عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-17, 03:38 AM   #995

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن و الأربعون
خطت (راندا) بخطواتٍ مرتجفة إلى داخل غرفة جدها و مع كل خطوة تأخذها نحوه كان قلبها يزداد انتفاضا ... أخذت نفسا عميقا و هي تتجه ببصرها نحوه لتتجمد خطواتها تماما و شحب وجهها و شهقة خافتة تغادر حلقها بألم و دمعت عيناها و هي تنظر إليه من مكانها دون أن تجرؤ على الإقتراب ... أهذا جدها؟ .. متى كان بهذا الضعف .. هذا الشحوب و الوهن .. جدها الذي كانت تراه دوما كوتد العائلة الذي لا ينكسر و لا يمكن أن يفعل مهما حدث ... كالجبل الشامخ .. حتى في مرضه .. حتى بعد رحيل جدتها حبيبة عمره .. حتى مع كل الأوقات الصعبة التي مروا بها لم تره ضعيفا واهنا بهذا الشكل ... أغمضت عينيها بينما عقلها يأخذها بعيدا لمشهد مماثل ... (رُبا) الصديقة و الأخت الكبيرة و القلب الكبير الذي كان يحنو على الجميع .. (رُبا) التي تزوجت (آدم) فأصبحت أكثر قرباً لها .. (رُبا) التي واجهت مرضها بابتسامة و صبر و شجاعة .. لم تجزع كما فعلوا بل تقبلت قضاء الله بقلبٍ مؤمن و شاكر ... غصة رهيبة وقفت في حلق (راندا) و اعتصرت قلبها و هي تتذكر أيامها الأخيرة التي حولها فيها المرض إلى شبح ذابل هزيل .. امتص كل ذرة من حيويتها و شبابها لتنطفأ أمامهم رويدا رويدا دون أن يملكوا عنها رد اﻷلم أو الموت ... مع الكلمة الأخيرة انتفض جسد (راندا) و هي تفتح عينيها على وسعهما و تعاود النظر لجدها الذي كانت صورته تتشوش في عينيها كلما أمعنت النظر ، لتحل محلها صورة (رُبا) على فراش الموت في أيامها الأخيرة حين لم يعد العلاج و لا حتى عادت مُسكِنات الألم تُجدي نفعا .. كان الكل يعرف أن لحظاتها في الدنيا باتت معدودة و استعدوا لها بقلوبٍ وجلة و هي .. هي أيضاً حاولت .. يشهد الله حاولت .. ادعت القوة و التماسك لكنها انهارت ... اكتشفت يومها أنها كانت أضعفهم .. حين رحلت زوجة عمها (ملاك) و لحقتها جدتها بعد بضع سنوات كان الألم رهيبا لفتاة بعمرها .. كان مؤلما للجميع .. لكن حين رحلت (ربا) الحبيبة بعد معاناتها تلك انكسر الجميع و كانت هي أكثرهم انكسارا .. لم تستطع المواجهة و لا تعتقد أنها مستعدة للمرور بهذه التجربة من جديد و مع أحب الناس لقلبها ... جدها ... لم تنتبه أنها تجمدت في مكانها و غرقت مع أشباح ماضيها فلم تشعر بـ(هشام) الذي لحقها ليصدمه تجمدها و وجهها الشاحب و عيناها الشاخصتان .. لأول مرة يراها بهذا الضعف و هذا كان قاسيا على قلبه الذي نبض لأجلها بألم ... اقترب ليجاورها و حانت منه لحظة نحو سرير الجد ليقطب حاجبيه لرؤيته و قبضة مؤلمة اعتصرت قلبه فتنهد بحزن و التفت لـ(راندا) و همس برفق
_"(راندا) .. هيا جدي ينتظرنا"
لم يبد للحظة أنها قد سمعته فهمّ بالحديث من جديد لكنه توقف عندما شعر بكفها يلامس كفه القريب منها ليرتفع حاجباه في دهشة اختطلت بالحنان ، عندما وجدها تقبض بقوة على كفه لتنتقل إلى جسده رجفتها الغير ملحوظة .. تشبُثها بكفه نقل له كل مشاعرها و استنجادها الخفي ليبقى معها و يدعمها و يمنحها كتفه تستند إليها و دون كلمات كان يضغط على أصابعها بالمقابل و هو يشدها برقة لتتحرك معه نحو سرير جدها الذي ما أن شعر باقترابهما حتى فتح عينيه و التفت نحوهما بوجه شاحب مرهق و ابتسم بخفوت و هو ينظر لهما معاً ، و رقت عيناه و هو يلمح كفيهما المتعانقين بقوة ليرفعهما من جديد نحو (راندا) التي تسمرت عيناها الدامعتان عليه و عرف كم تبذل من جهد حتى لا تنهار أمامه فهمس بحنان و هو يرفع لها يدا مرتجفة
_"(راندا) .. تعالي صغيرتي"
زادت رجفتها و تأثرها فضغط (هشام) على كفها مشجعا لتندفع شهقة بكاء من حلقها و هي تخطو بسرعة نحو جدها فتركع جوار فراشه و تحتضن كفه بين يديها و تنهار باكية و هي تهتف من بين شهقاتها
_"جدي .. سلامتك يا حبيبي ... أنا آسفة جدي .. آسفة .. سامحني حبيبي"
فاضت عيناه بالحنان و هو يهمس
_"علام تعتذرين يا شيطانتي؟ و لماذا البكاء؟ .. أنا بخير لا تخافي"
قالت من بين عبراتها
_"لقد وعدتك ألا أضعف .. و وعدتهم أنني سأتماسك أمامك يا جدي و لكن .. الآن .. أنا لا .."
تقطعت كلماتها حتى عجزت عن الحديث و هي تقترب لتدفن رأسها بجوار كتفه فتنهد و رفع عيناه نحو (هشام) الذي وقف متأثراً فابتسم له ليقترب (هشام) و يربت على كتفها و هو يقول
_"تماسكي (راندا) .. جدي بخير"
ثم نظر للجد و تحول إليه بالحديث قائلاًَ
_"يبدو أنني غُششت بهذه الفتاة يا جدي .. ظننتها أقوى من هذا .. يا للأسف .. من الواضح أنها أضعف بكثير مما تخيلت"
اخترقت الكلمات أذن (راندا) لتنتزعها من السحابة السوداء التي غمرتها فرفعت رأسها بحدة و التفتت له بعينين متسعتين كأنما انتبهت له لتوها و هتفت بحاجبين معقودين
_"و ما شأنك أنت؟ .. ثم ماذا تفعل هنا؟ .. هذا أمر بيني و بين جدي .. هيا غادر لو سمحت"
كتف ذراعيه و قال ببرود
_"لا يمكنك طردي عزيزتي .. لو نسيتِ فجدي قد طلب وجودي أنا الآخر"
عقدت حاجبيها و هي تتذكر سبب وجوده معها فالتفتت نحو الجد الذي كان يتأملهما في صمت و قد بدا عليه نوعٌ من الارتياح و السعادة لرؤيته كيف استطاع (هشام) ببساطة أن ينتزعها من حزنها و لو مؤقتاً و قال بعد برهة
_"هذا صحيح (راندا) .. لقد أردتكما معاً .. ألا يمكنك تحمل غضبكِ من أجلي للحظات؟!"
تغلب خوفها عليه على كل مشاعرها الأخرى فاقتربت لتقبل رأسه و هي تقول من بين دموعها
_"فداك روحي حبيبي .. سأحتمل أي شيء لأجلك .. سأفعل أي شيء .. المهم أن تعود لنا بسرعة ... فقط كن بخير و كل شيء آخر يهون"
ابتسم لها بحنان و قال
_"أنا بخير حبيبتي .. مادمتم بخير و جميعكم حولي و متماسكون فأنا بخير"
صمت و غامت عيناه بحزن للحظات فقالت بخوف
_"ما الأمر جدي؟ .. أنت بخير؟! .. هل أطلب لك الطبيب؟!"
تنهد بخفوت و التفت لها قائلا
_"لازلتِ تجزعين بسرعة صغيرتي .. ألم نتفق من قبل؟"
هزت رأسها و قالت و هي تحاول التحكم بعبراتها
_"آسفة جدي .. أنا أحاول .. صدقني .. لكنني"
قبض على كفها بأصابع واهنة زادت قلبها ألماً و هو يقول
_"لكل أجلٍ كتاب صغيرتي .. كلنا سيرحل عندما يحين مو .."
سارعت تغطي فمه بأصابعها و هي تقول
_"لا تقل هذا جدي .. أدامك الله فوق رؤوسنا جميعنا و أطال بعمرك"
هز رأسه و ابتسم مكملاً
_"الباقي من العمر ليس كالذي رحل بنيتي .. أنا لست خائفاً من الموت حبيبتي .. أريد فقط أن أطمئن عليكم قبل أن يحين موعدي"
سالت دموعها و هي ترمقه بلوم ليتابع و هو يرفع كفه يربت على خدها برفق
_"لقد ربيتكم لتكونوا يداً واحدة (راندا) .. عائلة متماسكة لن تفترق مهما حدث و مهما حاولت الأيام أن تفرق بين أفرادها .. لتكونوا أقوياء .. لكنني رغم هذا لازلت أريد أن أطمئن على مستقبل كل واحدٍ منكم"
و صمت لحظة و هو يتأملها قبل أن يتابع
_"خاصةً أنتِ صغيرتي"
نظرت له بتساؤل ليكمل
_"لقد أطمأن قلبي على الجميع و لم يبق سواكِ .. أريد أن أغادر هذه الدنيا و أنا أعرف أنكِ بخير .. (سؤدد) واجهت الكثير منذ صغرها و أعرف أنها ستتدبر أمرها حتى لو كانت وحدها ... (وتين)"
تنهد بحزن و أكمل
_"(وتين) قوية و أعرف أنها حيث كانت فهي بخير و متماسكة و ستعود لنا في أقرب وقت .. و أنا مطمئن أن (زياد) سيكون إلى جانبها مهما حدث .. و (هاميس) كذلك .. أنا أعرف أن (سيف) سيهتم بها جيداً .. لكن أنتِ"
نظرت له بتوجس و مجرى الحديث يثير داخلها قلقاً مما يقود إليه .. تخشى كثيراً أن تخمن ما يحاول جدها الوصول إليه .. استمعت له بقلب متوجس و هو ينقل بصره بينها هي و (هشام) الذي وقف يستمع إليه بانتباه و هدوء مع ترقب حذر لكل خلجاتها في انتظار رد فعلها على ما يوشك الجد قوله
_"كنت أريد أن أشهد يوم زفافكِ بعيني .. كنت أمني النفس أن يكون ذلك قريباً و أن أرى أطفالكِ .. قبل أن أرحل"
تطلعت له بعينين متسعتين يرفضان ما بدأت تستوعبه بينما يتابع
_"لم أضغط عليكِ لتوافقي على الأشخاص الذين حاول والداكِ أن يقنعاكِ بهم من قبل ... كنت أعرف أن أياً منهم لن يكون نداً لك .. عرفت أن أيَّهم ليس هو الرجل الذي يستحقك و الذي سيحافظ عليكِ و يحميكِ و يمنحكِ الحب الذي تستحقين"
ارتجفت شفتاها بقوة و قلبها ينبض بعنف بينما عقلها تجمد رافضاً تصديق ما تسمع بينما يكمل جدها و عيناه ترتفعان نحو (هشام) الذي رقت عيناه و ابتسم بخفوت هو ينظر له بتقدير واضح
_"و عندما التقيته .. بنظرة واحدة عرفت أنه هو الرجل المناسب لكِ .. هو فقط من يستحق أميرتي العنيدة المدللة .. لكنها ظلت أمنية دفنتها بقلبي في ذلك الوقت ، حتى جمع القدر بينكما بطريقته .. و اكتشفت أن أمنيتي أصبحت قريبة المنال لكنني اكتشفت أيضاً أن شيطانتي العنيدة تحارب بقوة كعادتها .. ترفض أن تُسلم بما عرفته أنا من نظرة واحدة و بما أدركته هي داخلها ، لكنها تُصر على المكابرة"
قطبت حاجبيها و تطلعت له و هي تتنفس بصعوبة و فتحت فمها تريد أن تقاطعه .. أن تمنعه من تكملة ما يريد قوله .. ما عرفت أنه ينتويه ، لكنه سبقها و هو يقول بحنان
_"قلتِ أنكِ ستفعلين أي شيء من أجلي حبيبتي ، صحيح؟!"
أرادت أن تنكر لتهرب مما يوشك أن يفرضه عليها .. لكنها لم تستطع ، و دمعت عيناها و هي تهز رأسها في استسلام ليقول بخفوت و هو يقبض على كفها برجاء وصلها مع كل كلمة من كلماته
_"عندما طلب (هشام) يدكِ مني و من والدكِ وافقت فورا ، لكنني اضطررت للرضوخ لطلبكِ و تمنيت لو استطعت اقناعكِ بأي طريقة لكنني فضلت أن أترك لكِ الخيار كما عودتكِ و لا أفرض عليكِ ما ترفضينه .. تمنيت لو تغيرين رأيكِ مع الوقت حبيبتي .. لكن الآن و أنا لم يعد لدي الكثير من الوقت أجدني مضطر لأطلب منكِ أن تعيدي التفكير من جديد"
هزت رأسها تمنعه من أن يكمل لكنه تابع برجاء
_"اعتبريها أمنية جدكِ الأخيرة حبيبتي .. أريد أن أطمئن عليكِ قبل رحيلي"
و ضغط على كفها و هو يلمح كيف غاب الدم عن وجهها و تابع
_"تزوجي (هشام) بنيتي .. هو سوف يـ"
هبت واقفة و هي تهتف دون وعي
_"لا .. هذا مستحيل"
قطب (هشام) حاجبيه و اقترب ليقول بحنق
_"ما الذي مستحيل؟! .. من قال أصلاً أنني موافق على الزواج منكِ؟ .. من سيحتمل أصلاً أن يعيش مع فتاة لها رأس عنيد كثور و لسان أفعى ذات جرس ، هه؟"
حدقت فيه بذهول قبل أن تهتف
_"كيف تجرؤ؟"
و رفعت قبضتها و قد نسيت جدها الذي برفقتهما و ضربت كتفه بحنق
_"كيف تجرؤ أيها الوغد الأحمق؟ .. ثم من أنت لترفضني ، هه؟ .. من تظن نفسك؟ ... أنا هي من ترفض الزواج منك ... من الفتاة التي تملك ذرة من عقل و التي ستحتمل الحياة مع رجل مستفز مثير للأعصاب متبجح و مغرور و يظن أنه الرجل الوحيد في هذا الكون"
قبض بقوة على كفها التي واصلت ضربه و هتف بحنق
_"أنتِ هي المجنونة التي لا تستقر على رأي لبضع ثوانٍ .. منذ دقائق كنتِ تعتذرين لي و ارتديتِ ثوب الملائكة ببراعة حتى صدقتكِ ، و الآن و في لحظات تحولتِ لشيطانة مجنونة و عاد لسانك السليط هذا ليلدغ بغباء"
هتفت بذهول
_"أنا؟! .. أنا مجنونة و شيطانة؟ هل سمعت جدي؟ ... أيها الـ أيها الـ .."
لم تجد وصفاً يعبر عن مدى قهرها فرفعت قبضتها الأخرى لتضربه بقهر و هي تهتف
_"أيها الوقح المستفز .. أنا أكرهك .. أكرهك"
أمسك قبضتها الأخرى و قال ببرود
_"شعور متبادل"
انتزعت كفيها منه و هتفت بغضب و هي تلتفت نحو جدها الصامت
_"آسفة جدي .. أنا لن أتزوج منه أبداً فكما ترى هو .."
صمتت فجأة و هي تنظر لجدها الذي طالعها بحزن جعل قلبها يتوقف و ابتلعت كلماتها و هي تنظر له في قلق بينما (هشام) تحكم بصعوبة في غضبه منها .. تلك الفتاة صارت تستفز أعصابه أكثر من أي وقتٍ مضى .. هز كتفيه بقلة حيلة مع نظرة الجد اللائمة له كأنه يقول .. ليس بيدي .. حفيدتك المستفزة لم تترك لي ذرة من العقل أو الحكمة .. رمقها بنظرة حانقة و هو يهمس داخله .. مستفزة .. عنيدة .. و ستصيبه بالجنون قبل أن ينجح في قص لسانها هذا .. انتبه على نداء الجد باسمه فنظر له بسرعة ليجده يمد كفه نحوه فأسرع يقترب ليلتقطها دون أن يكترث لـ(راندا) التي رمقته بحنق و قال معتذرا
_"أنا آسف يا جدي .. لم أتمالك نفسي"
تنهد الجد و هو ينظر لهما و قال بصوت ضعيف
_"بني ... أعرف أنكما لا تجتمعان في مكان إلا و تقوم الحرائق لكنني أعرف أن بينكما شيء يستحق .. (راندا) حبيبتي"
نظرت له من بين دموعها ليكمل
_"قد لا ترين ما أقوله الآن ، لكن صدقيني ستكتشفين بنفسك أنني كنت محقاً ... أنا خبرت الدنيا لسنوات طويلة بنيتي و لدي من الحكمة ما يجعلني أعرف الرجل الحقيقي حين أراه ... (هشام) يحبك صغيرتي و رغم كل ما تفعلينه معه لازال يريدك و أعلم أنه سيبذل كل ما يستطيع ليسعدكِ دائماً .. افتحي قلبك و امنحيه الفرصة ليرى ما تضيعيه عليه برفضكِ"
همست بخفوت
_"أرجوك جدي .. أنا لا .."
قاطعها و صوته يتنخفض بطريقة أقلقتها
_"أرجوكِ أنتِ بنيتي .. حققي لي أمنيتي في أن أراكِ مع زوجكِ الذي اخترته لكِ .. أسعدي قلب جدكِ قبل أن .."
صمت فجأة ليسعل بقوة للحظات أرعبت (راندا) التي هتفت
_"اهدأ جدي أرجوك .. لا تتعب نفسك .. (هشام) .. أرجوك ناد للطبيب"
تحرك (هشام) ليطلب المساعدة لكنه توقف على نداء الجد الخافت له فالتفت له بقلق ليقول بعد نوبة سعال أخرى و هو يضع يده بإجهاد على صدره
_"تعال بني .. لا داعي"
وقف مترددا ليشير له أن يقترب فعاد مكانه و هو يتساءل أكانت هذه محاولة للتأثير على (راندا) .. نقل بصره إليها ليجدها عاودت البكاء و هي تحتضن كف جدها و تقول
_"آسفة حبيبي .. لم أقصد أن أجعلك تنفعل .. أرجوك لا تفعل هذا بنفسك"
همس بخفوت
_"عديني حبيبتي ... عديني أن تفكري و تعيدي النظر .. عديني أن تحققي لي أمنيتي قبل أن يسترد الله أمانته صغيرتي"
نظرت له بعجز ترجوه أن يرحمها و يحلها من وعدٍ لا تحتمل أن تقطعه و لا تعتقد أنها قادرة على أن تبر به بينما نظراته لها كانت تخترق قلبها و تجعله يأن بين ضلوعها .. قلبها الذي كان يحاربها بقسوة لتستسلم لشعورها نحو (هشام) .. لتستسلم لرغبة جدها .. وجدت نفسها تخفض رأسها و تقول باستسلام
_"أعدك جدي"
أشرق وجه جدها لتدمع عيناها أكثر و هي تكمل
_"أعدك .. ما تريده سيحدث .. لكن فقط عد إلينا سريعاً ... لا تتركني و ترحل أنت أيضاً جدي .. أرجوك لا تفعل"
قالت كلمتها و دفنت وجهها قرب كتفه باكية ليربت على رأسها برفق و يقول
_"إن شاء الله حبيبتي .. إن شاء الله"
مضت لحظات كانت عينا (هشام) و الجد تتبادلان حديثاً طويلاً قبل أن ترفع (راندا) رأسها و تنظر له من بين دموعها و تقول باختناق
_"اسمح لي جدي ... يجب أن أذهب"
أومأ لها فمالت تطبع فوق جبينه قبلة حانية امتزجت بدموعها و قالت
_"شفاك الله و عفاك جدي .. تحسن سريعاً"
ابتسم لها و ربت على خدها بحنان لتبتسم ببهوت و تتحرك لتغادر لكن ليس قبل أن ترمق (هشام) بنظرة أخيرة جعلته يقطب حاجبيه بقلق ... نظرة كانت مزيجاً غريباً من الخواء و اليأس و الخذلان .
****************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس