عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-17, 08:42 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,475
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


[6]

تطلع مالك إلى حضور الندوة التي دعي إليها في إحدى الجامعات المجاورة، فالملقي، ناصر النجم، كان واحدا من أهم رجال الأعمال في البلد بالإضافة إلى كونه بروفسورا في علوم الإقتصاد.

لم يخب ظنه، فالندوة كانت رائعة ومفيدة إلى حد عظيم. ربما تحمس زيادة عن الحد وسأل أسئلة كثيرة، لكن ناصر لم يبدو كأنه كان منزعجا.

كان على وشك الخروج من القاعة عندما سمع صوتا يناديه، ليرى أن ناصر النجم كان المنادي: سم..؟

ابتسم ناصر بأريحية وقورة قبل أن يتكلم، مادا يده لمصافحته: بغيت أعرف اسمك يا ولدي. لاحظت نباهتك في الندوة ما شاء الله..

ابتسم مالك بدوره عندما تخطى تفاجئه وصافحه بقوة: معك مالك زياد السامي..

للحظة، بدا ناصر كما لو أنه صعق من إجابته، لتتغير ملامح وجهه بعد ثانية: فرصة سعيدة.. عندي احساس إننا بنلتقي مرة ثانية إن شاء الله..

تركه ناصر بعد أن شتت سكرتيره انتباهه عنه، ليتساءل مالك عن ماذا كان يعنيه وهو في طريقه للخارج.

:

بغض النظر عن نباهة الفتى وفطنته، شيء مألوف فيه شد انتباه ناصر إليه.. ولا عجب، فقد تبين أنه كان ابن صديقه المختفي منذ أعوام طوال.

"أو يمكن المنفي.." فكر عندما دخل مكتب رأس مجموعة السامي المدبر، جاسر السامي. كان زياد وأبوه كالليل والنهار اختلافا، فبينما كانت العاطفة تقود زياد، كان التحليل البارد البحت مايقود قرارات جاسر. لم يحدث وأن اجتمع رأيهما في شيء..

عرف ما شده إلى مالك عندما رأى الطريقة المعهودة التي نظر فيها جده إليه، تلك النظرة التي أوحت بتقبل كل التحديات بشموح عنيد.

انخرطا في مواضيع جانبية إلى أن قرر ناصر التوجه إلى الأمر الذي زار هذا المكتب من أجله: سمعت إنكم تدورون على أثر زياد بعد كل ذي السنين..

صحيح أن عشرات صفقات العمل جمعت بينهما، لكن هذا لم يقلل من مرارته، فهذا الرجل هو من نفى صديقه من حياته، ليقطع هو ما بقي من علاقاته في عالمه السابق ويموت ليكونوا هم آخر من يعلم.

تنهد جاسر، حزن مكتوم يظهر على ملامحه الصخرية: وش تبغى يا ناصر؟ ما أظنك تفتح في ذا الموضوع بدون سبب.

ابتسم ببرود: أبد سلامتك، بس حبيت أقولك إني التقيت بولد زياد اليوم اللي فات.

تجمد جاسر تماما، لينظر إليه بتحذير: وإنت متأكد من كلامك..؟

بثقة أجاب: إيه، فيه شبه من أبوه.. ومنك.

:

رمش مالك بعدم تصديق، ليردف: تأكد مرة ثانية لو سمحت.

نقر موظف البنك بأريحية خاطفة على مفاتيح الحاسوب، ليعطيه نفس إجابته الأولى: تم دفع قرضك بالكامل وإيداع خمسين ألف ريال في حسابك.. تحب أسحب لك؟

لم يسمع باقي كلامه بعد تأكيده للقرض المدفوع.. ذاك القرض الذي أثقل على كاهله، الذي توقع رفقته البغيضة لسنوات وسنوات. "مو معقول.. مو معقول أبدا..": طيب.. ممكن تقولي مين اللي دفع القرض؟

نقر الموظف نقرات قليلة العدد ليجيبه بعد لحظة تفاجئ: جاسر السامي..

عقد مالك حاجبيه: جاسر السامي؟/ لتتسع عيونه باستيعاب: نفس جاسر السامي اللي..؟

هز موظف البنك كتفيه: على ما أظن.

خرج من البنك بخطوات تدفعها العزيمة لمعرفة ما سبب مساعدة شخص كجاسر السامي له.

:

وجد مقر المجموعة بسهولة. لاعجب فمجموعة السامي كانت أشهر من نار على علم أرجاء البلد. موظفو الإستقبال بدوا كما لو أنهم يكتمون ضحكاتهم كلما عبر عن رغبته بلقاء رئيس المجموعة بدون موعد، لكن سرعان ما تبدلت حالتهم عند ذكر اسمه. نظر مالك بعجب إلى الموظف الذي هتف وهو يرشده: من هنا طال عمرك..!

"عشتوا.. أنا من بين كل الناس ينقال لي طال عمرك؟"

دخل مكتبا غاية في الفخامة، وفي وسطه جلس رجل زاد سنه المتقدم من هيبته.. جاسر. بحركة بسيطة أمر السكريتير خلف مالك: ألغوا كل مواعيدي اليوم.. ما أبغى أي أحد يدخل علي.

هز السكريتير رأسه بخنوع وهو يغلق الباب، تاركا لهما وحدهما. أشار جاسر إلى الكرسي أمامه: تفضل.

لم يكن مرتاحا لفعل كما أمر لذا ظل واقفا، ليبدأ الآخر بالكلام: على ما أظن إنك هنا بخصوص القرض اللي دفعته عنك..

"يعني ما كان غلط.." رد: إيه... والخمسين ألف بعد./ لا يدري من أين لجاسر أن يسمع بظروفه، لكن كبرياءه لن يسمح بقبول ما دفعه: مشكور على اللي سويته، بس أنا ماني محتاج صدقة.

ابتسم جاسر بسخرية يخالطها رضا: ومين قال إن ذيك كانت صدقة؟ كل اللي سويته هو واجبي.

رفع مالك حاجبيه: واجبك؟

أجاب لتصدم مالك إجابته: واجبي كجدك../ أشار للكرسي مرة أخرى: تفضل.. ورانا حكاية طويلة.

:

(مدري وين أبوك التقى بأمك، لكن اللي أعرفه أنه كان متمسك فيها وبقرار زواجه منها على الرغم من خطبته لبنت عمه. أندم كل يوم على طردي له من البيت، لأني أعرف طبع أبوك.. إذا الواحد قطعه بطريق، هو يقطع كل الطرق.. وهذاني اللحين التقي بحفيدي بعد عشرين سنة وأنا غافل عنه..)

قضى المسافة إلى البيت بغفلة عن العالم حوله، مفكرا بكلام من اكتشف أنه جده. لطالما تساءل عنه، عن جدته، عن الأعمام والعمات وأبناءهم وبناتهن. لطالما كانت عائلة أبيه وحياته السابقة لغزا محيرا لمالك، ليعطى إجابة هذا اللغز على طبق من ذهب وبدون أي جهد يذكر.

لم يجب دعوة جده الراجية إلى السكن معه وجدته، بالكاد يستطيع استعياب كل ما حصل.. عليه أن يكلم خالته أولا، فإخبارها واجب نظرا لسكنه في بيتها.. وبعض نغزات جده عنها زرعت فيه شكا..

لم تكن ردة فعلها تلك التي توقعها عندما أخبرها بلقائه هذا الظهر، فهي تجمدت بالكامل، ملامح وجهها اكتسبت حدة و غضبا لم يره من قبل: خليني أحزر.. يبغاك تعيش مع العيلة صح؟

أجابها بصدق: إيه../ ليسأل بحذر: خالتي.. تعرفينه؟

ضحكت خالته ضحكة مريرة: إيه أعرفه..

إجابتها تلك أصابته بخيبة أمل طاعنة: يعني كنتي تعرفين إنهم كانوا يدورون علي من سنين، وتدرين إن طول عمري أبغى أشوفهم.. ولسى..

رفعت صوتها، لحظة فقدت فيها السيطرة على نفسها: مايستاهلوا!

اغتاظ من ردها: إنتي ما خليتي لي فرصة عشان أحكم بنفسي..

هزت كتفيها: ما يحتاج. ليه يدورونك اللحين؟ أكيد لأنهم ما يبغونك جنبي، ولما سمعوا أن أمك توفت لقوها فرصة عشان يبعدونك عن نسبنا الردي./ ضحكت باستهزاء: نفسي أشوف كيف بيتصرفوا لما يعرفوا إنك مربوط بذا البيت.

صعق، فكلامها المبطن لم يحتج إلى تحليل كثير لمعرفة معناه: يعني زواجي من طيف..؟

تنهدت: لو كان عندي بنت كنت زوجتك إياها.. هي كانت الخيار الوحيد.

يذكر كيف كان إصرار خالته على زواجه من طيف، على إتمامه والاستمرار به غريبا.. فهو لم يرها تعامل طيف كابنة قط. الآن عرف السبب.. كانت تريده أن يتعلق بها، أن يؤسس عائلة قد لا يتفق أهل والده معها..

وهو وقع في الفخ بكل جدارة.

صدمة.. أن تعرف بتلاعب شخص تعزه بحياتك، أن تكتشف أنك كنت مسيرا كدمية في عرض عرائس في خطة شخص آخر.

قال بكبرياء يشتعل ليحرق كل فكرة منطقية بدرت إلى ذهنه: أنا موب مربوط فيك ولا بذا البيت!

هتفت خالته بغضب جامح: أجل بيتي يتعذرك يا ولد السامي.. لا تجي عندي لما تشوف إنهم ماراح ينفعوك!

لم ينتظر كلمة بعد ذلك، متجها إلى الملحق بهدف واحد أعماه عن تبعات ما هم بفعله. حزم أغراضه بعجلة هائجة، ليستوقفه ذاك الصوت خلفه: لا تطلقني.

التفت بصمت إليها، ليرى أن طيف لم تكن تنظر إليه بل إلى أغراضه المبعثرة: سمعت كل شي.. ما ألومك إذا تبغى تطلقني، بس مو اللحين، أبوي ما راح يتحمل الخبر.

فقط عندها انقشعت تلك الغيمة الحمراء الثائرة التي كانت تعميه، ليدرك أنه مع كل السخط الذي شعر به.. لم يفكر ولو بثانية بالطلاق من طيف. ردد: أبوك..؟

لتقول: زواجنا ريح أبوي من هموم كثيرة.. وإلى الله يأخذ أمانته..

لم تكمل، لكنه عرف قصدها بالكامل.

ربما كان من الأنانية أن يخيب ظنه، أن يفكر في نفسه "وأنا؟ فيه سبب ما تبغين تتطلقي مني.. وله علاقة في؟"

:

ودعها عند الباب، لم يحضنها هذه المرة، وربما كان ذلك للأفضل، فهي لم تكن واثقة من قدرتها على التماسك أمامه و منع نفسها من البكاء. لم تنظر إليه منذ أن سمعت مواجهته مع زوجة أبيها.

همس و أوجعها: انتبهي على نفسك..

كوداعه أول مرة سافر فيها، لكن هذه المرة تختلف، فهو لن يعود.

[انتهى البارت...]



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس