عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-17, 12:49 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



-البارت الخامس-

(في تلك الليلة حيث بدا مستقبلنا مجهولًا، كنا نعلم بذلك على أي حال.)

فتح تشانيول فاهه بصدمة وصرخ: “أيها القائد !!!”
قال هذا وجرى عبر السلالم لينحني بجانب جثة سوهو الآن.
أسرع كاي نحوه أيضًا ووضع رأس القائد ليسترخي على فخذه وهو يحاول إيقاف نزيف الدم الهارب من صدر سوهو باستخدام كفّه بسرعة.
كانت قطعة زجاج كبيرة قد انغمست بضلعه الأيمن بينما كان كل ما يفعله هو التفّس بثقل بدون أي كلمة.

صرخ تشانيول وهو يراقب أنفاس القائد التي تضعف ببطء: “سوهو أيها القائد !! لا يجب أن تموت الآن !!”
همس سوهو بنفس متقطّع ضعيف: “أنا … أنا … لماذا … يجب أن أكون القائد؟”
كان بيكهيون ينظر للحدث أمامه بصدمة وبصمت!
رفع كاي رأسه لينظر لبيكهيون, ثم نظر لنا جميعًا.
دفع تشانيول بيكهيون من كتفه بقوّة ودموعه تتدفق نحو خدّيه: “ماذا فعلت ؟!!”
في تلك اللحظة, انفجرت دموع بيكهيون وبدأت بالانهمار وهو يهزّ رأسه باستمرار في محاولة استيعاب ما فعله.
انحنى لاي ووضع يده على كتف بيكهيون وقال بهدوء: “خذ وقتك في الحديث, ماذا حدث؟”

نظر بيكهيون بلا حيلة للاي والدموع تبلل خدّيه: “أتيت هنا بحثًا عن الماء…”
سأل لاي: “أعلم هذا, وبعدها؟”
قال بيكهيون بين شهقاته: “مشيت بجانب الأريكة واكتشفتُ شخصًا …. يرتدي قبعة وواقفًا بجانب المرآة وبيده سكين …. وأيضًا معه كشّاف …. نظر الشخص لي ورفع السكين لجانب وجهه ثم بدأ يتقدّم نحوي ….!!”قال هذا وتعالت شهقاته أكثر. كان الجميع ينظر له بصدمة وصمت.
قال بيكهيون: “بعدها … بعدها … مدّ تلك السكينة لي …. لذلك دفعته …. سقط للخلف وانكسرت المرآة…” قالها وهو يحرّك ذراعيه المرتجفة بشكل واضح ويمثّل ما حدث.
سأل تاو: “وهل خططتَ لقتله؟”
صرخ بيكهيون بهستيرية: “كلا! كلا! لم أرغب بهذا! لم أرغب بهذا حقًا !! … كان قد سقط على الأرض وقال شيئًا بصوت مكتوم ولم أفهمه …”
قطّب بيكهيون حاجبيه وهو يحاول تذكّر ما حدث في الظلام: “بعدها … بعدها … زحف نحوي وأمسك بيدي …..”

لم يتفوّه أحد بكلمة, فتكملة ما حدث كان واضحًا للجميع كالكريستال, وهو أن بيكهيون أمسك بأقرب قطعة زجاج وطعن هذا الشخص –سوهو- بها.
اقترب كلًا من سيهون وكيونقسو نحو جثّة سوهو: “أيها القائد ….”
لم نتحرّك نحن البقيّة إنشًا واحدًا وتركناهم يأخذون وقتهم.

على كل حال, أنفاس سوهو أصبحت سريعة جدًا وقطرات العرق البارد تتصبب من جبينه الشاحب, وكان قد فقد طاقته للحديث حتى لكن استمر بهزّ رأسه بالنفي.
نظر للأشخاص حوله, ثم أمسك بيد كاي فجأة وكأنه يحاول أن يقول شيئًا.
هربت دمعة من عينيه قبل أن تتوقف أنفاسه ويطلق يد كاي.

على الأرجح أن هذه الدموع هي دموع تخبرنا أن هناك أمرًا خاطئًا, لأنني عندما رأيت حول مكان الجريمة, لم يكن هناك سكين على الأرض بل فقط مفك براغي.
رفع لوهان المفكّ من الأرض والذي قد سقط من المرآة, ثم نظر لبيكهيون: “السكينة التي كنتَ تتحدث عنها على الأرجح أنها هذه.”
أكمل لوهان: “قبل أن نتّجه للطابق العلوي, أخبرني سوهو بأنه يخيّل إليه أنه رأى جهاز تسجيلٍ صوتيّ خلف المرآة. لم يبلّغنا أنه سيبحث فنزل هنا وبحث لوحده.”

رفع كاي رأسه ونظر للوهان بعينين دامعة: “ولماذا لم تخبرنا أنت؟”
لكن لوهان بقي صامتًا وضائعًا ببحر الكلمات.
قال تاو بانزعاج: “كيف سيعرف لوهان أنه كان سينزل هنا؟ لا تستطيع إلقاء اللوم ببساطة على الآخرين!”
وكانت نبرة تاو تدلّ على أنه لم يكن يفكّر بما يقوله.
قال كاي: “لقد كان هو من اقترح فكرة عدم تشغيل الأضواء, مما أدى لسوء الفهم من قِبَل بيكهيون!”
صرخ تاو: “ياا !! كل شيء حدث بسبب بيكهيون, ليس هناك فائدة من إلقاء اللوم على أنفسنا, في النهاية إنه بسبب بيكهيون الذي لا يثق بنا ويعتقد أننا سنفتله في منتصف الليل!”
قال بيكهيون بين شهقاته التي لم تتوقف للحظة: “إنه ليس كذلك …. اعتقدتُ بأنه رجل غريب …..”

نظر تشانيول للأرض بدلًا من أن ينظر لتاو وهو يتحدّث: “إن براءة بيكهيون أو عيوبه لا تستحق النقاش فيها … كان القائد سيسامحه ما دامت لم تكن نيّته حقًا.”
احمرّت أعين تاو بغضب مرة أخرى: “هه, بالطبع إن هذا ليس من شأني ولن يصدقني أحد! جميعكم لم ترغبوا بوجودي في نفس الفريق معكم على كل حال فلماذا أتعب نفسي بالكلام؟!”
صرخ لوهان باللغة الصينية: “تاو, توقّف !!”
تقدّم كاي وقال ببرود: “إن كنتَ معارضًا لكونك في هذا الفريق لهذه الدرجة, كنتَ تستطيع الرفض إذًا. نحن لا نحتاجك.”
تقدّم تاو بضع خطواتٍ نحوه: “هل تعتقد بأني لم أقل هذا؟”
بدأت أعين كاي تشتعل بغضب: “هل ترغب بالقتال؟”
حدّق تاو به بحقد: “هل تعتقد أنك تستطيع الفوز؟”
قلتُ لهما ببرود: “يكفي !”

ساعد كيونقسو بيكهيون على الوقوف وهو يحاول تهدئته, والتفتَ ليأخذ نظرة أخيرة لجسد سوهو المُلقى.
اتجه لاي نحو تاو وأمسكه كي لا يبدأ الشجار. نظر تاو نظرات مميتة للاي, لكنّ لاي هزّ رأسه بالنفي فقط وكأنه ينهيه عن ذلك.
لم تترك نظرات تشانيول بيكهيون ولو للحظة بينما كاي كان ثابتًا بمكانه كالتمثال.

قلتُ لكاي: “هذا جزء من اللعبة.”
شاهد لوهان كلانا ونحن نتقّدم نحو كاي لكنّه قال: “لننقل جثة القائد للقبو.”

غادر لوهان تاركًا إيانا ونحن نحدّق ببعض بتحدّي.
استدار كاي للخلف وحمل سوهو للقبو برفقة تشانيول. وأسرع لوهان ليفتح الباب لهما.
انحنى كيونقسو لينظّف بقعة الدم التي خلّفها سوهو وبعض قطع الزجاج المتناثرة.

عاد الوضع للهدوء واتضحت الأمور أكثر.
وشقّ تشانيول وفريقه طريقهم للطابق العلوي, بينما أمسكتُ بلوهان.
سألته: “هل هناك ماء في الأعلى؟”
هزّ رأسه بالنفي: “لقد بحثت, ليس هناك ماء حتى في دورة المياه, لكن هناك الكثير من النبيذ. هناك سلسلة كبيرة من الخمور.”

خمر؟ أن أصبح ثملًا الآن لن يكون خيارًا سيئًا جدًا.. ولكن لو لم أبقى رزينًا بعد أن أشرب, فإن العد التنازلي سيصل للصفر.
قال لاي للوهان: “معنا طعام هنا.”
طأطأ لوهان رأسه: “أوه حقًا؟” وبقي صامتًا بعدها.
فتح لاي عينيه بصدمة: “هل أنتَ جائع؟” سأله هذا بصوت عميق مليء بالقلق.
قبل بضعة سنوات, كان من اللازم أن يخسر لاي بعض الوزن لأجل ترسيمنا ولوهان قد هرّب له بعض الرامين, وفي ذلك الوقت قال للاي: “لابد أنك جائع.” بنفس هذه النبرة.

بعض الأشياء أصبحت عادة لدينا الآن. كالسؤال عن أحوال بعضنا والاطمئنان …

رفع لوهان رأسه لينظر للاي حالما أمسك لاي بيده وسحبه نحو المطبخ, وتبعتهما لأشاهدهم.
فتح لاي الثلاجة ليخرج شطيرة.
قال لاي: “هناك بطعم الفلفل فقط, تناولها بسرعة هنا.”
نظر لوهان بتردد للاي للحظات قبل أن يأخذ الشطيرة منه وبدأ يبتلعها.
أجبر نفسه على ابتلاع الطعم الحارق وبسرعة تتزايد, مما جعل ابتسامته تظهر. تلك الابتسامة التي لم نراها منذ زمن طويل جدًا جدًا…

الابتسامة اللطيفة الطفولية.

قال لاي بلطف: “هل تريد المزيد؟”
مسح لوهان شفاهه: “أنا بخير. إن لم أذهب الآن فسيبدأون بالشكوك.”
أدار لوهان رأسه ونظر لي: “شكرًا.”
على الرغم من مدى قربنا من بعض, لكن أعتقد أنها مجرد شطيرة صغيرة والشكر غير واجب.
لا أزال أدين له بعدد لا نهائي من الوجبات…

نظر لاي لي وقال بهدوء: “هل تريد إعطاء تاو واحدة …؟”
صمتتُ لفترة قبل أن أقول: “انسى الأمر, إنه خطر.. وأيضًا إنه يستطيع تحمّل الجوع.”
قلتُ هذا وتذكرت ليالينا السابقة في المسكن وهو يتذمّر لي برغبته في تناول البطاطس والوجبات السريعة, لكنّه يمنع نفسه كي لا يخسر لياقته.
ربت لوهان على كتف لاي: “سأغادر الآن.”
ابتسم لوهان لي بخفّة قبل أن يلتفت ويغادر للأعلى, تاركًا إيانا أنا ولاي في المطبخ.

> عودة للماضي<

في الليلة المظلمة والمنزل البارد, استرجعتُ شريط الذكريات في ذلك الشتاء قبل 5 سنوات تحت ضوء القمر, وبالذات في وقت أحد الاحتفالات السنوية.
في ذلك الوقت, كان لاي واقفًا بنفس هذه الطريقة في المطبخ, تحت ضوء القمر المنير, كان يتباهى لنا باعتقاداته وآماله التي أحضرها معه إلى كوريا وعن مدى كثر أفراد عائلته الذين كانوا معه ليودّعوه في مطار الصين.
قال لاي بإعجاب: “مدير مدرستنا ذكرني في أحد اجتماعاته وأنني سافرتُ لكوريا وأصبحت لديّ شقتي الخاصة الآن!”قالها بثقة بنفسه وقد ظهرت غمازاته العميقة.
لاي: “أنا بالطبع سأصبح شخصًا مهمًا, إن لم أفعل, فأنا بالكاد لن أعود!”

لاي الحقيقي كان دائمًا يحب الثرثرة عن نفسه, على عكس لاي الهادئ الآن.

قال لاي لي في مرّة من المرات: “أنا عكسك, فلم أكبر وأنا بتلك الوسامة وأنا على عكس الآخرين الذين يستطيعون عمل الأشياء بشكل جيّد.”
طأطأ رأسه وأكمل: “لابد أنني ناجح من جانب واحد, كلا, أفضل جانب لأكون دقيقًا.”

سألته: “كم عدد الأشخاص الذين يحبونك؟”
وضع سبابته أسفل ذقنه علامةً للتفكير ثم قال بتذكّر: “والدي, والدتي, جدي وجدتي, أشخاص من مدرسة الفنون وبعض طلاب صفّي أتوا أيضًا, ومعلّم الصف, والمعلم *أوه* الذي شجّعني على الغناء وبعض الطلاب الأكبر سنًا…”

ابتسمتُ له: “كم عدد الأشخاص الذين تعتقد أنهم معجبون بي؟”
عبس لاي: “هل تقول أن لديك أكثر مما لدي؟”
طأطأتُ رأسي وابتسمت بخفّة وأنا أهزّ رأسي بالنفي: “لا أحد.”
لأكون صادقًا, لم أرد أن أجعل من نفسي أبدو مثيرًا للشفقة, فقط كنتُ أرغب بوضع نكتة لئيمة.

كان لاي يتدرب على الرقص بجنون, كان أول من يصل مبكرًا وآخر من يخرج.
كان يرقص حتى عندما تكون الاستراحة أو عندما يكون الجميع نيام, وعندما يكون الناس يستمتعون بوقت الفراغ كان يرقص أيضًا.
الأشخاص الذين نبذوه بدأوا بالإعجاب به حتى بدون أن يشعروا وهم يشاهدون هذا المتدرّب الصيني وهو يتدرّب على الرقص ويتعرّق كالمطر في غرفة الرقص بشعره الفوضوي, وهو يختبر شعور الضغط لأول مرة دون أن يشعر.

قال تشانيول الذي يحضر نفس صفوفي: “لاي يحب الرقص حقًا.”
همس كيونفسو لسوهو: “لكن لا أعتقد أن لديه أمل في الترسيم.”
سمعته بالخطأ وهو يقول هذا عندما مررت بجانبهما.

في شتاء 2010, تغيّرت بعض الأمور, بدا أنه أصبح أكثر هدوئًا ورزانة.
دخلتُ دورة المياه ورأيت زجاجة نبيذ بجانب لاي الرزين.
كان يبدو حذرًا جدًا في السابق ويتجنب كسر أي قاعدة.
حالما رفع رأسه لي, بدأ بالضحك: “هل تعتقد أننا كنا حمقى؟”
نظرتُ لزجاجة النبيذ بين يديه, وجلست أمامه وبدأتُ بالشرب أيضًا.
قال بهدوء ممزوج بالحزن: “لقد انفصلتُ عنها.”
قلتُ له: “إنه مجرد انفصال؛ شيء محتم الحدوث على أي حال.”
أكمل لاي الحديث: “لقد رقصت وتركتُ كل شيء آخر … لدرجة أنني خسرت كل شيء … هل سأكون قادرًا على الترسيم بعد كل هذا؟”
بقيت صامتًا وأنا أنظر لوجهه الشاحب حتى بعد أن شرب.
ضحك لاي بخفة: “لو لم أكن قادرًا على الترسيم … ماذا أفعل … أنا لم أتخرج حتى من الثانوية بعد.”
نظرتُ لزجاجة النبيذ وقلت: “لن يكون هناك ندم, إنه نفس الأمر معي.”
رفع كفّه الأيمن وقال: “خمس سنوات. أنا سأعطي نفسي مهلة خمس سنوات …. إن لم أترسم خلال هذه الخمس سنوات, فسأعود للديار.”
سألته: “لماذا تعود للديار؟”
ابتسم بخفّة: “لأبحث عن وظيفة, لأطعم وآوي نفسي. انظُر لوجهي … هل سأنجح إن كنتُ راقصًا في ملهى ليلي؟”
نظرتُ له وهززت رأسي بالنفي ببرود.
فقال: “هذا من شأني على أي حال …. إن أردتَ الإكمال, فعليكَ أن تقوم بعملية تجميلية.”
قلتُ له: “لكن أنتَ كراقص في ملهى؟ هذا العمل لن ينجح …”
ابتسمتُ وهززت رأسي بالنفي بينما أسحبه من أرضية دورة المياه إلى خارجها.
سألني بعينين حمراوين: “هل معك سيجارة؟”
قلتُ بتعجّب: “اعتقدت أنك لا تدخّن؟”
قال: “أعطني واحدة.” ثم مدّ ذراعه نحو جيب بنطالي, حيث توجد نصف علبة سجائر.
أخرج واحدة ووضع طرفها بفمه ثم أخرج ولّاعة. واستغرق منه الأبد كلّه ليشغّلها.
تنهّدتُ وأنا أسحب السيجارة من فمه: “أعطني هذه..” وشغّلتُ السيجارة له.
بعدها شاهدته وهو يسعل قليلًا أو يختنق بها.

أخرجتُ سيجارة لي أيضًا وأضأتها. في تلك الليلة حيثُ بدا مستقبلنا مجهولًا, كلانا نعلم في النهاية أن هذه الليلة هي أفضل ليلة على الإطلاق.

> في الحاضر<

من المطبخ, تبعَت أعين لاي جسد لوهان وهو يصعد للأعلى عائدًا لغرفتهم.
كنتُ متكئًا على طاولة المطبخ وأشاهد لوهان يقفز الدرجات أيضًا ويصافح تشانيول ثم يربت على كتف كاي.
في الظلام الحالك, عقد تشانيول ولوهان أذرعهم وبدأوا بالحديث باعتقادهم أن أصواتهم منخفضة.

هزّ لوهان رأسه بالنفي: “بيكهيون لن يفعل شيئًا كهذا أبدًا, أنا لن أصدق هذا!”
قالها بصوت واثق جدًا.
قال كاي بصوت هادئ كالهمس: “هو لن يفعل ذلك, لكن ربما شخص قد أجبره.”
تجمّد تشانيول بمكانه لثوانٍ ثم فتح فمه بصدمة: “هل أنتَ تقول …. كريس …. ؟!”
نظر كاي له للحظة قبل أن يلقي نظرة سريعة حوله: “هل من الممكن أن تخفض صوتك؟!”
غطّى تشانيول فمه بصدمة قبل أن يرمش في محاولة الاستيعاب.
تمتم تشانيول: “كريس … من المستحيل أن يفعل شيئًا كهذا …. عندما يتعلق الأمر بالقتل, فعلى الأرجح هو سيفعله بنفسه.”
سماع هذا جعلني أتأثر للحظات. في النهاية, شخص تدرب معي لسنوات طويلة وعلى الأرجح أنه رآني وأنا أوبّخ أثناء التدريب كثيرًا, لا أصدّق أنه قد يشهّر بي وأنني قد أقتل شخصًا وأرتكب جريمة..

همس كاي: “إذًا من قد يفعل هذا؟ لا يمكن أن يكون كيونقسو ولا سيهون الذين طلبوا من بيكهيون قتل القائد, أنا لن أصدق هذا حتى لو كانوا مجانين ..”
قال تشانيول بتفكير: “لحظة, وفي المقابل … يبدو أن كريس هو الأكثر إثارة للشك …”
تخيّلتُ ملامحه المعوّقة المصدومة وهو يفكّر, وطأطأتُ رأسي لأكتم ضحكتي.
رفع تشانيول رأسه بحماس حالما قفزت فكرة برأسه: “أوه صحيح, هناك لاي أيضًا!”
قال هذا مما جعله يتلقّى تحديقة أخرى من كاي وقد غطّى فمه.
قال كاي بهمس: “لوهان في الغرفة خلفنا لذلك هل من الممكن أن تقلل مدى إزعاجك؟!”
همس تشانيول بصوته الثقيل: “أيضًا لاي … إنه قائد.”
هزّ كاي رأسه بالنفي: “ذلك الطفل مسالم جدًا. ليس لديه أعداء أبدًا.”
رفع كاي رأسه للسقف وقال بتفكير: “وماذا في كونه القائد؟ أنتَ أيضًا قائد لكن كلاكما بلا فائدة.”

انحنى تشانيول قليلًا ويداه على خصره بعدم رضى ونظر له بتأنيب.
قال تشانيول بعد صمت بتفكير: “لا أعتقد أن أي شخص منهم قد يفعل شيئًا ….”
طأطأ كاي رأسه بصمت.
قال تشانيول: “نزل القائد سوهو ليتفقّد المرآة, فخرج بيكهيون أيضًا بنفس اللحظة ورأى القائد. لكن بسبب الظلام الحالك وكونه خائفًا … خسر هدوءه ورزانته ورمى قطعة من المرآة نحو القائد.”
قال هذا ثم بعثر شعره بإحباط.

همس كاي: “لقد عرفتُ سوهو منذ 6 سنوات .. 6 سنوات … لم ينظر لي قطّ خلالها بتلك النظرات كالآن … وكأنه يرغب بقول شيء …”
ربت تشانيول بخفّة على ظهر كاي بمواساة.
قال كاي: “لو كانت هذه اللعبة حقيقية …” رفع رأسه بثقة وأكمل: “فأنا بالتأكيد لن أموت قبلهم.”

وأنا أعلم, أنني أشمل أولئك الـ”قبلهم” الذين يقصدهم كاي ….

كنتُ مترددًا بشأن التنصّت لهما.
حالما كنتُ سأدخل الغرفة, فتح بيكهيون بابها من الداخل بهدوء وخرج منها, وحتى داخل ظلام المنزل الحالك, أستطيع الشعور بأن بيكهيون كان صامتًا بشكل غريب.
تشانيول على الأرجح قد تنبّه من صوت فتح الباب وصوت خطواتنا في الدور السفلي لذلك نظر لنا من الدور العلوي.
حالما استوعب أنه بيكهيون, تجاهل تشانيول قبضة كاي التي تمنعه من الذهاب نحوه, وقفز عدة درجات بساقيه الطويلة ليصل نحو بيكهيون.
عانق تشانيول بيكهيون وخطط تشانيول لإحضار بيكهيون معه للأعلى.
تردّد بيكيهون للحظات لكنه تبع تشانيول للدور العلوي في النهاية.

تجاهلت أمرهم ودخلت غرفة فريقنا لأرى سيهون وكيونقسو الذين كانوا نائمين بشكل مريب بينما لاي كان جالسًا على كرسي أمام النافذة.
اتجهت نحوه وجلستُ على الكرسي بجانبه مقابل النافذة.
قال لاي بيأس: “أنا عطشان جدًا.”
أجبته: “لو نمتَ فلن تشعر بالعطش.”
تنهّد لاي وقال: “بحلول الغد سأكون ميتًا, لذلك فإن النوم اليوم لا داعي له.”
نظرتُ للنافذة أيضًا, وبشكل غير متوقع, كانت هناك مئات النجوم تشعّ بالسماء.
لكن بالطبع, قد يكون هذا لأنه ليس من عادتي التحديق في سماء الليل.
وضعتُ يدي خلف رقبتي بتعب: “هذا أمر مجهول. لحسن الحظ قد تكون أنتَ من يعيش حتى النهاية.“
رفع حاجبيه بسخرية وأشار لنفسه باحتقار: “شخصُ مثلي؟”
سألته بمزاح: “أي نوع من الأشخاص أنت؟”
اعترف لاي: “أنا من النوع الذي قد يموت من اللحظة التي يدخل بها العاب كهذه ِ… وقد لاحظتُ أنني أصبحت غير محظوظ إطلاقًا مؤخرًا. ففي الأسبوع الماضي, انكسرت ساعتي, والأسبوع الذي يسبقه سقطت مثلجاتي على الأرض …”
على الرغم من صعوبة ربط هذين الموقفين مع وضعنا الآن, إلا أنني تظاهرت بتفّهمه وربتت على كتفه.

قال لاي بنبرة مظلمة مريبة: “حتى الآن, أنا أرفض حقيقة أنني غير قادر على أكل بعض الطعام اللذيذ قبل أن ألاقي حتفي, لو أنهم يعلمون فقط عدد السنوات التي بقيتُ متعلقًا بنظام غذائي (ريجيم) فيها ….”

لقد مررت بمثل هذه الحالة من قبل, وشعرت بقلبي يهدأ بشكل غير معتاد وأنا أتحدث معه.

بقيت أستمع لشكواه: “…. لقد مرّ أكثر من عام منذ آخر مرة زرت بها منزلي ولم أتلقّى راتبي بعد ….”
بقوله هذا, فهمت أنه يحاول قول أن الموت أتى في الوقت الخاطئ.

اتكأتُ على الكرسي وأشرتُ للخارج: “انظر, على الأقل السماء جميلة الليلة.”
في تلك اللحظة الصامتة, سألني لاي: “إن كنتَ ستعيش, ماذا ستفعل؟”
لمعت عيناه وهو يطرح هذا السؤال, وهذه اللمعة تذكرني بالنجوم في الخارج.
أجبته: “سأكمل عيش حياتي بطبيعية.”
سألني: “وكيف ستعيش بطبيعية؟”
قلتُ: “على الأرجح … آكل, أنام, أشرب.”
لو كنتُ نفسي في الماضي, فكنتُ سأتجاهل جزء الـ”شرب”.
عقد ذراعيه خلف رقبته وقال: “هيه ..” مما أظهر غمازته العميقة.أكمل لاي: “لو كنتَ ستموت غدًا, فأنتَ على الأرجح ستنام الآن وتأكل اليوم, باستثناء حقيقة أنك لا تستطيع شرب الماء حتى.”
ابتسمتُ وأجبته: “قد لا يكون كذلك.. لو كان غدًا هو موعد وفاتي, فأنا سأبحث عن فتاة أقبّلها.”
قلتُ هذا وأنا أنظر للنافذة بابتسامة صغيرة.
تجمّد لاي بمكانه لثوانٍ قبل أن يضحك باستهزاء: “مثير للشفقة! بعد كل تلك السنوات من البرود, يبدو أن هرموناتك الرجولية بدأت بالظهور عند مثل هذا الموقف.”
قلتُ له: “لهذا السبب لا أرغب بالموت الآن.”
قال لاي بضحك: “أنظر! هناك بعوضة أنثى!” قالها وقد تجاهل نظرتي الحاقدة له, لكنه استمرّ بالإشارة لتلك البعوضة على النافذة.
قلّصتُ عينيّ وأنا أنظر له: “هل أنتَ متأكد أنها لن تكون قبلة موتها؟”
قال لاي بحماس: “إن لم تستطع فعل ذلك, فلوهان على الأرجح سيقدر على ذلك.”
عدّلتُ ياقة قميصي بتفاخر: “أنا شخص يصعب أن يعجبه أي شيء.”
ابتسم لاي بمزاح وقال: “شكرًا لك للزواج بي بعد كل تلك السنوات …”
تجمّدتُ لجزء من الثانية لأستوعب ما قاله قبل أن أركله بمزاح.

بالنسبة لبيكهيون وتشانيول في الجانب الآخر, استمرّوا بالحديث كالأيام الخوالي.
لم أتذكّر ما كانوا يتناقشون عنه بالتحديد ولم أتذكّر سبب حديثهم أساسًا.
لكن حالما فتحت فمي لأتحدّث, فتح لاي فمه وقال بينما يغمض عينيه: “أنا سأتوقف عن الحديث.”
سألته باستغراب: “لماذا؟”
استمرّ بالحديث وعيناه مغلقة: “لأنني أحتاج لتوفير لعابي. الحديث معك لن يساعدني بهذا, يجب أن أحمي نفسي.”
قلتُ له: “مبارك لك على هذا القرار, الجميع لديه صفات جيدة.”
عبس لاي وقال بعينين مغلقة: “لماذا لم أختار لوهان إذًا؟”
قلّصتُ عينيّ له: “كان عليكَ حفظ هذا السؤال كلغز لنفسك… أن تعلن هذا لي ليس ضروريًا.”
قال لاي بلا حيلة: “بالحكم على قدرتك العقلية, فكنتَ ستنتهي منّا في لحظات..”
أكملتُ كلامه: “في النهاية أنا أكبر حجمًا أيضًا, سيستغرق بعض الوقت من الناس لهزيمتي. أكثر من يسهل هزيمته هو أنتَ, يا آلة الرقص.”
نظر لاي لي: “أوه صحيح, الآلة المثيرة للشفقة … أي من أصدقائك قد يستطيع مساعدتنا بالتجسس قليلًا؟”
أدرتُ عينيّ بملل: “تشانيول؟ … لماذا لا تبحث عن لوهان على أي حال؟”
قلّص عينيه ونظر لي بدهاء: “لماذا لا تبحث أنتَ عن تاو؟”
قال هذا لكنّه تثائب بتعب بعدها.
سحبت أقرب لحاف ووضعته على حضنه وقلت: “هل تعتقد أن تاو قد يرغب بالحديث معي الآن؟ سيكون حظي جيدًا إن لم يضربني على الأقل.”
قال لي بصوتٍ ناصح هادئ: “إن فعلتَ شيئًا خاطئًا, فأنتَ تستحق العقاب إذًا.”
إنه لم يفشل قطّ بإعطائي نصائح صادقة في الوقت المناسب ..
نظرتُ له وقلتُ لأغيّر الموضوع: “هل ستنام؟ .. على الرغم من أن هناك 40 ساعة متبقية على الموت, إلا أنك تتجهز للنوم؟”
قال وقد أغمض عينيه مرة أخرى وقال بابتسامة صغيرة: “إنها غريزة إنسانية أساسية, كالتقبيل تمامًا. “تمتم لاي: “الناس الذين يموتون وهم نائمون بهدوء هم الأكثر حظًّا.”
قلتُ له: “إن أتى شخص ليقتلك, فلن أحميك إذًا.”
همهم لاي وصوته ينخفض أكثر: “حسنًا, أراكَ في الفردوس.”
قلتُ له بعد صمت قصير: “ماذا لو كنتُ أنا من سيقتلك؟”
قال لاي: “إذًا ستذهب أنتَ للجحيم … وأنا سأطلّ عليك من الفردوس.”قال هذا وارتفع طرف شفاهه بابتسامة ساخرة.

لم أبالي للنظرة المزدرية بوجهه، لكن في الحقيقة، لقد ضحكت، فنحن معتادون كثيرًا على مثل هذا النوع من المحادثات مع بعضنا البعض.

غادر لاي لأرض الأحلام, جعلتُ جسده في وضعية أكثر راحة وغادرتُ الغرفة بلطف متجهًا نحو دورة المياه.
وفي الظلام الحالك, شاهدت بيكهيون وهو يستلقي على الأرض في غرفة المعيشة.
لم أكن متأكدًا عمّا سيفعله, لذلك تركتُ باب الغرفة مفتوحًا له.
وفي غضون نصف ساعة, وقف بيكهيون وغادر لدورة المياه بسرعة بعدها.
شغّل الأضواء, واتكأتُ أنا على إطار الباب وأنا أشاهده وهو يقف أمام المرآة؛؛

مطأطئًا رأسي؛ كتمتُ ذلك الشعور الغريب الذي ينمو بداخلي وقد جعلني أفشل بالتفكير بأفكار جديدة.
ابتعدت عن دورة المياه وذهبت عائدًا لغرفة النوم…

انتهى ~
《التوقعات》
وش السر ورا موت سوهو؟؟ ومين تتوقعون قتله؟؟
تتوقعون بيكهيون اللي قتله؟؟




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس