عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-17, 06:37 PM   #459

Enas Abdrabelnaby

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Enas Abdrabelnaby

? العضوٌ??? » 382020
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » Enas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond repute
افتراضي

ألقت الاوراق من يدها بصدمة .. لتنظر حولها بذهول ..
لقد أوقعها والدها !!
ببساطة فعل .. وبغبائها أنساقت ورائه !
إلتقطت الاوراق ثانية .. تعاود قرائتها ، علها قد اخطأت بشيئا ما .. ولكن النتيجة واحدة .
سقطت على كرسيها شاهقة بألم ، لتوها صُدمت بوالدها .. لثانى مرة تشعر بأنها مطعونة بنصل الغدر منه .
كيف له أن يفعل هذا بها ؟!! .. كيف لأب أن يورط ابنته فى كل هذه المؤامرات !!
بل الأدهى أن تسأل .. كيف لها أن تنساق ورائه بمثل هذا الغباء ؟؟
لقد استغل والدها جهلها بأمور إدراة الاعمال ، ليوهمها بأنها كل أكور الشركة على ما يرام ولكن الواقع عكس ذلك .

أغمضت عيناها بألم .. لتنساق دمعة ثقيلة من بين جفونها إلى وجنتها .. تحفر مجراها ببطئ على وجنتها ..
أنتفضت من جلستها البائسة على دخول أحدهم .. نظرت إليه متعجبة ، لم يبدوا مألوف الوجه لها .
إلتفتت الى سكرتيرتها التى قالت بإرتباك :
_ الأستاذ دخل من غير معاد .. ومرضيش يستنى لما ابلغ حضرتك .
عادت بنظرها إلى ذلك الرجل الذى تراه للمرة الأولى .. يقف بخيلاء فى منتصف حجرتها .. ينظر حوله بسخرية نالت منها جزئا ، يرتدى سترة رسمية فخمة .. بعينه إلتمعت نظرة تشفى لم تفهما ..
تحدث أخيرا قاطعا نظراتها المتفحصة به :
_ إياس عمار الشريف .
قال اسمه بثقة لا متناهية .. أكملها بابتسامة ساخرة مع تغضن بزاوية شفتيه .
اشتعلت عينا رغد بحقد .. وكادت تصرخ به ، إلا أنه سارع بالتحدث قائلا لسكرتيرتها بتسلط :
_ أتفضلى أنتِ .. أنا مش غريب .
نظرت السكرتيرة بحيرة تجاه رغد ، إلا أنها أشارت لها بأن تغاد .. فلابد لها أن تواجهه .

بعدما غادرت السكرتيرة الغرفة ، جلس إياس بثبات على الكرسى المقابل لمكتبها .. واضعا قدما فوق الآخرى بعجرفة نالت منها نظرة غاضبة .
أخذت حقها فى فرصة البداية ، فقالت بحدة :
_ عاوزة أفهم إيه ده .
وألقت بالأوراق أمامه ، إلا أنه لم يلتفت ولو بنظرة لتلك الأوراق بل قال بسماجة :
_ هشرب قهوة مظبوطة .
طرقت بيدها سطح المكتب بعنف صائحة :
_ وحضرتك بقا أتفقت مع بابا على صفقة المرة دى .. ولا ناوي على حاجة جديدة ؟
ضحك إياس بإستمتاع .. لينهى ضحكته بقوله الهادئ :
_ رغد أنتِ ظلمانى ، الاوراق دى كلها حقيقة و والدك عمل كل ده .. لكن المشكلة أنه للأسف دخلك فى الموضوع .
لم تملك رغد فى تملك اللحظة إلا البكاء ، لم تقدر على منع نفسها من ذلك .. لم تقدر !!
إنفجرت فى بكاء حاد .. تعالت شهقاتها بألم نخرج ما بداخلها ..
لم تراعى كل ضوابط النفس المرجوة أمام رجل غريب تراه للمرة الأولى .. فقط إنساقت وراء شعورها بالغدر من الرجل الذى يفترص أن يكون والدها .. حضنها الدافئ وسندها فى الحياة !!
أمامها كان إياس .. يراقبها بوجوم ، يسأل نفسه بتعجب .. لما لم تؤثر به دموعها المنكسرة ..
بوضوح شديد رآى الفارق الكبير بينها وبين والدها فى الطباع ، إلا أنها للأسف حملت كل ملامح والدتها .
قال إياس بحدة جعلتها تجفل بفزع :
_ لو خلصتى ممكن نتكلم فى المهم .
كتمت رغد شهقاتها .. أغمضت عيناها ترجوها بأن تكف عن إذلالها أمام ذلك الحقير ..
فركت بيداها بقوة عيناها حتى تحول لونهما للأحمر القانى ، أكملت بأن مسحت وجنتاها بعنف .. لتقول بصوتا قاسى :
_ خلاص .. خلصت أتفضل .
لم يعر مشاعره أى أدنى تفكير .. فالتعاطف او الحزن او الذنب .. لغيت من قاموسه حين تعلقت بكل ما يخص مختار باشا .
إعتدل فى مجلسه ، ليقول بقسوة :
_ الأوراق اللى معاكى تثبت أن مختار باشا متورط فى صفقات غسيل اموال .. وصفقات غير مشروعة .. ده غير الاختلاسات .. والشيكات الضاربة ..
ورق زى اللى فى إيدك ده هيودى والدك السجن فى اقرب وقت ، لكن اللى مستغربله إنك مشاركاه بإسمك فى بعض الأوراق .
أشاحت رغد بناظريها .. عاجزة عن إجادة الرد المناسب .. فرغم كل شيئ تجد نفسها مشتركة لوالدها فى أعماله .
ضحكت بخفوت ساخرة ، لم تكد تفكر بإعادة ربط الوصال مع والدها حتى وجدت نفسها تقع بكارثة جديدة بسببه .
عادت رغد بناظريها لإياس لتسأله بحيرة :
_ المطلوب ؟؟ .. أنتَ عاوز إيه ؟
ببساطة ممكن تاخد الورق ده للنيابة من غير ما تيجى وتقولى .. لكن حضرتك عاوز حاجة تانية .. ينفع أعرفها ؟
ضحك إياس بخفوت ، ليقول بخبث :
_ أحلى حاجة إنك ذكية .. طيب ندخل فى المطلوب .. عاوز الشركة و...
_ و إيه ؟؟
صاحت بها رغد بإندفاع .. فابتسم إياس بسخرية شاملا إياها بنظرة مدققة .. ليقول فى النهاية ببساطة :
_ طيب خلينا فى المطلوب الأول .. عاوزك تمضى على تنازل ليا بالشركة .
ابتلعت رغد ريقها بتوتر ، لتهمس بتشتت :
_ مش هقدر .
نظر إياس إلى وجهها الذى بدأ يتعرق من شدة الإنفعال ، فقال بهدوء :
_ خمسين بالمية من الشركة .
رفعت ناظريها إليه بإستغراب ، لما تشعر بأنهما يفاصلان فى قفص برتقال !! ... إنه شركة عالمية .. عائدها الثانوى يقدر بالملايين !!
أخذت رغد تنهيدة طويلة قبل أن تقول بهدوء :
_ ليه عاوز الشركة ؟
_ لأنها حقى من البداية .
أجابها إياس ببساطة ، فنظرت له بذهول .. حقه !!
قالت ولايزال الذهول يلاعب حروف كلماتها :
_ حقك ؟!!
ابتسم إياس بسخرية .. يبدوا أن الرقيقة لا تعلم شيئا عن كوارث عائلتها .
_ مش هندخل فى تفاصيل ، هيجى اليوم اللى تعرفى فيه كل حاجة لكن مش دلوقتى ومش منى .
دلوقتى إيه قرارك النهائى ، ابعت الورق للنيابة ولا تمضى ؟
أغمضت رغد عيناها بعدما شعرت بالمكان يدور من حولها ، لم تكد تصدق ما فعل والدها بها .. لتتلقى الصدمة التالية وهو ذلك الكائن الذى لا تعرف عنه شيئ بينما يعرف هو الكثير عن حياتها .
رفعت رأسها ببطئ ، لتومأ بها بضعف ، فإبتسم إياس بتشفى ونهض بخفة من كرسيه متجها إلى باب الغرفة .. إلا أن همسها الضعيف أوقفه :
_ ليه .. ليه جاى تنتقم منى أنا ؟
إلتفت إياس بهيئة غير الهيئة .. تبدلت نظراته من تشفى وسخرية إلى آخرى حاقدة كارهة .. توحشت عيناه وإزدادت قتامة .. ليقترب ببطئ منها .. إلى أن وقف أمامها ليضع يديه على مكتبها ويقترب منها برأسه ليهمس أمام وجهها ببطئ بينما شعرت بكلماتها كأسهم نارية حارقة :
_ علشان أنتِ نسخة منها .. علشان أنتِ زيه ، علشان أنتِ تستاهلى .
شعرت رغد بالدموع تعاود لسع جفنيها بقسوة ، تشبهه .. هكذا قال قصى أيضا !
ولكن هى لا تعلم من تشبه .. ولكنها تعلن بأنها تستحق !!
إبتعد إياس فجأة ليسير بخطى سريعة تجاه باب الغرفة ، وقبل ان يفتحه قال دون أن يستدير إليها :
_ هتعرفى كل حاجة فى وقتها يا رغد .. متستعجليش .
وغادر مغلقا الباب خلفه بقوة جعلتها تجفل لى مكانها .

وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها التى تحررت من أسرها لحظة خروجه من الغرفة .
" قدرا عليها أن تقع فى رجال تجرى فى دمائهم الخبث ... لا تعلم أكان محقا فى قوله أنها تستحق أم لا ... لا تعلم أين سيتصل هذه المرة مع هذا الرجل الغريب "

.................................................. .................................................. ................


Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس