السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذه اسطر بسيطة علَّ من يقرأها أن يقف عندها قليلاً ويفكر عميقاً . فربما أكون مُحقه بعض الشيء ، وربما هناك من ينتفع ويتدارك الصواب قبل فوات الأوان وذهاب الأجل .
اكتب عن اخوه فرقتهم الحياة بعدما كانوا مجتمعين أو كانا منذ البداية لم يجتمعوا يوماً . وعندما نتسآئل عن السبب ، فهناك بالتأكيد العديد من الأسباب التي فرقتهم وزرعت بينهم الكراهية والبغضاء ، أياً كانت لا يهم ماالذي فرقهم بنظري بل المهم انهم سيجتمعون يوماً كما افترقوا . فإما سيجمعهم الفرح أو الحزن ، أي إما سيجمعهم مناسبة سعيدة أو يحضر احدهم عزاء الآخر .
اذكر حادثة لأحدهم قاطع اخاه لمخاصمة بينهما ، حاول البعض من الأقارب والأصدقاء الإصلاح بين الأخوين وإنهاء الخصومة ، لكن في كل مره يرفض ويعدد اسباب كثيرة تجعله لا يصالح اخاه ؛ ويختم القول بـ " حتى لو مات لن اذهب اليه " .
وبعدها بمده طويلة في يوم ما جاءه اتصال يخبره أن اخاه قد مات وعليه الحضور إلى مكان الصلاة واستقبال العزاء .
وعندها حضر كان الموقف حزين جداً فملامح الألم برزت على وجهه ولايردد لسانه إلا قول " ماالذي جعلني لا أزور اخي قبل موته ".
فقد تلاشت في تلك اللحظة كل الأسباب التي كانت تمنعه ويتمسك بها واصبحت جميعها تافهه ولا قيمة لها ،ولم يتبقى سوى الندم ولاشيء غير الندم يحطم الكبرياء ..
هناك مقولة اسمعها دوماً " أن الدم يحن " ، وافسرها بأنه عندما يفترق الأخوه ويكابر كل منهم ويظن أنه مُحق وعلى اخيه أن يعتذر له أولاً ، وكلما مرت الأيام سيزداد كبريائهم ويزداد أيضاً حنينهم في داخلهم دون أيدركوا ، حتى يأتي اليوم الذي تنتهي فيه طاقتهم وتتهدم حواجز الكره بينهم .
حينها يغلبهم شعور الحنين والشوق لأخ كان من لحمهم ودمهم .
والأسف كل الأسف أن يحضر الموت قبل أن ينهوا الخصومة ويجددوا روابط المحبه بينهم .
كل ما اتمناه أن نتصالح جميعاً مع انفسنا أولاً ثم مع اخوتنا واصدقائنا واحبتنا ، مهما كانت الفرقة والخصومة كبيرة قبل أن يُهلكنا الندم ويقتلنا الحنين من الوريد إلى الوريد ..
..........
اعتراف / الدنيا فانية فلا شيء يستحق أن نفترق من اجله
وقفة / قال تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ, وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ ) ..
بقلم /// مدامع عين