عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-17, 12:41 AM   #801

pretty dede

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pretty dede

? العضوٌ??? » 371679
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,532
?  نُقآطِيْ » pretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond reputepretty dede has a reputation beyond repute
افتراضي




الفصل السابع عشر

عيناه متسعتان بشدة ووجهه شاحب يحاكي شحوب الموتى,
ينظر إلى باب مكتبه المغلق بعد خروج سهيل.. هل قال أنه لم يعد أخيه؟..
هل سيتركه مرة أخرى وحيدًا كما كان من قبل؟.. هل سيعاني من الخوف والعزلة كما كان سابقًا؟..

لا.. لا يمكن أن يتخلى عنه سهيل بهذه السهولة,
كل ماكان يريد أن يفعله هو حمايته,
لم يكن يريده أن ينساق خلف تلك الخبيثة ويصبح طوع يديها..

خوفه منها كان لأنه يعلم أنها ستبعد سهيل عنه, والآن بعد رحيلها يهجره!..

تلك الرجفة التي اجتاحت جسده؛ جعلته ينتفض وصقيع مرعب ينخر عظامه,
ارتجفت شفته السفلى يهز رأسه بلا وعي, لن يتركه, لن يتركه..

اغرورقت عيناه بالدموع وتسارعت أنفاسه, لقد تركه, تركه مرة أخرى وحيدًا, دون حماية..
رحل وتركه خلفه كما سبق, ولكن رحيله سابقًا كان رغمًا عنه؛ أما الآن بإرادته..

أجفل ينظر بلهفة للباب الذي فتح سريعًا وقد تجدد بداخله أمل
وارتسمت إبتسامة مرتعشة على شفتيه, سهيل عاد,
لقد أراد أن يعاقبه بحديثه هذا, ويجعله يندم والآن عاد ليعنفه مرة أخرى؛ ولكن دون أن يتركه..

ولكن تلاشت إبتسامته حين دلف مروان من الباب مسرعًا إتجاهه,
متسائلاً بإرتياع:" ماذا هناك سامر؟.. الجميع يتحدث عما حدث بينك وبين سهيل.."

لم يجيبه بأي كلمة وكأنه فقد الرغبة في الحديث..

فعاد مروان يقول بقلق, مقتربًا منه أكثر ناظرًا إليه بتدقيق:" سامر.. ماذا بك؟.. اخبرني ماذا حدث؟.."

تركه سامر وتحرك بخطوات بطيئة يجر قدميه, وكأنه مسير بطريقة غريبة, ومروان يناديه..

خرج ليجد الجميع ينظرون إليه بطرف أعينهم بحذر ويتهامسون,
ولكنه لم يستمع وخرج من الشركة, يمشي بغير هدى..

مشى طويلاً ووجد نفسه أمام منزل محترق, منزلهم..

ظل يحدق به وكأنه يشاهد شيئًا غريبًا لم يشاهده من قبل,
بل يعرفه عن ظهر قلب, منزل شاهد معاناته..

وقف متجمدًا وبعض الذكريات تجول أمام عينيه..

صوت أبيه الغاضب معنفًا إياه, تواريه بغرفته خلف الباب وجسده كله يرتعش,
ثم قفزه بذعر حين سمع صوت الباب يصفع بعنف, ليركض إلى فراشه يحتمي به, يغمض عينيه بقوة..

ثم صوت باب غرفته يفتح وخطوات هادئة تقترب منه..
وجلوس أحدهم بجواره, شعر به حين مال جانب فراشه قليلاً..

يد تربت على شعره برفق, وهمسها الناعم:" هيا سامر, لا داعي لخوفك, لقد رحل.."

فتح عينيه بتردد ورفع وجهه ينظر لذلك الوجه الرقيق الناعم,
واعتلى ثغره إبتسامة, قائلاً بخفوت:" حسناء.."

اتسعت إبتسامتها لتضيء وجهها وهي تميل عليه,
هامسة بمشاكسة:" هيا يافتى.. لقد رحل والدك.."

زم شفتيه بتبرم ونظر إليها بعبوس, فعقدت حاجبيها بضيق مصطنع,
وقالت:" هيا سامر, لا تتركني أجل بمفردي.."

زفر بقوة, واعتدل جالسًا على الفراش, ثم قال بكتفين متهدلين بخوف:" قد يعود ويعاقبني.."

التوت شفتيها بإبتسامة ماكرة, وغمزته قائلة بشقاوة:
" لن يعود إلا بعد ساعات, لقد رحل للعمل.. سنستمتع بوقتنا كثيرًا.."

نهض سريعًا بإبتسامة واسعة, وهتف بقوة:" حسنًا لنمرح قبل أن يأتي.."

ضحكت حسناء بقوة تهز رأسها بيأس وهي ترى حماسه, قبل أن يتساءل متذكرًا:" ولكن أين سهيل؟.."

أجابته بهدوء:" لديه الكثير من الدروس ليذاكرها, هيا لنخرج للحديقة أنا وأنت.."
مط شفته السفلى بإمتعاض, وتساءل بنزق:" وتلك المتطفلة؟.."

نظرت إليه بعتاب, وقالت:" سامر لا تقل هذا, تمارا ليست متطفلة لا تشاكسها دومًا..
هي بغرفة سهيل كما تعرف تجلس معه.."

قفز من فراشه سريعًا, واتجه لباب الغرفة لخرج, حين هتفت متسائلة:" إلى أين؟.."
التفت إليها برأسه, وقال بحنق:" سأذهب لأرى سهيل, وابعد عنه تلك المتطفلة.."

واتجه سريعًا لغرفة سهيل وفتح الباب فوجده منشغلاً بمراجعة دروسه,
وتمارا تجلس على فراشه ترسم بعض الرسومات وتنظر إليه من وقت للثاني..

عقد حاجبيه بغيظ, تمارا تلازم سهيل كظله؛ حتى أثناء مراجعته لدروسه
تجلس على الفراش تراقبه وهو لا يمانع..

بخطوات ساخطة اتجه إليها وسحب أوراقها بعنف, فصرخت بغضب:" اعد أوراقي يا غبي.."

_ لن أفعل.. اخرجي الآن..

التفت إليه سهيل الذي أجفل من صراخهم ينظر إليهم, متسائلاً:" ماذا هناك؟.."
هتفت تمارا بحدة, تشير بيدها إلى سامر:" لقد أخذ أوراقي.."

زفر سهيل وقلب عينيه بملل, قائلاً بضجر:" اعد أوراقها سامر.. لا تبدأ.."

هز سامر رأسه نفيًا, وقال بقوة:" تخرج من غرفتك أولاً, وأعطيها الأوراق, ماذا تفعل هنا من الأساس؟.."

نهضت تمارا واقفة على الفراش, وقفزت على سامر متعلقة به,
تحاول أخذ أوراقها منه صارخة:" اعطني إياهم يا غبي.. دعهم.."

وسامر يرفع يده للأعلى بعيدًا عن متناولها, هاتفًا بعناد:
" ابتعدي عني ياقردة, لن اعطيكِ أي شيء.."

وكالعادة بدأ صراخهم وشجارهم يعلو أكثر وأكثر, لتعضه تمارا بقوة,
فصرخ بألم وألقى الأوراق أرضًا وأمسك بشعرها يشده بعنف..

عند هذا الحد نهض سهيل من كرسيه, واتجه إليهم بخطوات ساخطة,
يحمل تمارا ووجهها أحمر من إنفعالها, يبعدها عن سامر, معنفًا:
" يكفي سامر, ماذا تفعل؟.. تدخل لغرفتي وتشاكسها دومًا, ماذا فعلت لك؟.. ابتعد عنها.."

زم سامر شفتيه بقوة, قائلاً بحدة:" لأنها تلتصق بك كالغراء, ماذا تفعل هنا؟.. اخرجها.."
أخذ سهيل نفسًا عميقًا, ثم زفره بقوة, وصاح بنفاذ صبر:" قلت يكفي.. أنا..."

ولكن قاطعه حين فتح الباب ودلفت حسناء
تنظر إليهم بعتاب رقيق, قائلة:" ماذا هناك؟.. لِمَ تتشاجرون؟.."

زم سهيل شفتيه, وأجابها بملل:" سامر وتمارا.."

لم تحتاج إلى توضيح, اقتربت من سامر ووضعت كفها على كتفه,
قائلة بهدوء:" سامر لقد قلت لك تعال معي للحديقة, وأنت دلفت لتتشاجر مع تمارا.."

هتف سامر بحدة:" أريدها أن تخرج من هنا.."
وهتفت تمارا بعصبية:" لن أخرج, أنا سأبقى مع سهيل.."

وارتفع صوتهما مرة أخرى, ليصدح صوت سهيل بنفاذ صبر:
" يكفي لقد أصبت بالصداع.. اخرجا من غرفتي.."

عينا تمارا اللتين اغرورقتا بالدموع وهي تنظر إليه بحزن,
جعل حسناء تنظر إليه بعتاب, ولكنها قالت مقترحة:
" حسنًا, لِمَ لا نخرج جميعًا إلى الحديقة ونستمتع بالوقت!.."

تنهد سهيل بتثاقل, وقال بإرهاق:" لدي دروس علي مراجعتها.."

ابتسمت برقة, وقالت بإشفاق:" سهيل.. تدرس كثيرًا,
اخرج معنا للحديقة قليلاً لتجدد نشاطك, ثم عد للدراسة.."

هتف سامر مؤيدًا:" أجل أخي هيا.."

ويد تمارا التي أمسك بيد سهيل ناظرة إليه بإستجداء,
جعله يتنهد بإستسلام موافقًا, ويخرج الجميع للحديقة..

قاطع ذكرياته صوت أحدهم:" هل أنت من سكان هذ المنزل؟.."

أجفل سامر ينظر إليه بإرتياع, والرجل يضيف:" أنت تقف منذ مدة هنا, هل تعرف سكان هذا المنزل؟.."

لم يعلق بكلمة واحدة, مما جعل الرجل يقول؛
وكأنه يخبره عن تذكار تاريخي:" هذا المنزل غريب, مهجور منذ سنوات؛
ولكن كل فترة نجد النيران تشتعل فيه ولا يعرف أحدهم السبب حتى الآن.."

التفت سامر إلى المنزل مرة أخرى, عيناه تمشطان كل إنش به,
ثم قال بنبرة خاوية:" لا أعرف هذا المنزل, فقط كنت أمر من هنا ولفت إنتباهي.."

أومئ الرجل برأسه متفهمًا, وفغر شفتيه ليتحدث, ولكن سامر لم يعطه الفرصة,
وتحرك سريعًا بوجه جامد كالرخام رغم ذلك الألم الذي ينضح من عينيه..

لقد وقف أمام المنزل جامدًا, لم يستطع أن يطأه بقدميه,
وكأنه محاط بأفاعٍ سامة قد تلدغه إن تقدم خطوة واحدة,
رغم مرور سنوات, ولكن هذا المنزل لا يزال مخيفًا, يصيبه بالرعب..

يعلم أن سهيل من يقوم بإشعاله كلما يأتي إلى هنا..

سهيل يدخله ويصبح مجنونًا بغضبه, وكأنه يحاربه وينتقم منه..

أما هو فالمنزل يرعبه, وكأنه وحشًا سيهاجمه, أو سيعود أبيه ليعاقبه كما كان يفعل..

***********************
يتبع


pretty dede غير متواجد حالياً  
التوقيع

مَجَامِرُ القلوب
https://www.rewity.com/forum/t487636.html

قيود العشق
https://www.rewity.com/forum/t472889.html

دموع رسمها القدر
https://www.rewity.com/forum/t369219.html
رد مع اقتباس