[العبادي]

هيا بنا إلى بُصْرَى :

هي مدينة تاريخية تتبع محافظة درعا..
حيث تبعد 40 كم عن مركز مدينة درعا وحوالي 140 كم عن دمشق وترتفع عن سطح البحر بحوالي 850 مترا

كانت بصرى عاصمة دينية ومركزا تجاريا هاما وممرا على طريق الحرير الذي يمتد إلى الصين
وهي منارة للحضارة في عدة عصور تعود لآلاف السنين

وكان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أثناء رحلاته التجارية إلى (الشام) يمر ببصرى وقابل الراهب المسيحي الذي تنبأ بنبوته.

ورد ذلك بإسناد صحيح :
رواية أبي موسى الأشعري فأخرجها الترمذي في سننه (4/496)
وأبو نعيم في " دلاثل النبوة " (1/53)
والحاكم في " المستدرك " (12 / 615 - 616)
وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (6/187 - 188/ 1)
بأسانيد متعددة عن قراد أبي نوح : أنبأ يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال :


" خرج أبو طالب إلى الشام ، وخرج معه النبي -صلى الله عليه وسلم- في أشياخ من قريش
فلما أشرفوا على الراهب هبطوا من رحالهم فخرج إليهم الراهب
وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت
قال : فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال :

هذا سيد العالمين
هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين
فقال له أشياخ من قريش : ما علمك ؟
فقال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجداً ولا يسجدان إلا لنبي
وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ، ثم رجع فصنع لهم طعاماً فلما أتاهم به
وكان النبي في رعية الإبل
قال : أرسلوا إليه ، فأقبل وعليه غمامة تظله
فلما دنا من القوم وجد القوم قد سبقوه إلى فيء الشجرة
فلما جلس مال فيء الشجرة عليه ، فقال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه . الحديث بطوله .

وحسنه الترمذي وإسناده جيد وقد صححه الحاكم والجزري وقواه العسقلاني والسيوطي

**
وتتوسط بُصرى منطقة حافلة بالآثار والأوابد الرومانية واليونانية وغيرها
وهي من أغنى مدن التاريخ فالسائر في شوارعها يشعر وكأنه يعانق ملوك الرومان بهيبتهم ويعيش في الزمن الغابر وكأنه أحد أشخاص ذاك الزمان
بصرى اسم ارتبط بالقلب فكل حجارتها كالبشر تروى الكثير من الأساطير وتداعب خيال الزائر ومشاعره

نبدأ من المسرح الروماني :
























وشوفوا شارع الحمرا بدمشق - وطبعا هناك شارع الحمرا ببيروت - وصبايا وشباب سوريا يغنون :

موْطِني!
اْلجَلالُ وَالْجَمالُ وَالسَّناءُ وَالبَهاءُ
في رُباكْ



وَالحياةُ وَالنّجاةُ وَالهَناءُ وَالرَّجاءُ
في هواكْ



هلْ أراك سالماً مُنَعَّماً وغانماً مُكَرَّمـاً
هَلْ أراك في عُــلاكْ

تَبْلُــغُ السِّماكْ
مَوْطِني!
مَوْطِني!



الشَّبابُ لَنْ يَكِلَّ ، هَمُّهُ أَنْ تَسْتَقِلَّ أَويَبيدْ
نَسْتَقي مِنَ الرَّدى وَلَنْ نَكونَ للْعدِا كَالعَبيدْ
لا نُريدُ ذُلَّنا المُؤبّدا وَعيشـَنا المُنكَّـــدا ،
لا نُـريدُ بَلْ نُعيــدْ مَجْــدَنا التّليــدْ .
مَوْطِني!
الْحُسامُ وَاليَراعُ لا الكَلامُ وَالنِّزاعُ
رَمْزُنا
مَجْدُنــا وَعَهْدُنا وواجبٌ إلى الوَفا
يَهُزُّنا
عِزُّنا!
غايةٌ تُشَرِّفُ.. وَرايةٌ تُرَفْرِفُ
يا هَناك في عُلاك قاهِراً عِـداك
مَوْطِني!