انتكاسة قلب......الفصل السابع عشر انتكاسة قلب
الفصل السابع عشر...........
تنفست بارتياح و مسحت العرق المتصبب من جبهتها عندما شعرت به يخرج بعد ان انهى مكالمته و اغلق الباب لكن الطامة الكبرى عندما ادار المفتاح خلفه و اقفله عليها!!!
.................................................. ........................
نهضت و وضعت يديها على جبهتها و تطلعت حولها و مررت يدها على عنقها و هي تشعر بالضيق.... ظلام و دوار و حيرة ...... اغمضت عينيها بقوة و بسرعة ركضت الى النوافذ و فتحتها من اين لها ان تخرج؟....... معقول تبقى كل الليل هنا؟... صداع رهيب فاجئها و تهاوت على الجدار و نزلت الى الارض بالتدريج و ابتلعت ريقها.
بعد مرور ساعتين بدأت تفتش في الادراج بهمس مستخدمة مصباح شحن....... كانت تبحث عن نسخة مفتاح و لا تعرف ماذا اصابها كأنها في سجن خانق!
بحثت بارتباك و سقط منها المصباح و حملته و بدأت عصبيتها ظاهرة على حركاتها..... وجدت مفاتيح كثيرة و ذهبت لتجربها على الابواب بهمس ...... لا فائدة.
اتجهت الى الدولاب و بحثت بين الاغراض و الاوراق ومن توترها سقطت عدة ملفات و تناثرت الاوراق بفوضى على الارض....... جمعتها و هي تلعن الساعة التي دخلت فيها هذا المكان حتى توقفت و ساد السكون ....... خولي واصف؟
جلست على الارض و تطلعت بالقرص و ضاقت عينيها .... قرص معنون بأسم خولي واصف..... ترى على ماذا يحتوي؟..... لا بد انه مهم ومهم جدا.
ابتسمت بتوتر و ابتلعت ريقها و اومأت برأسها برضا...... ما حصلت عليه دفعها للبحث عن دليل اخر يوصلها لخولي واصف.
عند طلوع الفجر اغمضت عينيها و لم تعد تقاوم النعاس بعد ....... وضعت رأسها على الاريكة و سرقها النوم.
.................................................. ......................
فتحت عينيها و انتفضت على صوت مفتاح الباب و اختبأت خلف المكتبة ........ يا الله الشمس مشرقة قضت ليلها حبيسة في هذا المكان!
ساد صمت بعد ان سمعت خطوات داخل المكتب و جفلت و وضعت يدها على فمها عندما صرخ وسام بغضب: "سولاف..... سولاف"
سمعت وقع خطوات سولاف عندما اقبلت راكضة قائلة بسرعة و قلق: "نعم استاذ"
هو و بغضب شديد: "ما هذا؟......... من دخل الى مكتبي هذا الصباح؟.... ما هذه الورقة على الارض؟"
سولاف و بخوف و تلعثم: "لا.. لا..ادري .... "
هو و بنبرة صارمة: "كيف لا تدرين؟....... اريد تفسيرا لما رأيته الان؟..."
سولاف و بتملق: "استاذ ربما سقطت الورقة منك دون ان تنتبه.... الباب مقفل بالمفتاح و الكل في غرفهم في هذه الساعة"
هو و بتوتر و عصبية و قد جلس خلف مكتبه: " الليلة الماضية كنت هنا و لم تكن هذه الورقة على الارض ولا......."
فجأة توقف عن الكلام و ساد صمت و جنى تفرك يديها بخوف حتى قال بنبرة اقل حدة: "اعدي لي القهوة..... هيا بسرعة"
تجمدت جنى في مكانها... ترى ماذا حدث؟.... لماذا توقف و انهى الموضوع هكذا؟....... وجد ولاعة السجائر مثلا؟
لم تمض الا لحظات حتى خرج بسرعة من المكتب.
تقدمت خطوات بعد ان حل السكون و تأملت الباب ثم التفتت هنا و هناك و خشيت بشدة ان تكون هناك كاميرات مراقبة في المكتب حينها سينتهي كل شيء.
ابتلعت ريقها و خرجت بخطوات بطيئة و هي تمسح على وجهها الشاحب البياض و رأت سولاف تهرول الى حيث غرفة رواد بعد ان سمعت رواد تقول بفزع: "ما بك؟....... اتركني"
عضت جنى على شفتها و وقفت عند الزاوية و هي تنظر الى سولاف المسندة اذنها على الباب و تفرك يديها دون ان تنتبه لوجودها قريبة.
هو و بصوت مرتفع: " ما هذه؟..... لمن هذه؟..... انا لا ادخن..... هناك من دخل الى مكتبي"
خرجت والدتها من غرفتها القريبة مسرعة على اثر تعالي الاصوات و بكاء رواد و تبريرها و خرج فادي و هو يفرك بعينيه حتى ركضت اليه و احتضنته و ابعدته و هي تدخله المطبخ و الاصوات تتعالى و سوسن هي الاخرى واقفة تراقب الحدث و تلطم على وجنتيها برفق.
وضعت جنى يدها على صدرها عندما تفاقم الشجار و تلاحقت انفاسها عندما رأت دموع فادي بعينيه ..... اغلقت اذنيه و هي تقول بهمس: "لا عليك يا حبيبي....... لا تسمع تعال الى الحديقة.... تعال لنرى العصافير تعال"
احاطت جسده الصغير بمعطف سوسن و خرجت به الى الحديقة و مسحت دموعه و قبلت رأسه قائلة بهمس: "اسفة..... اسفة...... اسفة"
وسام تمادى باهانة رواد و كأنه فقد صوابه و لم يعد يسيطر على اعصابه حتى انه لم يفكر بولده المريض.
.................................................. ........................
مؤلم جدا ماحدث في المنزل صباح اليوم.... تسببت بأذية العائلة و اشتعل البيت بالشك و الحزن و كأنها الشيطان بينهم.. الكل لايعلم ماذا حصل بالضبط و لم يتكلم وسام امام الاخرين عن سبب المشكلة حتى والدة رواد لا تعلم بامر الولاعة و سبب المشكلة.
عند المساء و قبل ان تتجه الى المرسم الصغير حيث فادي مرت من جانب غرفة رواد و سمعتها تجهش بالبكاء فتضايقت و قطبت جبينها و سارت بسرعة.
اقتربت من فادي و قالت بتأمل: "فادي.... انت تحب ماما و بابا و لا تريدهما ان يتشاجران مجددا؟"
اومأ برأسه بحزن و هو يشخبط على الجدار بقلمه..امسكت يده و قالت بهمس: "اذن تعال معي لا علمك كيف تساعد ماما"
.................................................. ........................
عندما عاد وسام ودخل الى الصالة عند العاشرة تظاهرت بأنها لم تنتبه لوجوده و قالت لفادي باستياء: "اه منك يا فادي..... تعال الى الغرفة لتنام انه موعد نومك و لن احكي لك الحكاية اليوم عقابا على مافعلته"
الصغير و بسرعة: "اسف .... ارجوك سامحيني"
والتفتت الى وسام بسرعة عندما قال بحزم: "مابه؟"
هي و بأسف: "انه مصر ان ينتظرك و لا يريد ان ينام...... يريد الاعتذار منك عما فعله"
قطب وسام جبينه و نظر الى فادي قائلا: "تعتذر؟..... لماذا؟..... ماذا فعلت؟"
خفض بصره و قالت هي بحرج: "انه اخطأ..... اخبرني انه لعب باشياء خطرة بدون علمي .... كان يعبث بولاعة سجائر استاذ نادر و لا ادري اين اخفاها....اخشى ان يكون اخفاها بملابسه او خزانته و ربما سيؤذي نفسه لاحقا"
فادي و بسرعة: "لن اكرر ذلك بعد اليوم "
تغيرت ملامح وسام و بدى وجهه بلا تعابير و سحبت هي فادي من يده و اومأت له بلطف قائلة: "تعال حبيبي بابا سامحك"
وقبل ان تذهب صرخت سولاف و هي مقبلة من جهة غرفة رواد و ببكاء: "استاذ وسام ..... مادلين .... تعالوا بسرعة المدام تنزف"
شهقت جنى و تطلعت بسرعة بوسام الذي اتسعت عينيه و هرع الى حيث رواد راكضا.
اخفت هي وجهها .... ياويلها...... ماذا فعلت؟
.................................................. ......................
بعد مرور يومين.......
تطلعت بوجهها بالمرآة بجمود و هي تبخ العطر على عنقها و صدرها و اغمضت عينيها لثوان ثم فتحتهما ببطء و اتجهت الى الباب.
فتحت باب المكتب برفق و لمعت عينيها ببريق خبيث عندما رأته جالس على الكرسي امام مكتبه و مسند رأسه على يديه حتى انه لم يشعر بوجودها.
اغلقت الباب بهمس خلفها و سارت باتجاهه و اقتربت منه شيئا فشيئا حتى و قفت خلفه قريبة جدا وبحركة جريئة وضعت يديها على كتفيه ...... رفع رأسه بسرعة و انتفض و بعيون متسعة تطلع بوجهها........ قالت ببراءة و رقة صوت: "مابك؟....... استرخ من فضلك..... ساعمل لك مساج..... تبدو متعبا"
ضاقت عينيه و هو يتفرس بوجهها فابتسمت بجاذبية و قالت بصوت خافت و بعفوية: "اعرف ما تمر به الان...... اشعر بك"
و وضعت يدها على كتفه قائلة بنبرة ساحرة: "اريد ان اريحك فقط.... و اساعدك لأني افهمك"
تغيرت ملامحه و ابعد بصره بارتباك و هي تمرر يديها على كتفيه بحركات بطيئة ...... سمح لها ان تلمسه و استسلم .
التعديل الأخير تم بواسطة هند صابر ; 17-08-17 الساعة 05:44 AM |