عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-17, 11:13 PM   #800

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن


مستشفى النورس ..

منذ ساعات و هم مرابطون أمام غرفة العمليات في انتظار أي خبر عن اللواء محمد القاسمي الذي نقل إلى مستشفى ابنته الخاص متأثرا بجراحه بينما بقية المصابين من قادة الجيش تم نقلهم إلى المستشفى العسكري ..
البلاد قد أعلنت حالة طوارئ و استنفار ، الوسائل الإعلامية الوطنية و الخارجية هبت لتغطية خبر الهجوم المسلح على قادة الجيش و كل ملابساته ، فرضيات عدة ، تحليلات و تفسيرات و وزارة الدفاع إضافة إلى وزارتي الداخلية و الخارجية تتكتم عن أية معلومات ..
أبعد شاهين شقيقته عن أحضانه ليتولى أرسلان مهمة تهدئتها بينما هو فقد اتجه إلى كاسر و الذي أشار له بنية خوض حديث على انفراد ..

- هل هناك أي أخبار ؟ .

رد كاسر : - استطعت التواصل مع فرقة الأمن العسكري المسؤولة عن التحقيق ، هاتف والدك تم حجزه بعدما سقط منه ، هناك مجموعة من الرسائل و الاتصالات قادمة من رقم مجهول تنذره بوقوع هجوم محتمل ..

عقد شاهين حاجبيه ليستل هاتفه و يفتح الرسائل ثم يدير الشاشة نحو صديقه و قال :
- البارحة وصلتني رسالة أيضا لكنني تجاهلتها و صباحا وصلتني أخرى ، تواصلت مع قائد الناحية العسكرية فلم يصدقني و أرجع أن المرسل يريد أن يعبث معي فقط .

مسح كاسر وجهه بيديه قائلا :- السؤال هو لمَ أنت و والدك فقط من وصلتهما التحذيرات ؟ .. لا أفهم هذه النقطة .

هذا ما كان يشغل تفكيره منذ علم عن الحادثة ، أيا كان من أراد تحذيرهما فهو على مقربة من المسؤول الأساسي .
بعد صمت قصير قال نطق كاسر :- المشتبه الأول هو العميد حسن حامد ، غير كونه الوحيد من قد يفكر بفعل شنيع كهذا فهو رئيس الأكاديمية و المسؤول عن الأمن الداخلي فيها .

عاجله شاهين بالسؤال و قد كست الحيرة ملامحه السمراء :
- من أخبرك عن موضوع العميد ؟ .
ابتسم صديقه مجيبا :- والدك زارني في الثكنة التي أترأسها و قد أطلعني على كل شكوكه آمرا إياي بمراقبة نزار لأنه يعمل تحت قيادتي .

بان التردد على وجه كاسر فما سيقوله قد يفجر غضب الواقف أمامه لكنه يحتاج وضع كل الاحتمالات أمامه فقال :

- كنت أفكر .. الرسائل وصلتك أنت و والدك .. ألا تظن أن من أرسلها يعرفك جيدا و يعرف خطط العميد بدقة أكثر ؟ .

عندما لم يجبه و اكتفى بنظرات متسائلة تابع بارتباك :
- قد تكون رزان هي المرسل .. قد تـ..

قاطعه شاهين مؤكدا :- لا .. قد فكرت بهكذا احتمال لكنني استبعده ، رزان لو كانت تعلم بما يسعى إليه والدها ما كانت لتصمت خاصة و حياة الأبرياء في خطر .. يستحيل أن تفعلها .

هز كاسر كتفيه بقلة حيلة و فضل عدم المجادلة فالمرأة زوجته و هو أدرى بها ، ما أن لاحظا خروج الجراحيْن من غرفة العمليات حتى سارعا نحوهما .

سألت نورس بلهفة :- أخبرني يا معتز كيف حاله ؟ ..هل سينجو ؟ .

التفت معتز ناحية الجراح الآخر و قد كان اكبر منه عمرا ليتولى الإجابة قائلا :
- الرصاصتان اللتان أصابتا كتفه و صدره استطعنا استئصالهما لكن المشكلة تكمن في الأخرى المستقرة في العمود الفقري .. في حالات كهذه قد تبقى الرصاص مكانها دون أي ضرر لكن في حالة والدكم الرصاصة تضغط على الأعصاب لذا يجب استخراجها .. سننتظر كي يستعيد بعضا من قوته ثم نجري العملية

امتلأت عيناها بالدموع فنظرت إلى معتز تطالبه بأي أمل فقال :
- سننتظر استيقاظه فلا تقلقوا حتى اللحظة هو بخير .

ابتسمت شاكرة إياه لتستدير تحتضن توأمها غافلة عن نظرات كاسر إليها ، كم يتمنى مواساتها و لو ببضع كلمات يتيمة قد تتيح له الفرصة ليستمد القليل من النور من عينيها الفاترتين ..
أبعد أرسلان نورس عنه و قال سائلا شقيقه :

- هل من أخبار ؟ .

رغم عدم رغبته في الإفصاح عن أي معلومات بخصوص الحادثة أمام أخته لكنه أجاب :

- المنفذ عريف أول في الجيش الوطني الشعبي ، التحقيقات الأولية تقول بأن الغضب هو دافعه الأساسي ، ذكر وحيد لوالديه و يملك أختا واحدة كانت تعاني من السرطان ، والده من ضحايا الإرهاب لذا فقد استفادت عائلته من سكن اجتماعي لكن قبل بضعة أشهر تم إجبارهم على إخلاء الشقة فلم تتحمل والدته و ماتت بسكتة قلبية لتتبعها أخته بوقت قليل .

كانت نورس أول من علق بغضب :- تقريبا نفس قصة أهل تلك القرية ، الحكومة تمحق الناس حقوقهم فتزرع فيهم الرغبة في التمرد و الإنتقام .

رد عليها كاسر قائلا :- لا أحد يملك عذرا لقتل الأبرياء .

ردت ساخرة :- ما الذي تتوقعه من شخص لا يستطيع الحصول على أبسط حقوقه بينما يمكنه الحصول على سلاح بسهولة ؟ .. أنا لا أعطي أحدا الحق في القتل لكننا يجب علينا التوقف عن رؤية الأمور بمنظور واحد ، الكل يتمنى حياة كريمة حضرة الرائد ، أنا و أنت لن نفهم ما تمر به الفئة الكادحة ، لكن علينا أن ندرك بأن نتيجة الظلم هي التمرد .

ألقت بكلماتها الغاضبة عليه ثم غادرت تصاحبها أنظار الرجال الحائرة .

*
*
*

في المستشفى العسكري .. مساءا

استطاع عبور مدخل المستشفى بشق الأنفس نتيجة تجمع الصحافيين رغم تأخر الوقت ، الكل يبحث عن فتات معلومة صغيرة كي يصنع بها خبرا بعد إضافة القليل من الأكاذيب و التهويلات .
بعد أن استيقظ والده قبل ساعة و اطمأن على حاله قرر تفقد بقية المصابين ، وزيري الصحة و النقل إضافة لقائد القوات البرية و قائد الناحية العسكرية الثانية

بعض القادة أصيبوا بجراح طفيفة و اثنان من الضباط السامين أصيبوا بجراح متوسطة و اثنان من الوزراء إضافة لعميد في القوات البحرية استشهدوا متأثرين بجراحهم

.....
بعد مدة كان يتجه إلى مكتب زوجته ، طرق الباب ثم دخل و ما أن رأته حتى وقفت تبتسم بحزن و همست :- هل عليّ أن أضرب لك التحية الآن ؟

ابتسم شاهين هازا رأسه بنعم فحيته ثم دنت نحوه حتى استقرت بين ذراعيه فتفاجأ بها تنفجر بالبكاء و هو لا يعلم السبب ..
رددت من بين عبراتها :- أنا آسفة .. أنا آسفة .
ربتت يده على ظهرها بحنان بينما شفتاه تهمسان :
- لمَ تتأسفين ؟

ليتها تستطيع البوح بما يختلج صدرها ، ضميرها لا يرحمها البتة و تتعذب في كل ثانية .
تتأسف لأنها كانت من الجبن بحيث لم تواجهه بالحقيقة
تتأسف لأنها كانت أنانية و ما تزال و هي تنظر إلى عينيه و تبتسم و هي كاذبة
تخاف .. تخاف أن يتركها و يتخلى عنها و هي في أمس الحاجة له و لحنانه
تخاف أن تشرق عليها شمس الغد فيحال عذابها قناطير مقنطرة ..

أجابت و رعشة البكاء تراقص صوتها :- أنا آسفة لأنني لم أكن معك ، الجو كان مزدحما و لم أستطع المغادرة .

زاد من ضغط ذراعيه حولها فهرب منها تأوه لذيذ بينما تشعر بنفسها تغرق وسط حضنه ، هذا هو الأمان الذي كانت تجهله طوال سنواتها التي قاربت الثلاثين .
أن تكتسب ما كان محرما عليك قبلا هو لذة كلذة آثم نال توبته بعد شقاء طويل ..
أصابعه تلامس خيال الجنة
و روحه يُغرق حناياها سلام رباني

تنحنحت مبتعدة عنه لتقول و نظراتها على الأرض :
- كيف حال والدك ؟ .

أجاب بعد تنهيدة قصيرة :- بعد أيام سيجري عملية خطيرة إن تجاوزها فسيكون بخير .

ازداد شعورها بالألم بينما تتمتم بالدعاء لوالده ..
بعدها بقليل كانا يغادران المستشفى سويا ، أوصلها شاهين حتى باب منزلها ثم غادر رافضا دعوتها بالدخول ..
في طريقها نحو السلالم قابلها شقيقها فتجاهلته تماما ثم دخلت غرفتها لتنهار أرضا على ركبتيها تبكي حظها و خيانتها لثقة شاهين و ثقة الوطن ، كيف ستنام هذه الليلة و صور الضحايا لا تكاد تفارق مخيلتها ، لم تستطع حتى المشاركة في معالجة الجرحى و كيف تفعل و هي كانت سببا فيما أصابهم ؟ ..
ضربت الأرض بقبضتيها تجبر نفسها على التماسك ، لن تتحمل عذاب الضمير ، حتى إرسالها لتلك الرسائل لكل من شاهين و والده لم تخفف من عذابها مقدار ذرة ..
التفتت نحو الباب الذي فتح ليطل منه نزار ، كان الغضب يلون ملامحه فاقترب منها يرفعها من ذراعها و يهتف بحدة :

- هل أنتِ من بعث بتلك الرسائل التحذيرية لمحمد القاسمي ؟ ، لا أحد غيرك يمكنه فعلها ..اعترفي !! .

حاولت دفعه عنها بأقصى قوتها صارخة :- نعم ،أنا من فعلتها ، أردت إنقاذ الأبرياء لكن لم ينفع .. لم ينفع .

هزها بعنف و صوته يرتفع أكثر :- هل ستخبرينه بالحقيقة ؟ ، هل ستزجين بي و بوالدك في السجن ؟ .

أخذت تقاومه بهستيرية مع انصباب دموعها بغزارة :- لم اخبره ، لكنني سأفعل ، سأقول الحقيقة .. لا أريد أن أتعذب .. لا أريد
!! .
صرخت منادية والدها :- أبي .. أبي .. أنا أكرهك .. أكرهكما كلاكما !!

ما أن اطل والدها عليهما حتى ازداد هيجانها و صراخها :
- أنا أكرهك !! .. و أخجل من كوني ابنتك ، جعلتني قاتلة مثلك ، حنثت بقسمي لوطني و ما عدت أستحق هذه البذلة !! .. سحقا لك ..سحقا لك و لانتقامك !! .

دفعت بشقيقها عنها و أخذت ترمي بكل شيء تطاله يداها ، أدوات الزينة ، كتبها ، حاسبها المحمول حتى قبضت أصابعها على مزهرية صغيرة فقذفتها لتصطدم على الحائط بجانب والدها و صرخت به :
- أنت دمرتني .. غادر الغرفة ، لا أريدك لا أنت و لا ابنك القاتل .. أخرجا !! .

سارعت نحوهما تدفعهما خارجا لتغلق الباب بعنف ثم تنهار أرضا تبكي انهزامها و أنانيتها .


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس