عرض مشاركة واحدة
قديم 30-06-17, 03:47 AM   #997

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رفعت (وتين) رأسها بإجهاد و تنهدت بتعب و هي تهتف
_"يا إلهي .. هذا متعب للغاية"
و تطلعت لقطعة الزجاج بيدها بيأس و هي تتابع بحنق
_"لماذا يبدو الأمر سهلا للغاية في الأفلام؟ .. مخادعون"
و تنهدت بقوة و عادت تطرد اليأس و التقطت قطعة الزجاج لتضعها بين أسنانها و تطبق عليها جيدا و تميل محاولة قطع القيود المتينة التي أحكم ذلك الرجل الغليظ ربطها بكل إحكام .. تمتمت بحنق من بين أسنانها
_"كأنني سأهرب مع ذلك القيد اللعين في قدمي .. تبا لهم"
عادت تكمل محاولاتها المضنية المستمرة منذ ما يقرب الساعة لكن حركة خافتة عند الباب جعلتها تسقط الزجاجة بين كفيها و تعيد إخفاءها و تتطلعت بقلب خافق للباب الذي فُتح ببطء .. ترى هل حان الوقت؟ .. هل غيروا رأيهم و سينقلونها اليوم؟ .. هل ستقابل ذلك الرجل الغامض مرة أخرى؟ .. كادت تعتقد أنهم قد نسوا أمرها خلال الساعات الماضية التي لم يطل فيها أحدهم عليها .. نظرت للباب بترقب و قلق ليرتفع حاجباها في دهشة مع الخيال الصغير الذي أطل عند الباب ... من أين أتى؟ و ما الذي أتى به إلى هذا المكان؟ .. كان طفلا صغيرا خمنت أنه لازال في العاشرة .. ربما .. كان يحمل صينية الطعام و يتقدم نحوها و هو يتطلع خلفه برهبة حتى اقترب منها و وضع الطعام أمامها و هو يقول بينما ينظر لها باستغراب
_"تفضلي"
زاد ارتفاع حاجبيها في دهشة و هي تتأمله قبل أن تقرر إلقاء دهشتها و تساؤلاتها جانبا و هي تقول بابتسامة رقيقة
_"مرحبا"
احمر وجه الغلام و هو ينظر لها بارتباك كأنما توقع منها أي شيء إلا أن ترحب به بابتسامتها الحنونة تلك .. عاد يقرب لها الطعام و يقول بخفوت
_"تفضلي يا آنسة"
ابتسمت في رقة .. من هذا الصغير؟ و ما الذي أتى به هنا؟ ... بين أولئك الرجال الغلاظ قساة القلب ... يبدو صبيا مهذباً من طريقة حديثه معها .. أي حظ عثر أوقعه معهم؟ .. تأسفت داخلها و هي تتأمل ثيابه المذرية و هيئته الفقيرة ... السبب واضح .. هزت رأسها تطرد الأفكار السلبية و قررت استغلال الفرصة .. ربما يفيدها وجوده بطريقة ما ... عادت تتطلع إليه و هو يطالعها بغرابة يتأمل شعرها بلونه الغريب و عيناها الزرقاوان اللذان تطالعانه بحيرة و أسف ... ذلك المسكين مهما كان ما دفعه ليعمل مع تلك العصابة فطفل بريء مثله لا يجب أن يكون هذا مكانه .. ربما بعد أن يقضي معهم بعض الوقت سيفقد براءته هذه تماما و يصبح واحدا مثلهم .. قطبت حاجبيها رفضا للفكرة .. لا يجب أن ينشأ طفل بعمره في هذه البيئة أبدا .. أخذت نفسا عميقا و عقلها يعمل بسرعة و قررت أن تبدأ سريعا قبل أن تضيع الفرصة من يدها .. عادت تبتسم و هي تقول بحنان
_"شكرا لك يا .. ما اسمك يا صغيري؟"
احمر وجهه و هو يجيب بخجل
_"(حمادة)"
اتسعت ابتسامتها و هي تقول
_"تشرفنا (حمادة) .. لكن ماذا تفعل هنا؟ ... هل تعرف أين نحن؟"
تطلع نحو الباب الموارب بقلق واضح و هز رأسه دون إجابة لتقول بهدوء لتبث فيها الطمأنينة
_"لا تخف ... لا تُجب أن كنت لا تريد .. أنا فقط أشعر بالملل و أردت أن أتحدث معك لا غير ... إن أردت يمكنك أن تذهب .. لن أغضب منك"
و أطرقت بحزن مفتعل جعله يجلس بتردد .. خبرتها مع أطفال حضانتها جعلتها تعرف جيدا كيف تكتسب ثقتهم سريعا و تعرف من نظرة واحدة كيف يشعرون و ماذا يحتاجون ... ربما هو يكبرهم عمرا لكنه لايزال طفلا .. طفلا لسبب قاهر وجد نفسه مضطرا للعمل في هذه البيئة التي لا تناسبه أبدا ... رفعت رأسها إليه و قالت بخفوت حزين
_"لماذا لم تذهب يا (حمادة)؟"
قال بتردد
_"أنتِ لست حزينة؟"
هزت رأسها فقال
_"لماذا أنتِ هنا؟ .. هل يريدون منكِ مالاً؟"
هزت رأسها مجددا وقالت
_"لا أعرف ... و أنت؟ هل تعمل معهم؟ ... تبدو صغيرا جدا"
هتف باعتراض شديد
_"لست صغيرا .. أنا في الثانية عشر"
ابتسمت في حنان و قالت
_"واو .. أنت كبير فعلاً .. أعتذر إذن ... لكن أيضا لا يجب أن تكون هنا حتى لو كنت كبيرا ، صحيح؟ .. هذا المكان سيء للغاية .. من الذي أتى بك لهنا؟"
أطرق بحزن واضح قبل أن يهز رأسه و يقول
_"زوج أمي"
نظرت له بتساؤل ليقول
_"زوج أمي أتى بي لأخدمه هو و الرجال في الخارج"
و مال عليها كما لو كان سيشي بسر خطير
_"كما أنه أخبرني اليوم أن أهتم بطلباتك و أراقبك ، لأنه لا يحتمل الفتيات المدللات"
قطبت حاجبيها بحنق .. ذلك الرجل البغيض يكون زوج أمه .. ياللفتى المسكين .. سألته بقلق
_"هل يجبرك على العمل معهم؟ .. ألا تذهب للمدرسة؟"
هز رأسه و قال بحزن
_"لقد مات أبي منذ عامين و توقفت عن الذهاب للمدرسة لأن أمي لا تملك المال الكافي لي أنا و إخوتي"
و تألقت عيناه و هو يقول بفخر طفولي
_"أنا أكبر اخوتي .. لدي أربع أشقاء أصغر مني .. ولدين و بنتين و أنا أهتم بهم جميعاً"
ابتسمت و هي تتجاوب معه و سمعته يضيف
_"حتى الشهر الماضي كنت أعمل في ورشة صغيرة قريبة من بيتنا بعد أن توقفت عن الدراسة و عندما تزوجت أمي"
صمت لحظة بضيق واضح قبل أن يقول
_"تزوجت العام الماضي و عندما مرضت و لم تعد تعمل أبدا و رقدت في السرير .. اضطررت للعمل مع زوج أمي لأحصل على ثمن علاجها و أطعم اخوتي الصغار"
اتسعت عيناها بذهول و نبض قلبها بألم شديد و هي تستمع له و جاهدت حتى لا تدمع عيناها أمامه .. ابتلعت لعابها بقوة و قالت بصوت جاهدت لتبعد عنه رنة الألم و الشفقة و هي تقول
_"أنت فتى شجاع يا (حمادة) ... لابد أن والدتك فخورة بك"
رفع رأسه و انتشت ملامحه بوضوح و هو يقول باعتداد و نضج غريب جعلها تتذكر (رامي) الصغير لتلمع عيناها بحنان
_"بالطبع"
ابتسمت و هي تهز رأسها موافقة و قالت
_"و أنا سعيدة لأنني تعرفت على فتى رائع مثلك (حمادة) .. أرجو أن تأتي لتتحدث معي دائما .. أشعر بالضيق لأنني أجلس بمفردي"
و كأنما تذكر فجأة ما يفعله هنا فنهض بسرعة و تطلع نحو الباب بخوف جعلها تشفق عليه لتقول بسرعة
_"آه يبدو أنني أخرتك .. حسناً اذهب أنت الآن (حمادة) ... لكن إن استطعت أن تأتي مرة أخرى فسأكون سعيدة للغاية"
تحرك ليغادر قبل أن يتوقف فجأة و يلتفت ليسألها بخجل و ارتباك جعلها تبتسم
_"لم أعرف اسمكِ يا آنسة؟"
ابتسمت مجيبة
_"(وتين)"
نظر لها بحيرة و هو يقول
_"اسمكِ غريب .. ماذا يعني؟"
شردت في ذكرياتها بحنين و ارتسمت في عقلها صورة (زياد) و هو يناديها بوتينه و كم مرة أخبرها أن هذا الاسم يليق بها وحدها و أنها وحدها وتينه و شريان حياته و روحه ... تنهدت و أجابت بعينين لامعتين و صوت متهدج
_"وتين هو شريان ... المجرى الذي يوصل الدم للقلب ... و بدونه لا يستطيع القلب أن يعيش أو يدق .. بإختصار لا يستطيع الإنسان أن يعيش"
قطب حاجبيه مفكرا كأنما يحاول استيعاب معنى كلماتها قبل أن يشرق وجهه و يقول
_"فهمت .. اسمكِ جميل و معناه جميل"
و أسرع نحو الباب و توقف عنده لحظة ليلتفت نحوها و يقول بخجل شديد و وجه محمر
_"و هو جميل مثلكِ أيضاً"
اتسعت عيناها و هي تنظر له ، قبل أن تضحك و شعور بالسعادة يتغلغل داخلها ليزيل كل بقايا اليأس و الحزن من قلبها و راقبته حتى اختفى عن ناظريها و أغلق الباب لتتحول ضحكتها لابتسامة واسعة و تتراجع لتسند رأسها للخلف و تغمض عينيها براحة شديدة و كلمات أمها تتردد في رأسها و هي تخبرها .. "تذكري دائما أن العسر يأتي بين يسرين حبيبتي و بين ظلام اليأس حتما ستجدين نورا للأمل و لو كان خافتا جدا ... تمسكي به جيدا و ستجدينه قد أصبح شمسا يغمر نورها الظلام من حولكِ .. فقط لا تيأسي و سيصبح كل شيء بخير" .. فتحت عينيها من جديد و أسرعت تخرج قطعة الزجاج و تتطلع إليها و همست و هي ترفعها لفمها من جديد
_"هيا .. لنحاول مرة أخرى"
و عادت تحاول قطع وثاقها المحكم بينما تفكر في الصبي الذي غادرها لتوه .. ربما أمكنها أن تقنعه أن يساعدها في الهرب من هنا ... لكنه سيخاف بالتأكيد من زوج أمه الكريه ذاك .. يجب أن تكسب ثقته و تؤكد له أنها ستحميه من أن يطاله أي أذى بسببها و لن يعرف أي شخص أنه من ساعدها ... يجب أن تقنعه بأي طريقة ... عادت تركز مع مشكلة قيودها بإصرار أكبر ... ستحاول على أية حال لن تخسر شيئاً
*********


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس