عرض مشاركة واحدة
قديم 14-08-17, 06:38 PM   #460

Enas Abdrabelnaby

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء،وقلم مشارك -مصممة مساعدة بمنتدى قلوب احلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Enas Abdrabelnaby

? العضوٌ??? » 382020
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 986
?  نُقآطِيْ » Enas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond reputeEnas Abdrabelnaby has a reputation beyond repute
افتراضي

سمح لها الطبيب أخيرا بالدخول لرؤيته ، دلفت إلى غرفته بهدوء .. لتتوجه إلى السرير الذى يتوسط الغرفة .. بينما يرقد أدهم فوقه .
إقتربت لتجلس على كرسى بجوار سريره ، لم تكن ضربته عميقة .. لم تكن قاضية .. لكنها كانت للإفاقة .. كانت بمثابة قلم قوى على الوجنة لتفيق مما هى فيه .
نفس الطعنة المؤلمة نالتها .. ولكن بصورة أكثر قسوة .
نظرت بحزن إلى وجهه الشاحب .. كم قاسى أدهم فى حياته ولا يزال ؟
كم كلفه فقد والده الكثير .. كم كلفه أن يصبح إنسانا بلا مشاعر ...
القسوة والبرود الذى يعانى منهما .. هما حصيلة سنوات من التعب والإرهاق .. حصيلة سنوات من تلقى الكره والحقد ممن حوله .. حصيلة سنوات من تعلم كلمة "لازم تاخد حقك"
الثأر كلمة موحشة .. سوداء قاتمة ، تربى أدهم على معانيا بكل قسوة .. فأصبح لعقله الخيار ولقلبه توخى الحذر .
إلتقطت يداها يده المستقرة على الفراش لتقربها من شفتيها .. طابعة قبلة رقيقة على باطنها ..
ظلت على حالها جالسة بجواره تراقب ملامحه المرهقة حتى غطت فى نوم عميق .

إستيقظت باليوم التالى مبكرا ، لتشعر بأنامل تداعب باطن يدها برقة .
فتحت عيناها بسرعة محاولة طرد غشاوة النعاس ، لتنظر إلى وجه أدهم بأمل ..
إلا أنه كان مغمض العينين كما تركته مساءا ، إنتقلت نظراتها إلى يده .. فوجدها تتحرك .
عقد حاجبيها باستغراب لم يدم كثيرا ، فإلتفتت بسرعة حين سمعت صوته الهادئ يقول :
_ متخافيش .. أنا صحيت .
تطلعت إلى وجهه الذى لايزال يكسو الإرهاق ملامحه ، بينما ظلت عيناه مغلقة ، فسألته مستغربة :
_ صحيت أمتى ؟
_ من كام ساعة .
نهضت زهور بإرتباك لتفلت يده وتهتف :
_ طيب .. أنا هروح أشوف الدكتور .
*****
بعدما غادر الطبيب مطمئنا إياها ، عادت لتجلس جواره .. لكن دون أن تقترب منه .
همست بهدوء تحاول جذبه لحديث يخرجهما من حالة الصمت :
_ الشرطة هتاخد أقوالك علشان يعرفوا مين عمل كده .
_ عارف .
أزدرت زهور ريقها بتوتر .. لتسأله بخفوت :
_ أنتَ شوفت اللى عمل كده ؟
عم الصمت للحظات .. بدا فيها وكأنه لم يسمع ما قالت ، ليجيبها بنفس اللهجة الباردة :
_ آه .
_طب عارف هويته ؟
_ أيوه .
نظرت له بإضطراب ، لتهمس بالاخير متسفهمة :
_ هتبلغ الشرطة عنه ؟؟
حينها أغمض أدهم عيناه بقوة .. لتصلها الإجابة لكلا من اسئلتها ..
لقد فعلها هشام ... وكان هو ذات الرجل الذى كادت تصطدم به فى طريقها إلى الخارج حين ذاك .. وبالطبع أدهم لن يخبر الشرطة هن هوية من طعنه .
ألـ تلك الدرجة يحقد عليه ذلك الرجل ، حتى وصل به الحال أن يطعن ابن عمه بكل سهولة دون أدنى خوف ؟
يبدوا أن مشكلة أدهم مع عائلته أكبر من أحقاد دفينة .

أنتبهت لقول أدهم الذى أخرجها من شرودها :
_ في حد هيجى دلوقتى .. لازم نسمعله كويس علشان نوصل للحقيقة .
ابتلعت زهور غصة شائكة بحلقها ، لتقول بارتباك :
_ مش دلوقتى .. أنتَ لسه تعـ.....
قاطعها أدهم بسرعة قائلا :
_ لازم نعرف مين اللى قتل والدى .. لازم تظهر برائة والدك .. لازم نرجع ثقتنا فى بعض ، بعد ليلة امبارح بقيت متأكد أن الحقيقة لازم تظهر فى أقرب وقت .
وقفت زهور بمكانها تنظر لملامحه وجهه .. كم يؤلمها ألمه .. كم تعشق قربها بجواره .. كم تحب غبائه وثقته الامحدودان ..
تريد أن تبقى معه وبجواره ،فهل هناك مانع ؟
تريد أن يكون زوجها وحبيبها فهل تطلب الكثير ؟
تريد أن ينسى الماضى وتنسى ما فات .. وتترك للمستقبل العنان كى يملكهما .. فهل هى مخطئة ؟
ولكن كما قال هو .. لابد أن تحرره من قيد الماضى ، لينطلق بعزم فى طريقه إلى المستقبل دون شك او قلق .
طرقات قوية جعلتها تفيق ، لينفتح باب الغرفة ويدخل رجل تراه للمرة الاولى ...
دققت النظر به .. كان يرتدى ملابس عادية خالفت الجلبابات التى يرتديها أغلب سكان القرية ، بنطال من الجينز وقميص ازرق .. بينما حملت ملامح وجهه الشيب البسيط الذى استحكم شعر رأسه وذقنه ..
وقف الرجل قليلا مستندا على باب الغرفة التى أغلقه لتوه .. ليقترب يعدها من أدهم ملقيا كلمات عادية عن السؤال عن الحال وإذا ما كان على ما يرام .
أنتهت بأن طلب منه أدهم أن يعرف بنفسه لها ، فإتجه بالكلام ناحيتها ليقول :
_ د/عمرو العامرى .. ابن عم أبو أدهم .. خطيب عمتك السابق .

.................................................. .................................................. ................


Enas Abdrabelnaby غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس