عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-17, 01:13 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


ذاك اليوم كان اليوم الثاني لهروبي من منزل عمي ..
يومين كانت مدة حريتي .
.
كنت سأعود. .
لكنني أجلت العوده قليلا .
. أثرت اطاله مده البقاء حيث هي جذوري. .

سقيفه بيتنا القديم.
. حيث كان يعتزل والدي بداخلها. .
كان يخبأ نفسه هنا. .

يغلق الباب عليها حين مايخرج يعدها بأنه لن يعود لها. .

ومافتئ أن عاد ليمارس نفسه بعيدا عن الأعين. .

لم يكن والدي منافق ..لكنه كان يستر نفسه هنا .
كان لأبي حياتين. . يعيشها كلها معي. .

كان يحب الله وماكف يوما عن البحث عنه. .

لكنه كان يحن لماضيه. .

كل ما اشتد عليه الحنين لجئ لمعتزله..

قال لي أنه لم ينصح أحد ابدا لأنه كان مشغولا بعيوبه هو ..

هنا العود الخشبي بأوتاره التي تألف أصابعك ياابي
. .
هنا علب السجائر متناثره
. كتب مصفوفه فوق بعضها في الزاوية
. ودفاتر لطخها حبر قصائده. .
كان المكان معزولا عن المنزل يبدو كأن لا وجود له .
.
يومين امضيتها هنا ..

وانا أحاول أن أتذكر ألاوتار الصحيحه التي علمني عليها

دخنت ماتبقئ من زقائر كانت مليئه بالغبار جعلتني اختنق بها أكثر. . .
اغتلت كتبه .. و أكملت بعض قصائده .
..
...
لكن لم أكمل اليومين في هذه الجنه ..

كسر ذاك فجأه باب عزلة ابي ..ليدخل. .

كنت آنذاك قد أشعلت آخر سيجاره
، مستلقيه بجانب العود وبين الكتب المنثوره ..

ارتعبت حين انكسر الباب فجأه. .

ليدخل آخر شخص توقعته. .

كاد أن يكسر اصابعي وهو يختطف السيجاره من بينها ويرميها ..

سقطت السيجاره فوق كتاب ابي
.. ركضت لأنقذه من حرارتها. .

لكنه أمسك بشعري شده للخلف همس في أذني بفحيح : هذي تربيه أبوك اللي مدحتيها.

عدت للخلف لأواجهه : لا تجيب طاري ابوي فاهم ..
صرخ : بنت نزلي عينك. .

كان الرعب يأكل أطرافي.
.فكي يرتجف يشي بي.
. ، لكنني تشبث بعيناه متحديه. .

صرخ مره اخرئ وهو يشد شعري للخلف :ملاذ ..قلت لك نزلي عينك. .

بصقت عليه حاقده بعد عجزي بأن افلت شعري من قبضته الحديده ..

ثار وجرني بشعري للطاوله سرق من فوقها المقص

كنت اركله وانا استمع للحديد وهو يأكل شعري. .
افلتني مبتسما نثر شعري في الهواء
تساقطت خصلاتي الطويله علئ الأرض. ..
فتلمست شعري. .
كان قصيرا جدا .. مائلا لليسار ..

....:اجمعي شعرك وخلينا نرجع. .

صرخت وانا استمع لضحكته السوداء ..

يكمكم فمي يقيد ذراعي عن الحركه يحملني للخارج.
لكن ما انتهت المعركه هنا .

استمر حقدي عليه .. يأكل معي ،ويشرب ...


، انا ابنه الصحراء . ما اطفئ الزمن ثأري يوما .


مرت فتره .. نسي فيها الجميع الحادثه ..

ظهري شفي من أثر عقال عمي ..
وشعري طال ليغطي رقبتي. .

في يوم ما..

كنت زائره مجبوره تسوقني زوجة عمي بصحبه ابنتيها
لأجتمعات العائله. .

لم أحتمل فخامه الأحاديث وفراغها ..
بارده اجتماعاتهم، سخيفه جدا ..

تسللت هاربه. .
تجولت في المنزل وحدي ببطء.
. صعدت السلالم

لأجده بزيه العسكري يستلقي علئ الأريكه الواسعه امامي.
اقتربت علئ رؤوس اصابعي . . كان نائم. .

دق الانتقام في صدري طبوله ..
بحثت عن المقص في علبه الإسعافات ووجدته. .

خفت أن تموت شجاعتي اذا تباطئت أو توقفت لأفكر
. .
قصصت قليلا من لحيته .
تعمقت أكثر قصصتها أكثر

تعمقت أكثر حتئ لمست بروده المعدن جلده. .

نهض مسرعا وهو يمسك بذراعي وقد استوعب الوضع بسرعه :انتي وش سويتي؟

ضحكت بصخب لأغيضه وانا انفض يدي من شعر لحيته. .
...... : روح أنقذ الي بقئ من لحيتك ..
....: يامجنونه. . كيف تجرأتي اصلا؟

رميت المقص وتجاوزته :جدنا قال يتأخر الثأر لكنه مايموت .. . وحده بوحده ..




..
..


آنذاك كنا طائشين جدا . كلانا تصنعنا القوه. .
وما تأذئ بأفعالنا سوانا ..

.........

قهوته كانت مميزه جدا ، لاتعجبني لكنها لا شك مميزه

. .
تهب الرياح البارده، يرتعش جسدي. .
تهب مره اخرئ فأتذكر دفئ الفراء وصاحبه. .
اتمنئ بشقاوه أن يناديني له مره اخرئ، وأنتظر. .

يتغنئ بقصيده بصوته البدوي الرخيم ..

قصيده بدت لي حديثه اللحضه ..

وماالغريب في ذلك وقد ورثنا القصائد من اجدادنا كالوحي.

..
.
أكانت النظرات اللتي يرسلها لي بين الكلمه والاخرئ ذات مغزى. . كأنه كان يهديني قصيده :

ياكبيره في المفارق والبعاد
ياقليله في التجاوز والعفو
...


يمدني بفنجان آخر وهو مايزال يتغنئ ،
يجول بعيناه في الفضاء بتأمل
كأنه يعيد خلق الأشياء الئ كلمات.
يصهر كل مايحيط به ليصنع قصيده. ..
..


يعيد لف غترته يتلثم بها ..ويتدثر بفرائه
كأنما استنزفت هذه القصيده كل طاقته ..
.


يكبر الصمت بيينا ، احن لقصيدته ..

استطعت أن اقتبس منها اول بيت. .
لأعيد صياغته وغنائه بصوت خافت :

ياكبير في المفارق والبعاد
ياقليل في التجاوز والعفو



تبتسم وتتدثر أكثر.


استمر في ترديد الكلمات كتميمه سحريه اجد فيها شئ يشبهنا
..



هناك بعيدا تتراء لي الإبل وقد استكنت واطمئنت.

.
هنا كان ينتمي جدي. .للصحراء والإبل
. .
كل ما التفت علي الرمال تحرر ذاكرتي جدي..

كان لي الشرف بكوني اول حفيده ترافقه ..

يعلمني اتيكيت الباديه. .
و يهذب البدويه التي بداخلي.
. يقص علي ذكريات الجوع وصلف العيش. .

كنا دائما ثلاثه أشخاص .صقر وفلاح ، وانا. .

من كل ابن سرق جدي ابن. .
ولأن ابي لا يملك سواي. .
سرقني جدي لأمثل ابي عنده. .
عمي محمد كان لايملك سوا أربع بنات آنذاك
.
واتسأل لما لم يسرق جدي واحده منهن أيضا لترافقنا وتمثل عمي. ؟!.
لا أدري. ...؟!


يصطحبنا جدي معه للبر. .

نقطع الباديه بقافلتنا بحثا عن الربيع ..

كان جدي لا يميزني عن رفيقي الرحله ..

علمني كيف تنسلخ الفتاه من نعومتها. .

..

أتذكر يوم لمح الخلخال في قدمي حين ماجاء الربيع المعتاد ليأخذني معه ..
حشر عصاه بين الخلخال وبين ساقي شد عليها فأنقطع خلخالي الذهبي . .
لم اجرأ علئ التعليق ،
ولا حتئ رفع عيني له ،
كنت اشعر بالخجل فقط ..ولا أدري لما؟
..



لم انزل لألتقط خلخالي ..
تبعت جدي وتركته خلفي. .
كان هديه والدي لي



...


..

.. اه كم ندمت علئ تركه خلفي. ..

....




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس