عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-17, 08:32 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

-البارت الرابع عشر-قبل الأخير
البارت + 13 بسبب العنف ~

~ ( وجهةُ نظرِ كريس ) ~

لم أنم حتى أشرقت شمسُ اليوم ِ التالي ، أكره الارق بقدر كرهي أن لا أثمل َّ حتى بعدِ شرب ِ كميات ٍ كبيرة من النبيذ .
رأيتُ لاي من تحت جفوني المتدليةِ .
أعترف أنني ولدتُ متشائماً ، تماماً كما ولدَ تشانيول متفائلاً .
بقي شخصانِ فقط من فريقنا ، و كان من الواضح أنه ليست لدينا فرصة ٌ كبيرة ٌ للفوز .
ما زلتُ أتذكرُ تلك القاعدةَ الغامضة َ من بين قواعد اللعبةِ العشرة ، يجب أن ينتمي أخرُ إثنان ٍ لنفس الفريق .
و هذا يعني إن مات أحدنّا فهذا سيدفع الاخر بلا شك ٍ إلى نهاية ٍ مميتة .
لم نكن عاليي الذكاء ، أبتسمت ..
لكنه كان الأسوء وضعا ً ، لم تكن فيه أي لمحة ٍ من القسوة – يقصد لاي-
فتح عينيه بتكاسل ٍ و حدق في وجهي : ” متى استيقظت؟”
قلت : ” الأن فقط ”
فكرّ بصوتٍ عالٍ : ” هل كان هذا لأنني حلمتُ بكابوس ؟ ”
” لا ” قلتُ : ” نحن ُ على الأرجحِ سنموت قريباً ، لذا ما رأيك أن نحتفل ببعضِ النبيذ ؟ ”
” أهذا صحيح؟ ” أبتسم بإستخفافٍ بينما يجلس : ” لكنني عادةً أشربُ اللبن حين أحتفل”
نظرتُ له ُ بشكل ٍ غامضٍ و إبتسامةٍ متكلفة : ” كن بالغا ً”
نظر إلي و ركلني ..
المطرُ كان يهطلُ مساءَ ذاك اليوم، و اللعبة تحتاجُ لإثنتي عشرَ ساعةً حتى تنتهي .
لم أكن متأكداً إن كنت استطيع العيشَ لأرى مطراً يهطلُ مجدداً .
بجانبي ، لاي كان في حالةِ ذهولٍ في عالمهِ الخاص ..
فسألته : ” غرقت َ في أفكارك ؟ ”
” كنت أفكر .. ” أجاب : ” ماذا لو كانت الأحلامُ حقيقية ؟ بينما الواقعُ مجرد حلم ؟ ”
نظرت ُ إلى الأرضِ امامي : “إن كان بإمكاننا الإستيقاظُ مجدداً ، أين سنكون؟ ”
” إن كان بإمكاننا ان نستيقظَ في الواقع مجدداً .. ” إبتسم بتكلف: “لنمت فقط ”
لأكون صادقاً ، الموتُ مجردُ حلمِ يقظة ٍ.
كان هذا الحلمُ حلواً و جميلا ً، في ذاك الحلم قضينا الكثير من الوقتِ معاً ، أليس من الأفضل أن نستيقظَ من هذا الحلم معا ً؟
هكذا لن نخسر طريقنا .
ابتسمت بينما نظرتُ إليه ِ بلا أن أقول شيئاً .
استدار إليّ محدقاً بي ، رمش عدة مرات ٍ، لكنه لم يقل شيئاً .
ظللتُ مستلقياً على سرير مراقباً السقف حين فتح لاي الباب ذاهباً إلى الحمام .
حين أغلق الباب ُ ، فجأةً علمتُ أن كل شيءٍ بدأ للتو ، و كل ُ شيءٍ سينتهي قريباً .
محدقاً من شق ِ الباب ، رأيتُ تشانيول بملامح مرتبكة ٍمنحني الجسد كما لو أنه يربطُ شيئاً على الباب ِ . – باب غرفة كريس-
ربطَ مقبض َ الباب ِ بمسمارٍ بالحبل البلاستيكي من الخارج .
كان قفلاً عادياً و غير مكلفاً .
ركلتُ الباب بشراسة ٍو قوة ، و سمعتُ صوت الطاولةِ تسقطُ على الأرضِ في الخارج .
كان المشهدُ مأساويا ً خارج الغرفةِ .. ثلاثة ٌ ضد َ واحد – يقصد لاي ضد الثلاثة من الفريق الأخر -، لكنني لم أرى شيئاً و لم أكن قادراً على المساعدةِ
” تشانيول! أفتح الباب! ” زمجرتُ بينما تنهمرُ الدموع ُ على وجهي : ” اتوسل ُ أليك! أفتح الباب!! ”
كان بواسطةِ وزنه ٍ كاملا ً مغلقاً البابَ بشدةٍ .
استدرت حولي ، رفعت كرسياً و رميته بإتجاه ِالباب .. لكنه لم يقم بشيء ٍ.
عقلي كان مشوشاً تماما ً .. دققتُ بما يحيط ُ بي ، فرأيتُ سيفا ً قابلاً للسحب ِ معلقاً على الحائطِ .
شاداً السيف للإسفل ، بشكل ٍ غير متوقع تمدد السيف ، و أصبح طوله ُمضاعفا ً
منحنياً إلى الأسفل، مررتُ السيف عبر َ الشقِ و قطعت الحبل بضربةٍ واحدةٍ ،ثم ركلتُ الباب َ بكل ِ قوتي .

كنتَ دائماً تقول ُ خلال دروسِ الطبقاتِ الصوتية : ” هذهِ لعبة ٌ، ليس عليكَ أن تكون جاداً كثيراً ”
لتعلم أنك من أكثر ِ الأشياءِ المميزةِ التي حصلت في حياتي ، فقد كنت من يعلمني و يصحح ُ لي أخطائي .. ” أسف”
تدفقت الدماءُ من زاويةِ شفتيهِ حين لكمته ُبقبضتي على وجهه ، أنا أسف .

كنت تبتسم ُ كثيراً في اتجاهي ، بينما لم أكن قادراً على إعطاءِ الأخرينّ بعضاً من إبتساماتي .

رامياً سلسلةً من اللكماتِ إلى بطنهِ ، الشخصُ الذي امامي أنحنى ظهرهُ بألمٍ .
ألقيتُ قدمي بقوةٍ على ركبتهِ ، ما جعله ُ يسقط ُو يركع على ركبة ٍ واحدةٍ .
لم أكن متأكدةً أن كانت تلك قطراتُ الدموع ِ أو العرقِ التي تتساقطُ للاسفل. .
لا يمكنك الاستمرارُ في الرقص مجدداً ، تشانيول؟
يا للخسارة ، ذاك كان حلماً لم يعد موجوداً .
ممسكاً بشعرهِ بإحكام ٍ، رميتُ بثقلهِ نحو الجدار ِ القاسي .
وجهه الملطخ ُ بالدماء ِ بدا جميلاً، تماماً كما رأيتهُ أول مرةٍ .. عيناه تلمعانِ عاكستانِ لونَ القمر .
لو لم يكن لأجل ِ الدموعِ التي تهددُ بالإنزلاقِ من زوايا عينيك ، لبقيتُ محتفظاً بالصورةِ التي اخذتها عنك مثل المرةِ الأولى بينما تعرفني عن نفسك بجديةٍ و عذوبة ٍ: “مرحباً ، أنا تشانيول ”
أنا اسف ٌ حقا ً، سأبذل كل جهدي لأبقى حياً ، مكفراً عن ديوني لكَ لبقيةِ حياتي .
لم استطع تقريبا ً أن أكبح الدموعِ التي تخز عيناي حين التقطهُ و القيتهُ في الخزانةِ .
أغلقتُ الابواب ، غير َ قادرٍ على رؤيتهِ للمرةِ الأخيرة .
الشخصُ الذي دفع َ بالسيف من خلال ِ باب ِ الخزانةِ ..
و الشخصُ الذي أريدُ أن أتبرأ منه ُإلى يوم ِموتي ..
كان أنا ..

لكن أنت ، الشخصُ الذي بذل جهدهُ في تعلمِ الراب بسرعةٍ شديدة ، لم تقل أي كلمـةٍ عند موتك ..
بعد الإبتسامِ لحياتك َ كلها ، تركتني فقط مع صمتك


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس