عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-17, 02:23 AM   #692

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي



عيناها متسعتان بشدة تنظر للسقف بصدمة؛ بل لاوعى..
لا تزال لا تصدق ماحدث، لقد عقد قرانها على عمار..

كل ماحدث يجول بعقلها كشريط أحداثه تتسارع شيئًا فشيئًا
يجعلها تشعر بالتيه، قلبها فقد نبضاته بل ينبض؛ ولكن ببطء شديد برتابة،
تريد البكاء ولكنها لا تستطيع، دموعها متحجرة تأبي السقوط؛
بل لم تعد تدري على أي شئ تبكي..

حياتها، حبها أم الخيانة, المعاناة, والألم الذى تعرضت له من ذلك الحب..

أتبكي على حب ضائع كتب له الفراق منذ الأزل، أم على حبيب غادر وعدها بوعود كاذبة؟!..

دومًا كان كذلك وهي كانت كالطفلة الحمقاء تصدقه رغم أنه لم يفي بوعد واحد منهم..

أجل هي حمقاء بكل شئ بحبها وحتى إنتقامها، أرادت الإنتقام منه
فانتقمت منه ومنها، ولكنها لم تجني سوى العذاب وليس لها فقط؛
بل ولأكثر إنسان يهتم لشأنها عمار..

لقد جرفته معها في ثورة غضبها الأعمى, ودوامة مشاعرها المجروحة،
كم تشعر بالوضاعة والتدني، لقد باتت مثله لا تهتم سوى لنفسها، أنانية؛

بل هي دومًا كانت مثله نتاج يديه وصنيع أيامه، كانت ترتشف من صفاته يومًا بعد يوم؛
حتى ارتوت حد الشبع وأصبحت صورة مصغرة منه، لا تختلف سوى بالشكل..

ظاهريًا لامعة كنجم مضئ؛ ولكن بالداخل لا يوجد سوى دهاليز مظلمة ليل حالك كعينيه..

عيناه كم غرقت في عتمتهما حتى أصبحت لا ترى حولها إلا السواد..

اتسعت عيناها أكثر بطريقة مخيفة تراءت لها عينان سوداوان تجذباها لهوة سحيقة
لا تستطيع الهرب أو حتى الصراخ، أنفاسها تتسارع وكأنها بسباق فاصل تركض برعب مما خلفها..

ولكن هاتان العينين المخيفتين لا زالتا تجذباها وبقوة..
ولم تفق سوى على شهقة منها لاهثة بعنف حين لم تكن تشعر أنها كانت تكتم أنفاسها؛

حين امتدت يد يوسف هازًا إياها متسائلاً:" ماذا بكِ تاما؟.."

التفتت برأسها تنظر إليه بتشوش لاهثة؛ وكأنها لا تعى أين هى أو ماذا يحدث!..

طالعتها عينين خضراوين بلون الربيع ذكرتاها بعمار..
عينان خضروان بهما لمحة من الدفء والأمان؛ وليست تلك العينين السوداوين المخيفتين..

ابتلعت ريقها بصعوبة وأغمضت عينيها؛ حين رفع يوسف يده ولمس وجهها بأصابعه الصغيرة,

قائلاً بتعجب:" لِمَ أنتِ باردة هكذا, وتتصببين عرقًا؟..
لقد كنت أتحدث معكِ كثيرًا, وأنتِ لم تردي علي وتنظرين للأعلى.."

فغرت شفتيها قليلاً تتنفس بإضطراب, ولا تستطيع الحديث،
ثم فتحت عينيها ورفعت يدها, وأمسكت بكف يوسف الصغير تضغط عليه برفق,
واحتياج وكأنها تلتمس منه دعمًا..

وعينا يوسف تراقباها بحيرة طفولية.. بللت شفتها السفلى بطرف لسانها,
وهمست بتعب:" كنت شاردة جو.. اليوم كان مرهقًا.."

ابتسم إليها بحماس وقال:" كان يومًا رائعًا, لقد رقصنا فيه كثيرًا, ميرا ترقص بطريقة جميلة.."

ابتسمت إبتسامة قصيرة لم تصل لعينيها، ويوسف يكمل بمرح:
" لقد علمتني كيف أرقص على أطراف أصابعي.. ووعدتني أن نرقص غدًا كثيرًا بالزفاف.."

ردت عليه بصوت باهت:" يبدو هذا رائعًا جو.."

لمعت عينا يوسف, وهتف بلهفة:" أنا متشوق للغد لأرتدي بذلتي
التي اشتريناها سويًا.. ورؤية فستانكِ الأبيض.."

نظرة هلع ظللت عيناها لم تستطع السيطرة عليها.. فستان أبيض وزفاف،
حياة جديدة مع عمار.. رغم أنها تعرفه جيدًا, وقضت معه مايقارب نصف عمرها؛
ولكن فكرة الزفاف وحياة زوجية معه؛ أصابتها بالرعب وانتفض جسدها بقوة..

وزادت من تشبثها بيد يوسف، ولكنها بعد لحظات أخذت نفسًا عميقًا وزفرته بقوة,
قائلة بهدوء:" جو علينا أن ننام فالغد حافل,
ويحتاج لأن نكون نشطين.. لنؤجل حديثنا الآن.. هيا للنوم.."

أومئ يوسف برأسه موافقًا, وإبتسامته السعيدة لا تفارق شفتيه فالغد مغامرة بالنسبة إليه..

أما تمارا فقد احتضنته بقوة دافنة وجهها بشعره الناعم الطويل,
تزم شفتيها بقوة مغمضة عيناها, تعتصر جفنيها
تحاول محو تلك الأفكار التي تحوم برأسها عما سيحدث..

ولكن هذه الليلة رتيبة بكل مزعج, لا تستطيع النوم
لا تدري كم تقلبت بفراشها تارة تنظر ليوسف النائم,
وتارة أخرى تنظر للسقيفة, وتارة تشرد بالقادم,
وتارة أخرى تظلم عيناها بغل أسود تكسوه المرارة حين تتذكر سهيل..

نهضت من الفراش واتجهت إلى الحمام
ووقفت أمام المرآة تنظر لنفسها بصمت وعقلها يشتعل..

احتقنت عيناها بقهر مفكرة فيما يفعله سهيل الآن وبعد أن تزوجت عمار,
هل هو سعيد بما حدث, ويقضي ليلته خارجًا يلهو كعادته مع إحداهن؟..

أم يجلس ضاحكًا بقوة على تهورها وغباءها الأرعن
الذى دفعها لزج نفسها بحياة ليست بحياة, لم تكن تخطط لها؛
بل لم تخطر لها على بال؟!..

كيف ستبدأ مع عمار, إن لم تكن قد إنتهت من سهيل؟..

دمعت عيناها وترقرقت بهما الدموع حتى شعرت بحرقة شديدة
وثقل جفناها من الدموع, ولكنها أبت أن تبكي..

هذه الليلة فاصلة وعليها أن تتحمل مسئولية وتبعات قرارها المتهور..
عمار خيرها أكثر من مرة, وحثها على التراجع, وهي تعنتت وأصرت على قرارها بغباء..

لذلك فعمار يستحق منها الإحترام والتقدير, بل عليها أن تحاول إسعاده..

ستكون زوجة له رغمًا عنها وعن قلبها, ستبدأ هذه الحياة حتى لو إضطرت أن تجبر نفسها..

عند هذه الفكرة لم تستطع منع دموعها التى هبطت على وجنتيها, وتصاعدت شهقاتها المقهورة؛

فتراجعت للخلف وجلست تضم ساقيها إلى صدرها مستندة بظهرها على باب الحمام
تبكي بحرقة وتنتحب بخفوت, الليلة فقط ستبكي حتى تستطيع أن تواصل,
الليلة سترثي نفسها وحبها الضائع وحبيبها الذى غدر بقلبها؛

فمنذ الغد لن تفكر سوى بعمار وحياتهما القادمة كزوجة تليق به..

******************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس