عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-17, 02:51 AM   #574

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


تعجبت ميرا من تصرفات سهيل الغريبة وعدم إهتمامه بخطبتهما,
مجرد أن طلبها ولم يتحدث بأي شئ آخر, وحين تريد الحديث معها يحدثها
بكلمات مقتضبة ويخبرها أن تفعل ماتريده ولا تزعجه بتلك السخافات..

تشعر بالحيرة وعدم الإرتياح؛ ولكنها أرجعت تصرفاته لطبيعته الغامضة,
والتى تجذبها إليه محاولة التعرف عليه أكثر..

ولكن أكثر مايزعجها هو إختفاء مروان وعدم حديثه معها مؤخرًا..
تشعر بشئ من الفراغ والخواء من دون الحديث معه..
تقوم بفتح صفحة التواصل الإجتماعى دومًا لكنه غير متواجد, هاتفه مغلق.. والقلق ينتابها..

حتى بعد عودة تمارا وتواصلهما سويًا, وقضاؤهما الوقت معًا لشراء بعض المستلزمات..
صدقًا تقربت منها ولكن مروان يختلف كثيرًا..
لم تشعر بهذا السوء من انقطاع أي ممن تعرفهم عنها كمروان..

قررت أن تذهب للشركة ورؤيته حتى تعرف مايحدث معه..
وهناك خطت بخطوات مترددة إلى مكتبه وطرقت الباب ولم يجب أحد..
ففتحته بحذر ولكنها لم تجده.. دلفت بخطوات محبطة وجلست على الكرسى
تطرق برأسها مفكرة فيما أصابه ولماذا يبتعد عنها.. هي لا تشعر بالراحة في الحديث إلا معه..

حاول مروان أن يشغل وقته بالعمل؛ حتى يبعد ميرا عن تفكيره
ولكنه مايلبث أن يجد خيالها أمامه, حديثهما معًا, كلماتها وضحكاتها الرقيقة
تتردد في أذنيه وكأنها أغنية علقت برأسه لا يستطيع أن يمحيها..

ولكن المرارة التى يشعر بها تكاد تزهق روحه, حتى أنه لم يعد يعرف نفسه
بملامحه الذابلة, وتلك الكآبة التى طغت عليه, جدته تحاول أن ترفه عنه
ولكنه يبتسم بوجهها مقدرًا ماتفعله وحين يدلف لغرفته لا يجد سوى القهر يغلف جدرانها..

حتى أن سامر لاحظ تغيره وسأله عما يحدث معه؛
ولكنه لم يعلق سوى ببعض الكلمات المقتضبة عن مرض جدته..

تحرك بخطوات سريعة إلى مكتبه ممسكًا ببعض الملفات بيديه
منشغلاً بقرائتها, وفتح باب المكتب ودلف..

التفتت ميرا إليه ولكنه لم ينتبه إليها.. شعور بالإرتياح غمرها
ووجدت نفسها تبتسم تلقائيًا حين لمحته.. وتطلعت إليه متفحصة بلا وعى..

وصل مروان إلى منتصف الغرفة ورفع رأسه وتسمر مكانه حين رآها..
ميرا الجميلة الفراشة أمامه, هز رأسه عدة مرات محاولاً محو خيالها
من رأسه وفغر شفتيها, شاهقًا بعدم تصديق:" ميرا.."

ارتبكت ميرا ونهضت من مجلسها, وقالت وبرقة:" مرحبًا مروان.."

أغلق مروان فاه وابتلع ريقه بصعوبة, رؤيته لها كصدمة..

جسد مشتعل سقط في بحيرة ثلجية أطفأت حرارته بطريقة مفاجئة دون أى استعداد, أو تنبيه..

ملامح ميرا الرقيقة كنسمة جميلة؛ رغم أنها أصبحت لا تخصه
ولكنها تجعل قلبه يرفرف سعادة, وألمًا بنفس الوقت..

تنحنح وقال بخفوت:" مرحبًا ميرا.. سعيد لرؤيتكِ.. ولكن ماذا تفعلين هنا؟.."

أطرقت ميرا برأسها تنظر لأصابع يديها المعقودة بإرتباك, وقالت:
" لقد قلقت عليك مروان.. لم تحدثني منذ فترة وأنا لم أعهد منك ذلك.."

هل أصيب بالعته والبلاهة؟.. فإبتسامته الحمقاء قد زينت ثغره,
وقلبه يكاد يخرج من صدره من فرط عنف دقاته..
كلمات ميرا العفوية انسلت إلي داخله وكأنها بلسم شافٍ لعذابه..

فغر فاهه محاولاً الحديث ولكنه لم يستطع فأغلقه مرة أخرى.. وعبثًا حاول مرارًا..

تعجبت ميرا من صمته ورفعت رأسها تنظر إليه, وتساءلت بحيرة:" مروان.. هل أنت بخير؟.."

أجفل وهز رأسه بقوة, وقال بتشوش:" لا.. أقصد نعم.."

تنهدت ميرا, وقالت بيأس:" مروان أحتاج للحديث معك هناك بعض الأمور تشغلني..
وأنت صديقي المقرب ولا أستطيع أن أتحدث بأريحية سوى معك.."

تساءل مروان بتعجب:" عْمَ تريدين الحديث ميرا؟.."
تهدل كتفا ميرا بيأس, وقالت:" الكثير.. وخاصة سهيل.."

السماء جميلة والتحليق بها رائع, ولكن حين تحلق دون جناحات ستسقط بقوة
بسبب الجاذبية الأرضية والسقوط سيكون مهلكًا.. ميرا وحديثها
جعلته يحلق بين الغيمات, ثم سحبته إلى الواقع الأليم..

ابتلع غصة مسننة استحكمت بحلقه, وقال بصوت خافت يخفي وجعه:
" حسنًا ميرا.. سأحدثكِ مساءً كعادتنا.. عليكِ الرحيل الآن فأنا لدى الكثير من الأعمال.."

أشرق وجه ميرا, وقالت بلهفة:" حسنًا مروان سأنتظرك.. لقد افتقدت الحديث معك.."

أومئ برأسه بخفة وإبتسامة مغتصبة على ثغره, وراقبها
حتى خرجت من مكتبه بوجه يكسوه الألم, ونظرات معذبة, وتنهد بتثاقل



" ما أسوء أن تكون عاشق صامت تراقب بصمت,
تترقب اللحظات التى تجمعك بحبك؛ ثم تفاجئ بأنه قد أصبح لغيرك,
ولا تستطيع المحاربة لأجله, لتلتزم الصمت مرة تلو الأخرى,
تبتلع كلماتك وتتجرع مرارة الفقدان.."


******************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس