عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-17, 04:23 AM   #190

منال سالم

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية منال سالم

? العضوٌ??? » 358950
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,488
?  مُ?إني » بورسعيد - مصر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » منال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond reputeمنال سالم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9



الفصل الحادي والثلاثون ( الجزء الثاني ) :

استيقظت بحماسة شديدة وهي متفائلة بأنها ستحظى بمغامرات شيقة ..
احتارت في تحديد وجهتها اليوم .. وتساءلت مع نفسها عن أي مكان ستبدأ منه .. هل ستذهب لمقر شركته أم تتابع عملها مع صغيرته ريفان ؟!
ارتدت ثيابها وتأنقت بثوب جديد يتناسب مع حلول فصل الشتاء بهواءه الرطب ..
ثم قامت باحاطة عنقها بوشاح صوفي مميز من اللون الأرجواني والتقطت حقيبتها وخرجت من حجرتها بساعة مبكرة .. وعندما هبطت الدرج تفاجئت برجل غريب الهوية يقطع طريقها وهو يقول بجدية وثبات :
-
مدام إيثار!



توقفت بتوجس وتراجعت للوراء خطوتين لتحافظ على وجود مسافة معقولة بينهما، ثم حدجته بحدة لسلوكه المباغت وهتفت متساءلة بنبرة قاتمة :
- مين حضرتك؟!
احنى رأسه وهو يبادلها الحوار قائلاً بجدية:
-انا سواق مالك بيه! جاي أخد حضرتك للشركة

ثمأشار بيده نحو السيارة ، فالتفتت برأسها حيث أشار ، ووجدت سيارته بالفعل تنتظرها أمام مدخل البناية ..
تخللها شعور مطمئن بعد أن توجست خيفة منه ..
هزت رأسها بهدوء وهي تتابع مرددة :
-طيب

قام السائق بفتح باب السيارة الخلفي لها فاستلقت في مكانها وفكرت بتعمق ..
كان يومها سيبدأ بالذهاب إلى الصغيرة ريفان أولاً ، ثم بعد ذلك تخطط لما ستفعله .. ولكنه فاق توقعاتها گعادته .. ظلت تنظر للطريق أمامها بترقب حتى أدركت قرب وصولها لمقر الشركة فشعرت ببعض التوتر .
جاهدت للتخفيف من ذلك الإحساس الذي يثير معدتها بالإضطراب ، وتنفست بإنتظام لضبط انفعالاته المتوترة ..

وما إن أوقف السيارة حتى ترجلت منها ، وكادت تتخطى حدود المقر ولكن أوقفها ( السائق) قائلاً :
-
ثانية واحدة !
ثم استبقها بخطواته ، فتبعته هي حتى وصل بها لمكتب الإستقبال بالشركة ..
وقف خلف الحائل الزجاجي وهتف فجـــأة بجدية وبنبرة شبه مرتفعة :
- الأستاذة إيثار وصلت

تحركت موظفة الاستقبال من مقعدها ، والتفتت بجسدها لتكون في مواجهتها وابتسمت بهدوء وهي تقول :
-
أهلا بحضرتك .. مكتبك جاهز فوق ومالك بيه شدد عليا أوصلك لفوق بنفسي !
ردت عليها إيثار بهدوء :
-شكراً ..
شعرت هي ببعض المبالغة في الأمر مما أثار ريبتها ولكنها تغاضت عن ذلك ، ولم تلقِ له بالاً ..

استبقتها الموظفة وتبعتها هي بخطاها حتى استقلا المصعد ، ظلت تفكر فيما يقوم مالك بتحضيره والتخطيط له ..
عجزت عن تخمين أفعاله .. وأجبرت نفسها على عدم التفكير في ذلك ..
توقف المصعد ومدت لها الموظفة يدها وهي تقول برسمية زائدة :
-اتفضلي على أول أوضة في الطرقة يمين

-
شكراً !
قالتها إيثار بامتنان ثم تقدمت بقدميها وهي تتفحص المكان بعينيها .. ففي المرة السابقة لم تستطع رؤيته بوضوح ..
كان صرحاً مميزاً بحق .. تظهر عليه علامات الرقي والحداثة ..
ابتسمت بنعومة ، واعتقدت أنها وصلت للحجرة المنشودة ..
التقطت أنفاسها وكبحتها بداخلها وهي تضع يدها على المقبض ثم زفرته بتمهل وهي تديره.

ولجت لداخل الحجرة لتنبهر بترتيبها المتناسق ، وببراعة الديكور الخاص بها ..
خطت بقدم مترددة لتقع عيناها مصادفة على باقة من ورود البنفسج موضوعة أعلى سطح المكتب ..
فغرت فمها بإعجاب ثم دنت منها وهي تظن أن تلك عادة الشركة في الترحيب بالموظفين الجدد ، ولكن كانت البطاقة التي تتوسط باقة الزهور تعكس لها ما توقعته ..
التقطتها بحذر وقرأت حروفها التي تشكل عبارات أثرة .. وهمست من بين شفتيها :
'' عانقيني...
بوشاح الهوى دثريني ..
وانظري إلي بعينيكي..
وبهما ظل الحب يشفيني..
أما آن للعشق بعينيكِ أن يظهر ُ..
أما آن للعشق بقلبكِ يحييني...
عانقيني ... ''


اتسع ثغرها ببسمة فرحة من جمال كلماته التي تلمس داخلها ، وتجمعت دموع السعادة بمقلتيها وهي تضحك بصوت مسموع للآذان ..
ولكنها تلاشت سريعاً عقب حركته المباغتة عندما حاصرها من ظهرها بذراعيه ..
ارتجف جسدها ، وتلاحقت أنفاسها ، وودت الالتفات ولكنها عجزت من قبضتيه المحاصرة لخصرها ..
حزمت من نبرتها لتظهر أكثر جدية وهتفت :
-
مالك ! لو سمحت !

سعد بل طربت أذنيه كثيراً لسماع حروف اسمه تلفظ من على شفتيها من جديد ، فضمها أكثر إليه وهو يردد بعشق :
- اسمي وحشني منك !
توترت أكثر ، وزادت رجفة جسدها ، وردت عليه وهي تجاهد لدفع ذراعيه عنها :
-احنا هنا في مكان شغل ، ميصحش اللي بتعمله ده
التوى ثغر مالك بمكر وهو يبدى عدم اكتراثه بشيء :
-ميهمنيش ، أنا صاحب الشركة وانتي مرات صاحب الشركة المستقبلية ، واللي عنده كلمة هيلمها !

أراد أن يرى وقع كلماته على ملامحها ، فأفلت قبضتيه عنها ، وأتاح لها الفرصة لكي تلتفت نحوه وتواجهه ..
نظرت له ببرود مماثل لما فعله معها بالأمس ثم نطقت بلهجة مثيرة للاستفزاز :
- مين قالك إني موافقة على جوازي منك!

ابتسم مالك بسخرية وقد اكتشف خطتها وفهم مقصدها مما تفعله ، فقرر إفسادها على طريقته الخاصة..

دنا منها فجــأة ، واحنى رأسه على وجهها ، وقام بطبع قبلة على طرف أنفها ، فدبت بداخلها القشعريرة واهتز كيانها لوهلة من هول الصدمة ..
اتسعت ابتسامته وهو يراها مذهولة في مكانها ، ثم مال ناحية أذنها ، وهمس لها بصرامة خافتة :
-انا قولت ، يبقى خلاص

تخللت رائحتها المميزة أنفه فأطبق جفنيه بإستسلام وهو يستنشقها مراراً وتكراراً مستمتعاً بعبقها الذي يثير جنونه ، ويحرك فيه مشاعره بقوة ..
جاهد لكي لا يتهور معها ، وتابع قائلا :
-
يا ذات الغمازتين !

انخفضت بجسدها ثم عبرت من أسفل ذراعه المرتفعة على كتفها ، لتصبح خلفه ، و التقطت شهيقاً عميقاً ، وزفرته وهي تردد بنبرة مستكينة :
- انا جيت عشان الشغل .. هو فين!


رد عليها مالك وهو يبتسم بعبث :
-انا الشغل ياحبيبتي

ارتفع حاجباها للأعلى مستنكرة ما يقوله ..
أراد أن يحصل على المزيد ..
فدنا فجأة منها ، وحاوط رأسها براحتيه ، ومن ثم قبّل جبينها بعمق فأغمضت عينيها بضعف شديد ..
حدق فيها بسعادة ، وهمس لها بنبرة آسرة :
-بأحبك ..
ثم أرخى كفيه عنها ، وتراجع مبتعداً ليتركها في غرفتها الجديدة بمفردها ....

لا إرادياً تبعته بأنظارها حتى اختفى ، فتنهدت وهي تطبق على جفنيها ..
أخذت نفساً مطولاً لتستعيد ثباتها الإنفعالي من جديد .. ثم اقتربت من باقة الورد لتحتضنها بين ذراعيها وكأنها تحتضنه هو ..
تناولت البطاقة بأصابعها ، وتأملتها بأعين والهة
................................

عـــــاد مالك إلى غرفة مكتبه وهو يستعد لتنفيذ خطة جديدة ستكون أخر محاولاته لإخضاعها تحت سلطان الحب ...

هو بالكاد استطاع تحطيم الكثير من الحوائل التي كانت تقف بينهما ..
بات مالك متأكداً بأن الجدار الفولاذي الذي بُني سيقع حتماً عقب تلك المحاولة.. فقد حان موعد اختياره هو دون فرض البدائل.
.................................................. ..................
استمرت إيثار في التوفيق ما بين عملها في الشركة ، ومهمتها كمربية للصغيرة ريفان ..
ورغم قلة عدد الساعات التي تقضيها بصحبتها إلا أنها كانت تمدها بطاقة كبيرة من الأمل والتفاؤل ..
وذات يوم ، وحينما انتهت هي من أداء مهامها تجاه الصغيرة ريفان ..
أنامتها برفق في فراشها، وتأملت ملامحها البريئة ، ثم مدت يدها لتمسك بأصابعها الصغيرة ..
فوجدتها أطبقت على إصبعها بكفها الضئيل بشكل لا إرادي .. فخفق قلبها فرحاً لتلك الحركة المباغتة ومسحت على جبين الصغيرة برفق ثم انحنت لتطبع قبلة عميقة على وجنتها.
_ وفجأة .. دب الرعب بداخلها وانخلع قلبها من مكانه..
انتفضت من مكانها بفزع وتحركت للخارج سريعاً محاولة فهم ما يدور ..
كان الصراخ مدوياً بالخارج ، وانتشر في الأرجاء مما أصابها بالذعر المميت ..
كانت تهبط الدرج راكضة وهي تدعو الله ألا يكون الخطب جلياً ..
وجدت روان تصرخ بهلع وبشكل يمزع القلوب ، في حين كانت راوية تقف على مقربة منها والدموع تنساب من بين عينيها بغزارة ، كذلك لم يختلف حال السائق الخاص بمالك فهو كان واقفاً محني لرأسه ويبدو على تعابير وجهه الأسف الممزوج بالحزن ..

صرخت إيثار بقوة وهي تتسائل بفزع :
- في ايه!!
أجابتها روان وهي تصرخ بشدة والبكاء ممزوج ببكائها :
- أخويا بيضيع مني ، مالك !

تعالت فجـــأة صراخاتها المريرة ، وأكملت :
-آآآآآه !!!


قفز قلب إيثار في قدميها ، وهتفت متساءلة بهلع وهي تهز روان بعنف و بنبرة تقطع القلوب :
-اتكلمي ياروان في ايه!! مالك فين وإي جراله!

دفعتها روان بعنف وهي تصرخ فيها لتحملها وزر المسؤلية كاملاً :
- انتي السبب ، اخويا كان بيجهزلك مفاجأة وقايلي انه جاي في الطريق .. انتي السبب في كل حاجة حصلتله من ساعة ما عرفك .. انتي اللي موتيه !!

تجمدت الدماء في عروقها وتصلبت قدميها في مكانها ..
تندى جبينها بقطرات العرق الباردة وهي تتخيل حقاً ما قد حدث ..
هزت رأسها بعنف لتدرك ما سمعته ولكن أبى الحديث أن يخرج من فوهها ، فقاطع السائق تفكيرها وهو يقول بصوت متحشرج :
- مالك بيه كان متفق معايا نجيب شوية حاجات لزوم حفلة ، و..آآ.. و وانا ماشي وراه بالعربية آأ .. عمل حادثة وو.....
_ غطت وجهها فجأة بكفيها ، وصرخت بصوت مكتوم غير مصدقة ما قاله ..
انهمرت عبراتها باندفاع من عينيها وكأنها فيضان جارف .. هدرت بصوتها بشهقات متتالية ، لقد كان معها هذا الصباح مثل كل يوم .. كان يعبث معها ويداعبها بحركاته التي إعتادتها منه كان يطرب آذانها بكلماته الساحرة التي باتت ترياقها الشافي لجراحها !
فكيف له أن يفعل هذا بها ؟!
كيف يتركها بعد كل ما حدث في حياتها!

- مستحيل!
كانت تلك الكلمة الوحيدة التي استطاعت أن ترددها بصعوبة واضحة وكلنها كانت تحمل الكثير بين طياتها ...
صرخت روان وهي تضرب على وجهها ورأسها محملة إياها عليها عبء كل ما حدث لأخيها في سنوات حياته منذ أن عرفها ، فخرج منها الحديث حـــاداً كنصل السيف الذي إن لمس النحر قطعه :
- انتي السبب ، انتي السبب منك لله

لم تهتم إيثار بذلك الهراء ، بل أطبقت على ساعد السائق وهزته بعوف قوي وهي تنطق بصراخ :
- هو فين دلوقتي ، قولي!


أجابها السائق وهو يبتلع ريقه بمرارة شديدة : في المستشفي بين الحيا والموت !

قفز قلبها وأهتز بعنف ، ربما يكون هناك أمل ، ربما لن يخذلها الله تلك المرة .. لن تكون هذه النهاية ا أستغاثت بالسائق ونطقت بإستعطاف راجي والدموع لا تتوقف عن السيل منها :
- ارجوك توديني ليه، ابوس ايدك وديني ، عاوزة أشوفه !!!
صاحت روان بتشنج وهي تتقدم بخطواتها نحو باب الفيلا : بسرعة ، ودينا عنده بسرعة

أقلهما السائق صوب المشفى ..
جلست روان بعيدة عن إيثار في المقعد الخلفي وهي تبكي بحرقة وتحسر ، بينما جلست إيثار منكمشة على نفسها تضم يديها إلى صدرها المنقبض ، كانت تبكي بحرارة تذيب أشد القلوب قسوة ..
حادثت نفسها بلوم وعتاب وكأنها تحادث مالك بقلبها وقبلها روحها ..
كيف لك أن تفعل ذلك بنا ؟لا يحق لك أن تنصرف قبل أن تعيش معها أجمل أيامهما ، كيف يمكن للقدر الذي جمعنا مرة أخرى أن يفرق بيننا بهذا الشكل الشنيع والمميت؟لا تذهب أرجوك ،
لا تتركني الآن ،
مازال لدينا الكثير لنعيشه ياحبيب القلب وخليل الفؤاد ..
تمسك بأنفاسك قليلاً ، أنا في طريقي إليك ،
أرجوك أن تعاند لتبقى!!
أن تصمد لأجلنا لا لأجلي ..!!

صف السائق سيارته أمام المشفى فاندفعت إيثار لتهبط عنها بسرعة رهيبة ، ركضت للداخل وهي تتلفت حولها لتسأل أياً ممن يقابلها ..
استوقفت إحدى الممرضات وهي تنطق بصعوبة بالغة وقد توقف الحديث بحلقها :
- آآ ... في واحد عمل حادثة وو...
ردت عليها الممرضة مقاطعة إياها وهي تهز رأسها بحزن :
-الأستاذ اللي عمل حادثة بيجهزوه فوق للعمليات .. ربنا يستر !!!!

كانت كلماتها كالمادة شديدة الاشتعال التي سقطت فوق كتلة من النيران لتزيد من توهجها واستعارة ألسنتها ، فركضت نحو الدرج لتصعده راكضة بينما لحقت بها روان وهي تركض بخطاها السريعة ..
وجدت كلتاهما الأطباء يتحركون بسرعة وبشكل غير منظم في الرواق.
مدت إيثار يدها لتوقف أحدهم وجاهدت لتلتقط أنفاسها وهي تذرف العبرات بغزارة من فرط الدموع والقلق والذعر والخوف وكل تلك المشاعر المكمونة داخلها ، ثم هتفت بصراخ قوي هز الأرجاء :
-
دكتور، مالك فين ، فين مالك!!
رد عليها الطبيب وهو يقبض على شفتيه بقوة :
- لو قصدك الأستاذ اللي عمل الحادثة احنا بنجهزه عشان يدخل عمليات فوراً ، هتلاقيه في تاني أوضة شمال !

_ تركته وركضت إلى حيث أشـــار ...
تجمدت عند عتبة بابها ..
أصابتها الصدمة ..
توقف القلب عن النبض للحظات عندما وقعت عيناها عليه راقداً على الفراش ، يحيطه من كل جوانبه بقعاً من الدماء..
غير شاعر بما يدور من حوله ...
خفق قلبها هلعاً ..
وركضت نحوه ..
جثت بجسدها عليه ، و أمسكت كفه بيديها المرتجفتين ، وظلت تُقبله كثيراً وكثيراً ..
توسلته بقلبها أن يرد عليها..
ترجته بروحها أن يفتح عينيه لينظر لها ..
ولكن لا حياة لمن تنادي!!
نادته بنشيج مختنق وهي تكافح للتنفس :
- مالك ، متسيبنيش ، خليك معايا انا محتجالك .. مالكاحنا لسه معيشناش ازاي هتمشي!!

تعالت شهقاتها ، وامتزجت بصوت صراخها الذي كان كسكاكين تقطع من لحم جسدها ..
هزته بعنف وهي تهدر من بين أنينها الباكي :
- مينفعش تسيبني ، فوق وكلمني .. مستحيل ربنا يرجعك ليا عشان ياخدك مني بالشكل ده !

اختنقت نبرتها أكثر وهي تتابع :مالك متسيبنيش ، خليك معايا.. أنا هموت لو جرالك حاجة .. آآآآه ، رايح فين وسايبني ؟!

هزته بعنف من كتفيه وهي تصرخ فيه ببكاء حارق :-قوم رد عليا وأتخانق معاياااا

فتح مالك جفنيه بصعوبة ، جاهد للالتفات برأسه ولكن لم يستطع..
حاول النطق بحروف متقطعة وبصوت ضعيف للغاية :
-آآ إ يثار !


حبست أنفاسها برعب ، وانتظرت منه أن يكمل :
-أنا .. آآ. هـ.. آآ.. هاموت !

صرخت فيه بفزع متوسلة إياه :
- اسكت ارجوك ، هتقوم وترجعلي بس امسك في الدنيا .. عاند عشان خاطري لأخر مرة !

نظر لها بثقل ، ورد عليها بصعوبة واضحة :
-
بــ.... حـ... حبك ، هموت وآآ ...أنا بحـ.. بك .. !!!
ارتعشت نبرتها وخرجت من فمها بصعوبة شديدة وهي تبكي بشدة :
-خليك عشاني ، انا بأحبك .. بأموت في كل حاجة منك ، ماتسبنيش ! طب .. طب عشان خاطر بنتك .. دي ريفان محتجاك ، وانا كمان ، أنا مقدرش اعيش من غيرك .. ارجوك خليك عشاني !!!!

بدأ جفنيه في الإنغلاق رويداً رويداً ، وكأن روحه تُختطف .. احتضنت رأسه وضمتها لصدرها وهي تبكي بصراخ ... نطقت باسمه وهي ترجوه ألا يتركها ويرحل :
- افتح عينيك يامالك .. افتح عينيك ياحبيبي ، انا جمبك يامالك

سكن للحظات في أحضانها يستشعر نبضات قلبها الملتاع من أجله ، ثم ضمها إليها بقوة كادت تكسر عظامها بين يديه ، وتنهد بعمق ، وأردف قائلاً بنبرة طبيعية للغاية :
- مقدرش أسيبك ، انتي حياتي كلها .. انتي نفسي .. انتي نبشي وروح قلبي !

شعرت إيثار بشيء مريب في الأمر ..
هو يتحرك ويضمها إليه بقوة شديدة تتنافى مع حالة الوهن التي عليها ..
استغرقتها عدة لحظات لتستوعب أنها خدعة ..
نعم هي مزحة مفزعة منه .. فلن تمد فيه الروح فجـــأة ..

دفعته لتبتعد عن أحضانه ولكنه أطبق عليها بقوة أشد..
عرف أنها كشفت أمره فتمسك بها بإصرار ، ونطق بنبرة عابثة :
- لا خليكي في حضني أحسن هموت ، انا هرمت من أجل اللحظة دي

تجمدت العبرات في مقلتيها ، واحتقن وجهها من دعابته المميتة ، وكزت على أسنانها بحنق بائن وهي تقول :- آآ... انت.....!؟

ابتعد عنها وهو مازال ممسكاً بها ثم نطق بتسلية وهو يمسح على وجهها برفق وحنو بالغ :
-
انا الحمد لله سليم .. وانتي اعترفتي بحبك ، ودخلتي القفص، ومش هتخرجي منه إلا على جثتي ، يامراتي وأم ولادي وشريكتي وحبيبتي ورفيقة دربي !

احتضن وجهها بين راحتي يده ، ونظر لها بعشق وشغف واضح .. ثم تابع بنبرته المشتاقة إليها :
-انتي الحياة بالنسبالي ، ومن غيرك يا حياتي أنا ممكن أموت.... .............................. !!!
.................................................. .............



منال سالم غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وفوق كل ذي علم عليم[/rainbow]
ign]






رد مع اقتباس