عرض مشاركة واحدة
قديم 19-08-17, 02:46 PM   #210

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي شيطاني الأسود صاحب القلب الأبيض ( الفصل السادس -لا تتركيني ).. الجزء الاول

الفصل 6
لا تتركيني

فتح امير عيناه ببطء حتى لا يشعر بالالم ويعتاد على اضاءة الحجرة ..دارت عيناه في ارجاءها بهدوء حتى وقعت عيناه على سارة الجالسة على كرسي بجانبه وتمسك بيدها لوحا خشبيا رقيقا اسندت عليه ورقة بيضاء اخذت ترسم بها وهي سارحة في عالمها ...اخذ يراقبها باشتياق كبير وعيناه تسافر على كل جزء منها بلهفة..مضت لحظات عليه هكذا حتى انتبهت انه استيقظ فوقفت فورا متجهة اليه لتساله بقلق ( كيف حالك ..كيف تشعر ..هل هناك اي الم ) ابتسم امير بحب محاولا الاعتدال في جلسته فساعدته بسرعة واسندت ظهره على الارائك التي وضعتها خلفه قبل ان تساله (هذا جيد ..ساذهب لاجلب لك عصيرا حتى تشعر بالانتعاش ريثما اجهز فطورك ) اتسعت ابتسامة امير وهو يشير الى جانبه قائلا (قبل كل شيء هناك امر ضروري اريده منك ...هيا استلقي قليلا بجانبي ..لقد استمعت الى كلامك ولم اخالفك في شيء ولازلت انتظر مكافئتي ..حسنا لن اطالب بقبلة ولكن على الاقل لاضمك قليلا وانتعش برائحتك ) انارت ابتسامة سارة وجهها واستلقت الى جانبه سريعا مسندة راسها على صدره ضامة وسطه عليها بقوة واغمضت عينيها باستمتاع قائلة وهي تستنشق رائحته بقوة (ممممم لا تخبرني عن الشوق فانا ساموت من اشتياقي لك حتى انني للتو قمت برسم معالم وجهك وانت نائم لافرغ القليل من عواطفي المتقدة ..ارايت كم انا طبيبة فاشلة تقع في حب مريضها ) ضمها امير اليه باستمتاع سعيد وهو يتنشق ايضا رائحتها بعمق ( وكم انا مريض احمقا يقع في غرام طبيبته الصارمةx ..اذن لقد رسمتني هكذا ) رفعت سارة نفسها قليلا واضعة يدها على خده واصابعها تتغلغل لحيته مجيبة ( اتعلم انك تملك ملامح وسيمة بشكل خاطف للانفاس ..حتى وانا ارسمك كان قلبي يرتعش ) رفع امير حاجبيه بدهشة ضاحكة ثم وضع يده على يدها وقربها من فمه مقبلا باطنها بشغف قائلا بصوت حميمي النبرات ( ولكني خائف ان انظر الى نفسي في المراة لاني واثق بان لحيتي قد طالت وشعري متبعثر وجسدي يحتاج لحمام عاجل ) ضحكت سارة بمشاكسة وهي تداعب خده باصابعها قائلة (حسنا بما اننا اليوم سنذهب الى كارتال ليلا بعد ان نطمئن عليك فيجب ان نفعل شيئا بخصوص مظهرك ..فانت النسر ..ان وثقت بي استطيع التعامل مع الوضع ما رايك ..هل تسلمني نفسك ) تظاهر امير بالخوف الضاحك مجيبا (اشعر اني ساندم لاحقا ولكن لما لا ..اجل واثق ماللذي ستفعلينه ياترى ) وقفت سارة بحماس قائلة بتحدي (سترى ) وخرجت من الحجرة لربع ساعة ثم عادت وهي تحمل مفرشا كاللذي يستعمله الحلاقين وماكينة حلاقة ومقص ومشط صغير ..نظر اليها امير بريبة وهي تقترب منه متسائلا ( ياترى من اين لك هذا ومالذي ستفعلينه ) اجابته سارة ضاحكة على منظره ( لا تخف استعرتها من ادورد ..الم اخبرك سابقا بانه لدي خبرة في تشذيب اللحية والشعر لاني تعلمت الامر عندما كان والدي مريضا فكنت اقوم انا بالعناية به وحلاقة شعره حتى لا يشعر بالخجل بسبب تساقطه مع العلاج الكميائي الذي كان يأخذه ...والان كف عن الكلام ) وابتدأت باحاطته بالروب الخاص بالحلاقة وهي تسمعه يقول وحاجباه منعقدان قلقا (سارة ..هل انت واثقة ..اي خطأ في الحلاقة سيكون نتائجه كارثية علي فاليوم سيراني اعضاء المجلس ..مارايك ان ننتظر ريثما نصل وساستدعي الحلاق الخاص بي ) ..ارجعت سارة ظهر امير للوراء مكانه وجلست على ركبها واضعة اقدام امير بين اقدامها ووجهها يقابل وجه امير وفي يدها المقص والمشط قائلة بلهفة (لا تقلق امير صدقني ساقوم بالامر على اكمل وجه والان اغمض عيناك ) عقد امير حاجباه متسائلا ( لماذا اغلق عيناي ) اجابته سارة ملوحة بالمقص (حتى لا اتوتر من نظراتك ..او اتعلم لدي حل امثل ) وقامت مسرعة لتحضر من دولاب ملابسها رباط حريريا لاحد ارواب نومها قائلة بلهفة (حسنا ما رايك ..ساغطي عيناك بهذا) ازداد انعقاد حاجبي امير وهو يراها تعود لاتخاذ موضعها جالسة على اقدامه مقابله وحرك راسه بالنفي وهو يبعد يديها عنه قائلا (كلا سارة اعتقد ان هذا سيكون معذبا بشكل قاتل يعني انظري للوضع ..لا تخافي ساغلق عيناي والتزم الهدوء خصوصا ان المقص بين يديك وببجانب رقبتي ..اعتقد اني لن اغامر بحياتي ) نظرت سارة الى ما اشار اليه من جلستهما وفهمت مقصده فاشتعل وجهها احمرارا وتحنحنت حرجا وهي ترمي الرباط على السرير متمتمة (اجل معك حق ..من الافضل ان تغلق عيناك لوحدك ..هيا لنبدأ ) وبالفعل اغمض امير عيناه وابتدأت سارة بتشذيب اطراف لحيته بهدوء وتركيز وراسها مقترب منه كثيرا ...كان امير يسترق النظرات عليها ليذوب اكثر فيها وفي لمساتها الرقيقة على ذقنه ..احتاج لكل طاقته ليتماسك ولكن وجهه ازداد احمرارا وعرقه تفصد توترا وضم شفاهه وازدرد لعابه ليصل الى ذروة احساسه بعد ان انهت حلاقة ذقنه وانتقلت الى شاربه ..وهنا لاحظ انها هي الاخرى ذابت من لمساتها وعيناها تزوغان مع لمستها اللاارادية لتحدد طول شاربه والتهبت عينيها استجابة لبريق عينيه وكلاهما اسر في تلك اللحظة...ليخرج اسمه في تنهيدة طويلة من شفتيها ويداها تتركان المقص والمشط ليسقطا على السرير وتنغرسان في راس امير مقربة اياه عليها ومقبلة شفاهه بحب متلهف...كانت حركتها عنيفة بعض الشيء مع شدة شوقها فلم تنتبه بانها ضغطت على جرحه الخلفي بقوة جعلته يتألم ويشعر بالدوار والغثيان منتفضا بعيدا عنها قائلا بشهقة الم قوية (توقفي سارة ) واخذت انفاسه تتسارع واغمض عيناه ليسيطر على الالم والغثيان مسندا راسه للخلف وضاما قبضتي يديه بقوة ..سمع صوتها المرعوب الباكي وهي تسأله (امير ..ياللهي هل انت بخير ..ياللهي اعتذر ..حقا اعتذر ..صدقا اعتذر..) واخذت تردد اعتذارها بلا وعي وهي تقوم من مكانها لتجلب كمادات من الماء البارد وتضعها على راسه طالبة منه ان يسترخي ...كان كل جسدها يرتعش الما وذنبا ودموعها تشوش رؤيتها من غزارتها ..لم تعلم ما تفعله او كيف تخفف المه ..ابتدأت بتمسيج عروق رقبته لتجعله يسترخي ..مرت نصف ساعة فتح بعدها امير عيناه ببطء بعد ان زال معظم الالم الذي شعر به وهدأ الغثيان الذي اصابه ونظر حوله حتى رأها ..كانت في حالة يرثى لها وهي تبدل كماداته ..امسك يدها فتوقفت حركتها ولكن ارتعاشتها زادت ورفعت نظرها اليه متسائلة بهمس متالم (هل تريد شيئا ..هل لازلت تتالم ..ربما من الافضل لو نذهب للمشفى ليعاينك ...انا خائفة عليك كثيرا ..ارجوك سامحني ..ارجو....)قطع سيل كلماتها بجذبه لذراعها لتسقط باتجاهه متوسدة صدره وجسده وهو يقيد حركتها بيده الاخرى قائلا بحزم موقفا مقاومتها للابتعاد عنهx (اهدئ ارجوكي واستمعي الي ...انا بخير ولا ذنب لك فيما حدث ..كفي عن لوم نفسك ..ما رأيك ان تجهزي لي الحمام لاستحم لنتجهز للذهاب الى المشفى فنقوم بالفحوصات النهائية وبعدها نسافر الى كارتال .. الم تشتاقي لهزار وعادل ) حاول امير الهاءها عن التفكير فيما حدث للتو ليعيد ابتسامتها ولهفتها اليها ..وقفت سريعا متوجهة الى الحمام مجيبة بسرعة ( سأقوم بتجهيز الجاكوزي لك حتى ترتاح قليلا ) بعد عشر دقائقx وقف امير مستندا على باب الحمام مستنشقا عطور سائل الاستخمام الفواحة قائلا (مممم ما اجمل هذه الرائحة ) التفتت عليه سارة قائلة بقلق (امير لماذا مشيت لوحدك كان يجب ان تنتظريني حتى اجيء واساندك ) تحرك امير باتجاهها ببطء فامسكت يده فورا وهو يجيبها (ربما لاني بخير ..ولاني اشتقت لك ..ولان الرائحة جذبتني) ارتسم شبح ابتسامة على شفتيها وهي تجلسه على حافة حوض الاستحمام قائلة (حسنا ايها المشاكس لاساعدك بخلع ملابسك ) ساعدته بخلع قميصه وبنطاله ثم تركته يستند عليها ليتم جلوسه بالحوض قائلة بخجل (ساذهب لاجهز ملابسك وارتب الفوضى بعد الحلاقة واعود لارى ان كنت تحتاج لشيء ) وخرجت هاربة وضحكة امير المستمتعة تلحقها ..بعد مرور ربع ساعة عادت سارة للحمام متسائلة وهي ترى امير مسترخي بهدوء( كيف تشعر ..هل انت بخير الان ) فتح امير عينيه هامسا بسعادة ( بصراحة ان حوضك قمة بالراحة والمتعة ..مزيج دفقات الماء الساخنة مع رائحة الزهور تجعل الجسد والعقل يرتاحان ) ابتسمت سارة بسعادة وتمتمت مقتربة منه ومنحنية باتجاهه ( هذا ما قاله لي كل من جربه ) عقد امير حاجبيه بتوتر متسائلا (من قال لك ) لم تنتبه سارة اليه وقد انشغلت بوضع المزيد من سائل الاستحمام فتسائلت بحيرة (من ماذا ) وابتدأت بالاعتدال ولكن امير احنى راسه بشكل مفاجئ مستندا على يده متاوها بالم ارعب سارة فدخلت الى الحوض بقدميها منحنية عليه وممسكة بكتفيه برقة خائفة قائلة (حبيبي هل انت بخير ..ماللذي يؤلمك ..هل ..) جذبها امير بشكل فجائي لتسقط مرة اخرى متوسدة صدره ومبتلة بالماء بالكامل قائلا لها ( انا لست بخير فانت لا تشاركيني ..ثم تهملين سؤالي ولا تجيبيني ) رفعت سارة نفسها بغضب ووجهها يقابل وجه امير قائلة بهمس كالفحيح (ماللذي فعلته امير ..اارعبتني فقط لتفعل هذا ..ثم اي سؤال تجاهلت ) نظر ايها امير بغضب وغيرته تتضاعف متسائلا ( من اللذي تشارك معك في حمامك واخبرك انه مريح ..اجيبيني سارة بدون هرب وبسرعة ) سحبت سارة انفاسها بشهقة مستغربة قائلة (هيا لست صادقا ..انت تشعر بالغضب والغيرة من مجرد تلك الكلمة التي قلتها ) ارتفعت نبرة التحذير بصوت امير قائلا (سارة ..كفي عن المراوغة ..من هو ) امسكت سارة ضحكتها قائلة (حسنا لا تغضب انها زميلتي وقد استعارت منزلي لشهر وكنت وقتها في الصومال وعندها اخبرتني بهذا ...ولكن امير حقا ان غيرتك وتحكمك بي حديدي ) تنهد امير براحة وهو يرتخي في مجلسه جاذبا اياها لتجلس بجانبه قائلا ( معك فقط يحدث هذا ..في السابق لم اجرب الغيرة ابدا ) تمتمت سارة بتساؤل فضولي (حتى بهار ) رفع امير كتفيه قائلا (بالرغم من ان بهار كانت المرأة الاولى التي كتبت فيها شعرا الا انني لم اشعر نحوها بالغيرة ابدا ) ابتعدت سارة عن امير منتفضة وهي تتساءل (ماذا ..ماللذي قلته ..انت تكتب شعرا ..والمرأة الاولى التي كتبت فيها شعرا هي بهار ..ولازالت لديك الجرأة لتسألني عمن شاركني في حوض استحمامي ) وقامت من مكانها بسرعة مانعة امير من الامساك بها وهي تقول (اعتقد انك بخير اكمل حمامك براحتك وارتدي ملابسك كما تحب اما انا فساخذ ملابسي وارتديها في الحجرة الاخرى هيا حتى لا نتأخر عن المشفى ) وعندما حاول امير اعتراض طريقها بكلماته المدللة (سارة ارجوكي انتظري فقط اسمعيني وايضا كتبت لك شعر بل العشرات من القصائد كتبت ..انا متعب على الاقل ساعديني في الاستحمام الا تخافين ان اقع او اصاب بالدوار ) التفتت اليه سارة صارخة من باب الحمام وملابسها تنقط ماءا (لايهمني كم كتبت لي فهي الاولى على ما يبدو في كل شيء ..ثم كف عن التدلل فانا واثقة انك بخير وستتدبر نفسك صدقني الان لست في مزاج يتحمل اي اقتراب منك لذا من الافضل ان ابتعد عنك ) اجابها امير منتفضا ( ولكني لست الاول ايضا معك في كل شيء فيان هو لديه الافضلية و ..) عادت سارة لتقاطعه قائلة ( لا تحاول حتى امير ..فكلانا يعلم ان علاقتي مع يان لم تتعدى محاولة القبلة الوحيدة واني معك جربت كل المشاعر والحب ..حسنا انا لا الومك فهذا كان قبل ظهوري ولكن اعذر غضبي ولهذا ساتركك قليلا حتى اهدأ ..عن اذنك )
دخلت سارة الى الحجرة لترى امير جالسا على طرف السرير مرتديا كامل ملابسه الا الحذاء وعندما راها قال ( خفت ان انحني فتوبخيني ..والان هل اصبحت اكثر هدوءا لتسمعي كلامي ) انحنت سارة لتساعده بارتداء جواربه وحذائه قائلة ببرود قاتل ( امير ارجوك ..يكفي نقاشا الان ساكف وحدي عن الغضب فلا تحاول التبرير لي فانا اخبرتك اني لا الومك ) تنهد امير بنفاذ صبرا مجيبا ( ولكني سارة لا اريد ان تبقي غاضبة مني هكذا فالامر ليس له علاقة بحبي لك ..مشاعري نحو بهار انتهت مثل يان هو سارة ) رفعت سارة عينيها ناظرة اليه بحدة وهي تجيبه ( حسنا ان اخبرتك ان اول رجل رسمته بحياتي كان يان ه...) لم تكمل جملتها متوقفة مع حركة امير الرافضة وهو يجيب بسرعة (لا تكملي ارجوكي ..ان مجرد الكلام يجتلني ارغب بقتله و ) رفعت سارة مشيرة اليه بيدها لتفهمه ردة فعله المضاعفة لردة فعلها فتنهد بعمق محركا راسه ببطء مستوعب (معك حق ..الامر مثير للغضب والحنق والغيرة ...اعتذر ..ربما ماكان يجب ان اخبرك وان امزق القصيدة اصلا ) وقفت سارة مشيرة اليه ليستند اليها وهو يقف مضيفة ( ربما كان ذلك افضل ..حسنا لنقل ان الامر انتهى وانا واثقة ان غضبي سيزول بعد قليل ..هيا بنا فالسيارة تنتظرنا بالاسفل )
مرت اول اربعة ايام من وصولهم الى كارتال بفوضى عارمة ..فخبر مرض امير انتشر كالهشيم فيها والكل اراد ان يطمئن عليه ..حاولت سارة تنظيم عملية الزيارات له بالمساعدة مع اياد الذي كانت فرحته عظيمة وهو يراها باحسن حال بعد علاجها من حالتها وشكرته معترفة بانها ممتنة بحياتها له ...ومع ذلك لم يستطع كلاهما التحكم بشكل كامل في تنظيم الامرx ...كما ان مشاغل القصر تراكمت على سارة وقد تفاجأت بكمية المشاكل التي واجهتها وكانها متعمدة لاظهار فشلها...هذا غير الامور التي عرضت عليها بدل امير لتتعامل معها حتى لا يجهد اكثر ...كان امير طوال فترة استيقاظه يقضيها في استقبال اهالي كارتال وقد ظهر مقدار حب امير العظيم في قلوبهم لذا لم يكن يرد احدا حتى على حساب صحته مخالفا اوامر سارة بشكل خارج عن ارادته ولذلك وحتى يتغلب على الالم جعلها تزيد له جرعة المسكن ليتمكن من التعامل مع الجميع ...اما فترات راحته فاستغلها بالنوم ليقلل اجهاد عقله ويتمكن من التعامل مع بقية مشاكلهم ...بالنسبة لسارة فاعباءها كادت تصيبها بالجنون خاصة ان الخدم كان متمردا بناءا على تعليمات فهرية لذا اتصلت بفاطمة لتعجل عملية اجتماعها معها وتخبرها بما جمعته من معلومات هي وزوجها عن نقاط ضعف الخدم والتي تستخدمها فهرية ضدهم واتفقت على ان تقابلها في المشفى في اليوم الخامس بعد ان اطمأنت على امير وتركته ليرتاح على الا تطيل الغياب وعندما قابلت فاطمة اعطتها ملف كامل بكل شيء تمكنو من جمعه فشكرتها واخذت كلتاهما يتبالان اطراف الحديث لفترة قبل ان تبدأ فاطمة بالتحدث بشجاعة متوترة امام سارة قائلة ( عزيزتي ربما اكون احمل الامر اكثر مما يظهر ولكن هناك شيء يحدث من الافضل ان تعرفيه وتتعاملي معه قبل ان يتفاقم ويجلب لك مشاكل جمة )
اجابتها سارة بلهجة قلقة ( مالامر ..اخفتني فاطمة) تنهدت فاطمة بعمق قائلة ( حسنا انه يتعلق بمريم ففي فترة غيابك انتبهت انها على علاقة حب مع الدكتور سنان)
ابتسمت سارة بجماس مجيبة بجذل (حقا كم انا سعيدة لاجلهما ..لماذا سيجلب هذا المشاكل لم افهم ) نظرت فاطمة بقلق الى سارة قائلة ( سارة نحن هنا لسنا في لندن او حتى اسطانبول ..انها كارتال التي لا تعترف بالحب ...ان مريم من المفترض ان تخطب لابن عمها قريبا ..اتعلمين لو ادركت فهرية وسمعت بالامر ستقوم القيامة عليكي وسيتهمونك بالعديد من الامور ..ربما يجب ان تنصحيها او تجعلي امير اغا يتكلم مع سنان ليرى مدى جديته حتى يتمكن من التدخل بالموضوع بجدية ..المهم ان تحاولي حل الموضوع سريعا قبل حدوث مشاكل انتي في غنى عنها ) حركت سارة راسها مستوعبة لما تقوله فاطمة واعدة اياها ان تقوم بما يلزم واستأذنتها لتعود الى امير في المنزل حيث وجدته نائما فاتفقت مع هزار وسارة على ان يطهون لامير سويا وهم يلهون ..وابتدأت عملية الطهو الراقصة والضاحكة محولة المطبخ الى ساحة حرب ..لم ينتبه احد منهم على امير اللذي استيقظ ووقف يراقبهم بسعادة وحب عميقين ..وعندما راته هزار وركضت عليه محتضنة اياه وتبعها عادل اما سارة فشعرت بالخجل الضاحك ووجهها وشعرها ممتلئين بالطحين والصلصة وحتى الشوكلاة التي زينت احد خدودها ..سلمت المطبخ لمريم لتكمل التنظيف والطهو واتجهت الى امير متسائلة بحب وهي تحاول ان تزيل الطحين والصلصة عن وجهها( هل انت بخير ..هل ارتحت قليلا الان ..هل ايقظناك بضجتنا ) ابتسم امير بسعادة واشتياقه يغلبه بامواج قاتلة من العشق .. تنصل من يدي عادل وهزار واقفا في وجه سارة مانعا اياها من المرور وهو ينحني عليها هامسا باذنها بانفاس اقشعرت لها سارة حتى اخمص قدميها (لا تهربي الان فانا اشتقت لك كثيرا ..اعلم انك منذ عدنا وحدث الشجار بيننا سابقا وانتي تتجنبين الاقتراب مني ولكني لم انسى سارة ...وساقنعك وامتص غيرتك قريبا فاستعدي ثم ..بقي يومان على نهاية المهلة التي حددتها للابتعاد عني ويمكنك تقريبا التاكد الان باني بخير ) وواجه نظرات سارة المندهشة والمتسائلة بضحكة اتسعت لتملأ وجهه قبل ان ينحني ليتذوق طعم الشيكولاته على خدها بمشاكسة تركتها منتفضة قبل ان يبتعد غامزا لها ومفسحا الطريق لتمر بجانبه .
وقفت سارة اسفل مياه صنبور الاستحمام تضحك لنفسها متذكرة كلام امير لها ..وما ان انتبهت لذلك حتى تمتمت (ياللهي سارة ..لقد جننت ..والله جننت ..الان مجرد كلمة منه تذهب بك الى السماء السابعة ولكن ..) وتنهدت بعشق وهي تضع يدها على قلبها مغمضة عينيها غارقة في الخيال مضيفة (ماذا افعل ..اشتقت له كثيرا ..كثيرا ..مجرد تذكري له يجعلني ...) وعلت انتها المتنهدة شوقا لتنتبه على ماكانت تقوم به فنفضت راسها مؤنبة نفسها وهي تكمل استحمامها متمتمة (ركزي سارة ..ركزي فوراءك العديد من الأعمال )...ولكنها ما ان خرجت حتى تفاجأت بامير يجلس على طرف السرير منتظرا اياها ..اقترب منها بخطواته البطيئة التي جعلتها تتوتر وتتراجع قائلة بابتسامة بشوشة مصطنعة ( امير ...هل هناك ما تحتاجه ..هل انت بخير ..ماللذي تحب ان اجلبه لك ) ابتسم امير ببطء واكمل اقترابه حتى حصرها بين الحائط وجسده ومد يده متلمسا خصلة من شعرها المبتل ومجيبا بنبرة مغرية (اجل ..انا بخير ..وما اريده كلانا يعرفه ..اما ماللذي احب ان تجلبيه لي )صمت منحنيا عليها اكثر حتى داعبت انفاسه وجهها هامسا بصوت اجش (احب ان تجلبي نفسك لاحضاني ) تسارعت انفاس سارة وقلبها يرقص نبضا فاقدة قدرتها على النطق وعيناها تذوبان اكثر في ملامحه التي ارتسمت عليها ابتسامة من يعلم جيدا مدى تاثيره عليها سحبت انفاسها بقوة هاربة بعينيها من عينيه مطلقة ضحكة عصبية ومجيبة بصوت حاد مضحك لم تعلم من اين خرج (امير ..انت تعلم ما حدث في اخر مرة اقتربنا فيها سويا ..كما انه وراءك معاد الان وايضا لا يجب ان تنسى ) وحاولت شغل تفكيرها بمشاكلها الاخرى ووجها يرتفع باتجاه امير لتبدأ باكمال ما قالته ولكن ما ان انفرجت شفتاها اصمتها امير بقبلة جريئة مقتحما فيها كل اسوار ابتعادها ويده تضمها اليه بقوة اما الاخرى فامسكت راسها باحكام لتمنع تراجعه...كانت قبلة جعلت جسدها يحترق مرة واحدة وبعنف ..حاولت السيطرة على نفسها متذكرة المه في المرة السابقة ..انتقل امير على رقبتها فتنهدت باستجابة اكبر وقبضتيها يحكمان اغلاقهما لتزيد الضغط فيهما حتى كادت اظافرها تنغرس في باطن كفها وسمعت صوتها كصدى ات من بعيد متمتة بكلمات متقطعة لوعة (امير ..ارجوك ..لا يجب.. ان ..نفعل ..هذا ) ابتعد امير عنها قليلا مجيبا بابتسامة متحدية وانفاسه الحارقة كنفثات نار تشعل وجهها وكيانها(لماذا ..ماللذي يمنعنا ..هل انت خائفة من ردة فعلك ولكن ) واقترب منها اكثر ) ثقي بي يا سارة كل ما اطلبه منك ان تثقي بي في كل شيء ( كانت كلمات امير كفيلة بجعل سارة تفقد القدرة على الوقوف لتغوص في اعصار مشاعرها ..وفي لحظة حاولت رفع يديها بلوعة لتضمه اليها فشعرت بامير يتحكم بيديها ليعيدهما خلفها مقيدا حركتها للخلف وهو ينصهر بشفاهه مع شفاهها بقبلة اخرى اعمق من الاولى ..ابتعد عنها وسمعت همساته المثقلة عند اسفل اذنها (يجب ان اذهب الان ..هذا فقط عينة لما ينتظرك سارة فانا صبرت عليك كثيرا وهاقد رأيت كيف تحكمت بك لامنع ما حدث من التكرار) كلماته ابتدات بايقاظها من سبات عواطفها الثائرة ...شعورها بانها تخضع للتجربة ولاثباته لها بانه قادر على جعلها تتنازل عن قراراتها وبرهنته عدم مقدرتها على مقاومته اغضبها فابعدت راسها عنه بانتفاض غاضب مجيبة بحنق (امير اذهب على موعدك الان ولنرى ان كنت ساسمح لك حتى الاقتراب مني بعدها ) اعتدل امير بوقفته رافعا حاجبيه بتحدي وهو يجيب (هل انت واثقة من رغبتك بذهابي الان)وعندما حركت راسها بالموافقة رفع يديه المفتوحة امام وجهها لتجد يديها متشبثة بها بقوة كبيرة وهو يشير بحاجبيه وعينيه عليها لترى مدى تشبثها به قائلا بمداعبة (كنت اود سماع كلامك حتى تكافئيني بقبلة ولكن انت تمنعيني من الذهاب ..فيبدو ان لسانك يقول شيء ولكن جسدك يقول امر اخر فما رايك ..الى اي لغة امتثل )تضاعف غيظ سارة من حركات امير معها ومن ضعفها فنفضت يديها بعيدا عنه محاولة دفعه عنها وهي تقول (لساني وجسدي كلاهما متفقان على ابتعادك عني و ...)انقطع سيل كلماتها وامير يلقي بثقل جسده عليها وهو يرفع يديها لفوق راسها قائلا بتحدي حازم قوي (لسانك وجسدك سيناجيان اقترابي لا ابتعادي لا تخلطي الامور سارة فانتي حقي ..كلك ملكي ..حجتك ستبطل بعد يومين وسماحي لك بالابتعاد عني فقط حتى لا تحملي نفسك ذنب المي وما حدث لي ولكن ..هذا الفراق سينتهي في اللحظة التي اريدها هل هذا واضح يا حبيبتي ..اما موضوع بهار فاظن اني اعطيتك المهلة الكافية لاستيعابه والان ساذكرك بوعدك لي الا نجعل شخص ثالث يدخل بيننا لذا ساتصرف سارة وساثبت لك بما لا يدع مجالا للشك من انتي بالنسبة لي ...والان ساتركك لاضطراري فقط الذهاب لهذا الاجتماع ولكن لنا عودة قريبا ) وابتدأ بالابتعاد عنها وقد غشى تفكير سارة وجسدها تشوشا متمازج مع مشاعرها فتمتمت بلا وعي وكلمات امير تسعدها وتغضبها بنفس الوقت ( الى اين ستعود ) ابتسم بجذل طفل مشاهدا سارة مستسلمة له بكليتها وقال وهو يلمس خدها بنعومة مودعا (اقصد لي عودة الى منزلي وسريري وحجرتي وحمامي و ..) وانحنى مقبلا خدها بتمتمة (وزوجتي ) ثم غادر المكان سريعا قبل ان يضعف وينسى كل شيء ويفقد سيطرته.
نظرت سارة الى انعكاس صورتها في المراة ...ماللذي يحدث لها ..انها بالفعل معه تفقد كل ذاتها ..وتستلسم بكل كينونتها مطالبة بالمزيد والمزيد مما يعطيه لها ..كانت كلما غرقت في تفكيرها ازداد تاكدها من تبعيتها لامير ومن تحكمه وسيطرته الكاملة عليها ...منذ تزوجا وكل شيء يتم كما يريد هو ما يسعى اليه يحصل عليه مهما قاومت او حاولت العناد ..حتى غيرته التي يقيدها بها تقبلتها ...من ناحية هي سعيدة لرضوخها واستسلامها امام جبروته ولكن من ناحية اخرى اصبحت خائفة ان تفقد كل تحكمها ونفسها وتتعلق به بشدة وهذا سيجعلها اكثر حساسية وعرضة للانهيار في اية لحظة ..عنفضت راسها وحاولت الهاء نفسها باي شيء بعيدا عن التفكير فقامت وارتدت ملابسها ونزلت عند هزار وعادل ومريم لتكمل يومها بشكل عادي .
حاولت سارة تأخير نفسها في القصر قدر استطاعتها لتتهرب من امير راجية ان يكون قد نام كما كان يفعل في الايام السابقة من النوم باكرا ولكنها عندما دخلت الى حجرتها بعد ان اطمأنت على هزار وعادل راته يجلس خلف المكتب ويكتب ..ابتسم بتحدي عندما راى نظرتها الخائبة قائلا (اجل مع الاسف كنت انتظرك ..واجل تأخرتي كثيرا في القصر ..ثم اعتقد انه يجب ان تغيري عادة الهرب لديك فانا اصبحت اتوقع تصرفاتك كلها) رفعت سارة كتفيها ببرود قائلة وهي تتجه الى حجرة الملابس لتبدل ملابسهاx (بصراحة هذه انا ..انسانة مملة يمكنك ان تفقد الامل في تغير عادتي) لحظات فصلت بين كلامها وشعورها بيديه تحيطانها من الخلف وراسه ينغرس في شعرها هامسا( لا اغيرك ولو بكنوز الكون فانتي عندي بكل الكون ) اغمضت سارة عينيها محاولة تذكر كل قراراتها وخوفها ولكنها شعرت بابتعاده عنها قليلا وهو يقول (تعالي ..ساريك شيئا) ودخل الحجرة مرة اخرى متوجها الى مشغل اسطوانات لاحظت وجوده للتو وراته يفتحه لتنبعث منه موسيقى هادئة ومن ثم اخفت انارة الحجرة بجهاز التحكم وامسك ورقة رفعها امام عينيها قائلا ( كتبتها لاجلك وانا انتظرك هذا دون ذكر اشعاري الاخرى لك )والان ساسمعك اياها بصوتي لو سمحتي )حركت سارة راسها موافقة وهي تنظر اليه كالمسحورة فاخذها بين ذراعيه راقصا معها بحميمية مبتدئا بترديد كلماته على نغمات الموسيقى الهادئة ويداه تتلمس ما تقوله كلماته في شعره..
بين عينيكي هلاكي
وفي ثغرك مماتي
وما بين هلاكي ومماتي تقبعين انتي
ياصاحبة الشعر الغجري
الى اين تأخذني يداكي
لا ارى في شروق الشمس الا شفتاكي
ولا اسمع من تغريد العصافير الا همساتي
ترجوكي البقاء وترجوني ان ترحميي دماري
عند شواطئكي تتنازل مرساتي
لتقف سفني مشعلة نبضاتي
فافقد في انفاسك انفاسي
وانسى في كلماتكي كلماتي
تقوديني كطفل الهو لأجد فيكي كل ضحكاتي
وتاسيريني كسجين يعشق الممات عند اعتاب قدماكي
من انتي وكيف انتي ولماذا انتي كلها اسئلة تقض منامي
ولكني دوما لا احيا الا عندما تزورين احلامي
رايت فيكي كل النساء وعهدت معكي كل احساسي
عشقي غرامي وحتى ذروة هيامي
كلها عرفتها في لحظة ضممتك في احضاني
لتذوب عظامي بلمسة تلمسها انفاسكي
فاحترق غيرة لنظرة ينظرها اليك غيري
في محرابك اعلنت استسلامي
وعلى اسوار حصونك اشرعت راياتي
حروف اسمي نسجتها نغماتكي
لاضيع بعدها في بحور خيالي
يا ترى هل احبك
سؤال غريب تردد في ذكرياتي
ولكن الاغرب كان في اجاباتي
كلا بالطبع كلا فالحب لا يصف جزء من معاناتي
ولكن هل هناك في كل لغات الكون من يصف ربع مشاعري
او حتى يخط عواطفي في عباراتي
احتراق ..اشتياق ...ولوعة ...هي كلها مأساتي
فهل ياترى اجعل سكناكي في حنايا فؤادي
اريدك اجل ..احبك احل ..اموت دونك ماهذا الا قليل من رغباتي
صدقيني لا اجد ما يمكنه ان يحوي كل نبضاتي
ولم اسمع بكلمة تعبر عن لمحة من ثورة اعصاري
بك ومعك واليك تبدأ وتنتهي حياتي
فاقتربي مني خطوة لامشي اميال لملاقاتكي
واسقيني بشهد رحيق لمساتك لترويني فتنيرين ايامي
لأعلن امام الملأ يا صاحبة الشعر الغجري كل وجداني فداكي
وانحنى بعد انتهائه ليقبلها برقة سلبتها اخر معاقل تفكيرها ..فاخذت تردد دون وعي كلمة (احبك كثيرا) ويداها تتوهان في رحلة غرام ..لم تعد تريد التفكير ولا المقاومة وكل ما خطر على ذهنها في هذه اللحظة انه زوجها الذي تحبه فقادت طريق عشقها..صدم امير من ردة فعلها ...لقد ظن انها ستتدلل وتتحجج بتعبه ولكن تلك الانثى الجامحة القوية الشغوفة التي تحدت كل تحكمه فتنته وسلبته كل ذرة تعقل او سيطرة على الموقف ... ظن بغرور عندما تحدها في الظهيرة انه قادر على التحكم بكل شيء لتاتي وترمي بكبريائه عرض الحائط وتتركه يرتجف كطفل بين يدها .
استيقظ امير من نومه على اثر خصلة هاربة من شعر سارة المتوسدة صدره دغدغت انفه مع نسمات الصباح التي هبت لتملأ الحجرة بعبيرها..ابعدها عنه وهو ينظر الى مهرته ...اجل انها كالمهرة العربية بشعرها الثائر ..وحتى في استسلامها ترسم شموخها وعنفوانها... مختلفة في كل شيء عن بقية النساء ... من تتعامل معه بالند ولا تقبل ان يتحكم بها احد .. من تثبت له في كل لحظة بانه مهما بلغ ضعفها فهي فولاذية لا تسمح لنفسها بالاستسلام .. نار تصادمت مع جليدها .. وجبال تصادمت في عشقها .. فتاته تجمع الشمس بشعرها وتفتك بالعقل بصمودها .. انها فتاة متناقضاته التي يعشقها بجنون ..عاد لاغماض عينيه مرة اخرى شاعرا بالتعب وبصداع في راسه فما حدث بينهما بالامس فاق كل التوقعات وانساه المه ليعود اليه بشكل مزمن خاف ان يظهر عليه فتصاب سارة بالذنب ..ابعدها عنه وذهب الى الحمام ليستحم بماء ساخن عل الم راسه يخف قليلا واخذ مسكنا قويا من مسكاناته ...وبعد مضي نصف ساعة شعر بالتحسن فيها ارتدى ملابسه ونظر الى حبيبته التي ظهر عليها التعب ايضا وابتسم بعشق متمتما (ياللهي ..ماللذي تفعلينه بي ايتها المجنونة العاشقة لاحبك هكذا وافقد نفسي معك هكذا ) ونفض نفسه مبتعدا لينزل الى الاسفل محاولا تجهيز بعض الافطار كما ابتدأ باجراء اتصالته فاليوم لديه العديد من الاعمال وكما يبدو ان غدا سيضطر للذهاب الى اسطانبول
استيقظت سارة متمطية بكسل ورائحة البيض والشاي تداعب انفها وفتحت عيناها لترى عربةx الطعام بجانبها جاهزة بالافطار وامير يظهر من زجاج الشرفة متحدثا بانفعال على الهاتف وفي يده بعض الاوراق وهو يذرع الشرفة بطولها بنشاط ...ابتسمت سارة مراقبة تحركاته وشاعرة بالحسد نحوه لنشاطه فهي تشعر بعظامها مفتتة من الاجهاد ...لاحظ امير استيقاظها فابتسم واغلق هاتفه وفتح باب الشرفة ليدخل الحجرة قائلا بنشاط (هيا ايتها الكسولة ..الى متى ستظلين نائمة ..وراءنا الكثير من العمل اليوم ..كما انه بعد اسبوع سيقام مؤتمرنا السنوي لشركتنا والذي نعرض به اخر انجازاتنا وتطوراتنا لذا حاولي اليوم تنظيم القصر قدر استطاعتك فغدا او بعد غد على ابعد تقدير يجب ان نكون في اسطانبول ..والان ساتركك لتفطري براحتك وساضطر لاسبقك للقصر ويمكنك ان تتبعيني عندما تكونين مستعدة )وتوقف قليلا متسائلا بريبة طفيفة ) سارة .. كيف تسير الامور مع فهرية وامها .. ( تغضن جبين سارة بتفكير وضيق مجيبة ) اوه امير .. صدقا لا تذكرني فاسم هذه المراة مصاحبا للمشاكل .. واكثر ما يضايقني انها لا تظهر بنفسها بل تعتمد وجود من يقوم بعملها القذر .. تحرض الخادمات علي بطريقة مبطنة كي لا استطيع عقابهم او مواجهتها .. ولكن اكثر ما يثير حيرتي هو كثرة خروجها من القصر في الفترة الماضية .. اشعر انها تخطط لامر جلل ( عقد امير حاجبيه بتفكير مجيبا ) معك حق .. لقد طال الامر واصبح مخيفا وان الاوان لاحاول تنحيتها بالكامل .. لقد انشغلت باصابتي في البدء..ساطلب من احد اعضاء الامن ان يراقبوها دون ان تشعر لنستنبط ما تحاول القيام به ..والان ساغادر وحاولي الا تحتكي بها او تواجهيها قدر الامكان (
اغرقت سارة نفسها بالعمل في القصر لتحل مشاكله خاصة مع غياب عائشة الشبه كامل بسبب مرضها محاولة الا تفكر بحديثها الذي دار مع امير عن نوايا فهرية ..تنبهت الى عادل اللذي جاء عندها ليطلب منها ببراءة ان تاخذه على الاسطبل فورا لان هناك ما يريد ان يريها اياه ويخبرها به وعبث حاولت الفهم ولكنها في اخر الامر اطاعته لتتبعه الى الاسطبل من طريق خلفية قادها اليها كانت تراها لاول مرة ولكنها لم تلق بالا لان تفكيرها كان منصبا على امير ورغبتها في الاطمئنان عليه بعد ارهاقه البارحة ...ما ان وصلت الى هناك ودخلت الباب حتى سمعت صوت ياتي من خلفها هامسا باذنها وبفوهة باردة تلتصق بظهرها عرفت انها مسدس (اهدئي وطاوعيني والا قتلت عادل دعيه يخرج بدون ان يشعر بشيء ) نازع الخوف قلب سارة وعقلها وكل تفكيرها منحصر بعادل اللذي قال ببراءة موجها حديثه للرجل ( لقد احضرت امي كما طلبت والان اين الحصان اللذي ستجعله لي لتراني وانا اركبه باشرافها ) فهمت سارة الطريقة الخبيثة التي استخدموها في استدراجها فقالت بصوت حنون شابته نبرات قلقة (حبيبي ..ما رايك ان تطلب الحصان من عمك النسر وتخبره بما حدث ..هيا بسرعة اذهب اليه وانا ساتبعك) اطاع عادل كلامها وخرج فتنهدت بعمق لتخبئ خوفها قائلة ببرود (والان ماذا اتعلم انك حكمت على نفسك بالاعدام .،ليس على يد امير ولكن على يدي ..كيف تجرء على خطفي وتتسبب باقلاق راحة زوجي المريض ..الان سيغضب وسيثور وسيتعب بسبب خوفه علي ..حقا لن اسامحك ان حدث له شيء ) شعرت بعدها بقسوة يديه وهو يربط يديها خلفها مجيبا ببرود غاضب وبصوت بشع وانفاسه المثقلة برائحة الكحول والتبغ تثير غثيانها (الست خائفة على نفسك ..وخائفة على تعب زوجك ..الا تدركين اني قد اقتلك )
-بل اخاف على نفسي ...ولكن نفسي هي زوجي ..لا اعتقد انك تفهم هذا الحب (ردت سارة بحقد بالغ والخاطف يغلق عينيها برباط ثم فمها قائلا (سواء كنت خائفة على زوجك او نفسك فاهدئي وكفي عن المقاومة ان اردت الحفاظ على حياتك ) وشعرت به يحملها على كتفه مغطيا اياها بلحاف ثقيل وكانه ينقل بضاعة وهو يعيد تحذيرها (اهدئي فصراخك لن يجلب لك سوى المتاعب ولن يسمعك احد ) حاولت سارة التحرك والمقاومة الا انه انزلها واحكم تقيدها لتشعربوخزة ابرة في ذراعها وصوته يقول (لقد حذرتك ) وبعدها غابت الدنيا واسودت امامها.
استيقظت سارة وهي لا تدري المكان اللذي توجد به ولكنها اشتمت رائحة طحين فادركت انها غالبا في مصنع او مخزن طحين كما ان الظلام اللذي احاط بها وراته بعينيها التي ازيل غطاءهما جعلها تفهم ان الوقت الان ليلا وانه مضى على خطفها اكثر من اربع ساعات ..عندما اعتدلت بجلستها رات خاطفها يجلس امامها مدخنا بسيجاره فسالته بحقد (من انت ..وماللذي تريده ولماذا تخطفني) ضحك الخاطف بسخرية قائلا(لا يهم من انا ولكن يجب ان اخطفك لاجعل امير يحترق بدونك ويذوق نفس الكأس اللذي ذقته بسببه ) ابتدأت سارة بالوقوف فصرخ الخاطف بها قائلا (اجلسي مكانك ان لم تكوني تريدين الموت )كلماته الغير متزنة جعلتها تدرك انه سكران وليس في كامل وعيه وانه خائف ويقوم بخطفها مضطرا وليس لديه خبرة بالامر كما شعرت بان هدف ما يحدث ليس اذيتها ..راقبته وهو يقف مترنحا وملوحا بمسدسه بتهديد فقالت بلهجة حذرة (انت تعمدت فعل هذا لتوقعو امير بفخ وليس لتؤذوني ) صرخ الخاطف بقوة عليها مطالبا اياها بالصمت ظانا انها ستخاف منه ولكنه فوجئ بها وهي تهجم عليه قائلة (يبدو انك لا تعلم انني بطلة في الكاراتيه وقد نجوت عدة مرات من الخطف وانا في اطباء بلا حدود ) وضربته بقدمها بكل قوتها بين قدميه لينحني ساقطا على الارض متالما ..ضربت المسدس بعيدا عنه مخفية اياه في مكان من الصعب الوصول اليه اسفل احد مكائن التصنيع ..اخذت تجري في المكان بحثا عن الباب وهي تسمع وعيده لها وركضه خلفها ...وعندما وجدت الباب خرجت وابتدأت بالركض بممر طويل شبه مهجور تفاجأت به وهو يلحقها ويمسك بها مسقطا اياها بقوة وضاربا خدها بصفعة اسالت الدماء من شفاهها وهو يشدها من شعرها بقسوة جعلتها تصرخ الما ودموعها تنهمر وهي لازالت تحاول الفرار ولكن جسده العملاق اعاقها فشدها ممزقا كل ازرار قميصها ..عاد ليصفعها مرة اخرى بقوة اكبر اصابتها بالدوار ..مرت ثواني رات فيها نظرته المشتعلة شهوة لجسدها اللذي ظهر فعادت لها قوتها اضعافا لتضربه براسها في راسه مسببة الجرح لكليهما وهو يرتمي ارضا ..وقفت باعجوبة مترنحة ومحاولة اكمال فراراها ولكنه امسك بها مرة اخرى وكاد يعود لضربها الا ان ضوء مبهر غمرهما ..وفي ثواني كانت هناك العشرات من السيارات تحيط المكان والعديد من الرجال يترجلون منها لينقلب الوضع .. وجدت سارة نفسها بين يدي رجال الامن اللذين عرفتهم وهم يبعدونها عن الخاطف حيث قيده اثنان منهم ..لحظة واحدة ظهر فيها امير في منظر لم تره سارة قبلا ..كان بالفعل كشيطان اسود التفت اليها لجزء من الثانية ليرى ما اصابها ثم تقدم كالاعصار باتجاه الخاطف ضاربا اياه ضربته الاولى في بطنه بقوة جعلت الدماء تنفث من فم الخاطف لتكون هذه الاولى في سلسلة الضربات المتتالية التي اخذ يضربها للخاطف بتتابع وقوة مخيفين جعلا سارة ترى امير كشخص اخر غير حبيبها وهي تسمع صوت تكسر عظام الخاطف بين يديه وهنا ادركت الهدف من خطفها ..حررت نفسها من الحرس وركضت بسرعة باتجاه امير لتحاول ايقافه عن قتل الخاطف حتى لا يقع في الهفوة التي يبحث عنها اعداءه ليهددوه بها ..صرخت باسمه باعلى صوتها ممسكة يده بقوة راجية ان يتوقف ..في البدء لم يستوعب وجودها فنفضها بعيدا عنه بقسوة .. سقطت صارخة بقوة متأذية منه ..كانت صرختها هي الشيء الوحيد اللذي اعاد القليل من عقله له وابعده عن الخاطف لينحني باتجاهها خائفا مستجيبا لندائها ...وهنا تشبثت به بقوة محتضنة اياه ببكاء مرير قائلة (اميير ارجوك ..ان هذا ما يريدونه ان تقتله ) نظرات امير الزائغة اليها وصراخه الغاضب المتألم وهو يجيبها (فليحصلو على ما يريدون لاني ساقتله ..يجب ان اقتله لانه تجرأ ومسك..مالذي كان سيحدث لك لو تاخرت) عادت سارة لاحتضانه بقوة اكبر متشبثة به رافضة محاولاته لابعادها عنه وهي تجيبه (كنت ساهرب ..اصلا لقد نجحت بالهروب ..ارجوك امير ابقى معي واتركه ..انه فرصة لتتمكن من استجوابه ومعرفة من وراءه والحصول على دليل يدين من نريد الايقاع به ارجوك ..لا تتركني انظر الي واحتضني ..انا خائفة من دونك ) ابتدأ جسد امير باللين بين يديها وشهقات بكاءها تمزق قلبه وهو يحتويها محاولا طمأنتها ولكنه سمع ضحكة الخاطف وهو يقول شامتا(انت لم تعلم ما فعلته بجوهرتك طوال اربع ساعات كانت فاقدة الوعي ..لقد اغتصبت كل جزء فيها و استمتعت به ..يالجبنك اتبتعد عن ثارك هكذا بسهولة..) اطارت تلك الكلمات ماتبقى من ادراك لدى امير ليعود حس القتل لديه غازيا عقله فانتزع سارة بعيدا عنه وعاد كاعصار باتجاه الخاطف نافضا نفسه من سارة التي حاولت التشبث به من الخلف صارخا في رجال الامن (امسكوها بعيدا عني ) .. ضرب الخاطف ضربة ساحقة كادت تزهق روحه .. عندما اراد توجيه الضربة الثانية سمع صوتا مخيفا من سارة .. التفت اليها فراها تسقط جالسة بنفس الطريقة التي كانت عليها قبل ان تنهار سابقا وجسدها يرتعش بانتفاض عنيف...لحظات بسيطة فصلته قبل ان يركض اليها ليحتضنها محتويا اياها بكل قوة مرددا (حبيبتي ..قلبي ..انا بخير ..ارجوكي سامحيني ..انا معك..انا بجانبك) ..بقي جسدها يرتجف بين يديه للحظات قبل ان تبدأ بالهدوء وترتخي بين يديه باكية بحرقة وهي ترجوه بكلمات متقطعة (ضمني اليك وخذني للمنزل ولا تتركني) ..اطاعها وهو يسمع صراخ الخاطف الهستيري خلفه الا انه لم يدرك ما يقوله فكل تركيزه كان مع سارة .. صرخ في رئيس جهاز امنه (احجزه في المكان الذي تعرفه وقيده جيدا واحرص على عدم قتله نفسه ولا تسمح لاحد ان يراه او يعلم عنه شيئا انه مسؤول منك منذ الان وحياتك مقابل حياته ..هل هذا واضح) وركب السيارة واضعا سارة في احضانه ومطالبا السائق بالتوجه للمنزل.
- (امير ) همست سارة باسم امير بخفوت صمتت بعده قليلا لتسمع اجابته ولكن صمته جعلها ترفع نفسها قليلا من احضانه وتنظر الى ملامحه الظاهرة بصعوبة اثناء شروده وقد ارتسم فيها ظلمة ضاهت ظلمة الاجواء في السيارة ان لم تكن فاقتها..ظلمة جعلت قلب سارة ينتفض بعنف ...انتبه امير الى حركة سارة التي انتشلته من افكاره فقال بصوت بدا جاف مبحوح (ماذا هناك سارة ..هل انتي بخير) ..رفعت سارة يديها التان تتموضعان على صدره ورقبته لتحيط بها وجهه بحنان خائف قائلة بصوت ارتجفت نبراته (انه لم يلمسني ..اقسم لك ..لم اكن انا المقصودة ..لقد تعمدو وضع شخص ضعيف فقط ليستدرجوك للفخ لتقتله وبهذا يمسكون هفوتهم عليك والتي ستتدمرك وتدمر كارتال ...لقد كان يعلم انه يضحي بروحه لتقتله لذا كان سكران مرعوب ومتخبط الخطا ولكن يبدو ان هناك امر ما سلبوه منه او وعدوه به مقابل تضحيته بحياته ...ولذلك تعمد اثارتك وذكر امر الاغتصاب الوهمي ..صدقني امير )...تنهد امير بعمق معيدا راس سارة الى صدره ومربتا عليها وهو يجيب بصوت بارد النبرات وكانه اتى من بئر سحيقة ( اصدقك سارة واثق انه اضعف من ان يغتصبك ولكن هذا لا يغير حقيقة تعرضك للخطر بسببي والان كفي عن التفكير وارتاحي لقد كدتي للتو ان تنهاري ) توترت سارة لنبرته التي اخافتها ولم تستطع منع نفسها من القول بارتباك (وما ذنبك انت يا امير ...لقد استغلو عادل ليوقعوني ..عندما اخبرته ان يحكي لك ما حدث تمنيت ان تفهم رسالتي من خلاله ) حرك امير راسه بالموافقة ناظرا الى نافذة السيارة بجانبه وعيناه تعودان لشرودها وهو يجيبها وعقله يسترجع ما حدث معه (اجل جاء عادل واخبرني ما حدث وفهمت عليه ولولا هذا لما اكتشفنا اختطافك باكرا و لمالحقت بذلك الوغد قبل ان يؤذيك اكثر ولما ...) وصمت غير قادر على اكمال كلامه ...اعادت سارة رفع راسها واحتضنت وجهه لافتة اياه باتجاهها قائلة (امير ..لم يحدث شيء ولم يكن ليحدث شيء .كف عن القلق ..انظر الي ..انظر انا بخير) انتقلت نظرات امير على وجه سارة بالم اكبر وهو يتنهد بحرقة هامسا بصوت فقد الحياة وجعا ويداه تلمس جبهتها فخدها فشفتها (اي خير هذا سارة ...اتسمين جبهتك المجروحة والمتورمة خير ..ام خدك اللذي تضاعف حجمه مرتين من شدة ما تلقى من صفعات ..ام شفتك التي شرطت بجرح نزف بدماءك الغالية منه حتى ملئ فمك ...اااه سارة اي خير هذا ..كيف سمحت لهم ان يفعلو بك هذا ..كيف جرؤ على مسك هكذا ..كيف تعرضت لكل هذا ليوقعوني بفخهم ..انني السبب بكل ما حدث...ماذنبك انت ليحدث معك هذا ..اجبرتك على الزواج لتري ابني اختك وكل هذا لارضي غروري...تعرضت للانهيار بسببي ..صفعتك فهرية بسببي ..انفصلت عن بلدك ووطنك الذي تحبينه لاسكنك كارتال التي تكرهينها ...مملكة العبيد ...والان تعرضت للاختطاف وخطر الاغتصاب والاعتداء العنيف على جسدك ..وايضا بسببي ...ولماذا ..ماللذي قدمته لك بالمقابل ..حياة لم استطع حمايتك فيها كما وعدتك ..عن اي خير تتحدثين)
ترقرقت دموع الالم والخوف من عيني سارة وهي تسمع كلمات امير وداخلها شعور بالرعب وبانه سيتخلى عنها ...فقالت بصوتها المرتجف (امير ...مالذي تقوله ..يكفي ما منحتني اياه من الحب ..لقد ..) قاطعتها ضحكة امير الهازئة من نفسه وهو يجيب بسخرية مريرة (اي حب سارة ..اي حب ذلك الذي يجلب لك كل هذه الالام ...هل تسمين هذا حب ..انه دمار ..انه موت انت في غنى عنه) انتفض جسد سارة بعنف من كلمات امير وهي تتخيل حياتها بدونه وقالت بصوت بالكاد ظهر (ماللذي تقوله امير ..هل تعني انك الان تريد ان تخرجني من حياتك ) صمت رهيب تلا سؤالها ...صمت قطعه ازيز الرياح المنبعثة من نافذة السيارة المسرعة لتبرد عرق سارة المتفصد رعبا وتوترا ...كان خوفها من جواب امير مضاعف عن خوفها وقت خطفها ..تلك النظرات القاسية التي لم تعتدها من امير كادت تدمرها حقا..هل يرى في عدم وجودها راحته ..هل اصبح يتمنى ان تتركه ...هل تؤذيه ببقاءها معه كلها اسئلة زادت كيانها ارتجافا ..انها لم تصدق نفسها عندما وجدته ..فوجدت معه سعادتها وامانها الضائعين ..والان يريد ان يتركها ايضا...الم يكن هو من قال لها انه لا يستطيع العيش بدونها ...اخذت تنتظر جوابه كانه حكم عليها بالاعدام ..سمعت تنهيدة امير وشعرت بقبضته التي اشتدت حولها ثم ...رات نظرته الجليدية التي انبأتها بجوابه ..سمعت تلك الحروف التي قتلت روحها (معك حق ..ربما في عودتك الى لندن خير لك..انا لا اريد ان اكون انانيا واحتفظ بك هنا مما قد يسبب الموت لك ) صاحب تلك الكلمات توقف السيارة معلنة وصولهم الى المنزل ...تسارعت انفاس سارة محاولة استيعاب كلماته ..فتح الباب ليترجل من السيارة وهو يحملها ولكن اعصار غضبها تفجر في تلك اللحظة ..كل ما تعرضت له من خوف وقلق عليه وهي في الاسر ..ذلك التوتر اللذي صاحبها اثناء هروبها ...الرعب اللذي اصابها وهي ترى امير يضرب الخاطف ويكاد يفقد كل شيء بقتله ...اقترابها من الانهيار ...والان كلماته التي يعلن فيها استسلامه مبتعدا عنها وبانيا حاجزا حديديا بينهما ..انتفضت منزلة نفسها بقوة حركها غضبها وهي تبتعد عن امير باعصار غاضب صارخة (اياك ...اياك وان تجرء على لمسي بعد الان امير..لا اريد منك اي شيء ايها الجبان ) ومشت بخطوات سريعة باتجاه المنزل ..سمعت شهقته المذهولة خلفها ثم شعرت به يلحق بها محاولا الامساك بها ولكنها تنصلت بقوة قائلة بغضب اكبر وبصوت يقترب من الهستيرية (قلت لك اياك والاقتراب مني والا اقسم ان اقتل نفسي وارتاح من كل ما تفعله بي وانا طبيبة واعرف اسهل الطرق واسرعها واكثرها كفاءة ..يكفي ما سمعته منك حتى الان ..لا اريد رؤيتك )..ومشت بسرعة اكبر غير ابهة بنظرات امير المصعوقة من تهديدها وهو يحاول استيعاب حالتها ..عاد ليقترب منها صارخا وهي تدخل المنزل (ماللذي تقولينه سارة ..هل جننتي ..كيف تهدديني انت ايضا بحياتك ..انتظري ..انت متعبة ..دعيني احملك ) ووقف امامها مانعا اياها من التحرك ولكنه انصدم من دفعتها له على صدره بكل قوتها مجيبة بصراخ هستيري ( لا دخل لك بحياتي بعد الان طالما انك تخليت عن هذا الحق وتريد التخلص مني لاذهب الى لندن ..انا كفلية بالحفاظ على نفسي كما كنت افعل دائما ..لا اريد منك اي شيء ..انا اكرهك لكثرة ما احببتك ) وقالت كلماتها الاخيرة بدموعها التي انفجرت كسيول جارفة وهي تركض بترنح الى الحمام لتغلق على نفسها منهارة على ارضه ..وسمعت صوت امير القلق وهو يضرب الباب قائلا (سارة ..حبيبتي ارجوكي افتح الباب ..دعيني اطمئن عليكي ..ارجوكي ..اعتذر عن اي شيء المك ولكن لا تفعلي هذا بنفسك ..ارجوكي ) عادت سارة لتصرخ بغضب هادر مخفية المها وانهيارها ( انا بخير فابتعد عني ..انا بخير فكف عن قلقك الزائف واتركني ...لو كنت تخاف علي كما تقول لما طلبت ابتعادي عنك ولحميتني بين احضانك ..ولكن ..،ارجوك امير اتركني الان والا سافعل بنفسي شيئا ..اتركني حتى اهدء) ارتعب امير من صوتها فقال بارتجاف (حسنا سارة سافعل ما تريدين ولكن ارجوكي كوني بخير ..ها انا اتركك والان كفي عن البكاء )وتلا كلماته صمت ساد المكان لم يقطعه سوى شهقات نحيب سارة الحارقة .

انتهى الجزء الاول باقي الجزء الثاني من الفصل


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس