عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-17, 01:38 AM   #526

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



حين تحرك بالسيارة لم يدري بأي طريق يذهب، يشعر باﻹختناق..
مع كلمات عمار التي شعر بها كالسهام السامة, تخترق روحه وتزهقها..

كل ماضيه المزعج تشكل أمامه بطريقة مخيفة؛ جعلت عيناه تظلمان بقتامة مرعبة
وكأن شيطانًا تلبسه، يزيد من سرعة سيارته بطريقة جنونية، يكاد يسابق الريح،
غير عابئ بمن حوله, ولا تلك اﻷصوات الساخطة والسباب المنطلق منهم..

إن كان يريد الموت بتلك اللحظة؛ فهذه هي أنسب طريقة
وهو يكاد يسيطر علي السيارة المتأرجحة علي الطريق, وصوت صرير عجلاتها يصم المارة..

يقود بدون وجهة؛ بل بدون وعي أو رؤية، لم يجد نفسه سوى أمام المقابر،
ذلك المكان المقبض للقلب، أوقف سيارته بطريقة مفاجئة لتدور حول نفسها..

إن كان الموتي يستطيعون الحديث؛ لصرخوا فزعًا، فتح باب السيارة وهبط بغضب,
وصفع الباب بعنف كاد ينزعه من مكانه تهتز السيارة المسكينة مكانها..

تحرك إتجاه باب المقبرة بخطوات ساخطة, يركله بقدمه بشراسة لاهثًا بجنون,
وعيناه تبرقان بطريقة مخيفة يجذ علي أسنانه حتى كاد يحطمهم..

دلف ووقف بهيئة هجومية أمام قبر والده, يزم شفتيه بقسوة,
ويكور قبضتيه حتي أدمت أظافره باطن كفيه.. صوت أنفاسه الهادرة مسموع..

ظل واقفًا أمام شاهد القبر ينظر إليه بحاجبين معقودين بصمت مهيب..

ثم قال بتشفٍ مخيف من بين أسنانه:" ها أنت ذا ميت منذ سنوات،
متعفن؛ بل تكاد تكون عظامًا متحللة، تسابقت عليك الحشرات والديدان, لتأكل جسدك القوي..

أين ذهب جبروتك وقسوتك؟.. هل استطعت دفعهم ومنعهم من نخر عظامك؟..
أنت لا شئ.. كل ماحدث لي بسببك.. دمرت حياتي..

طفولتي البائسة, ومراهقتي المشردة..
وهاهو حاضري, حاضر أسود صنعته لي يماثل قتامة قلبك..
هنيئًا لك يا أبي لقد جعلتني صورة منك بل أسوء..

لقد جعلتني أفقد أحب شخص إلي قلبي بسبب مافعلته بي..
دومًا تفسد حياتي حتى بعد موتك.. أعيش بلا هدف.."

ثم قست عيناه أكثر, وقال بشرود بعيد:" بل هناك هدف لي.."

غامت عيناه بآخر ذكري له مع أبيه بالمشفي, حين دعاه ليحاول أن يصحح خطأه..
ويعتذر من سهيل علي مافعله رغم قسوته..
كان يطلب مسامحته بعنجهية وتسلط وكأنه يأمره ويقر أمرًا واقعًا..
ولكنه لم يكن يعرف أي وحش مخيف صنعه بيديه..

حين ضحك سهيل بإستهزاء, ومال يهمس بإستخفاف مزدرئ:
" أنت تحلم.. وانتصب واقفًا يقول بقوة وتجبر.. سأعود فقط حين تموت..
سأعود لآخذ كل شئ, ستكون شركات رشدان تحت سيطرتي أنا.."

ثم مال عليه مرة أخري يقترب تلفح أنفاسه المستعرة جانب وجه أبيه,
هامسًا بأذنه بشراسة متوعدة:" سأعود لأقتلها بيدي, وأحرق جسدها بمنزلك القذر.."

عاد ينظر للقبر مرة أخري بوجه أسود مخيف, ولكن تحشرجت أنفاسه,
وقال بخفوت متألم:" هل أنت سعيد اﻵن؟.."

تراجع للخلف وعيناه تضجان ألمًا وقهرًا, جلس بتخاذل يستند بظهره إلي تلك الشجرة الكبيرة
يرفع رأسه محاولاً استنشاق بعض الهواء رئتاه تطلبان الهواء..

ولكن ماحوله هواء مثقل بقهر وحقد سنوات ماضية..
وعذاب حاضر يجعله مسخ شرس لا يستطيع أن يتركه..
لن يرتاح إلا حين يقتلها بيديه.. يشفي غله ويطرد بدمائها كوابيسه..

عاد بعينيه لقبر والده, وقال بقهر:" عليك أن تفخر بي اﻵن كثيرًا..
ولتتعذب بالجحيم أبي.. انتظرني هناك؛ فهذا مصيرنا.."

**************************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس