع دموعها تبكي وتفكر في حل سيجعلها تجد منفذا لها ولطفلها في لاحق الأيام … بعث برسالة نصية لإياد وأخبره أن الأمور حلت بينه وبين جوزيت وكم كانت الفرحة تغمره حين نزل ووجدهم متفرقين في جلسات مختلفة ..ميرنا كانت متكئة على الكنبة وهي تشاهد أحد البرامج في التلفزيون بينما ميسون بجوارها تخطط في كتابها ، وائل يجلس جوار ميرنا ويهمس بخفوت ويتراسل عبر هاتفه في آن الوقت ،أما لورينا وناريانا فقد كانتا على جنب تتحدثان في شؤون تافهة لمرور الوقت ،.. كانت هنالك حقيبة عند باب القصر وعرف أن نادر في صدد المغادرة لكن أين حكيم ؟
ميار:- أين حكيم ؟
ميرنا(التفتت إليه بتلقائية ولمحته وهو بثياب أخرى):- …لارد
وائل(انتبه لنظرتها واستدار إليه):- هو بالمكتب
ميار(أطل على ميسون وقبّل رأسها):- حبيبة عمو ماذا تفعل ؟
ميسون(أغلقت الكتاب كي لا يسترق النظر):- أكتب أشياء سرية
ميار(قبَّل وجنتها وعنقها وأخذ يدغدغها):- طيب خليها سرية ع الكل إلا عن عمك ميار
ميسون:- هههه لاء عنكم جميعا ، ميرنا أوقفيه ههه
ميرنا(وضعت يدها على كتف ميسون):- ارحمها يا مياااار
ميار(نظر لعيون ميرنا وابتسم):- حاضر
ميرنا(اشتمت عطر مستحضرات الحمام ونظرت جانبيا وهي تهدهد ميسون):- تابعي حبيبتي
وائل(أقفل هاتفه واستقام):- ميار لحظة …
ميرنا(استغربت ذلك ولكن آثرت صرف نظرها للتلفاز مع أنه أثار فضولها):- هممم
ميار(انسحب معه قليلا):- خيرا ؟
وائل:- نادر على وشكِ المغادرة ربما لو يرافقه رجالك للمطار سيكون ذلك جيدا
ميار:- في العادة نحن نقوم بذلك ما الذي يقلقك اليوم ؟
وائل:- لست أعرف لكن … مجرد قلق طفيف لو أمكن طبعا ؟
ميار:- أكيد قم بالتصرف إنهم رجالك أيضا ومتاحين لكل واحد منا
وائل(عقد حاجبيه من ردة فعل ميار الحنونة والإيجابية جدا):- تمام … هل تصالحتما ؟
ميار(ابتسم):- هل ذلك بارز لهذه الدرجة ؟
وائل(رفع حاجبيه):- كثيرا حتى
ميار:- تت .. يكفي يكفي من نظراتك تلك قم بما تريده أنسحب أنا
وائل(هز رأسه بهزل):- الله يديمها فرحة
ميار(لم يعرف لما تفاعل مع دعوته ورفع إصبعه بإشارة مساندة):- يا رب .. صبايا ؟
ناريانا:- ميار يا أهلا كنا نلعب بالورق قليلا ، ألم تنزل جوزي ؟
ميار:- نن هي نائمة
لورينا:- هنيئا لها بحبيب حريص مثلك
ميار(رفع حاجبه قبل أن يتحرك):- أمنياتي الطيبة لكِ أخت لورين
ناريانا(بعد ذهابه):- ألا تخجلين ، هذه جملة قذرة المعاني
لورينا(رمت أوراق اللعب بإهمال):- وماذا قلنا لاحتدامكِ ست ناريانا أو لأن نادر مغادر سترمي علينا هموم أوجاعك ؟
ناريانا(ناظرتها بدهشة واستقامت):- يفضل أن أبقي عقلي برأسي فلو طاوعتكِ سنخسر هذه الصداقة المزعومة ،أكملي لوحدك هممم
لورينا:- افف ماذا قلنا لهذه حتى تغضب هكذا ، مخلوقات غريبة
غادرتها ناريانا بتعفف وتوجهت للمطبخ وأخذت تطل مرة بعد مرة على الممر ما ربما يمر نادر وتراه قبل رحيله ، هاااح الحب وداكشي
هنا كان ميار ينظر إليه باستغراب فقد وجد حكيم على اللابتوب وقد برزت من شاشته عدة بيوت مطلة على البحر ..
ميار(فاجأه):- اممم هل تفكر بالسياحة ؟
حكيم(أزال الصفحة):- ممكن
ميار:- تمام لنتكلم جديا ما الذي يجري بينك وبين ميرنا ؟
حكيم(رفع الصفحة من جديد وفتش مرة أخرى):- كل خير
ميار:- هيا لا تكلمني بهذا التعنت ، أعلم أنكم متخاصمين
حكيم(استقر على بيت وأخذ يتفحص صوره الداخلية):- هي أخبرتك ؟
ميار(انتبه لما يفعله):- أجل .. إنها حزينة لذلك
حكيم:- أووه إنها تتلوى حزنا حتى ، بأمارة قهقهاتها التي تصل إلى مسمعي وهي بجوار وائلها
ميار:- وابنتك معهماااا لا تنس ذلك
حكيم(تنهد عميقا وأغلق حاسوبه):- لم يعد هنالك وصل بيني وبينها هذا كله ببساطة
ميار(باندهاش):- أنت …. تبتعد عن ميرنا هه أي كذبة هذه ؟
حكيم(وضع الحاسوب على جنب ووضع يديه بجيبه):- كما سمعت
ميارّ:- مهلا أين تذهب لم نتحدث بعد ..
حكيم:- انتهى الحديث ميار ولا تقحم نفسك في هذه الدائرة كي لا تتوه أكثر ، يكفيك ما فيك
ميار(تشنج من جملة حكيم واتكأ على طرف المكتب):- لست أدري ماذا أقول
حكيم(فتح الباب):- لا ينفع القول بعد الانفصال
ميار(من خلفه نطق):- انفصااااال … ههه هل طلقا سابقا أم أن حكيم فقد ذاكرته ويحسب أنهما يطلقان للتو ؟
حكيم(تقدم ناحية الصالون فاستوقفته لورينا في الركن حيث كانت تجلس):- لا شيء محدد
لورينا:- إذا دعنا نأخذ ميسون ونخرج في جولة ضاق نفسي هنا بالقصر ، وحتى ميسون تحتاج للخروج قليلا منذ مدة لم تغادر حنايا المكان
حكيم(نظر لميسون وقد كانت تفتح كتابها وهي بحجر وائل بينما ميرنا متكئة على كتفه ويقرؤون معها):- اممم ربما فكرتكِ جيدة اصعدي وجهزي نفسكِ
لورينا(استقامت بفرح):- حالا …
حكيم(تقدم صوب الصالون وبحواجب مقطبة):- ميسون
ميسون(انتفضت من حجر وائل وتركت الكتاب لميرنا):- بابا بابا حكيم لقد تفوقت على عمو وائل والله فعلت ههه أنظر لقد …
حكيم(أمسكها قبل أن تعود لتحضر كتابها):-ألا ترغبين بالخروج قليلا من هذا القصر ؟
ميسون(توقفت):- أين نذهب ؟
حكيم:- أين تريدين الذهاب ؟
ميسون:- اممم لا أعرف لكنني أحب مشاهدة عروض الفنانين في المرة السابقة وعدتموني حين ذهبنا لتلك الأوبرا لكن سرعان ما غادرنا
حكيم:- تلك المرة كانت حالة استثنائية لكن بما أنها بقيت في خاطرك سأحققها لكِ ..
ميسون(قفزت بفرح وعانقته):- حقا بابا ياااااي جميل جدا ، ميرنا ستلبسني مثلها ونذهب كلنا
حكيم(نظر لميرنا بطرف عين):- لن تذهب ميرنا
وائل(انتبه لنبرة حديثه ولميرنا التي تشنجت بجواره):- تت …ميرنا لو رغبت كنت سآخذها بنفسي لن ننتظرك سيد حكيم
حكيم(رفع حاجبه بدون مبالاة):- سنذهب أنا وأنتِ وأمكِ لورينا
ميرنا(هنا شعرت بشيء غريب ليست من حق لورينا وليس من حقها أن تكون أمها ويعاملها بتلك الطريقة أو يجعلها تقترب من ميسووون ، لا تدري أصلا ما سبب ضيقها من جملته ولكنها استقامت بعصبية لم تستطع كبتها):- أكيد لست موافقة
حكيم:- أفندم ؟
ميرنا:- كما سمعت دع البنت هنا ولا حاجة لها بمسرح من غيره ، ميسون سأضع لكِ مسرحية على التلفزيون ونشاهدها كلنا
ميسون:- ولكن بابا وعدني و…
حكيم(وضع يديه على كتف ميسون بعناد وتحدي):- أحضري كتابكِ بيبي سأجهزكِ بنفسي
ميرنا(اهتزت شفتيها بقهر ونظرت لميسون التي طأطأت رأسها):- …أنت
وائل(وثب من خلفها ووضع يده على ذراعها كي يوقفها):- تمام ميرنا لا بأس بالأخير هي أمها ولن تؤذيها وحكيم معهما
حكيم(وجعه خاطره لأنها ترضخ لوائل ولدعمه لها ولكن سرعان ما تضخم صدره بالغضب):- ههه مضحك أن تهتما بصغيرة لا تمت لكما بصلة ، إنها ابنتي أنا ولورينا وهي الوحيدة التي تملك حق التدخل فيها ، يعني يا ميرنا لو كانت البنت معظم الوقت بأحضانك فهذا لا يغير شيئا من الحقيقة التي نعرفها جميعا ، أتمنى لكما أمسية سعيدة
ميرنا(اهتزت من ذهابه الجارح ونظرت لوائل):- إنه يفعل ذلك عمدا
وائل:- والسبب ؟
ميرنا(ماذا سأخبرك يا وائل):- لا أدري جن جنونه فجأة مثل جوزيت ربما.. تت
وائل:- أكيد هنالك شيء لا تخبرينني به ميرنا إلى متى ستكتمين ؟
ميار(خرج لينقذها من ضغط وائل):- إنه بسبب لورينا
ميرنا(نظرت لميار كطوق النجاة):- هفف..
ميار(تابع مباشرة):- ميرنا قد طلبت منه أن يتزوجها لأجل ميسون ولكنه رفض
وائل(لم يستطع إخفاء ابتسامته إعجابا بموقفها):- ولما يرفض ؟
ميرنا(أومأت لميار الذي أنقذها حقا من مواجهة مشاعر ضارية هي ليست مستعدة لها):- يقول أن الوقت ما يزال مبكرا وهي ليست أهلا للثقة
وائل:- آه في هذا معه حق كيف سيؤمن على البنت معها .. لكن الفكرة دارجة بعقله صح ؟
ميار(حول عينيه من نار الغيرة وتوجه صوب مشربه):- محتمل …
وائل(همس لميرنا):- طالما هكذا حبيبتي كنتِ أخبريني
ميرنا:- لم أشأ إزعاجك …
نادر(خرج من الرواق):- حسنا ألقاكم بعد يومين يا جماعة .. مع السلامة
وائل(اقترب منه):- سأرافقك للبوابة تروح وترجع بالسلامة ندور
نادر(ربت على كتفه):- تسلملي ولول أين هي ناريانا ؟
ناريانا(خرجت بكوب ماء في يدها لتدلقه خلفه):- هنا هنا أحضرت هذا
نادر:- آآآآخ نسخة ثانية من عمو نزار .. ههه لقد سلمت عليه وتركته يصلي العصر
وائل:- امم انتبه لنفسك
ناريانا:- ههه أجل وكثيرا هاه
نادر:- مع السلامة ميرنا شكرا يا ميار على كرم الضيافة
ميار(أشار له بكأس مشروبه وتقدم صوبهم):- على الرحب والسعة
وائل(جذب حقيبة نادر خلفه ونظر لميرنا):- عائد حبيبتي
ميرنا(لوحت لنادر):- ماشي … باي نادر
نادر(لوح لها وخرج رفقة وائل وناريانا):- باي باي قبلي الصغيرة لأجلي سأحضر لها هدية معي
ميرنا:- ههه أوك
ميار(وثب من خلفها كالصقر بعد ذهابهم):- أنقذتكِ ..
ميرنا(انتفضت بفزع واستدارت إليه بجدعها):- أفزعتني
ميار(شرب من كأسه وهو يضحك):- أنتِ مفزوعة خلقة يا بعدي هه .. لكن موقفكِ صعب عليكِ أن تحلي الأمور مع حكيم لأنني بعمري ما رأيته بهذا العناد الغريب
ميرنا(مسحت على جبينها وجلست=)::- وماذا تقترح يا ميار .. لا أعرف كيف أتصرف معه
ميار(جلس مقابلها وشرب مجددا):- لست أعرف بدوري ما الذي قد يساعدكِ لكن نصيحة مني كي لا تتألمي تجنبيه
ميرنا:- سيأخذ لورينا معه رفقة ميسون إلى دار الأوبرا … فأي جنون هذا ؟
ميار:- في نظري هو يقتص منكِ
ميرنا(زفرت عميقا ومسحت على وجهها):- يعني حضرتي متاحة للإغاظة والأعصاب جميل جميل
ميار(أغمض عينيه وفتحهما بخفة):- أنتِ آفة كل الأكوان …
قبل أن تحلل وتناقش جملته في عقلها كانت ميسون تركض في الدرج والسعادة تغمرها ، بينما لحقها حكيم ببذلة أنيقة ، لتتبعهما لورينا في ثوب راق جدا وإطلالة بهية أنجزتها بشكل سريع كي لا تفلت منها الفرصة .. كل هذا كان لحد الآن حجرا فوق القلب لكن أن تضع تلك الحرباء يدها على كتف حكيم مستندة عليه وتتأبطها هذا ما جعلها تفتح فمها بغيظ
ميار(انتبه لها وآثر إعفاءها من ذلك الوبال):- حكيم .. سيكون فيكو والرجال معكم
حكيم:- أوك … هيا أمسيتكم طيبة
ميسون(ركضت إلى ميرنا وعانقتها):- سأشتاق إليكِ ميرنا ليتكِ تذهبين معنا
حكيم:- ميسووون إن لم تتحركي ذهبنا وتركناكِ
ميسون(قبَّلت وجنة ميرنا):- لا تغضبي سنذهب مرة أخرى معا هكذا أخبرني بابا وهو يلبسني ثوبي
حكيم(إنها تفضحني يا إلهي):- لورينا …
لورينا(أمسكت يد ميسون):- هيا حبيبتي
ميرنا(رمقت نظرة لورينا المنتصرة ورمشت بعينيها لتناظره برفض فما يفعله يؤذيه لا يؤذيها):- تت
وائل(دخل قبل خروجهم):- اممم ذاهبون ؟
ميسون:- أجل عمو وائل سأصور كل شيء وحين أعود سأريكم ما شاهدناه ههه
وائل(مسح على شعرها):- ماشي حلوتي سننتظركِ ..
لم يعد هنالك ما يقال فقد كظمت غيظها بجهد جهيد وتململت محلها لتعدل جلستها ، هنا انسحب ميار وتركها مع وائل لعله يخفف عنها بينما ناريانا دخلت وهي تمسح دمعاتها وتشهق ، ونداء ميار لها جعلها تستجيب مستفهمة لسبب ندائه ..
ميار:- أود تجهيز شيء لجوزيت ؟
ناريانا(ابتلعت ريقها وضحكت ببلاهة):- شيء مثل ماذا يعني ؟
ميار:- لا أدري أعطني أنتِ فكرة عما تحب فعله ؟
ناريانا:- أوك هي تعشق تدليك الحمام وأيضا تحب الاسترخاء تحت ضوء الشمس أو في المسبح أممم تستطيب حصص العناية بالوجه وإزالة الشعر و
ميار:- احم احم … ألا تحب صديقتكِ أي شيء محترم يعني كله سافل ما شاء الله ؟
ناريانا:- هههه يعني … هي تحب التسوق لكن هذا قد تجده غريزة صرع في قلب كل أنثى ، ولكي أكون دقيقة فهي تحب مشاهدة الإبداعات اليدوية
ميار(هنا برقت عيناه):- مثل ماذا ؟
ناريانا:- مثلا تجهيز قوالب الحلوى وتزيينها ، مثلا تحضير ديكورات يدوية منزلية تعشق رؤية مراحلها والوصول للنتيجة ، يعني كل ما يصنع باليد فهو يشد انتباهها
ميار(مرر لسانه حول شفتيه):- أهاااه يعني لو صنعت لأجلها شيئا ستفرح به أكيد ؟
ناريانا:- أكيييد لكن ما الذي تجيد فعله ؟
ميار(ابتسم بحماس):- أشياء عديدة لكن من أهمها هوايتي المفضلة …
تركها مشدوهة محلها وعلامة استفهام كبيرة تقف على رأسها وتوجه لمكتبه بحث عن سكين مسنن في الدرج حيث يملك منه العديد أخرج واحدا منهم وتوجه صوب المستودع ، التقط قطعة بلاستيكية دقيقة الحجم وبدأ ينحتها بتركيز واهتمام والله كنت سأبقى لأعرف ما نوع المجسم الذي سيصنعه لكن ارتأيت متابعة هذا الحديث أولا …
وائل(كان يسير بالرواق):- بمعنى ؟
ميرنا(لحقت به وهي تزم شفتيها):- يا الله .. توقف يا وائل صدقا تعبت من مجاراة كل هذا
وائل(توقف على جنب):- أنتِ تقولين لا تتدخل في أمور تخصني بعائلتي وأنا أيضا أقول لكِ لا تتدخلي فيما يتعلق في خصوصياتي
ميرنا:- خصوصيات هاه ، ماذا قصد كاظم برسالته النصية لك ؟
وائل:- لم يقصد شيئا كان يتحدث عن أمر يخص القضية
ميرنا:- وهل القضية تسمى جي إن ؟؟؟؟
وائل:- ما لا أفهمه كيف خطر ع بالك أنه يتحدث عن امرأة ؟
ميرنا:- طيب من هي جي إن ولما قال بأنه حصل على ملفها كله ؟
وائل:- ربما قصد قضية يعني مش ضروري تكون أنثى
ميرنا(بنبرة تمرد):- ما الذي تخفيه عني وائل ؟
وائل:- جيد أنكِ تشعرين بالفارق بيننا فأنا حين أخفي عنكِ شيئا فإن ذلك يبدو علي ومهما أطلت فإني أخبركِ بكل شيء ، بينما أنتِ بئر وليس له قرار
ميرنا(مسحت بين حاجبيها بصداع وأنزلت كتفيها):- تمام انفعلت قليلا
وائل(أصدر صوت زفرة عميقة وتوقف عند الركن):- اقتربي
ميرنا(هزت كتفيها):- لم أغر عليك فقط أحببت أن أعرف من هي جي إن ، ولكن طالما لا تريد إخباري فسوف أصرف نظري
وائل(بحدة):- اقتربي
ميرنا(بعناد):- يعني حتى لو كان يقصد امرأة فلن أغضب فقط أعطوني فكرة ولا تدعوني كالمهبولة بينكما دون علم ولا خبر
وائل(رفع يده لها):- أوك تعالي هنا
ميرنا(اقتربت منه بدلال وهي تدك قدميها دكا على الأرض):- أنت دوما لا تسعفني حين أسألك تدخلني في متاهات
وائل(شهق بدعابة):- أناااااا ؟
ميرنا(هزت كتفيها بغنج):- أجل أنت أنت ..
وائل:- ههه طيب يا مدللة لن أنكر أنني تعمدت إثارة غيرتك بهذه الرسالة النصية خاصة كاظم ، لكن الموضوع أبعد مما تظنين في الوقت المناسب سأخبركِ بكل شيء
ميرنا(وضعت يديها خلف ظهرها):- وائل
وائل(بسط ذراعيه لها):- يا نبض وائل
ميرنا(ارتمت في حضنه وعانقته بحرارة):- أكره رؤيتك أو سماع اسمك مع امرأة أخرى ، لذلك يجن جنوني فاعذرني
وائل:- آآآخ لو تعرفين كم يزعجني ذلك يا عمري في حالتكِ أنتِ أقصد حالااااات حضرتك
ميرنا:- ههه ولووو أنا ميرنا الراجي
وائل:- الله الله ما شاء الله على التواضع
ميرنا(قبلت لحيته):- وائل رشوان لميرنا فحسب
وائل(ناظرها بعشق):- وميرنا الراجي لوائل فحسب
ابتسمت له وضمته من جديد وهي تزرعه في قلبها كشتلة الأحلام التي تسرقها من عالم الواقع وتسكنها بين ربوع السعادة ، على الأقل برهة من الزمن فقد افتقدت وجود ميسون وكأن شيئا ما انتقص من محيطها وهي الآن تشعر بالفراغ … صعدت لغرفتها قليلا لتبدل ثيابها فقد قررت أن تلعب التنس مع وائل في غرفة اللعب بل تحداها لأجل ذلك ، وحتى هو ذهب ليبدل ثيابه لكن استوقفه نحيب قادم من غرفة جوزيت في البداية قرر عدم التركيز فيه كثيرا ومتابعة طريقه ، لكن ما استطاع ذلك .. طرق الباب لحظة ولم يسمع جوابا لذلك فتحه بهدوء
وائل:- جوزيت … هذا أنا وائل أيمكنني الدخول قليلا ؟
جوزيت:- لاء اهئئئ
وائل:- امم يعني أتفضل مشكورة جوزي ..لكن ماذا بكِ ألم تتصالحي مع ميار لما هذا النحيب ؟
جوزيت:- أغلق الباب خلفك
وائل:- طبعا لن تجني مثل المرة الفائتة بصعوبة تحررنا من اتهام ميرنا وميار
جوزيت(نهضت من فراشها بثقل وجلست على طرف السرير بقميص النوم وشعرها تشعث وكأن عاصفة مرت به):- أقفله رجاء
وائل:- تت طيب على راحتك ها هو ذا أقفلناه
جوزيت(نظرت إليه):- هل كان صوتي مرتفعا ؟
وائل(حمل رداء الفستان وأعطاه لها كي ترتده):- البسي هذا ..
جوزيت(ضحكت بسخرية):- أتخشاني يعني ؟
وائل(جلس مقابلها على الكرسي):- أخشى أخذ نظرة مسيئة لكلينا لذلك ارتدي الرداء
جوزيت(ارتدته فعلا وتأففت):- أنا تعيسة
وائل:- تعيسة ؟؟ هه كيف تكونين تعيسة وأنتِ …
جوزيت:- لا يغرنك منظري ولا ضحكتي وابتسامتي فقلبي يبكي دما وأنا أكتمه في صميمي لعلني أهتدي لحل يريحني
وائل(باهتمام):- طيب أخبريني ماذا هناك كي أساعدكِ
جوزيت(استقامت بتعب):- لا يسعك مساعدتي لا أنت ولا غيرك
وائل(رأف لحالها):- من الواضح أن همومكِ كبيرة ، أفضي لي بما يتعبكِ جوزي يعني لو كنتِ تثقين بوائل
جوزيت(استدارت إليه واقتربت منه لتجلس مقابله على الكرسي):- همي كبير مثلما قلت اهئ أنا أموووت يا وائل قلبي يحترق فؤادي يتمزق وحياتي تزداد إرهاقا وتعقيداااا
وائل(مط شفتيه):- هوني عليكِ كل العراقيل لها حلول
جوزيت(بحرقة):- اهئ إلا مشكلتي فليس لها أي حل ، لو لو ساءت الأمور سوف أقتل نفسي
وائل(بفزع عليها أمسك يدها):- شتتت جوزيت لا تتفوهي بهذا الهبل ، أنتِ امرأة قوية وقلبكِ حنون لذلك يعني مهما كانت مشكلتكِ مع ميار فقد تتجاوزينها شيئا فشيئا .. شوفي كي أبسطها لكِ فأنتِ غبتِ عن ميار سنينا كثيرة وحين عدتِ وجدته قد تغير ولم يعد ميار الذي عرفته في صباكِ ، وهذا أمر طبيعي أنتِ أيضا تغير فيكِ الكثير
جوزيت:- عدا عن عشقي له ، ففي كل يوم كنت أستيقظ على عشقه وأنام على صورة حبه في قلبي ، كنت أعيش أيامي به لكن هو .. سرعان ما وجد البديلة عني
وائل:- أوك سنفترض أن ذلك وارد أيضا ولكنه توقف يا جوزيت ، أزال عنه ذلك السراب لأجل راحتكِ وحماية عشقكما
جوزيت:- أثق بأنه فعل ذلك حقا ، ولكن مشكلتي ليست مقتصرة على هذاااا
وائل:- وعلى ماذااا .. يا جوزيت لا تتكتمي أخبريني ما الذي يجري معكِ ،، ربما أستطيع مساعدتكِ ربما أنا فقط من يستطيع ذلك لا ميار ولا حكيم ولا حتى ميرنا أو ناريانا ستتمكَّن من حل مشكلتك
جوزيت(برقت عيناها فيه ولمعت ببالها فكرة جهنمية):- هي لو دققنا فأنت وحدك من يستطيع
وائل(ابتسم لها بمساندة):- أرأيتِ .. هيا يا عزيزتي أخبريني
جوزيت(امتصت شفتيها وقبل أن تمسح دموعها نهضت من محلها):- ولكن هذا غير منصف
وائل(نهض من خلفها):- أنظري إلي … أنا وائل صحيح لم تستلطفيني بداية لكن عاشرنا بعضا طوال هذه المدة أكيد عرفتِ من أكون
جوزيت(تراجعت للخلف وهي تتهرب):- لالا هذا لن يكون منصفا ولن أتمكن من كسر فرحتك
وائل(عقد حاجبيه بعدم فهم):- هل هنالك شيء يتعلق بميرنا أو ميار ؟
جوزيت:- لاء فهذا يتعلق بي أنا … اهئ أرجوك لا تكن حنونا معي غادر غرفتي لو سمحت غادر
وائل(عرف أنها تعاني من وجع عميق لذلك مط شفتيه بقلة حيلة):- لن أضغط عليكِ
جوزيت(ولت ظهرها وهي تهتز بحرقة حتى انحنت بتعب متمسكة بطرف السرير):- أشعر بالتعب
وائل(أسندها بلهفة):- رويدكِ جوزي .. أنتِ ترهقين نفسكِ بهذه الضغوطات و
جوزيت(ارتخت عضلاتها أكثر حين سقطت على السرير):- وائل …أمسكني
وائل(بسرعة أمسكها ووضعها على السرير بخوف):- بما تشعرين أجيبيني ؟؟؟
جوزيت(أخذت تتنفس باختناق وبنظرة ضبابية):- كأن روحي تسحب مني …هففف هففف
وائل(تحسس حرارتها):- حرارتكِ مخفضة و ….
ميار(فتح الباب):- بيبي ….
وائل(كان واضعا يده تحت رأسها ويحاول أن يبقيها مستقيمة):- …جوزيت
ميار(صدم من ذلك المنظر وخطف قلبه منه):- ما الذي تفعله بغرفتها ؟
وائل(مسح على شعرها):- إنها ليست بخير
ميار(اقترب منها بلهفة بل سارع خطاه حتى انحنى لوجهها):- جوزي … جوزي حبيبتي ما بكِ ؟
جوزيت(فتحت عينيها ونظرت لميار):- ربما فقدت توازني لأنني لم أتناول شيئا .. ..
وائل(تركها لقبضة ميار ومسح على فكه):- ربما علينا استدعاء طبيب
جوزيت(فتحت عينيها بصعوبة):- لالا … أريد أكلا سأكون بخير في كل مرة يحصل هذا لا تقلقوا
ميار(احتضنها بخوف):- آذيتكِ صغيرتي ؟
جوزيت(نظرت إليه ودمعت بحرقة):- ..اهئئئ تؤ …
ميرنا(دفعت الباب برفق وأطلت عليهم):- ماذا يحدث هنا ؟
وائل(زفر عميقا واستقام):- سلامتك جوزي سوف أطلب من عمو نزار إحضار بعض الطعام لكِ
ميرنا(بقلق):- ما بها جوزيت ؟
وائل(اقترب من ميرنا):- لا نعرف
ميار(هزها في حضنه):ّ-بيبي افتحي عينيكِ ولا تفقدي وعيكِ … سوف تكونين بخير
ميرنا(اقتربت بحرص):- جوزي .. ربما ناريانا تساعدها أين هي ؟
وائل:- كانت بالمطبخ آخر مرة
ميرنا(انتبهت للهفة ميار وهو يحتضن جوزيت بخوف):- سأناديها ..
ميار:- حين وجدتها على ذا الحال كان عليك أن تنادينا يا وائل ؟
ميرنا(توقفت):- هل أنت من وجدها هكذااا ؟
ميار:- أجل وجدته معها حين دخلت الغرفة
ميرنا(عقدت حاجبيها):- تعال معي …
وائل(زفر عميقا ولحقها):- أهذا وقته ميرنا جديا البنت ليست بخير ؟
ميرنا(جذبت الباب خلفهما وأمسكته من يده سحبته معها تجاه الرواق):- أعرف أنها ليست بخير وقلبي يؤلمني على منظرها ، لكنني بحاجة لأن أفهم ما الذي كنت تفعله بغرفتها ؟
وائل:- آخ منكِ آخ … أخبرتكِ لقد كانت ..
ناريانا(صعدت ركضا):- ما بالها جوزيت ؟؟؟؟؟؟
ميرنا:- وكيف عرفتِ أنها ليست بخير ؟
ناريانا:- يعني هذا صحيح ، يا إلهي جووووزيت حبيبتي
وائل(أغمض عينيه ولحق بناريانا لكنها أمسكت بيده):- ميرناااا ؟؟؟
ميرنا:- سنتحدث لاحقا في هذا هممم
وائل(رفع يديه من حالها المريب):- أستغفر الله العظيم …
سرعان ما احتوت ناريانا الوضع ، فقد أخرجتهم من الغرفة بحجة استحمامها فربما ذلك يريحها قليلا من الضيق الذي تشعر به ، وعدتهم بأنها ستكون بخير فقط ليمهلوها بعض الوقت ، ميار لم يقتنع لكن وائل وميرنا آثرا أن ينسحبا لإعطائها ذلك المجال بغية الوصول للنتيجة المرجوة ، أما ميار فقد انسحب ولكن لكي ينهي ما كان يصنعه في غرفة مكتبه ، فقد صعد قبل قليل ليتفقدها ما إذا كانت مستيقظة ليطلب منها النزول في الوقت المحدد كي يفاجأ بتواجد وائل رشوان على رأسها ، وهذا ما استوقفه عن عمله
ميار:- ما الذي كان يفعله بغرفتهاااا من أصله ؟
ميرنا(كتفت يديها وجلست على الكرسي):- حتى لو فأن تقتحم غرفتها هذا أمر غير مقبول
وائل:- يا الله طيب أنتِ ماذا عنكِ تقتحمين غرفهم ولا أتفوه بحرف
ميرنا:- أنا وضعي مختلف هم عائلتي
وائل:- وكلاهما يعشقكِ فاخرسي أحسن لكِ ..
ميرنا(حركت فكها بغيظ):- مزاعمك واهية
وائل:- ها ها إنها حقيقة يا عمري ..
ميرنا(حكت شفتها وأشاحت ببصرها):- مع ذلك لا تدخل غرف البنات بدوني
وائل(هز رأسه بدون فائدة من غيرتها لذلك توقف عن مسيره وتوجه إليها ، عانقها من الخلف وأمسك يديها اللتين كانتا على الطاولة):- حبيبي الغيران
ميرنا(رفعت عينيها إليه بعد أن أطلت عليه):- إذا لم أغر عليك على من سأغار يعني
وائل(قبَّل حاجبها):- ههه لكنكِ تبالغين هاه سأحاسبكِ مثلما تفعلين من الآن فصاعدا
ميرنا:- حاسبني أجل .. المهم ألا أراك مع غيري تحت أي ظرف كان
وائل:- حاضر يا ستي أي أوامر أخرى ؟
ميرنا(ابتسمت بتفكير):- أجل اهمس لي بأنك تعشقني ؟
وائل(همس في أذنها وهو يضغط على أنفها بمزاح):- أذوب فيكِ ….
ميرنا(صعدت معها حرارة غير متوقعة):- تمام لم أتوقع هذا هه
وائل(تابع بنفس النبرة):- وأشتهيكِ …
ميرنا(ارتبكت وعضعضت شفتيها وهي تبعد عينيها في كل اتجاه بلوعة):- ههه أنا لست طعاما
وائل:- أنتِ قُوت روحي وأنفاسي ونبضاتي
ميرنا:- كم باقي عل زواجنا ؟
وائل(لمعت عيناه ولعب بشعرها):- يروق لي شعركِ حين ترفعينه هكذا في ذيل حصان
ميرنا(لعبت معه في ذيل شعرها):- ههه سوف أبسطه ضدا فيك هع
وائل:- مهبولتي أنا … يا ستي اممم دعيني أحسب هذا الشهر والشهر المقبل وبعده اممم عدة أشهر يا عمري يعني تبدو كثيرة ولكنها ستمضي
ميرنا:- ستمضي وأنت معي ولي وبقربي
وائل:- ههه آه يا قطعة مني لالا يا كلي أناااااا
ميار(خرج من مكتبه وهو ينظر لساعته):- بففف تأخرتا ؟
ميرنا(انزاحت قليلا من ملمس وائل على خدودها):- سينزلان بعد قليل
ميار(رمقهما بحدة وعاد أدراجه):- أوك سأنتظر في مكتبي أحسن لي
وائل(خطف قبلة من شفتها حتى ضحكت فزعا):- ههه
ميرنا:- مجنوووون .. ههه
ميار(نظر لمرآة الزاوية ورمق ابتسامتها وأكمل طريقه وهو يعقد حاجبيه):- جيد يا ميار
في غرفة جوزيت
ناريانا:- هذه الفكرة التي خطرت على بالكِ خطيرة يا جوزيت ، ستخربين توازن العائلة كلها هكذا ؟
جوزيت:- أخبريني ماذا أفعل أعطيني حلا ، حاولت الهرب والتملص من ميار وجدته يحتجزني في سجن قلبي الذي يعبده ، وحتى لو هربنا أنا وأنتِ رجاله سيجلبوننا في وقت وجيز مثلما حصل المرة الماضية ، وغير هذا إلى أين سنذهب فميار سيضيق علينا المعيشة ولن يتبقى لنا مفرا سوى غضنفر
ناريانا:- هئئئئ سيذبحكِ ميار لو فعلتها اللهم وائل ولا غضنفر
جوزيت(بحزن):- لكنني سأكسر قلب ميرنا
ناريانا:- ولكنها ستتفهم حين تنقشع غيمة المخاطر وستقدر قيمة هذه التضحية
جوزيت:- في نظركِ هل سيوافق وائل ؟
ناريانا:- مستحيل إنه يتنفس بميرنا لن يفعل ذلك إلا إذا وضعناه أمام الأمر الواقع
جوزيت:- بمعنى ؟
ناريانا:- سنبدأ التخطيط من اللحظة وجيد أن ميار دخل ووجده معكِ بالغرفة ، اسمعيني جيدا سنزرع الشك في عقل ميار حيالكِ وحيال وائل ، سنزيد بعض الجرعات ولما تحين اللحظة الحاسمة سوف
جوزيت(أشارت لها):- توقفي توقفي لا أريد أن أسمع
ناريانا(رمت بها في حضنها):- آه يا كبدي أنا وعلى دموعكِ الغالية
جوزيت:- جدي لي حلا أنقذي طفلي لا يهمني ما الثمن الذي سأدفعه لقاء ذلك لكن … ساعديني ريانا أنتِ وحدكِ من ستفعل ..
ناريانا(عزمت على ذلك):- سأفكر يا روحي لكن الآن عليكِ أن تستقوي بنفسكِ لننزل فميار يجهز لأجلكِ شيئا جميلا ثم الجميع قلق عليكِ ويجب أن تكوني أقوى لأجل القادم
جوزيت:- دعيني أغسل وجهي
مطت ناريانا شفتيها بحزن وحسرة على صديقتها ، وأيضا خوفا وحيرة مما سيحدث إن طبقتا الفكرة التي جالت بعقل جوزيت فهذا بحد ذاته لعب بعداد الموت ، فميار لن يسكت وهما ستقامران بحياة شخصين بل ثلاثة إذا ما تم كشف هذه اللعبة التي ستزعزع ذلك الاستقرار الذي بصعوبة يحاولون الحفاظ عليه … نزلتا معا وقد استعادت جوزيت نفسها حين أخذت تفكر مع ناريانا في الخطة التي ستجعلهما تنجوان بسلامة الطفل ..
ميار:- افتحي عينيكِ الآن ؟
جوزيت(ابتسمت حين أبعد يديه عن عينيها):- هه ماذا اخترعت لأجلي ؟
ميار(ابتسم وابتعد ليشير إليها):- أنظري
فتحت عينيها بدهشة حين رأت ما صنعه لأجلها ، لم تشعر إلا والدموع تتسرب لعينيها ، عانقته بحرارة وناظرت المجسم من جديد بحب وإعجاب ، فقد كان عبارة عن بيت ذو طابقين وقبة ثلاثية بها مدخنة وهنالك نوافذ للبيت وباب جانبية أيضا … هذا المجسم كانت تحلم به في طفولتها كانت ترغب بالحصول على لعبة على شكل بيت الدمى ويكون صغيرا يناسب دماها لكنها لم تحصل عليه ، وحين جمع بعض المال من عمله عند العم نجمي وأراد إهداءه لها في عيد ميلادها الأخير فقدها كليا .. عادت وعانقته وتوجهت للمجسم ولامسته بيديها حضنته وأخذت تطل من نوافذه بجنون المتعة
جوزيت:- ههههه كيف صنعته ومتى صنعته ؟
ميار:- يعني تطلب مني ساعتي تجهيز لكن لا بأس حبيبتي ، يكفيني أنه أعجبكِ ؟
جوزيت(حملته من محله وخرجت به من المكتب):- ههه لم يعجبني بل أخذ عقلي ههه أنظروا أنظروا ماذا صنع ميار لأجلي ؟
ناريانا:- له له ما هذا يا سيد ميار ما عرفناك فنان
ميار(تبع جوزيت ويديه بجيوبه):- يعني بعض من مواهبنا الخفية
وائل:- واو أنت تملك حس الهندسة في عروقك هنيئا لكِ جوزيت
جوزيت(نظرت إليه وابتسمت):- شكرا عزيزي وائل فرحت أنه أعجبك أيضا … ميرنا ؟
ميرنا(ابتسمت أيضا):- راقني هذا المجسم فعلا ميار يتمتع بموهبة فريدة قد اطلعت على مصنوعاته في ورشة عمله بالعرين ، وما صنعه اليوم كان الأجمل
ميار(انتبه لنبرة صوتها التي انخفضت بالأخير):- ههه هل شعرتِ بالغيرة لو كذلك صنعت لأجلكِ مجسم مكتب لو أحببتِ
ميرنا:- ههه لا بل سعيدة لأجل جوزيت ، أكيد ميسون ستطالبك بشيء لها
جوزيت:- طبعا هذا لي ولن يأخذه أحد غيري سأضعه بعيوني هه حبيبي يا أنا
ميار(استقبل قبلتها على خده):- عمري …
نزار:- العشااااء
ناريانا(توجهت إليه سريعا ودفعت العربة التي كان يجرها):- دعني أساعدك
نزار(رغم أنه يمقته لكنه فكر فيه تبارك الله على السي نزار ههه):- ذلك الباب غائب طوال اليوم ألن يعود للبيت ؟
وائل:- فعلا كاظم اختفى اليوم بطوله سأتصل به الآن …
ميرنا(نظرت للساعة):- حتى حكيم تأخر ؟
ناريانا:- هووه طالما ذهبت معه لورينا لن يعودا إلا بعد منتصف الليل
ميرنا(رمقت تنبيه ميار بعينيه):- قلقي على ميسون يعني مش همي هو أو لورين
جوزيت(وضعت المجسم على طاولة ديكورات جانبية):- بعد تناول العشاء سأحمله لغرفتنا
ميار(جذب كرسيه وجلس في المقدمة):- افعلي ما تحبين
وائل(حاول الوصول لرقم كاظم لكن بدون فائدة):- إنه لا يجيب
ناريانا:- تمام سنترك له حصته من العشاء ، هيا يا جماعة تفضلوا لأمكنتكم جوزيت أنتِ اجلسي أيضا ما زلتِ متعبة
جوزيت(جذبت كرسيها وأشارت لوائل):- مكانك هنا بجانبي طالما ناريانا ستأخذ دور الطباخ
وائل(جلس جوار ميرنا):- ههه لأبقى هنا فناريانا ستقتلني لو أخذت محلها أعرفها حين تجن
جوزيت(ابتسمت من إخلاصه):- مرحى لكِ ميرنا بحريص مثله
ميرنا(تنهدت بحنان وهي تنظر إليه):- طبعا فهذا محله دوما بجواري …
ميار(نظر لصحنه وأردف):- من الجميل تناول العشاء في جو هادئ كهذا ، صحيح ينقصنا بعض الأفراد لكن يلا … سنجعله يستحق
صبت ناريانا لهم من الحساء الذي أعده العم نزار لأجلهم ، وفرقت الأكلات المتنوعة على أطباقهم أيضا وجلست بجوار جوزيت وأخذت تعطيها وتقطع لها ما تتناوله ، اهتمامها بها كان باديا ولكنهم اعتبروه جميعا من منبع الصداقة ، إلا ميرنا التي كانت تدقق النظر فيهما فقد فهمت أن ناريانا على علم بحمل جوزيت الذي ما زالت تخفيه وما زالت بدورها لا تعرف متى ستواجهها به …
تم العشاء بشكل عادي أقرب للمرح فقد كانت العلاقة بين ميرنا ووائل هادئة ومليئة بنظرات العشق ، أما نظرات جوزيت وميار فقد كانت كل شغف ولوعة ، أما ناريانا فقد كانت بين البينين والشوق فيها غالب على أنفاسها …. هكذا إلى أن مضى الوقت وأخذوا يتناولون التحلية في وضع يسوده الهدوء يعني الهدوووء الذي يسبق العاصفة …
لورينا(دفعت الباب ودخلت بعصبية):- إياك وأن تجعلني عرضة لأفكارك الغريبة مجددا ، ثم محاولتك في تحسين الصورة بعدما حصل بيننا ليلة أمس بعد منتصف الليل لم ترق لي إطلاقا فقد خربتها إذن افرح
حكيم(دخل من خلفها وهو يحمل ميسون على كتفه وقد كانت نائمة):- لن أرد عليكِ
لورينا:- طلبت منك البقاء فقط لبرهة ، طلبت منك فقط أن تمثل دورا لأجلي أمام صديقتي وحبيبها أين الصعب في أن تلتزم الصمت وتجاريني في كذبتي ، يعني استخسرت فيني حتى كذبة يا حكيم بل صدحت أنك لا تفكر حتى بالارتباط بي وأن علاقتنا هكذا لطيفة ، عن أي لطافة تتحدث عنها وأنت لا تفلت فرصة في إيلامي هاااااه … ولكن ماذا أعاتب فأنت عنيد ورفضت حتى ادعاءأن تخون ذكراااها يا أخي افهم افهم أساسااااااااااا أنت مش في بالها
حكيم(وضع ميسون على الكنبة ومسح على شعرها بحنان):- لن تستشيطي غضبي لأنني لا أريد الانفعال والبنت نائمة
لورينا(رمت حقيبتها أرضا وضربت برجلها):- أنت مستفز كائن غريب ، وعقلية الستينات التي تتمتع بها لن تجديك نفعا في زمن لا يعترف إلا بالأنانية
حكيم(استدار للخلف وانتبه لهم على طاولة الطعام وقد كانت أعينهم مصوبة نحوهما):- عمتم مساء
لورينا(رمقت ميرنا بلؤم وتقدمت إليها):-أتعلمين بأنني سأكرهكِ حتى أموت ، أنتِ سبب تعاستي أنتِ امرأة لعوب أحتقركِ وأتمنى لكِ البؤس طوال حيااااااتك
حكيم(هنا تدخل وأمسكها من يدها بقوة وجذبها خلفه):- ابتعدي عنها ولا شأن لكِ بها ، وقبل هذا اعتذري منها
لورينا(اهتزت عيناها بدموع):- أتذلني لأجلهااا أيضا ؟
وائل(استقام وأمسك يد ميرنا):- تعالي ميرنا لن نشاهد هذه التراجيديا المقيتة
ميرنا(كانت ترتجف بصدمة من موقف لورين):-….لارد
ميار:- حكيم أوقف مهزلة هذه الآن …
جوزيت(رفعت حاجبها ونظرت لناريانا):- ما كان عليك اصطحابها معك فهذه الأنواع لا تعرف ما معنى الرفاهية حتى لو ولدت في قصر تبقى جذورها تافهة
لورينا:- لا أسمح لكِ بأن تسممي مسمعي بمسقط رأسي يا هذه ، على الأقل أنا قد حظيت بأم حتى لو كانت الشر بعينه ماذا عنكِ ؟ ؟ ؟؟؟
ميار(هنا استقام بعصبية):- لا أسمح لكِ … حكيم إن لم تلجمها سأفعل أنا
جوزيت(اغرورقت عيناها بدموع لكنها لم تبكي):- صدقيني لورينا أنتِ لن تصبحي من هذه العائلة مهما فعلتِ ، وحتى لو أصيب ابن عمي بارتجاج في المخ وقرر الارتباط بكِ أقسم لكِ بأنه لن يحصل .. ناريانا دعينا نصعد لفوق فالجو هنا ازداد وساخة
ناريانا:- افف ثورة غضبكِ ستجركِ للمتاعب مجرد نصيحة ..توقفي
لورينا(ضربت الأطباق بغضب):- لا شأن لكم بييييييييييييي
ميسون(انتفضت بهلع):- بابا بابااااااا
حكيم(زم شفتيه ووضع يديه على جنبه):- أرأيتِ ما فعلته ؟؟؟
ميرنا(زمت شفتيها ونظرت لحكيم بحزن):- كل هذا بسببك
حكيم(برقت عيناه بشراسة وهو يرمقها تتقدم نحو ميسون):- أجل ففي النهاية كله يأتي على عاتقي
وائل(حمل الصغيرة بين يديه):- شتت لم يحدث شيء ميسونتي سنصعد للنوم
ميسون(تشبثت به وأغلقت عينيها):- امم
ميرنا(لحقت به لكن بعد أن رمت نظرة قاسية صوب حكيم تعني أنت من بدأ):- يا خسارة
ميار(بعد ذهاب الجميع أمسكها من يدها وأجلسها بعنف على الكرسي لم يجلسها في الحقيقة دفعها بغضب عليه):- هل يبدو لكِ أننا مهتمون بنزعات قلبكِ المجنون لكي تدخلي بهذا الشكل البدائي وتتهجمي علينا ؟
حكيم:- أنا لم أرغب برفع يدي عليكِ مجددا يا لورينا لكنكِ تزيدين الطين بلة في كل مرة ، أنتِ لا تساعدين بل في كل لحظة تخلقين المشاكل وهذا كثير علينا تحمله
لورينا:- هيا قلها قل بأنك سترمي بي خارج هذا القصر لأنك تعبت مني اهئ .. لقد أحببتك يا رجل أحببتك فما ذنبي أن تذلني بهذاااا الحب ؟
حكيم(هدر فيها):- لأنني لا أحبكِ ولن أحبكِ افهمييييييها وكفى من مشاكلكِ قد ضجرت وسئمت ، أنا أتحملكِ لأجل ميسون فقط لأجل حمايتكِ فقط لأجل مصلحة الكل ، لكن إن لاحظت أنكِ قد خرجتِ عن قوانين هذه العائلة فسوف أتصرف بشكل لن يعجبكِ
لورينا(زمت شفتيها ونظرت للأرض):- ميار أرجوك قل كلمة الحق لو سمحت ، لقد رجوته ألا يخجلني أمام صديقتي ولكنه تعمد ذلك وأهانني أمامها وأمام حبيبها وغدا سأصبح على كل فاه قذر أنا وكذبتي فهل هذا يليق ؟ لم أطلب منه أن يضحي لأجلي بشيء عظيم لن يتمكن من إنجازه بل كانت كذبة تحافظ على سمعتي التي صارت الآن علكة على كل لسان
حكيم:- هههه ميار أنت طبعا لن تقتنع بهذا العبط صح ؟
ميار(كتف يديه):- للحقيقة يا ابن خالي انجرفت حتما مع تمثيلها .. ههه حبيبتي لورينا يعني تعلمين أننا حريصون على الهرب ممن يترصدون الإيقاع بنا ، إذن حكيم لن يغامر ويأخذكِ لمطعم معروف بل سيحافظ على سرية الأمكنة ، فكيف وصلت صديقتكِ للمطعم الذي اختاره حكيم دون معرفتك يعني هل كانت مصادفة أم أنكِ طلبتِ منها المجيء لتقدم على تلك التمثيلية ويتسرب خبر خطوبتكِ من حكيم لتضعينه أمام الأمر الواقع ؟
لورينا(هنا فتحت عينيها بصدمة):- مم .. ماذا تقول ؟
حكيم:- في المرة المقبلة حين تفكرين باختراع كذبة احبكيها جيدا على الأقل … كنت أعرف أنكِ بعثتِ لها رسالة وأنتِ معي بدار الأوبرا ، حسبتِ أنني لن أفهم ما الذي ستفعلينه تركتكِ لحين أخذتِ ميسون للحمام وأخذت هاتفكِ دخلته بكلمتكِ السرية المتوقعة باسمي وقرأت ما يجب قراءته يعني ؟؟؟؟ تمثيليتكِ انعكست عليكِ روحي
ميار:- هههه توقعاتي كانت صائبة يا عيني أفكر بإنشاء برنامج للتوقعات ما ربما حصدت أعلى نسبة مشاهدة هذا الصيف
حكيم(رمقه وهو يتراجع صوب مشربه وجلس على الكرسي بوهن):- إلى أين ترغبين بالوصول ؟ كذبتكِ وتغاضيت عنها والحمدلله لم تكن أمكِ لنا بالمرصاد بعد اتصالكِ الغير مسئول بصديقتكِ لأجل الإيقاع بي ، غير ذلك تعلمين وجيدا جدا أنني لن أكون لكِ فلما تتعبين نفسكِ لوري ؟
لورينا(انفجرت ببكاء فقد كشفت لعبتها):- أنا غبية أليس كذلك ؟
حكيم(أشفق على حالها ولكنها تتعمد إخراجه عن طوره):- شوفي لورين .. أنتِ تملكين مكانة طيبة بقلبي أخشى عليكِ وأدين لكِ برعاية ابنتي هذه السنوات لذلك لم أكن قليل أصل معكِ ، فتحت لكِ بيتي وأسرتي وجعلتكِ منها لعلكِ تشعرين بالانتماء الذي افتقدته بقصر أمك ، وعدتكِ أن أفتح لكِ دار أزياء بالوطن لكي تبدئي من هناك مجددا فهنا لن تدعكِ أمكِ وشأنك ، وعدتكِ أن تبقي تحت كنفي ووصايتي كي تأتمني على حياتكِ بيننا وكل هذا في سبيل تعويضكِ عما عشته من جحيم سابق … لكنكِ يا لورينا دوما ما تخذلينني أنتِ لا تساعدينني بل تزيدين الأمور سوءا لو بقيتِ هكذا فسنصل لطريق مسدود
لورينا(بخوف):- هل تتخلى عني ؟؟؟؟
ميار(ضحك وهو يشرب من كأسه متقدما نحوهم):- الست ما زالت تنوي البقاء بيننا بعد كل هذا اللف والدوران ، كوكو مرحبا نحن لا نثق بالخائنين والناس المتلاعبة
لورينا(بجزع نظرت لحكيم ونزلت أرضا على ركبتيها وأمسكت يديه بلهفة):- أرجوك حكيم هذه ستكون آخر مرة أخدعك فيها ، سامحني أرجوك لا ترمني خارج حياتك فلا مكان لي لألجأ إليه ، أرجوك والله لن أعيدها فقط اغفر لي
حكيم(سحب يديه واتكأ على الكرسي بأريحية):- وما الذي سيضمن لي أنكِ لن تفقدي صوابكِ مجددا وتكرري ما فعلته وتهيني ميرنا وتسيئي لجوزيت وتنتقصي من ناريانا وتستفزي البقية ؟
لورينا(عضت شفتيها):- سأضع ملصقا على فمي لو أردت سوف أبقى بغرفتي ولن أختلط بأحد ، سأعتذر من ميرنا أمامكم ومن جوزيت حتى لكن لا ترميني اهئئئ أبقني بقربك فحبي لك يعيش على رؤيتك فحسب وهذا سيكفيني رغما عني سأجعله يكفيني …
ميار(أعطاه الكأس ووضع يده على حافة كرسي حكيم):- من جهتي لن أثق بكِ حتى لو صعدتِ للسماء ورجعتِ ،قد غسلت يدي منكِ لورينا هانم
حكيم(شرب ما بالكأس ووضعه بعنف على الطاولة):- ستكون فرصة أخيرة
ميار(هزه):- له له هل ستفعلها حقا وتستمع لهذه المخبولة ؟
لورينا(بعيون ذابلة):- سأكون شخصا مختلفا شخصا كما تريده أن يكون ،جمادا حتى
ميار(زاد الفحم لإرعابها أكثر لعلها تهاب):- إنها تسخر منك وتتلاعب بعقلك أنا لو منك أرمي بها خارجا والآن حتى
حكيم(نظر لميار):- تبقى أم ابنتي ..
ميار(هنا ضحك هازئا ورفع يديه):- هذه إشارتي كي أنسحب حلوها بمعرفتكما
لورينا:- أحقا سامحتني ؟
حكيم(انتبه لذهاب ميار):- لن أفعل ولكنني سوف أمهلكِ فرصة أخيرة لورينا لو خذلتني مجددا لو خنتِ جزء الثقة الذي سأهبه لكِ ستجدين نفسكِ في مشكلة
لورينا(قبلت يديه وانهارت بكاء عليهما واضعة رأسها على ركبتيه):- أحببتك يا حكيم أحببتك وحبك يذلني وأنا أرضى بهذا الخضوووع
حكيم(سحب يديه مجددا واستقام):- أعوذ بالله أبدا ما أريد استعبادكِ يا لورين ، أنا واضح معكِ من البداية وأعيد وأكررها أنتِ هنا معززة مكرمة إذا ما حافظتِ على قواعدي واحترمت كلمتي
لورينا(مسحت دموعها واستقامت):- حاضر … سأكون أي شيء تريده مقابل بقائي جوارك
حكيم:- مهما تأسفت لكِ عن تلك الليلة فلن أستطيع التكفير عنها ، ستبقى دينا برقبتي أيضا وسأعوضكِ عنها بهذه الفرصة التي سأمنحها لكِ تمام .. الآن اصعدي لفوق وخذي حماما دافئا ونامي أراكِ غدا
لورينا(عضت شفتيها من عظمته معها لكن هذا الحب الذي تكنه له يجرفها نحو الهاوية ويجعلها تتصرف بشكل أهوج):- هل يمكنني أن أطلب شيئا ؟
حكيم(مسح على جبينه):- بعد كل ما فعلته تتشرطين ، هيا قولي ماذا تريدين ؟
لورينا(باستجداء):- حضنا
حكيم(صدم من طلبها وهز رأسه برفض):- أنا متعب اصعدي لورينا
لورينا(حركت شفتها بغمغمة بكاء وركضت مبتعدة عنه):- اهئئئ
مسح على وجهه وهو يستمع إلى نحيبها وتغلغل بعصبية نافذة أكثر مما كان عليه ، يكره أن يقهر أحدا ولكن لو كان شخصا مثل لورينا فهي تستحق لأنها خبيثة مثل أمها ، وتصرفاتها دوما ما تنجرف نحو التصرفات الهوجااااء مثلما حصل ليلتها .. وما زاد من غضبه هو كلام ميرنا له قبل ذهابه في أنه سيجني ثمار تصرفاته الغير محسوبة وها هو ذا قد وقف عند جملتها ، لكنه لن يرضخ لها بعد الآن لن يسمح لها بأن تتحكم فيه وتبقيه أسيرا لها … نظر بحدة صوب الدرج وصعد إلى غرفتها مباشرة فتح الباب دون سابق إنذار ليجد وائل يداعب شعر ميسون ويهدهدها أثناء نومها بينما كانت ميرنا بالحمام ، تقدم مباشرة دون حرف ورفع ميسون بين يديه
حكيم:- ستنام بغرفتي
وائل(عقد حاجبيه من تصرف حكيم):- البنت نائمة يعني ما هذه الطريقة الهمجية في أخذهاااا ؟
حكيم:- أنا الوحيد من يتحكم في حياتها سيد وائل ، ولو كنت ستلعب دور الأب هنا سهلة جدا أحضر لنفسك من تمارس عليه هذا الحق ولكن ليس ابنتي سمعتني ؟؟؟؟
وائل(سحب نفسا عميقا كي لا يفقد أعصابه واستقام):- إنك تسير بعناد غضبك نحو طريق لا رجعة منه ، والضحية في كل هذا هي ابنتك فرجاء تراجع لأنك ستؤذي نفسك وتؤذيها وتؤذي ميرنا كذلك
حكيم(ابتلع ريقه):- أصلا ما الذي تفعله بغرفتها حتى الآن ؟
وائل:- ههه لست مستعدا لأبرر لك
حكيم:- ما احترمتني وهي زوجتي وما احترمتني وهي طليقتي ولا احترمتني كمسئول عنها بصفتي ابن عمها ، تخطيت كل هذا وائل ووطئت عليه لكي تبقى بجوارها لكن لاحظ معي أنني أطول بالي عليك ، يعني إذا ما فقدت ذلك الخيط الرفيع جدا سوف نكون أعداءأكثر من ذي قبل
وائل(كتف يديه):- ما سر هذا الحنق المفاجئ أكل هذا بسبب عرض ميرنا ؟
حكيم(وضع ميسون على السرير بهدوء وتقدم إليه):- عن أي عرض تتحدث ؟
وائل:- زواجك من لورينا
حكيم(عقد حاجبه من هذا الهبل):- وهل هي من أخبرك بهذااااا الجنون هه أكيد لم تحسبني غبيا لهذه الدرجة كي أحقق مطلبها فقط لأن الراجية المدللة لا ترغب بالمعاناة أكثر بسبب تأنيب ضميرها تجاااااااهي …ههه هيا يا وائل أنت أذكى من هذا ؟
وائل(أشار له بغضب):- لا تجرنا لحديث سقيم لو سمحت أنا أحترم نوم ابنتك وإلا لكنت رددت عليك بما يجب
حكيم:- أصلا لا تستطيع الرد علي لأن الحق كله معي ، ولو سألنا ألف مليون شخص عن صحة بقائك في غرفة طليقتي ومع ابنتي في هذا الوقت سوف يعطوني الحق
وائل:- أوك … ربما معك حق لكن تلك المرأة ستصبح زوجتي وهي في حكم خطيبتي الآن يعني لا غاية لك من تدنيس الوضع فقط لأن حضرتك تغار عليها مني
حكيم(نفث شررا وأمسكه من ياقته):- أنت تدفعني للتصرف بطريقة لا أحبها
وائل(نفض يديه من ياقته ودفعه عنه):- ربما لأنك تبحث عمن تلقي عليه فشلك الذريييع
حكيم(اهتزت حدقتيه لحظتها):- فشلي الذريع الذي كنت سببا أوليا فيه
وائل(رفع يديه):- أنت من خسرها بتصرفاته لا أنا
حكيم(تغلغل من هذه الحقيقة):- بالفعل أنا الذي ساهم في خسارتها وتسبب بذلك ، لكن صدقني لا أريد لأي شخص أن يعيش الجحيم الذي عشته
وائل(شعر بالندم من جملته ولكن حكيم استفزه):- الآن لو تخفض صوتك البنت نائمة
حكيم:- أنت أخذتهاااا مني وتسعى الآن لوضع نفسك في حياة ابنتي لتسلبها مني أيضااااا
وائل(شهق بصدمة):- ماذا تقووول هل جننت كي تقيم محبتي لميسون بهذه الطريقة ؟
حكيم:- أجل جننت لأنك دوما ما تسعى لسلبي مما أملكه ، في البداية ميرنا والآن ميسوووون والله أعلم إلى ما ستمتد يدك مستقبلا
وائل:- يظهر لي أنك بدأت تفقد عقلك خذ ابنتك وتصبح على خير
حكيم(اقترب منه بعصبية):- لا تملي علي أفعاااااالي يا هذاااااااااااا
ميسون(فتحت عينيها بثقل وهي تحكُّهما):- بابا .. عمو وائل ؟
ميرنا(خرجت من الحمام بشعرها المبلل ونظرت إليهما بحدة):- كلاكما أخرجا من غرفتي الآن
حكيم(تحركت عيناه تلقائيا ليطالعها شزرا من قدميها حتى رأسها):- ..لارد
وائل(انتبه لنظرته ووقف بوجهه):- يمكنك أن تتفضل
حكيم(أمسك يد ميسون ورفعها إليه في حضنه):- ستنامين مع بابا يا عمري
ميسون(لوحت بثقل النوم لوائل وميرنا):- تصبحان على خير
ميرنا(قبلت يدها ولوحت لها):- أراكِ غدا حلوتي .. وأنت حكيم سوف نتحدث في شأن هذا غدا
حكيم(عضعض شفتيه وهو يدفع الباب برجله ونظر إليه وإلى وائل خلفها):- لا غدا ولا بعده لقد اكتفيت منكِ بحق
آخر جملة نطق بها ومباشرة إلى العدم ، لولا إمساكه لها لكانت قد سقطت من فرط الغضب وحرقة الأعصاب ،، آثر أن يرد عليه وأن يسمعه ما لم يسمعه سابقا لكن ميسون وحدها التي وقفت بطريقه وخشي إفزاعها في ذلك الليل لذلك غمغم بشتيمة تحت أنفه قبل أن يضمها بحنان إليه ، ولحظتها انفجرت باكية دون قدرة على التحمل ، بكت بوهن كل مواجعها وهنا اكتشف أنها تعاني بصمت فمنذ أن استيقظت وهي على غير سجيتها ، وكابرت لكي تبدو في أحسن حال ولكن فاض كأس صبرها في اللحظة الأخيرة التي عرت على مواجعها وانكشفت أناتها الصامتة التي استكانت في حضنه حتى غفت من فرط دموعها .. كره رؤية عسل غروبه على ذلك الشكل فهو لا يحب رؤيتها تبكي وحكيم يجب أن يقف عند حده وإلا لن يحصل خير .. حزن لأجلها وأخذ يمسح على شعرها وهو يقطب حاجبيه ولا يعرف كيف يدخل لعقلها ويمتص منه كل ما يرهقها وكأنه لم يكفيهم حالتهم الصعبة التي يعيشونها كالهاربين من العدالة ، لا بل الصراعات الكامنة بين جمعتهم تزيد الأمور سوءا مع مرور الوقت وهذا ما يستلزم حلا في أقرب مدى….
لم يشعر بنفسه إلا وقد نام محتضنا إياها على جلسته حتى مرت ساعات وساعات ، فتحت عينيها وقد كانت تشعر بشيء يجذبها من ثيابها ، لكن غشاوة النوم جعلتها لا تبالي فيما تشعر به بل تابعت نومها لحين تم جذبها مرة أخرى من ثيابها وهنا فتحتهما بثقل لتتبين نومها في حضن وائل ابتسمت بشرود ورفعت رأسها لكي تجلب ميسون إليها فقد أرجحت أنها الوحيدة التي ستجذبها بتلك الطريقة ، لكن أن تفتح عينيها ولا تجد شيئا هذا ما أفزعها وجعلها تنكمش حول نفسها .. أخذت تبحلق في زوايا الغرفة مستعينة بضوء الأباجورة وضوء القصر الخارجي لكن لا شيء ..خفق قلبها برعب لحظتها ونظرت للسقف للجوانب للصالون الملحق لغرفتها لباب الحمام لا شيء ، نظرت للمرآة العمودية وخافت من أن ترى فيها شيئا غير طبيعي لذلك أغمضت عينيها وتقوقعت في حضن وائل الذي عدل نومته ودفعها إليه واضعا يديه على يديها ، اطمأنت أجل لكن حين سمعت صوت انفتاح باب الحمام هنا ماتت يديها وقدميها وقلبها صار يخفق بقوة غير معهودة ، لم تجرؤ على رفع رأسها لتعرف مصدر الصوت لكن عليها أن تعرف لذلك قرأت القرآن في سرها واستدارت بخفوت لتجد شق الباب مفتوحا بالفعل لكن لا يوجد شيء ، هل تنهض أم تبقى هل توقظه أم تصمت لم تعرف ماذا تفعل لذلك شعرت بالتعرق والخوف يسري بعروقها وأنفاسها التي كانت تسحبها من آبار صدرها من شدة رعب الموقف … كل هذا صارعته وتمالكت أعصابها فيه لكن أن تسمع اسمها بصوت ميسون هنا خارت قواها كلها حين انتفضت لتراها واقفة عند الباب وشعرها يتدلى من على وجهها ، فزعت ميرنا لرؤيتها وتملصت برفق من يد وائل ونهضت إليها لتعانقها برهبة وترفعها إلى حضنها
ميرنا:- هششش بيبي ما الذي أيقظكِ ؟
ميسون(دكت رأسها في حضنها):- هو أيقظني
ميرنا(رأتها تشير صوب الباب):- من هو ؟
ميسون:- أتريدين رؤيته ؟
ميرنا:- والله إن قلت لكِ لا أريد فهل ستصدقين ، اااااههمم ميسونتي من رأيتِ ؟
ميسون(نظرت لميرنا وأشارت للباب):- إنه هناك
ميرنا(ترددت في التوجه حيث تشير ميسون ونظرت خلفها):- يجدر بي إيقاظ وائل
ميسون(هزت رأسها برفض):- لو فعلتِ سيرحل ولن نراه
ميرنا:- يا إلهي عمن تتحدث هذه البنت إنها تزيدني رعبا على رعب
ميسون(انتفضت من حضنها ونزلت):- دعيني …
ميرنا(بصوت خافت):- تمهلي … ميسون ميسووون تعالي هناااا
هربت منها ميسون وركضت خارج الغرفة هنا لم تجد ميرنا بدا سوى اللحاق بها ، نظرت بنظرة خاطفة صوب وائل الذي كان نائما بسكون ، ولحقت بميسون وهي تحاول إمساكها قبل أن تغيب عن ناظريها ، رأتها وهي تنعطف في الرواق صوب الدرج وهنا ازداد خوف ميرنا فبالأسفل سوف ترتعب أكثر هي تعلم ذلك … أخذت تناديها لعلها تستقوي بها لكن اختفت البنت عن ناظريها وهنا نزلت حافية القدمين وبخطوات طفيفة ، أخذت تبحلق في الجوانب بحثا عنها وتناديها لكن دون جدوى
ميرنا(برعب كانت تنزل وهي تنظر لظلمة المكان الضئيلة):- ميسون يا عمري لا ترعبيني والله أنا مرعوبة خلقة ميسون حبيبتي أين ذهبتِ .. ميسووون تعالي مي..ميسونتي لا تتركيني وحدي في هذا الظلام أرجوك اظهري نحن لا نلعب الغميضة الآن لكن وعد مني غدا سنلعبها كلنا في الحديقة فقط اظهري يا عمري …ميسوون
سمعت صوت حركة في الجانب قرب مكتب ميار توجست من الاقتراب فقد كانت المسافة طويلة ، من الدرج مرورا بالمطبخ الفرعي للرواق المؤدي للمطبخ الرئيسي للرواق الآخر المؤدي لباب الحديقة وعلى الجانب طاولة الطعام الرئيسية وصالون صغير لشرب الشاي وممر به مرايا على الجانبين ويتوسطه باب مكتب ميار يا حبيبي مسافة ولا أي مسافة ،، لكن الصوت من هناك قادم إذن عليها التقدم بهدوء ، اقتربت من المطبخ الفرعي ومدت يدها أمسكت بعمود تقليب الأكل وتقدمت وهي تبتلع ريقها وتنظر حولها خلفها وأمامها بلهفة ، قطعت نصف المسافة بأمان وتنفست الصعداء كلما اقتربت لتصل بين المرايا وتنظر برعب فيهما ولم تلمح إلا صورتها وهذا ما طمأن قلبها لكن شيئا ما أسود الشكل مر من خلفها بسرعة البرق وهنا صرخت ونظرت خلفها بخفة لم تجد شيئا وفي آن الوقت فتح باب المكتب ، أسرعت نحوه وأشعلت نوره على الجانب وتنفست بعمق قبل أن تطوف بعينيها بحثا عن ميسون التي كانت تحت سطح المكتب ، هرعت إليها ميرنا ورفعتها نحوها من جديد وجدتها تبكي وترتجف ببرودة ولم تفهم أصلا ما الذي يحدث
ميرنا(أمسكتها بلهفة ووضعتها على صدرها وأخذت ملعقة الخشب باليد الأخرى):- … لا تقلقي سأوقظ بابا الآن وسوف نكون بخير
ميسون(انكمشت فيها)ّ:- …لارد
ميرنا:- حبيبتي أجيبيني أنتِ بخير هااااه ؟
ميسون(هزت رأسها نفيا):-…لارد
ميرنا(نظرت إليها ورمقت الممر الطويل المخيف):- كيف سنخرج من هنا هففف … سننادي على عمو نزار أكيد سيسمعنا لأنه نائم بالأسفل هيا معي … عمووووو نزااااااااااااار يا عم نزاااااااار
ظلت تنادي وتنادي لكن دون جدوى لعنت نفسها لما نسيت هاتفها بالغرفة لكانت اتصلت بأي واحد فيهم لينزل ويغيثهما لكن لا مفر سوى الخروج ، أمسكتها ميرنا بحرص وخرجت بها من المكتب بينما ميسون كانت متمسكة بها بقوة لا تنظر لأي شيء بل كانت مرعوبة من أن تفتح عينيها … انتبهت لها ميرنا ولم تعرف كيف تخفف عنها إذا كانت هي أصلا في حالة أسوأ منها ، تقدمت في الرواق وهي تقرأ المعوذتين وتتمنى ألا تصادف شيئا أغرب مما رأته في المرايا ، حين تذكرت سرت في صدرها قشعريرة برد ولما وصلت للدرج فرحت لأنها ستصل بميسون لبر الأمان
ميسون(دكت كتف ميرنا بيدها والتي كانت تصعد بها لفوق):- ميرنا ميرنا
ميرنا(توقفت عن المسير وخفق قلبها أكثر):- ماذا ؟
ميسون:- إنه خلفنا
ميرنا(سقط قلبها في الأرض بعد جملة ميسون واستدارت برعب):- مم …من ؟
ميسون(كانت تشير لشخص ملثم يقف عند بوابة الباب وبيده شيء يلمع):- الملثم
ميرنا(ارتعشت وهي ترى السكين بيده وحتى صوتها لم تقوى على النطق به):- قممم …أ…ميسون … اركضي إلى أبيكِ فورااا فورا ولا تنظري خلفكِ ….ميسون اركضيييييييييي ….
أنزلتها ودفعتها لتصعد وبقيت هي تنظر للملثم وجها لوجه وبينهما مسافة ، تفقدت ركض ميسون للأعلى ورفعت عمود التحريك بيدها وهدرت بصوت مرتعب
ميرنا:- أنت أساسا لا تعرف فيما أقحمت نفسك ، هذا القصر لن تحلم بالخروج منه وأنت حي لذلك يفضل أن تعود من حيث أتيت نصيحة إنسانية يعني .. احم يعني لو كانت غايتك النقود أكيد ستحصل عليها لكن لا داعي لأذية أحد هه يعني لا داعي لأن تضيع شبابك في سبيلي مثلا فأنا والله لا أستحق هاااه تفاهمنا ؟
الملثم(بقي جاثما محله دون حراك):- …لارد
ميرنا(صعدت خلفيا درجة وتابعت الصعود خطوة بخطوة وهي تحادثه):- هذه المرة الثالثة التي تدخل فيها إلا هنا ولكن ستكون هذه الأخيرة …. حكيييييييييم يا واااااااائل ميااااااار أين أنتم هئ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الصمت
حين التفتت لتركض ما تبقى ونظرت للأمام ما توقعت أبدا أن تتوقف عند ثاني درجة لترمق السواد أمامها ، قد وجدت الملثم أمامها عند بداية الدرج هنا جمدت الدنيا من حولها وهي ترمق المسافة القصيرة بينهما والسكين بيده ، التفتت للخلف لتتأكد من أنها لا تهذي ولكن لم تجد شيئا بالخلف بل كأن ذلك الملثم طار وظهر من أمامها ، عرفت أنه سيؤذيها لذلك تراجعت لكنه كان أسرع منها حين هز يده بالسكين وهم بطعنها في الصدر ، قاومته وقاومت بضراوة ولكنه كان أشرس منها ودفعها على الحائط وآثر طعنها في محاولات كثيرة وجدت ميرنا نفسها تعيش صراعا لأول مرة .. دفعته عنها بكل قوتها لكن كانت كما لو تدفع شيئا لا يتزحزح سقطت منها العصا الخشبية واختل توازنها حينها اصطدم الشخص بالحائط وقبل أن تهرب أمسكها من رجلها وأخذت تضربه وتدفعه عنها حتى سقط على الدرج هنا وجدتها فرصة لتهرب للأسفل فذاك ما وجدته أمامها ، نزلت وهي تصرخ وتستنجد بهم إلى أن أشعلت الأضواء أخيرا واصطدمت إثر انعطافها بحائط آخر جعلها ترتج محلها قبل أن يلتقطها في أحضانه بقوة
كاظم(أمسكها بخوف):- ميرناااااا لما تلهثين هكذا ماذا يحدث معكِ ؟
ميرنا(برعب تيقنت من صورته ومن أنه كاظم عانقته بخوف وأشارت للخلف):- هناك … اهئ هناك شخص حاول قتلي إنه الملثم إنه في الدرج هناك سقط
كاظم(أنزلها سريعا وأمسك مسدسه وتوجه للدرج):- ابقي خلفي …
ميرنا(كانت تبكي وهي تلحق به):- اهئئئئ اهيئئئ كاظم
كاظم(أطل من الدرج وصوبه نحوه لكنه لم يجد شيئا):- أين هو ميرنا ؟
ميرنا(صدمت من فراغ الدرج وهزت رأسها من حولها):- أقسم أنه كان هناك و…
وائل(نزل بخفة مهرولا خوفا عليها):- ميرناااا حبيبتي لما تصرخيييين ؟
ميرنا(رمقته باستغراب خصوصا حين لحق به حكيم وميار أيضا):- ولكنني منذ مدة وأنا أصرخ ألم تسمعوني ؟
حكيم:- أين ميسون ؟
ميرنا:- بعثتها لكي تستنجد بك لقد كانت معي ، اهئ وذلك الملثم حاول مهاجمتي مجددا هاه أنظر إنها عصا التحريك أمسكتها لأدافع بها عن نفسي ولكنها سقطت مني
ميار(التقط العصا من الدرج ونزل):- متى عدت أنت ؟
كاظم:- قبل ساعات وحين سمعت الضوضاء استيقظت لأجدها تركض بفزع
وائل(عانقها بقلق):- تمام روحي لم يحصل شيء
ميرنا(ابتعدت عنه):- ولكن أين ذهب الملثم ليخبرني أحدكم وأين ميسوووووون ؟
حكيم(رمقها وقد خرجت من غرفة ناريانا):- ميسووون ما الذي تفعلينه هناك ؟
ميسون:- كنت أبحث عنك بابا
ناريانا(خرجت):- أفزعتني حين وجدتها تهزني لأستيقظ ما الذي يحدث ؟
جوزيت(خرجت وهي تربط رداءها):- يا إلهي أصبحت أرى مثل هذه الليالي كثيرا في هذا الوقت ، ماذا ميرنا ماذا رأيتِ من جديد ؟
ميار:- جوزيت لا تسخري إنها مرتعبة
ناريانا(نزلت معهم):- ميرنا أنتِ بخير سأحضر لكِ كوب ماء
ميرنا(أجلسها وائل على الكنبة):- معقول … أيمكن أن يكون فوق مختبئا يعني حين سمع صوت كاظم ربما هرب أرجوكم ابحثوا فوق أكيد هو في مكان ما .. واسألوا ميسون إن لم تصدقوني ميسون رأيناه معا أليس كذلك ؟
نظروا جميعا صوب ميسون التي هزت كتفيها بدون معرفة ، وهنا صعقت ميرنا من موقفها ولم تستوعب لذلك نهضت إليها وانحنت أرضا وهي تهزها كي تتذكر
ميرنا:- لقد أيقظتني وأنا نائمة حتى أن عمو وائل كان نائما أيضا تذكرين ؟
ميسون(هزت رأسها نفيا):-…لارد
ميرنا(بجنون):- حملتكِ بين ذراعي وهربتِ مني ونزلت للبحث عنكِ وجدتكِ تحت المكتب تبكين ، شكوتِ الملثم وأخبرتني أنه يظهر لكِ صح ؟
ميسون(هزت رأسها نفيا من جديد):-…لارد
ميرنا(هزتها بجنون مضاعف):- ميسون لقد هربنا منه سوية عند الدرج وكان يقف عند الباب وهو يحمل سكيناااا أرسلتكِ لتوقظي أبيكِ … تذكري أرجوكِ لا تفقديني صوابي ؟
ميسون(رفعت رأسها لحكيم):- لم يحدث بابا
ميرنا(هنا صدمت بها ورأت حكيم وهو يضعها خلفه):- ولكن …
حكيم:- أكيد رأيتِ وهما آخر ميرنا
ميار:- تمام تمام إنها مرهقة الآن سوف نشاهد شرائط الفيديو أولا وبعدها سأجعل الرجال يبحثون فوق ، يفضل أن يوقظ أحدكم العم نزار ولورينا تحسبا لأي طارئ
ناريانا(أحضرت الماء لميرنا):- سأرى نزار …
كاظم:- سأوقظ لورين وأنتم شاهدوا الشريط فما يحصل لا يصدق
بالفعل تفقدوا شريط الفيديو ولكن لم يجدوا أيا مما ذكرته ميرنا وهنا صرخت فيهم بجنون بأنها ليست مجنونة وأن ما عاشته ليس وهما أو تهيؤات راودت عقلها ، لامت ميسون بعينيها فلم تجرؤ على كسر خاطرها خصوصا أنها الشاهد الوحيد عما حصل .. نزل كاظم وأخبرهم أن لورينا نائمة ولم يشأ إيقاظها ومع ذلك أيقظها حكيم عنوة ونزلت وهي تشتم من هذا الحال المتكرر دوما ، صعد رجال ميار تلبية لرغبة ميرنا وبحثوا في كل الغرف أعلاه ولم يكن هنالك أثر لأي شيء مريب وعليه عادوا بخفي حنين وأغلق كاظم خلفهم الباب
حكيم:- إذن مجرد وهم كما أخبرتكِ ميرنا هيا ميسون تصبحون على خير
ميسون(أمسكت يده ونظرت لميرنا بأسف):- …آسفة
ميرنا(سمعت همستها الخافتة وضحكت بعدم تصديق):- ماذا يحدث لي ؟
جوزيت(تثاءبت):- هيا ميار لنعد للنوم لا شيء يستدعي الخوف
ميار(أمسكها من خصرها):- ميرنا خذي حبة دواء ونامي عزيزتي تمام ؟
ميرنا(نظرت إليه بطرف عين):-…لآرد
ناريانا(صعدت هي الأخرى):- بون نوي
لورينا(تبعتها بتأفف):- كل ليلة على ذا الحال تبا لها من مدللة
ناريانا:- الله يعلم بحال العبد لا تشمتي وإلا أصبتِ بهلوستها
لورينا(افترقت عنها في الدرج):- ألف لا بأس علي اففف ..
ناريانا(حولت عينيها من حركتها):- تت …
العم نزار:- ربما هي هلوسة كما قالوا يا ابنتي ، حاولي النوم من جديد وستتحسن حالتك ؟
ميرنا(نظرت إليه أيضا وهزت رأسها):- أتعبتكم معي
العم نزار(انسحب):- ربي معكِ ..
كاظم(كان هو الوحيد الذي بقي هناك رفقة وائل الذي كان ممسكا بيدها):- أحسن الآن ؟
ميرنا(شهقت بعمق):- أجل .. يمكنك أيضا النوم كاظم عذرا أفزعتك بدورك
كاظم:- ولا يهمك .. أساسا لا أنام كثيرا سأترككما لوحدكما وارتاحي رجاء
ميرنا:- طيب
وائل(انتظره حتى ذهب وأطل عليها):- أنتِ لستِ مجنونة
ميرنا(ببكاء):- أنا لست مجنونة لقد كان كل ذلك حقيقيا أقسم لك يا وائل والله كان حقيقة ولا أدري لما أخفت ميسون ذلك وكذبت
وائل(عقد حاجبيه):- ولكننا رأينا شرائط الفيديو في ذلك الوقت الذي ذكرته لم يحدث أي تغيير في هدوء القصر ، لم تمر أي صورة مريبة بل بقي الوضع ثابتا كما كان سابقا وكما تلا ذلك
ميرنا:- والمعنى ؟
وائل:- لما لم توقظيني ؟
ميرنا:- قلت مع نفسي سأحضر ميسون وأعود للنوم بها لم أعرف أن الأمر سيمتد لهذا
وائل:- وهذا خطؤكِ لو أيقظتني لأمسكنا بهذا الشخص الذي يحاول تشتيت تركيزك أو إفقادكِ لصوابك إذ ليس معقولا أن تشاهدي ذات الأمر ثلاث مرات
ميرنا(بامتنان):- يعني أنت تثق بي ؟
وائل(ربت على يدها):- طبعا حبيبتي أنا أصدقكِ وصرت أخشى عليكِ أكثر بكل صراحة
ميرنا(أرخت رأسها على كتفه ونظرت حولها):- كنت جدا مرعوبة خفت على ميسون وحاولت التصرف وحدي لكنني فشلت
وائل: شتتت أنتِ قاومتِ هذا الشخص وأيا كان يكون سنعرفه ، الآن لآخذكِ للنوم همم
وافقته على مضض وعيناها تسبح في المكان فقد كان ما عاشته واقعا وليس مجرد خيال ، إذن من يلعب بعقلها هكذا ومن يحاول جعل صورتها تصبح أغرب وأقرب للجنون ، ثم لما كذبت ميسون ولما اتجهت لغرفة ناريانا وليست غرفة حكيم لتوقظه ، تساؤلات كثيرة طرأت على بالها حين اضطجعت على سريرها وجلس بجوارها يهدهدها حتى تنام ، تمسكت بيده وأغمضت عينيها فقد وعدها بأنه لن يتركها حتى الصباح وهكذا كان ،، نامت بقربه وهو أمضى غالبية الوقت يمسح على شعرها ويدفئها بقربه ففي كل وقت كانت تنتفض من حلم مزعج ترقبه وتعاود النوم إلى أن لاحت أشعة صباح اليوم التالي ….


الكونتيسة نسرينا غير متواجد حالياً  
التوقيع