عرض مشاركة واحدة
قديم 14-07-17, 03:07 AM   #1054

may lu

كاتبة بمنتدى من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية may lu

? العضوٌ??? » 107341
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,587
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » may lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond reputemay lu has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تململت (سيلين) في نومها بضيق و تسللت قطرات العرق على بشرتها رغم مكيف الهواء الدائر بغرفتها و تأوهت بألم و هي تحرك رأسها يميناً و يساراً في إنزعاج بينما كابوسها الذي ألفته منذ سنوات يأبى أن يفلتها .. تنفست بقوة و هي تجد نفسها تجري دون توقف و هي تنظر خلفها .. كانت ترى نفسها في صورة أخرى .. طفلة صغيرة حافية تطاردها أشباح شريرة بينما تندفع هي في أعماق غابة مظلمة تحيطها أغصانها الكثيفة من كل جانب و هي تلهث برعب لتختفي الغابة و تتحول إلى موجات هادرة لمحيط غاضب ابتلعتها ، لتجد نفسها مقيدة للأرض بشدة تحاول التخلص من قيدٍ لا تراه ... خصلات حمراء تساقطت على الأرض من حولها قبل أن تتحول إلى ألسنة لهب ارتفعت لتحاصرها لتصرخ في ارتياع و قد أيقنت الموت لتمتد يدٌ قوية و تنتزعها من وسط اللهب و صاحبها يضمها إلى صدره بقوة و هو يهمس في أذنها أنه معها ، لتستكين بأمان لم يستمر للحظات بينما يدفعها عنه بقسوة لتحدق في عينيه اللتين اختفى منهم الحب و وعد الأمان لتحل محلهما الكراهية و الغضب الأعمى و هو يحيط برقبتها و يعتصرها بقوة و هو يهتف
_"قلت لكِ سأجدكِ مهما طال الوقت (إيفا) و لن ينقذكِ أحدٌ من انتقامي"
صرخت بقوة و هي تحاول التخلص من قبضته بينما رنين مزعج تصاعد في الخلفية
_"لا لا لاااااا"
أفلتت منه بصعوبة و أطلقت ساقيها للريح و صوته يطاردها بكراهية ممزوجاً بالرنين ليصبح مزيجاً مرعباً
_"سأجدكِ (إيفا) مهما هربتي .. (إيفاااااا)"
_"لاااااااااا"
صرخت بها و هي تنتفض جالسة في فراشها و أنفاسها تتسارع بطريقة مرعبة و العرق يغمرها ... وضعت كفها على قلبها الذي تسارعت نبضاته كأنما تعدو في ماراثون ... انتبهت لرنين الهاتف الذي أيقظها من الحلم فتنفست بقوة و مدت يداً مرتجفة لتلتقط هاتفها الذي توقف عن الرنين ليعاوده بعد لحظة لتلمح الرقم الدولي و تعقد حاجبيها في انتباه و تسارع بالإجابة و تقول بالفرنسية بصوت حاولت التحكم في ارتجافه
_"مرحباً (بيير) ... لا عزيزي أنا مستيقظة .. لا بأس ما الأمر؟"
استمعت له بانتباه بحاجبين معقودين قبل أن تهتف بغضب
_"ماذا تعني أنه اختفى؟ .. أين سيكون قد ذهب؟"
أتاها صوته الحانق يقول
_"لا أدري (سيلينا) لقد أخبرتك بما عرفته ... ذلك الرجل اختفى .. لا وجود له بيارس و لا حتى في فرنسا كلها ... لقد غادر"
هتفت و هي تنهض من فراشها و تتحرك بعصبية في غرفتها
_"غادر إلى أين؟"
_"لا أعرف"
عادت تهتف
_"ماذا تعني بلا أعرف؟ .. هل هذه هي الإجابة التي أجاد بها عقلك؟"
هتف بضيق
_"هذه هي الحقيقة (سيلين) .. ذلك الرجل اختفى كأنما انشقت الأرض وابتلعته ... لم أعثر على اسمه في سجلات مغادرة البلاد في أي مطار أو حتى ميناء بحري .. باختصار لقد تبخر في الهواء أو ربما"
_"ربما ماذا؟"
تنهد و هو يقول
_"ربما غادر البلاد بهوية مزورة"
عقدت حاجبيها لتقول و هي تفكر
_"هل تعتقد هذا؟"
_"أجل"
صمتت للحظات مفكرة ثم قالت
_"هذا الرجل أخطر مما توقعت بالفعل ... اسمع (بيير) حاول البحث عن أي خيط قد يقودك إليه أو إلى المكان الذي غادر إليه ... أعرف أنني أثقلت عليك كثيراً يا صديقي لكن ليس هناك غيرك أثق به"
قال باستنكار
_"ما الذي تقولينه (سيلينا)؟ تعرفين أنني مستعد لعمل أي شيء من أجلكِ"
_"شكراً (بيير) ... شكراً لك .. طلب أخير فقط (بيير)"
_"اطلبي حبيبتي"
_"لو أنه غادر البلاد حقاً فأشك أنه قدر ترك خلفه من ينوب عنه و ينبش في ماضيّ .. حاول ألا تسمح لهم بمعرفة أي شيء كما اتفقنا ... لا أريد أن يصلوا لماضيّ بأي طريقة (بيير) ، اتفقنا؟"
قال بتأكيد
_"لا تقلقي حبيبتي .. سأفعل كل ما بوسعي"
و صمت لحظة قبل أن يسألها بتردد
_"ألا تنوين العودة إلى باريس (سيلينا)؟"
صمتت دون رد للحظات قبل أن تجيب
_"سآتي في أقرب وقت"
قال بهدوء
_"لم أقصد مجرد زيارة (سيلين) ... قصدت عودتكِ و بقائكِ هنا"
تنهدت و هي تشرد بعينيها مفكرة لتقول
_"لا أدري بعد (بيير)"
قال بعد تنهيدة طويلة
_"لم تعثري على ما رحلتِ من أجله بعد كل هذه السنوات (سيلين)؟"
ارتجفت يدها الممسكة بالهاتف و قالت و هي تهز رأسها تطرد كل ذكرياتها
_"أنا باقية لأسباب أخرى (بيير) ... لم يعد بإمكاني الرحيل بسهولة .. أصبحت مقيدة رغماً عني لهذه الأرض و للأشخاص و كلما فكرت في الرحيل تشدني قيودي إليهم لتمنعني من الرحيل بعيداً عنهم .. بت أشعر أنني أصبحت كالسمكة التي تحاول إجبار نفسها على مغادرة الماء و هي تعرف أنها ستموت إن فعلت"
استمع لها بانتباه قبل أن يقول مبتسماً
_"باختصار ... لقد وجدتِ الوطن و العائلة ، صحيح؟"
شردت للحظات تسترجع كل ما مرت به منذ حطت قدماها على هذه الأرض في لحظة يأسٍ لتقول
_"الوطن و العائلة؟!! ... ربما (بيير) ... و ربما في أعماقي هما ما أتيت حقاً للبحث عنهما من يدري؟ .. دعنا من هذا الآن فالوقت فقط سيجيب عليه"
قال مؤكداً
_"أعتقد هذا ... حسناً ربما عليّ أن أكتفي بوعد قريب للزيارة"
ابتسمت قائلة
_"أعتقد هذا أنا أيضاً"
_"سأنتظركِ إذن حبيبتي"
رددت و هي تودعه
_"حسناً إذن ... إلى اللقاء (بيير)"
_"إلى اللقاء قريباً (سيلينا)"
ودعته و أغلقت الهاتف لتتراجع ابتسامتها و تضع الهاتف جانباً ببطء و هي تسترجع كلماته الأخيرة ... جلست على الفراش و هي تهمس
_"الوطن و العائلة؟! .. هل تعرفين ما هما حقاً (سيلين)؟ .. هل وجدتِهما حقاً كما قال"
في أعماقها كانت تدرك أنه محق ... هذه هي القيود التي تربطها بهذا المكان ... هذا هو السبب الذي لا تستطيع أن تغادر من أجله .. لأنها ببساطة لا تستطيع ... لا يمكنها أن تمزق هذه الروابط حتى لو كانت ترفضها في الظاهر .. عادت تفاصيل الكابوس لرأسها من جديد و هي تفكر ... رجلٌ واحد كان لها يوماً وطناً و عائلة أو هكذا ظنت حتى تدخل القدر بينهما ... رجلٌ تعرف أنه لا يحمل داخله الآن ناحيتها سوى الكراهية و الرغبة في الإنتقام ... تراجعت بجسدها في الفراش و هي تشرد في ذكرياتها معه ... تُرى في قصتهما من كان الجلاد و من كان الضحية حقاً؟ ... من ظلم الآخر أصلاً؟ .. كلاهما أذنب ... كلاهما خان .. و كلاهما ذبح صاحبه و رقص فوق جثته منتشياً و لا شفاء من هذه الخطيئة أبداً ... لا الخطيئة ستُمحى و لا الحب سينهض من رماده كالعنقاء ... لم يعد داخلها أو داخله سوى رماد إن كانت جذوة باقية تحته فلن تشتعل إلا إلى نار انتقام و حرب لن تنتهي إلا بموت أحدهما من جديد و للأبد هذه المرة ... وضعت يدها على قلبها الذي ينبض بألم و هي تفكر باختناق .. لماذا لا يتوقف قلبها عن اخبارها دون توقف أن موعد لقاءهما قد اقترب ... ستراه قريباً .. و هي تعرف في أعماقها أن لقاءهما لن يكون ساراً أبداً ... لها على الأقل
*************


may lu غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس