عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-17, 02:44 AM   #698

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي


أما عن سهيل فقد عاد سامر من الزفاف وطرق باب غرفته ولم يجد ردًا
فدلف ولكنه لم يجده، طلبه على هاتفه فسمع صوته بالغرفة
وتحرك ناحية الصوت فوجد الهاتف ملقي على الفراش بين الأغطية المبعثرة..

بحث عنه بأرجاء الشقة كلها ثم وقف يتطلع حوله بعجز،
وزفر بقوة ورفع يده يشد شعره بعنف حتى كاد يقتلعه من جذوره
مفكرًا بجزع أين ذهب سهيل بهذا الوقت؟..

بهذا المكان المظلم المخيف الساكن.. لا يسكنه سوى الأموات
ويهيئ للمرء أن هناك أشباح مخيفة تحوم حول المكان..

مكان بظلمته الحالكة مع غياب القمر ليزيده ظلامًا
يصيب النفس بالرهبة, والرعب, ويجعلك تركض أميالاً..

مكان تأتي لزيارته حين تشتاق للأحبة وتريد أن تتواصل معهم
تبثهم حزنك واشتياقك إليهم تبكي لوعة على فقدانهم؛
ولكن رغم ذلك تشعر بإنقباض روحك وألم داخلي لا تستطيع نزعه،
مجرد فكرة أن هناك حبيب قد توارى تحت التراب يهلكك..

مكان يقصده الملكومين ليبكوا وينوحوا على أحبتهم..

أما هو فلا يثير به هذا المكان أي خوف أو وجل.. يأتي إليه شامتًا حاقدًا،
مترقبًا أي ردة فعل من ذلك الرابض بقبره منذ سنوات..

ولكن الليلة أتي ملكومًا ميتًا, يود لو يدفنه أحدهم بجوار أبيه..
قلبه قد مات ولكن رغم ذلك يشعر بألم شديد يكاد يهلكه..

عيناه تفيضا بدموع الندم والحسرة.. يبكي وينوح على حبيبته
التي فقدها الليلة وكل ذلك بسبب ماضيه الذي مازال يطارده..

وقف يهتف بجنون باكيًا وجسده يختض من فرط عصبيته:
" لقد خسرتها ودمرت حياتي أكثر.. أنا أموت كل لحظة.. اخبرني أبي..
هل تتألم مثلي، أم أنا من كتب علي العذاب وأنت تقف دائما مراقبًا؟..
هل تضحك على غبائي ودماري؟.. هل تلعنني لحالتي البائسة الآن،

وتنظر إلي بإزدراء كما كنت تفعل؟.. هل أستحق كل هذا الألم؟..
هيا اخبرني لِمَ لا ترد علي؟.. أنت سعيد أليس كذلك لهجرها لي؟..
رميتني بالسجن حين رأيتني أراقبها بعد طردك لي؟.. وحجبتها عني..
وحين اقتربت هي؛ أنا ابعدتها.. هل أنت راضٍ الآن؟.."

خرجت كلماته صارخة منفعلة بقهر مهلك لروحه..

متذكرًا ذهابه لمدرسة تمارا بعد طرده من المنزل وانتظاره لها,
وحين رأته الصغيرة ذات الثمانِ سنوات أسرعت إليه تقفز متعلقة برقبته تحتضنه,
هاتفة بفرحة وأعين لامعة:" سهيييييل.. لقد اشتقت إليك.."

ضمها سهيل إليه وأغمض عينيه يتنفس رائحتها الطفولية المحببة,
قبل أن يبعدها وهو يتطلع إلى وجهها بإشتياق غريب, قائلاً بخفوت:" كيف حالكِ تمرتي؟.."

اتسعت إبتسامتها, وقالت لاهثة بإنفعال:" لست سعيدة بالمنزل سهيل,
بدونك يبدو سيئًا, وذلك الأجرب سامر يزعجني, ولكنه يبكي كثيرًا.. متى ستعود؟.."

انحنت زاويتي عينيه بألم, وقال بأسى:" لا أعرف تمارا,
ولكن لا تصدقي أي كلمة سيئة تقال عني.. اتفقنا.."

أومأت برأسها موافقة, تمسك بيده بيدها الصغيرة مشددة عليها, قائلة بقوة:" لا أصدق, أنا....."

ولكن صوت هادر غاضب أوقف حديثها:" تماراااااااا.."

أجفلت مرتجفة من الصوت, وشحب وجه سهيل وهو يرى والده يتقدم
نحوهما بخطوات سريعة غاضبة, يسحب ذراع تمارا بعيدًا عنه, يدفعه بعنف..

قائلاً بشراسة:" ابتعد عنها أيها الوضيع..
ألم احذرك أنني لا أريد رؤية وجهك القذر, لقد جنيت على نفسك.."

والتفت برأسه مناديًا بقوة على الحراس يأمرهم بإمساكه..

وبلحظة وجد نفسه يسحب بعيدًا بقسوة, وتمارا يسحبها والده
وهي تصرخ بإسمه مرة أخرى يدفعها للسيارة ويغلق الباب بعنف
ويلتف للباب الثاني وتنطلق السيارة,
وسهيل يجر جرًا من قبل حراس المدرسة, ويجز به إلى السجن..

عاد من ذكراه يصرخ ويصرخ, وجسده يتشنج من فرط من يشعر به..

إن كان المكان يفزع الروح؛ فصوت صرخاته يفزع الموتى,
ويجعل الأشباح تركض ذعرًا من هول ألمه, وفرط عذابه صرخاته محملة بألم لا يحتمل..

ولكن بهذا المكان لا مجيب لأسئلته, ولا مواسٍ لعذابه..

ظل يصرخ ويصرخ ويصرخ؛ حتى بح صوته وانهار جاثيًا على ركبتيه,
منكسًا رأسه, يبكي بلوعة ومرارة,

هاتفًا بصوت مبحوح يحمل مرارة العلقم:" ياليتك كنت قتلتني يا أبي
وارحتني من عذابي.. ابنك مازال ضعيفًا,
ولا يملك قدر الشجاعة ليقتل نفسه ويرتاح من معاناته.."

ومال أكثر حتى لامست جبهته الأرضية الترابية الخشنة,
يضم قبضتي يديه المضمومتين إلى صدره ضاغطًا على قلبه المتألم,
يبكي وشهقاته تعلو ولا مجيب له..

*****************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس