عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-17, 04:13 PM   #14

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


[12]

من مكانها في المطبخ التحضيري رأت مالك ينهي مكالمة لم تفهم المصطلحات التي استخدمت فيها وهو يعدل من هندام سترته، ماشيا بعجل اتجاه خارج الجناح. استوقفته: فطرت؟

بدا مشتت الانتباه عندما أجاب: لاء، بفطر بعدين.

بحزم أمرته: افطر اللحين، ماله داعي تأجل.

ظهر على ملامحه الاعتراض: معليش مستعجل.

لترد: وأنا سويت لك شي خفيف وما يأخذ وقت تأكله.

اقترب منها، ربما ليقنعها بأن تتركه يذهب: طيف..

أمسكت بيده لتجره بخفة إلى الجلوس وتضع الصحون على الكاونتر: كل بدل الوقفة هذي..

أخيرا استسلم وأخذ يأكل. ابتسمت بانتصار وهي تعد لنفسها شيئا تأكله، فهي تعرف أن مالك لا يحب الأكل لوحده، كأن شهيته تنفتح برفقة الناس.

احتسى رشفة من قهوته ليقول بصوت إعتراه التفاجؤ: لسى تذكرين كيف أحب القهوة في الصباح؟

سألت بدورها بضحكة حاولت كتمانها: كيف أنسى إدمانك؟

مرات شكت بأن الذي يجري في عروق مالك لم يكن دما بل قهوة من حبه الشديد لها.

شيء ما في الابتسامة التي أعطاها جعل دقات قلبها تسرع، شيء ما في نظرة عيونه جعل الحمرة تكتسيها. سأل: وش تتذكرينه عني بعد؟

"كل شي.."

أجابت بحيادية مصطنعة، تشغل نفسها بشطيرتها: تفاصيل هنا وهناك..

همهم بشيء لم تستطع سماعه، ليقوم بعد إنهاء كوب قهوته: تسلمين، بروح اللحين. تبغين شي؟

تذكرت وعدها لمي بالزيارة لتسأل: بتتأخر اليوم؟

سؤالها كان كفيلا بإثارة فضوله: ما أظن. ليه؟

ردت: وعدت صديقتي أزورها بأقرب فرصة.

أومأ لها بـ قبول: خلاص، كوني جاهزة لما أرجع.

:

عندما جلست جنب مالك في سيارته، فاجأها مده لكيس صغير إياها. بفضول أخرجت من الكيس علبة وبداخلها كان جوال عنابي اللون، فخم أنيق ومكلف المظهر. فقط كلمة واحدة تشكلت في بالها: ليش؟

رد بأريحية وهو يشغل محرك السيارة: ما عجبني جوالك. يضايقني كل ما أشوفه.

قطبت حاجبيها، تعرف أن جوالها متواضع مقارنة مع هذا الذي تلقته، مكسور وباهت من جوانب عدة، لكن حتى ولو..: مو لهدرجة.

أعطاها نظرة تنم عن عدم تصديق: طيف.. ما أبغى أكذب عليك، جوالك يمكن الواحد يسوي عليه قصيدة رثاء.

سكتت بدل الرد عليه، فالصراحة تقال، معه حق. أشغلت نفسها بالجوال الجديد. كان مفعلا ومجهزا للاستخدام، معدلا وفقا لطلبات شاريه. تعترف أنه أعجبها للغاية، خصوصا لونه: ليه إخترت هذا اللون بالذات؟

ابتسم ابتسامة مائلة، مبقيا نظره على الطريق: زي ما إنتي تتذكرين تفاصيل عني، أنا أتذكر نفس الشي عنك.

إذا.. تذكر أن لونها المفضل كان العنابي.

وجدت نفسها تسأل في خاطرها نفس سؤاله ذاك..

"وش تتذكره عني بعد..؟"

تصفحت الجوال أكثر، لتنصدم بما سمى مالك نفسه في لائحة الاتصالات. نطقت به بذهول: مالك قلبي..؟

ليجيبها هو بتسلية: هلا؟

ردت بعجلة: وراك سميت نفسك كذا؟

هز كتفه: بس..

لم تصدقه: ومسميني إيش عندك طيب؟

ليجيب دون تردد: ط./ سأل ببراءة عندما رأى تغير تعابير وجهها: توقعتي شي ثاني؟

كذبت، تخفي خيبتها: أبد..

:

جرت مي صديقتها بيدها داخل البيت، مستقبلتها بحفاوة: ما بغينا نشوفك!

ابتسمت طيف بود لا تظهره عادة: هذاني عند دارك اللحين..

أخذا يتكلمن عن حياتهن بطريقة لا يمكن التكلم عنها بالهاتف، وعندما وصل الموضوع إلى عودة طيف المفاجئة إلى الرياض، واستغرابها من ملابسها مكلفة المظهر، أخبرتها طيف بوضعها الحالي.

اتسعت عيونها، منلجمة اللسان. من بين كل توقعاتها، الواقع الذي حكت عنه طيف لم يكن بالحسبان: وليش ما رفضتي عرضه؟

سكتت، لكن سكوتها كان إجابة كافية.

تنهدت بقلة حيلة: يا إن عشق الهاديين أقشر./ نظرت إلى صديقتها بحدة عازمة: أجل لا تطلعي من ذي السالفة إلا وإنتي معلقته في هواك. أبغى منك تخلينه يهذي باسمك، فاهمة؟

ستدعم طيف في حياتها كما دعمتها هي في الماضي. لا زالت تذكر كيف كان ينظر إليها الآخرون على إنها فتاة كثيرة الهزل، لا تنفع للزواج. تذكر كيف كان الكل يمدح قريباتها بالهدوء والدماثة، ويتجاهلونها بالكلية. تذكر كيف كانت تفكر في كبت شخصيتها لتؤخذ على محمل الجدية، وتذكر كيف كانت طيف من يثنيها عن ذلك، من يذكر محاسن طبيعتها وتعزز ثقتها بنفسها. تذكر كلماتها..

(عسى ربي يرزقك بزوج يحبك على طبيعتك..)

مضى الوقت وتقدم إليها بدر على نصيحة أمه التي رأتها في أحد الأعراس وأعجبتها. حاولت في بادئ الأمر أن تتصرف بآلية كي لا ينفر منها، لكن سرعان ما تصدعت جدرانها وظهرت طبيعتها الحقيقية.. لتفاجأ بتقبل بدر المرحب بها، بمدى إعجابه بكل جوانبها.

كم من المرات همس لها..

(أعشق مرحك هذا..)

تدعو الله بأن تنعم طيف بفرح يفوق فرحها بنصيبها.

:

لم تظن طيف نفسها من النوع الذي تجرفهم العاطفة. تخيلت لنفسها دوما مستقبلا هادئا، بعيدا كل البعد عن الشغف.

لكن.. دخول مالك إلى حياتها غير الكثير، وأصبحت معاني العاطفة والشغف مألوفة إليها، حتى وإن كانت غير قادرة على التعبير عما يخالجها من مشاعر.

رن جوالها الجديد.

*مالك قلبي يتصل بك*

كأنه يعرف أنها لن تغير الاسم، كأنه يعرف مدى قربه من الواقع عندما اختاره.

:

كان في رأس مالك منوال هذه الليلة، منوال سعى إلى تحقيقه من اللحظة التي شعر فيها بصداع.

سألته طيف بقلق عندما عادا: إنت بخير؟

بالغ قليلا في إظهار ألمه عندما رد: مصدع شوي..

راقبها وهي تبحث عن مسكن أرجاء جناحه دون جدوى، فهو يعرف أن العلب التي اشتراها نفذت منذ زمن. أمر كان ذا منفعة لما يريد تحقيقه. استلقى على السرير لتلحقه وتضع رأسه في حضنها، تدلك صدغيه بالطريقة ذاتها التي كانت تفعل في الماضي: معليش ما عندي نفس الزيوت اللي كنت استعملها..

رد بتنهيدة مسترخية، منتشية من هذا القرب: عادي، لسى ينفعلي..

بقيا هكذا بصمت إلى أن سأل: صديقتك هذي اللي زرتيها.. هي وحدة قديمة ولا تعرفتي عليها بجدة؟

من الفترة التي قضاها مع طيف عرف أنها لم تكن بتلك الاجتماعية، لطالما سمعها تذكر أو تتكلم مع صديقة واحدة فقط. أترى السنين وتغير المحيط غير من طبعها ذاك؟

أجابته: وحدة قديمة.. أظنك تعرف عنها..

ليسأل مرة أخرى: ما تعرفتي على ناس جدد؟

سكتت لوهلة ثم تكلمت: يعني، بس ما كان عندي الوقت أتعرف عليهم أكثر. وإنت؟

رد وفكرة معينة تتشكل في باله إثر لمسة أناملها العرضية لجانب فمه: نص ونص. لسى مصاحب صالح واشتغل معاه.

عرف أنها تبتسم من صوتها: مو هذا صاحبك اللي كان يجرجرك لأشغال في أواخر الدنيا؟ المتشفح على الزواج؟

ضحك من الانطباع الذي كونته زوجته عن صديقه: إيه، هو نفسه. أبشرك تزوج الشهر اللي فات وصرت باليالله أشوفه./ استطرد بشيء من الغيظ: غارق بالعسل أكيد. الخاين، ما راعى شعور الناس العايشة بتصحر.

كررت طيف، ربما مستغربة من تغير الموضوع إلى مصطلحات بيئية: تصحر؟

مد يده ليحكم قبضته على يدها الموضوعة على رأسه، قبل باطن كفها بعمق، نثر قبلات صغيرة على أطراف أناملها.

نظر إليها ليقول ببطء متقصد: ناس عطشانة سنين، وما أظن يرتوون بأيام..

رأى جدران برودها المتصدعة. رأى الضياع بظرة عيونها. رأى تلك الحمرة المهلكة بإغرائها تعتري ملامحها الحسناء. رأى ذهبها يشتعل بعمق العاطفة.

لكن.. رغم توقه الصارخ المحموم، فراحته من صداعه مع إرهاقه من العمل بعثت فيه نعاسا صعب عليه مقاومته.

أمرته طيف بصوت لاحظ أنه خافت متهدج.. مبعثر: نم..

كأن جسده كان ينتظر تلك الكلمة منها، ليمتثل لها على الفور.

غفى على لمسة أناملها على تقاسيم ملامحه، بطريقة لم تمت للتدليك بصلة.

:

دعاه ناصر، العم ناصر كما أصر أن يناديه، إلى الغداء بعد انتهاء الاجتماع الذي تضمن مصلحة طرفيهما. لم يفت مالك ازدياد تعامل ناصر مع مجموعة السامي بعد انضمامه هو لها، ولم يخفي العم ناصر ذلك.

ابتسم له بمودة: حالك تغير يا ولدي، ما عهدتك بهالنشاط أبد.. الزواج سوى شي زين فيك.

قضب ملامحه بتمثيل سخط: ماشاء الله، صرت خبر الموسم..

ضحك الآخر: أكيد صرت خبر متداول في السوق، تحسب نفسك واحد سهل؟ من متى التواضع هذا فيك؟/ مال نحوه وسأله بصوت أشبه بالهمس: ما أظن إنك تزوجت بوحدة من اللي جدك يبغاهم لك، معناته لقيتها..

حقا، لا يدري من أين يحصل العم ناصر على هذه المعلومات، كيف يستنتج القصة بأكملها من بضعة تفاصيل مبهمة حكاها في الماضي: إيه، لقيتها..

سأله مرة أخرى، باهتمام أكثر: ومع مين كانت عايشة؟

استغرب مالك اهتمامه، وبدأت فكرة تتجلى في ذهنه: مع خالتي فجدة..

استفسر بطريقة قد تبدو أنها عفوية تلقائية، لا هدف وراءها، لكن مالك يستطيع رؤية شيء مكبوت في لمعة عيونه: ووين أبو البنت عنها؟

أجابه: متوفي من سنين الله يرحمه..

ردد هو وراءه: الله يرحمه..

مضت لحظة صمت بينهما، لاحظ فيها مالك غرق العم ناصر بالتفكير، ليبتسم له بمكر: ترى أساليب اللف والدوران أبد مو لايقة عليك. إسأل اللي تبغاه بالضبط.

ليرد الآخر بغموض: ونلقى مرادنا إذا سألنا؟

هتف هو: إسأل وإن شاء الله ما تخيب..

سأله: خالتك تزوجت بعدها؟

إذا لم يخب ظنه: لاء..

سكت العم ناصر لوهلة، كأنه يأخذ لحظة ليستوعب إجابته، ثم تكلم بثباته المعروف عنه: أجل أنا جايك طالب يدها..

[انتهى البارت...]



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس