عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-17, 08:33 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



"إن الجواب يجري في عروق كل واحد منا منذ زمن .."

سرتُ خارجًا من غرفة النوم بشرود .. كانت غرفة الجلوس مقلوبةً رأسًا على عقب بفوضى عارمة.
لا أعلم إن كان ما أراه أمامي هو بداية هذا المشهد, لكن لم ألاحظ شيئًا سوى أنف لاي المتورّم-أو وجهه المتورم بالكامل بالأصح, وثيابه كانت ممزقة وهو يعارك كاي بدئًا من الأريكة, وصولًا للدرج, وأخيرًا حتى أرض الطابق السفلي -حيث تقع غرفة الجلوس.
ألقى لاي نظرة لي عندما أتيت, لكنه تلقّى لكمة مباشرة على وجهه من كاي بينما يسحبه بقسوة على الأرض ويركله بقوّة.
كان لاي يبدو كجرو بلا حيلة من كل هذا الركل الذي يتلقّاه, لكن وبشكل مفاجئ, دفع كاي بعدها نحو الأرض أيضًا, ويده الأخرى التفّت حول رقبة كاي بإحكام.

كما قلتُ, لطالما كان لاي هكذا, عندما تعتقد أنه سيستسلم لا محالة, فهو سيبقى يناضل مخبرًا الجميع أنه لا يزال على قيد الحياة..

أسرعتُ نحو المطبخ وفتحتُ الخزانة الخشبية بسرعة, وأخرجت القدر -التي استعملها تشانيول بالسابق-, وعدت نحو هذين الاثنين اللذان لا يزالان يتبادلان اللكمات باستمرار.
كدت أن أتعثّر بذلك الحبل البلاستيكي الملقى على الأرض قبل أن أسمع صرخة لاي: “احذر !!”
ذلك الحبل الأحمق المألوف …..

استدرتُ بعدها, لكن تلقّيت ضربة مفاجئة على رأسي, وشعرتُ بالكحول مع بعض الدم يقطر من مكان الضربة, مما بلل عنقي كله والجزء العلوي من جسدي.
عندما فتحتُ عيناي مرة أخرى, رأيت لوهان واقفًا أمامي يحمل ولاعة بيده, وينظر لي بنظرات شيطان ضائع شارد الذهن.

سمعتُ من جانبي الأيسر صرخة أخرى من لاي: “لوهان !!!”

شعرتُ بأن كل شيء تلاشى حولنا ما عدانا نحن, وباتت أذناي تحجب باقي الأصوات كلها, وأعتقد أن لوهان مثلي كذلك لأنه استدار للاي .. وتمتم: “لاي؟”

في اللحظة التالية, دفع لاي لوهان على الأرض, وسقطت الولاعة مبتعدةً عن يده لما لا يقل عن مترين.
لكن كاي أبعد لاي على الفور من فوق لوهان وهو ممسك برقبته من الخلف؛ وأمسك بأحد قطع الزجاج المكسورة بعشوائية ووضعها بالقرب من الشريان السباتي الخاص بلاي. – شريان رئيسي في الجسم –

صرخ لوهان دون أن يشعر بفزع: “لاي !!! لا تلمسه !! لا يمكن أن يُصاب أكثر !!” قالها وهو جالس على أحد ركبه فقط محاولًا النهوض من الأرض بصعوبة لينقذ لاي.

هتف كاي للوهان: “لا تقترب!” ونظر لي بعدها -عندما رأى محاولتي للاقتراب- وكرّر: “وأنتَ أيضًا لا تقترب!”
قالها بتوتر وهو يجرّ ييشينغ معه للخلف ببطء, ولا يزال ممسكًا بقطعة الزجاج الحادة قرب عنق لاي.

أدار كاي رأسه نحو دورة المياه وصرخ: “تشانيول !!” لكن لم يجبه أحد.
صرخ بصوتٍ أعلى: “تشانيول أين أنت؟!” لكن لم يسمع أحدنا إجابة أبدًا.

انزلقت دموعه عبر وجنتيه على الفور, ونظر لثلاثتنا, لكنه سألني بالذات: “أين تشانيول؟”

تشانيول ميت .. لكنني لم أجرؤ على إخباره. أصبحنا الآن 2:2, ولاي سيموت على الأرجح..
طأطأتُ رأسي وبقيتُ صامتًا, فاستدار لوهان ونظر لي, على الأرجح وهو يفكر بشيء ..

سألني لوهان بهدوء باللغة الصينية: “هل قتلتَ تشانيول؟”
تمتمتُ بصوتٍ أجش: “لا أعلم … هوَ في الخزانة.”
استدار لوهان ونظر لوهلة لغرفة النوم. وعلى الأرجح أنه عَلِم ما أقصد في قلبه.

في الجانب الآخر, ابتسم لاي بخفة, وكأنه يودعني بها.

بدا كاي مذعورًا من محادثتنا المفاجئة بالصينية, واستوعب بأنه الوحيد مَن لا يفهمها بيننا.
قال بصوتٍ مرتجف: “لوهان ….. مالذي تتحدثون عنه يا رفاق؟ … أين تشانيول؟”

نظرتُ للوهان بأعين راجية, لكنه لم يقابل نظراتي. بل نظر عبر النافذة بهدوء, وطرف شفته مرتفع قليلًا وكأنه ضائع بأفكاره.
كان هذا سؤالًا بسيطًا في الواقع, أليس كذلك؟ كان نفسه السؤال الذي تسائل به.

رفع لوهان رأسه مبتسمًا, وهو يتقدّم نحو كاي ولاي ويقول برفق:
“تشانيول, إنه ….. ثمل بعد شرب بضعة كؤوس, وخلد للنوم لبعض الوقت.”
قالها ووقف مقابل كاي, ورفع يده ليبعد الزجاجة التي كان يمسكها كاي بيده برفق ..
نظر كاي للوهان, ونظراته كانت أضعف من أي وقت مضى. همس: “حقًا؟”
أومأ لوهان بابتسامة: “أجل, حقًا.”
أبعد الزجاجة ببطء, وأبعد لاي من قبضة كاي وجعله بالقرب مني مرة أخرى .. قال: “سيستيقظ بعد وقت طويل على الأرجح … طويل جدًا.”

عانقه لوهان بعدها وهو يربت على ظهره ليطمئنه, ودفعت لاي خلف ظهري كحماية له فورًا .. بينما كاي بالبكاء فورًا كطفل صغير ويده ممسكة بقميص لوهان بشدّة.

كان هذا نهارًا مطيرًا, وأربعتنا واقفون في غرفة الجلوس المقلوبة رأسًا على عقب, وكلُ منّا يفكّر بالقرار الذي سيحدد باقي حياته.

كلُ منّا عليه لوم نفسه, لأن الجواب كان يجري في عروق كل واحد منا منذ زمن طويل.
بالضبط مثل سيهون الذي وقف على أرض لعبة الرقص بنفسه, كان ذلك جوابه.
بالضبط مثل تاو الذي استمرّ بالغش لأجل أصحابه, كان ذلك جوابه.
بالضبط مثل تشانيول الذي نظر لي بصدمة فقط لكن لم يقاوم, كان ذلك جوابه.
بالضبط مثلي عندما قررت الإمساك بالمقلاة متجهًا نحو كاي, كان ذلك جوابي.
بالضبط مثل لوهان الذي رآني لكن أغمض عينيه وبقي صامتًا, كان ذلك الجواب الذي اختاره لكاي, وللاي ولي, والأكثر من هذا -أنه اختاره له أيضًا.

رُفعت يدي وسقَطَت دون أن أشعر, واستدار كاي لينظر لي وجسده يتهاوى نحو الأرض ببطء, يدٌ ممسكة بكتفي والأخرى تقبض بشدّة على ثيابي.
أغلقتُ عيني ودفعته بقوّة ليسقط على الأرض الصلبة بعيدًا عني, وعيناه التي باتت بلا حيلة مفتوحة على وسعها -على الأرجح أنها لا تزال تحاول استيعاب الحروب الطاحنة التي مرّ بها خلال حياته القصيرة-.
لابد أن تكون هذه هزيمته الوحيدة والأخيرة أيضًا …

انحنى لوهان على الأرض وبقيَ بجانب كاي حتى توقف نبضه … وأغلق عينيه بعدها بيديه.
قال وهو يقف, مارًا بجانبي أنا ولاي: “فلتستريحوا … لقد خسرتُ.”

\\



بعد البارت ذا البارت الاخير اذا تفاعلتوا بنزل البارت الاخير علطول




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس