عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-17, 03:06 PM   #18

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


وهذا بارت صغنون عن ناصر وقصته..

[16]

ما زال في صدمة من تلقي مكالمة مالك الأخيرة..

(جهز نفسك لسفر، ترى خالتي وافقت عليك..)

لا يصدق، لا يصدق.

أتختم حكايته بوصل؟

أفعلا سينال مراده؟ بعد سنين وسنين من الخيبة؟

في ذهوله بدأ يسترجع الأحداث إلى نقطة البداية، وصية صديقه زياد الأخيرة له قبل أن تنقطع عنه أخباره، خشية أن يستدل أهله على مكانه عن طريق صلته بناصر.

(زوجتي شايلة هم أبوها وأختها. أبغى يكون لك خبر عنهم وترسلي على العنوان اللي بعطيك).

العنوان الذي أعطاه كان بمكان عام، لا يمكن تتبع المصدر منه.

لم يكن ناصر بالمخلف للوعد، حتى وهو في الثانية والعشرين من عمره. بدأ على الفور بتنفيذ وصية صديقه. أصبح كل يوم يمر جانب بيت أهل زوجة زياد، عائلة الصقر، يستقصي بخفوت عن أحوالهم. يحكي جيرانهم له عنهم، عن الأب الذي لا يُرى، المتهم جورا بجريمة قتل، وابنته ذات السنين الستة عشر التي هي فقط من كان يخرج من ذلك البيت المتهالك.

لم يظن ناصر أنه سيُلاحظ، لكنه فوجئ بالفتاة تتقدم إليه، تقول له بحدة تتضح في عيونها الظاهرة مع النقاب وصوتها المبحوح: إذا ناوي كلام مع أبوي، أبوي ما يستقبل ناس. إذا ناوي تتصدق، فيه بيوت ثانية أولى. إذا ناوي نية شينة فبيتنا، قسم بلم عليك الحارة كلها..!

تركته مدهوشا، منلجم اللسان من الصدمة. هو، بكر عائلة النجم ذائعة الصيت، تأتي صغيرة مثل هذه وتتجرأ عليه بالكلام؟

سرعان ما لاحظ السبب الذي جعل زوجة زياد تقلق على عائلتها، وربما ما جعل أختها تنبهه بعد أن لاحظت تتبعه لبيتها.

كل بضعة أيام يقف ثلاثة من الرجال عند باب البيت، يطالبون برؤية سليم الصقر، ليرجعوا خائبين دون لقاء. حكى لناصر جار أن الرجال كانوا من طرف القضية التي ظلم فيها سليم وسٌجن بسببها، ليصبح منزويا عن العالم، لا يعتب خطوة خارج بيته.

كل بضعة أيام أيضا لاحظ أفرادا مختلفين يقفون عند البيت، بيدهم مؤونات وطعام. قيل له أن هؤلاء فاعلوا خير سمعوا عن أحوالهم.

سمع عن إحباط أفراد من الحارة لمحاولات سرقة للبيت. لم يظن أنه سيصادف أحدها، لكنه وقع على واحدة أصبحت فيها ابنة سليم رهينة. لسوء حظ السارق أن ناصر كان متواجدا. جعله يندم بحرقة على تعديه لحرمات الناس.

في أحد الأيام بعدها صدف وأن تلاقى مع ابنة سليم في الطريق، ليسأل دون توقع جواب: بتلمي علي الحارة قريب؟/ ابتسم لرؤية الغيظ في عيونها، ليردف: أهم شي إنك بخير..

رأى التفاجؤ يكسو نظرتها قبل أن تكمل مسيرتها..

لكن..

أكان يخيل له سماع شكرها الخافت وهي تمشي مبتعدة؟

مضت سنة على هذا الوضع، عرف أخيرا اسمها من حديث الجيران.

"ثريا.. حلو اسمها.."

أصبح هو يحرسها دون وعي، مسير بدوافع لم تكن لأجل زياد فقط.

لاحظ لأيام وأسابيع عدم خروج ثريا من البيت. أراد السؤال عنها لكنه لم يرد أن يقابل بالشك. بصدفة، عرف سبب غيابها.

تزوجت.

لسنوات، لم يعرف سبب الضيق الخانق الذي شعر به عند سماعه لذاك الخبر.

ظل يتفقد بيت سليم، يطمئن على أحواله، متجاهلا لظلها الزائر بين الحين والآخر.

وفجأة، بعد خمس سنين من خروجها، عادت. عرف أنها تطلقت من زوجها، لكنه لم يبق ليستمع لما حاكه الجيران من أسباب ذلك.

لم تمض أيام بعد عودتها إلا وهو يراها تخرج مسندة رجلا أهلكه الغبن.. سليم. أخذه مسرعا منها، يسنده عليه بدلا عنها.

في المستوصف وقف بعيدا، يراقبها غير قادرة على الجلوس، يرى الدمع يتشكل بصمت في مقلتيها. لم ينظر إليها عندما قال بصوت تسلل إليه الدفء والحنو رغما عنه، محاولا التخفيف عنها: بيطيب بإذن الله، هدي من روعك..

لحسن الحظ أفاق سليم ليعيد الفرح إلى عيون ابنته، وما أجمل عيونها تلك. سينكر، لكنه لاحظ عيونها النجلاء من اللحظة التي تقدمت إليه لتنذره.

أوصل الأب وابنته إلى بيتهم، ليشكره سليم على استعجال بينما تأخرت ابنته عند الباب. خفق قلبه بإسراع لاهث لسماع صوتها، تتكلم باحترام وتهذيب مختلف تماما عما قوبل به قبل سنوات، لا تلقي له نظرة واحدة حتى: مشكور أخوي. بيكون هذا معروف ما ننساه لك.

دخلت البيت دون انتظار جوابه، غير دارية باليقين الذي بعثته في روحه.

عرف عندها عمق مشاعره اتجاهها، عزم لحظتها على الزواج بها. لم يكترث بكونها مطلقة، لم يكترث بمستواها الاجتماعي.

لكن.. كأن والده أحس بما كان سيقدم عليه، ربطه بابنة صديقه من نفس مستواهم، حالفا متنذرا عليه. فقط رؤية ما آلت إليه حال زياد من قطيعة ووحدة أخضعته.

لم تمض شهور إلا وسمع بزواج ابنة سليم مرة أخرى، ليصبح التفكير بها حراما مرة أخرى..

صدق من سماها ثريا..

ذكرها ظل يلاحقه لسنين، من حضوره لجنازة والدها، إلى لقاءاته مع جاسر إلى مصادفته لمالك، ابن صديقه وابن أختها. كل مرة منع نفسه من الاستفسار أكثر، من الإسهاب في التفكير بها أكثر.

سعى في المضي في حياته، تزوج وتطلق مرتين بعد طلاقه من زوجته الأولى، لتثمر تجاربه تلك ولده البكر محمد، وصغيرته سعاد التي ستتزوج قريبا وتتركه، ليبقى وحيدا في بيته.

عندما سمع بزواج مالك، تبادرت الأفكار دون استئذان إلى ذهنه، تنشئ احتمالات شتى.. يعرف بأن مالك عنيد، ولن يخضع لسطوة جده بالزواج ممن يريد، متحايلا منتظرا إيجاد تلك التي تزوجها وتعلق بها. إعلان حالته كمتزوج دل على شيء واحد، وجدها.

هل وجد الثريا معها أيضا؟

سحقا، ما زال في هواه القديم، في الواحدة والخمسين من عمره، ومازال قلبه يخفق لذكرها، يدفعه للسؤال عنها للمرة الأولى بعد امتناع سنين..

لتأتي المفاجآت تتوالى عليه.

أيعقل، أيعقل وصل الثريا بعد رضاه في البقاء على الثرى؟

(جهز نفسك لسفر، ترى خالتي وافقت عليك..)

اتصل بسيكرتيره يأمره: إحجزلي على أقرب طيارة لجدة..

[انتهى البارت...]



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس