عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-17, 06:35 PM   #458

Enas Abdrabelnaby

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Enas Abdrabelnaby

? العضوٌ??? » 382020
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » Enas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond repute
افتراضي

" وفى الرحيل الراحة المنشودة "
هكذا أقنع نفسه حين صعد إلى متن الطائرة ، وهكذا قال حين حط على أرض ألمانيا ..
تفقد بعيناه المنزل الخامدون دون أهله ، الحوائط التى بدأ يكسوها الغبار ، اللأرائك النوافذ .. السجاد .
كانت قدماه تدفعانه ببطئ تجاه ما يريد منذ البداية ، غرفة نومها .
دفع بابها برفق ليدخل الغرفة التى اشتاق إليها ، هذه الغرفة تحديدا إشتياقه لهما منذ خمسة عشر عاما .. منذ أتخذت خالته قرارا صارما بعدم دخول الأولاد إلى غرفة غنى .
وقد كان الأكثر تمردا على هذا القرار ، إلا أنه حين فهم الأمر أزعن بإمتعاض ... ليعد نفسه بأنه سيدخلها حين تكون غنى من نصيبه .
وها هو يدخلها ولكن بدونها ، يدخلها ليبحث عن أثرها بها .. يبحدث عن بقايا عطر عالق باحدى الوسائد او الألبسة .
تقدمت قدماه ببطئ على الأرض الخشبية ، طالعت عيناه بتفحص السرير الموجود بجوار الباب .. كان صغيرا يناسب ضئالة حجمها .. مرتب بعناية كما هى عادتها .. يعلوه طبقة صغيرة من الغبار .
جلس على طرف السرير ببطئ ، بينما أمتدت يداه لتلامس شراشف الفراش بعناية ، إلى أن وصلت لوسادتها فجذبها إليه ، ليحتضنها مستنشقا عطرها بقوة .
إلا أن سرعان ما تركها ببطئ والخيبة تعلو وجهه ، فلم تحمل وسادتها أى رائحة لها .. عدا رائحة المنظف النافذة منها .
أعاد الوسادة إلى مكانها ليلقى بجسده على الفراش مستلقيا .. ينظر إلى سقف الغرفة وكأنه ينظر إلى شريط حياته الذى تشاركه معاها .

لقد عاش حياته كلها ملازما لخالته ، كان الابن الثانى لها بعد إيهاب الذى يكبره بعام .. وكانت هى أخته وفتاته منذ لحظة مولدها .
كان صديقها وأخاها وطفلها المتذمر ، كان لها كل شئ مثلما كانت حياته .. وبعدها لم يعد هناك حياة !
علاقته معها لم تكن حب مراهقة إختطفها من نظرة لشعرها او جسدها ، بل كانت علاقة روحية تجمع بينهم .. علاقة أكبر من أن تقال أو تفسر ..
أغمض عيناه بقوة مانعا عقله من التفكير ، لقد تعب .. تعب من تذكر كل لحظة كانت معه .. تعب من كل لحظه كان فيها وحيدة يقتله ألمه فى غيابها .
أنتبه إلى صوت هاتفه الذى صدح فجأة، أمسكه لينظر إلى الرقم فبدا غير مألوف لعينه .. لم يعر الأمر أهمية كبيرة .. وترك الهاتف إلا أن صاحب الرقم لم يتركه .. وأعاد إتصاله ، فأجاب قائلا بوجوم -بالغة الألمانية- :
_ مرحبا .. من يتصل .
أجابه صوت أنثوى رقيق حمل بين حروفه لهجة الدلال :
_ مرحبا سيد قصى .. أنا ميس عماد .. أظن بأنك تتذكرنى سيد قصى .. لقد تقابلنا فى مصر منذ خمسة أشهر .
عقد قصى حاجبيه بتفكير ... ميس ... ميس ، إن الأسم ليس غريب .
أكملت ميس بالألمانية :
_ هل أزعجك إن دعوتك لفنجان قهوة غدا ؟
أجابها قصى بزفرة حادة .. تلاها قوله الهادئ :
_ لا بأس .. ليس لدى ما يشغلنى .
ابتسمت ميس على الطرف الآخر من الهاتف ، لتجيبه بثقة إمتزجت برقة أنثوية :
_ شكرا .
أغلق الهاتف بعد كلمتها الأخيرة ، فنظر قصى إلى الهاتف قليلا باستغراب ، بينما حاول عقله المرهق تذكر صاحبة الأسم إلا أنه عجز .. فألقى هاتفه بالأخير على الطاولة المجاورة للفراش بعدما أغلقه ... ليغمض عيناه محاولا النوم والاسترخاء .

.................................................. .................................................. ................


Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس